Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫القسمة‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬فعالية التحكيم في حل منازعات القسمة العقارية‬


‫ينص المبدأ على أنه ال يجبر أحد على البقاء في الشياع ويسوغ لكل شريك أن يطلب القسمة‪،‬‬
‫لذلك شكلت القسمة الفضائية للعقار كمبدأ عام سبيال قانونيا للحروج من الشياع‪ ،‬وفق ضوابط‬
‫وشروط منصوص عليها قانونا والتي يترتب على عدم توفرها جزاءات قانونية عدة يبقى‬
‫أهمها عدم قبول طلب إجراء القسمة‪ .‬وقد نص المشرع على هذه الضوابط والجزاءات في‬
‫نصوص قانونية متعددة تتوزع بين كل من ق ل‪.‬ع‪ .‬و م‪.‬ح‪.‬ع و ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫ومع بروز الوسائل البديلة لعل المنازعات في الفانون المغريي خاصة التحكيم‪ ،‬أفرز الواقع‬
‫العملي في اآلونة األخيرة سلوك طريق التحكيم في حل منازعات القسمة العقارية‪ ،‬وتخضع‬
‫القسمة التحكيمية العقارية لنفس الضوابط المتقدم دكرها في إطار القسمة القضائية اعاله‪ ،‬مع‬
‫ضرورة التقيد بأحكام الفانون ‪ 95.17‬المتعلق بالتحكيم والوساطة االتفاقية‪.‬‬
‫حيث يتم اللجوء للفمة التحكيمية العقارية من خالل إبرام عقد التحكيم بين الشركاء على‬
‫الشياع واالتفاق فيما بينهم على حل نزاعهم بهذه الوسيلة وذلك باحترام الشروط المنصوص‬
‫عليها قانونا والتي تم التطرق لها بتفصيل فيما سق‪ ،‬مع ضرورة تحرير هذا العقد في محرر‬
‫رسمي تماشيا مع طبيعة النزاع‪ ،‬في حين أن المسار االجرائي لدعوى الفسمة التحكيمية‬
‫العقارية فيطبق عليها ما يطبق على الفسمة الفضائية من أحكام وضوابط إلى حين صدور‬
‫الحكم التحكيمي‪.‬‬
‫لذا سأحاول مناقشة هذه النفرة من حالل التطرق لخصوصيات دعوى الفسمة التحكيمية‬
‫العقارية وإجراءاتها (أوال)‪ ،‬على أن أتطرق لإلجراءات الالحقة لصدور الحكم التعكيمي‬
‫للفسمة العقارية (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬خصوصيات دعوي القسمة التحكيمية العقارية‬
‫تعتبر الملكية الشائعة وضعا استثنائيا مصيره إلى ملكية مفرزة‪ ،‬وذلك عن طريق الفسمة أو‬
‫غيرها‪ .‬وتعد عملية القسمة التحكيمية للعقارات وفرز حصص الشركاء بعضها عن بعض‬
‫وسيلة هامة للخروج من حالة الشياع‪.‬‬
‫إال أن القيام بهذه العملية باعتبارها من اإلجراءات الفانونية والتقنية التي تستهدف الرجوع‬
‫بالملكية إلى وضعها األصلي والطبيعي الذي هو الملكية المفرزة يتطلب توفر مجموعة من‬
‫الحاالت والوضعيات التي تستدعي اللجوء إلى هده القسمة القضائية العقارية التي تتعيز‬
‫بمجموعة من الخصائص‬
‫أ‪ -‬حاالت سلوك مسطرة القسمة التحكيمية العقارية‬
‫ينص الفصل ‪ 1084‬من قل‪.‬عم على أنه‪ ":‬إذا اختلف الشركاء في إجراء القسمة‪ ،‬أو إذا كان‬
‫أحدهم غر متمتع بأهلية التصرف في حقوقه‪ ،‬أو كان غائبا كان لمن يريد منهم الخروج من‬
‫الشياع أن يلجا إلى المحكمة التي تجري القسمة طبقا للقانون‪.‬‬
‫من خالل هذا النص يتبين أن القسمة القضائية هي التي تحري بواسطة الفضاء‪ ،‬ونفس األحكام‬
‫تطبق في القمة التحكيمية ويلجا إليها في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫حالة اختالف الشركاء حول الفسمة‪ ،‬وحالة وجود شريك ال تتوفر له أهلية التصرف في‬
‫حقوقه‪ ،‬وحالة كون أحد الشركاء غائبا‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى هذه الحاالت التي تعرض لها الفصل المذكور نجد حالة رابعة نص عليها‬
‫الفصل ‪ 45‬من القانون الجنائي المغربي وهي حالة الحكم بالمصادرة‪.‬‬
‫‪ -1‬حالة اختالف الشركاء حول إجراء القسمة االتفاقية‪:‬‬
‫قد يختلف الشركاء حول قسمة العقار المشاع بينهم ويتخذ هدا االختالف صورا عديدة كان‬
‫يرغب بعض الشركاء في القسمة في حين يرفضها البعض اآلخر لسبب أو لغيره‪ ،‬إلى غير‬
‫ذلك من الصور يستوجب األمر اللجوء عبر اتفاق بين الشركاء في إطار عقد التحكيم إلى‬
‫القسمة التحكيمية للعقار‪.‬‬
‫وقد نص المشرع المغربي على هده الحالة في المادة ‪ 26‬من م‪.‬ح‪.‬ع الذي جاء فيه أنه إذا‬
‫اختلف الشركاء حول اجراء الفسمة كان لمن يريد منهم الحروج من الشباع أن يلحا إلى‬
‫المحكمة التي تجري القسمة فيما بينهم طبقا للقانون ‪ ،‬والهيئة التحكيمية في هذه الحالة تحل‬
‫محل المحكمة وتجري القسمة التحكيمية طبقا لما هو منصوص عليه قانونا‪.‬‬
‫‪ -2‬حالة غياب أحد الشركاء‪:‬‬
‫نص المشرع المغربي في الفصل ‪ 1084‬من ق‪.‬ل‪.‬عم على أنه إذا كان أحد الشركاء غائبا‬
‫كان لمن يريد الخروج من الشياع أن يلجا إلى المحكمة التي تجري الفسمة طقا للقانون‪ ،‬ومن‬
‫يتضح أن غياب أحد الشركاء ورغبة أحدهم في الخروح من الشياع يستوجب األمر اللجوء‬
‫إلى الفضاء كمبدأ عام العادي كما يمكن اللجوء للفضاء الخاص قصد قسمة المل قسمة‬
‫تحكيمية‪.‬‬
‫‪ -3‬في حالة صدور حكم بمصادرة جزء مشاع‪:‬‬
‫عرف المشرع الحنائي المغربي في الفصل ‪ lS421‬من الفانون الحنائي؟) المصادرة كعقوبة‬
‫إضافية بكونها تمليك الدولة جز من أمالك المحكوم عليه أو بعض أمالك له معينة‪ ،‬فهي إنن‬
‫نقل ملكية مال إلى الدولة‪ ،‬بمعنى عقوبة ناقلة للملكية جوهرها حلول الدولة محل المحكوم‬
‫عليه في ملكية المال المصادر‪ ،‬بمعنى تحميل ذمة المحكوم عليه بدين شخصي اتجاه الدولة"!!‪.‬‬
‫ونص في الفصل ‪ 45‬من نس القانون على‪ ":‬أن المصادرة ال تمس إال األشياء المملوكة‬
‫للمحكوم عليه باستثناء األحوال المنصوص عليها في هذه المجموعة‪.‬‬
‫وإذا كان المال محل المصادرة مملوكا على الشياع بين المحكوم عليه والغير‪ .‬فإن المصادرة‬
‫ال تنصب إال على نصيب المحكوم عليه ويترتب عنها حتما القسمة أو التصفية عن طريق‬
‫المزايدة"‪.‬‬
‫انطالقا من هذا المفتضى الفانوني يمكن الفول بان المصادرة كعفوبة إضافية تعتبر حالة من‬
‫حاالت اللجوء إلى القسمة‪ ،‬وذلك كما كانت العقارات محل المصادرة مملوكة على الشياع مع‬
‫الغير)‬
‫ب‪ -‬خصائص دعوى القسمة‪:‬‬
‫تتميز دعوى الفسمة عن غيرها من الدعاوى ببعض المميزات والحصائص التي تتغرد بها‪،‬‬
‫فهي تعتبر من الدعاوى التي ال تسقط بالتقادم وكدا من الدعاوى التي ال تقبل التجزئة وينبغي‬
‫توجيهها ضد جمبع الشركاء‪.‬‬
‫كما أن السمة التحكيمية للعقار على غرار القضائية تستلزم االلمام بمجموعة من النقط التقنية‬
‫والفنية الدقبفة التي يستعصي على المحكم إتقانها من قبيل تحديد القيمة الفعلية للعقار وإعداد‬
‫مشاريع األنصبة إلى غير ذلك‪ ،‬فقد أصبح االستعانة بالخبرة في الدعاوى المتعلقة بالقسمة من‬
‫الخصوصيات كذلك‪.‬‬
‫‪ -1‬دعوى القسمة ال تسقط بالتقادم‪:‬‬
‫إن التقادم ينفسم إلى نوعن‪ ،‬تقادم مكس وتقادم مسقط‪ ،‬والنوع المقصود في هذا المحور هو‬
‫التقادم المسقط"))‪ ،‬الذي يعرف بأنه سبب النقضاء الحقوق المتعلقة بالذمة المالية وال سيما‬
‫االلتزامات إذا توانى صاحبها عن ممارستها أو أهمل المطالبة بها خال مدة معينة يحددها‬
‫القانون ‪l2O‬‬
‫وتالشي الحق بالتقادم يترتب عنه منع سماع الدعوى به‪ ،‬وهو ما نص عليه المشرع في‬
‫الفصل ‪ 371‬من ق ل‪.‬ع‪.‬م إذ جاء فيه أن‪ ":‬لتقادم خالل المدة التي يحددها القانون يسقط‬
‫الدعوى الناشئة عن االلتزام‪ .‬غير أن هذه القاعدة ترد علبها استثتاءات نص عليها المشرع‬
‫في كل من ق ل‪ .‬ع‪.‬م وفي نصوص خاصة أ)‬
‫ضمن هذه االستثناءات‪ ،‬إذ نص المشرع في الفصل ‪&a98l‬‬
‫وتتدرج دعوى القسمة‬
‫قلل‪ .‬ع على أن‪ :‬دعوى القسمة ال تسقط بالتقادم"‪.‬‬
‫‪ -2‬دعوى القسمة ال تقبل التجزنة‪:‬‬
‫ويفصد بهذه الخاصية أن دعوى القسمة يجب أن توجه ضد جميع الشركاء‪ ،‬والجدير بالدكر‬
‫أنه لم يكن لهذه القاعدة نص قانوني يؤطرها قبل صدور م‪.‬ح‪.‬ع‪ ،‬أما بعد صدورها فف نص‬
‫المشرع على عدم قابلية دعوى القسمة للتجزئة وذلك من خالل المادة ‪ 316‬الذي جاء فبها‬
‫أنه‪ ":‬ال تقبل دعوى القسمة إال إذا وجهت ضد جميع الشركاء وتم تقييدها تقييدا احتياطيا إذا‬
‫تعلقت بعقار محفظ"‪.‬‬
‫ولم بقتصر األمر على الشركاء فقط بل نص المشرع بعد ذلك على أنه يتعين على الشركاء‬
‫أيضا أن يدخلوا في دعوى القسمة جميع أصحاب الحقوق العينية المترتبة على‬
‫‪ -3‬ضرورة االستعنة بالخبرة‪:‬‬
‫تعد عملية الفسمة التحكيمية العقارية مسالة ذات طبيعة تقنية معقدة تحتاج لخبرة في هذا‬
‫المجال‪ ،‬نظرا لما تتطلبه من ضوابط فنية يصعب على المحكم أن يعرفها أو يحوض فيها‪.‬‬
‫فإعداد مشاريع خاصة لفرز أنصبة الشركاء أو تحديد القيمة المالية للعقار بناء على وضعيته‬
‫المادية ونوعية الترية ومكان وجوده واعتمادا على رسوم بيأنية وتصاميم هندسية‪ ،‬وهي مهام‬
‫فنية ميدانية تناط بخبراء متخصصين‪ .‬وفقد أشار المشرع للخبرة التحكيمية ضمن الفانون‬
‫‪ 95.17‬المتعلق بالتحكيم والوساطة االتفاقية وتحديدا المادة ‪ 41‬منه في فقرتها األولى حيث‬
‫جاء فيها‪ ":‬تقوم الهيئة التحكيمية بجمبع إجراءات التحقيق‪ ،‬بما في ذلك االستماع إلى الشهود‬
‫أو تعيين خبراء‬
‫أو أي إجراء آخر‪."...‬‬
‫ومن حالل المادة أعاله ومواد أخرى من قبيل المادة ‪ 33‬والمادة ‪ 38‬التي دكر فيها المشرع‬
‫الخبراء‪ ،‬فإنه لم يستعمل مصطلح الخبرة ولم ينظم أحكامها ولم يعرفها ال بكيفية مباشرة وال‬
‫بكيفية غير مباشرة‪ ،‬في حين عرفها البعض ‪ 123‬بأنها في جوهرها إجراء من إجراءات‬
‫التحفيق يلتجا إليها قضاة الموضوع أو المحكمين عادة قصد الحصول على المعلومات‬
‫الضرورية بواسطة أهل االختصاص‪ ،‬وذلك من أجل البت في مسائل علمية أو فتية تكون‬
‫عادة محل نزاع بين الخصوم في الدعوى ال يستطيع أولئك القضاة أو المحكمين اإللمام بها‬
‫والتقرير بشأنها دون االستعانة بالغير ‪.‬‬
‫وقد اعتبر المشرع المغربي في النصوص المنظمة إلجراءات الدعوى التحكيمية الخبرة‬
‫كاحراء للتحقيق في الفقرة األولى من المادة ‪ 41‬من الفانون ‪ 95.17‬التي بص على أنه‪ ":‬تقوم‬
‫الهيئة التحكيمية بجميع إجراءات التحقيق‪ ،‬بما في ذلك االستماع إلى الشهقد أو تعيين خبراء‬
‫أو أي إجراء آخر‪ ....‬وأشار إليها كتليل لإلثبات عندما نص في الفقرة األولى من المادة ‪38‬‬
‫من نفس الفانون على أنه‪ ":‬تبلغ نسخة مما يقدمه كل طرف للهبئة التحكيمية‪ ،‬من مذكرات أو‬
‫مستئدات أو أوراق أخرى إلي الطرف اآلخر‪ ،‬وكذلك كل ما يقدم إلى الهيئة من تقارير الخبراء‬
‫وغيرها من األدلة‪ ،‬مع منحهم أجال لتقديم ما لديهم‬
‫من ردود ومالحظات‪....‬‬
‫ويرجع سبب هذه الطبيعة المزدوجة للحبرة كونها تمر عر مرحلتين‪ ،‬تتمثل األولى في تعيين‬
‫الخبير وقيامه بمجموعة من االجراءات الشكلية والمسطرية وإيداع تقريره الذي يبرز فبه‬
‫مهارته الفنبة‪ ،‬وهنا تكون الخبرة إجراء للتحفيق‪ ،‬وبمجرد وضع تقرير الحبرة بالملف رهن‬
‫إشارة الهبئة التحكيمية واألطراف وانتهاء مهمة الخبير يبرز دور الحبرة كدليل لإلنبات يخضع‬
‫لما تخضع له بافي األدلة من مناقشة ونقييمة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن المشرع لم بعطي تقاصيل بخصوص مجال الخبرة التي يمكن أن تأمر‬
‫بها الهيئة التحكيمية على عكس ما قام به بخصوص الخبرة الفضائية‪ .‬والمبدأ في الخبرة‬
‫المأمور بها في التحكيم‪ ،‬أن موضوعها ينحصر في إدالء الخبير المعين رأي يتعلق بمسألة‬
‫ذات طبيعة تقنية أو علمية أو تتطيمية‪ ،‬فال يطلع على الملف بجميع عناصره بل يكتقي‬
‫باإلطالع على ما له عالقة بمهمته‪.‬‬
‫ويجب على الخبير أن يقدم جوابا عن كل سؤال فني ويمنع عليه االجابة على سؤال أو إعطاء‬
‫رأي خارج عن مهمته‪ ،‬وأي تجاوز منه لهذه األخيرة يؤدي لبطالن الحبرة‪ ،‬وقد يؤدي إلى‬
‫بطالن الحكم التحكيمي إذا ما اعتمد عليهاة‪./‬‬
‫ويقوم الخبير التحكيمي بتحديد شكل القسمة إذا كانت قابلة للقسمة العينية‪ ،‬أما إذا كانت هذه‬
‫األخيرة غير ممكنة فإنه يتم اللجوء إلى قسمة التصفية ويقوم بتحديد الثمن االفتتاحي للبيع‬
‫بالمزاد العلني‪.‬‬
‫ويلجا الخبير الذي عينته الهيئة التحكيمية في سبيل قسمة العقار إلى وضع مشروع يعتمد فبه‬
‫على ثلة من المعايير الفنية التي تختلف باختالف العفار حسب ما إذا تعلق األمر بأرض‬
‫فالحية‪ ،‬أو عقار موجود في المدار الحضري‪.‬‬
‫فبد التطرق للحاالت التي تكون مدحال لطلب القمة التحكيمية العقارية‪ ،‬ثم إبراز خصائص‬
‫دعوى القسمة‪ ،‬يبقى السؤال عن الكيفية التي تعارس بها دعوى الفسمة التحكيمية العقارية‪،‬‬
‫فما هي شروطها وإجراء اتها؟ هذا ما سأتطرق له في النقطة الموالية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط واجراءات دعوى القسمة التحكيمية العقارية‬
‫تهنف دعوى القسمة باألساس إلى وضع حد لحالة الشياع بإفراز حصص الشركاء بعضها‬
‫عن بعض بحيث تتحول الملكية المشاعة إلى مجموعة من الملكيات المغرزة‪ .‬وهذا األمر‬
‫يستلزم من الهيئة التحكيمية التي ترفع أمامها دعوى فسمة العقار قبل البت في موضوعها أن‬
‫ينظر ما إذا كانت هذه الدعوى استوفت كافة شروطها‪ ،‬سواء الشروط الشكلية وكذا‬
‫الموضوعية لهذه الدعوى‪.‬‬
‫وبعد تحقق المحكم بتوفر تلك الشروط فإنه سيبدأ النظر في المنازعة وفق مجموعة من‬
‫اإلجراءات وصوال لصدور الحكم التحكيمي‪.‬‬
‫شروط دعوى القسمة التحكيمية العقارية‪:‬‬
‫إن السمة التحكبمية العقارية يجب أن تكون بموافقة جمبع المشاعين‪ ،‬من حال توقيعهم على‬
‫اتفاق التحكيم‪ ،‬ولقيام دعويى القسمة التحكيمية العقارية صحيحة ويمكن للهيئة التحكيمية‬
‫االستمرار بالنظر في المنازعة ال بد من توافر مجموعة من الشروط في هذه الدعوي‪ ،‬فمنها‬
‫شروط شكلية للدعي ومنها شروط موضوعية‪.‬‬
‫‪ -1‬الشروط الشكلية لدعوى القسمة التحكيمية العقارية‪:‬‬
‫لقبول دعوى القسمة التحكيمية العقارية ال يد من حضور شروط شكلية مقبولة من طرف هيئة‬
‫التحكيم‪ .‬ومن تم‪ ،‬نجد المشرع ألزم رافع الدعوى على احترام مجموعة من البيانات األساسية‬
‫في دعواه‪ ،‬مع إمكانية اعمال نفس القواعد الشكلية الجارية أمام المحاكم وهي إعمال القواعد‬
‫المنصوص عليها في ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬باإلضافة لهذا الشرط هناك خصوصية تمتاز بها دعوى القسمة‬
‫ويتعلق األمر بضرورة التقييد االحتياطي لمقال الدعوى التحكيمية للقسمة العقا بة‪.‬‬
‫المقال االفتتاحي لدعوى القسمة التحكيمية العقارية‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 35‬من الفانون ‪ 95.17‬على أنه" يجب على طالب التحكيم أن يتقدم‪ ،‬خالل الموعد‬
‫المتفق عليه بين األطراف أو الذي تعينه الهيئة التحكيمية‪ ،‬بمقال التحكيم مكتوبا أو بطريق‬
‫الكترونية‪ ،‬يشتمل على اسمه وعنوانه واسم المطلوب في التحكيم وغوانه‪ ،‬وعرض لوقائع‬
‫القضية‪ ،‬وتحديد موضوع النزاع والطلبات‪.‬‬
‫يرفق هذا المقال بكل الوثائق واألدلة المدعمة له‪ ،‬ويبلغ لألطراف األخرى في التحكيم بجمبع‬
‫الوسائل المتاحة"‪.‬‬
‫ومن حالل المادة أعاله ينضح أن الراغب في التحكيم يتقدم بمدكرة كتابية‪ ،‬نشمل أسمه وصغته‬
‫وعنوانه‪ ،‬واسم المطلوب وصغته وعنوانه وعرضا موجزا لوقائع النزاع‪ ،‬وكدلك لطلباته‬
‫وللوثائق واألدلة المستعملة‪ ،‬داخل األجل المتقق عليه من فبل األطراف أو من قبل الهيئة‬
‫التحكبمية‪.‬‬
‫كما ألزم المشرع المدعي بإرسال مدكرة الدعوى إلى المدعى عليه أو المدعى عليهم إن‬
‫نعندوا‪ ،‬وإلى كل محكم من المحكمين داخل األجل المتفق عليه بين الطرفين أو الذي تحدد‬
‫الهيئة التحكيمية‪ ،‬وقد وضع المشرع جزاء لعدم تقديم المدعي لمقال الدعوى التحكيمية يتجلى‬
‫في إصدار أمر بإنهاء إجراءات التحكيم ما لم يتفق األطراف على خالف ذلك‪.‬‬
‫والمدعي في دعوى القسمة التحكيمية العقارية هو دوما أحد الشركاء أو نائبه الشرعي متى‬
‫كان ناقص األهلية أو محجورا عليه لسفه أو حنون‪ ،‬كما يكون المدعى عليهل إما شريكا واحدا‬
‫أو عدة شركاء‪ ،‬مع ضرورة توفر كل طرف عن شروط رفع الدعوى من أهلية وصفة‬
‫ومصلحة لذلك وفق األحكام المنصوص عليها في ق‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫كما أن دعوى الفسمة التحكيمية ال تقبل إال إذا تم توجيهها ضد جميع الشركاء وهو من م‪.‬ح‪.‬ع‪،‬‬
‫ومفاد ذلك أنها يجب أن ترفع ضد جميع الشركاء ما نصت عليه المادة ‪316‬‬
‫عل الشياع الذين يمثلون فيها كخصوم‪ ،‬بحيث ال يجوز للمدعي أن يخاصم من شاء ويترك‬
‫من شاء‪.‬‬
‫كما يجب أن يكون المفال مرفوقا بما يثبت صفة المدعي كشريك في الملك المشاع سواء كان‬
‫شريكا أصليا‪ ،‬أو خلفا عاما كالوارث أو الموصى له أو خلفا خاصا كالمشتري لحصة أحد‬
‫الشركاء‪.‬‬
‫التقييد االحتياطي لدعوى القسمة التحكيمية العقارية‪:‬‬
‫إلى جانب الشرط المتقدم دكره أعاله‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 316‬من م‪.‬ح‪.‬ع كذلك على شرط‬
‫ضروري وفي غيابه ال ينظر المحكم في دعوى القسمة التحكيمية العقارية وبتعلق األمر‬
‫بضرورة تقييد دعوى الفسمة تقييدا احتياطيا‪ ،‬ويستمر مفعول هذا التقييد إلى حين صدور حكم‬
‫حائز لقوة الشيء المقضي به‪.‬‬
‫وإلعطاء القوة والمصداقية للرسم العقاري وتقادي إشكالبة تحيين الرسوم العقارية وإبطال‬
‫التقييدات ولزرع الطمأنينة تم فرض إجبارية التقييد االحتياطي ‪ ،‬وهذا األخير إمكائية يغولها‬
‫القانون لكل من يدعي حقا عينيا عقاريا على عقار محفظ قصد االحتقاظل المؤقت بهدا الحق‪،‬‬
‫وذلك باإلشارة إليه في الرسم العقاري في انتظار تحويل هدا التقييد االحتياطي إلى تقبيد نهائي‬
‫أو التشطيب عليه‪.‬‬
‫ويتحلى هدف التقييد االحتياطي هنا في حماية وحفط حق المقسوم له وحتى يكون الغير حسن‬
‫النية على علم بمختلف التقييدات المدرجة بالرسم العقاري‪.‬‬
‫ويحظى التقييد االحتياطي بأدوار أساسية تتمثل أساسا في ضمان تنفيذ الحكم التحكيمي‬
‫المرتقب صدوره‪ ،‬أي عدم تفاجئ المتقيدين منه بتعبير أحد المالك المقيدين بالرسم العفاري‬
‫وبالتالي استحالة التنفيذ جراء ذلك‪ ،‬إذ العرة في التتفيذ هي حسب وضعية العقار وفت إجراء‬
‫التقييد االحتياطي‪.‬‬
‫ثم حماية الشخص الذي يحتمل أن يقبل على شراء حصة شائعة من أحد الشركاء دون أن يعلم‬
‫أن هناك دعوى تحكبمية‪ ،‬من حالل اطالعه على الرسم العقاري قبل االقدام على التعاقد من‬
‫أجل التعرف على وضعية العقار ‪. 129‬‬
‫ثم أن التقييد االحتياطي لدعوى القسمة التحكيمية العقارية تتفي حسن النية عن الغير‪ ،‬وذلك‬
‫لعلمه األكيد من بيانات الرسم العقاري بوجود هدا التقييد االحتياطي الذي قد يصير نهائيا‬
‫طلب تقييد دعوى القسمة التحكيمية العقارية لدى المحافظ على األمالك‬
‫وينم‬
‫العقارية‪ ،‬ويجب أن يتضمن الطلب العقار الذي يعنيه التقييد االحتياطي لدعوى الفسمة‪ ،‬وذلك‬
‫ببيان رقم رسمه العقاري؛ ثم بيان أن التقييد االحتياطي المطلوب هو في إطار المادة‬
‫‪ 316‬من م‪.‬ح‪.‬ع؛ مع بيان أصل التملك والحالة المدنية للمستفيد من التقييد االحتياطي؛‬
‫باالضافة لنسخة من المفال االفتتاحي للدعوى التحكيمية‪)7/‬‬
‫وفي إطار نص القانون المتعلق بالتحكيم والذي يخول للهيئة التحكيمية أن تتحذ بطلب من أحد‬
‫األطراف كل تدبير مؤقت تره الزما في حدود مهمتها‪ ،‬تم تقديم طلب التقييد االحتياطي للعقار‬
‫ذو الرسم العفاري (‪ )....‬المتواجد بمدينة الحسيمة وفق ما هو منصوص عليه في المادة ‪316‬‬
‫من م‪.‬ح‪.‬ع المرفوع بشأنه دعوى تحكيمية للقسمة العقارية لدى الهيئة التحكيمية المكونة من‬
‫المحكم المنفرد األستاذ سفيان األحمدي بصفته محكم مصرح به لدى محكمة االستئناف‬
‫بالحسيمة لدى المحافطة على األمالك العقارية بنفس المدينة من أجل تقييد المقال االقتتاحي‬
‫لهاته الدعوى‪.‬‬
‫وبالرجوع للعقرة الثانية للمادة ‪ 42‬من القانون المتعلق بالتحكيم التي تجيز للطرف الذي صدر‬
‫األمر لصالحه في حالة تخلف من صدر األمر إليه بتتغيذه‪ ،‬اللجوء إلى رئيس المحكمة قصد‬
‫استصدار أمر بناء على طلب بالتتفيذ‪ ،‬وهذا ما جاء في طلب وقتي تقدمت به الهيئة التحكيمية‬
‫المكونة من المحكم المنفرد األستاذ سفيان األحمدي بتاريخ ‪ 29‬مارس‬
‫‪ 2)(22‬موضوعه استصدار نتفيد أمر وقتي تعفظي على الرسم العقاري ‪ )...١‬بعد تخلف‬
‫المحافظ على األمالك العقارية بالحسيمة عن تنفيذ طلب تقييد هدا العفار موضوع الدعوى‬
‫التحكيمية تقييدا إحتياطيا‪.‬‬
‫وجوابا على الطلب الوقتي التحفظي للمحكم أعاله‪ ،‬أصدر رئيس محكمة االستئناف بالحسيمة‬
‫أمرا بتاريخ ‪ 29‬مارس ‪ 2022‬حيث جاء فيه" بناء على الطلب المقدم من المحكم اعاله‬
‫والمؤدي عنه الرسم القضائي بتاريخ ‪ 2022/2913‬بعرض فبه أن الطالب أبرم اتفاقا تحكيميا‬
‫لقسمة العقار ذي الرسم (‪ )...‬وفي إطار الفصل ‪ 316‬من مدونة الحقوق العينية وكذا الفصل‬
‫‪ 327.15‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬فإنه يلتمس إصدار أمر بتقييد الدعوى تقييدا احتياطيا‬
‫بالرسم العقاري المذكور‪ .‬وأرفق الطلب بنسخة من اتفاق التحكيم وبشهادة ملكبة وبصورة‬
‫شمسية لقرار عدد ‪ 20‬بتاريخ ‪ 9‬يونيو ‪ 2000‬عن جماعة (‪.)...‬‬
‫حيث إنه بموجب الفصل ‪ 327.15‬يجوز للهيئة التحكيمية أن تتخذ بطلب من أحد األطراف‬
‫كل تدبير مؤقت أو تحفظي تراه الزما في حدود مهمتها‪ ،‬وإذا تخلف من صدر عليه األمر‬
‫عن تنفيذه يجوز االتجاه إلي رئيس المحكمة المختصة بقصد استصدار أمر بالتنفيذ‪.‬‬
‫وحيث إن التحكيم االتفاقي يعتبر وسيلة بديلة عن القضاء الرسمي لحل النزاعات المنصبة‬
‫على حق قابل التصرف فبه من طرف صاحبه‪ ،‬ومن تم من اتفاق التحكيم يقوم مقام المقال‬
‫الذي يقدمه الطرف للمحكمة لتبت فيه‪ ،‬و إذا كانت العلة من وراء إلزام المادة ‪ 316‬من مدونة‬
‫الحقوق العينية تقييد دعوى قسمة عقار محفظ بالرسم العقاري تتمثل في ضمان حقوق‬
‫األطراف وإلعالم الغير بمضمون الدعوى الرائجة بخصوص الملك موضوع الرسم العقاري‪،‬‬
‫فإن هذه االعتبارات هي نفسها تعتبر العلة التي يتعين مراعاتها للبت في الطلب الحالي بعد‬
‫أن اختار شريكان إنهاء حالة الشياع في عقار محفظ يملك كل منها نصيبا شائعا فيه وذلك‬
‫عبر سلوك مسطرة التحكيم‪ ،‬وترتيبا على ما ذكر فإن اتحاد العملة يبرر قياس المقتضيات‬
‫القانونية التي تخص تقييد دعوى قسمة عقار محفظ وما يترتب قانونا عن ذلك من آثار كحالة‬
‫مقيس عليها على ما يتعين مراعاته بخصوص اتفاق تحكيمي يرمي إلى فرز نصيب من ملك‬
‫مشاع كحالة مقيسة‪ ،‬وبغض النظر عن مدى تمثيل كافة الشركاء في الملك أعاله المذكورين‬
‫في شهادة الملكية وذلك في الدعوى التحكيمية والذي يمكن تداركه من طرف المحكم عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬فإن الطلب يبقي مؤسسا قانونا بالنظر إلى طبينه التحفظية كما أنه ال يمس بحقوق‬
‫باقي األطراف‪.‬‬
‫ألجله نأنن للسيد المحافظ على األمالك العقارية بإجراء تقييد احتياطي التفاق التحكيم المؤرخ‬
‫في ‪ 22/2022103‬على الملك ذي الرسم العقاري (‪ )...‬واستمرار مفعول هذا التقييد إلى‬
‫غاية البت نهائيا في الدعوى التحكيمية الرامية إلى فرز نصيب الطالب فيه من طرف المحكم‬
‫السيد سفيان األحمدي‪ .‬مع الرجوع إلينا عند وجود كل صعوبة"‪.‬‬
‫وعليه فإن التقييد االحتياطي والحالة هاته سيكون بناء على األمر الفضائي الموما له أعاله‪.‬‬
‫وعليه فإن المحكم عند وضع يده على دعوى الضمة‪ ،‬فإنه يتأكد من أن طالبها قام بهدا‬
‫االجراء‪ ،‬وذلك عن طريق شهادة صادرة ع المحافظ تثبت أن الدعوى فيدت تقييدا‬
‫احتياطيا تحت طائلة عدم ققول الدعوى شكالة‪.7‬‬
‫‪96‬‬
‫ومن هنا تظهر أهمية التقييد االحتياطي لدعوى الفسمة التحكيمية العقارية في حماية‬
‫وحفظ حق المتقاسم وكذا حتى يكون الغير على علم بمختلف التقييدات المدرجة بالرسم‬
‫العقاري‪ ،‬ومن تم ال يمكن له أن بقدم على أية معاملة بخصوص العفار موضوع الدعوى‬
‫‪ -2‬الشروط الموضوعية لدعوى القسمة التحكيمية العقارية‪:‬‬
‫ينوحب على من يريد إنهاء حالة الشياع أن يدلي للهيئة التحكبمية ما يثبت ملكيته‬
‫للعقار المطلوب فسمته وكذا وجه مدخله إليه‪ ،‬مع مراعاة إذا ما تعلق األمر بعقار محفظ أو‬
‫غير محفظ‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى ال بد أن يكون العقار المراد قسمته قابال لذلك‪ ،‬بحيث نجد أن‬
‫المشرع منع قسمة العقارات قسمة بتية في بعض الحاالت‪ .‬ناهبك عن بعض الحاالت‬
‫االرادية والواقعية التي تمنع القسمة‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلثبات في دعوى القسمة التحكيمية القارية‪:‬‬
‫تحتل فواعد االثبات أهمية خاصة في المجال القانوني‪ ،‬إذ أن الحق موضوع التحكيم‬
‫يتجرد من كل قيمة إدا لم يقم الدليل على الواقعة التي يستند إليها‪ ،‬فالمحكم الذي يعرض‬
‫عليه النزاع ال يتأنى له الوصول إلى الحقيقة وال يستطبع أن يميز بين الحق إال بواسطة‬
‫حجج وبراهين بقدمها األطراف إلثبات ادعاءاتهم‪ ،‬إذ باإلثبات يتحقق إيصال الحقوق إلى‬
‫أصحابها‪.‬‬
‫لذلك فالمحكم الذي ترفع أمامه دعوى الفسمة يكون ملزما بفحصها وتمحيص جميع الوثائق‬
‫المقدمة إليه في ملف الدعوى وال يصدر الحكم إال بعد إثبات الملكية الشائعة محل القسمة‬
‫سواء كان العقار محفظا‪ ،‬أو غير محفظ‪.‬‬
‫إثباك ملكية العقار المحفظ‪:‬‬
‫مسألة االثبات في العقار المحفظ فإنه ال يطرح أي إشكال‪ ،‬إذ يكفي بخصوص للشريك على‬
‫الشياع متى كان العقار محفظا‪ ،‬أن يرفق مقاله بشهادة من المحافظة العقارية تثبت صفته‬
‫كشريك وتثبت عدد المشاركين له في الملكية ومقدار نصيبهم وإثبات عدم انفضاء الشياع آد‬
‫وانطالقا من الفصلين ‪ 66‬و‪ 67‬من القانون ‪ 14.07‬يتبين أن صفة المالك تثبت لكل شخص‬
‫مقيد بالرسم العقاري دون سواه‪ ،‬وبحسب حصته المبينة في هدا الرسم‪.‬‬
‫وعليه يكفي للشخص الذي يرغب في الخروج من حالة الشياع في عقار محفظ أن يرفق مفاله‬
‫االفتتاحي بشهادة عقارية تصدر عن المحافظ تثبت صفته كشريك فيه‪ ،‬وتثبت عدد الشركاء‬
‫وحصة كل واحد منهم مع تحديد سبب ملكية كل واحد منهم وكيف ألت إليهم ملكية العقار إما‬
‫إرثا أو وصية أو غيرها من وسائل التملك أذ‪.‬‬
‫إثبات ملكية العقار غير المحفظ‪:‬‬
‫مما ال شك فيه أن الحجج التي يتعين االدالء بها الثبات الملكية الشائعة للعقار غير المحفظ‬
‫تختلف من حالة ألخرى‪ ،‬وذلك تبعا ألسباب كسب الملكية‪ ،‬لذا سأقتصر على بعض الحاالت‬
‫التي تعرض بكثرة على القضاء المغربي ومنه التحكيم‪ .‬ففي حالة اكتساب العقار الشائع عن‬
‫طريق االرث فإنه يحب االدالء برسم اإلراثة‪ ،‬وهو رسم عدلي يكشف ع موت الموروث‬
‫وعن عدد الورئة‪ ،‬وعن عالقنهم بالموروث‪ .‬ثم تقديم رسم التركة‪ ،‬وهو رسم يكثف عن‬
‫األموال التي حلفها الميت‪ ،‬وال بد من تحديدها بدقة كبيرة سواء تعلق األمر بالمنقول أو العقار‪،‬‬
‫وتقديم االرائة ورسم التركة نثبت صفتهم في االدعاء ليس إال‪ ،‬وال تثبت تملكهم أو تملك‬
‫مورئهم للمتحلف‪.‬‬
‫وتقديم رسم الملكية‪ ،‬وهذا الرسم عبارة عن وثيقة تنشأ شهادة مجموعة من األشخاص على‬
‫واقعة يعلمونها شخصيا بحكم المجاورة واإلطالع على األحوال‪ ،‬يصرحون بهدا أمام العدلين‬
‫المنتصبين لإلشهاد حول ملكية الشخص للملك وفق الشروط المحددة شرعا حالة اكتساب‬
‫العقار المطلوب قسمته عن طريق التعاقد‪ ،‬فال بد للمدعي الذي يرغب في الخروح من حالة‬
‫الشياع أن يرفق مقاله االفتتاحي بالعقد مصدر الشياع‪ ،‬كما يجب أن يعتوي هذا األخير على‬
‫نصيب كل شريك‪ ،‬إذ في حالة الشك تعتبر أنصبة المتقاسمين ة‬
‫‪ -2‬كون العقار قابال للقسمة‪:‬‬
‫إذا كان المبدأ أنه ال يجبرأحد على البقاء في الشياع‪ ،‬ويسوغ دائما ألي واحد من الشركاء أن‬
‫يطلب الضمة رغم كل شرط مخالف طفا للفصل ‪ 978‬من ق ‪.‬ل‪.‬ع‪.‬م‪ ،‬فإن هذا المبدأ ترد عليه‬
‫استثناءات يجبر فيها الشريك للبفاء في الشياع‪ ،‬وهذه االستثناءات تعود إما إلراد األطراف‪،‬‬
‫أو وحود نص قانوني‪.‬‬
‫الموانع اإلرادية التي تحول دون إجراء القسمة العقارية‪:‬‬
‫من الفيود الواردة على حرية رفع دعوى الفسسة التحكيمية العفارية نجد اتقاق األطراف على‬
‫البقاء في الشياع مدة معينة‪ ،‬ويجد هذا القيد أساسه الفانوني في الفصل‬
‫‪ 9 97‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬م‪ ،‬الذي ينص على أن الشركاء مجبرون على البقاء في الشياع طيلة المدة‬
‫التي اتقفوا عليها طبفا لفاعدة العقد شريعة المتعاقدين وهي نفس المقتضيات التي ورد النص‬
‫عليها في المادة ‪ 27‬من م‪.‬ح‪ .‬ع‪.‬‬
‫الموانع القانونية التي تحول دون إجراء القسمة العقارية‪:‬‬
‫ينص الفصل ‪ 980‬من فل‪.‬ع‪.‬م على أنه ال يسوغ طلب القسمة‪ ،‬إذا كان محل الشياع أعيانا‬
‫من شان قسمتها أن تعول نون أداء الغرس الذي حصص له)‪ ،‬والجدير بالنكر هنا أن الفصل‬
‫يمنع الفسمة حينما يتعلق األمر بالفسمة العينية‪ ،‬أما قسمة التصفية فال تطالها أحكام هذا الفصل‪.‬‬
‫والقسمة التحكيمية العينية للعقار قد تستحيل ينص الفانون كذلك وفي نطاق معين ومن ذلك‪،‬‬
‫ما هو منصوص عليه في المادة ‪ 58‬من القانون ‪ ،25.90‬بحيث يتعين مراعاة وثائق التعمير‬
‫في حالة الحكم بالقسمة العينية‪.‬‬
‫وعليه وبعد التأكد من كافة الشروط المتقدم ذكرها‪ ،‬وبعد نظر هيئة التحكيم في مدى‬
‫اختصاصها وفقا لما هو منصوص عليه في الففرة الثانية من المادة ‪ 32‬من الفانون‬
‫‪ 95.17‬والتأكد من صحة اتفاق التحكيم ويتم هذا من خالل أمر يمكن الطعن فيه داخل أجل‬
‫‪ 15‬يوما من تاريخ إصداره لدى رئيس المحكمة المختصة الذي يصدر أمرا بعد‬
‫ب إجراءات دعوى القسمة التحكيمية العقارية‪:‬‬
‫تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 33‬من القانون ‪ 95.17‬على أنه‪ ":‬تحدد الهيئة التحكيمية‬
‫إجراءات مسطرة التحكيم التي تراها مناسبة‪ ،‬مع مراعاة أحكام هذا القانون دون أن تكون‬
‫ملزمة بتطبيق القواعد المتبعة لدى المحاكم‪ ،‬ما لم يتفق األطراف على خالف ذلك في اتفاق‬
‫التحكيم‪."...‬‬
‫وتأسيسا على هذا‪ ،‬فالهيئة التحكيمية هي صاحية االحتصاص في تحديد االجراءات المتبعة‬
‫أمامها لرفع الدعوى التحكيمية‪ ،‬سواء تعلق األمر بمسطرة التبليغ‪ ،‬أو المناقشة أو المداولة‪ ،‬ثم‬
‫تأتي مرحلة إصدار الحكم التحكيمي وما يصاحبه من إجراءات‪.‬‬
‫إجراءات سريان دعوى القسمة التحكيمية العقارية‪:‬‬
‫إن إجراءات التحكيم تبدأ من اليوم الذي يكتمل فيه تشكبل الهيئة التحكيمية‪ ،‬وبعد تقديم المقال‬
‫االفتتاحي لدعوى‪ ،‬فإن أول إجراء يتخذ هو ما يتعلق بمسطرة التبليغ حيث نص المشرع في‬
‫النفرة األولى من المادة ‪ 38‬من القانون ‪ 95.17‬على تبلبغ نسخة مما يقدمه كل طرف للهبئة‬
‫التحكيمية من مدكرات أو مستندات أو أوراق أحرى وكتلك للطرف المطلوب في التحكيم‪،‬‬
‫كما أن الهيئة التحكيمية لترم بإحطار طرفي التحكيم بمواعيد الجلسات واالجتماعات المقررة‬
‫عقدها فبل التاريخ الذي حددته لذلك‪ ،‬بوقت كاف ال يقل عن خمة أيدر‬
‫والمالحظ أن المشرع لم بحدد الوسيلة التي يتم من خاللها التبليغ لألطراف‪ ،‬حيث تبقى للهيئة‬
‫التحكيمية حرية اختيار الوسيلة التي تحقق لها الغاية وتتسجم مع خصوصيات ثم تأتي بعد ذلك‬
‫مرحلة المناقشة والمداولة‪ ،‬فبعد ضبط الهبئة التحكيمية الجراءات مسطرة التحكبم التي تراها‬
‫مالئمة‪ ،‬ثم االتفاق على مكان التحكيم‪ ،‬تشرع الهيئة التحكيمية‬
‫في فتح باب المناقشة‪ ،‬فالمدعي يقدم طلباتته والمدعى عليه دفوعاته‪ ،‬ولترم الهيئة على‬
‫معاملة أطراف التحكيم على قدم المساواة وتهبئ لكل واحد منهم فرصة كاملة لعرض دعواه‬
‫ودفوعان‪.135‬‬
‫وتسري وقائع جلسات التحكيم باللغة العربية ما لم يتفق الطرفان على خالف ذلك‪،‬‬
‫أو يترك األمر للهبئة‪ ،‬ويجري نفس الحكم على جميع الوثائق والمستندات والمرافعات‬
‫الشفوية‪ ،‬مع إمكانية ترجمة الوثائق المكتوبة بلغة أجنبية إلى اللغة المعتمدة في التحكبم‪ 7‬أ‪.‬‬
‫والسؤال الذي يطرح نفسه‪ ،‬حول ما إذا كان حضور أو غياب األطراف سببا من‬
‫‪ -‬سا إنهاء إجراءات التحكيم؟‪.‬‬
‫بالرجوع إلى الفقرة األخيرة من المادة ()‪ 4‬من القانون ‪ 95.17‬فإنه تتص على‬
‫أن‪ :‬إذا تخلف أحد األطراف عن حضور أي من الجلسات أو تقديم ما طلب منه من‬
‫مستندات ووسائل إثبات‪ ،‬دون عذر مقبول‪ ،‬تعين على الهيئة التحكيمية االستمرار في إجراءات‬
‫التحكيم وإصدار حكم في النزاع استنادا إلى األدلة المتوفرة لديها"‪.‬‬
‫وهذا يعني أنه كلما كانت المذكرات والمستندات المقدمة كافية إلصدار الحكم التحكيمي‪ ،‬فإن‬
‫الهيئة تواصل إجراءات التحكيم وتصدر الحكم رغم غياب األطراف‪.‬‬
‫وتجدر االشارة إلى أن الهيئة التحكيمية مثلها مثل المحكمة لها حق اتخاذ إجراءات التحقيق‪،‬‬
‫فهو حق ممنوح للهيئة وحدها طبقا للمادة ‪ 41‬من القانون ‪ 95.17‬التي تنص في‬
‫فقرتها األولى على أنه‪ :‬تقوم الهيئة التحكيمية بجميع إجراءات التحقيق‪ ،‬بما في ذلك‬
‫االستماع إلى الشهود أو تعيين خبراء أو أي إجراء آخر ‪.....‬‬
‫وعليه فإنه يمكن تعيين خبير للقيام بمهمة الخبرة التحكيمية المنظمة في ق‪.‬م‪.‬م وقد تطرقت‬
‫سابقا للخبرة التحكيمية‪.‬‬
‫كما تقوم هيئة التحكيم باالستماع إلى الشهود‪ ،‬كما يجوز لها االستماع لكل شخص ترى في‬
‫ذلك فائدة‪ ،‬شريطة أداء اليمين القانونية أمام الهيئة التحكيمية‪.‬‬
‫كما يمكن لهيئة التحكيم أن تطلب من أي أحد من األطراف إذا كان بيده وسيلة اثبات أخرى‬
‫االدالء بها‪ ،‬كما يجوز لها اتخاذ بطلب من أحد األطراف كل تدبير مؤقت أو تحفظي تراه‬
‫مناسبا والزما في حدود مهمتها ما لم يتفق األطراف على حالف ذلك‪.‬‬
‫وبعد االنتهاء من إجراءات التحقيق والمناقشة تحجز الفضية للمداولة أو التأمل وهي الغترة‬
‫الزمنية المعينة التي تمنحها الهيئة التحكيمية لنغسها للتشاور والتفكير في الحكم الذي تنوي‬
‫إصداره‪ ،‬وفي هذه المرحلة ال يجوز لألطراف تقديم أي طلب حديد أو إثارة أي نفع وال‬
‫االدالء بأي وثيقة جديدة‪ ،‬ما لم يكن ذلك بطلب من الهيئة التحكيمية‪.‬‬
‫إجراءات إصدار الحكم التحكيمي للقسمة العقارية‪:‬‬
‫نص المشرع المغربي في الفقرة األولى من المادة ()‪ 5‬من الفانون ‪ 95.17‬على أنه‪ ":‬يصدر‬
‫الحكم التحكيمي بأغلبية األصوات بعد مداولة الهيئة التحكيمية‪ ،‬ويجب على جمبع المحكمين‬
‫التصويت لفائدة مشروع الحكم التحكيمي أو ضده‪."...‬‬
‫فبعد انتهاء مرحلة المداولة تأتي مرحلة إصدار الحكم التحكيمي من قبل الهيئة التحكيمية‪ ،‬فمن‬
‫خال العادة أعاله إذا كانت الهيئة تتكون من مجموعة من المحكمين فإنه يصدر الحكم بأغلبية‬
‫األصوات‪ ،‬وفي حاالت أخرى تكون الهيئة النحكيمية مكونة من المحكم المنفرد فهو يصدر‬
‫الحكم في جلسة بحضور أطراف النزاع ويوفعه واألطراف كذلك‪ ،‬مع وجوب أن يصدر الحكم‬
‫التحكيمي كتابة في دعامة ورقية وأن يتضمن البيانات المنصوص عليها في المادة ‪ 51‬من‬
‫القانون رقم ‪ 95.17‬المنعلق بالتحكيم والوساطة االتقاقية‪ ،‬باالضافة لوجوب تعليل الحكم‬
‫التحكيمي‪.‬‬
‫ويتم تبليغ الحكم التحكيمي الفاضي بقسمة العفارات واألموال المشاعة‪ ،‬لجميع أطراف الدعوى‬
‫التحكيمية داخل أجل سبعة أيام من يوم إصداره حسب ما هو منصوص عليه في الفقرة األولى‬
‫من المادة ‪54‬ا‪.‬‬
‫وفي إطار الممارسة العملية لتطبيق أحكام قانون التحكيم في إطار منازعات الفسمة العقارية‪،‬‬
‫فإنه فد صدر حكم تحكيمي بتاريخ ‪ 24‬فبراير ‪ 2021‬عن الهيئة التحكيمية المكونة من المحكم‬
‫المنفرد الدكتور عيد اإلله عديياطر بصفنه محكم مصرح به لدى محكمة االستئناف بوحدة‬
‫فضى‪ ":‬في الشكل بقول الدعوى التحكيمية‪ ،‬وفي الموصوع بانهاء حالة الشياع في العقار‬
‫المسمى (‪...‬ذي الرسم العقاري (‪ )...‬الكائن بوالية وجدة وذلك بفرز نصيب المدعي منه عينا‬
‫وفقا للتصعيم المرفق بتقرير الخبير حسن العمالي المؤرح في ‪ 2)(15/02/21‬والمنجز على‬
‫نمة الملف أ‪.‬‬
‫وعلبه ومن خالل ما سق يتضح أنه بصدور الحكم التحكيمي يكتسب حجية الشيء‬

You might also like