Professional Documents
Culture Documents
التحكيم-في-مجال-الصفقات-العمومية-في-ظل-القانون-الجزائري (1)
التحكيم-في-مجال-الصفقات-العمومية-في-ظل-القانون-الجزائري (1)
ﻣﻘدﻣﺔ:
ﺗﻌﺗﺑر اﻟطرق اﻟودﯾﺔ أو اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌﺎدﯾﺔ أو اﻹدارﯾﺔ ﻣن أﻫم اﻟطرق ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﺧﺎﺻﯾﺔ
اﻟﺑﺳﺎطﺔ واﻟﺳرﻋﺔ واﻟﺗﺧﺻص ،ﻟﻬذا ﻧﺟد ﺟل اﻟﻘواﻧﯾن أﻗرﺗﻬﺎ رﻏم إﺧﺗﻼف ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟودﯾﺔ وﺗﻔﺎوﺗﻬﺎ ﻣن ﻣﺟﺎل ﻵﺧر ،ﻓﻔﻲ
ﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺑﺳﺑب أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ووﺟود ﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻛﺛﯾرة ﻗد ﺗﺷوب ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ،ﻧﺟد ﺟل اﻟﻘواﻧﯾن
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗطرﻗت ﻟﻠطرق اﻟودﯾﺔ ﻟﺣل ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑداﯾﺔ ﻣن اﻷﻣر 90/67اﻟﻰ آﺧر
ﻧص وﻫو اﻟﻣرﺳوم .247/15
- 483 -
د /ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ
ﻓﺣدد ﻫذا اﻷﺧﯾر أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟﺣﺎدي ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم
،247-15اﻟوارد ﺿﻣن أﻗﺳﺎم اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ،153ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺳم
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ":ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أن ﺗدرج ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط اﻟﻠﺟوء ﻻﺟراء اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻠﻧزاﻋﺎت وﻫذا ﻗﺑل ﻛل
ﻣﻘﺎﺿﺎة أﻣﺎم اﻟﻌداﻟﺔ ،وأﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﺑﺣث ﻋﻠﻰ ﺣل ودي ﻟﻠﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗط أر ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ ﺻﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ﻛﻠﻣﺎ ﺳﻣﺢ ﻫذا اﻟﺣل
ﺑ ـ/
-اﯾﺟﺎد اﻟﺗوازن ﻟﻠﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل طرف ﻣن اﻟطرﻓﯾن.
-اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ أﺳرع اﻧﺟﺎز ﻟﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺔ.
-اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺗﺳوﯾﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ أﺳرع وﺑﺄﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ.
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺗﻔﺎق اﻟطرﻓﯾن ﯾﻌرض اﻟﻧزاع أﻣﺎم ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻠﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺑﻣوﺟب أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة
،154ﻟدراﺳﺗﻪ ﺣﺳب اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ،155وﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ أن ﺗﺑﺣث ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون أو اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻻﯾﺟﺎد ﺣل ودي وﻣﻧﺻف ﺣﺳب اﻟﺷروط اﻟﻣذﻛورة ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
واﻟﻣطروﺣﺔ أﻣﺎﻣﻬﺎ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻣﻊ ﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن أﺟﺎﻧب ﻓﺗﺗم ﺗﺳوﯾﺗﻬﺎ اﻟودﯾﺔ ﺑﺎﻟﻠﺟوء
إﻟﻰ ﻫﯾﺋﺔ ﺗﺣﻛﯾم دوﻟﯾﺔ ،ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻗﺗراح ﻣن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻟﻠﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ أﺛﻧﺎء اﺟﺗﻣﺎع اﻟﺣﻛوﻣﺔ".
ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﺣل ودي ﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت
ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة ﻧﺣدد ﺛﻼث أﺳﺎﻟﯾب ّ
اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫﻲ :اﻟﺗﻔﺎوض اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﯾن أطراف اﻟﺻﻔﻘﺔ ،اﻟطﻌن أﻣﺎم ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ،اﻟطﻌن أﻣﺎم ﻫﯾﺋﺔ ﺗﺣﻛﯾم
دوﻟﯾﺔ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ رﻗم 09-08اﻟطرق اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء،
ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺎول اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ،وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺻﻠﺢ واﻟوﺳﺎطﺔ واﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﻫذا اﻷﺧﯾر واﻟذي ﻫو ﻣوﺿوع ﺑﺣﺛﻧﺎ ﺣﯾث
ﯾﻌﺗﺑر أﻫم وﺳﯾﻠﺔ ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻪ ﻣن ﺧﺻﺎﺋص وﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻹﺟراءات ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس ﺑﺎﻹﯾﺟﺎب ﻋﻠﻰ
ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﻗد ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن 975إﻟﻰ 977ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻹدارﯾﺔ،
وﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن 1006إﻟﻰ 1061ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺳواء ﻛﺎن داﺧﻠﯾﺎ أو دوﻟﯾﺎ .وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن طرح اﻟﺗﺳﺎؤل اﻟﺗﺎﻟﻲ:
إذا ﻛﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻣن أﻫم اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻣﺎ ﻫو ﻧطﺎﻗﻪ وﻣﺎﻫﻲ ﺧﺻوﺻﯾﺗﻪ
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل؟ وﻣﺎ ﻣدى ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ؟
وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺳﺄﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ اﻟﻧﻘدي ﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08وﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻷوﻻﻟﺗﺣﻛﯾم ﻛﺂﻟﯾﺔ
ﻟﺣل ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺧﺻوﺻﯾﺗﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻧطﺎﻗﻪ ،واﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧﺗﻧﺎول إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ اﻷﺣﻛﺎم
اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم ٕواﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟداﺧﻠﻲ و إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻟﺣل ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
إن ﻣن أﻫم اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ رﻗم 09-08ﻫﻲ إﺟﺎزة ﻟﺟوء اﻷﺷﺧﺎص
اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟواردة ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ أو ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻷن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻻ
ﺗﺧﻠو ﻣن اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﻗل إﺑراﻣﻬﺎ وﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ وﻫو ﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻛذا ﺗﻌطﯾل ﺑراﻣﺞ
- 484 -
اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ٕواﯾﻘﺎف ﻋﺟﻠﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺈﺗﺑﺎع اﻹﺟراءات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،وﻛطرﯾق ﺑدﯾل ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت أدرج اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري طرﯾﻘﺔ
اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻪ ﻣن ﺳرﻋﺔ وﺳرﯾﺔ وﻛﻔﺎءة وﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ،
وﻟذﻟك ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث إﻟﻰ ﻣطﻠﺑﯾن ﺑﺣﯾث ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻷول ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺣﻛﯾم ،وﻧﺗطرق ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻧطﺎﻗﻪ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
إن ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻻ ﯾﺧﺗﻠف ﻛﺛﯾ ار ﻋن ﻣﻔﻬوﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻷﺧرى ،وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة
إﻟﻰ أن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻟم ﯾﻌرﻓﻪ اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 247-15اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،ﺑل
ﻋرﻓﻪ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ رﻗم 09-08ﻣن ﺧﻼل اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺧﺎﻣس ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت،
وﻣن أﺟل اﻹﻟﻣﺎم ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺗطرق ﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟداﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻷول ﺛم ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺛم ﻓﻲ
ﻓرع ﺛﺎﻟث ﻧﺗطرق إﻟﻰ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﺣﻛﯾم.
اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟداﺧﻠﻲ ﻣﺟﺎل ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﻟﻘد ﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺳواء ﻛﺎن ﺷرطﺎ أو اﺗﻔﺎﻗﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 1007و 1011ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ،
ﺷرط اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻫو اﻻﺗﻔﺎق اﻟذي ﯾﻠﺗزم ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻷطراف ﻓﻲ ﻋﻘد ﻣﺗﺻل ﺑﺣﻘوق ﻣﺗﺎﺣﺔ ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺎدة 1006ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون
ﻟﻌرض اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺎر ﺑﺷﺄن ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم ،أﻣﺎ اﺗﻔﺎق اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻫو اﻻﺗﻔﺎق اﻟذي ﯾﻘﺑل اﻷطراف ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﻋرض
ﻧزاع ﺳﺑق ﻧﺷوؤﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم وﺑﺈﺳﻘﺎط اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻛل ﻣن ﺷرط اﻟﺗﺣﻛﯾم واﺗﻔﺎق اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻋﻠﻰ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﻬﻣﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أوﻻ :ﺷرط اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﺷرط اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫو اﻻﺗﻔﺎق اﻟذي ﺗﻠﺗزم ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﻣﺣددة ﺑﻣوﺟب ﻧص اﻟﻣﺎدة
06ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 247-15واﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺣﻘوق ﻣﺗﺎﺣﺔ ﺑﻣﻔﻬوم
اﻟﻣﺎدة 1006ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ رﻗم ،09-08ﺑﺄن ﯾﻌرﺿوا اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺛﺎر ﺑﺷﺄن ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﻘﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﺗﻔﺎق اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
اﺗﻔﺎق اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫو اﻻﺗﻔﺎق اﻟذي ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﯾﻘﺑل أطـ ـراف اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻛﻣﺎ
أﺷرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ واﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي( ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﻋرض ﻧزاع ﺳﺑق ﻧﺷوؤﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺣددة ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ رﻗم 09-08ﻧﺟدﻩ ﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ
ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة ،1039وﻫﻲ ﻗﺎﻋدة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﺑﻣوﺟب ﻧص اﻟﻣﺎدة 1006اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ،وﺑذﻟك ﯾﻌد اﻟﺗﺣﻛﯾم دوﻟﯾﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻧزاع ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟدوﻟﺗﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،وﻗد ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 1039ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎﻟف ذﻛرﻩ رﻗم 09-08ﺑﺄﻧﻪ" ،ﯾﻌد اﻟﺗﺣﻛﯾم دوﻟﯾﺎ
ﺑﻣﻔﻬوم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟذي ﯾﺧص اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟدوﻟﺗﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل".
وﺗﻛون اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣوﺿوع إذا اﺳﺗﺟﺎﺑت ﻟﻠﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻌﻬﺎ إﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي اﺗﻔق
اﻷطراف ﻋﻠﻰ اﺧﺗﯾﺎرﻩ أو اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم ﻟﻣوﺿوع اﻟﻧزاع أو اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﯾراﻩ اﻟﻣﺣﻛم ﻣﻼﺋﻣﺎ ،وﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﻌدم
ﺻﺣﺔ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺑﺳب ﻋدم ﺻﺣﺔ اﻟﻌﻘد اﻷﺻﻠﻲ ،1وﺑذﻟك أرﺳت ﻫذﻩ اﻟﻔﻘرة ﻣﺑدأ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺷرط اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻋن اﻟﻌﻘد
اﻷﺻﻠﻲ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﺣﻛﯾم.
ﯾﺗﻣﯾز اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻌدة ﺧﺻﺎﺋص وذﻟك ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أوﻻ :اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻛﻔﺎءات.
ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﺣﻛم أو اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن ﻣن ذوي اﻟﺧﺑرات واﻟﻘدرات اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺟرﺑﺔ وﻣن ﺣﯾث طﺑﯾﻌﺔ وﻧوع اﻟﻣﺎدة
ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع.2
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻹﺟراءات.
ﯾﻛﻔﻲ ﺗﻘدﯾم ﻋرﯾﺿﺔ وﻣذﻛرة ﺟواﺑﯾﺔ ﺑﺧﺻوص اﻷطراف.3
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﺳرﯾﺔ.
ﺗﺗم اﻟﻣداوﻟﺔ واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺳرﯾﺔ ﺑﺧﻼف اﻟﺟﻠﺳﺎت اﻟﻌﻠﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛﻣﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء.4
راﺑﻌﺎ :اﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
ﯾﺗم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﺑﺄﻣر ﻣن رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﻓﻲ أﻗرب اﻵﺟﺎل ﯾﻔﺻل ﻓﻲ اﻟطﻌون.5
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻧطﺎﻗﻪ.
ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أﻣر ﻣﻬم ،وﻫذا ﺑﺳﺑب ﺗﻧوع ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﻣن ﺟﻬﺔ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺑﺳﺑب ﻣﺎ ﯾﺛﯾرﻩ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻣن ﺟدل ﻛﺑﯾر ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻟﺟوء أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم
إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم ،وﻟذﻟك ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم ﻫذا اﻟﻣطﻠب إﻟﻰ ﻓرﻋﯾن ﺑﺣﯾث ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻷول ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺟوز ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﺣﻛﯾم وﻧﺗطرق ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ إﻟﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻟﻬﺎ اﻟﻠﺟوء ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﺣﻛﯾم.
ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 1006ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ واﻟﺗﻲ ذﻛرﻧﺎﻫﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﯾﻘﺗﺻر اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﺣﻛﯾم
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣﻘوق اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺗﻲ ﻟﻬم ﻣطﻠق اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ أي اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻘط ،وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻓﺈن
1
اﻟﻣﺎدة 1040ﻓﻘرة رﻗم 02ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﻓﯾﻔري ،2008اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،اﻟﺟرﯾدة
اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻋدد رﻗم ،21ﻟﺳﻧﺔ .2008
2
ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،ﺷرح ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ،اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر ،2017 ،ص
.169
3
ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،ﺷرح ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .169
4
ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،ﺷرح ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .170
5
ﻣﺣﻣد ﻣﺟﺑر ،رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟوطﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑدءا ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم وﺣﺗﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم
اﻟﺗﺣﻛﯾم ،اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟراﺑﻊ ﻟرؤﺳﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟدوﺣﺔ ﻗطر ،ﯾوﻣﻲ 24إﻟﻰ 26ﺳﺑﺗﻣﺑر ،2013ص .10
- 486 -
اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺳﺗﺑﻌدة ﻣن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻣوﺟب ﻧص اﻟﻣﺎدة أﻋﻼﻩ ،وﺑذﻟك ﻧرﺗب ﺑﻌض
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺳﺗﺑﻌدة ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أوﻻ :اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋﻧد إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣﺷروﻋﯾﺔ أﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛدﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻﻠﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻧوﻋﻬﺎ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﯾن أطراف اﻟﺻﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
راﺑﻌﺎ :ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﺑﻌد ﻣن اﻟﺗﺣﻛﯾم أﯾﺿﺎ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﺣﺎﻟﺔ اﻷﺷﺧﺎص وأﻫﻠﯾﺗﻬم ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
ﻣن اﻟﻣﺎدة .1006
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧﻘول أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺣدد ﻣﺟﺎل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻓﯾﻬﺎ طﻠب اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺻﻔﻘﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺳﻠﺑﯾﺔ أو ﺑﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑطرﯾﻘﺔ اﻻﺳﺗﺑﻌﺎد وذﻟك ﺑﺎﺳﺗﺑﻌﺎدﻩ ﻟﻠﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﺣﺎﻟﺔ اﻷﺷﺧﺎص
وأﻫﻠﯾﺗﻬم اﻟﺗﻲ ذﻛرﻧﺎﻫﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻟﻬﺎ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﺑداﯾﺔ ﻧﻘول أن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣﻠﻐﻰ ﻛﺎن ﻏﯾر ﺟﺎﺋز ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻻﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وذﻟك
ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 442ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠدوﻟﺔ وﻻ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻻﻋﺗﺑﺎرﯾﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن أن
ﯾطﻠﺑوا اﻟﺗﺣﻛﯾم" ،1وﯾﻔﻬم ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أﻧﻬﺎ وﺿﻌت ﻗﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻣﻧﻊ ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن اﻟﻠﺟوء
ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم ،إﻻ أﻧﻪ وﺑﺻدور اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم 09-93واﻟذي ﻋدل اﻷﻣر رﻗم ،154-66وذﻟك ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ ﻟﻠﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن
اﻟﻣﺎدة 442اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻫﺎ ،وﻧص اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻸﺷﺧﺎص
اﻟﻣﻌﻧوﯾﯾن اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم أن ﯾطﻠﺑوا اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻣﺎﻋدا ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ".2
وﺑﺻدور ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ رﻗم 09-08ﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﻰ إﺟﺎزة اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 975و 1006ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ،وﻟﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 975ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز
ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 800ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون أن ﺗﺟري ﺗﺣﻛﯾﻣﺎ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟواردة ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺻﺎدﻗت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر وﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻋن ﻧص اﻟﻣﺎدة 1006ﻓﻘد أﺟﺎزت أﯾﺿﺎ ﻟﺟوء اﻷﺷﺧﺎص
اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ أو ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدﺗﯾن
اﻟﺳﺎﺑﻘﺗﯾن أﻧﻬﻣﺎ أﺟﺎزت اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻟﻛن ﯾﻼﺣظ ﻫﻧﺎ وﺟود ﺗﻌﺎرض ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻟﻬﺎ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻓﻣن ﺟﻬﺔ وﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 1006ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﺟواز
اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻟم ﺗﺷر إﻟﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ،800وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺗم اﻹﺷﺎرة
1
اﻟﻣﺎدة 442ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،154-66اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 08ﺟوان ،1966اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،اﻟﻣﻠﻐﻰ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻋدد رﻗم .47
2
اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻓﻘرة رﻗم 2ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم 09-93اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 25أﻓرﯾل ،1993اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻌدﯾل اﻷﻣر رﻗم 154-66اﻟﻣﺗﺿﻣن
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻋدد رﻗم .27
- 487 -
د /ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ
إﻟﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 800ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ،975وﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻫﻧﺎك ﻓرق ﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻛل وﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ،800ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ
ﻧص اﻟﻣﺎدة 06ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 247-15اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم،
وﺳﻧﻔﺻل ذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أوﻻ :ﺗﻌﺎرض اﻟﻣﺎدة 975ﻣﻊ اﻟﻣﺎدة 1006ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ رﻗم .09-08
اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﺷﺎرت ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 975وﻫﻲ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 800ﻫﻲ اﻟدوﻟﺔ
واﻟوﻻﯾﺔ واﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ ﻧص ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻫﻲ اﻟﺗﻲ
ﯾﺟوز ﻟﻬﺎ اﻟﻠﺟوء ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻛﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﻣﻬﻧﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ اﻟﻠﺟوء ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺎدة ،975وﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺗﻣﻌن
ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 1006ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻧﺟدﻫﺎ ذﻛرت اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ إطﻼﻗﻬﺎ أي ﺗﺷﻣل ﻛل اﻷﺷﺧﺎص
اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﻌﺎرض اﻟﻣﺎدة 06ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 247-15ﻣﻊ اﻟﻣﺎدة 975ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ.
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 06ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ،1247-15ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﻻ ﺗطﺑق أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﺑﺎب إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﻘﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺣل ﻧﻔﻘﺎت- :اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري ،اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟذي ﯾﺣﻛم اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛﻠف ﺑﺈﻧﺟﺎز ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻣوﻟﺔ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ﺑﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ أو ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ
ﻣن اﻟدوﻟﺔ أو ﻣن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،وﺗدﻋﻰ ﻓﻲ ﺻﻠب اﻟﻧص ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة" ،أي أن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة
ﻓﻲ ﻧص ﻫذﻩ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔٕ ،واذا ﻧظرﻧﺎ إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 975ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 09-08
ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 800واﻟﺗﻲ ﺣﺻرت ﻟﻧﺎ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ واﻟوﻻﯾﺔ واﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري وﻫﻧﺎ ﯾطرح اﻟﺗﺳﺎؤل ﻣﺎ ﻣﺣل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟذي ﯾﺣﻛم اﻟﻧﺷﺎط
اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛﻠف ﺑﺈﻧﺟﺎز ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻣوﻟﺔ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ﺑﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ أو ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻣن اﻟدوﻟﺔ أو ﻣن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ،
ﻫل ﺗﺳﺗطﯾﻊ طﻠب اﻟﺗﺣﻛﯾم أم ﻻٕ ،واذا ﻧظرﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 1006ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻧﺟدﻫﺎ ﺟﺎءت ﻋﺎﻣﺔ ﻟﺗﺷﻣل ﻛل اﻷﺷﺧﺎص
اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟذي ﯾﺣﻛم اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛﻠف ﺑﺈﻧﺟﺎز ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻣوﻟﺔ ﻛﻠﯾﺎ أو
ﺟزﺋﯾﺎ ﺑﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ أو ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻣن اﻟدوﻟﺔ أو اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﺗﻌﺎرض اﻟﻣﺎدة 1006ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺎدة 06ﻣن اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم .247-15
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 1006ﻋﻠﻰ ﺟواز اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺟوء ﻟطﻠب اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻋﻠﻰ إطﻼﻗﻬﺎ ،أي ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻹدارﯾﺔ ،واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﻣﻬﻧﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ،
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 06ﻣن ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ
اﻹداري ،واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟوﻻﯾﺔ واﻟﺑﻠدﯾﺔ ،ﻓﻠم ﺗذﻛر ﻟﻧﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
1
اﻟﻣﺎدة 06ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ،247-15اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 16ﺳﺑﺗﻣﺑر ،2015اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿﺎت اﻟﻣرﻓق
اﻟﻌﺎم ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻋدد رﻗم 50اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 20ﺳﺑﺗﻣﺑر .2015
- 488 -
اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﻣﻬﻧﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺗﻧظﯾم
اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺑل ذﻛرت ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ،وﻟم ﺗﺄﺗﻲ ﻋﺎﻣﺔ ﻛﻧص اﻟﻣﺎدة
1006ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم .09-08
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﻣﯾز اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺧﻼل ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ رﻗم 09-08ﺑﯾن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟداﺧﻠﻲ
ٕواﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن ﺑﺣﺳب أﻧواع اﻟﺗﺣﻛﯾم ،وﯾﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ أﻧﻪ ﺣﺻر اﻟﺗﺣﻛﯾم
اﻟداﺧﻠﻲ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ﻓﻘط ،ﺑل وأﻛد أن اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن ﯾﻔﺻﻠون اﻟدﻋوى وﻓﻘﺎ ﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧون وﻫذا ﻋﻛس ﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻛﯾم
اﻟدوﻟﻲ اﻟذي ﺗرك ﻟﻸطراف ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣطﺑق ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎب اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺗﻔﺻل ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺣﺳب ﻗواﻋد
اﻟﻘﺎﻧون واﻻﻋﺗراف اﻟﺗﻲ ﺗراﻫﺎ ﻣﻼﺋﻣﺔ ،1وﻟذﻟك ﯾﻣﻛن دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻣن ﺧﻼل ﺛﻼث ﻓروع ،ﺑﺣﯾث ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻔرع
اﻷول أﺣﻛﺎم ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم وﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟداﺧﻠﻲ وﻧﺗطرق ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث إﻟﻰ إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم
اﻟدوﻟﻲ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم.
ﻻ ﺗﺳﻧد ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻟﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ ،إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣﺗﻣﺗﻌﺎ ﺑ ﺣﻘوﻗﻪ اﻟﻣدﻧﯾﺔٕ ،واذا ﻋﯾﻧت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺷﺧﺻﺎ
ﻣﻌﻧوﯾﺎ ،ﺗوﻟﻰ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺗﻌﯾﯾن ﻋﺿو أو أﻛﺛر ﻣن أﻋﺿﺎﺋﻪ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺣﻛم ،2وﻻ ﯾﻌد ﺗﺷﻛﯾل ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺻﺣﯾﺣﺎ ،إذا
ﻗﺑل اﻟﻣﺣﻛم أو اﻟﻣﺣﻛﻣون ﺑﺎﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﻬمٕ ،واذا ﻋﻠم اﻟﻣﺣﻛم أﻧﻪ ﻗﺎﺑل ﻟﻠرد ﯾﺧﺑر اﻷطراف ﺑذﻟك وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺎﻟﻣﻬﻣﺔ إﻻ ﺑﻌد ﻣواﻓﻘﺗﻬم ،3وﯾﺟوز رد اﻟﻣﺣﻛم وﻓﻘﺎ ﻟﻌدة ﺣﺎﻻت ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 1016ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ وذﻟك ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻪ اﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﯾن اﻷطراف.
-ﻋﻧدﻣﺎ ﯾوﺟد ﺳﺑب رد ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣواﻓق ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻷطراف.
-ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﺑﯾن ﻣن اﻟظروف ﺷﺑﻬﺔ ﻣﺷروﻋﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻪ ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺑوﺟود ﻣﺻﻠﺣﺔ أو ﻋﻼﻗﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ ﻣﻊ أﺣد
اﻷطراف ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻋن طرﯾق وﺳﯾط ،وﻻ ﯾﺟوز طﻠب رد اﻟﻣﺣﻛم ﻣن اﻟطرف اﻟذي ﻛﺎن ﻗد ﻋﯾﻧﻪ ،أو ﺷﺎرك ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ إﻻ
ﻟﺳﺑب ﻋﻠم ﺑﻪ ﺑﻌد اﻟﺗﻌﯾﯾن ،وﺗﺑﻠﻎ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟطرف اﻵﺧر دون ﺗﺄﺧﯾر ﺑﺳﺑب اﻟرد ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧزاع إذا ﻟم ﯾﺗﺿﻣن
ﻧظﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗﺳوﯾﺗﻪ أو ﻟم ﯾﺳﻊ اﻷطراف ﻟﺗﺳوﯾﺔ إﺟراءات اﻟرد ﯾﻔﺻل اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ذﻟك ﺑﺄﻣر ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﻣن
ﯾﻬﻣﻪ اﻟﺗﻌﺟﯾل ،وﻫذا اﻷﻣر ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻷي طﻌن.
ﺗﺗﺷﻛل ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻣن ﻣﺣﻛم أو ﻋدة ﻣﺣﻛﻣﯾن ﺑﻌدد ﻓردي ،4وﯾﻛون اﺗﻔﺎق اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺻﺣﯾﺣﺎ وﻟو ﻟم ﯾﺣدد أﺟﻼ
ﻹﻧﻬﺎﺋﻪ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻠزم اﻟﻣﺣﻛﻣون ﺑﺈﺗﻣﺎم ﻣﻬﻣﺗﻬم ﻓﻲ ظرف أرﺑﻌﺔ أﺷﻬر ﺗﺑدأ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﺧطﺎر ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﻏﯾر
1
اﻟﻣﺎدة 1050ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
2
اﻟﻣﺎدة 1014ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
3
اﻟﻣﺎدة 1015ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
4
اﻟﻣﺎدة 1017ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
- 489 -
د /ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ
أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﻣدﯾد ﻫذا اﻷﺟل ﺑﻣواﻓﻘﺔ اﻷطراف ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،ﯾﺗم اﻟﺗﻣدﯾد وﻓﻘﺎ ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم وﻓﻲ ﻏﯾﺎب ذﻟك
ﯾﺗم ﻣن طرف رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،وﻻ ﯾﺟوز ﻋزل اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن ﺧﻼل ﻫذا اﻷﺟل إﻻ ﺑﺎﺗﻔﺎق ﺟﻣﯾﻊ اﻷطراف.1
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟداﺧﻠﻲ.
ﯾﻣر اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟداﺧﻠﻲ ﺑﻌدة إﺟراءات ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ رﻗم ،09-08ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع
ﯾﺷﺗرط ﻋﻠﻰ أطراف اﻟﻧزاع ﻣن أﺟل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم أن ﺗﺗﺟﻪ إرادﺗﻬم إﻟﻰ ذﻟك ،وﯾﺗرﺟم ﻫذا ﻓﻲ ﺷرط اﻟﺗﺣﻛﯾم أو اﺗﻔﺎق
اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 1007و 1011ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ.
اﻟﻔرع اﻷول :ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ.
أوﻻ :ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ اﻵﺟﺎل واﻷوﺿﺎع اﻟﻣﻘررة أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﻔق اﻷطراف ﻋﻠﻰ ﺧﻼف
ذﻟك.2
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﻧﺟز أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﺿر ﻣن ﻗﺑل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن ،إﻻ إذا أﺟﺎز اﺗﻔﺎق اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺳﻠطﺔ ﻧدب أﺣدﻫم ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ.3
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻬم اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﻣﻬﻣﺔ ﺷرﻋوا ﻓﯾﻬﺎ وﻻ ﯾﺟوز ردﻫم إﻻ إذا ط أر ﺳﺑب ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟرد ﺑﻌد ﺗﻌﯾﯾﻧﻬم ٕواذا طﻌن
ﺑﺎﻟﺗزوﯾر ﻣدﻧﯾﺎ ﻓﻲ ورﻗﺔ أو إذا ﺣﺻل ﻋﺎرض ﺟﻧﺎﺋﻲ ﯾﺣﯾل اﻟﻣﺣﻛﻣون اﻷطراف إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﯾﺳﺗﺄﻧف
ﺳرﯾﺎن أﺟل اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻌﺎرﺿﺔ.4
راﺑﻌﺎ :ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻛل طرف ﺗﻘدﯾم دﻓﺎﻋﻪ وﻣﺳﺗﻧداﺗﻪ ﻗﺑل اﻧﻘﺿﺎء أﺟل اﻟﺗﺣﻛﯾم ب ) (15ﯾوﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ٕواﻻ ﻓﺻل اﻟﻣﺣﻛم
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗدم إﻟﯾﻪ ﺧﻼل ﻫذا اﻷﺟل ،5وﯾﻔﺻل اﻟﻣﺣﻛﻣون وﻓﻘﺎ ﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧون.6
ﺧﺎﻣﺳﺎ :اﻧﺗﻬﺎء اﻟﺗﺣﻛﯾم7:ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺑﺄﺣد اﻟطرق اﻵﺗﯾﺔ.
-1ﺑوﻓﺎة أﺣد اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن أو رﻓﺿﻪ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﻣﺗﻪ ﺑﻣﺑرر أو ﺗﻧﺣﯾﺗﻪ أو ﺣﺻول ﻣﺎﻧﻊ ﻟﻪ ،ﻣﺎ ﻟم ﯾوﺟد ﺷرط ﻣﺧﺎﻟف أو إذا اﺗﻔق
اﻷطراف ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺑداﻟﻪ أو اﺳﺗﺑداﻟﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺣﻛم أو اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن اﻟﺑﺎﻗﯾن ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎب اﻻﺗﻔﺎق ﺗطﺑق أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة
1009أﻋﻼﻩ.
-2ﺑﺎﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم ،ﻓﺈذا ﻟم ﺗﺷﺗرط اﻟﻣدة ﻓﺑﺎﻧﺗﻬﺎء ﻣدة أرﺑﻌﺔ ) (4أﺷﻬر.
-3ﺑﻔﻘد اﻟﺷﻲء ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع أو اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﯾن اﻟﻣﺗﻧﺎزع ﻓﯾﻪ.
-4ﺑوﻓﺎة أﺣد أطراف اﻟﻌﻘد.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم.
أوﻻ :اﻟﻣداوﻻت ﺗﻛون ﺳرﯾﺔ وﺗﺻدر اﻷﺣﻛﺎم ﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ اﻷﺻوات ،وﯾﺟب أن ﺗﺗﺿﻣن ﻋرﺿﺎ ﻣوﺟ از ﻻدﻋﺎءات اﻷطراف وأوﺟﻪ
2
دﻓﺎﻋﻬم ،وﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻣﺳﺑﺑﺔ ،1وﯾﺗﺿﻣن ﺣﻛم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
1
اﻟﻣﺎدة 1018ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
2
اﻟﻣﺎدة 1019ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
3
اﻟﻣﺎدة 1020ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
4
اﻟﻣﺎدة رﻗم 1021ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
5
اﻟﻣﺎدة 1022ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
6
اﻟﻣﺎدة 1023ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
7
اﻟﻣﺎدة 2024ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
- 490 -
اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
1
اﻟﻣواد 1027 ،1026 ،1025ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
2
اﻟﻣﺎدة 1028ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
3
اﻟﻣواد 1031 ،1030 ،1029ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
4
اﻟﻣواد 1034 ،1033 ،1032ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
5
اﻟﻣواد 1038 ،1037 ،1036 ،1035ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
- 491 -
د /ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ
ﯾﻌد اﻟﺗﺣﻛﯾم دوﻟﯾﺎ ،ﺑﻣﻔﻬوم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،ذﻟك اﻟذي ﯾﺧص اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟدوﻟﺗﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل،
وﺗﺳري اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻋﻠﻰ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ واﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ وﯾﺟب ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻛﺗﺎﺑﺔ أو ﺑﺄﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ
اﺗﺻﺎل أﺧرى ﺗﺟﯾز اﻹﺛﺑﺎت ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،ﺗﻛون اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣوﺿوع ،إذا اﺳﺗﺟﺎﺑت ﻟﻠﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻌﻬﺎ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي اﺗﻔق اﻷطراف ﻋﻠﻰ اﺧﺗﯾﺎرﻩ أو اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم ﻟﻣوﺿوع اﻟﻧزاع أو ذﻟك اﻟذي ﯾراﻩ اﻟﻣﺣﻛم ﻣﻼﺋﻣﺎ ،ﻻ ﯾﻣﻛن
اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﻌدم ﺻﺣﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﻋدم ﺻﺣﺔ اﻟﻌﻘد اﻷﺻﻠﻲ.1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻧظﯾم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ.
أوﻻ :ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن.
ﯾﻣﻛن ﻟﻸطراف ﻣﺑﺎﺷرة أو ﺑﺎﻟرﺟوع ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﺣﻛم أو اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن أو ﺗﺣدﯾد ﺷروط ﺗﻌﯾﯾﻧﻬم وﻋزﻟﻬم أو
اﺳﺗﺑداﻟﻬم ،وﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﺗﻌﯾﯾن أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺻﻌوﺑﺗﻪ أو اﻟﻌزل أو اﻻﺳﺗﺑدال ﻋﻠﻰ اﻟطرف اﻟذي ﯾﻬﻣﻪ اﻟﺗﻌﺟﯾل ،رﻓﻊ اﻷﻣر
ﻟرﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ اﻟﺗﺣﻛﯾم إذا ﻛﺎن ﯾﺟرى ﺑﺎﻟﺟزاﺋرٕ ،واذا ﻛﺎن ﯾﺟري ﺑﺎﻟﺧﺎرج ،رﻓﻊ اﻷﻣر ﻟرﺋﯾس
ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻷطراف ﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد اﻹﺟراءات اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ،ﻓﺈذا ﻟم ﺗﺣدد
اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﯾؤول اﻻﺧﺗﺻﺎص إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻣﻛﺎن إﺑرام
اﻟﻌﻘد أو ﻣﻛﺎن اﻟﺗﻧﻔﯾذ.2
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ.
ﯾﻣﻛن أن ﺗﺿﺑط اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻹﺟراءات اﻟواﺟب إﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو اﺳﺗﻧﺎدا ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم ﺗﺣﻛﯾم ،ﻛﻣﺎ
ﯾﻣﻛن إﺧﺿﺎع ﻫذﻩ اﻹﺟراءات إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟذي ﯾﺣ ددﻩ اﻷطراف ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾمٕ ،واذا ﻟم ﺗﻧص اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ذﻟك ،ﺗﺗوﻟﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺿﺑط اﻹﺟراءات ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻗﺎﻧون أو ﻧظﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم ،وﺗﻔﺻل ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺧﺎص ﺑﻬﺎ وﯾﺟب إﺛﺎرة اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻗﺑل أي دﻓﺎع ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ،وﺗﻔﺻل أﯾﺿﺎ ﻓﻲ
اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﺑﺣﻛم أوﻟﻲ إﻻ إذا ﻛﺎن اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﻣوﺿوع اﻟﻧزاع ،وﯾﻛون اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻏﯾر ﻣﺧﺗص ﺑﺎﻟﻔﺻل
ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ أو إذا ﺗﺑﯾن ﻟﻪ وﺟود اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﺣﻛﯾم ﻋﻠﻰ أن ﺗﺛﺎر ﻣن أﺣد اﻷطراف،
ﯾﻣﻛن ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ان ﺗﺄﻣر ﺑﺗداﺑﯾر ﻣؤﻗﺗﺔ أو ﺗﺣﻔظﯾﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب أﺣد اﻷطراف ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص اﺗﻔﺎق اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻋﻠﻰ
ﺧﻼف ذﻟكٕ ،واذا ﻟم ﯾﻘم اﻟطرف اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻫذا اﻟﺗدﺑﯾر إرادﯾﺎ ﺟﺎز ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم أن ﺗطﻠب ﺗدﺧل اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺧﺗص
وﯾطﺑق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﻗﺎﻧون ﺑﻠد اﻟﻘﺎﺿﻲ وﯾﻣﻛن ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم أو اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺧﺿﻊ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣؤﻗﺗﺔ أو اﻟﺗﺣﻔظﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾم
اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟطرف اﻟذي طﻠب ﻫذا اﻟﺗدﺑﯾر ،وﺗﺗوﻟﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺑﺣث ﻋن اﻷدﻟﺔٕ ،واذا اﻗﺗﺿت
اﻟﺿرورة ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻷدﻟﺔ أو ﺗﻣدﯾد ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن أو ﺗﺛﺑﯾت اﻹﺟراءات أو ﺣﺎﻻت أﺧرى ﺟﺎز
ﻟﻸطراف ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة أو ﻟﻠطرف اﻟذي ﯾﻬﻣﻪ اﻟﺗﻌﺟﯾل ﺑﻌد اﻟﺗرﺧﯾص ﻟﻪ ﻣن طرف ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم أن ﯾطﻠﺑوا
ﺑﻣوﺟب ﻋرﯾﺿﺔ ﺗدﺧل اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺧﺗص وﯾطﺑق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﻗﺎﻧون ﺑﻠد اﻟﻘﺎﺿﻲ ،وﯾﺟوز ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم إﺻدار أﺣﻛﺎم
اﺗﻔﺎق أطراف أو أﺣﻛﺎم ﺟزﺋﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﻔق اﻷطراف ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك ،وﺗﻔﺻل ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﻧزاع ﻋﻣﻼ ﺑﻘواﻋد
اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي اﺧﺗﺎرﻩ اﻷطراف وﻓﻲ ﻏﯾﺎب ﻫذا اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺗﻔﺻل ﺣﺳب ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون واﻷﻋراف اﻟﺗﻲ ﺗراﻫﺎ ﻣﻼﺋﻣﺔ.3
1
اﻟﻣﺎدة 1040 ،1039ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
2
اﻟﻣﺎدة 1042 ،1041ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
3
اﻟﻣواد ﻣن 1043إﻟﻰ 1050ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
- 492 -
اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻋﺗراف ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ وﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ اﻟﺟﺑري وطرق اﻟطﻌن ﻓﯾﻬﺎ.
ﺳﻧﻌﺎﻟﺞ ﻫذا اﻟﻔرع ﻣن ﺧﻼل ﺗﻧﺎول اﻹﻋﺗ ارف ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذﻩ وطرق اﻟطﻌن ﻓﯾﻪ.
أوﻻ :اﻻﻋﺗراف ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ.
ﯾﺗم اﻻﻋﺗراف ﺑـﺄﺣﻛﺎﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر إذا أﺛﺑت ﻣن ﺗﻣﺳك ﺑﻬﺎ وﺟودﻫﺎ وﻛﺎن اﻻﻋﺗراف ﻏﯾر ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم
اﻟدوﻟﻲ ،وﺗﻌﺗﺑر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﺑﻧﻔس اﻟﺷروط ،ﺑﺄﻣر ﻋن رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺻدرت أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ داﺋرة
اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ أو ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺣل اﻟﺗﻧﻔﯾذ إذا ﻛﺎن ﻣﻘر ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣوﺟودا ﺧﺎرج اﻹﻗﻠﯾم اﻟوطﻧﻲ ،ﯾﺛﺑت ﺣﻛم اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺑﺗﻘدﯾم
اﻷﺻل ﻣرﻓﻘﺎ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم أو ﺑﻧﺳﺦ ﻋﻧﻬﻣﺎ ﺗﺳﺗوﻓﻲ ﺷروط ﺻﺣﺗﻬﺎ وﺗودع ﻫذﻩ اﻟوﺛﺎﺋق ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ ﺿﺑط اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻣن اﻟطرف اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗﻌﺟﯾل.1
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﻧﻔﯾذ أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ.
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 1054ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺗطﺑق أﺣﻛﺎم اﻟﻣواد ﻣن 1035إﻟﻰ 1038ﻣن
ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧﻔﯾذ أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ.
2
ﺛﺎﻟﺛﺎ :طرق اﻟطﻌن ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ.
ﯾﻛون ﯾﻛون اﻷﻣر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑرﻓض اﻻﻋﺗراف أو ﺑرﻓض اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف،
و ﻻ ﯾﺟوز اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻷﻣر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻻﻋﺗراف أو ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1إذا ﻓﺻﻠت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺑدون اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﺣﻛﯾم أو ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎطﻠﺔ أو اﻧﻘﺿﺎء ﻣدﺗﻬﺎ،
-2إذا ﻛﺎن ﺗﺷﻛﯾل ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم أو ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺣﻛم اﻟوﺣﯾد ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون،
-3إذا ﻓﺻﻠت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟف اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﻬﺎ،
-4إذا ﻟم ﯾراع ﻣﺑدأ اﻟوﺟﺎﻫﯾﺔ،
-5إذا ﻟم ﺗﺳﺑب اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺣﻛﻣﻬﺎ أو إذا وﺟد ﺗﻧﺎﻗض ﻓﻲ اﻷﺳﺑﺎب،
ٕ -6واذا ﻛﺎن ﺣﻛم اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻟدوﻟﻲ،
ﯾرﻓﻊ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف أﻣﺎم اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺧﻼل ﺷﻬر واﺣد ) (1ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟرﺳﻣﻲ ﻷﻣر رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،وﯾﻣﻛن أن
ﯾﻛون ﺣﻛم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ﻣﺣل طﻌن ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺳﺗﺔ) (6اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ ،ﻻ ﯾﻘﺑل اﻷﻣر
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟدوﻟﻲ أي طﻌن ،ﻏﯾر أن اﻟطﻌن ﺑﺑطﻼن ﺣﻛم اﻟﺗﺣﻛﯾم ﯾرﺗب ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون اﻟطﻌن ﻓﻲ أﻣر اﻟﺗﻧﻔﯾذ
أو اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻣن طرف اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋن اﻟﻔﺻل ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﻧﻔﯾذ إذا ﻟم ﯾﺗم اﻟﻔﺻل ﻓﯾﻪ ،وﯾرﻓﻊ اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﺗﺣﻛﯾم،
أﻣﺎم اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﺻدر ﺣﻛم اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ،وﯾﻘﺑل اﻟطﻌن اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧطق ﺑﺣﻛم اﻟﺗﺣﻛﯾم،
وﻻ ﯾﻘﺑل ﻫذا اﻟطﻌن ﺑﻌد ﺷﻬر) (1ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟرﺳﻣﻲ ﻟﻸﻣر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﯾوﻗف ﺗﻘدﯾم اﻟطﻌون وأﺟل ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ
ﺗﻧﻔﯾذ أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم وﺗﻛون اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض.
ﺧﺎﺗﻣﺔ:
1
اﻟﻣواد ﻣن 1051إﻟﻰ 1053ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
2
اﻟﻣواد ﻣن 1055إﻟﻰ 1061ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
- 493 -
د /ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ
ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺣوﺻﻠﺗﻪ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﯾﻌد طرﯾﻘﺎ ﺑدﯾﻼ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﻧظﻣﻪ ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ رﻗم 09-08ﻣن ﺧﻼل اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺧﺎﻣس ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ،ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة
إﻟﻰ أن ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺟدﯾد ﻟم ﯾﻧظم ﻫذﻩ اﻵﻟﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺳم اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر اﻟﻣﻌﻧون
ﺑﺎﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻠﻧزاﻋﺎت ﺗﺣت اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ ﻣن اﻟﺑﺎب اﻷول ،ﻛﻣﺎ أن آﻟﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺳﺗﺟﯾب
ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻋوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻪ ﻣن ﺧﺻﺎﺋص وﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻹﺟراءات ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺳب وﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺣﺗﻣل طول اﻹﺟراءات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻻرﺗﺑﺎطﻬﺎ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟطﻠﺑﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﻛز ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛل
اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻣن أﻫم اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺷﺟﻌﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
وﺧﺎﺻﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ذﻟك ﻷن ﻣرﻓق اﻟﻘﺿﺎء ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت ﻧﻔﺳﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟذي أﺻﺑﺢ وﺳﯾﻠﺔ
ﺗﻔﺎﻫم ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﯾن ﺑدﻻ ﻣن أن ﯾﻛون وﺳﯾﻠﺔ ﻗﺳرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺿﻔﻲ ﻣروﻧﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻛرس ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻹﺟراءات
واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺟدﯾد.
و ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻻ أن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻟم ﯾﺣظﻰ ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺔ
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻬﺎ أو ﺣﺗﻰ إﻓرادﻩ ﺑﺄﺣﻛﺎم ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﻧﻘﺗرﺣﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﺣﺗﺎج اﻟﯾوم
ﺗوﺣﯾدا ﻟﻠﻣﻔﺎﻫﯾم واﻷطراف اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻛﯾم وﻣوﺿوﻋﻪ.
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ :
-1اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،09-08اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﻓﯾﻔري ،2008اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻋدد رﻗم ،21ﻟﺳﻧﺔ .2008
-2اﻷﻣر رﻗم ،154-66اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 08ﺟوان ،1966اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،اﻟﻣﻠﻐﻰ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ
ﻋدد رﻗم .47
-3اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم 09-93اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 25أﻓرﯾل ،1993اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻌدﯾل اﻷﻣر رﻗم 154-66اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ
واﻹدارﯾﺔ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻋدد رﻗم .27
-4اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ،247-15اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 16ﺳﺑﺗﻣﺑر ،2015اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،اﻟﺟرﯾدة
اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻋدد رﻗم 50اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 20ﺳﺑﺗﻣﺑر .2015
-5ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،ﺷرح ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ،اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر.2017 ،
-6ﻣﺣﻣد ﻣﺟﺑر ،رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟوطﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑدءا ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم وﺣﺗﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم
اﻟﺗﺣﻛﯾم ،اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟراﺑﻊ ﻟرؤﺳﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟدوﺣﺔ ﻗطر ،ﯾوﻣﻲ 24إﻟﻰ 26ﺳﺑﺗﻣﺑر .2013