الأمن المائي لدول حوض النيل دراسة في تداعيات مشروع سد النهضة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 144

‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ – 1945‬قالمة‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم العلوم السياسية‬

‫رقم التسجيل‪99/641916 :‬‬


‫الرقم التسلسلي‪...............:‬‬

‫األمن المائي لدول حوض النيل‪:‬‬


‫دراسة في تداعيات مشروع سد النهضة‬

‫مذكرة مكملة للحصول على درجة الماستر في العلوم السياسية‬


‫تخصص ‪ :‬دراسات استراتيجيه وأمنية‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬


‫د‪.‬إسماعيل بوقنور‬ ‫بوترعة فيصل‬
‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬

‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫الدرجة العملية‬ ‫اإلسم واللقب‬


‫رئيسا‬ ‫جامعة ‪ 08‬ماي ‪ 1945‬قالمة‬ ‫أستاذ محاضر – أ ‪-‬‬ ‫د‪.‬جمال منصر‬
‫مشرفا ومقر ار‬ ‫جامعة ‪ 08‬ماي ‪ 1945‬قالمة‬ ‫أستاذ محاضر – أ ‪-‬‬ ‫د‪.‬إسماعيل بوقنور‬
‫مشرفا مساعدا‬ ‫جامعة ‪ 08‬ماي ‪ 1945‬قالمة‬ ‫أستاذ مساعد– أ ‪-‬‬ ‫أ‪.‬نصر الدين لبال‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة ‪ 08‬ماي ‪ 1945‬قالمة‬ ‫أستاذ مساعد– أ ‪-‬‬ ‫أ‪ .‬رياض مزيان‬

‫السنة الجامعية‪2020 – 2019 :‬م‬


‫شك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر وعرفان‬
‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫نشكر هللا عز‪ ،‬و جل على نعمة العقل الت زقناا ها‪،‬‬
‫وفضلاا على كثري من خلقه‪ ،‬وأمدان ابلقوة‪ ،‬والعزمية‪ ،‬والصرب‪ ،‬طوال مشوازان‬
‫الدزاسي؛ إذ وفقاا يف مسرية البحث‪ ،‬إلمتام هذه املذكرة الت نرجو أن تكون‬
‫عوان ومرجعا يـعتمد عليها ملن أييت بعدان‪.‬‬
‫وعملا بقول الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬من ال يشكر الااس ال يشكر هللا‬
‫"‬
‫نتقدم ابلشكر اخلالص إىل كل من أسهم يف إجناق هذا البحث‪ ،‬وأانز طريق‬
‫العلم‪ ،‬واملعرفة‪ ،‬بفضل هللا تعاىل وخنص ابلذكر األستاذ املشرف ‪:‬‬
‫"بوناوز إمساعيل" الذي أمد لاا يد املساعدة‪ ،‬ومل يبخل علياا بتوجيهاته‬
‫ونصائحه القيمة‪ ،‬فله ماا عظيم اجلزاء‪ ،‬وأبلغ التقدير ‪،‬متماني له التوفيق‬
‫والاجاح ‪.‬‬
‫كما نتقدم ابلشكر إىل إدازة وأساتذة نسم العلوم السياسية جبامعة الثامن ماي‬
‫‪،1945‬وإىل كل من أسهم يف إجناق هذا العمل خبالص الشكر واالمتاان‪.‬‬
‫خطة‬
‫البحث‬
‫خطة الدراسة‬

‫خطة الدراسة‬
‫مقدمة‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬

‫المبحث األول ‪ :‬األمن المائي‪ :‬دراسة في المفهوم‬

‫المطلب األول‪ :‬الموارد المائية‪ :‬محاولة الفهم‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم األمن المائي‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬المفاهيم المرتبطة باألمن المائي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مدخل مفاهيمي لدراسة األنهار الدولية‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف األنهار الدولية والمنشآت المائية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نهر النيل ونظم المياه الدولية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬اإلطار النظري للدراسة‬

‫المطلب األول‪ :‬األمن المائي من المنظور الواقعي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الليبرالية واألمن المائي‬

‫الفصل الثاني‪ :‬جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬


‫المبحث األول‪:‬دراسة جغرافية وسياسية لنهر النيل‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التعريف بنهر النيل‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مصادر مياه نهر النيل‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬نهر النيل بين مكاسب مصر وطموحات إثيوبيا‬


‫خطة الدراسة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تجسيد مشروع سد النهضة‬

‫المطلب األول‪ :‬بطاقة فنية عن المشروع‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طرق تمويل المشروع‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور األطراف الخارجية في تجسيد المشروع ‪:‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬سد النهضة من الفكرة إلى التجسيد‬

‫الفصل الثالث‪ :‬تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬

‫المبحث األول‪ :‬تاريخ الصراع على نهر النيل‬

‫المطلب األول‪ :‬كرونولوجيا الصراع بين دول حوض النيل‬

‫المطلب الثاني‪ :‬موقف دول حوض النيل من سد النهضة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تأثير سد النهضة على العالقات بين دول حوض النيل‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تحديات إدارة ملف سد النهضة‬

‫المطلب األول‪ :‬الوضع المائي لمرحلة ما بعد السد‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تأثير المواقف الخارجية في إدارة األزمة‬

‫المبحث الثالث‪ :‬احتماالت التسوية والصراع حول سد النهضة‬

‫المطلب األول ‪ :‬بوادر الصراع بين دول حوض النيل‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحلول الممكنة لتفادي تأثير السد‬

‫المطلب الثالث‪ :‬فرص التعاون بين دول حوض النيل‬

‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫مقدمة‬
‫مقدمـــــــــــة‬

‫يعتبر حوض النيل أحد النقاط الساخنة التي يمكن أن تقود إلى صراع عنيف على‬
‫موارد المياه المشتركة‪ ،‬بسبب التعقيدات الجيوسياسية المختلفة‪ ،‬وكذا زيادة الطلب على‬
‫الموارد المائية باإلضافة إلى النمو السكاني المثير للقلق وغياب أطر قانونية ومؤسسية‬
‫تنظم فكرة المورد المشترك للمياه‪ ،‬إذ أصبح يسود نوع من الريبة والشك وسوء الفهم في‬
‫العالقات مابين الدول التي تشترك في مجرى مائي واحد‪ ،‬وهذا ما يخلق احتمالية لحدوث‬
‫صراع‪.‬‬
‫حتى اآلن لم تتمكن دول الحوض من إيجاد حل لقضية النيل ولم تهتدي إلى سبيل‬
‫لتحقيق تعاون وادارة واستخدام المياه لصالح جميع الدول المشاطئة‪ ،‬لعدم وجود رؤية‬
‫مشتركة بين دول الحوض‪ ،‬على الرغم من وجود العديد من االتفاقيات بشأن نهر النيل‬
‫بصفته نهر دولي ويترتب عليه ما يترتب على األنهار الدولية‪ ،‬لكن هذه االتفاقيات لم‬
‫تأخذ بعين االعتبار‪.‬‬
‫والمالحظ أن هذه االتفاقيات لم تستطيع الجمع بين الدول التي لها مصالح في مياه‬
‫النيل‪ ،‬لذا فهي تشكل أكبر العقبات التي تواجه طريق التعاون بين دول الحوض‪.‬‬
‫بمناسبة سد النهضة يركز البحث على ثالث دول مصر والسودان وأثيوبيا‪ ،‬والتي‬
‫تعتبر جهات فاعلة مركزية في قضية حوض النيل‪ ،‬حيث أن مصر تتمسك بحقها‬
‫التاريخي في مياه النيل‪ ،‬وتخشى أن يتأثر نصيبها من مياه النيل جراء تجسيد مشروع سد‬
‫النهضة‪ ،‬بينما السودان فهو أقل ضر ار من مصر‪ ،‬وتتجه أثيوبيا إلى تجسيد فكرة تدوير‬
‫مياه نهر النيل األزرق لالستفادة منها في مجال توليد الطاقة‪ ،‬وتحقق تنمية اقتصادية‪.‬‬
‫والمتتبع لألحداث الدولية‪ ،‬يالحظ أن هناك اهتمام بشأن قضية سد النهضة‪ ،‬والتي‬
‫أخذت حيز كبير سواء على المستوى اإلعالمي‪ ،‬أو على المستوى األكاديمي و مراكز‬
‫البحوث اإلستراتيجية‪ .‬إذ أن هناك العديد من الكتابات التي تناولت قضية سد النهضة‬
‫بشيء من التفصيل‪ ،‬مع تقديم حلول و اقتراحات ربما تكون على قدر من األهمية بالنسبة‬

‫‪6‬‬
‫مقدمـــــــــــة‬

‫لصناع القرار والرأي العالمي‪ ،‬وكذا كمرجع للهيئات الدولية في كيفية التعامل مع هذه‬
‫األزمة و الحيلولة دون وصول القضية إلى حد المواجهة المباشرة‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪ :‬يحض موضوع األمن المائي لدول حوض النيل بأهمية كبيرة‪ ،‬سواء على‬
‫المستوى العملي أو على المستوى العلمي األكاديمي‪.‬‬
‫‪-‬األهمية العملية‪ :‬يشغل موضوع األمن المائي في منطقة حوض النيل األهمية القصوى‬
‫للدول المعنية وخاصة دول المصب‪ ،‬وذلك لما له من تأثير على أمنها القومي‪،‬وقد يؤدي‬
‫إلى حدوث صراع في حالة ما لم يتم االتفاق بين الدول المعنية‪.‬‬
‫‪-‬األهمية العلمية‪ :‬يحض موضوع األمن المائي في حوض النيل باهتمام الباحثين نظ ار‬
‫للتداعيات التي قد تنتج عنه وعلى مسار النزاع حول المياه الذي يمكن أن يؤدي إلى‬
‫زعزعة االستقرار في المنطقة والسلم الهش الذي كان سائدا بها‪ .‬لذا فإن معالجته بطريقة‬
‫علمية يساهم في استخالص الحلول المناسبة لمعالجة هذه المعضلة بالمنطقة والتي‬
‫تؤسس لسالم دائم فيها‪.‬‬
‫أسباب إختيار الموضوع‪ :‬يعود اختيارنا لهذا الموضوع إلى مجموعة من األسباب‪ ،‬منها‬
‫ماهو ذاتي ومنها ما هو موضوعي‪.‬‬
‫‪ -‬األسباب الموضوعية‪:‬األمن المائي أصبح من القضايا اإلستراتيجية التي فرضت‬
‫نفسها في الوقت الحالي ويمتد تأثيرها للمستقبل‪.‬حيث أصبحت المياه مصدر الكثير‬
‫من التوترات والنزاعات خاصة في منطقة الشرق األوسط والدول العربية‪،‬لذالك من‬
‫المهم متابعة ودراسة هذه القضية اإلستراتيجية‪ ،‬لما لها من عالقة باألمن القومي‬
‫وكذلك األمن الدولي بصفة عامة‪.‬‬
‫‪ -‬األسباب الذاتية‪ :‬كون هذا الموضوع يدخل ضمن إهتمامي بقضايا القارة األفريقية‪،‬‬
‫وكذا كونه حديث الساعة حيث إحتل جزء كبير من الكتابات في مجال الدراسات‬
‫اإلستراتيجية‪،‬وكذا أخذه حيز إعالمي جد هام في الوقت الحالي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مقدمـــــــــــة‬

‫أهداف الدراسة‪ :‬تهدف دراستنا إلى تسليط الضوء على مشكلة المياه لدول حوض النيل‬
‫والوقوف على المراحل التي عرفتها‪ ،‬قصد تحليل اإلشكاليات المتعلقة بها‪ ،‬محاوال إبراز‬
‫مشكلة سد النهضة وتداعياته على األمن المائي لدول المصب‪.‬‬
‫مجال الدراسة‪:‬‬
‫المجال المعرفي‪ :‬ينتمي موضوع بحثنا إلى حقل الدراسات األمنية واإلستراتيجية‪ ،‬الذي‬
‫يهتم بمعضلة األمن المائي في منطقة حوض النيل‪ .‬إضافة إلى األهمية الحيوية التي‬
‫يمثلها سد النهضة بالنسبة ألثيوبيا‪ ،‬وانعكاساته على دول المصب‪.‬‬
‫المجال المكاني‪ :‬تهتم دراستنا بمنطقة حوض النيل‪ ،‬من البحيرات الكبرى باعتبارها دول‬
‫المنبع إلى البحر المتوسط كونها منطقة المصب (مصر)‪ ،‬مرو ار بدول العبور‪.‬‬
‫المجال الزمني‪ :‬تمتد حدود الدراسة الزمنية من الفترة التي بدأ فيها إنجاز مشروع سد‬
‫النهضة إلى غاية ‪ ،2020‬وهو تاريخ إنجاز هذه الدراسة‪ ،‬نظ ار لعدم اتضاح اتجاه النزاع‬
‫ومساره وتجدده في كل مرة لحد اآلن‪.‬‬
‫إشكالية الدراسية‪:‬نظ ار لألهمية التي يحض بها األمن المائي في منطقة حوض النيل‪.‬‬
‫واألهمية اإلستراتيجية لسد النهضة بالنسبة ألثيوبيا وماله من تداعيات على دول المصب‪،‬‬
‫األمر الذي جعل منطقة حوض النيل تتحول إلى بؤرة نزاع حول المياه‪ .‬وعليه فإن‬
‫التساؤل المطروح يدور حول‪:‬‬
‫ما هي التداعيات التي يثيرها سد النهضة األثيوبي على دول المصب‪ ،‬وكيف يشكل‬
‫تهديدا على األمن المائي لهذه الدول؟‬
‫لإلجابة على هذا السؤال الجوهري‪ ،‬أقتضى الحال طرح مجموعة أسئلة فرعية والمتمثلة‬
‫في‪:‬‬
‫‪ -1‬ما لمقصود باألمن المائي لدول حوض النيل؟‬
‫‪ -2‬ما األهمية التي يحض بها مشروع سد النهضة األثيوبي؟‬

‫‪8‬‬
‫مقدمـــــــــــة‬

‫‪ -3‬كيف تعاملت دول المصب مع مشروع سد النهضة؟‬


‫‪ -4‬ما هي مواقف دول المصب من قواعد ملء سد النهضة؟‬
‫الفرضية‪ :‬تنطلق دراستنا من فرضية رئيسية وهي أنه‪ :‬كلما إلتزمت دول حوض النيل‬
‫بالترتيبات وال تفاقيات الموضوعة كلما ساهم ذلك في الحفاظ على أمنها المائي‪.‬‬
‫مناهج الدراسة‪ :‬تم االعتماد على عدة مناهج أثناء إعداد بحثنا وذلك نظ ار ألن الموضوع‬
‫تتداخل فيها الجوانب القانونية والتاريخية واإلحصائية‪ ،‬ولتحقيق أهداف الدراسة فقد تم‬
‫استخدام المناهج التالية‪:‬‬
‫‪.1‬المنهج التاريخي‪ :‬من خالل التطرق إلى جذور الخالف حول مياه النيل‪ ،‬لفهم مختلف‬
‫السياسات المتبعة من طرف دول الحوض‪ .‬وكذا بعض األطراف الخارجية التي لها يد‬
‫سواء من قريب أو من بعيد في تجسيد مشروع سد النهضة‪ ،‬والتطرق إلى المحطات‬
‫التاريخية التي كانت سببا للخالف بين الدول المشاطئة لنهر النيل‪.‬‬
‫‪.2‬المنهج اإلحصائي‪ :‬من خالل إعطاء بيانات واحصائيات والتي تترجم مشكلة المياه‬
‫كمي التدعيم موضوع الدراسة وجعله أكثر صدقيه‪ ،‬وكذا تلخيص بعض المعطيات في‬
‫شكل جداول وبيانات‪.‬‬
‫‪.3‬منهج دراسة الحالة‪ :‬وذلك لتبيان تداعيات سد النهضة األثيوبي على األمن المائي‬
‫لدول المصب‪ ،‬ومدى إمكانية اإل ستفادة من الدروس التي قد تقدمها لبعض المناطق التي‬
‫تشهد صراعا على المياه بسبب األحواض المشتركة‪.‬‬
‫‪.4‬اإلطااار النياارد للدراسااة‪ :‬لتحليللل معضلللة األمللن المللائي فللي منطقللة حللوض النيللل‪ ،‬كللان‬
‫البللد علين للا م للن اإلعتم للاد علللى مجموع للة م للن المقارب للات النظريللة الت للي تس للاهم ف للي تفس للير‬
‫الموضلوع‪ .‬حيلث اسللتعنا بلالمنظور اللواقعي فللي تفسلير ظللاهرة األملن الملائي لمللا تقدمله مللن‬
‫إ ستبصللارات تؤكللد أهميللة متغيللر المصلللحة الوطنيللة للدولللة والمكاسللب المطلقللة التللي تسللعى‬
‫إليهللا كللل دولللة للحفللاع علللى أمنهللا المللائي‪ .‬كمللا تللم اإلعتمللاد علللى المنظللور الليب ارلللي الللذي‬
‫يقللدم تفسلليرات مقنعللة ألهميللة بنللاء ترتيبللات تحللافظ علللى األمللن المللائي لجميللع دول حللوض‬
‫‪9‬‬
‫مقدمـــــــــــة‬

‫النيللل مللن خللالل إب لرام إتفاقيللات تضللمن حقللوق كللل الللدول المعنيللة‪ .‬وهللو مللا يفسللر أهميللة‬
‫المكاس للب النس للبية ال للذي ين للتج جل لراء التع للاون ب للين دول الح للوض و اإلتج للاه نح للو الحل للول‬
‫السلمية لقضية سد النهضة‪.‬‬
‫أدبيات الدراسة‪:‬في هذا المقام نستعرض أهم الدراسات المرتبطة بشكل مباشر باألمن‬
‫المائي ودول حوض النيل وكذا سد النهضة‪ .‬من الصعب حصر كل ما كتب حول هذا‬
‫الموضوع لألهمية البالغة والعدد الهائل من الدراسات التي حاولت معالجة هذه القضية‬
‫اإلستراتيجية الهامة في إطار األمن الدولي في جميع جوانبها‪.‬‬
‫وما جلب انتباهي صدور دراسة حديثة في مطلع هذه السنة في شكل كتاب عن الدكتوراه‪:‬‬
‫نجالء مرعي‪ ،‬بعنوان سد النهضة األثيوبي والصراع المائي بين مصر ودول حوض النيل‪،‬‬
‫وهو من إصدار العربي للنشر والتوزيع بالقاهرة‪ ،‬واألسف لم أستطع الحصول على‬
‫المعلومات الكافية حول هذا اإلصدار‪.‬‬
‫ومن بين األدبيات التي تم اإلعتماد عليها كمرجع رئيسي‪:‬‬
‫‪ .1‬رمزي سالمة‪" ،‬مشكلة المياه في الوطن العربي"‪ ،‬الصادرة عن منشأة المعارف‬
‫باإلسكندرية سنة ‪2001‬م‪.‬حيث قسم دراسته إلى أربع فصول‪ .‬تناول في الفصل األول‬
‫نصيب الفرد من المياه في الوطن العربي وفي الفصل الثاني تطرق إلى مشكلة المياه في‬
‫حوض نهر النيل‪.‬أما في الفصل الثالث تحدث عن مشكلة المياه في حوض نهرى الدجلة‬
‫والفرات‪ ،‬وأخير تناول أزمة المياه في نهر األردن‪.‬‬
‫‪.2‬زكي البحيري‪ ،‬مصر ومشكلة مياه النيل‪":‬أزمة سد النهضة" الصادر عن الهيئة‬
‫المصرية للكتاب سنة ‪2016‬م‪.‬وقد شرحت هذه الدراسة مختلف اإلشكاليات والعوامل التي‬
‫تثيرها مياه النيل بدءا بمدخل لقانون األنهار الدولية كفصل تمهيدي‪ .‬أما الفصل الثاني‬
‫فتناول فيه الكاتب مختلف اإلتفاقيات التي تضبط ترتيبات االستفادة من حوض النيل‬
‫ومواقف الدول المعنية منها‪ .‬لينتقل في الفصل الثالث إلى ما يسميه معركة بناء السد‬
‫العالي وردود الفعل حوله‪ .‬أما الفصل الرابع فحاول الكاتب إبراز الدور اإلسرائيلي في‬
‫‪10‬‬
‫مقدمـــــــــــة‬

‫التغلغل وبناء عالقات وطيدة مع دول المنبع وقد قسمت الدراسة إلى اثني عشرة فصال‪،‬‬
‫مستهال بفصل تمهيدي يوضح فيه أهمية قانون األنهار الدولية‪.‬أما الفصل الثاني فتطرق‬
‫فيه إلى اتفاقيات مياه النيل وموقف دول الحوض منها‪ ،‬ثم معركة بناء السد العالي‬
‫واتفاقيات مياه النيل‪،‬فالتغلغل الصهيوني في مياه النيل واالختراق اإلسرائيلي لدول منابع‬
‫النيل‪ ،‬ليستعرض بعدها أزمة سد النهضة األثيوبي بعد ثورة ‪ 25‬جانفي ‪2011‬م‬
‫واستراتيجية التحرك المصري لحلها‪.‬‬
‫‪ .3‬والء الشيخ‪ " ،‬دول حوض النيل تعاون أم صراع"‪ ،‬الصادرة عن الهيئة المصرية العامة‬
‫للكتاب سنة ‪2019‬م‪ .‬حيث تطرق فيها إلى الجذور التاريخية ألزمة مياه النيل وتطوراتها‪.‬‬
‫وتداعيات سد النهضة وحروب المياه المحتملة في دول حوض النيل‪.‬‬
‫صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫من بين الصعوبات التي واجهتنا خالل إنجازنا لهذا البحث هو كثرة الدراسات والمراجع‬
‫التي تتطرق إلى الموضوع‪ ،‬واالختالف في وجهات النظر من حيث إنشاء سد النهضة‬
‫بين األطراف المتنازعة‪ ،‬وهذا ما جعل االلتزام بالموضوعية في الطرح أمر صعب‬
‫باإلضافة إلى كون الموضوع في حالة ديناميكية وتغير مستمر من حيث اتجاه األحداث ‪.‬‬
‫تبرير الخطة‪:‬‬
‫وفقا إلشكالية الموضوع التي تم طرحها والفرضية التي انطلقنا منها‪ ،‬فقد تم تقسيم‬
‫دراستنا إلى ثالثة فصول‪ .‬حيث مثل الفصل األول اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬
‫وذلك في ثالثة مباحث‪ .‬أين قمنا بضبط المفاهيم الرئيسية للموضوع في كل من المبحثين‬
‫األول والثاني‪ .‬وخصصنا المبحث الثالث للمقاربات النظرية التي تحاول تقديم تفسير‬
‫لمعضلة األمن المائي في دول حوض النيل‪.‬‬
‫أما الفصل الثاني المعنون بل‪ :‬جغرافية نهر النيل وسد النهضة وذلك في مبحثين‪ .‬حيث تم‬
‫التطرق في المبحث األول إلى الجغرافيا السياسية لنهر النيل مبرزين األهمية التي يحض‬
‫بها النيل من خالل تبيان مصادره األساسية ومكاسب كل من مصر وأثيوبيا‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫مقدمـــــــــــة‬

‫وتناولنا في المبحث الثاني بطاقة فنية على المشروع بإالضافة إلى طرق تمويل المشروع‬
‫ثم دور األطراف الخارجية في تجسيد المشروع‪ ،‬وكذا تناولنا سد النهضة من الفكرة إلى‬
‫التجسيد‪.‬‬
‫أما الفصل الثالث فتم التطرق إلى تداعيات سد النهضة على دول المصب وذلك في‬
‫ثالث مباح ث‪ .‬األول عالجنا فيه تاريخ الصراع على نهر النيل أما الثاني تحدثنا عن‬
‫تحديات إدارة سد النهضة والثالث تم التطرق إلى إحتماالت التسوية والصراع حول ملف‬
‫سد النهضة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل‬
‫األول‬
‫الفصل‬
‫الثاني‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تقديم الفصل‪:‬‬
‫لم تكن نهاية الحرب الباردة مجرد نهاية لصراع بين معسكرين أحداهما يدين‬
‫بالشيوعية واألخر يبحث عن الهيمنة الرأسمالية على الصعيد الدولي‪ ،‬بل تعدى ذلك‬
‫إلى تحول في المجال المعرفي واألكاديمي‪ ،‬وفي المفاهيم حيث تراجعت بعض األفكار‬
‫والنظريات‪ ،‬وحلت محلها أخرى استطاعت أن تفسر الواقع الدولي في الوقت المناسب‪،‬‬
‫حين عجزت األفكار التقليدية عن ذلك‪ ،‬والدراسات األمنية هي إحدى أهم المجاالت‬
‫التي عرفت تحول كبير‪ ،‬إذ شهدت البيئة األمنية تحوالت عميقة‪ ،‬وتغير مفهوم األمن‪،‬‬
‫مما حتم على الباحثين إعادة صياغة المفهوم وفقا للمعطيات الجديدة المتعلقة بالظاهرة‬
‫األمنية‪ .‬وأصبح مفهوم األمن ال يقتصر فقط على الجوانب العسكرية‪ ،‬بل توسع ليشمل‬
‫المجال االقتصادي والبيئي واإلنساني وصوال لألمن المائي الذي نحن بصدد البحث‬
‫فيه‪ ،‬في حدود دول حوض النيل والموسوم "األمن المائي لدول حوض النيل دراسة في‬
‫تداعيات مشروع سد النهضة"‪ ،‬والذي سنحاول من خالله ضبط أهم المفاهيم والمتمثلة‬
‫في األمن واألمن المائي‪ ،‬األنهار الدولية‪ ،‬وكذا اإلحاطة بجغرافيا نهر النيل والدول‬
‫المشاطئة له‪ ،‬وبناء تصور نظري حول هذا الموضوع من خالل المنظار الواقعي‬
‫وكذلك اليبرالي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األمن المائي‪ :‬دراسة في المفهوم‬


‫إن الحديث عن األمن المائي يقودنا إلى التطرق للموارد المائية الرتباطهما‬
‫الوثيق‪ ،‬إذ يجب معرفة الموارد المائية المتاحة‪ ،‬وتقديم بعض اإلحصائيات الصادرة عن‬
‫الهيئات الدولية الرسمية‪ ،‬والمدعمة لمفهوم األمن المائي في جوانبه المختلفة كونه يمس‬
‫بصفة مباشرة حياة الكائن البشري بالدرجة األولى‪ ،‬والتي هي مكفولة قانونا ومسؤولية‬
‫جميع دول العالم‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الموارد المائية‬


‫يتميز الماء عن غيره من الموارد األخرى كونه يوجد في الطبيعة على ثالثة‬
‫بخار‪ ،‬سائل وكذلك صلب‪ ،‬ولو نظرنا لكمية المياه الموجودة على الكرة‬ ‫حاالت‬
‫األرضية وفق هذه الحاالت لوجدناها تشكل ما بين ‪ 1445‬إلى ‪ 1500‬مليون متر‬
‫مكعب وهذه الكمية الهائلة من المياه لو وزعناها على سطع الكرة األرضية بالتساوي‬
‫لغطتها كلها لعمق‪ 3‬كلم‪ .‬الذي يهمنا في هذا الموضوع هو‪ :‬أن ‪ %1‬فقط من المياه‬
‫تذهب إلى االستعمال البشري بشكل مباشر بينما ما نسبته ‪ %99‬يبقى محل ترويض‬
‫لإلنسان‪ ،‬وتشكل مياه البحار والمحيطات حوالي ‪ %95‬وبتركيز أمالح يقدر ‪ 35‬غرام‬
‫في اللتر الواحد‪ ،‬و ‪ %4‬مياه متجمدة‪ ،‬وتبقي نسبة ‪ %1‬على شكل مياه سطحية‬
‫متمثلة في مياه البحيرات واألنهار ومياه جوفية وكذلك ينابيع وتقسم إلى‪:‬‬
‫‪ %0.97‬جوفية ‪%0.02،‬سطحية‪ %0.0095 ،‬رطوبة‪ %0.0005 ،‬مياه حيوية‬
‫في أجسام الكائنات الحية‪. 1‬‬
‫وبالنظر إلى توزيع المياه على سطح األرض نجد أن المنطقة الواقعة بين دائرتين‬
‫عرض ‪ 90 ،85‬درجة هي عبارة عن ‪ %100‬مياه عكس النصف الجنوبي‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الحميد صالح محمد‪ ،‬صراع وحروب المياه (القاهرة‪ :‬طيبة للنشر والتوزيع‪.12 ،)2012 ،‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وتوجد العديد من أنواع مصادر المياه على كوكب األرض ويمكن إجمالها في ثالث‬
‫صور مياه األمطار‪ ،‬السطحية‪ ،‬الجوفية‪.1‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المياه‪:‬‬


‫السماو ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َكاَن َتا َرْتًقا‬
‫ات َو ْاألَْر َ‬ ‫َن َّ َ َ‬
‫ين َك َفُروا أ َّ‬ ‫َّالذ َ‬ ‫يقول هللا عز وجل " أ ََوَل ْم َيَر‬
‫َح ٍي ۖ أَ َف ََل ُي ْؤ ِمُنو َن (‪.2")30‬‬ ‫اء ُك َّل َشي ٍء‬ ‫اهما ۖ وجعْلَنا ِمن اْلم ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َف َف َتْقَن ُ َ َ َ َ‬
‫اب ِب ِه‬ ‫اه ِفي ْاألَْر ِ‬
‫ض ۖ َواَِّنا َعَل ٰى َذ َه ٍ‬ ‫اء ِبَق َد ٍر َفأ ْ‬
‫َس َكَّن ُ‬
‫َنزْلَنا ِمن َّ ِ‬
‫الس َماء َم ً‬ ‫َ‬ ‫وقال تعالى " َوأ َ‬
‫َلَق ِادُرو َن (‪.3" )18‬‬
‫فالماء هو عصب الحياة وهما ال ينفصالن ويأتي الماء ثاني مطلب لحياة‬
‫اإلنسان بعد الهواء فهو يشكل نحو ‪ %70‬من وزن اإلنسان‪ ،‬فاألوضاع األساسية‬
‫‪.‬‬
‫لإلنسان ترتبط بمدى توفر المياه العذبة الصالحة للشرب واالستعمال المنزلي‬
‫إذن الماء نعمة من عند هللا ال غنى عنه وسر الحياة‪ ،‬من خالله اكتسبت‬
‫الكائنات الحية حيويتها‪ ،‬وأصبحت تمارس وظائفها وأدوارها بانتظام بحكمة من هللا عز‬
‫وجل‪.‬‬
‫والمالحظ أن أغلب الحضارات القديمة قامت على ضفاف األنهار‪ ،‬وساهم ذلك‬
‫في إستمرارها لمدة زمنية طويلة ربما يصل إلى قرون‪ ،‬فالحضارة البابلية قامت على‬
‫ضفاف نهر دجلة والفرات‪ .‬والحضارة الفرعونية قامت على ضفاف نهر النيل منذ‬
‫آالف السنين‪ .‬وقد كان للبابليين الفضل في ظهور أول نص قانوني مكتوب ينظم‬
‫استعمال المياه وقد ورد ذلك في شريعة " حامورابي" سادس ملوك األسرة العاشرة‬
‫البابلية‪.‬‬

‫‪ -1‬نفس المرجع‪.13 ،‬‬


‫‪ -2‬القران الكريم‪ ،‬سورة األنبياء‪ ،‬اآلية ‪.30‬‬
‫‪ -3‬القرآن الكريم‪ ،‬سورة المؤمنون‪ ،‬اآلية ‪.18‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فالماء هو أحد الموارد الطبيعية المتجددة على سطح األرض وكميته الموجود هي‬
‫نفسها منذ مئات السنين‪ ،‬و الشيء الذي تغير هو عدد السكان فقط‪.‬‬
‫لقد ذكر هللا تعالى الماء في القران الكريم نكرة ‪ 33‬مرة ‪،‬وذكره معرفا ‪ 16‬مرة‪،‬‬
‫فالماء هو العنصر األول المكون لكل خلية ‪،‬وقد روي عن أبي هريرة أنه قال " يا نبي‬
‫هللا إذا رأيتك قرت عيني وطابت نفسي فأخبرنا عن كل شيء قال كل شيء خلق من‬
‫ماء "‪.1‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬المصادر التقليدية للمياه‬
‫أوال‪ :‬مياه األمطار‬
‫أنهار أو‬
‫ا‬ ‫تعتبر مياه األمطار مصدر رئيسي للمياه العذبة السطحية سواء كانت‬
‫بحيرات أو ينابيع‪ ،‬وتتأثر كمية المياه بشدة األمطار و زمن هطولها‪ ،‬وكذا طريقة‬
‫تجميع المياه لالستفادة منها وحفظها وسبل االستخدام ونوعية المياه المجمعة‪.‬‬
‫كما تشك ل األمطار المصدر الرئيسي للتغذية الطبيعية للعديد من األحواض المائية‬
‫سواء كانت جوفية أم سطحية‪.‬‬
‫واذا ما تصفحنا خريطة األمطار العالمية لوجدنا أن الصحراء الكبرى وامتدادها‬
‫في المنطقة العربية لشرق البحر األحمر‪ ،‬تعد من المناطق األكثر جفافا بالرغم من أنها‬
‫تقع على دائرة العرض نفسها التي تقع فيها بعض المناطق األسيوية التي تتلقى كمية‬
‫كبيرة من األمطار‪ .‬ومن ضمن هذه المناطق مصر وشمال السودان‪ ،‬لهذا نجدهما‬
‫تعتمد على مياه النيل بنسبة ‪ ،%90‬على عكس إثيوبيا والتي تسمى بنافورة المياه والتي‬
‫يميل مناخها إلى االستوائي‪.2‬‬

‫‪ -1‬عبد الفتاح صديق عبد هللا وآخرون‪ ،‬جغرافيا الموارد المائية المعاصرة (المملكة العربية السعودية‪ :‬مكتبة‬
‫الرشد‪.3 ،)2008 ،‬‬
‫‪ -2‬منذر خدام‪ ،‬األمن المائي العربي الواقع والتحديات (بيروت‪ :‬مركز الدراسات الوحدة العربية‪.91 ،)2003 ،‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬المياه الجوفية‪:‬‬


‫أصبحت المياه الجوفية مورد جد هام للمياه لدى الدول التي تعاني من نقص‬
‫المياه الجارية على سطح األرض‪ .‬ومع إمكانية وسهولة استغاللها والتحكم فيها‬
‫إلغراض مختلفة خاصة في المجال الزراعي‪.‬‬
‫كما تعتبر المياه الجوفية أكبر مصدر للمياه العذبة‪ ،‬وهي تصل على عمق‬
‫نصف ميل حوالي ‪ 4‬ماليين كلم مربع ويقال أن هناك ما يقارب ‪ 14‬مليون كلم مربع‬
‫أخرى من مياه جوفية على عمق يتراوح مابين نصف ميل إلى ميلين‪ .‬إذ تعتمد مختلف‬
‫دول العالم على المياه الجوفية لتغطية إحتياجاتها من المياه العذبة‪ ،‬فدول اإلتحاد‬
‫األوربي تعتمد بنسبة ‪ %70‬على المياه الجوفية لتلبية حاجاتها من مياه الشرب وخاصة‬
‫ألمانيا بنسبة أعلى وكذا إيطاليا‪ ،‬لكسمبورغ‪ ،‬الدانمارك وهولندا‪ .‬ويستخدم سكان الواليات‬
‫المتحدة األمريكية في المناطق الريفية ما نسبته ‪ %97‬من المياه الجوفية‪.1‬‬
‫كما تمثل المياه الجوفية في بعض البلدان المصدر الوحيد للمياه العذبة‪ ،‬ومع‬
‫الزيادة الهائلة لعدد سكان الكرة األرضية أصبح الطلب متزايدا على المياه الجوفية‬
‫خاصة مع التلوث الذي تشهده المياه الجارية السطحية‪ ،‬وكذا الشح المتزايد لهذه األخيرة‬
‫في بعض البلدان األفريقية‪ ،‬لذا نجد المياه الجوفية محل اهتمام في هذه المناطق‬
‫للحصول على المياه العذبة‪.2‬‬
‫والمالحظ أن المياه الجوفية كمصدر رئيسي للمياه العذبة في بعض المناطق‬
‫ليست بمنأى عن االستنزاف وكذا التلوث والنضوب وهي ليست بمعزل عن الدورة‬
‫الهيدرولوجية للمياه وكذا وجودها يقترن بوجود األنهار والبحيرات‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد خميس الزوكة‪ ،‬جغرافيا المياه (اإلسكندرية‪ :‬دار المعرفة الجامعية‪.268 ،)1998 ،‬‬
‫‪ -2‬منصور العادلي‪ ،‬موارد المياه في الشرق األوسط صراع أم تعاون (مصر‪ :‬دار النهضة العربية‪- 20 ،)1996 ،‬‬
‫‪.21‬‬
‫الدورة الهيدرولوجية للمياه‪ :‬حركة الماء بين المحيطات وسطح األرض والغالف الجوي عن طريق التبخر إلى‬
‫غاية الهطول‬
‫‪18‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والطابع المتحرك للمياه الجوفية يطرح لدينا مشكل مستودعات المياه الجوفية‬
‫المشتركة العابرة للحدود‪ ،‬ومثال ذلك المستودعات المائية الموجودة في شرق ووسط‬
‫أفريقيا وشمال وغرب أفريقيا‪ ،‬والتي تمتد من شمال شرق أفريقيا حيث الجمهورية‬
‫الليبية ومصر وتشاد والسودان‪.1‬‬
‫وهناك مستودع مائي مشترك موجود في شبه الجزيرة العربية‪ ،‬تشترك فيه‬
‫السعودية‪ ،‬البحرين‪ ،‬قطر واإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬وأما المستودع المائي الموجود في‬
‫شمال أفريقيا تشترك فيه كل من مصر‪ ،‬ليبيا‪ ،‬الجزائر وتونس ويمكن أن تصبح هذه‬
‫المستودعات المائية المشتركة بين أكثر من دولتين محل نزاع في المستقبل مع زيادة‬
‫الطلب على المياه العذبة‪ ،‬خاصة بالنسبة للبلدان التي تعاني شح في المياه السطحية‪،‬‬
‫والقارة األفريقية هي األكثر عرضة لمثل هذه النزاعات خاصة مع التطور التكنولوجي‬
‫الذي سهل عملية إستغالل وترويض المياه الجوفية‪ ،‬وقد يؤدي اإلستغالل المفرط لهذا‬
‫المورد إلى اإلستنزاف والنضوب مما قد يؤثر على التوازن اإليكولوجي في المنطقة‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬المياه السطحية‪:‬‬
‫تشكل المياه السطحية المصدر الرئيسي للحصول على الماء والتي تظم األنهار‬
‫والبحيرات‪ ،‬البرك والبحار‪ .‬وتتفاوت كمية المياه تبعا لنوع المصدر وكمية المياه‬
‫المتهاطلة من األمطار ومقدار الجريان السطحي‪ ،‬والنسبة المصرح باستغاللها من هذه‬
‫المياه خاصة بالنسبة للدول التي تتشارك في مجري مائي واحد‪.‬‬
‫وتعتبر األنهار من أهم مصادر المياه العذبة على سطع األرض‪ ،‬لسهولة‬
‫إستغالله ا في األغراض المختلفة إذ يقدر حجم مياه األنهار في العالم حوالي ‪1500‬‬
‫كلم مكعب وهو ما يوازي ‪ %0.004‬من جملة حجم المياه العذبة على سطح األرض‬
‫ويوجد في العالم أكثر من مائة نهر يتجاوز طول المجرى الرئيسي لكل منها ‪1600‬‬

‫‪ -‬خدام‪ ،‬األمن المائي العربي‪.36 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -2‬نفس المرجع‪.47 -37 ،‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كلم ويتصدر نهر النيل قائمة أطول األنهار في العالم ب ـ‪ 6650‬كلم‪ ،‬ويليه نهر‬
‫األمازون و الجدول التالي يبين ذالك‪:1‬‬
‫جدول رقم (‪ :)01‬يبين قائمة أهم عشر أنهار في العالم‬

‫الطول‬ ‫النهر‬ ‫الطول‬ ‫النهر‬


‫‪5540‬‬ ‫بينتي‬ ‫‪6650‬‬ ‫النيل‬
‫‪5494‬‬ ‫البانجي‬ ‫‪6437‬‬ ‫األمازون‬
‫‪5410‬‬ ‫أوب‬ ‫‪6020‬‬ ‫الميسيسبي‬
‫‪4000‬‬ ‫ميكونج‬ ‫‪4845‬‬ ‫الهوانجهو‬
‫‪3780‬‬ ‫ماري ودارلنج‬ ‫‪4700‬‬ ‫الكونغو‬
‫‪3690‬‬ ‫القولجا‬ ‫‪4400‬‬ ‫بينا‬
‫‪2834‬‬ ‫أمور‬ ‫‪4241‬‬ ‫ماكزي‬

‫المصدر‪ :‬محمد خميس‪ ،‬جغرافيا المياه (اإلسكندرية‪ :‬دار المعرفة الجامعية‪.80 ،)1998 ،‬‬

‫وتستخدم عادة مياه األنهار في مجاالت الري وتوليد الطاقة‪ ،‬وكذا كمصائد‬
‫لألسماك‪ ،‬باإلضافة إلى إستعمالها في المالحة‪ ،‬كما أنها تعتبر شكل من أشكال‬
‫الحدود السياسية بين الدول‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الموارد المائية غير التقليدية‬
‫أوال‪ :‬تحلية مياه البحر‪ :‬بالنظر إلى الوضع المعقد لألمن المائي بالنسبة للدول التي‬
‫تعاني من شح الموارد المائية‪ ،‬فال بد من اإلتجاه بفعالية إلى تحلية مياه البحر‪،‬‬
‫والمقصود بها هو تحويل هذه المياه إلى مياه نقية خالية من األمالح وذلك باستعمال‬

‫‪ -1‬محمد خميس‪ ،‬جغرافيا المياه‪ ،‬مرجع سابق‪.80 ،‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫طرق عديدة مع مراعاة عوامل مهمة كنوعية مياه البحر من حيث تركيز الملوحة فيها‪،‬‬
‫ودرجة الح اررة والعوامل الطبيعية المؤثرة فيها‪.1‬‬
‫و بمجرد أن تصبح موارد المياه التقليدية أكثر ندرة و مكلفة‪ ،‬تحول الحكومات‬
‫انتباهها إلى التدابير التي من شأنها تغطية العجز المائي الذي تعاني منه‪ ،‬وتحقق‬
‫ميزان مائي متكافئ وتتجه إلى مصادر غير تقليدية كمعالجة مياه الصرف الصحي‪،‬‬
‫وكذلك تحلية مياه البحار التي تعتبر المالذ األخير للتغلب على نقص المياه على‬
‫الرغم من أن تكلفتها ال تزال مرتفعة نسبيا‪.‬‬
‫والطرق األكثر شيوعا في الوقت الحالي في تحلية مياه البحر هي طريقة‬
‫التقطير واألغشية‪ ،‬فهي طريقة مالئمة إلستخراج المياه العذبة وتوليد الطاقة كذلك‬
‫فمعظم محطات التحلية تستخدم هذه الطريقة والمعروفة بتقنية التناضح العكسي‪.‬‬
‫ومن المتوقع ظهور عمليات جديدة من شأنها التقليل من تكاليف التناضح‬
‫العكسي‪ ،‬وتقدر تكلفة اللتر الواحد بحوالي ‪ 0.45‬إلى ‪ 0.52‬دوالر أمريكي والبنك‬
‫الدولي يضع تقريبا نصف رأس ماله تحت تصرف هذه المشاريع‪ ،‬وتساهم وكاالت‬
‫األمم المتحدة والوكالة األمريكية للتنمية الدولية‪ ،‬وكذلك عدد من البلدان في التمويل‪،2‬‬
‫والجدول الموالي يوضح ذالك لكن هذه التكلفة تبقى غير مضبوطة‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد علي سليمان‪ ،‬الماء واألمن القومي المصري‪ :‬نحو رؤية منهجية لحل المشكلة (مصر‪ :‬كتاب الجمهورية‪،‬‬
‫‪.84 ،)2010‬‬
‫‪ -2‬روي بوبكن‪ ،‬تحلية مياه البحر (بيروت ‪ :‬دار األفاق الجديدة‪ ،‬بدن سنة نشر)‪.91 ،‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)02‬يبين تكاليف تحلية المياه‬


‫دوالر غالون ‪ /‬يوم‬ ‫دوالر أمريكي لكل م مكعب‬ ‫نوع المحطة‬

‫‪ -1‬التغذية من مياه البحار‬


‫‪7.5‬‬ ‫‪1.98‬‬ ‫الومض المتعدد المراحل‬
‫‪4.7‬‬ ‫‪1.24‬‬ ‫االنضغاط البخاري‬
‫‪3.75‬‬ ‫‪0.99‬‬ ‫التناضح العكسي ( مرحلتان)‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫البخر متعدد العمليات‬
‫‪5.7‬‬ ‫‪1.51‬‬ ‫أنبوب أفقي (‪)52‬‬
‫‪5.15‬‬ ‫‪1.36‬‬
‫أنبوب أفقي – درجة ح اررة منخفضة‬
‫‪ -2‬التغذية من مياه أقل ملوحة‬
‫‪2.85‬‬ ‫‪0.26‬‬ ‫التناضح العكسي‬

‫‪1.45‬‬ ‫‪0.38‬‬ ‫ملم‪ /‬لتر‬ ‫الفرز الغشائي الكهربائي‬


‫‪1.96‬‬ ‫‪0.52‬‬ ‫ملم‪ /‬لتر‬ ‫الفرز الغشائي الكهربائي‬

‫المصدر‪ :‬منذر خدام‪ ،‬األمن المائي العربي الواقع والتحديات (بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪.02 ،)2003 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬معالجة مياه الصرف الصحي‬


‫هي عملية إزالة الملوثات من مياه الصرف الصحي المتكونة بشكل رئيسي من‬
‫مياه اإلستعمال المنزلي‪ ،‬باإلضافة إلى التقليل من مياه الصرف الصناعي‪ .‬تستخدم‬
‫العمليات الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية إلزالة الملوثات وانتاج مياه الصرف المعالجة‬
‫(أو النفايات السائلة المعالجة) التي تكون آمنة بدرجة كافية إلطالقها في البيئة‪ .‬المنتج‬
‫الثانوي لمعالجة مياه الصرف الصحي هو نفايات شبه صلبة أو مالط‪ ،1‬يسمى حمأة‬
‫مياه الصرف الصحي‪ .‬وتخضع لمزيد من المعالجة قبل أن تصبح مناسبة للتخلص‬

‫‪ -1‬منذر خدام‪ ،‬األمن المائي العربي‪ ،‬مرجع سابق‪.29 ،‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫منها أو إطالقها في الطبيعة‪ .‬يمكن أن يشار إلى معالجة مياه الصرف الصحي‬
‫أيضا باسم معالجة المياه العادمة‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن هذا األخير هو مصطلح أوسع يمكن أن يشير أيضا إلى مياه‬
‫الصرف الصناعي‪ .‬بالنسبة لمعظم المدن ينقل نظام الصرف الصحي أيضا نسبة من‬
‫المخلفات الصناعية السائلة إلى محطة معالجة المياه العادمة‪ ،‬والتي عادة ما تخضع‬
‫لمعالجة مسبقة في المصانع نفسها لتقليل حمل الملوثات‪ .‬إذا كان نظام الصرف‬
‫الصحي عبارة عن شبكة صرف صحي مشتركة‪ ،‬فسيحمل أيضا مياها جارية من‬
‫المناطق الحضرية (مياه األمطار) إلى محطة معالجة المياه العادمة‪.‬‬
‫يمكن لمياه الصرف الصحي أن تنتقل إلى محطات المعالجة عبر األنابيب‬
‫باإلسالة أو بإ ستخدام المضخات‪ .‬يشتمل الجزء األول من تنقية مياه الصرف الصحي‬
‫عادة على حاجز قضباني لتصفية المواد الصلبة واألشياء الكبيرة‪ ،‬والتي تجمع بعد ذلك‬
‫في مكبات النفايات ويتخلص منها في مراكز الردم‪ ،‬كما تزال الدهون والشحوم أيضا‬
‫قبل المعالجة األولية لمياه الصرف الصحي‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم األمن المائي‬


‫قبل الخوض في النقاش المتعلق بمفهوم األمن المائي والمفاهيم المرتبطة به‪،‬‬
‫وجب التطرق أوال إلى مفهوم األمن والذي يعتبر من المفاهيم األساسية في حقل‬
‫العالقات الدولية عامة والدراسات اإلستراتيجية واألمنية بصفة خاصة‪ ،‬هذا المفهوم‬
‫الذي يكتنفه الكثير من الغموض ويحمل نوع من اللبس إلرتباطه بمجموعة من‬
‫المتغيرات‪ ،‬وتميزه بأبعاد مختلفة ومستويات متعددة‪.‬‬

‫‪ -1‬منذر خدام‪ ،‬نفس المرجع‪.30 ،‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والمتفق عليه أنه مفهوم نسبي ومتغير حسب السياق‪ ،‬فال يوجد هناك إجماع‬
‫على تعريف موحد‪ ،‬وليس هناك إتفاق على مدلول واضح‪ ،‬وال يوجد له فهم تقليدي‬
‫وأخر يواكب ما تواجهه البيئة الدولية من تغيرات ومستجدات‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف األمن‪:‬‬
‫األمن في اللغة هو نقيض الخوف‪ ،‬وهو الحالة التي ال تثار فيها دوافع اإلنسان‬
‫الغريزية للدفاع عن نفسه أو الهرب أو الهلع‪ ،‬ولعل أكثر التعاريف التي القت نوعا من‬
‫اإلجماع بين مفكري الدراسات األمنية هو تعريف "باري بوزان ‪ ،" Barry Buzan‬إذا‬
‫يرى أن األمن يعني‪:‬‬
‫" التحرر من التهديد‪ ،‬وفي سياق النظام الدولي فإنه يعني قدرة‬
‫الدول والمجتمعات على حماية كيانها المستقل وتماسكها الوظيفي‬
‫ضد قوى التغيير التي يرونها معادية‪ ،‬فالحد األدنى لألمن هو‬
‫البقاء لكنه يتضمن أيضا إلى حد معقول سلسلة من االهتمامات‬
‫الجوهرية حول شروط حماية هذا الوجود"‪.1‬‬
‫والمعنى االصطالحي لألمن له عالقة بالطمأنينة وغياب الخوف ومن ثم‬
‫اإلحساس باالستقرار‪ .‬وهذا أبسط تعريف لألمن‪.‬‬
‫﴿ فليعبدوا رب هذا‬ ‫وأدق تعريف لألمن هو ما ورد في القرآن الكريم‬
‫البيت الذي أطعمهم من جوٍع وآمنهم من خو ٍ‬
‫ف ﴾‪.2‬‬
‫وقد ساهم "باري بوزان" في إعطاء معنى موسع لألمن ضمن مدرسة كوبنهاغن‬
‫وأبحاثها في السالم متجاو از الطرح التقليدي الذي يختزل األمن في مفهوم القوة‪ ،‬وعليه‬

‫‪ - 1‬قسوم سليم‪ ،‬االتجاهات الجديدة في الدراسات األمنية (اإلمارات العربية المتحدة‪ :‬اإلمارات للدراسات والبحوث‬
‫اإلستراتيجية‪.103 ،)2018 ،‬‬
‫‪ -2‬القران الكريم‪ ،‬سورة قريش‪ ،‬اآلية ‪.4-3‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فقد جادل باري بوزان بأن مفهوم األمن قد تم معالجته بشكل ضيق وجعله أكثر تعقيدا‪،‬‬
‫لذالك تعتبر مقاربة " بوزان" أكثر إلماما بجوانب الظاهرة األمنية‪.‬‬
‫ولقد كان بوزان أول من أشار إلى أن األمن لفظ متعدد المعاني وهو مصطلح‬
‫خالفي باألساس‪ ،‬فهو ذو داللة إيديولوجية أخالقية معيارية‪.1‬‬
‫ويعرفه "أولي وولفرز ‪ "Ole Waever‬على أن‪:‬‬
‫" األمن من الناحية الموضوعية يعني غياب التهديدات ضد القيم‬
‫المركزية‪ ،‬ويقصد بالمعنى الذاتي غياب الخوف من أن تكون تلك القيم محل‬
‫هجوم" ‪.2‬‬

‫واضافة إلى تعريف باري بوزان و ولفرز هناك تعريف كل من "ولتر ليبمان‬
‫‪:"Walter Lippmann‬‬
‫"إن األمة تبقى في وضع آمن إلى الحد الذي تكون فيه عرضة لخطر‬
‫التضحية بالقيم األساسية إذا كانت ترغب بتفادي وقوع الحرب‪ ،‬وتبقى قادرة لو‬

‫تعرضت للتحدي على صون هذه القيم عن طريق إنتصارها في حرب كهذه"‪.3‬‬

‫أما "هنري كسنجر ‪ *"Henry Kissinger‬فيعرف األمن على أنه" أي تصرف‬


‫يسعى المجتمع عن طريقه لتحقيق حقه في البقاء"‪.4‬‬
‫فيعرفه " األمن ال يقتصر على التحرر من التهديد‬ ‫**‬
‫أما "بطرس بطرس غالي"‬
‫العسكري الخارجي وال يمس فقط سالمة الدولة وسيادتها ووحدتها اإلقليمية وانما يمس‬

‫‪ -1‬قسوم سليم‪ ،‬االتجاهات الجديدة‪. 101 ،‬‬


‫‪ -2‬عبد النور بن عنتر‪ ،‬البعد المتوسطي لألمن الجزائر‪ :‬الجزائر‪ ،‬أوروبا والحلف األطلسي (الجزائر ‪ :‬المكتبة‬
‫العصرية للطباعة والنشر‪.13 ،) 2005 ،‬‬
‫‪ -3‬علي عباس مراد‪ ،‬األمن واألمن القومي‪ :‬مقاربات نظرية (الجزائر‪ :‬ابن النديم للنشر والتوزيع‪.34 ،)2017 ،‬‬
‫*‪ -‬هنري كسنجر‪ :‬سياسي ودبلوماسي أمريكي شغل منصب وزير خارجية الواليات المتحدة األمريكية ومستشار‬
‫األمن القومي األمريكي سابقا‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Henry Kissinger, Nuclear Weapons and Foreign Policy (London: Wild Field and Nicholson, 1969), 46.‬‬

‫** ‪ -‬بطرس بطرس غالي‪ :‬دبلوماسي مصري واألمين العام السادس لألمم المتحدة لسنوات من ‪.1996-1992‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ليشمل اإلستقرار السياسي واإلقتصادي واإلجتماعي ألن األمن متعلق باإلستقرار‬


‫الداخلي بقدر ما هو مرتبط بالعنوان الخارجي"‪.1‬‬
‫ومن خالل هذه التعاريف نالحظ أن مفهوم األمن ليس مفهوما جامدا وانما‬
‫مفهوما ديناميكيا‪ ،‬يرتبط ارتباطا وثيقا بمتغيرات البيئة الدولية‪ .‬وتتغير داللة المصطلح‬
‫تبعا للسياقات المكانية والزمانية وكذا السياق الفكري واإليديولوجي‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مستويات وقطاعات األمن‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مستويات األمن‪:‬‬


‫‪ -1‬أمن األفراد‪ :‬يتوقف أمن األفراد على الشعور بغياب التهديد على حياته وماله‬
‫وبنائه اإلجتماعي‪ ،‬كذالك يجب أن يكون هناك كيان سياسي أو سلطة تضمن‬
‫لألفراد تحقيق ذلك‪ ،‬وهذه المسؤولية الدولية التي حسب بوزان تتكون من القاعدة‬
‫الفيزيائية‪ ،‬الشعب‪ ،‬الموارد التكنولوجية‪ ،‬المظهر المؤسساتي( النظام السياسي‬
‫اإلداري)‪ ،‬باإلضافة إلى فكرة الدولة الوطنية أو القومية‪.‬‬
‫وبتعريف الدولة بهذه الطريقة تتحقق لنا تصور التهديدات ألي من هذه المكونات‪.‬‬
‫غير أن أمن الفرد والنظام الدولي يبقى تابع ألمن الدولة باعتبارها الوحدة المرجعية‬
‫األهم‪ ،‬لكنها ليست الموضوع الوحيد لفهم السلوكات األمنية‪.2‬‬
‫‪ -2‬أمن الدولة‪ :‬كما يرى بوزان بأن الدولة تتشكل من ثالث مكونات‪ :‬فكرة الدولة‬
‫الوطنية القومية‪ ،‬القاعدة الفيزيائية للدولة (الشعب‪ ،‬الموارد‪ ،‬التكنولوجيا)‪ ،‬المظهر‬
‫المؤسساتي للدولة (النظام السياسي واإلداري) تبعا لذلك يعتقد أنه بتعريف الدولة‬
‫بهذا الشكل يسهل تصور التهديدات ألي من هذه المكونات الثالث‪.‬‬

‫‪ -1‬بالل شهيناز‪" ،‬إشكالية األمن في المتوسط" ( مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬تحليل السياسة الخارجية‪،‬‬
‫جامعة زيان عاشور الجلفة‪.16 ،)2017-2016 ،‬‬
‫‪ -2‬قسوم سليم‪ ،‬االتجاهات الجديدة‪.109 ،‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما فرق بوزان بين الدول الضعيفة والدول القوية كشرط لألمن على مستوى الدولة‪،‬‬
‫‪ "waltz‬تقاس فقط بمدى قدراتها‬ ‫فإذا كانت قوة الدول وضعفها في تحليل "والتز‬
‫المادية‪ ،‬فإن بوزان يراها تقاس تبعا لمستوى إستقرارها المؤسساتي ومدى إنسجامها‬
‫السياسي اإلجتماعي الداخلي‪ ،‬فالترابط المعقد للسياقات الداخلية والخارجية جعل من‬
‫العسير تحديد فيما إذ ا كان تهديد أمن حكومة ما نابع من الداخل أم من الخارج‪ ،‬مما‬
‫زاد من تعقيد مشكلة التحليل األمني‪.‬‬
‫‪ -3‬النظام الدولي‪ :‬إذا كان المتفق عليه أن أمن األفراد هو السبب الذي تأسست من‬
‫مصدر لال أمنهم‪“ ،‬يمكن لألفراد أن يكونوا‬
‫ا‬ ‫أجله الدولة‪ ،‬فإنه يمكن أن تكون هي أيضا‬
‫مهددين بالتفاعالت التي تدخل فيها دولتهم مع باقي الدول”‪ ،‬إذا فأمن األفراد ليس‬
‫مستقال في حد ذاته‪ ،‬بل تابع لبنى تتعداه (الدولة‪ ،‬النظام الدولي)‪ ،‬وبالتالي ال يمكن أن‬
‫يكون في حد ذاته مستوى أساسيا للتحليل في الدراسات األمنية‪ ،‬ومسألة األمن يجب أن‬
‫تأخذ بعين الحسبان‪ :‬فوضوية النظام الدولي (غياب حكومة مركزية على المستوى‬
‫الدولي)‪ ،‬التفاعل بين الوحدات المكونة للنظام (الدول)؛ والتنازع الذي يمكن أن ينشأ‬
‫عن كيفية توزيع السلطة بين مختلف الوحدات السياسية للنظام‪.1‬‬
‫ويختلف بوزان عن الواقعيين في‪:‬‬
‫تمييزه بين الدول تبعا ألنظمتها وفعالية سلطتها‪ ،‬وأخذه باإلعتبار عناصر‬
‫متعلقة بالسياسة الداخلية‪ ،‬فاألمن يجب أن ينظر إليه‪ ،‬ومثل " واندت ‪" Wendt‬‬
‫يميز بوزان بين أنماط الفوضى (ناضجة وغير ناضجة) باإلعتماد على وجود‬
‫دول مهيأة للتعاون أوال‪ ،‬ومدى تقبلها لقو ٍ‬
‫اعد ومؤسسات تسمح بتنظيم عالقاتها؛‬

‫إكتشافه لوجود توتر دائم بين أمن األفراد واألمن الجماعي وبأن هذه الوضعية‬
‫تؤدي إلى المعضلة المركزية لألمن؛‬

‫‪1 - Renate krinter," the art of possible the scenario method and the third debat in international relations‬‬
‫‪theory" (a master thesis, amesterdam university, 1998), 9.‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ٍ‬
‫شيء إلى‬ ‫تأكيده على الطابع الالمتناهي الذاتية للتهديد الخاضع قبل كل‬
‫الخيارات السياسية والتابع لهوية الفاعلين‪ ،‬واعتقاده أن المصدر الذي يمكن أن‬
‫ينشأ منه مشكل متعلق باألمن هو ظرفي وغير ثابت متغير‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬قطاعات األمن ‪:‬‬


‫باإلضافة إلى القطاع العسكري لألمن أضاف باري بوزان قطاعات جديدة وهي‬
‫سياسية‪ ،‬إقتصادية‪ ،‬إجتماعية‪ ،‬بيئية‪ ،‬هذه القطاعات الخمسة ال تعمل في معزل عن‬
‫بعضها البعض‪ ،‬فكل واحد منها يمثل نقطة مركزية في اإلشكالية األمنية وطريقة‬
‫لترتيب األولويات غير أنها تنسج مجتمعة شبكة قوية‪.‬‬
‫‪ -1‬األمن العسكري‪ :‬وهو من بين القطاعات األكثر شأنا واهتماما كون التهديدات‬
‫العسكرية تطال جميع مكونات الدولة ( فكرة الدولة‪ ،‬مؤسساتها وقاعدتها الفيزيائية)‪،‬‬
‫فهي تضع حماية المواطنين وسالمتهم بصفتها الواجب السياسي للدولة محل‬
‫إع تبار‪ ،‬ويتعلق هذا القطاع ببقاء الدولة وبمدى التفاعل بين القدرات العسكرية‬
‫الهجومية والدفاعية للدول وادراكها لنوايا بعضها تجاه بعض‪.‬‬
‫‪ -2‬األمن السياسي‪ :‬يقاس بمدى اإلستقرار المؤسساتي للدول وأنظمتها الحكومية‬
‫باإلضافة إلى شرعية أيديولوجياتها‪ ،‬وضمن هذا القطاع تتبدى ثالث مرجعيات‬
‫أمنية هي‪ :‬الدول‪ ،‬األنظمة الدولية (اإلتحاد األوروبي أو اآلسيان مثال)‪ ،‬والحركات‬
‫العابرة للحدود الوطنية (الكنيسة الكاثوليكية والدين اإلسالمي)‪ ،‬فالتهديدات‬
‫الموضوعية في هذا القطاع ليست عسكرية‪ ،‬ولكنها تنصرف إلى مسألة األفكار‬
‫والمرجعيات المؤسسة للدول والجماعات الوطنية والحركات اإلجتماعية أو‬
‫المؤسسات الدولية‪ ،‬وحتى مبدأ السيادة في حد ذاته‪ ،‬فيمكن للسيادة مثال أن تهدد‬
‫موضوعيا بأشياء من قبيل مسألة اإلعتراف أو الشرعية أو السلطة الحاكمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Alex Macleod Anne et al., les études des sécurités, théories des relations internationales contestations et‬‬
‫‪résistances, éd : Alex Macleod et dan O’meara (Québec ; Athéna éditions, 2007), 364.‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وباإلضافة إلى القطاع العسكري والسياسي‪ ،‬أضاف " بو ازن" ثالث قطاعات‬
‫أخرى معقدة التعريف‪ ،‬ويتعلق األمر بكل من القطاع اإلقتصادي واإلجتماعي والبيئي‬
‫أو اإليكولوجي‪.‬‬
‫‪ -3‬األمن االقتصادي‪ :‬يعتبر األمن االقتصادي المؤشر الرئيسي ألمن الدولة عموما‪.‬‬
‫وتتنوع الوحدات المرجعية في هذا القطاع من األفراد إلى الدول فالنظام المعقد‬
‫لإل قتصاد العالمي بقواعده ومعاييره ومبادئه‪ ،‬غير أنه يرتبط بالدرجة األولى بمدى‬
‫قدرة الدول على الوصول إلى الموارد واألسواق والتمويالت الضرورية للحصول‬
‫على مستويات مقبولة من الرفاه والسلطة في النظام الدولي‪ .‬غير أنه ينتفي‬
‫اإلجماع حول الطريقة التي يحصل بها هذا النوع من األمن‪ .‬ألن السوق ببساطة‬
‫تعمل وفق مبدأ المخاطر‪ .‬فكما أوضح بوزان فإن الوضع الطبيعي للفاعلين في‬
‫إقتصاد السوق هو المخاطرة والمنافسة العنيفة والاليقين"‪.‬‬
‫وعليه فإذا كان األمن يشكل جزءا من السير العادي لألمور في القطاع‬
‫اإلقتصادي‪ ،‬فما هي التهديدات التي تستحق أن تصنف على أنها تهديدات موضوعية‬
‫ألمن اإلقتصاد الوطني؟ فمثال الضغوط الكبيرة التي تمارسها الشركات الدولية على‬
‫المؤسسات الوطنية وتحكمها في مستويات التمويل ال يمكن عدها ضمن رهانات األمن‬
‫اإلقتصادي الوطني‪ ،‬حتى إذا كانت هذه العوامل ضارة إلى حد كبير بسالمة اإلقتصاد‬
‫الوطني‪ ،‬محدثة خلال في توازن ميزان المدفوعات أو حتى رافعة من البطالة‪ ،‬فإنها ال‬
‫تعدو كونها مخاطر عادية في إقتصاد السوق‪ ،‬وعليه من المهم فهم مدى التعقيد‬
‫الحاصل داخل هذا القطاع‪ ،‬باإلضافة إلى كون القطاع اإلقتصادي مثاال واضحا عن‬
‫كيفية تفاعل مختلف القطاعات مع بعضها البعض‪ ،‬فقد أوضح " بوزران" مثال الترابط‬
‫المهم بين األمن اإلقتصادي واألمن العسكري‪ 1،‬فمن السهل رؤية كيف أن األمن‬

‫‪ -1‬محفوض رسول‪،‬أمن الطاقة في العالقات الروسية‪ (،‬القاهرة‪ :‬مركز الكتاب األكاديمي‪.29 )2020،‬‬
‫‪29‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫العسكري تابع لألمن اإلقتصادي بسبب الحدود والقيود التي يفرضها هذا الحيز على‬
‫ميزانية الدفاع واألمن‪.‬‬
‫‪ -4‬األمن المجتمعي‪ :‬يعتبر األمن المجتمعي واحد من بين أهم عناصر برنامج البحث‬
‫في الدراسات األمنية المعاصرة‪ ،‬فقد تجاوزت الرؤى التقليدية التي تعتبر المجتمع‬
‫مجرد قطاع من قطاعات أمن الدولة‪ ،‬إلى إعتباره كيان قائم بذاته وموضوعا متميز‬
‫لألمن‪ .‬وفق "دور كايم ‪ "Durkheim‬تعرف المجتمعات على أنها وحدات مكونة‬
‫من مجموعة من األفراد التي بفضل إعتقاداتها الدينية ومشاعرها الوطنية‬
‫المشتركة‪ ،‬تحس بوجود رابط بينها على شكل وعي جماعي مستقل‪ ،‬ويفوق مجموع‬
‫وعيها الفردي تبعا لذلك فقد أكدت مدرسة كوبنهاجن على أن العولمة المعاصرة قد‬
‫أثرت وبشكل كبير على الهويات المجتمعية‪ ،‬التي وجدت نفسها مهددة بطائفة من‬
‫العوامل كتدفق الهجرات واإلستيراد القسري للثقافات األجنبية المغايرة باإلضافة إلى‬
‫اإلندماج في وحدات أكثر إتساعا‪.‬‬
‫من هذا المنطلق‪ ،‬يتمحور األمن المجتمعي حول الهوية أو بعبارة أخرى حول ما‬
‫يمكن الجماعات من اإلشارة إلى نفسها بضمير "نحن" في مقابل " األخر" الذي قد‬
‫يشكل تهديدا موضوعيا لهذه الهوية التي تمثل أمة‪ ،‬إثنية‪ ،‬جماعة دينية‪...‬إلخ‪.1‬‬
‫ففي خضم النظام الدولي المعاصر‪ ،‬يعني األمن المجتمعي مدى قدرة مجتمع ما‬
‫الحفاظ على سماته الخاصة في سياق من الظروف المتغيرة وتهديدات فعلية أو‬
‫محتملة‪ ،‬وبدقة أكثر فهو يرجع إلى إستم اررية – ضمن شروط مقبولة للتطور‪ -‬النماذج‬
‫التقليدية للغة‪ ،‬الثقافة والروابط باإلضافة إلى الهوية والشعائر الدينية والوطنية‪ .‬بهذا‬
‫النوع من التعريف من الصعب جدا التحديد بموضوعية في ما إذا كان هناك تهديد‬
‫لألمن المجتمعي من عدمه‪ ،‬والطريقة المثلى هي التركيز على دراسة المسار الذي‬

‫‪-1‬نفس المرجع‪30،‬‬
‫‪30‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تدرك من خالله جماعة ما أن هويتها مهددة‪ .‬ألنه على هذا األساس تبدأ في التصرف‬

‫بطريقة أمنية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن العديد من الصراعات المستعصية الحل في العالقات الدولية‬
‫هي التي تحوي في ثناياها عناصر إجتماعية (مأزق إجتماعي)‪ ،‬كما يجب التنويه بأن‬
‫مفهوم األمن المجتمعي جد معقد لتعامله مع الهويات والثقافات – التي تعتبر ذاتية‬
‫وذات بناءات سياقية – مما يقود في أغلب األحيان إلى تبني سياسات عنصرية‬
‫إقصائية‪.1‬‬
‫‪ -5‬األمن البيئي‪ :‬يصنف القطاع البيئي أو االيكولوجي من بين المسائل األكثر جدال‬
‫في السياسة العالمية المعاصرة على إعتبار أن تهديداته ال تخص دولة واحدة بذاتها‪،‬‬
‫بل تمس كل الدول بال إستثناء‪ ،‬فمثال لم يسبق أن واجهت حكومات العالم هذه‬
‫التحديات اإلقتصادية واإلجتماعية والسياسية الهائلة التي تطرحها التغيرات المناخية‬
‫اليوم‪ ،‬وينصرف هذا النوع من األمن إلى حماية البيئة من إستنزاف العنصر البشري و‬
‫المتسببة في تغير المناخ واإلحتباس الحراري‪ ،‬التلوث و الجفاف‪...‬إلخ‪ ،‬التي تهدد رفاه‬
‫وسالمة اإلنسان وحتى نوعه‪.2‬‬
‫فالعالقة بين اإلنسان والبيئة هو الموضوع األساسي لإليكولوجيا‪ ،‬وقد إتضح أن هذه‬
‫العالقة بحاجة إلى مراجعة لتحديد أهم التأثيرات المتبادلة والناتجة عن فعل اإلنسان‬
‫الالمسؤول‪ ،‬وليس من قبيل المبالغة القول إن األمن البيئي مرهون بالطريقة التي تتم‬

‫بها معالجة هذه القضية في المستقبل‪.3‬‬


‫وعليه فهناك إرتباط قوي بين التدهور البيئي واألمن‪ ،‬فالنتائج الخطيرة للتدهور البيئي‬
‫أصبحت تدرك على أنها أكثر أولوية من التهديدات الخارجية‪ ،‬إذ بإمكانها أن تفرز‬

‫‪ -1‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪ -2‬نفس المرجع‪.114 ،‬‬
‫‪ -3‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عنفا مسلحا على غرار األزمات المرتبطة بمظاهر الندرة في الموارد الطبيعية‬
‫والطاقوية‪ .‬خصوصا المتعلقة بالماء في السنوات األخيرة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مفهوم األمن المائي ‪:‬‬
‫شكل األمن المائي كمصطلح بعدا جديدا لتأثيره في عالقات التعاون والصراع‬
‫بين الدول‪ ،‬التي تتقاسم مجاري األنهار ومصادر المياه هذا على مستوى الخارجي‪ ،‬وقد‬
‫شكل هذا الموضوع على المستوى الداخلي أكبر التحديات التي تواجه الدول التي‬
‫تعاني من شح الموارد المائية كونه يرتبط أساسا بالتنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وهذا‬
‫يمس رفاهية األفراد واحتياجاتها اليومية المختلفة‪.‬‬
‫ويقصد باألمن المائي متوسط نصيب الفرد السنوي من الموارد المائية المتاحة‬
‫إلشباع اإلحتياجات اليومية من شرب واإلستعمال منزلي واستعمال الزراعي‬
‫والصناعي‪ 1.‬واعتبر معدل ‪ 1000‬متر مكعب من الماء متوسط نصيب الفرد من‬
‫الماء‪ ،‬ودونه يتعرض البلد إلى ندرة في المياه‪ ،‬ويؤثر هذا سلبا على صحة المواطن‪،‬‬
‫غير أن هذا المعدل ينخفض ليصل إلى ‪ 500‬متر مكعب كحد أدنى في المناطق‬
‫الجافة وشبه الجافة والمناطق القاحلة‪ ،‬مثال ذلك منطقة الشرق األوسط والمنطقة‬
‫‪2‬‬
‫العربية بشكل خاص‪.‬‬
‫ويقصد باألمن المائي حسب تقرير التنمية اإلنسانية لعام ‪ " :2006‬الحرص‬
‫على أن يكون لدى كل شخص مصدر يعتمد عليه للحصول على مياه مأمونة بالقدر‬
‫الكافي وبالسعر المناسب‪،‬حتى يتمكن من أن يعيش حياة ينعم فيها بالصحة والكرامة‬
‫والقدرة على اإلنتاج‪ ،‬مع الحفاظ في نفس الوقت على النظم اإليكولوجية التي توفر‬
‫المياه وتعتمد عليه في نفس الوقت‪ .‬وعندما ال تتوفر تلك الظروف أو عندما ينقطع‬

‫‪ -1‬نفس المرجع‪.115 ،‬‬


‫‪ -2‬نفس المرجع‬
‫‪32‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫السبيل للحصول على المياه‪ ،‬يواجه البشر مخاطر كبيرة تتعلق باألمن البشري ترجع‬
‫إلى إعتالل الصحة وانقطاع السبل المعيشة"‪.1‬‬
‫ويعرف األمن المائي كذالك على أنه قدرة السكان على ضمان الحصول‬
‫المستدام على كميات كافية من المياه الجيدة المقبولة من أجل الحفاظ على سبل‬
‫العيش ورفاه اإلنسان والتنمية اإلجتماعية واإلقتصادية وكذا النظم البيئية في جو من‬
‫السالم واإلستقرار السياسي‪.2‬‬
‫ووفقا للتقارير الصادرة عن األمم المتحدة من المتوقع أن يصل عدد السكان الذين‬
‫يعانون من أزمة نقص المياه وعدم كفاية الموارد المائية إلى ‪ 904‬مليون نسمة سنة‬
‫‪ ،2025‬ويتمركز معظم هؤالء في أفريقيا وجزء من غرب أسيا‪.‬‬
‫الجدول التالي يبين نسبة عدد السكان التي تعاني من مشكلة نقص المياه والتي‬
‫يقل فيها نصيب الفرد عن ‪ 1000‬متر مكعب‪ ،‬والمالحظ أن نصف هذه الدول هي‬
‫كبير على المنطقة‪.3‬‬
‫خطر ا‬‫ا‬ ‫عربية‪ ،‬وخليجية‪ ،‬أو شرق أوسطية مما يشكل‬

‫‪ -1‬تقرير التنمية البشرية لعام ‪ ،2006‬ماهو أبعد من الندرة‪ ،‬القوة والفقر وأزمة المياه العالمية‪ ،‬برنامج األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -2‬نايجل دادلي وساشا االكسندر‪ ،‬توقعات األراضي العالمية اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة التصحر‪،2017،‬‬
‫‪.160‬‬
‫‪ -3‬رمزي سالمة‪ ،‬مشكلة المياه في الوطن العربي‪ :‬احتماالت الصراع والتسوية (اإلسكندرية‪ :‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫‪.10 .)2001‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)3‬يبين الدول تحت حد األمان المائي ‪Water Stress Index‬‬
‫متوسطة نصيب الفرد سنويا من المياه "‬
‫الدولة‬
‫المتجددة" بالمتر الكعب‬
‫‪19‬‬ ‫جيبوتي‬ ‫‪1‬‬
‫‪75‬‬ ‫الكويت‬ ‫‪2‬‬
‫‪85‬‬ ‫مالطا‬ ‫‪3‬‬
‫‪103‬‬ ‫قطر‬ ‫‪4‬‬
‫‪184‬‬ ‫البحرين‬ ‫‪5‬‬
‫‪195‬‬ ‫باربدوس‬ ‫‪6‬‬
‫‪222‬‬ ‫سنغافورة‬ ‫‪7‬‬
‫‪284‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫‪8‬‬
‫‪293‬‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪9‬‬
‫‪308‬‬ ‫األردن‬ ‫‪10‬‬
‫‪460‬‬ ‫اليمن‬ ‫‪11‬‬
‫‪461‬‬ ‫إسرائيل‬ ‫‪12‬‬
‫‪540‬‬ ‫تونس‬ ‫‪13‬‬
‫‪587‬‬ ‫الرأس األخضر‬ ‫‪14‬‬
‫‪635‬‬ ‫كينيا‬ ‫‪15‬‬
‫‪654‬‬ ‫بوروندي‬ ‫‪16‬‬
‫‪690‬‬ ‫الجزائر‬ ‫‪17‬‬
‫‪902‬‬ ‫رواندا‬ ‫‪18‬‬
‫‪961‬‬ ‫ماالوي‬ ‫‪19‬‬
‫‪980‬‬ ‫الصومال‬ ‫‪20‬‬

‫المصدر‪World Bank, « World Resource » 1996/1997, Table, No 13.2, 302 :‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عرف المنتدى العالمي الثاني للمياه عام ‪ 2000‬والذي أنعقد في هولندا تحت‬
‫شعار" األمن المائي في القرن الحادي والعشرين"‪ ،‬أن األمن المائي من مستوى المنزل‬
‫إلى المستوى العالمي يعني "أن يكون لكل شخص إمكانية الحصول على ما يكفي من‬
‫المياه األمنة بتكلفة يستطيع تحملها ليعيش حياة نظيفة وصحية ومريحة مع ضمان‬
‫التأكد أن البيئة الطبيعية محمية ومعززة"‪.1‬‬
‫وعرفت منظمة الشراكة العالمية للمياه ‪ GWP‬األمن المائي " إن عالما يتمتع‬
‫باألمن المائي‪ ،‬وهو العالم الذي يجمع بين كل من اإلهتمام بالقيمة الجوهرية للمياه‬
‫ومجموعة كاملة من إستخداماته الإلزمة لبقاء اإلنسان ورفاهيته‪ ،‬كما أن مثل هذا العالم‬
‫يسخر قوة الماء اإلنتاجية ويقلل من قيمته التدميرية‪ ،‬إنه عالم ينعم فيه كل شخص بما‬
‫يكفي من المياه اآلمنة‪ ،‬وبأسعار معقولة ليعيش حياة نظيفة وصحية ومنتجة‪ ،‬وهو عالم‬
‫تستخدم فيه حماية المجتمعات من الفيضانات والجفاف واإلنهيارات األرضية‪ ،‬وانجراف‬
‫التربة‪ ،‬واألمراض التي تنقلها المياه"‪.2‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬أهمية األمن المائي ‪:‬‬
‫ينظر إلى األمن المائي بإعتباره الجزء الحيوي المكمل لألمن الغذائي في‬
‫المفهوم المجتمعي اإلستراتيجي لألمن القومي ألي دولة‪ ،‬فعلى إمتداد مراحل تاريخية‬
‫دفعت الحاجة للمياه إلى إ ستخدام شتى الوسائل للحصول على القدر الكافي منه‬
‫لتغطية إحتياجات الدول المتزايدة‪ ،‬وقد إ ستخدمت بعض األمم القوة لتأمين المياه كما‬
‫لعبت الظروف المائية بشكل مباشر أو غير مباشر دور في تغذية عددا من الحروب‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Global Water Partnership (GWP), Towards Water Security: A Framework for Action (Stockholm,‬‬
‫‪Sweden: Global Water Partnership, 2000), 12.‬‬
‫‪ -2‬طه بن عثمان‪" ،‬أمن الموارد المائية في دول الخليج العربية الواقع والمستقبل" ( قطر‪ :‬العدد ‪ ،877‬مركز‬
‫الدراسات اإلستراتيجية‪.01 ،) 2015.01.15 ،‬‬
‫‪ -3‬رواء زاكي يونس الطويل‪ ،‬مخاطر األمن المائي العربي (عمان‪ :‬دار زهران‪.8 ،)2010 ،‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عنصر أساسيا في قضايا التعاون والصراع بين الدول التي‬


‫ا‬ ‫ويشكل ملف المياه‬
‫تشترك في مجرى مائي واحد‪.‬‬
‫وقد إحتل العامل المائي في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين‬
‫مرتبة األولوية في جدول أعمال القوى اإلقليمية‪ ،‬في الوقت التي تشعر فيه بعض الدول‬
‫العربية أن ثمة أخطار محدقة تهدد حياتها من خالل " سالح الماء" عبر اللجوء إلى‬
‫قطع مياه أنهار حيوية مثل النيل‪ ،‬الفرات ونهر األردن من قبل دول المنبع‪.‬‬
‫ووفقا لتحليل دوائر سياسية عالمية بات موضوع المياه مرشح إلشعال حروب‬
‫في منطقة الشرق األوسط خاصة في أغلب األقطار العربية التي ال تملك السيطرة‬
‫الكاملة على منابع مياها‪ ،‬فأثيوبيا‪ ،‬تركيا‪ ،‬إيران‪ ،‬غينيا‪ ،‬السنغال‪ ،‬ليبيا‪ ،‬أوغندا والكونغو‬
‫الديمقراطية بلدان تتحكم في حوالي ‪ %60‬من منابع الموارد المائية للوطن العربي‪،‬‬
‫ويدور الحديث اآلن حول كون بعض الدول إقترحت تبني تسعيرة المياه وبالتالي بيع‬
‫المياه الدولية وعلى أرـسها تركيا‪ ،‬واسرائيل واألخطر من ذلك تبني بعض المنظمات‬
‫الدولية لتلك اإلقتراحات "البنك الدولي ومعها منظمة التغذية والزراعة ‪ FAO‬وقد تناسوا‬
‫إرتباط األمن المائي باألمن الغذائي من جهة واألمن القومي من جهة أخرى‪.1‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬المفاهيم المرتبطة باألمن المائي‬


‫يرتبط مفهوم المائي بمجموعة من المفاهيم والمواضيع والمجاالت‪ ،‬كمفهوم الندرة‬
‫والحق في المياه والميزان المائي والكفاية‪ ،‬ولعل أهم المفاهيم التي لها عالقة وطيدة‬
‫بتحقيق األمن المائي وتدخل ضمن التحديات األمنية التي ال تستطيع الدول أن تواجها‬
‫منفردة‪ ،‬وهي األمن الغذائي واألمن القومي وكذا اإلنساني‪.‬‬

‫‪ - 1‬أيمن وهدان‪ ،‬األمن المائي (عمان‪ :‬دار أمجد‪. 17 ،)2015 ،‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األمن المائي واألمن الغذائي‬


‫إذا إعتمدنا التعريف منظمة األغذية والزراعة الدولية ‪ FAO‬ألمن الغذائي لسنة‬
‫‪ " 1996‬توفير غذاء لجميع أفراد المجتمع بالكمية والنوعية الألزمتين للوفاء‬
‫بإحتياجاتهم بصورة مستمرة من أجل حياة صحية ونشطة"‪ ،‬وقبل ذلك تعريف األمن‬
‫الدولي في تقريره الموسوم ب ـ ـ ‪ ":‬الفقر والمجاعة" ألمن المائي على أنه توافر إمتدادات‬
‫غذائية عالمية كافية من المواد الغذائية‪.‬‬
‫يتحقق األمن المائي عندما يكون نصيب الفرد ‪ 1000‬متر مكعب أو يزيد‪ ،‬واذا‬
‫إنخفض عن هذا المستوى فنحن نواجه فقر مائي‪ ،‬ويعتبر الجفاف وشح المياه وتلوثها‬
‫ومحدودية مصادر المياه من أهم تهديدات األمن الغذائي حيث تشير تقارير األمم‬
‫المتحدة المتعلقة بالمياه إلى أن أكثر ‪ 8.2‬مليون نسمة يعانون من شح ونقص المياه‪،‬‬
‫وفي الوقت الراهن نجد تعاظم دور المياه كمحدد ألمن الغذائي والتي نجدها في تناقص‬
‫من جراء اإلستهالك المتزايد للقطاع الزراعي‪ ،‬فتوفر المياه الصالحة للري من أهم‬
‫العوامل المحددة ألمن الغذائي‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األمن المائي واألمن القومي‬
‫يجب الوقوف عند ماهية األمن القومي لكي يتسنى لنا تحديد العالقة بين األمن المائي‬
‫وهذا األخير ويقصد باألمن القومي في الوضع الدولي الراهن‪ ،‬الدفاع عن الكيان‬
‫السياسي للدولة وتوفير إحتياجات المواطنين اإلقتصادية واإلجتماعية والحفاظ على قيم‬
‫وتقاليد المجتمع التي تعكس هويتهم ويمتد الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة‬
‫ويقوم على أربع ركائز‪ ،‬الركيزة األولى مرتبطة بموقع الدولة وسياستها مع دول الجوار‪،‬‬
‫ومدى تحكمها في منافذها البرية والبحرية ومواردها الطبيعية‪ ،‬أما الركيزة الثانية‬
‫فمرتبطة باألساس بجغرافيا الدولة " الموارد الطبيعة وعدد السكان" والركيزة الثالثة تتمثل‬

‫‪ -1‬هشام بن حميدة‪ "،‬ضرورة حوكمة مياه الزراعة لتحقيق األمن الغذائي" (ورقة مقدمة للمؤتمر الدولي الثامن حول‬
‫مصادر المياه واألمن المائي‪ ،‬إسطنبول‪ 22-18 ،‬أكتوبر‪.06 ،)2015 ،‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫في تفاعل إمكانيات الدولة من أجل مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية‪ ،‬وترتبط‬
‫الركيزة الرابعة بقدرة تأثيرها إقليما ودوليا وكذا حماية كيان الدولة القومية‪.1‬‬
‫وقد عرفت دائرة المعارف البريطانية األمن القومي بأنه " يعني حماية األمن من‬
‫خطر القهر على يد قوى أجنبية"‪.2‬‬
‫ومع إتساع مفهوم األمن القومي والذي لم يعد محصو ار على الجوانب‬
‫العسكرية‪ ،‬أصبح يشمل األمن الغذائي المائي وقد ظهر مفهوم األمن المائي‪ ،‬أو األمن‬
‫المائي القومي‪ ،‬بإعتباره أهم بعاد األمن القومي لما له من أهمية في التنمية اإلقتصادية‬
‫واألمن الدولي ومن ثم المحافظة على الموارد المائية المتاحة‪ ،‬واستخدامها بشكل أمثل‬
‫وعدم تلويثها وترشيد إستخداماتها في الصناعة والري والشرب‪ ،‬والبحث عن مصادر‬
‫مائية جديدة وتطويرها كل هذا من شأنه أن يجعل الدولة بعيدا عن تهديدات سواء‬
‫مباشرة أو غير مباشرة تمس أمنها القومي‪.3‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬األمن المائي واألمن اإلنساني‬
‫في مطلع تسعينات القرن الماضي ظهرت مجموعة من المتغيرات أهمها إتساع‬
‫مجال التهديدات األمنية وظهور أشكال جديدة من التهديدات ال تماثلية‪ ،‬وظهور فواعل‬
‫جديد على الساحة الدولية نتج عنها تغير في المفاهيم مما دفع بالباحثين إلى التركيز‬
‫على مفهوم جديد لألمن وهو األمن اإلنساني‪ ،‬والذي إعتمد من طرف تقرير األمم‬
‫المتحدة لتنمية البشرية سنة ‪.1924‬‬

‫‪ -1‬عالء الدين هالل‪ ،‬األمن العربي والصراع االستراتيجي في منطقة البحر األحمر( بيروت‪ :‬مجلة المستقبل‬
‫العربي‪ ،‬العدد‪ ،09‬سبتمبر ‪.98 ،)1979‬‬
‫‪ -2‬دائرة المعارف البريطانية‪" ،‬مفهوم األمن القومي"‪ ،‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 03‬سبتمبر‪،2020 ،‬‬
‫‪.http : www.britannica.com‬‬
‫‪ -3‬هالء السيد الهاللي‪ ،‬األمن المائي المصري ‪ :‬دراسة في التهديدات والمخاطر وآليات المواجهة "سد النهضة‬
‫نموذج" مجلة دراسات" (القاهرة‪ :‬المجلد العشرين‪ ،‬العدد الثاني أفريل ‪.100 ،)2019‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويرتبط مفهموم األمن اإلنساني أساسا بإنتهاكات حقوق اإلنسان إلى جانب‬
‫التهديدات البيئية والتنموية‪.1‬‬
‫ومن هذا المنطلق يمكن القول أن األمن المائي يدخل ضمن األبعاد األساسية‬
‫لألمن اإلنساني و الذي يعتبر مكمال لمفهوم حقوق اإلنسان‪ ،‬كونه يمس إحدى أهم‬
‫الجوانب المتعلقة بحياة األفراد ‪،‬و التي لها عالقة برفاهية و صحة و نصيب الفرد من‬
‫المياه‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى أصبح اإلهتمام أكثر بأمن األفراد من خالل‬
‫اإلجابة على سؤال‪ :‬أمن من ؟ ومع بداية القرن الواحد و العشرون أصبح أمن األفراد‬
‫ضمن أهم أولويات األجندة األمنية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مدخل مفاهيمي لدراسة األنهار الدولية‬


‫تعتبر األنهار إحدى أهم مصادر المياه العذبة على سطح الكرة األرضية‬
‫وتكتسي أهمية بالغة في حياة اإلنسان إلرتباطها بإستعماالت مختلفة كونها مصدر‬
‫لطاقة وكذا مصائد ألسماك كما تستعمل للمالحة وتوظف كحدود سياسية بين الدول‬
‫وقد كانت منذ أالف السنين مهد ألرقي الحضا ارت وأعرق المدن‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف األنهار الدولية والمنشآت المائية‬


‫الفرع األول ‪ :‬أل نهار الدولية‬
‫تمثل األنهار مجاال واسعا للبحث والدراسة في النواحي اإلقتصادية‪ ،‬الجيولوجية‪،‬‬
‫التاريخية‪ ،‬القانونية والسياسية‪ ،‬إذا تعتبر المورد الرئيسي للمياه العذبة‪ ،‬كما أن لها‬
‫إقتران واسع بالمجال الزراعي والنقل البحري وكذا إنتاج الطاقة‪ ،‬وتشكل إلى حد كبير‬
‫إحدى أهم المعالم الحدودية بين الدول وفي الكثير من األحيان تشترك أكثر من دولة‬
‫في نهر واحد مما يجعل هذا محمل إهتمام من طرف القانون الدولي‪.‬‬

‫‪ -1‬سامية جمال‪ ،‬األمن اإلنساني‪ ،‬الموسوعة السياسية‪ ،‬اطلع عليه بتاريخ‪2020/09/10 ،‬‬
‫‪www. Politcal – encyclopedia.org‬‬

‫‪39‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف النهر‪ :‬التعريف المبسط لنهر هو عبارة عن مجرى محدد للمياه المتدفقة‬
‫من األمطار المتساقطة والثلوج الذائبة والمياه الجوفية ومياه البحريات والمستنقعات‬
‫والتي تتحرك في المجرى من الجهة العلوية لإلنحدار والتي تمثل منطقة منابع النهر‬
‫لتنتهي في البحار أو المحيطات أو البحيرات وتسمى منطقة مصب النهر‪ ،‬وغالب ما‬
‫يتكون النهر من إلتقاء مجموعة من الجداول والوديان والتي تعرف بالروافد‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف النهر الدولي‪ :‬تختلف األنهار من نهر وطني يجري داخل دولة واحدة‬
‫ويشق أكثر من دولة‪ ،‬ومصطلح النهر الدولي مرتبط بظهور فكرة نظام المياه الدولية‬
‫التي ظهرت في إطار القانون الدولي‪.‬‬
‫ويقصد بالنهر الدولي النهر الذي تمتد مياهه داخل دولتين أو أكثر‪ ،‬ومعنى ذلك‬
‫أن المياه تمتد في دولة معينة فتصب في إقليم تابع لدولة أخرى‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫تصبح تلك الدولة األخرى جزء من حوض النهر الدولي ألن مياه األنهار في الكثير‬
‫من األحيان متنقلة ممتدة وليست ثابتة داخل دولة معينة ‪ ،‬ولعل تلك الخصوصية‬
‫للمياه تخلق الكثير من المشكالت في نظر القانون الدولي‪ ،‬ومعنى ذلك أن أي دولة ال‬
‫تستطيع أن تمارس سلطاتها كاملة على ما يجري في أراضيها من أنهار‪ ،‬إذا كانت‬
‫تشترك معها دولة أو دول أخرى في نفس النهر‪ ،‬حتى ال تنتهك الحقوق المشروعة‬
‫للدول المشتركة معها في ذات النهر بسبب إرتباط حياة سكان هذه الدول بالنهر‬
‫الدولي‪ ،‬وذلك هو المحور الذي تدور حوله قواعد القانون الدولي بالنسبة المياه‪.‬‬
‫تعريف محكمة العدل الدولية‪ :‬النهر الدولي هو المجرى الصالح للمالحة الذي‬
‫يصل عدة دول بالبحر‪ ،‬وفي هذا التعريف وضع شرط المالحة واإلتصال بالبحر‬
‫وعبور أكثر من دولة لكي يكون النهر دوليا‪ ،‬أي أن هذا التعريف وضع إذا كان للنهر‬
‫إستعمال لغرض المالحة فقط‪.‬‬

‫‪ -1‬صفاء عبد األمير رشم السدي‪ ،‬جغرافية الموارد الطبيعية (العراق‪ :‬جامعة البصرة كلية التربية والعلوم‬
‫االنسانية‪ ،‬بدون سنة النشر)‪.84 ،‬‬

‫‪40‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ووفق هذه التعريف فإن حوض النيل هو حوض نهر دولي بجميع المعاني‪.‬‬
‫وقد إتجه الفقه إلى توسيع مفهوم النهر الدولي ليضم الحوض المائي للنهر الدولي‬
‫والذي يشمل الوحدة الجغرافية التي تكون مجراه‪ ،‬والتي لها تأثير على مياه النهر كما‬
‫وكيفا‪ ،‬والتي تتحكم في جريان هذه المياه وتحدد إتجاهاتها‪ ،‬وحوض النهر الدولي‬
‫حسب هلسنكي عبارة عن مساحة من األرض تخص أكثر من دولة‪ ،‬تحدها من‬
‫الجانبين حدود حوض النهر الدولي والدولة التي يقع جزء من أرضيها في حوض ذلك‬
‫النهر تعتبر دولة حوضية‪.1‬‬
‫ثالثا‪ :‬تقسيم النهر الدولي ‪ :‬يقسم النهر الدولي إلى ثالثة أجزاء‪ ،‬الجزء األول عادة ما‬
‫يشمل منابع النهر وهي بمثابة نقطة البداية للجريان النهري وقد يكون لنهر أكثر من‬
‫منبع كما قد تكون منطقة المنبع عبارة عن بحيرات مثل نهر النيل الذي ينبع من بحيرة‬
‫فكتوريا وقد يكون كذالك المنبع عبارة عن مستنقعات‪ ،‬وهناك أنهار تبدأ منابعها من‬
‫الجبال أو الهضاب أو الجبال الجليدية‪.‬‬
‫أما الجزء الثاني لنهر الدولي يكون أكثر اتزان وهدوء حيث تتناقص فيه االنحدا ارت‬
‫والشالالت والجداول كما تتناقص سرعة التيار المائي ويكون أحيان صالح‬
‫للمالحة‪.‬‬
‫وفي الجزء الثالث منه نجد منطقة المصب أو دول المصب وينتهي فيه النهر إلى‬
‫البحر أو البحيرة مكون أحياننا دلتا النهر وعادة ما تكون ضفافها عبارة عن أرضي‬
‫خصبة مهيأة لز ارعة‪.2‬‬

‫‪ -1‬زاكي البحيري‪ ،‬مصر ومشكلة النيل أزمة سد النهضة (مصر‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.81 ،)2016 ،‬‬
‫‪ -2‬حسن أبو سمور‪ ،‬حامد الخطيب‪ ،‬جغرافيا الموارد المائية (عمان‪ :‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة االولى‪،‬‬
‫‪.22 ،)1999‬‬

‫‪41‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫رابعا‪ :‬األحكام القانونية في تنظيم األنهار الدولية‬


‫سعى فقهاء القانون الدولي والمنظمات الدولية لدراسة كيفية تنظيم واستغالل األنهار‬
‫الدولية حفاظا على الحقوق المكتسبة والمشروعة للدول‪ ،‬إال أن هناك خالفات متزايدة‬
‫سببت تركيز كل الدول على مصالحها الخاصة‪ ،‬باإلضافة إلى الشعور المتزايد‬
‫بالقومية الذي يدفع بالكثير من الدول إلى التصرف بمفردها من أجل اإلستفادة الكاملة‬
‫بمياه النهر المشترك‪ ،‬دون النظر إلى األضرار التي تلحق بالدول األخرى المشاطئة‬
‫للنهر الذي يمر بأرضيها‪ ،‬وخير مثال على ذلك الصراع القائم في حوض النيل‪.1‬‬
‫وتخضع عملية تنظيم إستخدامات مياه األنهار الدولية إلى القانون الدولي‪ ،‬هذا‬
‫ما لم يوجد إ تفاق بين الدول في هذا الشأن‪ ،‬وعمال بقاعدة الخاص يقيد العام فاألولوية‬
‫لإلتفاقية المبرمة بين الدول‪ ،‬ورغم وجود هذه اإلتفاقيات التي تنظم عملية إستغالل مياه‬
‫األنهار إال أن أزمة المياه أصبحت من قضايا الساعة وهذا راجع إلى عدم وجود قواعد‬
‫قانونية واضحة ومحددة لتسوية النزاعات الخاصة بالمياه‪ ،‬وكذا ضعف دور األمم‬
‫المتحدة في معالجة هذه القضايا‪.2‬‬
‫وأول معاهدة نظمت أحكام األنهار الدولية معاهدة فينا سنة ‪ 1815‬التي تليها‬
‫كل من معاهدة السالم سنة ‪ 1919‬بعد الحرب العالمية األولى‪ ،‬ومعاهدة برشلونة سنة‬
‫‪ ،1921‬ثم معاهدة جنيف سنة ‪.1922‬‬
‫ويوجد أكثر من ‪ 300‬معاهدة ثنائية لتنظيم األنهار الدولية‪ ،‬فضال عن حوالي‬
‫‪ 3600‬اتفاقية دولية أخرى تعرضت في بعض بنودها للمسألة المائية‪ ،‬وبالنظر إلى‬
‫الكم الهائل من االتفاقيات الدولية بشأن المياه يتضح لنا أن الدول ال تستطيع التصرف‬
‫منفردة في مياه األنهار التي تمر بها‪.‬‬

‫‪ - 1‬نفس المرجع‪.84 ،‬‬


‫‪ - 2‬تسعديت شرمالي‪" ،‬أزمة المياه وتأثيرها بالعالقات الدولية‪ :‬دول حوض النيل نموذجا"(مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماستر في العالقات الدولية‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الج ازئر‪.39 ،)2015 ،1‬‬

‫‪42‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إلى جانب هذه اإلتفاقيات هناك العديد من المؤتمرات الدولية واللقاءات المنعقدة في هذا‬
‫الشأن منها إعالن ستوكهولم ‪1972‬م الذي جمع وزراء البيئة من مختلف دول العالم‪،‬‬
‫لبح ث مسألة الموارد الطبيعية‪ ،‬كذلك المؤتمر العالمي للمياه في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية ‪1977‬م‪ ،‬ويعتبر أول مؤتمر عقد بشأن المياه حضرته ‪ 116‬دولة و‪54‬‬
‫منظمة دولية و‪ 47‬منظمة غير حكومية‪ ،‬باإلضافة إلى المؤتمر الدولي للمياه عقد في‬
‫ايرلندا سنة ‪1992‬م نظم من طرف المنظمة العالمية لألرصاد الجوية‪ ،‬قمة األلفية عام‬
‫‪ 2000‬م ونوقش فيه مسألة التعاون لحل قضايا المياه‪.‬‬
‫وكذا إعالن منظمة األمم المتحدة سنة ‪ 1994‬وتبنته في عام ‪ ،1995‬وفي عام‬
‫‪ 1997‬تم اإلتفاق حول إستخدام المجاري المائية الدولية لغير المالحة‪ ،‬وكذا إعالن‬
‫األمم المتحدة سنة ‪2000‬م في قرارها رقم ‪ 196- 55‬وتم حث المجتمع المدني على‬
‫زيادة الوعي بأهمية المياه العذبة‪ .‬في سنة ‪2002‬م تم التأكيد على الحصول على‬
‫كميات كافية من المياه لإل ستخدام المنزلي الشخصي حق أساسي اإلنسان‪ ،‬وأخير‬
‫صدور قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة سنة ‪2003‬م تحت رقم ‪ ،217 -58‬بعنوان‬
‫الماء من أجل الحياة‪.1‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تعريف المنشآت المائية‬
‫عرف اإلنسان منذ آالف السنين العديد من الطرق لتجميع المياه واستعمالها عند‬
‫الحاجة‪ ،‬ولعل أهم ما شيده اإلنسان على مر التاريخ هي السدود المائية باختالف‬
‫أحجامها‪ ،‬والتي أصبحت مصدر لتوليد الطاقة والري واإلستعمال المنزلي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف السد‪ :‬هو إنشاء هندسي يقام فوق واد أو منخفض بهدف حجز المياه‬
‫لتغذية المياه الجوفية وللحد من الفيضانات وخطورتها ويستعمل كذلك لتوليد الطاقة‬
‫الكهربائية‪.‬‬

‫‪ -1‬شرمالي‪ ،‬أزمة المياه‪.48 ،‬‬


‫‪43‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية السدود‪ :‬تكمن أهمية السدود في توفير مياه الشرب خاصة في المناطق‬
‫التي تشهد الشح في المياه من خالل إستغالل مياه المطار ذلك حتى تستعمل في‬
‫الري‪ ،‬والشرب‪ ،‬واألغراض الصناعية‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نهر النيل ونظم المياه الدولية‬


‫لنهر النيل خصائص معينة فهو ليس صالح للمالحة في مجمله بإستثناء بعض‬
‫المناطق المنبسطة‪ ،‬باإلضافة إلى وجود تقلبات في تدفقاته المائية مابين الفيضانات‬
‫واإلنخفاض الشديد في منسوبه‪ ،‬والجدير بالذكر أن نسبة اإلعتماد عليه من دول‬
‫الحوض تختلف من دولة إلى دولة أخرى‪ ،‬فمصر تعتمد عليه بنسبة ‪ %96‬بينما نجد‬
‫الدول األخرى ال تحتاج إلى مياهه إال بقدر ضئيل وذلك في مجال إنتاج الطاقة‪.2‬‬
‫ويحكم العمل بمياه النيل تاريخيا مجموعة من اإلتفاقيات الدولية الثنائية ذات الطبيعة‬
‫اإلقليمية‪ ،‬معظم هذه اإلتفاقيات تأخذ طابع الحدود‪ ،‬التي أقرت منظمة الوحدة اإلفريقية‬
‫مواصلة العمل بعد إستقالل البلدان األفريقية وفقا لمبدأ خالفة أو توارث الدول بشأن‬
‫اإلتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫لكن هناك إشارة إلى أن دول منابع نهر النيل إستخدمت أو تريد اإلستخدام ما‬
‫يجري في أراضيها من مياه النيل وفروعه بحسب ما تراه مناسب لها‪ ،‬بصرف النظر‬
‫عن اإلتفاقيات الدولية السابقة والتي ال تعترف بها‪.‬‬
‫ورغم الجهود والمحاوالت إلقامة نظام قانوني لنهر النيل إال أنه ال توجد حتى األن‬
‫إتفاقية واحدة تجمع كل دول حوض النيل‪.3‬‬

‫‪ -1‬حمادو الهاشمي أزمة المياه وتأثيرها على العالقات الدولية " دول حوض النيل نموذجا"(أطروحة مكملة لنيل‬
‫درجة ال ماجستير في القانون‪ ،‬جامعة الجزائر‪.167 ،)2014 ،‬‬
‫‪ -2‬رشدي سعيد‪ ،‬نهر النيل نشأته واستخدام مياهه في الماضي والمستقبل (القاهرة‪ :‬دار الهالل‪.26 ،)1993 ،‬‬
‫‪ -3‬البحيري‪ ،‬مصر ومشكلة النيل‪.104-103 ،‬‬
‫‪44‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)4‬يبين أهم االتفاقيات المبرمة حول نهر النيل مرتبة ترتيبا كرنولوجيا‬
‫إبرام معاهدة بين بريطانيا (ممثلة لمصر والسودان وأوغندا) وايطاليا (ممثلة‬
‫‪1902‬‬
‫للدول التي كانت تحتلها من دول الحوض)‬

‫‪ 1906‬اتفاقية بين بريطانيا وبلجيكا ( ممثلة للكونغو)‬

‫‪ 1925‬مذكرات متبادلة بين كل بريطانيا وايطاليا‬

‫‪ 1929‬اتفاقية مياه النيل بين مصر وبريطانيا ( السودان‪ +‬كينيا‪ +‬أوغندا)‬

‫اتفاق بين مصر وبريطانيا بإنشاء سد أوين بأوغندا الستخدامه في أغراض‬


‫‪1953‬‬
‫الري في مصر وتوليد الطاقة في أوغندا‬

‫‪ 1959‬اتفاق المياه بين مصر والسودان بعد إقامة السد العالي‬

‫‪ 1991‬اتفاق بين مصر وأوغندا على توسعة سد أوين لزيادة القائدة من للبلدين‬

‫بداية مشروع " التيكونيل" للتبادل الفني والتعاون المشترك لتنمية حوض‬
‫‪1992‬‬
‫النيل‪ ،‬بين دول حوض والذي استمر ‪ 06‬سنوات حتى انتهى ‪1998‬‬

‫‪ 1993‬وضع اطار عام للتعاون بين مصر واثيوبيا‬

‫تشكل اللجنة االستشارية الفنية لوضع إستراتيجية للتحرك على مستوى حوض‬
‫‪ 1998‬النيل‪ ،‬وطرح فكرة مجلس وزراء النيل‪ ،‬وتم العمل على محورين أساسين هما‬
‫‪ :‬تنمية مشروعات الرؤية المشتركة‪ ،‬وتنمية األحواض الفرعية‬

‫‪ 2002‬مؤتمر النيل لتبادل وجهات النظر والخبرات بين دول الحوض وبعضها‪.‬‬

‫تم التخطيط لالتفاقية في اجتماع وزراء دول الحوض‪ ،‬لكن تم تأجيله بناء‬
‫‪2007‬‬
‫على طلب مصر‪ ،‬قررت دول المنبع في اجتماع أخر لوزراء دول الحوض‬

‫‪45‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عقد في كنشاسا في ماي ‪2009‬‬

‫عقد اجتماع وزراء دول الحوض في كنشاسا للتوقيع على االتفاقية اإلطارية‪،‬‬
‫‪2009‬‬
‫ولعدم توقيع جميع الدول‪ ،‬تأجل االجتماع إلى أفريل ‪ 2010‬في شارم الشيخ‬

‫في ماي‪ 2010‬وقعت كال من إثيوبيا‪ ،‬وكنيا‪ ،‬وأوغندا‪ ،‬وروندا‪ ،‬وتنزانيا اتفاقية‬
‫للمطالبة بزيادة حصتها من مياه نهر النيل وسميت باالتفاقية اإلطارية‬
‫‪ 2010‬الشاملة ( ‪ ،)CFA‬األمر الذي عارضته بقوة كل من مصر والسودان‪ ،‬أما‬
‫بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية فلم يوقعا على االتفاقية حتى ذلك‬
‫الحين االتفاقية‬

‫المصدر‪ :‬عمرو رضا بيومي‪ ،‬سد النهضة بين األمن القومي والقانون الدولي‪ ،‬الطبعة االولى‪( ،‬القاهرة‪:‬‬

‫دار النهضة العربية‪.30 ،)2019 ،‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬اإلطار النظري للدراسة‬


‫تعرف الظاهرة األمنية تعقدا في األبعاد بسبب تداخل المتغيرات على مستوى‬
‫البيئة الدولية ولتحليلها وجب تكييفها مع التصورات النظرية التي تعطي تفسي ار أكثر‬
‫دقة والوقوف على المسارات التي قد تسلكها الظاهرة األمنية ورصد الحدود التي يمكن‬
‫أن تبلغها في المستقبل‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المنظور الواقعي واألمن المائي‬


‫تعتبر الواقعية فكرة األمن من أهم إهتمامات وصالحيات الدولة كونها الفاعل األساسي‬
‫في بنية النظام الدولي‪ ،1‬إذ يرتبط األمن بمفهومين أساسيين هما‪:‬‬

‫‪ -1‬جندلي عبد الناصر‪ ،‬التنظير في العالقات الدولية بين االتجاهات التفسيرية والنظريات الكونية (الجزائر‪ :‬دار‬
‫الخلدونية للنشر والتوزيع‪.177 ،)2007 ،‬‬

‫‪46‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المصلحة الوطنية‬


‫حيث يؤكد "هانز مورغانتو‪ "Hans Morgenthau‬على أن المحافظة على‬
‫الوجود المادي‪ -‬األنطولوجي‪ -‬للدولة هو الحد األدنى من المصلحة الوطنية وبما أن‬
‫األمن المائي ألي دولة يعد من صميم إهتماماتها و جوهر وجودها المادي‪ ،‬وبدونه‬
‫قد تتعرض إلى الزوال بسبب مختلف النزاعات داخلية كانت ام خارجية ‪ ،‬لذا نرى أن‬
‫الدولة في ظل نظام فوضوي تغيب فيه سلطة فوق سلطة الدول تضبط سلوكها فإنها‬
‫تسعى لتحقيق أمنها المائي وفق مبدأ "‪ " Self-Help‬اإلعتماد على الذات" و بشتى‬
‫الطرق حتى ولو تطلب األمر إستعمال القوة لحمايته وان تعارض ذلك مع مبادئ‬
‫وقواعد القانون الدولي‪ ،‬فاألمن المائي وفق المنظار الواقعي هو مسألة جوهرية تدخل‬
‫ضمن اإلهتمامات السياسة العليا للدولة (‪.) Hight- Politics‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬زيادة حجم القوة‬
‫يرتبط حجم القوة بزيادة وسائل الدفاع‪ ،‬فالمفهوم الضيق لألمن لدى الواقعية يدفع‬
‫بالدول إلى تطوير قدراتها العسكرية واقامة التحالفات القوية بالشكل الذي يتجاوب مع‬
‫البنية الفوضوية للنظام الدولي‪ ،‬ويسمح لها بإمتالك القوة والنفوذ للتصدي ألي تهديد‬
‫واقع أو محتمل الوقوع ضد أمنها المائي‪ ،‬فبالنسبة إلثيوبيا وضع منظومة دفاعية على‬
‫سد النهضة هو بمثابة تصدي لتهديد محتمل الوقوع‪ ،‬وهذا من أجل حماية منشأتها‬
‫المائية‪ ،‬وقد ذهبت إلى أبعد من ذلك في إقامة تحالفات مع إسرائيل وحشد الرأي‬
‫العالمي لكسب قضية سد النهضة واعتباره مسألة تنموية وليست لها عالقة باألمن‬
‫الدولي‪.1‬‬

‫االنطولوجيا‪ :‬هي فرع من ا لفلسفة يهتم بدراسة الواقع كما هو‪ ،‬وهي في بحثنا تدرس الدولة كما هي موجدة فعال‬
‫في الواقع‪ ،‬فهي تحدد طبيعة العالقة بين الدولة والواقع‪.‬‬
‫‪ -1‬ناصف يوسف حتي‪ ،‬النظرية في العالقات الدولية ( بيروت‪ :‬دار الكتاب العربي‪.155 ،)1985 ،‬‬

‫‪47‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويرى الواقعيون أن ثمة مجموعة من العوامل الثابتة إلى حد بعيد تلعب ا‬


‫دور‬
‫أساسيا في تشكيل السلوك الدولي‪ ،‬فالموقع الجغرافي للدولة يؤثر على توجهاتها في‬
‫مجال السياسة الخارجية‪ ،‬كما يضعها في مواجهة تهديدات دولية‪ ،‬واحتاللها لموقع‬
‫إستراتيجي أو إمتالكها لعوامل القوة‪ ،‬يجعل منها دولة مؤثرة وفاعلة في العالقات‬
‫الدولية‪.1‬‬
‫واذ نظرنا إلى قضية المياه وباألخص إلى مسألة اإلنتفاع بمياه األنهار الدولية‬
‫بمنظار الواقعية‪ ،‬لوجدنا أن دول المنبع لمختلف األنهار الدولية تعطي لنفسها الحق في‬
‫إستغالل هذا المورد كما تشاء‪ ،‬وبدون قيود‪ ،‬ولها كامل الحرية إلقامة ما تشاء من‬
‫المنشآت المائية‪ ،‬كل بحسب ما تتوفر لديها من إمكانيات القوة التي تضمن لها مواجهة‬
‫ردود الفعل الدولية‪ ،‬وفي هذا الصدد ووفقا لهذا المنظار نجد أن الدول تسعى دائما إلى‬
‫تعظيم مكاسبها من األنهار لتعزيز قدراتها اإلقتصادية لكسب مكانة قوية داخل النظام‬
‫الدولي‪ ،‬وهذا ما يضعنا أمام حتمية تصادم المصالح ‪.2‬‬
‫فدولتا مصر والسودان اللتان تحاوالن الحفاظ على مكاسبها من نهر النيل‪ ،‬من‬
‫خالل التمسك بالحقوق المكتسبة تاريخيا لمياهه‪ ،‬وكذا لإلتفاقيات بشأن اإلستخدام‬
‫المنصف لمياه األنهار‪ ،‬وفي المقابل نجد أثيوبيا التي تعتبر أحد أهم منابع نهر النيل‬
‫تتمسك بمفهوم المصلحة الوطنية‪ ،‬وفكرة السيادة في مواجهة المعارضة الشديدة من‬
‫طرف مصر والسودان في تجسيد مشروع سد النهضة ‪ ،‬الذي يؤثر حتما على حصتي‬
‫هاتين الدولتين من مياه النيل‪ ،‬وهو ما من شأنه تقليل تدفق مياه النيل نحو دول‬
‫المصب‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد علي سالم‪" ،‬التعاون والصراع بين دول الحوض الشرقي لنهر النيل"‪ ،‬أواصر‪60 :)2017( 02‬‬
‫‪https://awaser.ws/research/‬‬
‫‪ -2‬جيمس دورتي‪ ،‬روبرت بالتسنقراف‪ ،‬النظريات المتضاربة في العالقات الدولية‪ ،‬ترجمة وليد عبد الحي (الكويت‪:‬‬
‫دار الكاظمية للنشر والترجمة والتوزيع‪.60 ،)1985 ،‬‬

‫‪48‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وعند تحليل موقف أثيوبيا إتجاه هذا المشروع نجدها أنها تمثل أداة ضغط لتنفيذ‬
‫أجندة أطراف خارجية وتحقيق أهداف ومصالح دول‪ ،‬تهدف إلى التأثير على مصر‬
‫والسودان مائيا واقتصاديا‪ .‬وهذا تجسيدا لفكرة المصلحة القومية التي قد تتعارض مع‬
‫األخالق وتتصادم اإلرادات‪ ،‬مما يستبعد إمكانية وجود تعاون دولي في مجال األمن‬
‫المائي إنطالقا من مفهوم مركزي في النظرية الواقعية وهو المصلحة الوطنية‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المنظور الليبرالي واألمن المائي‬


‫تؤكد الليبرالية على اإلنسجام الطبيعي للمصالح‪ ،‬ومن هذا المنطلق تضطر‬
‫الحكومات والشعوب للقيام بحسابات رشيدة في سبيل المحافظة على مصالحها‪ ،‬وفي‬
‫حال إستمرار حدوث الصراعات يجب تسويتها إعتبا ار إلجراءات قضائية وفق القانون‬
‫الدولي ‪.‬‬
‫ومن شأن نظام األمن الجماعي أن يحل محل المساعدة الذاتية‪ ،‬أي أن الحفاظ‬
‫على أمن الدولة ليس واجب الدولة لوحدها منفردة‪ ،‬بل هو مسؤولية جماعية‪ ،‬إذ يجب‬
‫إقامة مؤسسات دولية ترعى وتراقب السالم‪ ،‬كما أن لعالقات التعاون العابرة للحدود‬
‫الوطنية تأثير إيجابي لحل المشاكل المشتركة‪ ،‬وهذا ما جاء به "دافيد ميتراني ‪David‬‬

‫‪ "Mitrany‬بأنه كان البد من التعاون الذي يتخطى الحدود الوطنية عبر قطاعات‬
‫مختلفة‪ ،‬كما أصبحت الدول أكثر انخراطا في عملية التكامل كلما زادت تكلفة‬
‫اإلنسحاب من المشاريع التعاونية‪ .‬وفي هذا اإلطار يالحظ فقدان الدولة لطابعها‬
‫الوظيفي لصالح مؤسسات دولية تخلو من الطابع العسكري‪ ،‬تقوم على فكرة ما وراء‬
‫الوطنية‪ ،‬إن التركيز على وجود مؤسسات دولية تساعد على إدارة السياسة الدولية‬
‫سلميا في كافة المجاالت التي تتطلب التعاون‪ ،‬الذي من شأنه التغلب على النزعة‬
‫األنانية للدول عن طريق ترك المصالح اآلنية لصالح فوائد أكبر للتعاون الدائم‪ .‬هذا‬

‫‪ -1‬الوازنة سعيدي‪ ،‬األمن المائي‪" ،‬الحروب المفترضة في القرن‪( ،"21‬مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر دراسات‬
‫أمنية‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي قالمة ‪.13- 12 ،)2015 ،1945‬‬

‫‪49‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫من شأنه أن يخفف من المعضلة األمنية بين الدول وبصورة عامة يطغى على الليبرالية‬
‫النزعة التعاونية‪ ،1‬فهم يعرفون األمن من منطلقات أوسع من تعريف الواقعيين ويبتعدون‬
‫عن القراءة العسكرية للمصالح ويعتقدون أن قضايا الثروة والرفاه وقضايا البيئة واألمن‬
‫المائي لها إعتبارات ال تقل أهمية عن القضايا العسكرية‪.2‬‬
‫واذ نظرنا إلى األمن المائي بعدسة الليبرالية لوجدنا أنه من األفضل إقامة‬
‫مشاريع تعاون لتطوير موارد المياه المشتركة بين الدول واإلبتعاد عن اإلحتكار‪ ،‬كون‬
‫هذه الموارد هي موارد مشتركة ومن األجدر أن يستفيد منها الكل‪ ،‬وباإلضافة إلى ذلك‬
‫وجب حل النزاعات المتعلقة بقضية المياه بتحكيم القانون الدولي‪ ،‬والرجوع لإلتفاقيات‬
‫الدولية التي تنظم ذلك‪ ،‬واحترام ق اررات الهيئات األممية الدولية واإلقليمية‪ ،‬وفي قضية‬
‫حوض النيل وجب إيجاد أرضية مناسبة للتشاور والنقاش بين أثيوبيا ودول المصب‬
‫واإلبتعاد عن التمسك بالمطالب المتعارضة لكلى الطرفين‪.‬‬
‫وكذلك ترى الليبرالية أن الماء يربط الدول بطريقة فريدة من خالل التعاون يستفيد‬
‫الجميع‪ ،‬على العكس فإن عدم التعاون يجعل الدول في وضع أسوء‪ ،‬وفقا لهذا المنظور‬
‫فإن الماء مورد حيوي ال يمكن تعريضه لخطر الحرب‪ ،‬إذ تدفع ندرة المياه صانعي‬
‫القرار إلى اتخاذ ترتيبات منسقة وتعاونية من خالل التعاون المتبادل لتحقيق السالم‬
‫بشكل دائم‪.3‬‬

‫‪ -1‬طه عثمان تارى‪ ،‬النظرية الليبرالية والعالقات الدولية (العراق‪ :‬مركز كردستان للدراسات اإلستراتيجية‪،)1992 ،‬‬
‫‪.31‬‬
‫‪ -2‬تارى‪ ،‬النظرية الليبرالية‪.32 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Jean axelrad cohan, water security in the middle east, essays in scientific and social cooperation‬‬
‫‪(usa,2017), 24.‬‬

‫‪50‬‬
‫اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خَلصة الفصل‪:‬‬
‫كخالصة لهذا الفصل يمكن القول أن مفهوم األمن المائي تتشابك مع عدة مفاهيم‬
‫وتتداخل مع عدة مجاالت وال يمكن دراسته بمعزل عن األوضاع الدولية واإلقليمية وكذا‬
‫الداخلية‪ .‬تؤثر فيه العديد من المتغيرات‪.‬‬
‫وكذا نالحظ إرتباطه إرتباط وثيق بما لدى الدول من موارد مائية كافية لتحقيقه وانعدامه‬
‫تهديد لألمن القومي واألمن اإلنساني وسبيل تحقيقه ينحى منحى تعاوني أكثر منه‬
‫جنوح إلستعمال القوة وهذا عند محدودية الموارد المائية‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تقديم الفصل‪:‬‬
‫ككأم‪،‬ي يأاقككايي ككم ي‬ ‫ككةياله ك عي امشككميصو ك ياككمي ا‬ ‫تشك مياه ك ي ألنه ك مياككأمايي‬
‫إلن ك في ككةيتلككالياككةي ا ه ك يال ك أ يتمأهضككه يا ك ال ‪،‬ي فككةياككل ي ااظ ك ي هككم ي‬
‫ي ألا ككمياواككأ ماي اا ئه ك ي‬ ‫اانش ك ي اا ئه ك ي ا ككاأاياتكككأفيأ ككمو ياككفيأ ك ئمي إل ككتل‬
‫ي‬ ‫ك ك يأتشك ككلممي‬ ‫أي ك ككت ا ما ياف ئك ككاعي ا ك ك ي ألم يأتناه ك ك ي ا مص ك ك يأ نت ك ك لي ا‬
‫ا ن صه ‪.‬ي ي‬
‫ككةيا ككل ي اظك ك ايا ككفي اام ك ك ي ككأىينلك ك أ ي اتم مك ك يصوك ك يظلم هك ك ينه ككمي انم ككم‪،‬ي‬
‫أ اا ن ك ي ااأاه ك يأ إل وهاه ك ي اتككةيهلتوه ك ‪،‬يم إلض ك ي ا ك ياشككمألي ككاي انهض ك ي أل مككأ ةي‬
‫أ ألاأ مي اتككةيهش ك وه ي اا ك اامفيأ اا ككتفمامفي امظ ك ي م كمعياككفي نش ك ا ‪.‬ي ليه ت ككمياككل ي‬
‫ااشكمأليم ان كم يإل مأ هك ييلكايياك ي اينك ي اتلتهك ‪،‬ي اتكةي ت ك ا ي كةي لكا ميتناهك يصوك ي‬
‫ظاهةي اا تأه ‪،‬يأيك مياشمألييلامينألياكفي اتكأتمي كمفيي مأ هك يأاأ ي اا ك ‪.‬ياكل ي‬
‫ااشمأليهي ايافييك مي إل ت ا م ي ةياظ ي ااأ ماي اا ئهك ي ااظ كاعيصوك ينهكمي انمكم‪،‬ي‬
‫أ اتةي ه أفيما مك يا ك يإل مأ هك يأ كم ي ميصوك يل ك ي كمياكفيا كميأ ا كأا فياكفي‬
‫ااأ ماي اا ئه ي اتةيمأ ما ينهمي انمم‪.‬ييي ي‬
‫يي‬

‫‪53‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬دراسة جغرافية وسياسية لنهر النيل‬


‫ي ت لي اا مخي إلغميقةي"امكمأاأ "‬ ‫ي"يا ميام ي انمم"ي هل ي اكوا ي ا‬ ‫ي‬
‫(‪)Hérodote‬ي مي‪2500‬ي ن ييفيمواصي كميشكةايصكفينهكمي انمكم‪،‬ي اكلليي هاك يصوك ي‬
‫ضك كفته ييص ك ك يأي ككا يلضك ك معيصوك ك ي اكك كمعي ألمض ككه ‪،‬يأ اأنك ك يتمقك ك يا ككمييم ي لوك ك ي‬
‫اتماه ي أل مى‪ .1‬ي‬

‫يييالمطلب األول ‪ :‬التعريف بنهر النيل ي‬


‫ييييييي و ككلي اا ك كميأفي اق ككا ا يصوك ك ينه ككمي انم ككمي ككةيي ك ك ي" متمأصك ك "يما نك ك ي انه ككمي‬
‫ا ه ‪.‬يأتشكممي أل كأ ي اولأهك ياكواك ينهكمي انمكمي اك يينهك ياكفيي كميمأنك نةي"نموكأ "‪،‬ي‬
‫ييفيآا كميفيتلككا يأ يصككفيي ككأ ي منهقه ك ياوكوا ك ييش كتيقي ياككفي اكوا ك ي ا ك اه ي"ينهككم"‪،‬ي‬
‫‪Diodorus‬‬ ‫كأاأم ي ا ككقوةي‬
‫ما نك ك ياظ ككمهييأينه ككم‪،‬ي اك ك ييفي ااك كيمخي امأنك ك نةي"يام ك ي‬
‫‪"Siculus‬ي م كاييفي انمكمييي يوكليصوهك ياكل ي إل ك يتاومكا ياكل مهياوكديمكاص ي"ينموكأ ي‬
‫‪،"Nilus‬ي اللييصتو يصكم ي اكم ايألفكمي اتكمليأ اقنكأ ‪،‬ي كط ولي اا كميأفي كا يصوك ي‬
‫نهما ‪ .2‬ي‬
‫ه ايينهمي انممي الليميمي يطيي و ن يصو ي ام في اشكا اةياكفي اقك معي أل ميقهك ي ك نةي‬
‫ي أ يينه مي ا ا ‪،3‬ي ليه ت ميافي ألنهك مي ااأاهك يمك اا ن ي اقك نأنةيأ اظلم كةياوكواك ‪،4‬ي‬
‫ليم وككطي أاك يلككأ اةي‪6700‬ي وك يأتقككاميا ك ل يلأضك يملككأ اةي‪2.9‬ياومككأفي وك يام ككةي‬

‫‪-1‬يامأهيم ف‪،‬ي"نهمي انمميام يهللاي اتةيلأا ي ا لماي اا مي ي ا يلض معيصميق "‪،‬ي وةيصوه ي ت ميخي‪11‬ي‬
‫تا م‪،2020،‬ي‪WWW.EGYPTIANGEOGRAPHIC.COM‬‬
‫‪-2‬يظككأملي ككأ نميأياككمأف‪،‬يا ظ ك ي الض ك معي اا كمي ي اقاها ك ‪،‬يتككم‪.‬يياككمفي ك ا يص اق ك امعةي اهمئ ك ي اا كمي ي ا ا ك ي‬
‫اوكت ‪،‬ي‪،)1997‬ي‪.18‬ي ي‬
‫ييلاككاياض ككم‪،‬ي"ي ككمي ن ك اي ككاي انهض ك يصوك ك ي ا ه ك ك ي اا مظه ك يتظك ك يي مأ ه ك "‪،‬ي اام ك ك ي ا م ككةي‬ ‫‪-3‬ي ا ك مايصك ك‬
‫ا ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ككاهاقم ة‪38316‬ص‪)2016‬ةي‪،11‬ي وك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ككةيصوه ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ي ت ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ك ميخةي‬
‫‪https://democraticac.de/?p=38316 ،2020/09/10‬‬
‫ي اانفكلعيصكفي نشك اي كاي انهضك يص اقك امعةي‬ ‫‪-4‬يي ماه ي ا ماييلاايماض ف‪،‬يا ئأاه ي مأ ه يأ ااأ ي اااأا يأ اشم‬
‫ا مي انهض ي ا م ه ‪،‬ي‪،)2018‬ي‪ .12‬ي‬

‫‪54‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أاكأياك يهي ك ا يلكأ اةيصيشكمي اقك معي أل ميقهك ‪،‬يأتاكمياه اك ياككفيان م هك ي اك يا ك ه ي ككةي‬
‫وه ي لاهيصشمعياأا يأاةةيا كم‪،‬ي ا كأا ف‪،‬يظنكأ ي ا كأا ف‪،‬يي مأ هك ‪،‬ي ميتميك ‪،‬ي نهك ‪،‬ي‬
‫أمأنال‪،‬ي اكنلأي ااهاقم ه ‪،‬يمأ نا ‪،‬يتن نه يأيأغنا ‪،‬ي اا لظييفيغ ا ه ياأ ي اانمةي ي‬
‫ت نةيافي و ي ااه يأ ناك ياكفي اكأ معيي اك ي الكاي اكلليمظ كمينهكميأ لكاي كةياأاك يأ لكاعي‬
‫اككفياككل ي اككاأ يموقككةي ككةي االككهطي ككنأه يا ك يم يككايصككفيصش كميفيا ككميل ك ي ااه ك ي اتككةي‬
‫تل ميصومه يا ميافينهمي انممي نأه ‪.1‬‬
‫ينهملي ةي ا ا يافيلممي اا ل يم كاينهكمي‬ ‫ي انممياأي امييك ميلأ‬ ‫ييييييألأ‬
‫ئصيأ أامياتمأاأظه يت تاصةي إلنتم يأاةة ي‬ ‫ألا يأفييأنهمي اكأنلأ‪،‬يأا يا‬
‫‪ -‬نهكمي انمككميمنمككةياككفي اظنككأ ي اك ي اشككا يصوك ياك ىي ألنهك مي ألاككمهي ليمنمككةياككفي‬
‫ي ةي املمي ااتأ طيشا ‪.‬‬ ‫تأمي يظنأم يأه‬
‫ملممعي ي‬
‫‪ -‬فيماتككماي انمككمينلككأي‪35‬ي امظ ك ياككفيامظ ك ي ا ككم ي ليهقككةيظنككأ ياككطي إل ككتأ اي‬
‫‪.‬‬ ‫يتقميم يافيلممي اانمةيأاطيصم ي‪35‬يشا ي ةي اا‬ ‫ميامظ يأن‬
‫ي انمككميهشككاميصككاعيي ك اه يمتنككألي مه ك ي اان ك خياككفي‬ ‫أاككفيا ك تمفي انق تككمفينظككاييفيلككأ‬
‫ي ااتأ ككطيأتتنككألي ه ك ي اتض ك مي ياككفي‬ ‫إل ككتأ ئةي ا ك ياككا ملي ا ك يان ك خي املككمي أل ككه‬
‫ظم يأ هأ يأ ل ملي‪.2‬يييي ي‬
‫أمي اقاها يلت ي‬ ‫يما ميانلي ا‬ ‫أاه يافي المي ييفيه أفي انممييك مي متم‬
‫اونممياأميم مي ي ةيتش ممي ق يأاأه يأت ميخيا م‪،‬ي هأي‬
‫ي‬ ‫اأ ي ال ضم‪،‬يأن لظييفي‬
‫ي اا ككملي ليمككأ ميل ككأ اةي‪%96‬يا ككفي ااهك ك ي‬ ‫هش ك ميمل ككليآ ك ك اي اله ك عي ام يأاهك ك ياوشك ك‬

‫ي ا م ه ‪،‬ي‪،)1994‬يي‬ ‫ي اا ئه ي ةي اأ في ا م ةيص اق امعةيا هاي املأميأ اام‬ ‫يتلميمي ااش‬ ‫‪ -1‬يلاايمأ‬


‫‪.155-154‬ي ي‬
‫يأهشاميال ي ا و يظاهةي‬ ‫ياةيتلماين م ي اا ايصو يصاوه ي اقه‬ ‫ااتمأاأظه يةياأيصو ي ظمايصاوه ي اقه‬
‫يأاةي ا أ يأ اكتو يأ ا افيأها في شتق ايظاهةي اكاه ي اا ن ه ي ألامهيا مي‬ ‫انأ لةي ا اوه يأ ان مي ي ةي اقه‬
‫اا ل يأ الظ يأ ات مليأ اقامع‪.‬‬
‫يالاا‪،‬ينهمي انمميص اق امعةي اهمئ ي اا مي ي ا ا ياوكت ‪،‬يا تم ي أل مع‪،‬ي‪،)2001‬ي‪.60-52‬ي‬ ‫‪-2‬ي الاايصأ‬

‫‪55‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ :‫الفصل الثاني‬

‫يامكمياكفينهكمي‬12‫ياكفي ا ك فيه هشكأفيصوك ين ك اي‬%95‫يأا يهقك م ي‬،‫ا لم ي ااتظااع‬


‫ ي‬.‫يأ اامي ي ات اه يتا مي الاأاي اظلم ه يانهمي انمم‬،1‫انمم‬
‫ الحدود الجغرافية لنهر النيل‬:)01( ‫الشكل رقم‬

https://rewatersolutions.files.wordpress.com/2010/05/nilemap01.jpg ‫ي‬:‫المصدر‬

1
- Daniel-Abebe, Egypt, Ethiopia, And The Nile : The Economics Of International Water Law,
University Of Chicago Law School Chicago Unbound, Public Law And LEgal Theory Working
Paper,No : 484 Aug.2014,30.

56
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مصادر مياه نهر النيل‬


‫ييييه ت مينهمي انمكميصم كةي كةيا كم يأغمكميصم كةي كةيانم ك *‪،‬ي م إلضك ي اك ياأاتكةي‬
‫اا ك يا ككميأ ا ككأا فيان ك دي ا ك نةيايأ يا اه ك ي ككةي اقككمفي أل ميقككة‪،‬ي ا ك يه ت ككمي‬
‫أ لا يافييا يينه مي ا ا يافيلممياظم ي‪،‬يافيلمميص أم يإللاهيصشمعياأاك يمتمك مفي‬
‫مه ك ي اان ك خ‪،‬ياككفيلمككمي اه ك ي ألا ك مي اه و ك يصو ك يلأض ك يأ اتككةيت وككطي‪2000‬ياوه ك مي‬
‫اتكميا ك ي ككنأه يأاكفيلمككميصكااي ك فيلأضك ي امك اطي‪300‬ياوكأفين ككا ‪.‬ي اك يها ككفي‬
‫ي‬ ‫ي اهض ككم ي إل ككتأ ئه ‪،‬يل ككأ‬ ‫ك ك يي ك ك يمئه ككه يةيل ككأ‬ ‫ي انم ككمي اك ك ي‬ ‫تق ككه يل ككأ‬
‫يملمي ال ‪ .1‬ي‬ ‫اهضم ي أل مأ ه يألأ‬
‫الفرع األول‪ :‬حوض الهضبة اإلستوائية‬
‫يييييتا مياضم ي املمم ي إل تأ ئه ييك مي اان ليصاق ي كةيي ميقهك ‪،‬يتقكةيا اكميلكاأاي‬
‫منه ك ‪،‬ييأغنككا ‪،‬يتن نه ك ‪،‬ي اكأنلككأي ااهاقم ه ك ييأمأ نككا يأتتكككأفياككفياا ك يملمككم يتي ككمىي‬
‫م ك ك املمم ي ا ا ك ك ‪،‬يتق َّ ك كيي ا ك ك ياظاك ككأصتمف‪،‬ياظاأص ك ك ي ه تأمي ك ك ي اتك ككةيتض ك ك ي ه تأمي ك ك ي‬
‫‪،‬يأ ا نه يتض يملمم ييا م ‪،‬ي اأ ماييأظأمل‪ .2‬ي‬
‫يأ ظمم ي‬
‫ي امل ككمي‬ ‫ت ك كيمىيا تك ك يي اان قك ك يصوك ك يينهك ك يغ يك كمعيم ألا ك ك م‪،‬يأتمتف ككةيصوك ك ي ك ك‬
‫مل ككأ اةي‪1135‬ي ي ألا ككمي ا ككلليه ك ك صاي ككةيت ككا لي ااهك ك ي اك ك ي امل ككميم ككأ يم ي ككايصوك ك ي‬
‫‪6700‬ي و ك ‪،‬ي ا ك يتي تي ككميملم كمعي ه تأمي ك ياككفييك ككميملمككم ي ا ك ا يلمككميت وككطيا ك لته ي‬
‫‪69000‬ي و يام ةيأ مه يلكأ اةي‪3000‬يظ يكمعيأيصاكلينق ك ي مهك ي‪80‬ياتيكميأتشكتمدياكةي‬
‫ك ك مياأ ياك ككةي منه ك ك ‪،‬ييأغنك ككا يأتن نه ك ك ‪،‬يم و ككطيا ك كا ي ألا ك ك مي اه و ك ك يصو ك ك ي املم ك كمعي‬

‫*يأهق اي لادي ااأ يغممي ا م ه يأاةي ات اةيةيي مأ ه ‪،‬يمأ نا ‪،‬ي أمأنال‪،‬ي اكأنلأي ااهاقم ه ‪،‬ي‬
‫تن نه ‪،‬يأغنا ‪ ،‬نه ‪،‬ي ميتمي ‪ .‬ي‬
‫‪-1‬يان أمي ا ااة‪،‬ياأ ماي ااه ي ةي اشماي ألأ طي مليي يت أفيص اق امعةيا مي انهض ي ا م ه ‪،‬ي‪،)1996‬ي‬
‫‪ .287‬ي‬
‫يص ه ي يألنأفي ا مال‪،‬ي" اظلأمي ات مياه ياأل ا ياه ينهمي انمميلت ي اام امعي اا مي يا ي‪،"1999‬ي‬ ‫‪-2‬يا‬
‫اظو ي يمدياوفو ف يأ او نه يأ ا وأ ي ظتا صه ‪،30‬ي اظ ا‪3‬يص‪)2018‬ةي‪ .118‬ي‬

‫‪57‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ي ةي ا ك ‪،‬ي‬ ‫‪1500‬ا ي نأه يأت وطي اه ي ااه ي اا او ي ا ي املممعي‪118‬اوه مياتميا‬


‫يأيا ي ألنه مي اتةيتللمه يملممعي ه تأمي ياةينهمي ظمميم أ يي‪670‬ي ك يأملمكمعي مأظك ي‬
‫ا ك لته ي‪7500‬ي ك يام ككة‪،‬يأياككملياككفي املمكمعينمككمي ه تأميك ي اككلليمتظك يشككا يانلككامي‬
‫يأظ ك ميا ك ميأاتلككله ياككفيملمككم يصامككاعي ككةي ميق ك يأاككةيملم كمعييا ككم ي‬ ‫ص ككميش ك‬
‫ا ك لته ي‪5700‬ي ك ‪،‬يملمكمعيظكأملي اأ ماي اتكةيت وكطيا ك لته ي‪1200‬ي ك يام كةي ك يمم ككاي‬
‫ينهميملمي الك ي اكلليم وكطي كم ي ا كنألي‪11.8‬ياوهك مي‬ ‫نممي ه تأمي ييلي انممي أل ه‬
‫اتككميا ك ‪،‬يأت ك ي ككةيلأضك ي ككت يينهككمياككةينهككمي ا ككم ‪،‬ينهككميياوككأ ‪،‬ينهككميمنظككأ‪،‬ي‬
‫نهمي اظأم‪،‬ينهمي اتأنج‪،‬ينهمييأم ليأيم ا ييهض يملمي اظ مي اكلليم وكطي كم ي ا كنألي‬
‫ي نهمي ا كأم ي ال يكمي اقك ا ي‬ ‫ي نأه ‪،‬يأيوتقةينهمي انممي أل ه‬ ‫‪32.2‬ياوه مياتميا‬
‫ي اهضككم ي إل ككتأ ئه ييك ككمي اا ك امي نت ا ك ي ككةي اككا اي انمككمي‬ ‫اككفيي مأ ه ك ‪.1‬أها ككميلككأ‬
‫ككمي اظف ك ى‪،‬ي ليم وككطي ااتأ ككطي ا ككنألياواه ك ي‬ ‫ك ي ككةي‬ ‫م ااه ك يصو ك ياككا مي ا ك يأا‬
‫ي نأه ‪.2‬يي ي‬ ‫اأ مايان يصناي ايي أ فينلأي‪13‬ياوه ياتميا‬
‫ت يأتشك مي‬ ‫ياك كمعيشك‬ ‫ي انمكمي أل كه‬ ‫أيي ويليصو ي انممي ااينيليايميافيملممعي ه تأمي ي‬
‫يصو ياظم يا شم ي اكموأاتم ‪.‬‬ ‫ا اي أل ه‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حوض الهضبة اإلثيوبية‬
‫ك يمأ كايمئه كه ‪،‬ييأاهك ينهكمي ا كأم ييأي وكطي‬ ‫ييييييتي ي يأاي اهضم ي إل م يأ ه ينهكمي انمكمي‬
‫أاك يلككأ اةي‪1287‬ي وك ‪،‬يأيتكككأفياككفي ككمصممفيمئه ككمفيااك ةينهككمي ا مككمأي يأنهككمي ام ك مأ‪،‬ي‬
‫يمك اام أ ‪،‬يأه ت ككمي‬ ‫ياك ي انهكمي ا ك نةي هككأي انمكمي أل ماي اكلليموتقكةي نهككمي انمكمي أل كه‬
‫نهمي انممي أل ماييك ميينهك ميي مأ هك يأيااهك يأيك كميمأ كاي انمكميصوك ي إل ك ا‪،‬ي ليمك أاي‬
‫ااظككمهي امئه ككةيملككأ اةي‪54‬ياوه ك مياتككميا ك ي ككنأه ييليا ك ين ك ت ي‪%65‬ياككفي اه ك ي‬

‫‪-1‬ينهمي انممي ا ه ييا ي أل ا ي اك مه‪،‬يتقميمي تمتمظة‪،‬ي ا ااي‪،180‬ي ن ياه ا مي‪،2019‬ي‪ .06‬ي‬


‫ي ا مليأ ات أه يصي إل نامي ةيانشطعي اا مى‪،‬ي‬ ‫ا ‪،‬ياش و ياه ي انممي ةي اأ في ا م ةي–ي لتا‬ ‫‪-2‬يما لي‬
‫‪،)2001‬ي‪ .37‬ي‬

‫‪58‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اه ك ي انمككم‪،‬يأينمككةياككفيملم كمعيت ن ك ي اتككةيت وككطيا ك لته يلككأ اةي‪3960‬ي و ك يام ككة‪،‬يأت وككأي‬
‫ي‬ ‫ي املككميملككأ اةي‪1840‬ياتككم‪.‬يأها ككفي اقككأ ييفيا ك ياه ك ي انمككمي أل ككه‬ ‫صو ك ي ك‬
‫أ أل مايم ايااأاها ي ا ي ألمضةي ا أا نه يتطتةيافي المش ‪ .1‬ي‬
‫يييييأ اظ ككامميم ا ككل مييفيا ككل ي اهض ككم يمينيمك كةيانهك ك ي نك ك يصش ككمينه ككميتتظك ك ينل ككأي ا ككاأ ي‬
‫ااظ أمعي ا أا ‪،‬ي ا أا ف‪،‬ي منهك ييأييميتميك ‪،‬ي هكةيملكليياك يانك مةي انمكميأينهك ميياكمهي‬
‫ت ك ياه اه ك يغ ام ك ي ككةييمضككةي اككاأ ي ااظ ك أمعيأيله نن ك يتككلا ي ا ك ي االككهطي اهنككالي‬
‫م اهك ك يت ككمي اك ك ياوهك ك م ي ألاتك ك مي اا مك ك ‪،‬ياه ككل ينظ ككاييفيي مأ هك ك يت ككه ي ف هك ك ي ككةي‬
‫‪ .2‬ي‬ ‫ااأ ماي اا ئه يأ يت تفمايافياه ينهمي انممي يا ي امت ي‪11.5‬ياوه مياتميا‬
‫الفرع الثالث‪ :‬حوض بحر الغزال‬
‫ي مكمي‬ ‫ي ةي اظ اي الم ةيافي ا أا ف‪،‬يأاةيصم معيصكفياكناف‬ ‫هقةيال ي الأ‬
‫يضاا ي يأتض ياظاأص يملمم ي لممعيأاةي"يملممعي ا مى‪،‬يملمكمعي‬ ‫أان ق يا تنق‬
‫يأ اايق كَّيامي‬ ‫ا ككم ‪،‬يملمكمعي ككأيا‪،‬يملمكمعيتككأنجيي يأملمكمعي أنظككأ"يغمككمييفي مككماياككل ي الككأ‬
‫يانك ي كةي انهكمي كأهي‪0.5‬ياوهك مياتكميا ك ي ليتفقكاي‬ ‫ي يه‬ ‫‪15‬ياوه مياتميا‬
‫‪،‬يأ اتككةيت وككطيا ك لته يلككأ اةي‪40‬ييا ك ي و ك يام ككة‪،‬ياكككفياككل ي‬ ‫اي ي يايه ك ي ككةي اا ككتنق‬
‫إلمككماي اا ك ئةيهيفيق كاييغ ا مت ك ي ككةي ات اككمييهض ك ‪3،‬يأاهككل ين لككظييفيا ككميأ ا ككأا في ي‬
‫مم كا في انمككميمكطليم ككاي ككأهي ألا ك مي ااأ ككاه ي اتكةيتك ككمي ككةي ا كأا فيأتتضك ا ي ككةي‬
‫ينهمي انممييااه يا يم كاأيينك ي كأ امي‬ ‫ا م‪،4‬يأم ان مي ا ي ا ه ي اظمأ أاته ه يالأ‬

‫‪ -1‬ا مال‪،‬ي اظلأمي ات مياه ‪،‬ي‪ .119‬ي‬


‫‪-2‬ينهمي انممي ا ه ييا يي ا ت ي اك مه‪،‬ي‪ .07‬ي‬
‫ي انممةي مضه يغ ئم يص اق امعةيأ ا يص امياونشم‪،‬ي‪،)2012‬ي‪ .50‬ي‬ ‫‪-3‬يص اي الامايص ام‪،‬يلأ‬
‫‪-4‬ي ا مال‪،‬ي اظلأمي ات مياه ‪،‬ي‪ .120‬ي‬

‫‪59‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ي اك يلككأ ياه ك ي انمككميأاهككل ينظككايت ككم يا ككميأ ا ككأا فياوضككلأيي اا ئه ك ياككفي ككمىي‬
‫اأ ي اانمةيأا يا ا ي ةي ا ملي اا ئ يلأ ياه ينهمي انمم‪.1‬يييييي ي‬
‫مأض ي اشي ومفي ات اممف ا ك اا ي ألنهك مي امئه كه ي كةيتأميكاياظكمهينهكمي انمكميأامي ك ي‬
‫ام ة ي‬ ‫اا‬
‫الجدول رقم (‪ :)05‬مساهمة األنهار الرئيسية في مجرى نهر النيل‬
‫ن م يا اا ي مينهم ي‬ ‫اه ي ااه يماوه م ي ألات مي اا م ي‬ ‫ان ق ي اا ام ي انهم ي‬
‫‪ %57.7‬ي‬ ‫‪ 49.5‬ي‬ ‫انممي أل ماي ي‬ ‫مأ ه ي‬
‫‪ %10.5‬ي‬ ‫‪ 13‬ي‬ ‫ملمي اظ م ي‬ ‫شمايي ميقه ي‬
‫‪ %13.7‬ي‬ ‫‪ 11.5‬ي‬ ‫ص مع ي‬ ‫مأ ه ي‬
‫‪ %13.1‬ي‬ ‫‪ 11‬ي‬ ‫ا أم ي ي‬ ‫مأ ه ي‬
‫‪%100‬‬ ‫‪ 84‬ي‬ ‫إلظا اة ي‬

‫ي ا مليأ ات أه يص إل نامي ةيانشطعي اا مى‪،‬ي‬ ‫ا ‪،‬ياش و ي ااه ي ةي اأ في ا م ةي لتا‬ ‫المصدر‪:‬يما لي‬

‫‪،)2001‬ي‪ .38‬ي‬
‫ي‬

‫يال ي اظاأ ييفي انممي أل مايها مييلاييا ي امأ اي اتةيمم اي‬ ‫ييييييأ اا لظيافيا‬
‫انه ك ينهككمي انمككمي ن ككم ي‪%57.7‬يأاككل ي ان ككم يظككاياها ك يم ان ككم ي أل مأ ه ك ي ككأفي انهككمي‬
‫ي ةيلاأايال ي ألاممعيأال ياك يظ كميي مأ هك يتتظك ي اك ي‬ ‫أل مايمنمةيافيملمعيت ن ي اأ‬
‫تم لي تمتمظه يت تفمايافيا اه يافيال ي ااأما‪ .‬ي‬
‫يي مي ةياه ي انمميلمميتتمأحيافي‪%13‬ي‬ ‫يييييي يتطتةي امأمطي ألامعيما اا ي ن‬
‫ا ي‪%10‬ي اكميافيملمي اظ م‪،‬يص معيأنهمي ا كأم يي ليت كمي اهك ياهك ياكل ي امأ كاي‬
‫ييافيظاوك ياهك ي انمكمي اتكةيت كمي اك ياأ ي اا ك ‪،‬يأتتكط مي‬ ‫ا ي‪84‬ياوه مياتميا‬

‫‪-1‬يالاايص اي ال نةي أال‪،‬يي ميقه ةيشا ه ي اق معي ةيشا ه ي أل اه يص اق امعةيا تم ي ألنظوأيا مي ‪،‬ي‬
‫‪،)2004‬ي‪.66‬‬

‫‪60‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يم ان م ياا كميأ ا كأا فيلمكمي‬ ‫اه ي ااه ي اظ مي ي ةينهمي انمميم أ امي اان خيا‬
‫ي ااه ي اظأ ه ‪.‬ييييي ي‬ ‫تفقاي اه ي ممعينتمظ ي ات اميأيامهيتت م ي ةي اا تنق‬
‫الشكل رقم (‪ )02‬خريطة مصادر مياه نهر النيل‬
‫ي‬
‫ي‬

‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬

‫ي ا مليأ ات أه يص إل نامي ‪،‬يانشطعي اا مى‪،‬ي‬ ‫ا ‪،‬ياش و ي ااه ي ةي اأ في ا م ةي لتا‬ ‫المصدرةيما لي‬


‫‪،)2001‬ي‪ .49‬ي‬

‫‪61‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬نهر النيل بين مكاسب مصر وطموحات إثيوبيا‬


‫يييي في ا ككمص يلككأ ي ااه ك ي ككةيان ق ك يشككماي ميقه ك يا ئا ك يأا ككتامع‪،‬ينتمظ ك يأظككأاي‬
‫ياكل ي ألنهك ميأي كوه ‪،‬ياكلادي‬ ‫ه ياو امايافي ألنه م‪،‬يأه اينهمي انمميي‬ ‫اان مةي أل‬
‫يان ‪ .‬ي‬ ‫ي مي ااأ ي ا ي ال أ يصو ييك مي اميافي اا‬ ‫ت‬
‫الفرع األول‪ :‬مكانة نهر النيل بالنسبة لمصر والسودانيييي ي‬
‫ييييييييظك اي كةيامم ظك ي اا كتأمي اا ككمليةي"يمصررر هبرة النيررل للمصرريين وهبررة المصررريين‬

‫لإلنسانية"‪،‬يأ ةي اا اعي‪44‬يافيل ي اا تأمي إنه ييتنصيصو يا موةةي ي‬


‫"يتوت ك ك ي ااأا ك ك يملا ه ك ك ينهك ككمي انمك ككميأ الف ك ك يصو ك ك يلقك ككأايا ك ككمي‬
‫ات مياه ي اات وق يم ‪،‬يأتمشماي إل تف اعيانك يأت هاهك يأصكا ي اكا مي‬
‫اه ا ييأيتوأي هك ‪،‬ي اك يتوتك ي ااأاك يملا هك ياه اهك ي اظأ هك ‪،‬يأيتاك لي‬
‫اأ ئمي اكفمو ياتلقملي ألافي اا ئةيأاص ي املكمي ا واكةي كةياكل ي‬
‫ااظ ك يألككلي ككمياككأ في ككةي اتاتككةي نهككمي انمككميا فككأ يأهل ككمي‬
‫ت اليصو يلما ييأي إلضمميم ا مئ ي انهمي يأتيكيفكميي ااأاك ي اك ياك ي‬
‫هقةيصوه يافيت اه يأل اديصو ي انلأي الليمن يا ي اق نأفي"‪ .1‬ي‬
‫ككةيل ي ا ككه ا‪،‬يأل ك ي اتيق ك ميمي إلص اهك ي ااأاه ك يأ اام ك ي ااهتا ك ي نهككمي‬
‫انمميأ ألافي اا ئةي اا ملي‪،‬ي إفي إل ته دي ا نألياواه ي ةيا كميم وكطيلكأ اةي‪80‬ي‬
‫اوه ك مياتككميا ك ‪،‬ياككل ي اكاه ك يتككطتةيا اه ك ياككفياه ك ينهككمي انمككميملظ ك ي ككام ي‪55.5‬ي‬
‫اوهك مياتككميا ك ‪،‬ياككةي ا وك ييفي إلمككماي ا ككنأليانهككمي انمككمييهقك َّكاميي ظاك ييملككأ اةي‪84‬ي‬
‫اوهك ك ميات ككميا ك ك ‪،‬ييتفق ككاييانهك ك ي‪10‬ياوهك ك ميات ككميا ك ك ينتمظك ك يياوتي ا ككم‪،‬ي اك ك يتل ككمي‬
‫ي إمماي نأليافينهمي انمم‪ .2‬ي‬ ‫ا أا فيصو ي‪18.5‬ياوه مياتميا‬

‫‪ -‬ا كتأميظاهأميك يا كمي ا م هك ي‪،2014‬ي اظميككاعي ام كاه ‪،‬ي ااك اعي‪،44‬ي وكةيصوهك ي تك ميخي‪،2020/10/15‬يصوك ي‬ ‫‪1‬‬

‫اممطيةي ‪https://www.constituteproject.org/constitution/Egypt_2014.pdf?lang=ar‬‬
‫ي انم ك ككميا ك ككفي ااهك ك ك ‪،‬ي و ك ككةيصوهك ك ك ي‪2020/09/01‬ي‬ ‫‪-2‬ي تقمي ك ككمي اظ يك ك كمعينك ك ك ‪،‬يت ك ككمىيصوك ك ك يل ك ككصياأ يل ك ككأ‬
‫‪ https://www.youtube.com/watch?v=qV-8wC6xOvU‬ي‬
‫‪62‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يأ ق ياه ت ي اتق ميمي إفيا ميتلتمي ا ا معي ةييصتا اا يصو ياه ينهمي انممي‬
‫اق من ي اأاتةي مأ ه يأ ا أا ف‪ .‬ي‬
‫ا ت ي ا ا معيظ ا ي نتمظ ياش ي ااأ ماي اا ئه ي اا مي ‪،‬ي ليت تاايصوك ياهك ي‬
‫نهكمي انمككمي ن كم ي‪%93‬ياتل هك ي لته ظ تهك ي اا ئهك ‪،‬ياككل ي ان ككم يت ك ي إلصتاك اي اكوككةي‬
‫ي ةي خي اتم ه يااأ ي اانمةي ها ي‬ ‫اا ميصو ياه ينهمي انمم‪،‬يأ اا لظييفيا ميأ‬
‫ماككصي ااككأ ماي اا ئه ك ي لي ك فياككفي ألا ك في املككمي ككةياككأ ماي اموك يتظ وه ك يتتلككممياككفي‬
‫يتلوه ي ااهك يأ كل ي املكميصكفي ااهك ي اظأ هك ييأي‬ ‫نهمي انممي اتأظ ينلأي نش ايال‬
‫تكاأيمياهك ي ا كمىي ا ككلة‪.‬يأ كةيغهك ياكل ي ااشك ميةييمظ وهك يصمضك ياتهامكاييانهك ي‬
‫اا ئةي ل يا يت يتظ ماي اي انهضك ي إل مكأ ةيم كأمعي اوك ‪،‬ييلي اأ كأ ي اك ي ااملكمي‬
‫ألامكمع‪،‬يأ اككلليتقككامي ك ي ككته م يملككأ اةي‪100‬ياوه ك مياتككميا ك ي ككةي ظ ك ي اتككةي‬
‫ي إل مأ ه ‪.‬يأاةي ا ي اعي اه ئو يا ااي ك فيا كمياكفي‪22‬ياومكأفين كا ي‬ ‫لااته ي ا و‬
‫ن يي‪ 1950‬ي ا ي‪100‬ياومأفين ا ي ن ي‪ 2020‬يتمظةين م ي افمايافي ااهك ي اك‬
‫ي ةي ا ن ‪،‬يلمميت تهوديا ميا ي هات ي‪10.8‬ياوه مياتكميا ك ي كةي‬ ‫‪589‬اتميا‬
‫إل ت ا ي اان اة‪ .‬ي‬
‫تظككامي إلش ك معي اك ييفي ك ليي ا مصك ي ككةيا ككمييه ككايي ألك ككمي ككته ك ياواه ك ي‬
‫ملظ ك ي‪50‬ياوه ك مياتككميا م ك ي منا ك يه ككتهودي ك لي ا ككن ص يا ك ي ككام ي‪5.5‬ياوه ك مياتككمي‬
‫ي ميمتلممياكفي كن ي‬ ‫‪.‬يأافي اا وأ ييفيام في إلمما ي اا ئه ي اا مي يغممي‬ ‫ا‬
‫ألاككمهيم ك امغ ياككفييفيل ككته ي اا اه ك يالككااعي نلككأي‪55.50‬ياوه ك مياتككميا ك يأ ككلي‬
‫تف ه ك يتق ك ياه ك ي انمككمي اان قككاعي ككمفيا ككميأ ا ككأا في ككن ي‪.1 1959‬أ اظككاأ ي ات ك اةي‬
‫ي ا نأ يةي ي‬ ‫مأض ي إلمما ي اا ئه ي اا مي يام‬
‫ي‬

‫ي انم ك ككميا ك ككفي ااهك ك ك ‪،‬ي و ك ككةيصوهك ك ك ي‪2020/09/01‬ي‬ ‫‪-1‬يي تقمي ك ككمي اظ يك ك كمعينك ك ك ‪،‬يت ك ككمىيصوك ك ك يل ك ككصياأ يل ك ككأ‬
‫‪ https://www.youtube.com/watch?v=qV-8wC6xOvU‬ي‬
‫‪63‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)06‬يبين اإليرادات المائية المصرية‬


‫‪ 1992-1991‬ي‬ ‫‪ 1988-1987‬ي‬ ‫‪ 1981-1980‬ي‬
‫ن ك ك ك ك ك ك ك ككم ي‬ ‫ن ك ك ك ك ك ك ك ك ك ككم ي‬ ‫ن ك ك ك ك ك ك ك ك ك ككم ي‬ ‫ااأماي اا ئة ي‬
‫‪3‬ي‬
‫اوه مي‬ ‫‪3‬ي‬
‫اوه مي‬ ‫‪3‬ي‬
‫اوه مي‬
‫ائأه ي‬ ‫ائأه ي‬ ‫ائأه ي‬
‫‪ 84.87‬ي‬ ‫‪ 55‬ي‬ ‫‪ 88‬ي‬ ‫‪ 93.09‬ي ‪ 52.8‬ي‬ ‫إلمما ي اان كم ياوك ي ‪ 56.6‬ي‬
‫ا اي ا اة ي‬
‫‪10.03‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪7.66‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫اه ي ا مىي ا مصة ي‬
‫‪ 5.10‬ي‬ ‫‪ 3.3‬ي‬ ‫‪ 4.34‬ي‬ ‫‪ 2.6‬ي‬ ‫‪ 2.8‬ي‬ ‫‪ 1.7‬ي‬ ‫ااه ي اظأ ه ي‬
‫‪ 100‬ي‬ ‫‪ 64.7‬ي‬ ‫‪ 100‬ي‬ ‫‪ 60‬ي‬ ‫‪ 100‬ي‬ ‫‪ 60.7‬ي‬ ‫ااظاأل ي‬

‫ي األاعي ا م ه ‪.63،)2003،‬ي ي‬ ‫المصدريةي انلمياا ي ألاف‪ ،‬ألافي ا م ةي اأ ةيأ اتلاه يص ممأ ةيام يام‬

‫افي ااه ل مييفي اظاأ ي يه تايم ألا مي اأمايا ئة‪،‬ييأ اكلليتقكام يا ك امي‬
‫أ معي ألشككل ي نلككأي‪1.2‬ياوه ك مياتككميا ك ‪،‬ي ا ك يهلم ك يصن ك ‪-‬ي اظككاأ ‪-‬ييهض ك ي مكيكماي‬
‫‪،‬يم إلضك ي‬ ‫ا مىي ا لةي الليها فييفيم افيا ي يهقميصفي‪8‬ياوه م ياتميا‬
‫اك ي إلا نهك ي اك مكمعياتناه ك ياشك ميةييصك اةي انمككم‪.‬يايظياكمي اقككأ ييفيا ك ياككأياتك حياككفي‬
‫ي نأه ‪،‬يأها كفي ي اتك ي اك ي‪84‬ي‬ ‫اأ ماي ااه ي ةيا مي يهقميصفي‪65‬ياوه مياتميا‬
‫اوه مياتكميا ك ي كةي ا ك ‪ 2000‬يصنكاي كتكا ياشك ميةي ا كمىي ا كلةيأ ا مصكةي‬
‫ااقتمل ‪.1‬ي ي‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أثيوبيا ومنبع نهر النيل‬
‫تتامك يي مأ هك ي كأ معي ااهك ياامظك يينهك يت كا ي ككي"ينك أمعي ااهك "ياك كمعي ااهك ي مهك ‪،‬ي‬
‫ا ك ييفيلظ ك ي ات ك طي ه ك يامتف ك يلمككميهقككامي ككنأه ي نلككأي‪935‬ياوه ك مياتككميا ك ‪،‬ي‬
‫م إلض ي ا ينهكمي انمكمي إنك يمظكملي كةيي مأ هك يصكاا ياكفي ألنهك مي اا اوهك يأت ك ي كةي‬
‫املمككم ي اتككةيتقككةيصومه ك يا ككمينهككم"ييأاككأ"ي اككلليه ك ي ككةيملمكمعيتأ ن ك ييأي"ييأاا ك "ي‬

‫‪-1‬يياا ي ألاف‪،‬ي ألافي ا م ة‪،‬ي‪ .63‬ي‬

‫‪64‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أ ككلاديتنمككةياككفييمضككمه ي ا شككم ياككفي ألنهك ميأ اتككةيتوقككةيماه اه ك ي ككةي املككمي أللاككمي‬


‫أ االهطي اهنال‪.1‬ي‬
‫ان ك ي‪120‬ي‬ ‫أي وككطيلظ ك ي ااه ك ي اات لك ي ه ك ي ككنأه ينلككأي‪140‬ياوه ك مياتككميا ك‬
‫له ‪،‬يأنلأي‪20‬ياوهك مياتكميا مك ياكفي ااهك ي اظأ هك ‪،‬ي‬ ‫يافي ااه ي ا‬ ‫اوه مياتميا‬
‫أاتأ طين م ي افماي ه يافي ااه يهفأاي ااتأ طي ا ااةياواه يلمميه مي ا ينلكأي‬
‫‪1140‬ياتميا م ي نأه ‪،‬يأال ي اكاه ي اك مكمعياكفي ااهك يتظ كمياكفيي مأ هك ياأاك يأ مكمعي‬
‫ا ئهك ك يلمك ككميتك ككطتةي ك ككةي اامتمك ك ي ا نه ك ك ي ك ككطغن ياأا ك ك يي ميقهك ك ي ك ككةي ااه ك ك يم ك ككاي اكأنلك ككأي‬
‫ااهاقم ه ك ‪،‬يأهككطتةي ك لي ا مص ك ي ككةي اامتم ك ي ألأا ك ياككفيلمككمي ككته دي ااه ك ي ككةي‬
‫ي مأ هك ك ‪،‬يا ك ك ل ي ألمض ككةي اامأهك ك ي هك ك ينل ككأي‪2.7‬ياوم ككأفيا تك ك م‪،‬يمغك ك ييفي إلتف هك ك ي‬
‫ي انمميأ اتةيتوتك يماأظ هك يصكا ي اك ييليانشك يصوك ي‬ ‫ااأاه ي اا ما ي مفياأ يلأ‬
‫ي ككةيتناهك ك ي‬ ‫نهككميص كم‪،‬ي انم ككمي أل ماييأيملم كمعيت ن ك يأاصك ك ي ات ك أفي ككمفياأ ي ال ككأ‬
‫يأم ك ي‬
‫ااككأ ماي اا ئه ك ياا ككول ي اظاهككة‪،‬ي ييفي ككتاا ي ااه ك ي ك ل ي ه ككه ‪،‬يي ككم ي‬
‫ضلطيم ايااأ يي مىيا مظه يصو يا أيي ان ليلكأ ي ااهك ‪،‬يأاكل ياك يهلكامي في‬
‫م ان كم يأل مأ هك ‪،‬يا ككميأ ا كأا في ككةياك يماكصيتظ ككماياشكمألي ككاي انهضك ي إل مككأ ة‪،‬ي‬
‫أ اككلليتا ككمي ك يا ك في ا ككاييك ككمياككفي‪74‬ياوهك مياتككميا ك ‪،‬يأ ككايت ككميلت ك ي‪100‬ي‬
‫يصناي كتا ي ا ايأتظامي ألشك معي اك يينك يانك دينكألياكفي ات تكه يلكأ ي‬ ‫اوه مياتميا‬
‫اي انهض يأ أصاياوئ ‪.2‬ي ي‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬

‫‪،‬ي‪،)1993‬ي‪ .301‬ي‬ ‫‪ -1‬مايمشال‪،‬ينهمي انممينشطت يأ تاا ياه ي ةي اا ضةيأ اا تق ميص اق امعةيا مي اه‬
‫ي انمميت أفيي ي مليص اق امعةيامئ ي اا مي ي ا ا ياوكت ‪،‬ي‪،)2019‬ي‪ .129- 128‬ي‬ ‫‪-2‬يأ اي اشمخ‪،‬ياأ يلأ‬

‫‪65‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تجسيد مشروع سد النهضة‬


‫يصون ك يي مأ هك ك ي ككةي هف ككملي‪2011‬ي يص ككفيص اهك ك ي نشك ك اي ككايصوك ك ي انم ككمي أل ماي‬
‫أ اككلليه ككمىيم ككاي"اما ككة"ييأ"ي ككاي ألافه ك ي"أ ككلاديصككمى"يم ككاي الككاأا"‪،‬يأم ككايأضككةي‬
‫ياك ي ككةيي ميكمياكفينفك ي ا كن ي كتقمي كا يصوك "ي كاي انهضك ي إل مككأ ة"ي‬ ‫لظكمي أل ك‬
‫ك ي اكهم ئهك يصوك ي انمكمي أل ماي‬ ‫اك مميأي وليصوه ياشمألي"‪"X‬يألادي هاىيتأامكاي ا‬
‫أ ه يظأم ‪.1‬يييي ي‬
‫الشكل رقم (‪ :)03‬جانب من أشغال بناء سد النهضة‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬

‫اا اميةيأ ا ي ألنم اي ااأاه ‪،‬ي وةيصوه ي‪ 2020/09/04‬ي‬


‫‪http://internationalnewsagency.net/details‬‬

‫يالاككايشككم ة‪،‬ي" ككاي انهضك ي افهك ي مككأ ةي اك مككميأتككط مم يصوك يا ككم"صأم ياقااك يااك تامي ككأمعي‪25‬ي‬ ‫‪-1‬يصمك‬
‫ي أل ميقه يظ ا ي اق امع‪،‬ي‪ 31-30‬يا ل‪،‬ي‪،)2011‬ي‪ .1‬ي‬ ‫ظ نفةي‪،2011‬يا هاي املأميأ اام‬

‫‪66‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬بطاقة فنية عن المشروع ي‬


‫ييييي اه ك يان ك ديام ك يانشككأمعيلككأ ي ككاي انهض ك يأان ك ديت كميل يي مأ ه ك يم ككا ي‬
‫ئصي افنهك ياواشكمألي اك يم كايتأ هكةيا كميصوك ي إلتف هك ي إل ميك ي‬ ‫ألص فيصفي اا‬
‫ي انمككم‪.‬يأا ك يمتككأ مياككفيا وأا ك يا ككام ي اام ك ي ألامي ه ك يا ك ي‪ 1964‬يي‬ ‫اككاأ يلككأ‬
‫أ اتةيافيا اه يأ ق ي ال أا ي ألامي ه يصوك ي ا وك ي أل مكأ ةيم ات ك أفيا هك يأ اقهك ي‬
‫ام يش او يلأ ينهكمي انمكمي أل ماي كةي تفك ايأ كةي كمفي ا كم مفي كةييأ ي‪،1 1957‬ي‬
‫ي انممي أل ما"‪.‬يي‬ ‫تل يصنأ في" ا من اجي ات أنةياأ ه ي ااتلاعي ألامي ه ياام يلأ‬
‫ي اام ي ةياا ك ي كنأ ‪،‬ي كا يا اهك يا تك ي إل ك حي اتك مةياكأ معي اا اوهك ي‬ ‫أينظ‬
‫ي انمككمي أل ماي ككةي ككمةياظوككا يأتقميككميمئه ككةي‬ ‫ألامي ه ك يتقميككميش ك ا يلككأ يلككأ‬
‫م نككأ في اا ككأ ماي ألمض ككه يأ اا ئهك ك يانم ككمي أل ما‪،‬يأت ك يتلام ككاي‪26‬ياأ ككةيإلنشك ك اي ا ككاأاي‬
‫أ فييااه ي كاي انهضك ي إظاك ي كامعيتاك يفي‪81‬ياوهك مياتكميا ك يأاكأي ظاك اةي مكماي‬
‫ا نأليانهمي انمم‪.2‬ي ي‬
‫الفرع األول‪ :‬الموقع الجغرافي للسد‬
‫يييييهقككةي ككاي انهضك ي ككةينه هك ي انمككمي أل مايا اككمي الككاأاي أل مأ هك ‪،‬ي ككةيان قك ي نككةي‬
‫شككنقأ يظأاككأ يصو ك يم ككاي‪40‬ي و ك ياككفي الككاأاي ا ككأا نه ‪،‬يصو ك ي متف ك لينلككأي‪500‬ي ا ك ي‬
‫ي املم‪،‬يأه مياتأ طي ألا مي ةيان ق ي ا اي‪80‬ياو ي نأه ‪.3‬يي‬ ‫‪600‬ي ي أاي‬
‫أ اش مي ات اةيمأض ياأ ةي اي انهض يافينهمي انممةي ي‬
‫ي‬
‫ي‬

‫‪1‬‬
‫‪-Zewde gebre sellasie /dejazmatch , 1997, the nile question :1955- 1964, the ethiopian perspective,‬‬
‫‪conference, tel aviv university, may 1997.‬‬
‫يالاايشم ة‪،‬يامظةي ل‪،‬ي‪ .4‬ي‬ ‫‪-2‬يصم‬
‫ينهمي انمم‪،‬ي ااأ أص ي‬ ‫‪-3‬ي امليالاا‪،‬ي ماعي ةيتلاه يتلقملي ألافي اا ئةي ا م ةيام يل ا يلأ‬
‫ي ا ه ه ‪،‬ي‪.12‬يي‪www.politcs.dz.com‬‬ ‫اظ ئمي ياوام‬

‫‪67‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ )04‬يوضح جغرافية سد النهضة‬

‫ي‬
‫يي ي‬

‫المصدر‪https://www.bbc.com/arabic/middleeast :‬‬

‫‪68‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الخصائص الفنية لسد النهضة‬


‫م وككطي متف ك لي ا ككاي‪145‬ياتككميأم ككم ي‪800‬ياتككميأت وككطي ا ككهل ي اتا ينه ك ي‪74‬ي‬
‫يأيتم ةيصو يا ل ي‪1680‬ي و يام يأيتام ي ا اي أظأاي كايمئه كةي‬ ‫اوه مياتميا‬
‫أآامي مصةيصو ي اان لي اانافض ي ااظك أمعياواك في اك يهلتكألي ا كايصوك يال تكمفي‬
‫اكهم ئه يتأظا في ظ ن ي ن تةيت مي ي ااه ‪ .1‬ي ي‬
‫ي ي‬ ‫اتأاماي ا‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طرق تمويل المشروع‬


‫ت و ككطيتكوفك ك ي نشك ك اي ااش ككمأليل ككأ اةي‪4.8‬ياوهك ك مياأ م‪،‬يأا ككفي ااتأ ككةييفيت ككمي‬
‫اتكوف ك ي ا ك يلككأ اةي‪8‬ياوه ك مياأ مياتف ك الي ااش ك كمي اظمأاأظه ك ي اتككةيتأ ظ ك ي ا ككاي ككةي‬
‫يا ل‪،‬يي ناي ااشمألي ا يشم ي ك امنةي‬ ‫اا تق ميأتك ام ي ا ه ن يأ اي أاي ا اي ن‬
‫إله اه ‪ .‬ي‬
‫ي هككأيغمككمياأظ ك ياإ ككتاا ي‬ ‫ك يم أل ك‬ ‫أ الككم ياككفي نش ك اي ككاي انهض ك يتأامككاي ا‬
‫ا مصةيلمميافي ااتأ ةةي ي‬
‫‪ -‬نت ليا يهق م ي‪5250‬يامظ يأ ي؛ ي‬
‫فيان ق ي نةيشنقأ ؛‬ ‫‪ -‬تأ ممي ااه يا‬
‫ي اشم ييأ ا مص ؛‬ ‫‪ -‬يغم‬
‫‪ -‬اتل ي ةي افهض ن ي اتةيت م ي ا أا فيصناي اي امأ ممص؛‬
‫‪ -‬تا يفي اةي انممي أل مايأ الليهقكامي نلكأي‪420‬ياتكميا ك يااك يه مكميصاكمي‬
‫ا اأاي ا أا نه يأ ا اي ا اة‪.2‬ي‬
‫ي‬

‫‪-1‬يصامأيمض ي مأاة‪،‬ي اي انهض ي مفي ألافي اقأاةيأ اق نأفي ااأاةيص اق امعةيا مي انهض ي ا م ه ‪،‬ي‪،)2019‬ي‬
‫‪ .60‬ي‬
‫اا مظه اا مي ة اا ئمع‬ ‫ا ه‬ ‫ه غ تأظه‬ ‫ا انهض يأص اع‬ ‫حي اممي ا نا يمل‪،‬ي"اش و‬ ‫‪-2‬ي‬
‫ي انمم‪،1‬ي ااظوا‪،1‬يص‪،)2018‬ي‪ .58‬ي‬ ‫ي إل ميقه يألأ‬ ‫أل ميقه ‪"،‬ياظو ي اام‬

‫‪69‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور األطراف الخارجية في تجسيد المشروع‬


‫يأ اهش شك ك ي إل ت ك ك اه ي ات ككةيت ك ك نةيانهك ك يي مأ هك ك ي يينهك ك يأ ككاص ي‬ ‫مغك ك ي اضك ك‬
‫ا مظةيأ ل ي ن صته يمطااهك يانك مةينهكمي انمكميصوك ي ألاكفي اقكأاةي ا م كة‪،‬يا كمعيصوك ي‬
‫معيا ميأ ااأ ي ا م هك ‪،‬يا كتفماعي كلادياكفي اكاص ي ااك مظةي كأ ايمشك ميام شكمي‬ ‫ال‬
‫ي ككمفي‬ ‫يأيغمككميام شككم‪.‬يأتو ك ي اككاأ ي اك ككمهياأمياها ك يأا ك مي ككةيااتو ك ي اتف ك ص‬
‫ي ةييش اه ي اااتوف ‪،‬ي أ اي‬ ‫ياأمي اانشطياهل ي اتف ص‬ ‫يا‬ ‫األا ي ااأاه يافيا‬
‫ي ااأميفيا ‪.‬ي ي‬ ‫ييأيا‬ ‫ن ي ملييأيت أفييأياأميالف ياوتف ص‬
‫ي انمكميأ كل ي‬ ‫يأصنايتلوممي اامي ي اظمأ تمتمظه ياان ق ي اقمفي أل ميقةييأل يأ‬
‫ان قك ي املمكم ي ا اك يمتضك يانك يتك اك ي اقكأهي اك ككمهيصوك ياكل ي اان قك ي اأ هك ي‬
‫ي اكاأ ي ألأيميأ هك ي‬ ‫امي هك ‪،‬ي ا كمف‪،‬يتم هك ‪،‬ي ا ك أاه ‪،‬ي إلاك م ‪،‬ي كميأم ك‬
‫ااتلاعي أل ي‬
‫اتككةياه ك يا ضككةي ككت ا مليياككةياككل ي اككاأ يأ اتككةيتككمهييين ك ياككفيلقه ك ي اتككااميأ اضككلطي‬
‫صو يااتو ي ألن اك ي اا اوهك ياهكل ي اكاأ ‪.‬ي إلاتاك ي اات مكاي هكل ي اان قك ياكفي كمىي‬
‫اك ككل ي اقك ككأهي ا اك ككةياك ككما يال أا ك ك ي ا ك ككه معيصو ك ك ي ااك ككأ ماي ا ه ه ك ك يأت ي ك ك ي ك ككم ي‬
‫إل ت ا مي ةيظاهةي ااه امف‪،‬ي أفياكل ي أل ك اه ي كةياملوك اناكأيأت ت كمييم يا كم ي‬
‫ي ا ككاأ يت ك ك ي‬ ‫اااتوك ك ي إل ككت ا م يأ ككأايأص ككاعيم ان ككم ياهك ك ‪،‬ي ككةيل ككمفينظ ككايم ك ك‬
‫ي ا ي أصايص مي ‪،‬ياكةيتمق ي ميم ياكفيياكا ه ي اام شكمعي‬ ‫مليافيا‬ ‫تأ ظاا ي ا‬
‫يأيغممي اام شمع‪ .1‬ي‬
‫الفرع األول‪ :‬إسرائيل‬
‫هقكأ ي"يا مكاي كفيظأميكأف"ي)‪(David Ben Gourion‬ييفي امهكأايماأضكأفيا م ك ي‬
‫ااه يأصو ينتمظ يال ي اا م يمتأ يا ممي مئمم‪،‬ي كإل ياك يتكنظ ي كةياكل ي اا م ك ي‬
‫إنن يافينمق ي كةي و ك مف"‪،‬ياكل ي اكك يم كاي أل اك لي إل كمئموه ي كةياهك ي انمكميألاكدي‬

‫ألاكف اقكأاة اا كمل‪"،‬ياظوك ي‬ ‫انمكم أ تكط مم صوك‬ ‫ا كأا نة اكف ي اك اهك‬ ‫‪-1‬ي كف ايالاكايالاكا‪،‬ي" ااأ ك‬
‫ي انمم‪،1‬ي ااظوا‪1‬يص‪)2018‬ةي‪ .59-58‬ي‬ ‫ي إل ميقه يألأ‬ ‫اام‬

‫‪70‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تلأيوه ي ا ي لماي انق يص مي كمن ا‪،‬يأ كأفياكل ي أل اك لياه ك يلام ك يأ ناك يتمظكةي‬
‫ا ا ه ي اتف ممي كةي نشك اي هك في كهمأنةياكفي كمىي" مكأاأميامتك "يصك ي‪، 1903‬يأ كاي‬
‫ككم ي اتاك ك ي ا ككهمأنةيماهك ك ي انم ككمي ككةينتك ك ئجيا ا ككاعي ا ك ك ي اا ك كمي ي إل ككمئموه ي‬
‫‪ 1979‬يلممي تظه ي مئممي اك ي اا امك يم كل ياهك ي انمكمياتأ كموه ياونقك ‪،‬يأاككفي‬
‫ي اا مي يآنل ديأماك ييفي كمئمميت ك نةي‬ ‫يافي مىي ا و‬ ‫ال ي اا و ي أ ميم ام‬
‫اكفي اشك ي ااك ئةي هكةيت اكميظ اككاعياكفييظككمي اضكلطيصوك يا ككمييأ ا كأا فياول ككأ ي‬
‫صو يظ ايافياه ي انمم‪.1‬ي ي‬
‫الشكل رقم (‪ :)05‬األطماع اإلسرائيلية في أثيوبيا‬

‫ي‬
‫المصدرة اتاامي إل مئموةيصو ياو ي اي انهض ي ماعيا مي ي‬

‫‪https://www.qiraatafrican.com/home/new‬‬

‫‪-1‬ي ااه ي ةي ا ملي ا م ةي إل مئموة‪،‬ي وةيصوه يمأ ي‪2020/09/01‬يي‬


‫‪ https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=2257‬ي‬
‫‪71‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ك كمعيأظك كأ ي‬ ‫أمك ك امظألي و ككه ي اك ك ي ا ككأماي ت ككمح"يامتك ك "ي)‪(Theodor Hertl‬‬

‫أماأظ يلاديت ي م ك يم ك ي تكشك ه ي كهمأنه ي اك يا كمي‬


‫ياه ينهمي انمم‪،‬ي ي‬ ‫تل‬
‫اام يال ي اف معيأ هفه يتطامفي ااه ي اضمأمي ‪،‬يأ ومي ا ه من يافي اه ي ااه ي اتكةي‬
‫ي‬ ‫ك ك نأ يممغ ككأفي إ ككتظمما يا ككفينه ككمي انم ككم‪،‬يا ككفييظ ككمي نك ك لي او ككأما"ي ما ككأم"ي ااف ككأ‬
‫ا مي ك نةياككاهيا ككمي ككةيلا ككدي اأ ك ياك ككةيهق ككمي ه ككل ي اف كيكمع‪،‬يأ وك ك ي"امت ك "يا ككف"ي‬
‫يافي ااه ي اتةيت ك ي كةي‬ ‫مأام"ي ةيصي‪25‬يافيشهميا م ي‪)1919‬ييفيمظمي اف ئ‬
‫‪.‬ي ي‬ ‫املميشت ا‬
‫‪1‬‬

‫كةييأ اكمي ا كم منه ‪،‬يأم اتلامكاي كةيشكهمي‬


‫ياظكاا ي ي‬ ‫أ هم ي اف كمعيصوك ي ا ك‬
‫تا ميافيص يص‪)1978‬يصو يشك مياشكمألياكةي ااهنكا ي ا كهمأنةي" اهشكممي ك اهفة"ي‬
‫ككلهف يصا ك ك مي )ي ا ككهمأنه يتلك ك يصن ككأ فيصياهك ك ي ا ك ك ي)‪،‬يأصوك ك ي ا ككمغ يا ككفيينهك ك ي‬
‫ييصض ك اي ال أا ك يا ككمي‬ ‫يييتييمل ك ياككفي ككميشا ككه يغمككميم ككاه ‪،‬ي قككاي ك يتطممككايم ك‬
‫" ل اياأا صة"‪ .2‬ي‬
‫هككل ي ات كميل ي اات م ك يت ككايما ك ي يمككالياوشككديي ا ك لي ا ككه من ي ككةياه ك ي‬
‫نهككمي انمككم‪،‬ياككفييظككمي مأ اي ككلماي انق ك يأتأ منهك يماه ك ظميفيظككاا‪،‬يأا ككةياككل ي ألاككمي‬
‫ص ككاا يا ككفي ا ه ككممفي ا ككه من ي امك ك م يف‪،‬يا ككفي م ككنه ي" ككفيغأمي ككأفي"يأ ي‬
‫يمئك كه يأ ماي‬
‫إل مئممي ا ي إلص فيمطفيمق اي مئممياماأفي إمأ ايأي اا مي لماي انق ‪.‬ي ي‬
‫ي مئمميتأ ظاا ي أ ايمش ميام شمييأيغمكميام شكمي كةيي ميقهك ‪،‬ي‬ ‫أ ةي مميلاديص‬
‫ي انمكميأ ال ككأ ي‬ ‫كيكمعيا كمي وهاهك ي ككةيلكأ‬ ‫يلاكدي اك يال‬ ‫أ نك يتهكاىياكفياك‬

‫ي انممةيام ي ةي إل تمتمظه ي إل مئموه يص اق امعةي ا م ةياونشميأ اتأ ية‪،‬ي‬ ‫‪-1‬ياهناي ا نا يمل‪،‬ي مئممي ةيلأ‬
‫‪،)2013‬ي‪ .17‬ي‬

‫‪-2‬يص اي اق اميم يلي ااا ااة‪،‬ي ألافي اا ئةي ا م ةي مفي ال ظ يأ اات وم يصااشلةيا مي ااف م‪،‬ي‪،)1999‬ي‬
‫‪ .100‬ي‬

‫‪72‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫صو ك يظ ك ايا ككفيل ك ياه ك ي انم ككم‪،‬يأ ككاي ككت ص ي ككمئممييفيتقككه يش ككم يااتككاعيا ككفي‬
‫ي انمم‪.1‬ي ي‬ ‫اه ياةياأ يلأ‬ ‫ي ا ه ه يأ ت‬ ‫ا‬
‫أاقككاي اياككفييااه ك يص اككمي ااه ك ي ككةي اف ككمي إل ككتمتمظةي إل ككمئموةي ككمأ يل ا ك ي‬
‫ات ك صاعياكفي اشك ي ااك ئةيت ك نةيانهك ي كمئمميانكليصك ي‪، 2000‬يأاكأياك يا هك ي اك ي‬
‫ا اككمينلككأيت أيككلي ا ه ك ي اا كمي ي ككةيا ئمته ك ي انموه ك ي هككاىي ال ككأ يصو ك يتوككدي‬
‫ااه ‪،‬ييأي تاا ي ااه ي أم يضلطيضايا ميأ ا أا ف‪،‬يأت اا ي ألاا ىيم ان كم ي‬
‫او ه ك ي اا مظهك ي ككةي اقك معي أل ميقهك ياككفييظككمي ك يتطممكاي اككاأ ي أل ميقهك ي ككةيت ككأه ي‬
‫ا كملي ا م كةي إل ككمئموةيأ كل ي كمي ا اك ي ااأاهك يأ املكميصككفي اتطممكايأ اا ك ناعياككفي‬
‫يظمي ال كأ يصوك ي اشكمصه ي ا ه كه ي ااأاهك ‪،‬يم إلضك ي اك يتقكاه ي كمئمميصوك يينهك ي‬
‫ييهض ياتلقمليات وم ي ألافي إل مئموةيص كمي‬ ‫يهللاي ااات م"يأت‬ ‫اأا يناأللي"يش‬
‫تككطامفي ه ك في ااأا ك ي ا مي ك يأضككا فياظ كمعي امهككأاي أل م ك ي امه ك ‪،‬يأتككطامفياككأ ماي ااه ك ي‬
‫أ الموأا ياأفييفيه م ي املمي أللاميان قك يصم هك يا ا ك ‪،‬يأتهكاىييهضك ي اك ي نك اي‬
‫صاعي تمتمظه ياتلقملي اههان ي إل وهاه ي إل مئموه ي"يشاي أل مى"يم اتم م يصو ياأ ي‬
‫يانه يي مأ ه ‪،‬ي اكأنلأي ااهاقم ه يأ ا نل ‪.2‬ي ي‬ ‫ا‬
‫أ ككةي ك مميتلقمككلياككل ي ألاككا ىيتتمككةي ككمئممي ككتمتمظه ي اككاأمي اام شككميص ككمي‬
‫كمعي ا ه ك ي اا كمي يأت أهقهك ي‬ ‫ااشكمأص ي إل كمئموه ‪،‬يأاأميغمككميام شكميص كميال‬
‫وهاه ‪،‬يأشايي يم ه ي ه ه يأي تمتمظه يإلض ه يظمأ أامتكه ‪ .3‬ي‬
‫أ ا ك ي ككمئممي تأ م ك ي ا امككاياككفي اأ ك ئمي ككةي ك مميتقأه ك يص ته ك يم اككاأ ي‬
‫يلت ك ي‬ ‫أل ميقهك يأمك ألاصيي مأ ه ك ‪،‬ي ت اككا ي م ك ي اا ككمايأ افنم كمفي ككةي ك ي ااظك‬

‫ي‪2018‬يي‬ ‫‪-1‬يشمي يامأه ي ام ف‪،‬ي اا ميأفيأ اي انهض ةيام ياما نه ‪،‬ي اام ي ا م ةياوملأميأ اام‬
‫ي وةيصوه يمأ ي‪،2020/09/10‬ي‪www.acseg.org‬‬
‫ي ااأاه ‪،‬يصو ياأ ة يي وةيصوه ي‬ ‫‪-2‬يلااليص اي املا ف‪،‬ي" ألاتماي إل مئموةيإل ميقه "‪،‬ياظو ي ا ه‬
‫‪،2020/09/11‬ي ‪www.siyassa.oeg‬‬
‫‪-3‬ي ا نا مل‪،‬ياش و ي اي انهض ‪،‬ي‪ .60‬ي‬

‫‪73‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ليأ إل ككتام متة‪،‬يأ ككم ي ككفق ي ا ك حيأتقككاه ي ااككاا ي‬


‫ككةي ااظ ك ي ألانككةيأ ا ك م ي‬
‫مليأاصا يلاديم تف اي تمتمظةي ن ي‪ 1998‬يأ‪ . 1999‬ي‬ ‫ةياظ ي اتامي ي ا‬
‫ا ك ي ا ك ي تككاصه ي ا امككاياككفي ااش ك ميةي اتناأه ك يأاككفيضككانه ييم ككةي ككاأايصو ك ي‬
‫ك ‪،‬ياا ك يا ككةييلككاي االووككمفي ا ه ككممفيم ك اقأ ييفي ككمئممي ككمىي‬ ‫نهككمي انمككمياتأامككاي ا‬
‫انمميأيفي اي انهض ياأيتطام يأ امليأ من ميأي مئمم‪،‬ي‬
‫ي‬ ‫ام شمياا يهلامي ةييص اةي‬
‫أاقككايتأ ككمييلككاي ااات ككمفي ككةياككل ي اشككطفي ا ك ي م ك ي مضككه يا ا ا ك ةيين ك ي وا ك ي ا ي‬
‫ي انممي اي ا كملي ااك ئةي اكاأاةي‬ ‫اه ‪،‬ي ه ه يأا ئه ي ةيلأ‬ ‫اتلولمي إل مئموةي ت‬
‫ةي اان ق ‪ .1‬ي‬
‫ي اقأ ييفيال أا ي اتلولمي إل مئموةي ةيان مةي انمميها ميا يميلقهقه ي‬ ‫أا‬
‫كمعي‬ ‫صو ي ألافي اا ئةياكمياكفيا كميأ ا كأا فيااك يمت وك يتضك مي كمي اظهكأاياال‬
‫اككل ي اتأ ظككايأأ ك ينش ك ه ي اا ك الياوق ك امعيأ اام ككأ ‪،2‬يأ ك مميل اككدياككأي ه ك يا ككمي‬
‫ي‬ ‫أ ا أا فيمامظ ي ه كتها ي اا مظهك يأي كمي ات ك أفيأتمك ا ي اا كم ي كمفياأ يلكأ‬
‫انمم‪.‬يي ي‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الواليات المتحدة األمريكية‬
‫ي ا كاأاةي ككةيظاهككةي‬ ‫ت ت ككمي اق ك معي أل ميقه ك يامككا فيا ك يأاظ ك يلمككألياوتن ك‬
‫‪،‬ي أنهك ك ي ككأايأصككاع‪،‬ي اأ هك ك ي ااتل ككاعي ألامي هك ك يغ ام ك ياك ك يت ك ك يأظأااك ك ي‬ ‫ااظ ك‬
‫ص ك مي يأاككفي ك يتنتقككمي ا ك يامككا في إل ككت ا مي إل ت ك ال‪،‬يأ اا لككظيا ئا ك ييفي اأظككأاي‬
‫ألامي ككةيهقتك كمفيمك ك اأظأاي إل ككمئموةيأيمتم ك ك في متم ك ك يأ هقك ك ي ككةي اام ككا في ا ك ك ملي‬
‫يأ إل تام متة‪ .‬ي‬

‫ي انمميص اق امعةيام ي املكأميأ اام ك ي ا ه كه ‪،‬ي‬ ‫‪-1‬ي الااي وا في هة‪،‬ي ا ملي ااأاةيصو ي ااه ‪،‬ي مئ يلأ‬
‫‪،)2007‬ي‪.172‬ي ي‬
‫‪-2‬ينف ي اامظة‪،‬ي‪ .183‬ي‬

‫‪74‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ا ك ك يامكك ك ي امل ككمي ألامي هك ك ياه ك ك ياأميمك ك م ي ككةيم ك ك ي ا ه ك ك ي اا مظه ك ك ي‬


‫ي إل تمتمظه يأ ااأاه ي‬ ‫ي انمم‪،‬يأانه يا ي يم يام ي اام‬ ‫ألامي ه يتظ ياأ يلأ‬
‫أ شككن فيأ اككللييصككايام ك يصو ك ي ااككأ ماي اا ئه ك ي ككةي اشككماي ألأ ككطيلمككمي ككا يتلومككمي‬
‫أل ا ياه ينهمي انمميأت ماي ا ي هفه يلوه ‪.1‬ي‬
‫ي ااأاهك يأ إل كتمتمظه ي ظ ا ك يظكأمليتك أفي ألامي هك ي‬ ‫ا يي اميام ي اام‬
‫تقميميلاميصنأ في" الاو يصو ي إلما يأ الكم يصوك ي ا كماياكاامياواأظهك ييايكمهي‬
‫م اه ك يااتوف ك يأظ ك اي ككةي اتقميككم"يين ك ياككه يان ك دياككفي ك حيي ضككميأينظ ك ياككفي ك حي‬
‫ااه ك يإل ككتاا ا ي ككةياأ ظه ك يا ككميأ ا ككأا ف"يأيض ك ىي اتقميككم"ييفياه ك ي انمككميينه ك ي‬
‫ا وا ياةيا اميله عياكميافيا ميأ ا أا في طنه ييا امي ن ا"‪ .2‬ي‬
‫ي انمميتلاما ي أنه ييلكاي اانك ليل ي ألااهك ي‬ ‫أهطتةي إلاتا ي ألامي ةيملأ‬
‫إل ككتمتمظه ‪،‬ياككلاديصاو ك ي اأ ه ك ي ااتلككاعي ألامي ه ك يصو ك ي ككت يي ككأ ايظامككاعييتات ك ي‬
‫ي‬ ‫ك ك ي ككةياك ك يما ككصي إلكتشك ك‬ ‫ت ككأ ممي ككمصيظ ككايا اك ك ي ككةي إل ككت ا ميأ اتظك ك معيا‬
‫انف ه ك ‪،‬يأ ا ككأعيياككمهيأاولككاياككفي انفككألي ألأم ككةيأ ا ككمنةي ككةي اان ق ك يصاككا ي ا ك ي‬
‫اله يأ كطا عيضكلطيصوك يا كميأ كل ياصك ي‬ ‫تأ م يصاايافي ااأ ي إل ميقه ياااا يا‬
‫مئمميأضا في تامما ي ص يا م‪،‬يأاتل مفي ام ي اق معي إل ميقه يصوك ي ات اكمي‬
‫اكةي اتهامككا ي ألانهك ي إلماك يأ ا كمص ي اا ككول يأ اتكةيتك ميصوك ي ألاككفي ا ك ااةي‬
‫ي ألامي ه ك يا مته ك ي ا ك مي ياككاص ي‬ ‫ك ‪،‬ي يأ ف ك ي ا ككو‬ ‫أ ألاككفي ألامي ككةيم ككف يا‬
‫ككت ا م‪،‬يأص ك اعيم ك يامي ك ي‬ ‫ألاككفيأ ا ككو ي ككةي اان ق ك يأتهمئ ك ي ا ككمأىي اان ككم يا‬
‫اتأ ن ي إل وهاه ‪ .3‬ي‬

‫‪- 1‬ي هة‪،‬ي ا ملي ااأاة‪،‬ي‪ .188-183‬ي‬


‫‪2‬ي‪-‬يأ اي اشمخ‪،‬ياه ي انممي أل ا يأ الميص اق امعةيا مييام مي امأ ‪،‬ي‪،)2013‬ي‪.110‬ي ي‬
‫تمتظةي ا همأنة"‪،‬ي‬ ‫ي اا ئه ي مفي مئمميأي مأ ه ي ألاا ىيأ ااه ي ةي اف مي‬ ‫‪-3‬يالاايص ا يص ا ف‪،‬ي"ص‬
‫يأ الي انمم‪27،‬ينأ ا مي‪ 2016‬ي‬ ‫ي ا أا نه يألأ‬ ‫اام ي ااهاقم ةي ا م ةي ةي اق ي اام‬
‫‪http : // www.democraticac.de.‬‬

‫‪75‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كةي كةي‬ ‫أيمهي اك مميافي امك ل مفييفي اأ هك ي ااتلكاعي ألامي هك يتو ك ياأميي‬
‫كمعي ا ه ك ي ا كأا نه يأ اا كمي ي‬ ‫يافيا ا ي اك يال‬ ‫ي انمميلمميت‬ ‫ان ق يلأ‬
‫ةياله ه ي إل وهاةيما يماا ي انفألي ألامي ةي ه ه يأ تمتمظه ‪.1‬ييي ي‬
‫ا ك ك يصاو ك ك ي اأ ه ك ك ي ااتلك ككاعي ألامي ه ك ك يصو ك ك ي ص ك ك اعي اامي ك ك ي اظمأ أامته ه ك ك ي‬
‫ي‬ ‫او كأا فيأاوككلي هك فياككأ اةياهك يأاككل ياككفيشككطن ي اتككط مميصوك ي ا ككملي ااك ئةياككفياك‬
‫ي اكاأاةي الكأمييأغنكا ‪،‬يي مأ هك ‪،‬ي نهك ي‬ ‫تش مميتل افك ي وهاهك يتك ميصوك ي ه ك ي اتنك‬
‫اةيأافين لهك يياكمهي‬ ‫ي اص ييامي ةيإللتأ اي ا أا فيأاشمأصه ي إل‬ ‫يأظم أتةيهل‬
‫ص ي ميتمي يصفي اقمفي إل ميقة‪ .‬ي‬
‫ك ي ضكه ي كاي انهضك يأ ألاكفي ااك ئةي اا ككملي‪،‬ي‬ ‫أ ااتتمكةياأللكا مي ااأاهك يأا‬
‫ي اتأ ظككاي اا ككملي ككةي اال ككمي‬ ‫يتقككأه‬ ‫ه لككظيت ك صاي اتلم ك ي ألامي هك ياككفياك‬
‫ي ةي إلتل اي إل ميقةيأاص يي مأ هك ي ت ك اه ‪،‬ي ه كه ي‬ ‫إل وهاه ‪،‬يإلض ىيتط مما يا‬
‫أص ك ك مي يأظ وهك ك يأ م ككمياأا ككةياال م ك ك ي إلماك ك ي ككةي اان قك ك ‪.‬ي يأتلظ ككه ياه متهك ك ي ككةي‬
‫ات امياةيتلاه ي اقمفي أل ميقةيأ ةياقااته يي ا ي كاي انهضك يأ اتكةيتقكأ ي اأ هك ي‬
‫ااتلاعي ألامي ه يم ااش م ياةي أل مىي ألامهي ةيتاأيو ‪ .‬ي‬
‫أاكيأليظييهضك يينك يأم ككاي يك معي" ككمدييأم اك "يألاهك ييم مك ي ككن ي‪ 2015‬يتلممكمي ككةي‬
‫ا كوأدي أل مكأ ةيتظك يا كم‪،‬يأي كم ييك كميتشككاا يأاكل ياكفيشكطن يتلممكمياكأ يفي اقككأهي‬
‫ةي اان ق ‪.2‬يييييي‬
‫الفرع الثالث‪ :‬القوي األخرى التي لها دور في تجسيد المشروع‪:‬‬
‫كتمتمظةيظ وهك يالككمي اكأحياوكاأ ي اتككةي‬ ‫فيان قك ي اقكمفي أل ميقكةيأاأ هك ي‬
‫تمغك ك ي ككةيتأ ككهةينفألا ك ك ي ت ك ك اه يأ ه ككه يأص ك ك مي ‪،‬ي ض ك ك ي اك ك يت ككط ممي ك ككمئممي‬
‫ي إل كت ا م ي ككةي ا نهك ي‬ ‫أ اأ هك ي ااتلككاعي ألامي هك ‪،‬ينظككاي الضكأمي ا ككمنةياكفياك‬

‫‪1‬ي‪-‬ينف ي اامظة‪.‬‬
‫‪2‬ي‪-‬ي ا نا مل‪،‬ياش و ي اي انهض ‪،‬ي‪ .63‬ي‬

‫‪76‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اتلتهك يأ ااشككمأص ي اا ئهك يأاوككلي ككأايأصككاعياانتظ تهك ‪،‬يأاككفيانك يظك ا يا ك ااته ي‬


‫كي‬ ‫ةيتاأيمي اي انهض ي تأ هةيصقأايشمك ي ةياظ ي اا كا يأ اتكنأاأظهك يأ كل ي ا‬
‫يياه ييم م ي‪1.5‬ياوه مياأ ميات كم ي ا كمفييك كمياأاك ياشك م ي كةي‬ ‫اكهم ئه يأ م‬
‫ي ه ك ك ته ي اا مأ ك ك ي‬ ‫ي ا ككمفيتأ ظ ككاا يا ككفياك ك‬ ‫تاأي ككمياش ككمألي ا ككا‪،1‬يأ ككايصك ك‬
‫أ ااتا و ك ي ككةيتقككاه يا ك صا يغمككمي ااشككمأ يأصككا يتككاامي ككةيش ك أفي اككاأ ‪،‬يأ ا ك ي‬
‫نككأدياإنش ك ايأ ات امككميأاككل يا ك يظ ككميانه ك يش كميدي ك نةيأل ميقه ك يم ككاي اأ ه ك ي ااتلككاعي‬
‫ألامي ه ‪.2‬ييي ي‬
‫أ ا ك يظ ن ك ي ا ككمفيان ك دي ه اه ك يص ككميشككم ته ي" ك امنةي ا كمي امظمككأ"ي اا وف ك ي‬
‫إنظ ي ااشمألي تكوف يتقام‪3.3‬ياوه ميمأيمأ‪،‬ي ا ي ا ي ا ندي ااأاةي اك يظ نك ي كمياكفي‬
‫ا مىي إل ت ا مي ألأيمأ ة‪،‬ي اا كمىي ا كمنةياإ كتممايأ ات كامميأا كمىي اتناهك ي‬
‫أل ميقهك يتاأيككمياوك مككمياككفي ا ككاأا‪،‬يأاككل يا ك يه ك ياهان ك ي اككاأ ي اك ككمهيصوك ي ه ك ي‬
‫ي ااهك ‪،‬يتمك ا ي ااهك ‪،‬يي كأ اي ااهك ي‬ ‫ا ندي ااأاةي أأض ياف اه يظاماعيلأ يا ا‬
‫ي انمككميأصم و ك ي‬ ‫يأت ك ممعي ااه ك ‪،‬يأاككةياف ك اه ياككفيشككطنه يتلفم ك ي ا ككملي ككمفياأ يلككأ‬
‫ماي ات أفيي منه ‪ .3‬ي‬
‫يتاأيكمي‬ ‫ياأ ي ااوكمج‪،‬ياكفياك‬ ‫أافي مفي اقأهي ألامهينظاي م‪،‬يتم ه يأم ك‬
‫ااشمأليأ إل كت ا مي كةي ااظك ي ا مصكةيأت كأيمي ا ك دي الاماهك ‪،‬يأ كل ي إلتفك ايصوك ي‬
‫ص ككاايا ككفي ا ككفق ي ا ك ك مي يتش ككاميان أاك ك ي ككأ ميخيالا هك ك ي ا ككا‪،‬ي اك ك ي ملك ك ي‬
‫ا ك ك أاه يأ اكأيك ك يأ إلاك ك م يم أ ييا ككأ يض ككاا ي ك ك اا ي ككةي نك ك ايا ك ك نةي نتك ك لي‬
‫إل ان يأ ات امفيأ اتنقم يصفي الا يأاشمأص ي مصه ييامه‪ .‬ي‬

‫‪1‬ي‪-‬ينف ي اامظة‪،‬ي‪ .64‬ي‬


‫‪-2‬يص اي املا فيلاال‪،‬يا ميأتلاه يتاامي اأ ي ةيي ميقه يص اق امعةي اهمئ ي اا مي ي ا ا ياوكت ‪،‬ي‪،)2013‬ي‬
‫‪ .73‬ي‬
‫ي‬ ‫ااأاةيأ أل ا ي اا ئه ي ةي اشماي ألأ طيصي أ ةةيام ي إلا م ياوام‬
‫ي‬ ‫ي اامفيم هةي إلها ف‪،‬ي ندي‬ ‫‪-3‬يل‬
‫أ املأمي إل تمتمظه ‪،‬ي‪،)2004‬ي‪.38‬ي ي‬

‫‪77‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أم ككأمعي ظا اهك ‪،‬ي إن ك ياككفيغمككمي ااككمظ ييفيت ككا ي ككميتوككدي أل ككمىي ككأ اي ااأاهك ييأي‬
‫إل وهاهك يمك اتمظةيصكفياككل ي ااشكمأل‪،‬يم ككاياكل ي الظك ي اضكا ياككفي ألاكأ ي اتككةيينفقك ي‬
‫صوه ‪،‬يأافي ي ت اميال ي اقأهي أ ي اكا ةي إتظك يصم وك ييهك ي م ك يلقهقهك ياوت كأه ي‬
‫اتودي أل ا ‪.1‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬سد النهضة من الفكرة إلى التجسيد‬


‫ييي مي نتمفي ك ي ميكلياكفي امك ل مفي إصكا ايتقميكميصكفياشكمألي كاي انهضك ياكفينق ك ي‬
‫ياك ككةي اا وفك ككمفي‬ ‫ا ا ه ك ك يا ك ككت منمفي ك ككةيلاك ككدي ي ك ك معياما نه ك ك ياواشك ككمألييأ ظك ككماياق ك ك م‬
‫م ااشمأل‪ .‬ي‬
‫ياكةي‬ ‫اللييصيويفيصن ي ةي ا ه ي‪، 2011‬ي ت يصو يي مأ ه يم م يافي اا‬
‫ي‬ ‫ال ي ااشمألي‬
‫ي ااملكمي اك ي اتهامكاي ا ك ملي كةيال أاك ياكماليي مأ هك يصكفي‬ ‫ا م‪،‬يأ و ي كةيم ك‬
‫ااضةي اا ي ةي ااشمألي مفيلليي مأ ه ي ةي ن اي ا ايأا يأما يافيانك ةيأ كمفيي ك م ي‬
‫ا و ه ي اتةيتاش ا يا م‪،‬يأا ي منها يافياف أضك يام أنهك ياومئك يمك ا م ‪،‬يها كفي‬
‫اقكأ ييفياككل ي ااشككمأليأ ككمي اك ينق ك ي ا يَّصككأاع‪،‬يأ ضككه ياهك ي انمككمياككفيمق هك ي إلممي‬
‫إل ت ا ملي‪،‬يلمكمي كاي ييمك في إل كت ا مي ا مي ك نةي كةي ا هك ي اقكمفي ا شكميفيلمكميتك ي‬
‫ككم ي ا امككاياككفي إلتف ه ك يأ ااأ مككليأ اتككةيتت وككلي تق ككه ياه ك ينهككمي انمككم‪،‬ياككفييااه ك ي‬
‫تف ه ي‪1902‬ي يأ اتةيت ا ي تف ه يياه م م ي‪ 1902‬يأض ته ي مي نهك ي إ ك ي ا كأا في‬
‫أا مياةي مأ ه يه اي مه ي إلا م أمي إل مكأ ةيمكطفي يهقك ييلياشكمأليصوك ياهك ينهكمي‬
‫ا‪ .2‬ي‬
‫انممي أل م ي‬

‫‪-1‬ي ا نا مل‪،‬ياش و ي اي انهض ‪،‬ي‪ .66‬ي‬


‫ي فم‪،‬ي اي انهض ‪،‬ي وةيصوه ي‪،2020/09/15‬يي‬ ‫‪-2‬يتقميمي اظ ييمع‪،‬ي اا‬
‫‪ https://www.youtube.com/watch?v=J_QKoWk4TpI‬ي‬
‫‪78‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أ تف ه ك ي‪ 1929‬يأ ك ي مي نه ك ياككل ي إلتف ه ك يم انه م ك يصككفيتن نه ك ‪،‬ييأغنككا ي يأ منه ك ياككةي‬


‫يصو ك ييلياشككمأليهق ك يصو ك ينهككمي انمككمياأفي‬ ‫ا ككم‪،‬ييص ك ي الككلياا ككميم ك إلصتم‬
‫اأ ق يا ميصللي افمتأ)‪ .‬ي‬
‫تف ه ك ي‪1959‬ي يي ككمفيا ككميأ ا ككأا فيأت ككا ي إتف ه ك يلككلي إلنتف ك لي اك اككمياككفياه ك ي‬
‫انم ككميأ ات ككةي ا يل ك ك ي ااهك ك يماأظ هك ك يم ان ككم ياو و ككامفي‪%55.5‬ياا ككم‪،‬ي‪%18.5‬ي‬
‫م ان م ياو أا ف‪ .‬ي‬
‫يأي ك ياككفي ككمىي ككت ياأ يأم ضك ي‬
‫أتكطتةيم ككاا ي تف هك يصمنتم ككةي‪ 2010‬ي ككةييأغنككا ي‬
‫ككمياككفيا ككميأ ا ككأا في اتأ هككةيصومه ك ياا ك يت نه ك يضككانه ياككفيصككا ي إلصتككمىيم ك القأاي‬
‫ات مياه ي اا ت م ياها يافيل صياه ي انمم‪ .‬ي‬
‫ياظتا ك يلككأ ي إل ككتف اعياككفياه ك ي انمككمي ككةي ااظ ك ي إل ت ك الي‬ ‫ياأ ي ا لككأ‬ ‫تتن ك‬
‫‪،‬ي ط مأ ه يتل أ ي اتلو يصو يي ا ي اكهم ايت ك نةيانهك يلكأ اةي‪%70‬ياكفي‬ ‫أ نت لي ا‬
‫ك ك فيي مأ هك ك ‪،‬ي أ ككاي ي ك كمعي نشك ك اي ا ككايتت و ككأميصن ككاي هك ك يا تك ك ي إل ك ك حي ا مص ككةي‬
‫ألامي كةي كن ي‪ 1964‬يم اوهك يا ك يصوك ي اتكا اي كأ ينهكمي انمكمي أل مايأيي تكمحي‪26‬ي‬
‫اأ كةي ك ا يإلنشك اي ا ككاأا‪،‬يأاككفي منهك ي كاي انهضك ي يأ ككةي ككن ي‪ 2001‬ييصونك يي مأ هك ي‬
‫ك ي ككن ي‪ 2011‬يم ككاييفي‬ ‫يلظككميي‬ ‫أل يأ يا كمعينمته ك ي ككةيتنفمككلي ااشككمأل‪،‬ياكنه ك يأض ك‬
‫اها يا ي تأ هةي تف ه يصنتم ة‪ .‬ي‬
‫هاتككاياشككمألي ا ككايصو ك يا ك ل ي‪1800‬ي و ك يام ككةيأاككأي ككايا ك األيمتكككأفياككفيظ ك ئمفي‬
‫انف ومف‪.‬ي ي‬
‫اظك اي ألأ يةيام ك نةيأاككأي ا ككاي امئه ككةيم وكطي أاك ي‪1780‬ياتككم‪،‬يأيمتفك لي ااك اي هك ي‬
‫ةييملمكمعي‬ ‫‪145‬ياتمي منا يم وطي إلمتف لي اام نةي نلأي‪155‬ياتميأهلتظ يمش ميي‬
‫‪ .1‬ي‬ ‫يتا يفيتقامي ك‪14.5‬ياوه مياتميا‬ ‫ل ي‬

‫‪-1‬ينف ي اامظة‪ .‬ي‬

‫‪79‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يا ك ي اظك ك اي ا ك ك نةةي هككأي ككاي ا ككملي ام ك اةي اا ك ك صايأا ككأيا نككةيا ككفيم ك ك ي ا ككاأمي‬
‫أال ك ك يم مقك ك يلا هك ك يام ك ك نه ي ككا ه ين ك ك يات ككميأا ككأيانف ككميتا اك ك يص ككفي ا ككاي‬
‫يظك ك ن ةياو ككأ ملاي‬ ‫امئه ككةيم و ككطي متف ص ك ي‪55‬يات ككميأيم ك ك يأ ي‪4200‬ياتككميااهك ك يافككه‬
‫ا ككمىي ااه ك ي اتككةيت يككايصككفي ك ي اتا ك يفي ا ككاي امئه ككةيأتأظمهه ك ينلككأينهككمي انمككمي‬
‫أل ماي ةي تظ ي ا كأا ف‪،‬يأهلتظك ي كاي ا كملي اا ك صاي ام ك اةيياك ي ك ت ي‪60‬ياوهك مي‬
‫‪،‬ييأا يأا يه نةي كاي انهضك ي ظ ئهك ي ك يأىيهلتظك ياوفك ينلكأي‪75‬ياوهك مياتكمي‬ ‫اتميا‬
‫يافي ااه ي اتةيت أليتقميم يل تةيا ميأ ا أا ف‪ .‬ي‬ ‫ا‬
‫اككل ي ا ه ن ك ي ات ككةي شككف يصنه ك ياظنك ك ي اا ككماي ااأاه ك يي ككن ي‪2013‬ي ييأصتا ك ا يصوك ك ي‬
‫اام ك ي أل مأ ه ك ي ا ياككفي ااا ك أىي ا مئه ك يأ اهنا ككه ي اتككةي ككايه ك ه ي ا ككاياككاأاتةي‬
‫ي‪ .‬ي‬ ‫اا‬
‫أ اي محي اااممي اتنفملليااشمألي اي انهض ي" انظأيمقوة"ي ‪Simengew Bekele‬‬
‫ك ك ي اكه ئهك ك ‪،‬يأ ككةي ه ك ك مي‬ ‫مككطفيان قك ك ي ا ككايا ككةي اان قك ك ي اا وك ك يات ككأيمياش ككمألي ا‬
‫ي اظاأهيت ي نش اي ات اه ي ااهنا ةي ألأاكةيأ اكللي ك فييما مك ينق ك ي ن ك اي‬ ‫ام‬
‫اوظ ك اي ا ك نةياككفي ات ككاه يأيامككميت ك ي اتأ ككمي ا ك ي ات ككاه ي انه ك ئةي اككلليهي يتيا كايصوه ك ي‬
‫ألفي ةي نظ ي ااشمأل‪ .‬ي‬
‫أتشككممي اتقك ميمييفي ا ككايظي كاي ككةيان قك ي ألاككاأاي إل ميقككةيأاككةيان قك ينشك ي ا اه ك ي‬
‫ا أن يافي اأميم اته ياه ياامه ي اقأعيصو يتلاميا مياكل ي اكأ في اه ئكمياكفي ااهك ي‬
‫ي مضه ي نهه مي ا ا‪،‬ياكفي اااممي اتنفمللياواشمأليه محييفي ااشمألييينيظي ي‬ ‫أال يه‬
‫ي اظمأ م ي ئه ي ألأاه ‪ .1‬ي‬ ‫صو ييمضه ي وم يأ ق ياا يتأ و ي اه ي اام‬
‫اااك أىياه ك ي ككةياه ككمي ا ككايأل ك ي ككمي ككةيي ككمياك يمتمتك يصنككاياككماياك في ا ككاي‬
‫ي ال كصي ااتا قك ياا كميأ ا ككأا فيأاكل ياك يمك ميصوك يصاكمي ككمياكفيي ككاي‬ ‫إنافك‬

‫‪ -1‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ميافي"امأل"ي ةي ا أا فيأي ا اي ا اةي كةيا كم‪،‬ياككفيا كميا ئاك ياك يتشك دي كةي‬
‫ااهي ا ه ي اا وأا يأ ااأ ةي أل مأ ه يا ن اي ا ا‪ .‬ي‬
‫"الاايل ظ"ي ا مكمي كاأايي وكلي ك ي ا كاي ا كا ئةيصوك ي كاي انهضك يي أنك ي كايظي كايي‬
‫ككةيانت ك ي ااظككمهي اا ك ئة‪،‬ييأ ك فيم إلا ك فيأضككةي تل ك يي ككفمي ا ككايت ك صايصو ك ي‬
‫تا لي ااه يات ييا فيلاديأال ي ات اه ي ال اةياكأيما مك يت كاه يا كاياأاك يا ك ‪،‬ي‬
‫م اشك ك مي الك ك اةيت ككا لي ااهك ك يه ككأفي ق ككطيص ككمهي تلك ك ي اتم منك ك ي اكهم ئهك ك ييأيص ككمي‬
‫تل ي ا أ مئ‪.‬ي ي‬
‫أ ةيي مأ ه ي ا ي م يا هك ي ا كاي أنك يهلكألي‪16‬يألكاعي هم ئهك ي كامعي كميأ لكايانهك ي‬
‫‪375‬ياهل أ يياا يمظ مي اي انهض ي ةي اامتم ي ألأا يي ميقه يأي‪10‬يص ااه ي كةي نتك لي‬
‫اكهم ك ايأ ككأىيهلقككليإل مأ ه ك ي مككماي ككنأليهقككامي ك ككياوه ك ملياأ م‪،‬يأياضككةي ا ككاي ا ك ي‬
‫مي ي االوق يلممييفيأ ةي ن ي‪ 1976‬يصناا يل أا يي مأ ه ي نك اي‬ ‫أ نمفي اان لي ا‬
‫ي اا مي ي تفظممي اا ا ي ةيصم ي املمي كةي ميقهك ي اك ي‬ ‫ا اي ممي ا ي ا و‬
‫ي مأ هك ك ‪،‬يأصك ك اي اأصم ككاي اا ككمليم ات ككاامي ا ك ك ملي اك ك ي اأ ظهك ك ي ككةي‪ 2013‬يم ككاييفي‬
‫ي كاا يي مأ هك يصوك يتلأ كمياظكمهي انهككمي أل مايا ونك ي كلادييفي ااشككمأليتظك أ ينق ك يي‬
‫ا صأاع‪ .‬ي‬
‫أ ااوف ياألنتم ييفي مأ ه ي ا ي تلأيمياظكمهي انهكمي كمي كاأميتقميكمياوظنك ي اا كماي‬
‫ي مفي ا وامف‪ .‬ي‬ ‫ماي اا‬ ‫ييامي ةيت‬ ‫مييه ‪،‬ي اتقميمي اللي في‬ ‫ااأاه ي‬
‫لييأض ك ي اتقميككمييفي اام ك ي اهنا ككه ي اتككةييصككاته يي مأ ه ك يا ك يت ككمي ا ك ي اا ككتأهي‬
‫اتقن ككةيا ككاهاي ااش ككمأل‪،‬ي ضك ك يص ككفييفي نك ك اي ا ككايهقو ككميت ككا ق ي ااهك ك ينل ككأيا ككمي‬
‫أ ا أا ف‪ .1‬ي‬

‫‪-1‬ينف ي اامظة‪ .‬ي‬

‫‪81‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ي انم ككميه ككمحيينك ك يا ااك ك ي نك ك يانك ك دياهك ك ي اموك ك ي‬ ‫" قهك ك ي لا ككا"ي مئ ككه يامك ك امعيل ككأ‬
‫يأ ااتا و ي كةي كايي كأ في إنك ياكفيه كأفيانك ديتكط ممي مكميصوك ي ألاكفي ااك ئةي اا كمل‪،‬ي‬
‫أت هككمي اام ك ي ككلاديين ك يم ككاينه ه ك يتظ ككماياش ك ميةي ا ككاأايصو ك ياه ك ينهككمي انمككمي‬
‫أل ماي أىيم يايافين م ي اتا لي كا ياكفيتقوموهك ‪،‬ياككفيتقميكمي اوظنك ي ااأاك ياامظ ك ي‬
‫ا ايهقميمطن يان ديي مي و ه ي كأىيتتمتك يصوك يا كميأياك ياك يظك اي كةياكل ي اتقميكمي‬
‫ي أل مأ ه ي اي يم كاي نك اي‬ ‫يا تاو يأ اام‬ ‫مطفي اا مممي اهنا ه يأا مممي ألا فياه‬
‫ا ا‪،‬يلمميمظكةي ميكلياظنك ي اا كماي اكاأاممفيصنكاي كاأاه ي اك يي م يأ هك ييك كمياكفي‪150‬ي‬
‫أ هق ي اتةيتأ ليام ي اا تأهي ألأ يافي ي اا تأهي ا نةيافي نظ ي ااشمأل‪.‬ي ي‬
‫يصو ي امئه يام ةي اييهامميتكاميظه ينلكأي‬ ‫يأ اا لظييفي ا مىي اا مليم اي إلنق‬
‫اق أ يم ا ايأ ات ه يا ي طاميأ ةي يافميان ‪،‬يت اهيلاديأ ضل ي ةياأ ي اوظنك ي‬
‫اا مي يااه ي انمميصناا ي محيمئه ي اأ ماي اا ملي أل ك لي" ا كم أل"ي كةييكتكأ مي‬
‫ي‬ ‫‪ 2013‬يمطفي اوظن يت قكاييفي ا كايها كفييفيه كأفيا كاميامكميأم اهك ياكاأ ي الكأ‬
‫ا أ ك ك يا ككميأ ا ككأا فيتك ك افيلا ككديا ككةي ااأ ك ك ياو ككأا نةي ااشك ك م ‪،‬ي ا ككللييصو ككفي‬
‫م ككمل يألأ يا كمعيصو ك يا ك فيمئه ك يصاككمي امشككممياص ك ي ا ككأا فياواشككمألي أل مككأ ة‪،‬ي‬
‫ي أا نه ييا ي ا يتأ هةي تف ه يي‬ ‫ي ا ميلياظاا ياوافأض يي أ‬ ‫اها يال ي ااأ‬
‫ص فيام اهاي اي انهض ي ةي اام أ ي ةي‪23‬يا م ي‪ . 2015‬ي‬
‫أ ك فييلككاييا ك ياامظ ت ك ي ألتف ك ايصو ك ي إل ككت ن يما ت ككمفي من ككممفي ككمىي تش ك ملي‬
‫ا ككتق مياتنفمككلي اام ك ي افنه ك يأل ك مي ا ككايصو ك ياأاتككةي اا ك ‪،‬ي ييفي ااف أض ك ي‬
‫ي ألات ىيلكأ ي اتقميكمي اا كائةيأللكاي اا ت كمفيأي تملك يا كمي‬ ‫ت م يافيظامايم‬
‫تككاامي ا ن ككدي ا ككاأاةي ككمىيال م ككاعي ألاككمي ا ككلليم ض ككت يي مأ هك ك يأ ا ككأا في ككاصأعييفي‬
‫ي انمككم‪،‬ياكككفياككفي اا لككظيين ك ي يتأظككاي ق ك ي‬ ‫اا ككطا ياككفيتاكيكمليصككفين ك اياأ يلككأ‬
‫اتم اا ي مفييي مىي ان ليالادي ط مأ ه يت اميصو ي ن اي ا ق ي اافقأاعي مفي أل مى‪.1‬ييي ي‬

‫‪ -1‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة واستنتاجات‪:‬‬
‫ك ي كةي ا مصك يأ ا كقةيأتأامكاي‬ ‫ييييي ت تاايا كميصوك ينهكمي انمكميم كف ي مكمعيظكا يا‬
‫ككةياو اوهك ك ي اتناأهك ك ‪،‬ي اك ك ييفي نشك ك اي مأ هك ك يا ككاي‬ ‫ك ك ‪،‬يااك ك يظ وك ك ي اا ككامي‬ ‫ا‬
‫انهض يظ ميان يتهاما يألافيا مي اقأاة‪.‬ي كةيلكمفيتكم ي مأ هك ياشكمألي اقكمفي اكللي‬
‫أىيمأ مياه يا ن يتناأه يظاماع‪ .‬ي‬
‫يييييي م ك ك يا ككل ي اظك ك ايا ككفي اام ك ك يصوك ك يتأض ككه يا نك ك ي ككميا ككفينه ككمي انم ككميم ان ككم ي‬
‫اوا كميمف‪،‬يأ ككل ي اككاأمي اككلليمو م ك ياشككمألي ككاي انهض ك يم ان ككم ياأل مككأ ممف‪،‬يأاككأيا ك ي‬
‫ظ ك مينهككمي انمككميه ت ككمي ا ن ككمي ااشككتمدي ككمفي اككاأاتمفياككفيلمككمي إلاتا ك ‪،‬يأ ككايمككم ي‬
‫يتهامايظاماي ةي اان قك ي ل ياك يمكت ي اتأ كمي اك ي تفك اي كمفي أل كمىي اا كتفماعي‬ ‫ام‬
‫افي انهم‪ .‬ي‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬

‫‪83‬‬
‫الفصل‬
‫الثالث‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تقديم الفصل‪:‬‬
‫ال ا هااي م ا ااي إلااا الااأاث منااأ م ا إلااا‬ ‫إن مااي يم ا العالقاايا الليليا وااا نااي‬
‫ي م ااي لى إل ااا تع ااي‬ ‫التياو ااحي ن ااف ال و ااا ال تا اأة األخ ا اأة الت اايتأ لا ا ن لي الن ااي‬
‫إلاأة الااأاثي ي لوعا‬ ‫إ نتميالا الاجيء إلا شكي الع ف يالت ل ل كيس ا مان يساي‬
‫إلا التسيي ي يناا للايميسي الاأاث من للايميسي إلاأة التعيين يمي اأتط ل اي مان‬
‫ويق‪.‬‬
‫خا إمالماا ي ااياا تتعايلا واا شاان هاذ‪ ،‬الد اي ي يقال قال‬ ‫يوا هذا الالل ه اي‬
‫العل ل من الطينن ن ناي يمدتأنيا من شا ي تج ب التايل المطيشاأ لا ن لي ناي‬
‫ال ي غ أ ن ه ي من تعيما ماه هاذ‪ ،‬األ ما لياقعيا مان خاال ااأؤ الاأخى المختا ا‬
‫ألجا التدا ا ماان األ اأاأ قاالأ اأمكاايني إال ن لي الماااب إساات ذا جميااه اليسااي‬
‫ال ا ا‬ ‫المتعاد ا طاايلناي السااامي يأوعااا الد ااي إلااا مجاااا األماان يودااي لمااي يدت ااي‬
‫السيلا من م نيق األم المتنلةي يالذي يكأا الناي السامي وا ال امايا الدي ما لا ن‬
‫اأتنيل اأوأيدا لا أ وا المساال يامتلأهاي ق اي تتعااح‬ ‫اللي ي لمن هذا األخ أ وي‬
‫إلاا نا اي التيجا إلاا التعايين‬ ‫طيلت مي اأقتايلي يال مالق ل ي طايألمن الاليلاي يالسال‬
‫لل الاأاث‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تاريخ الصراع على نهر النيل‬


‫ل ن ك من مااأ يالسايلان مان‬ ‫أا ال اميا الليلي ماا أ ال‬ ‫لايلمي‬
‫ممايا إساتالال ال اأ لا ن‬ ‫خأى ت ج غييب اأ قي ي يا تا‬ ‫ي ن يبيي من ج‬ ‫ج‬
‫لي الم ط ااه يلي الما اابي ل ااذا تتط ااي ن المياق ااف طش ااان اأت يقي اايا الملأما ا و ااا الع اال‬
‫ي لي الم طه‪.‬‬ ‫اأستعميأيي يالتا تأو‬

‫المطلب األول‪ :‬كرونولوجيا الصراع بين دول حوض النيل‬


‫تعيل يلا ليالأ التيتأ ل ن ماأ يان يبيي إلا ‪ 27‬يوملأ ‪ 1979‬ي م المي ماان‬
‫يأ السيلاا د ج ء مان مياي‪ ،‬ال ا لاأي ‪ 35‬لاف والان واا‬ ‫الأ يا الماأي الأان‬
‫شااط ج ي اأة س ا يءي مااي لوااه الااأ يا" مي جيسااتي" ‪ " Mengistu Haile Mariam‬يقت ااي‬
‫لتنيي مجأى ال أ‪.‬‬
‫في عاام ‪1986‬م‪ :‬تا إلا اأ معيهالة لتسايي الخالوايا لا ن مااأ يان يبياي يمااا‬
‫أس ي الميي‪،‬ي إ ايو إلاا مشاأاا ات يقيايا التعايين واا مجايالا النديوا يال اين‬
‫يالتعاي يالان يالسيين ل ن اللال ن‪.‬‬
‫جويليااة ‪1993‬م‪ :‬ت ا تيقيااه مااذكأة ت اايه ل ا ن الااأ يا الما اأي األساالح نس ا ا‬
‫مطاايأ يأ اايا الااي أاء اأن اايبا ااذا "م ااايا ي ااييي ‪ "Meles Zenawi‬ماااا‬
‫ماالة مطاايل ي هم ااي ماال قيااي ي ماان اللااال ن طاااي شاايا لميااي‪ ،‬ال ا ماان شااا‬
‫اأ أاأ طمايلح الليل األخأى‪.‬‬
‫‪ 26‬جوان ‪ :1995‬لخاا العالقايا لا ن اللاال ن وتاأة تايتأ شال ل مداب منييلا‬
‫إغتي ااي مط اايأ و ااا العيا اام اأن يبيا ا لي ااا طيط اايي يمدل ااي أك اايل يت اايتأ و ااا‬
‫العالقيا لملة ‪ 17‬ميمي‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Nahdha Dam : Nile water crisis stations between Egypt , Sudan and Ethiopia,‬‬
‫‪https/voiceofpeopletoday.com/nahdha- dam- nile- water-crisis- stations-egypt-sudan-ethhiopia‬‬

‫‪86‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يأهااي‬ ‫فااي عااام ‪2001‬م‪ :‬ن يبيااي تعااان م م ااي إقيم ا ماالل ماان المشاايأيه ماااا‬
‫الليلي وا إستأات جي يا ي لاميي‪ ،‬كش ا م ي نكيمت ي ويمي طعل‪.‬‬
‫ال ا ا الس اااي يه ااا‬ ‫‪ 11‬ماااا ‪2010‬م‪ :‬يقلا ا تيقي ااه ات يقيا ا لا ا ن لي ن ااي‬
‫ن يبيي ي يغ لا يك ياي يت ا ياي يأيا الا يبيأي الي المعأيوا طيسا "إت يقيا م ت لاا"‬
‫تطعت ااي معيأ ا ا شا اال لة ما اان ماا ااأ يالسا اايلان يطميجا ااب اأت يقي ا ا ي ا اات إ ا اايء‬
‫الناص التيأيخي لألخ أت ن يودي الت يق تا ‪ 1929‬ي ‪.1959‬‬
‫‪ 26‬مااا ‪2010‬م‪ :‬ينيد ا ييك ااايكا س اأبا معايماايا نااي ااااب مطاايأ ماان‬
‫الخأاي إ شيء قيملة مساكأي تساتخلم ي الداياا الخياا المااأي إذا ااأا‬
‫إن يبيي ماا م ا قلمي وا ل يء السل‪.‬‬
‫نااوفمبر ‪ 2010‬م‪ :‬النكيم ا اأن يبي ا ت ااا تااامي الساال ي تعااان م م ااي ماااا‬
‫الت ذ‪.‬‬
‫ا لاايقا‬ ‫‪ 02‬أفريل ‪2011‬م‪ :‬النكيم اأن يبي تعان إاالق مشأيث سل ال‬
‫الم أيمي ي ‪.‬‬
‫اي ساتااه مااأ مااا‬ ‫ما ‪2011‬م‪ :‬طعل سديا نكيم مطيأ ما ا ن يبيي‬
‫خا ا الساال لل اأس ا تااان أ‪ ،‬ماااا لي الماااب ماااأ يالساايلاني طعاال ذال ا تا ا‬
‫ت ي ييأاا متطيلل لأخسيء ي أاء اللال ن لطنف الماف‪.‬‬
‫مما ي للأاس الل اأسيا ال لسي اأن يبيا يالتاان أ‬ ‫ما ‪2012‬م ‪ :‬لل ا ال‬
‫المنتم لاسل ماا ماأ يالسيلان‪.1‬‬
‫مااا ‪2013‬م‪ :‬ااالأا لج ا الخل اأاء الليلي ا تدأيأهااي ط ااأيأة إج اأاء ل اأساايا‬
‫لتدي تان أ السل ماا الالي الماابي تعناأا الم يي ايا طعالمي أو اا مااأ‬
‫لج و ي للين خلأاء جي ب‪.‬‬ ‫تشك‬

‫‪1‬‬
‫‪-Ibid.‬‬

‫‪87‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫جويلية ‪2014‬م‪ :‬ياودا الساايا وا ماأ ي ن يبيي ماا إست يف الم يي ايا‬
‫مأة خأى‪.‬‬
‫أوت ‪2014‬م‪ :‬ات دا الساايا المااأي ياأن يبيا مااا ت اذ تيااييا الاج ا‬
‫الليلي التا تشكاا مي ‪ 2012‬من خال مكتب استشيأي ميلما‪.‬‬
‫ساااابتمبر ‪2014‬م‪ :‬مدا اال اأ جتما اايث األي لاج ا ا النالني ا ا المكي ا ا ما اان ماا ااأ‬
‫ي ن يبيي يالسيلان لم يقش اييغ إختايايا الاج ال ي يقيامالهي اأج اأ يا‬
‫يتياتأ إجتميميت ي‪.1‬‬
‫أكتااااو ر ‪2014‬م‪ :‬ياودا ااا ماا ااأ ي ن يبيا ااي يالسا اايلان ماا ااا إختيا اايأ إستشا اايأي ن‬
‫إنلاهمي هيل لي ياألخأى وأ سا أجأاء اللأاسيا الماايط ني السل‪.‬‬
‫مارس ‪ :2015‬يقه الأ يا الماأي ملل ال تيؤ السيسا ي أ‪ ،‬السيلا ا‬
‫ممأ الطش أ يأ يا الي أاء األن يبا "ه اا ليسيل ن ‪Haile Mariam‬‬
‫السل اللمشدا" ت م ا‬ ‫‪ "Dessaegn‬وا الخأاي ي ماا" إمالن مطيل‬
‫الدي ين الليلا‬ ‫سيسي ي تت ح مه الديامل العيم وا مطيل‬ ‫الينيد ‪ 10‬مطيل‬
‫التا تنك التعيم مه األ يأ الليلي ‪.‬‬
‫جويليااة ‪ 2015‬م‪ :‬مداالا الااليأة الساايطع أجتميماايا الاج ا ال ي ا طاايلخأاي‬
‫طيلساايلاني يالتااا ااالأا ليااين ت اامن قياماال ي ا ا اأ مم ا مكيتااب اأستشاايأي ن‬
‫الليل ن‪.2‬‬
‫ناااوفمبر ‪2015‬م‪ :‬إس اات يف اأ جتميم اايا ال يا ا طيلعيا اام الماا اأي الد اايهأةي‬
‫يالتا إ ت ا لإقيما جيلا جل الة مان الم يي ايا واا الخأااي طن ايأ ي ياأي‬
‫الخيأجي يالميي‪ ،‬معي‪.‬‬

‫‪ -1‬عصام عبد الشافعي‪ " ،‬سد النهضة وقضية المياه واألمن القومي المصري"‪ ،‬المعهد المصري للدراسات‬
‫(‪.8 :)2020‬‬
‫‪ -2‬السفير إبراهيم يسري‪ ،‬النيل وسد النهضة‪ ،‬رحلة عبر التاريخ والجغرافيا (مصر‪ :‬المعهد المصري للدراسات‬
‫السياسية واإلستراتيجية‪.04 ،)2016 ،‬‬
‫‪88‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ديساااامبر ‪2015‬م‪ :‬يق ااه ي أاء خيأجيا ا ما ااأ يالس اايلان يان يبي ااي ما ااا ينيدا ا‬
‫الخأاي التا ت م ا تام ل إمالن المطيل الميقه من قل قيلة الالي الانالفي‬
‫يطمي وا ذال مكتل ن وأ س ن لت ذ اللأاسيا ال ي لامشأيث‪.‬‬
‫ي ماا يش اال ت يء مان ‪ 70‬طيلمي ا مان ل ايء‬ ‫فيفر ‪ 2016‬م‪ :‬إن يبيي تعان‬
‫السل‪.‬‬
‫ا ‪ .‬يخااالف ل ا ن الاالي‬ ‫مااا ‪2017‬م‪ :‬إسااتممي التدأيااأ األيلااا ماان ساال ال‬
‫النالف ني التدأيأ‪.‬‬
‫جوان ‪2017‬م‪ :‬ي يأ الخيأجي الماأي يأ إن يبيي‪ .‬ييلمي الستممي المسيأ‬
‫ال ا للأاس السل ي نأهي ماا ماأ‪.‬‬
‫‪ 15‬أكتو ر ‪2017‬م‪ :‬تعان ماأ مياودت ي ماا التدأيأ األيلا‪.‬‬
‫‪ 17‬أكتاااو ر ‪2017‬م‪ :‬ي ي ااأ ال ااأي الما ااأي ا ا يأ ميق ااه الس اال لمتيطعا ا مم ااي‬
‫الل يءي ييعأب من قاح ماأ من تاخأ ت ذ اللأاسيا ال ي لاسل‪.‬‬
‫‪ 13‬نوفمبر ‪2017‬م ‪ :‬قي ي يأ الاأي المااأي إ ا لا ات التياا إلاا ات ايق‬
‫طعل ن أو ا إن يبيي يالسيلان التدأيأ أليلا‪.‬‬
‫ي ستتخذ اأجاأاءاا الال ما‬ ‫‪ 15‬نوفمبر ‪ 2017‬م‪" :‬النكيم الماأي تعان‬
‫لان يظ ماا" نديق ماأ المي ي ‪.1‬‬
‫‪ 26‬ديسااامبر ‪ 2017‬م‪ :‬ماااأ تدتااأؤ ماااا ن يبيااي مشاايأك الل ا الااليلا وااا‬
‫ا اأن ايبا مااا ليلتاا‬ ‫ممي الاج النالني التا تلأا تان أ إ شايء سال ال‬
‫الماب ماأ يالسيلان وا ييأة لي يأ الخيأجي الماأي سيمح شكأي‪.‬‬

‫‪ -1‬ا المأجهي ‪.05‬‬

‫‪89‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ 18‬جانفي ‪ 2018‬م‪ :‬قي أ يا الي أاء اأن ايبا السايلح "ه ااا ماأي لسايل ن"‬
‫مااايلح الشااعب الماااأي لاخاااأ طاااي شااك ماان األشااكي ي وااا‬ ‫إ ا لاان يعااأ‬
‫طعل ل يء السل‪.1‬‬ ‫إشيأة إلا ا ب ماأ من ميي‪ ،‬ال‬

‫المطلب الثاني‪ :‬موقف دول حوض النيل من سد النهضة‬


‫الفرع األول‪ :‬الرؤية األثيو ية لمشروع سد النهضة‪:‬‬
‫ساام ا ان يبيااي ل اايويأة الميااي‪ ،‬ن ااف لا ا متيسا هاااي الألمااايأ نايالا ‪ 848‬ما ا‬
‫ن يبياي العل ال مان الطن اأاا يان اا مشاأ‬ ‫س ييي لتاا نتاا ‪ 2000‬ماا سا يييي يتمتاا‬
‫األ أق يعتلاأ نال المجايأي الأ يساي ل اأ ال ا الاذي طاه‬ ‫أ يسا‪ .‬ي أ ال‬ ‫ني‬
‫من طن أة تي ي‪.‬‬
‫هاذ‪ ،‬الماياأل المي يا المتينا جعاااا مان ن يبيااي ملاأ مخا ين مااي ا واا وأيديااي لماان‬
‫الدلأة‬ ‫طيست يلة قا ا من هذ‪ ،‬النأية المي ي ال ي ا ن ف ‪ %10‬من اأن يب ن ود لل‬
‫ماا الناي ماا الايق الم أبي ي ي هذا مي جع النكيم اأن يبي تيج اساتنميأات ي‬
‫وا مجي إ تيج الايق الم أبي ي ي يذل من خال تش ل العل ل مان الساليل‪ .‬ي مشاأيث‬
‫ن أوااه ماان إ تيج ااي لام أباايء الميج ا‬ ‫اامن أخي ا اقتااايلي ماان شااا‬ ‫ا‬ ‫ساال ال‬
‫لاتاال أ لااالي المجااييأةي وان يبيااي تااأى ن الميااي‪ ،‬تاذهب ماان أ ا ي ماان إلااا الساايلان‬
‫يماااأ لين االساات يلة م ااي لااذال ماان الم اااح ن تساات ل هااا ي ااي ماان هااذ‪ ،‬النااأية‬
‫المي ي ال ي ا ي يمعيأ ت ي طشلة ات يقي ‪.2 1959‬‬

‫‪ -1‬ا المأجهي ‪.06‬‬


‫يء الياقه المي ا لمأنا مي‬ ‫الشأقا ماا‬ ‫ال‬ ‫‪ -2‬ويا نسن الش خي "مستدل العالقيا الل ي للي ني‬
‫شأ)‪23 :‬ي‬ ‫"ي لأاسيا اوأيدي (للين س‬ ‫طعل قيي سل ال‬
‫‪http://dspace.iua.edu.sd/bitstream/123456789/1058/1/%D9%.pdf‬‬

‫‪90‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الموقف المصر من سد النهضة‪:‬‬


‫يالجاال لا ن الخلاأاء يال ا ن‬ ‫ا الدالأ الماايوا ماان ال داي‬ ‫اي مي اايث سال ال‬
‫متيااا ماي لا يكان‬ ‫يالم لس ن يالمختا ن وا مجي الدي ين الليلاي يال ا ال دي‬
‫ه ااي تياو ااح و ااا ما اايلح لي الم ط ااه يلي الما اابي ويلعالقا ا الت ااا تا اأب لا ا ن لي‬
‫الماب يلي الم طه كي ا لا مي مل ي ماا الشا يالأيطا ي أن التخايف المااأي قاي‬
‫ال ا مان شاا ي ت ل ال األمان الماي ا ل اي‬ ‫لا مي ني إمكي ي إ شيء مشيأيه ماا ني‬
‫يالتان أ ماا نات ي من أ ال ‪.‬‬
‫األن يباي ميأ اا مااأ يطشالة تجسا ل هاذا‬ ‫يم ل اأمالن من إ شيء سل ال‬
‫المشأيث من م ااح ن ند ي التيأيخا وا الميء سيف تاانأ يسايف ت دال مان ‪ 11‬إلاا‬
‫‪ 19‬ماييأ متأ مكعطي س ييي من ميي‪ ،‬ال أام ياأملال طيلايق ‪.‬‬
‫يالمخييف اطنا جلي يالنكيما المااأي تالق ايقيا الخااأ كاين م اي الماي ا‬
‫من ت ل الي يطماي ن قالأة اساتيعيب المشاأيث تاا إلاا ماي يعايل إجمايلا تالوح ال اأ‬
‫لملة مي ي نتمي س خنأ ذل ماا تلوح الميي‪ ،‬إلا لي الماب‪.‬‬
‫يا لمخااييف الما اأي الا كي ااي ل ا تسااتاه الناااي ماااا تااامي الساال يالل اأساايا‬
‫ايث مان التعتاي مااا هاذا المشاأيثي طايلأجيث إلاا الدالأة‬ ‫الخياا ل ساط ‪ %100‬و اي‬
‫ال ي ا لاسل وا تجميه الميي‪ ،‬ياذا خاذ ي واا االمتطايأ ن الم ادا المخااا لامشاأيث‬
‫يال اا األأ ي ‪.1‬‬ ‫لا ال‬ ‫قيلا لتعأ‬
‫يلع األمأ الذي ال الي ه تعد لا هي ن المخياأ تني طماأ من الجي ل ن‪:‬‬
‫الجانااب األول ‪ :‬االت يقي ا اأايأيا النيليا ي يمااي اااينل ي ماان تيقيااه لي ماان النااي‬
‫ال ا ا "ي أم اايلة تي ي ااه نا ااص ال ااأ نس ااب‬ ‫م ااي يس ااما" طم ي ااي ن ااي‬ ‫لتش ااك‬

‫‪ -‬سل األل ي الع ي ي اااه ماي لتيأيخ ‪imdescPhp..www.olmorefo.ong :2020/09/02‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪91‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المعي أ المي يم وا االت يقي يتشجيه لم االستنميأاا ال أاميا يالايقييا واا لي‬
‫الم طهي يمن ت ل ل مطيشأ لناتا ماأ يالسيلان‪.‬‬
‫ن يبا قلي هلو التنك‬ ‫ي هي ت ذ لمخا‬ ‫الجانب الثاني‪ :‬تجس ل مشأيث سل ال‬
‫تنك وا ماأ"ي كذل تعتلأ مااأ‬ ‫ممال طيلعد لة "من تنك وا ال‬ ‫وا ميي‪ ،‬ال‬
‫إس اأ اا‪.‬‬ ‫مشأيث السل هي ت ج تنأي‬
‫يباالاا مخاييف مااأ ماان هاذا السال إلااا نال الت ك اأ واا تاالم أ‪،‬ي يقال ساأب ميقااه‬
‫ييكا اايكا م اأس ااالا لا ا ن نسا ا ا مط اايأ يمم ااأ الطشا ا أ ت اام ا اا ااب إ ش اايء قيم االة‬
‫مسااكأي ج اايب الخأاااي ل ااأب ي ساال تديم ا ن يبيااي ماااا ال ا ي يالااأ يا الساايلا ا‬
‫ليستا‪.1‬‬ ‫ياوح ماا إ شيء قيملة لا ا "الميم ليا الماأي" وا مل‬
‫يهاذا ااص الأساايل المساأب ماان ميقااه اأسااتخطيأاا األمأيكيا ماان ميقااه ييكااايكا كمااي‬
‫ها‪:‬‬

‫أ الميقه‪ :‬اااه ماي ي‬ ‫ي مستدل األمن الديما الماأيي‬ ‫‪ -‬نمل ماا سايميني سل ال‬ ‫‪1‬‬

‫‪2020/09/05‬ي ‪http :www.olukoh.net/ culture/0/55477/‬‬

‫‪92‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)06‬رسالة حسني مبارك للعمر البشير‬

‫المصدر‪ :‬ل ص‪-‬الميم ‪-‬ليني ح‪-‬ييكايكا‪-‬ني ‪-‬خا ‪-‬مطيأ ‪-‬لمياج ‪-‬سليل‪-‬إن يبيي‬
‫‪https://www.youm7.com‬‬

‫ي طيلأجيث قايال إلا وتأة الست ييا يالسطع ييا من الداأن المي ااي جال مااأ‬
‫نيل ا ماان الأيط ا تجااي‪ ،‬ن يبياايي لااذا جاالهي وااا المن ااأ م ان الم اأاا تسااتخل‬ ‫لا مااي تعااي‬
‫م ياااأ لاخاي ا وااا ن يبيااي ليقااف ي مشااأيميا قاال تدااي ل اايي تااخنأ ساااطي ماااا نا ا‬
‫ما ااأ م اان مي ااي‪ ،‬ال ا ا ي وتج االهي س اايملا النأكا ا االأت أيا ا المايلطا ا طيال ا ااي م اان‬

‫‪93‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ن يبيااي واا ااأاث‬ ‫اال النكيما ي ممااي جعا‬ ‫ن يبيايي كماي ايللااا مسااما ن يبيااي طايلنيأة‬
‫وا مامن من األاميث األن يبي ‪.‬‬ ‫لاخااي ل ذا تمين ميي‪ ،‬ال‬
‫خياا ي ن اأمل اأااايأ اأن اايبا هاايال سالسااا )‪ (Hailé Sélassié‬كااين قاال‬
‫لإقيما ا شااأكيا و ااا إأيتأي اايي‬ ‫اتخااذ ميق ااف ماالا ا اتج ااي‪ ،‬ماااأي ن ااف س اامح أس ا اأ‬
‫طيأ ا اايو إل ا ااا تنأي ا ا ا لام يسا ا ا األأنيذكس ا ااي األن يبيا ا ا طيال ا ا ااي م ا اان الم يسا ا ا‬
‫األأنيذكسي الماأي ‪.1‬‬
‫أاء لم كأين سييسا ن مااأي ني اأين ن السال سايف يدتااأ‬ ‫يوا المديل ه ي‬
‫مما ماا تيل ل الايق ي يبذل ال يشك ت ل ل ماا نا ماأ من الميي‪،‬ي لمن الداح‬
‫يكم اان ودا ا و ااا وكا اأة ال ااتنك االس ااتأات جا و ااا ت االوح المي ااي‪ ،‬الت ااا تاا ا إل ااا ما ااأ‬
‫يالسيلان‪.2‬‬
‫ا طيمتطاايأ‪ ،‬مشااأيمي لات ميا اأقايمي ا‬ ‫يطاايلأغ ماان التسااييح األن اايبا لساال ال‬
‫لاساال العاايلا طمداالاأ ‪ 50‬إلااا ‪ 100‬س ا ي وااإن‬ ‫ي ا ساايف ي ا ل ماان العمااأ االوت ا اأ‬
‫ماااأ مي الااا تتخاايف ماان األ اأاأ المنتما ا أ شاايء الساال ماااا مااايلن ي اليا ي ا‬
‫ي م ااي الد اايما‪ .‬وتخ ا ين ‪ 74‬ماي اايأ مت ااأ مكعااب م اان المي ااي‪ ،‬خااال ‪ 06‬سا ا ياا يو ااح‬
‫طمدالاأ ‪12‬‬ ‫لالأاسيا الخيا طيلمشأيثي هذ‪ ،‬الممي من شا ي تخ ف تلوح ميي‪ ،‬ال‬
‫نا ماأ من الميي‪ ،‬طمعل ‪06‬‬ ‫ماييأ متأ مكعطي من الميي‪ ،‬س يييي يبتيلا ست خ‬
‫ماييأ متأ مكعب س ييي ماا ق تدل أي يهي مي يع ا ا تداي مااأ مان ي اعي ال الأة‬
‫ن ي دال مااأ مايال يدا مان ما اين والان‬ ‫إلا لأج ال دأ المي ا‪ .‬هذا األماأ مان شاا‬
‫كني ا ا المي ااي‪ ،‬منا ا ال ااأ‬ ‫م اان أ ا ا ي ال أاميا ا ي يم اال ق االأت ي ما ااا اأما ا المنياا ا‬

‫‪ -‬ميللة العيلا سأى الل ني السيلان ل ن ماأق اال اي يالس لان اأس اأ اا (ل أيا‪ :‬لاأ األويق الجل لةي ي‬ ‫‪1‬‬

‫‪)1998‬ي ‪.55‬‬
‫‪ -‬ممأ خ أيي ن يبيي مسال الميي‪ ،‬يالايق وا اال تخيطيا اللألمي ي التدأيأ االستأات جا (ماأ‪ :‬المع ل الطنيف‬ ‫‪2‬‬

‫ياللأاسيا اأوأيدي ي ‪)2011‬ي ‪.96‬‬

‫‪94‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يقاااب السااكأي طيأ اايو إلااا ياايلة الماين ا طيل سااط لااللتي ااأ ال ا ‪ .‬ييمتاال الت ل اال‬
‫ليشام الناأية الساامكي ي يايلة نجا ال جاية الالذا يا يكاذا دااص وعيليا الساال العايلا وااا‬
‫تيل ل الم أبيء يكذا تان أ‪ ،‬ماا السيين وا أ ال ‪ .‬يقل تمل إلاا يايلة ساط الطايلا‬
‫ي عف اأ تيج الا يماي ال أاماي يالايقيي‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬موقف السودان من سد النهضة‪:‬‬
‫مااا إ شايء‬ ‫وا النديد جل ميقف النكيم السيلا ي تأايؤ مي لا ن االمتا اأ‬
‫خنأ ماا وعيلي السليل وا السايلاني كماي يمتال تاان أ‪ ،‬إلاا ودالان طعا‬ ‫المشأيث كي‬
‫إلااا‬ ‫األ اأ ااا ال أامي ا خااايبت ي‪ .‬هااذا ماان ج ا ي ماان ج ا خااأى تنااي ميق ا‬
‫ميقف مني لي ي ملا التديأيأ طان السيلان لن ت أأ مان إ شايء ن يبياي ل اذا المشاأيث‬
‫المل أي ل قل يعيل طيل ي لة ماا السيلان خيا وا ماي خاص ت اي تالوح مياي‪ ،‬ال اأ‬
‫س ااط تعأ ا ا لا ي ااي يا ي ك ااذا التدا ا ا م اان‬ ‫ن ااي الس اايلان كم ااي يس اايمل ما ااا تدا ا ا‬
‫االاميء الشل ل الذي تعي ا م السليل السيلا ي ‪.‬‬
‫ا كااين ماان م ااااح هاالاف‬ ‫يه ااي ماان ااأى ن ميقااف الساايلان ماان مشااأيث ساال ال‬
‫اال مااا‬ ‫سييسي ي ينتا ا تيج ا لمساي لة ن يبياي واا المشاأيث يهاذا مييمنا يأقا‬
‫ماااا مناااف نال ااب‪ .‬لين ن سااا الااليأ التااا تاعط ا ن يبيااي وااا‬ ‫ماااأ مديل ا ت ااي‬
‫الماااف الساايلا ا‪ .‬ييمكاان الدااي ‪ .‬يماان خااال الل اأساايا العاميا ي ال ي ا لاساال جاال ماان‬
‫‪1‬‬
‫ال يا ل التا سيف تعيل ماا السيلان من المشأيث تتمن وا األتا‪:‬‬
‫‪ -‬ت ااي تاالوح الميااي‪ ،‬ماااا ال ا األ أق ماااا ماالاأ الس ا يماان شااا التدا ا ماان‬
‫ال ي ي يا‪.‬‬
‫‪ -‬ين ا ا مسا ااال الاما ااا التا ااا تا ااخنأ ماا ااا السا االيلي يطيلتا اايلا الأوا ااه ما اان ك يءت ا ااي‬
‫التخ ي ي ‪.‬‬

‫الشأقا يلي الخأاي الللايميساي ‪.2016،222‬‬ ‫ال‬ ‫وا ني‬ ‫‪ -1‬س ف نمل ملل هللاي همي سل ال‬

‫‪95‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬يكتساب الساايلان ياايلة وااا األ اأ ااا ال أاميا ممااي يساايه وااا تاااييأ ال اأما ي‬
‫ييلة اال تيج ال النا‪.‬‬
‫السيلان من المشأيث إلا جي ب ال يني السييساي مل اا مااا قيمالة‬ ‫يالمالنظ غمي‬
‫ماان الليي اايا يالل اأس ايا ذاا ساايا ماماااي وتعاااا الل اأساايا التااا قااي ل ااي خلاأاء ماان‬
‫ه ي جي ب إ جيلا طيل سط لاسل‪.1‬‬ ‫السيلان تخكل‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تأثير سد النهضة على العالقات بين دول حوض النيل‬
‫تعال ق اي ميااي‪ ،‬ال ا ماان الد اييي الم ما التاا تيل ااي ن يبياي هميا قاايى وااا‬
‫ا وااا ‪ 31‬ماايأا‬ ‫ااايق سييساايت ي اأوأيدي ا ي خيا ا طعاال إمال ااي ماان إقيم ا ساال ال‬
‫‪ 2011‬ي يه ي ل ا سييسا ا يا اان ألن يبي ااي تمنا ااا وااا مد اال م ااختمأاا الدما ا األوأيديا ا‬
‫يالمااختمأاا الي اأي ا يالتااا ماايلة مااي تعداال وااا ليسااي طيطااي ن ااف اااطنا دا ا إلتداايء‬
‫اأجتميم اايا يالاد اايءاا لا ا ن السيسا ا األويأقا ا ما ااا كيوا ا األا ااعلة يه ااي م ااي يع ااي‬
‫س االيي م ااه ال االي األوأيديا ا ي طيلمديأ ا ا م ااه التمن ا ا‬ ‫التمن ا ا الللايميس ااا ألن يبي ااي األقا ا‬
‫الللايميسا الماأي‪.‬‬
‫ال ا نتااا ال تتااأ المجااي‬ ‫يقاال شاااا ن يبيااي تنأكيت ااي ااايب مع ا لي نااي‬
‫م تيؤ لايلح ماأ يه التنأكيا األن يبي تمنيلا وا ‪:‬‬
‫‪ -‬ييأة أ يا الي أاء ن يبيي هي اا مأيي ليسيل ن (‪)Haile Mariam Dessalegn‬‬
‫لت ا يي ‪ 21‬ميأا ‪ 2017‬لطنف مجيالا التجيأة ياأستنميأ‪.‬‬
‫‪ 24 -‬وأي ‪ 2017‬مدل مطيننيا مه أيا لا أقيم شاأم وا مجي التعاي ي‬
‫السيين يالمسيملة الدي ي ي المتطيلل ‪.2‬‬

‫‪ -‬ا المأجهي ‪.223‬‬ ‫‪1‬‬

‫ماا األمن الديما الماأي" مأك الليين ا‬


‫لالأسيا يالتخاي‬ ‫‪ -2‬منمل كأي الخيقي اي "تان أ سل ال‬
‫(‪4 :)2020‬ي ‪https://www.bayancenter.org/wp-content/uploads/2020/07/39893833.pdf‬‬

‫‪96‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬ييأة أ يا الي أاء اأن يبا لم يي لعدل إت يقييا وا مجي الا يم ي ال أام‬
‫يالسيين ‪.‬‬
‫تيلا ن يبيي همي خيا كذل لاسيلان يذل طمتيطع ه التايأاا األم ي وا‬
‫الم اد ‪.‬‬
‫مااأ الياقااه ساايف تمن ا ساايطد وااا‬ ‫إن جاايؤ ن يبيااي وااا إ شاايء الساال ملااأ وااأ‬
‫ال ي مماي ين هاي مااا التمايلي واا تسا يا المساال المي يا‬ ‫العالقيا ل ن لي ني‬
‫يالتيس ااه و ااا إ ش اايء الس االيل المل ااأى ي ي اايلة نجا ا اأس ااتنميأاا و ااا المج ااي الا اايقييي‬
‫ال اأمااا ماان خااال تداالي إمتيااي اا لامتعيم ا األج لاااي يبااذل و ااا طااالل خااأق ملاال‬
‫األخايأ المسلح يمل األ أاأ طيل سط لاشأكيء وا األ يأ الليلي ‪.‬‬
‫وااا هااذ‪ ،‬النيل ا سااتتمكن ن يبيااي ماان اأساات يلة ماان قيت ااي وااا مجااي الم اياأل المي ي ا‬
‫ال ا ي يهاذا مااي يسايملهي ماااا التاان أ وااا‬ ‫ااال مااا لي نااي‬ ‫ياساتعميل ي كيسا ا‬
‫ف إلا ذل ليأهي المخنأ طيلدأن األوأيداي‬ ‫مختاف الت يمالا النياا وا الم اد ي‬
‫يماان هااذا الم ااااح تسااتايه ن يبيااي تاييااح ماااأ يمنيا اأت ي ماان الج اايبي يهااذا مااي‬
‫مايلح قيى ليلي ياقايمي خأى‪.‬ييخنأ طيلساب ماا السييس الماأي الخيأجي‬ ‫يع‬
‫ياللاخاي يمن ن يمكن ن تندح ذال ‪.1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األثار المحتملة لسد النهضة‬
‫ت يما التديأيأ اأمالمي يالطنيف اأستأات جي وا تيا ف األنيأ المنتماا لمشاأيث‬
‫ا طي ل سااط لماااا الجااي ل ن لي الم طااه المتمنا ا وااا ن يبيااي يليلتااا الماااب‬ ‫ساال ال‬
‫ماأ يالسيلان ييمكن طنف نيأ السل من خال ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أثار السد على ( المدى القريب)‬
‫‪ -‬وتأة م ء السل تخنأ ماا ماأ يقل يكين التان أ منأ ن يء وتأاا الج يف؛‬

‫‪ -1‬ا المأجهي ‪.5‬‬

‫‪97‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬اأقت اأاؤ اأن اايبا طم ا ء الساال وااا ساات س ا ياا اخنأ طشااك كل ااأ ماااا األماان‬
‫المي ا الماأي يماا مم السل العيلا‪1‬؛‬
‫‪ -‬دص الميي‪ ،‬المتين لدايميا ال أام يالشأب وا ماأ؛‬
‫‪ -‬خسيأة ج ء كل أ من الايق الميللة من السل العيلا؛‬
‫طيأست يلة من الايق الم أبي ي طيل سط أن يبيي؛‬ ‫‪ -‬التعج‬
‫‪ -‬تند ااح ن يبي ااي ت ميا ا إقتا اايلي يق ا ا ة يميا ا و ااا المج ااي الا اايقيي و ااا ق ااأب‬
‫األجي ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أثار السد على (المدى بعيد)‪:‬‬
‫األ أق خنأ ماا األمن المي ا الماأي؛‬ ‫‪ -‬التنك الميم وا ميي‪ ،‬ال‬
‫طيلم اد ا لاااي ن ال ي ا لميااي‪ ،‬الساال وااا م اد ا غ ااأ‬ ‫‪ -‬ياايلة إنتمااي نااليف ال‬
‫مستدأ جيليجيي؛‬
‫ت جا اأامايء الشاال ل ‪ 420‬لااف متااأ‬ ‫‪ -‬قااأ ممااأ الساال مان ‪ 25‬إلااا ‪ 50‬سا‬
‫مكعب؛‬
‫‪ -‬ت ج أ ني ‪ 30‬لف مياان من م اد الطن أة؛‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬إنتمي إ ييأ السل يينلف الميأن ماا السيلان يج يب ماأ؛‬

‫ا ا إلاأة مي ااي‪ ،‬ال ا ا كمن االل لاتع اايين يالاا اأاث لا ا ن لي‬ ‫‪ -1‬ميساايم المديتا ا ي مش ااأيميا ن يبي ااي يب اايء الس اال ال‬
‫ي‪.2019‬‬ ‫الني‬

‫‪ -2‬ا المأجه‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تحديات إدارة ملف سد النهضة‬


‫اااطح الساال وااا داا ال ماايلا يماااأ أ ااخا لألمااأ الياقااه يت اأجااه ليأ ماااأ وااا‬
‫عف‪.‬‬ ‫من ميقف‬ ‫ي اطنا تت يي‬ ‫ال‬ ‫إلاأة ما يا ني‬

‫المطلب األول‪ :‬الوضع المائي لمرحلة ما بعد السد‬


‫طيلأغ من الم يي يا‬ ‫ماا لي الني‬ ‫اطح مأ السل ياقه نديديي م أي‬
‫يال ييأاا المتطيلل ل ن ااأاف الااأاث ل الف إ جايل نا لو ما ياق ايث ن يبياي طايلأجيث‬
‫إلااا المياا ا يا األيلااا لاساالي غ ااأ ن هااذ‪ ،‬المايلااب ل ا تاخ اذ طع ا ن اأمتطاايأ ي اااطح‬
‫التعيين ليأ ني الديامل ال ي ي لمئ السال يالممالة ماي لا ن ‪ 7‬سا ياا غ اأ ن ن يبياي‬
‫متمسك طيلملة التا ال تتعلى ‪ 4‬س ياا‪.‬‬
‫ياذ إوتأ ي ملة الماا ‪ 5‬س ياا جلهي تست ا نيالا ‪ 15‬مايايأ متاأ مكعاب واا هاذ‪،‬‬
‫نااات ي إلااا ‪ 40‬ماياايأ‬ ‫النيل ا ساايف ت داال ماااأ ن ايالا ‪ 12‬ماياايأ متااأ مكعااب لت ا‬
‫متأ مكعاب مماي اخنأ مااا ناا ال األ المااأي مان المياي‪ ،‬وتااطح نايالا ‪ 650‬متاأ‬
‫مكعب هذا إ يو إلا خسيأت ي ني ‪ 1000‬ولان من األ اأ ا ال أامي ‪.1‬‬
‫يطيل سااط إلااا الساايلان ويمديمت ا ‪ 6.5‬ماياايأ متااأ مكعااب ماان نااات ي تااذهب إلااا ماااأ‬
‫ا من ا‬ ‫لعاال قاالأة الساايلان ماااا إسااتالالل يي هااذا جاال ميقااف الساايلان ماان ساال ال‬
‫اامين ماال إ ياايأ الساال ود ا ي‬ ‫إ تداايل ماان اااأف الساااا المااأي كي ا ن اأيص ماااا‬
‫ما اايا األ ما ا‬ ‫يك ااذا الميق ااف الس اايلا ا ال االام أن يبي ااي م ااأل‪ ،‬ن ن يبي ااي تماا ا طعا ا‬
‫الساايلا ي ي إذن الساايلان ميق ا ماان الساال مل ااا ماااا أخى إسااتأات جي يل اأساايا مامي ا‬
‫تجعا مان مااانت ي إقيما السال لماي واا مان إ جيليايا تعايل مايا ي يمكان الداي ان ها‬
‫األنيأ التا سيف ي أ هي السل هي خاح ياقه مي ا جل ل تمن وا ‪:‬‬

‫ي ‪.35‬‬ ‫ال‬ ‫‪ -1‬الش خي مستدل العالقيا الل ي للي ني‬

‫‪99‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يال ‪ :‬ودلان ماأ لا يم المي ي التا نأاا ما ي لملة اييا من خال االت يقيايا‬
‫المي يا التاا تيقع ااي واا كا ماأة‪1‬ي يالتاا تن ااأ الدياي طاااي شايا مااا ميااي‪ ،‬اأ ال ا‬
‫يالتااا م اان شااا ي ن تان ااح ال ااأأ طام ااي الم ااي اي كااذل الا ااأف الماااأي ااأى و ااا‬
‫تند ح ألج لة سييسي تاب وا استأاتجييا يمايلح قايى‬ ‫تجس ل مشأيث سل ال‬
‫خأى ت لف إلا ال ال ماا ماأ يت لل م ي الديما ‪.‬‬
‫ني يي ‪ :‬تانأ نا ماأ من الميي‪ ،‬خال وتأة م ء الخ ان كي اي تعتمال مااا مياي‪ ،‬اأ‬
‫إت يقي م ت لا ياميلة تدسي ميي‪ ،‬أ ال ا ي اه‬ ‫ل سط ‪ %96.5‬هذا يطعل ت ع‬ ‫ال‬
‫ماأ وا لا أة العج المي ا‪.‬‬
‫ماي ي دال‪ ،‬مان‬ ‫نيلني‪ :‬السيلان لن تانأ طشاك مطيشاأ مان هاذا المشاأيث إذ يمكان تعايي‬
‫الميي‪ ،‬التا تذهب إلا ماأ يالتا ها من ند ‪.‬‬
‫ييمكن الدي ن ماأ من منأ اللي التا للهي قيي السل وا مأانا األيلا‬
‫طساالب وك اأة إماايلة تي يااه‬ ‫ماان الم ا ءي كمااي ل ا تااان أ ماااا العالقاايا ل ا ن لي النااي‬
‫الناااص المي يا يمااه ذل ا ه ااي ق يما لاالى العل اال ماان الخلا اأء يالطااينن ن الما اأي ن‬
‫طااان ه ااي م ايااي مي ي ا كل ااأ تتمتااه ل ااي ن يبيااي ي ن ال االف األسيس اا ماان قيااي الساال هااي‬
‫تيل ل الايق ‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تأثير المواقف الخارجية في إدارة األزمة‬


‫الفرع األول ‪ :‬مجلس األمن وقضية سد النهضة‬
‫ألي م اأة اات الاجاايء إلااا مجاااا األماان وااا ق ااي اأ ت اايث الم اااف لميااي‪ ،‬األ اايأي‬
‫ن ف قيما ماأ لإخايأ مجاا األمن وا ش أ ميي لس ‪ 2020‬لتش ل اأ أالي‬
‫لين إخايأ ي تشاييأ ماه لي الم طاه يواح اص المايلة ‪ 34‬مان‬ ‫األن يبا لسل ال‬

‫ي ‪.36‬‬ ‫ال‬ ‫‪ -1‬الش خي مستدل العالقيا الل ي للي ني‬


‫‪ -2‬ويا نسن الش خي مأجه سيلحي ‪.37‬‬

‫‪100‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫م نيق األ م المتنلةي هذا يقال مأ اا مااأ الد اي مااا األما المتنالة واا سالتملأ‬
‫‪ 2019‬لماان ل ا تن ااا لإهتمااي ليلااا كل ااأ ن ا مأ اا مااذكأاا إي اايني لم ا ماان‬
‫ماااأ يالساايلان ي ن يبيااي مااي مجاااا األمااني يقاال يج ا مجاااا األماان لماايى أا اأاف‬
‫ال ا ا اث لتس اايي كيوا ا الخالو اايا تن ااا أمييا ا اأتن اايل اأوأيد اااي غ ااأ ا ا و ااا س االتملأ‬
‫جح اأتنيل اأوأيدا وا إ جيل أ اي م يساط لتدأياب يج ايا ال اأ واا‬ ‫‪ 2020‬ل‬
‫إا اايأ التس اايي الس ااامي ل ام اايا الليليا ا طميج ااب ال اا ا الس اايلا م اان م ن اايق األما ا‬
‫المتنلة‪.‬‬
‫غ أ ن التياييا التا يالأهي مجااا األمان تاسيساي مااا ال اا السايلا ال تناي‬
‫ماااا الااايال األ اميا وااا الت ااذ مديأ ا طاايلد اأأاا التااا تخااذهي مجاااا األماان تاسيسااي‬
‫ماا ال ا السيطه من م نيق األم المتنلة‪.1‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬ردود الفعل الدولية تجاه سد النهضة‬
‫إس ااتمأاأ ن يبي ااي و ااا تجسا ا ل المش ااأيث لين اأهتم ااي لت االامييا ذلا ا ما ااا لي‬
‫ي لوه إلا خأيج الد ي من ايق ي اأقايما يأوعا إلاا مجااا األمان ل الف‬ ‫الني‬
‫التيا إلا تسيي تأ ا األاأاف النالف يخاح يث من أيليل ال عا مااا المساتيى‬
‫اااليايا ليليا يا اان ماااا ن يبيااي يمااأل ذال ا‬ ‫الااليلاي واايلمالنظ ا ليسااا ه ااي‬
‫كا ااين ها ااذ‪ ،‬األا ا اأاف الليلي ا ا شا اايأكا طع ا ا ي وا ااا تميي ا ا المشا ااأيثي وطعا اال يا ا ااي‬
‫الم ي ي اايا إل ااا اأي ااح مس االيل ايلل ااا ما ااأ ليس ااي ليل ااا لم اان قيبا ا ه ااذا الاا ااب‬
‫من اأف ن يبيي‪.‬‬ ‫طيلأو‬
‫تتيقااف التااان أاا التااا يمكاان ن ت اات ماان األلياأ يالمياقااف الخيأجي ا وااا م ا‬
‫ا مااا مالل ماان المناللاا هم اي أغطا الاالي الانالف طيليسايا ي يقال شااكال‬ ‫سال ال‬
‫الميقااف األن اايبا مااي ح مااي ت ع ا الج اايل الخيأجي ا لتساايي األ م ا ي ماال ي يااأ الااأي‬

‫‪" -1‬الماف الماأيي" مأك األه اأ لالأاسيا السييسي ياأستأات جي ‪.)2020( 29‬‬

‫‪101‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫إمالمي ا ا أسا اامي ن‬ ‫األن ا اايبا س ايشا ااا ليك اا ااا وا ااا ‪ 11‬ج ا ايان ‪ 2020‬ملا ااأ يسا ااي‬
‫األااأاف األخااأى جااب " ن ال تااذهب طعاال ماان مأاقطا م يي اايا يمشااياأة مميأساايا‬
‫النس ن ن تااب طشاك مشاتأ مان الالي الانالف " كماي تدال سااي مااأ المتمنا‬
‫ا ااال‬ ‫ا ااي أسا اايل إلا ااا مجاا ااا األما اان وا ااا ما اايي ‪ 2020‬متلأها ااي مميأس ا ا‬ ‫وا ااا تيج‬
‫للايميسا‪.‬‬
‫ا وداال تل ا ن ن كيو ا‬ ‫يوااا مااي خااص المياقااف الليلي ا إ اء م يي اايا ساال ال‬
‫األا اأاف ل ا تأغااب وااا الاالوه ل ااي إلااا مساايأ التساايي ال عاي ا وااولاأة األمأيكي ا إمت ااا‬
‫ود ا يال ياايأة التااا قااي ل ااي ي يااأ خيأجي ا اليالياايا المتناالة‬ ‫لإست اايو ج ايالا الت اايي‬
‫األمأيكي ا ميي ا ليمل ااي إلااا ليسااي طيطااي تن ااأ الشااكي نااي الااليأ اأس ا اأ اا وااا إلاأة‬
‫األ م ا مااي طيل سااط لاالي األيأبي ا وا ا تخااأج ماان منييل ا األتعاايل ماان األ م ا لنميي ا‬
‫ماايلن ي وااا الم ادا ي يطيل سااط لمياقاف اأقايميا وإ ااي مل يا ماااا أهي ايا تتمنا وااا‬
‫يك اللي العأبي طا ميم ملى خايأة السل ماا المن المي ا‬ ‫إل اأ لي الخا‬
‫الماااأي يالمن ااأ ماان هااذ‪ ،‬الاالي لاال ي إسااتنميأاا وااا ان يبيااي يل ااي مالقاايا متم ا ة مااه‬
‫النكيم ا اأن يبي ا كمااي تتيقااف وعيلي ا اأتناايل األوأيدااا طا ا ت الم م ا المس ا يل ماان‬
‫ا ا ماا ااا م االى إل اأ لي األم اايء و ااا الم م ا ا‬ ‫إ لاأة الم يي اايا ن ااي س اال ال‬
‫ا ماااا الشااعب الماااأي يماالى تعااياف هااذ‪ ،‬الاالي مااه النداايق‬ ‫لتاالامييا ساال ال‬
‫الما اأي ن ااف تعلااأ منااييالا اأتناايل اأوأيدااا نتااا األن لتساايي األ م ا ماان سااعا‬
‫‪1‬‬
‫جلي من قل المس يل ن ل ذ‪ ،‬الم م لم ه إ لالث الا اأث‪.‬‬

‫‪ -1‬ا المأجهي ‪.30‬‬

‫‪102‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬احتماالت التسوية والصراع حول سد النهضة ‪.‬‬


‫ا ياااعب الت لااخ طيتجااي‪،‬‬ ‫وااا ا هااذ‪ ،‬التااايأاا التااا تش ا لهي ق ااي ساال ال‬
‫األنلاف لعال يجايل مسايأ يا اح لاد اي ‪ .‬ي لايا ه اي مسايما جليا لايااي إلاا‬
‫ن ا ا ي كا ااين ك ا ا اا ااأف لا اايا ل ا ا إ سا ااتعلال لتدا االي ت ا ااي الا ما اان شا ااا ي تاا ا ااف جا ااي‬
‫الم يي ااياي و ااا نا ا ن إن يبي ااي يالت ااا لا ا تد اال ي تع اال مام اايا لاا ااأف األخ ااأ و ااا‬
‫التخااا مان‬ ‫من مأك قية يتتمسا طماي تاأا‪ ،‬خال ماايلن ي‪ .‬ي مااأ تاأو‬ ‫تت يي‬
‫نديق ي التيأيخي وا ميي‪ ،‬ال ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬الحلول الممكنة لتفاد تأثير السد‪.‬‬


‫الفرع األول‪ :‬الخيار السياسي‬
‫طدا الخييأ السييسا هي الن األمن لاياي إلا إت يق أ ا ك األاأافي و جاب‬
‫م تاايؤ‪ .‬يمااي طعااف ماااا الت اايخ كااين األمااأ لا ياا طعاال‬ ‫تااأ طاايب الناياأ يالت اايي‬
‫إلااا مأنا ا الا اأاث الميم ا ي وااأغ تيقااف الم يي اايا تاايأة ياساات يو ي تاايأة خااأى يأوااه‬
‫الت اي الا التاا‬ ‫جب مااا كاال الااأو ن تدالي طعا‬ ‫الد ي إلا مجاا األمني إال‬
‫اليا ا إلااا ناااي ممك ا وااا ااايلح الاااأو ن‬ ‫ماان شااا ي تاا ااف الجااي يكااذال تس ا‬
‫كك ‪.‬‬ ‫ال‬ ‫لين األ أاأ طمايلح لي ني‬
‫لج لتد ي نيأ السل يالتا من خالل اي تماين ه اي‬ ‫يالشاء اأ جيلا كذال هي تشك‬
‫لجميه األاأاف‪.1‬‬ ‫لأاس مامي منأ مالاقي يمينيقي‬
‫الل اأسايا الخياا‬ ‫تي‬ ‫كذال من خال اللمية إلا مدل مشييأاا نالني يكذا مأ‬
‫طيلسل ماا ي أاء الخيأجي اللي النالف يكذا المختا ن وا المجي ‪.‬‬

‫األن يباي اااه ماي لتي خ‪2020/09/09:‬ي‬ ‫م سل ال‬ ‫‪ -1‬م ا ممأي س يأييهيا ماأي لمياج‬
‫‪www.dp-news.com‬‬

‫‪103‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يقل استا ا الم يي يا نالني مخخ اأ ل ن ماأ يالسيلان ي ن يبياي طشاان ماائ يتشاال‬
‫األ أق‪.‬‬ ‫يالمشيأيه المستدلاي ماا ال‬ ‫سل ال‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الخيار العسكر‬

‫أيج العل ل من الخلأاء وا مجيالا الميي‪ ،‬يالشخين اأوأيدي يالعسكأي خال ال تأة‬
‫أأ‪ ،‬تجيي كن أ‬ ‫المي ي لاخييأ العسكأي أغ الاعيط الطيلال ل ذا الخييأ يكين‬
‫من ن هذا الخييأ كين ماأيؤ يطايأة يا ن ماا ملاأ الندب‬ ‫ع ي يذل‬
‫يالمأان السيطد ي ن ف كين ت التاييح ط وا نيل ال أيأة الدايى يوا إايأ أل‬
‫ش أ هذ‪ ،‬النيالا‬ ‫ي يلع‬ ‫لي الني‬ ‫ال ع ماا مياقف معيلي من جي ب طع‬
‫كين مي ‪ 1979‬مدب قيي " م جستي هيال مأيي " طيستجالب الخلأاء السيوييا للأاس‬
‫يأ السلاا ‪ " :‬ن األمأ‬ ‫إمكين ل يء السليل ماا م يطه ال ‪1‬ي وامان الأ يا الأان‬
‫الين ل الذي يمكن ن ياخذ ماأ لانأب هي الميي‪"،‬ي ياأؤ ن ماأ ستستخل الدية‬
‫العسكأي يتلخ نأب يت ل ي سل تديم ن يبيي ماا م يطه ال أ‪.‬‬

‫لي ماأيؤ من قل الأخسيء المتعيقل ني إال ن‬ ‫يمن ن للي جايي ن هذا الخييأ‬
‫المشكا ني ت ذ هذا الخييأ تمناا وا طعل المسيو ل ن ماأ ي ن يبيي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الخيار القانوني‪ :‬ييشم هذا الخييأ مي اا‪:‬‬

‫ال اميا الليلي ي‬ ‫‪ -‬الاجيء إلا لياا الدي ين الليلا المتعيأف ما ي لن‬
‫كيلمسيما النم لةي اليسيا ي التيو ح يالتنكي الليلا ي تداا الندي ح‪ .‬وإن‬
‫سعا ماأ الجيل أاستخلا هذ‪ ،‬األلياا ي أهي مي العيل كليل سيمي إلا‬

‫‪ -1‬عمرو أبو الفظل‪" ،‬حزمة شاملة‪ :‬خيارات مصر أمام السد اإلثيوبي‪ "،‬مجلة السياسة الدولية ‪:)2013 (193‬‬
‫‪.114‬‬
‫‪104‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫اأن يبا‬ ‫ح ال يايي اأن يبي يي ه الم يي‬ ‫السال ينأيا ماي ي يهي مي ي‬
‫ال ينأج كل أ‪.1‬‬ ‫تنا‬

‫‪ -‬أوه الد ي مي المنكم الليلي يليا تنكي تااب وي ماأ إلا ل يء السل‬
‫لدي ين األم المتنلة لميي‪ ،‬األ يأ لعي ‪1997‬ي يالذي‬ ‫ذال‬ ‫االن يبا لمخيل‬
‫ن تمين سليل لي الم يطه اال أة يال تعيق ياي الميي‪ ،‬إلا لي‬ ‫ينت‬
‫ملأ سليل وأيديي ماا اأاالقي يوا‬ ‫يا ف ماا‬ ‫المابي يسل ال‬
‫ت الاجيء لألم المتنلة لا ا وا األمأ يالأجيث إلا اأت يقييا‬ ‫نيل الأو‬
‫األ يأ العيلأة لانليل لألغأ‬ ‫استالال‬ ‫ي الدي ين الليلا الذي ينك يي‬
‫غ أ المالني ‪.‬‬

‫‪ -‬منييل إستخالص مياقف ن يبي لاذهيب إلا منكم العل الليلي ي ني مل‬
‫لي م ء الخ ان يسعت ‪.‬‬ ‫التيا إلا إت يق ي ا لن الخالف ني‬

‫لامشكا ي كي ي‬ ‫‪ -‬الاجيء إلا مجاا السا ياألمن األوأيدا لاطنف وا تسيي‬


‫ال ي يتسيه وا تن‬ ‫ت لل األمن يالسا اأقايما وا م اد ني‬
‫الاأاميا ماا الميي‪،‬ي إذا مي لجاا طيقا لي الم يطه لتدا ل ن يبيي وا ل يء‬
‫سليل مشيل ‪.‬‬

‫ماا قيامل مأل ي إقيم السل ي كذا‬ ‫‪ -‬الاجيء إلا مجاا األمن الليلا لالمت اأ‬
‫وي ي ي ن تااب ماأ من المجاا طنف ال اث تنا‬ ‫نج الميي‪ ،‬المخ‬
‫ال ا السيطه من الم نيق‪.2‬‬

‫‪ -1‬محمد شوقي عبد العال‪" ،‬الخيارات القانونية والسياسية‪ ،‬لتعامل مع أزمة سد النهضة‪ "،‬مجلة أفاق سياسية ‪(05‬‬
‫‪.94 :)2014‬‬
‫‪ -2‬ملل العي ي مأجه سيلحي ‪.95‬‬

‫‪105‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفرع االرابع‪ :‬الخيار الفني‬

‫‪ -‬الديي طعلل من اأاالنيا يالمشأيميا التا ت يل من المياأل المي ي ي ياقيم‬


‫خيا طيأشأاف يالأقيط يالت س ح وا مجيالا إستخلاميا ميي‪ ،‬ال ‪.‬‬ ‫ه‬

‫‪ -‬إقيم مشأيميا يب ي تنتي منأ ك يءة وا مجي تي يه الميي‪،‬ي تاييأ مايلأ‬


‫ميي‪ ،‬لل ا من تناي ميي‪ ،‬يمعيلج ميي‪ ،‬الاأف‪.‬‬

‫المالأي أن يبييي كيأت يق مع ي ماا تخايص نل‬ ‫‪ -‬تدلي ملل من الللا‬


‫الميا ا الماأي ماا الطنأ المتيس ل د ط ي ع ي إلا العيل الخيأجا‪.‬‬

‫‪ -‬اأ ست يلة من المسيق المي ي الاليعي وا ليل المي اليي يقيي ماأ لإ شيء‬
‫الم أبي ي ه ي ي طن ف تمين تما ت ي ني ‪ %40‬من‬ ‫تيأب يا لتيل ل الايق‬
‫‪.1‬‬ ‫تما إقيم سل ال‬

‫إذن ماأ طنيج إلا نيأة لان يظ ماا مياأل الميي‪ ،‬العذط يالاأت ي وا‬
‫ال أام يالأي‬ ‫يج الااب المت ا ل طيلمديأ مه ال مي السكي ا يكذا وا مجي‬
‫ياالستعمي الا يما ييتااب ن مشكا الميي‪ ،‬استجيط ك المستيييا المناي‬
‫يم سح‪.2‬‬ ‫ياليا ي يالليلي طشك م ت‬

‫الفرع الخامس‪ :‬التصورات الفنية والعملية‬


‫ي وأيديا ااي م ا ااذ‬ ‫تمتا ا ا ما ا اأ قيما االة مخسسا ااي قيي ا ا يما ااخنأة ماا ااا لي النا ااي‬
‫ال ا‬ ‫م تاف الخمسا يا يذالا مان خاال إمتأاو اي لإساتدال المن اأ مان لي ناي‬
‫يمسيهمت ي وا تع ي قلأاا تا اللي ياأسيء لمي م اي واا مختااف المجايالاي يكاذل‬
‫مدل المن أ من اأت يقييا المت يم ‪.‬‬

‫ياميلةي ‪.73‬‬ ‫‪ -1‬الل لاأيي مشكا سل ال‬


‫‪2‬‬
‫‪- RANIA A ATTALLA , "GRAND ETHIOPIAN RENAISSANCE DAM," IQP-GFS 1504 (2015): 03.‬‬

‫‪106‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يالناال ف ماان التعاايين ال ااا يديل ااي إلااا اأشاايأة إلااا ليأ الا ا ليق الماااأي لتعاايين‬
‫ال ااا مااه وأيديااي م ااذ إ شااي مااي ‪1981‬ي كمااي تجاالأ اأشاايأة إلااا ليأ ي اأة ال اأم ا‬
‫يالايق ا يالم اياأل المي يا ا التااا تشااأف ما ااا ت ااذ مشااأيميا اأ االة وااا ماالل م اان لي‬
‫ال ا ي كمااي قاال الا ا ليق الماااأي لاتعاايين ال ااا مااه الاالي األوأيدي ا معي ا‬ ‫نااي‬
‫غذا ي لمن أ من اللي ماا غأاأ ك يي س ‪.2009‬‬
‫ال ا مااا تدالي خلأات اي يي اه خالميت يي‬ ‫يتعتمل ماأ وا مالقيت اي ماه لي ناي‬
‫ن ف قيما طن أ مشأاا اآلطيأ وا ك يي يت ا ياي يتنسا ن األاأة المي يا واا المي الاي‬
‫الليمدأااي ‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬بوادر الصراع بين دول حوض النيل‪.‬‬


‫نح‬ ‫وا نيل تيتأ خيا ي ن ماأ تعتلأ ميي‪ ،‬ال‬ ‫تعي‬ ‫ال‬ ‫لي ني‬
‫مكتسب ل ي‪ .‬يتنيي جيهلة الن يظ ماا نات ي من هذا الميأل المي ا يالمدلأة‬
‫طنيالا ‪ 55.5‬ماييأ متأ مكعب س ييي‪ .‬يمه ال ييلة ال ي ا وا ملل السكين الذي‬
‫ييلة وا الااب ماا كمي الميي‪ ،‬الميوي لتند ح األمن المي ا الماأي و ا‬ ‫تاينط‬
‫تعم جيهلة من ج إقيم مشأيميا‬ ‫تعي ا يمي مي من شح المياأل المي ي لذل‬
‫الذي‬ ‫جل لة ماا ال ي لتالاي االنتييجيا المت ا لة ماا الميي‪ .،‬يمشأيث سل ال‬
‫ني لي المابي لذل‬ ‫أ ال‬ ‫جسلت ن يبيي خنأ طشك كل أ ماا تلوح ميي‪،‬‬
‫نيل إست يأ قايى تجي‪ ،‬هذا المشأيث يلذل وماأ تسيلح ال من يتنيي‬ ‫و ا تعي‬
‫لاياي‬ ‫جيالا ميأااي ي‬ ‫مائ السل من خال‬ ‫كي ي‬ ‫ني‬ ‫إ جيل ن‬
‫لمن هذ‪ ،‬الم ي يا يعلأ م ي طنياأ‬ ‫أ ال‬ ‫إلا إت يق ينما نات ي من تلوح‬
‫لين ما وماأ تتمس‬ ‫اأشين ل ن ماأ ي ن يبيي‪2‬ي كين ك اأف يكأأ مياق‬

‫‪ -1‬منميل لي الع ني "الليأ اأقايما وا وأيديي م ذ نيأة جيياي ‪ 1952‬ل ن االستم اأأي يالتال أي" السييس‬
‫الليلي ‪149‬ي مجال ‪37‬ي (‪.37 :)2002‬‬
‫‪ -2‬أم ي سالم مشكا الميي‪ ،‬وا اليان العأبا (اأسك لأي ‪ :‬م شاة المعيأفي ‪)2001‬ي ‪.83‬‬

‫‪107‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ل مي تأى ن يبيي مشأيث السل طمنيط إقالث‬ ‫طنديق ي المشأيم ماا ميي‪ ،‬ال‬
‫ي من الخيأج يهذا‬ ‫اقتايلي "ال نل يالشا" يقف ل يء السل سياء مين من اللاخ‬
‫هي شعيأ ن يبيي‪.‬‬

‫ل مي السيلان يالذي نات ال ت يل من ‪ 18.5‬ماييأ متأ مكعب س ييي يطسلب الناأب‬


‫األهاي التا تعيش ي يكذا ال أيف السييسي غ أ المستدأة ي ت ج إ دسي السايلان ناي‬
‫ماا م ي المي ا‪.‬‬ ‫لين إلت يت ي إلا تان أ مشأيث سل ال‬
‫ماي ن يبيااي و اا ماااا ق يما طا ااي مااا خاااا ساايم ي ن ماان ند اي إسااتالال مياي‪ ،‬ااأ‬
‫للوه طعجا الت مي لل ي يمن ند ي إقيم مي تشيء من الم شآا التا ت اأهاي م يساط‬ ‫ال‬
‫نتاا لااي ياا األمااأ إلاا قاااه ميااي‪ ،‬ال ا ماااا لي الماابي إذن المالنااظ ن لا اأة‬
‫ال اث نيليي ت ناأ ل ن ن يبيي يالسيلان يماأ‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬فرص التعاون بين دول حوض النيل‪.‬‬


‫ال ا التاا تا إاالق اي لتايأيخ ‪1999/02/22‬‬ ‫مبادرة حوض النيل‪ :‬جل مطيلأة ناي‬
‫ت االف إل ااا ت ميا ا العالق اايا لا ا ن ال االي العشا اأة المش اايا ل ااأ ال ا ا يه ااا جم يأيا ا‬
‫المي الاايي ليأي االيي الساايلاني يغ االاي ك ياايي أيا االاي ن يبياايي ماااأي ت ا ياايي أيت أياايي‬
‫ال ي ت لف‬ ‫طا ت ي م يا مأاقطي يتعل المطيلأة طمنيط أخي مشتأك للي إقاي ني‬
‫إل ااا تند ااح الت ميا ا اأجتميميا ا ياأقتا اايلي م اان خ ااال التي ي ااه الم ا ااف يالمش اايأك‬
‫ال ا ‪2‬ي كماي ن المطايلأة تعال ليا لاتناي ت الف إلاا‬ ‫العيلل وا المياأل المي ي لناي‬
‫ت ا ب سايب المشيأك وا الم ايوه المشاتأك ي متخايا لاذال الناليل السييساي لالي‬
‫اأقاي للم السال ياألمن ماا المستيى اأقايما‪.‬‬

‫ي اااه ماي ي ‪2020/09/05‬ي‬ ‫لي خلأاء لمين أسمين ويق ن لم ا سل ال‬ ‫نسن‬ ‫‪1‬‬

‫‪WWW.DW.COM‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-stockholm international water institute «transboundary water mangement as a regional public good,‬‬
‫‪financing development, an example from the nile basin ,Report :20,2007 , 10.‬‬

‫‪108‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ال ا ي‬ ‫يتعلااأ هااذ ‪ ،‬المطاايلأة ماان إأالة وااا تند ااح ساال اال ت اايث المشااتأ طماياأل نااي‬
‫ال ا تعتمال‬ ‫يأغ هذ‪ ،‬الج يل السيمي إلا تند ح التعيين المشتأ إال ن لي ناي‬
‫إلا هيك ت يما تمن وا‪:‬‬
‫ال ا سا ‪1997‬‬ ‫‪ -‬م ما تم اي ي ا ‪ tecnonayl‬يالتااا ساطدا مطاايلأة ناي‬
‫ال ‪.1‬‬ ‫يلدل كا ا هذ‪ ،‬الم م طمتيطع ت ذ مشأيميا ال ي ماا ني‬
‫يقل شئ هذا التجمه وا ليسملأ ‪ 1992‬طمشيأك لي كام يء ميما ن ه ‪ :‬ماأ‬
‫يالسيلان يت ا يي ي يغ لا يأيا لا يالمي الي الليمدأااي ي نااا طايقا الالي مااا اا‬
‫داا‬ ‫مأاقب‪ .‬ياستمأا إلا غيي ‪ 1998‬يالذي يعل األي م م تجمه لي الني‬
‫شيما ت م ا ‪ 22‬مشأيث‪.‬‬
‫ال ا تجمااه‬ ‫‪ -‬مشااأيث إماالال إااايأ التعاايين اأقايمااا المخسااا ل ا ن الاالي نااي‬
‫طشااك ليأي ماالة ك ا مااي قاال تنيلااا تا ا الاج ا إلااا لج ا ت يي ااي مشااتأك‬
‫س ‪. 2002‬‬ ‫ال‬ ‫لي ني‬
‫ماان اااأف ماااأ يالساايلان كي ا‬ ‫‪ -‬إت يقي ا م ت ل اا‪ُ :‬قيب ا هااذا االت اايق طاايلأو‬
‫ااا الناااص التيأيخي ا لماااا الااليلت ن يالمداالأة لا ا ا‪ 55.5‬ماياايأ متااأ مكعااب‬
‫طيل س ااط لما ااأ ي ‪ 18.5‬ماي اايأ مت ااأ مكع ااب طيل س ااط إل ااا الس اايلاني ُيقا اه ه ااذا‬
‫االت اايق طمل ا م ت لاا طايغ االا وااا ‪ 10‬ماايي‪ . 2010‬يالااذي ا ص ماااا تاالمي‬
‫ال ا يتأك ا ماااا وك اأة اأسااتخلا الم اااف‬ ‫التعاايين ل ا ن لي مطاايلأة نااي‬
‫من جي ب ماأ‬ ‫ال ي لمن هذ‪ ،‬اأت يقي ُقيباا طيلأو‬ ‫يالمعدي لميي‪ ،‬ني‬
‫يالسيلان طو يو إلا االتنيل األيأبا الذي لم ميقف ماأ يالسيلاني ل مي‬
‫م اان تجل اال ميق ا ا ين ااف ما ااا مياا ااا النا اياأ‪2‬ي ك ااين‬ ‫الل ا ا ال االيلا أوا ا‬

‫‪ -1‬مجميم من الطينن ني التدأيأ االستأات جا اأوأيدا ‪ 2007‬ي ‪ 2008‬ي الديهأةي مع ل الطنيف ياللأاسيا‬
‫اأوأيدي ‪ 2008‬ي ‪.393‬‬
‫ي ‪.161‬‬ ‫ال‬ ‫‪ -2‬الش خي مستدل العالقيا الل ي للي ني‬

‫‪109‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ا ا )ي ال مااي الس ااكي ا ي واايق التميما ا اأقتا اايلي‬ ‫إنتييجاايا الت ميا ا ( ساال ال‬
‫دا اايا م م ا ا تُيج ا اب التعا اايين‬ ‫اأقايما ااا يالتنا االييا يالتال ا اأاا الم يخي ا ا تشا ااك‬
‫لمياج ت ي‪.‬‬ ‫المستمأ ل ن لي الني‬
‫‪ -‬م ااذ ‪ 1997‬يالم يي اايا مس ااتمأة ل االف التياا ا إلا اا إا اايأ ق ااي ي ا متع االل‬
‫ال ا " كم ا ا لا م ا لاتعاايين يمك ااي‬ ‫األا اأاف يم اال أقيم ا " ُم ي ااي نااي‬
‫إلاأة يا شيء مشأيميا الل ي التنتي لامشيأيه المي ي ي يالاأة يتادا التميي مان‬
‫الج ا اايا المي ن ا ا ي ي لما اان غاا ااب ماا ااا ها ااذ‪ ،‬الم يي ا اايا تطا ااي ن وا ااا المياقا ااف‬
‫ياختالف وا الأي ا ا هذ‪ ،‬ال تأة‪ .‬ييمكن نااأ م اأنا هاذ‪ ،‬الم يي ايا واا‬
‫ال ديا التيلي ‪:‬‬
‫‪ -‬المأنا ا األيلااا ‪ 2000 - 1997‬يتسااما مما ا الخل اأاء ُق ال خالل ااي مش ااأيث‬
‫‪.‬‬ ‫يمن اأايأ الدي ي ا يالمخسسا لاتعيين ل ن لي الني‬
‫‪ -‬المأناا الني يا ‪ 2002 – 2000 :‬مأناا مما الاج ا اأ تديليا منييلا طنااف‬
‫ديا الخالف ني مشأيث إت يقي التعيين التا ملت ي لج الخلأاء السيطد ‪.‬‬
‫تا التياا إلاا‬ ‫‪ -‬المأنا النيلن ‪ 2007 – 2003‬مأنا مم لج الت ايي‬
‫إت اايق نااي إااايأ التعاايين ماان خااال ‪ 39‬ماايلة ُتُ اح ماااا مع م ااي طيسااتن يء‬
‫إن ين ي نالف ل يل يت أوه األمأ إلا مستيى أخيسي اللي يالنكيميا‪.‬‬
‫يت م ا المطيل العيم المستملة من قيامال الداي ين الاليلا يالمتمناا واا مال‬
‫األ أاأ طيلال أ ياأستخلا الم اف يالعيل لاميي‪،‬ي تي يه الناص المي ي ي‪ 1‬لمن‬
‫م اان ا ااأف ما ااأ‬ ‫اا اأؤ لا د ااي‬
‫طد ااا الخ ااالف ن ااي م ااي األم اان الم ااي ا يال ااذي ُ‬
‫من الميلة ‪.14‬‬ ‫يالسيلان ليكين مخأجي لاخالف ني مي يث اأت يقي ي يالأاج‬

‫‪ -1‬العيللاي مياأل الميي‪ ،‬وا الشأقي ‪.288‬‬

‫‪110‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يكااذل ه ااي الخ ااالف ي ااي ن ااي ُأخى كا ا ماان ليلت ااا الما ااب يلي الم ط ااه‬
‫لا لف من االت يقي ي ولي الم طه م ي إميلة تدسي ميي‪ ،‬ال اأ ل ماي ليلتاي المااب‬
‫تايلب طنديق ي التيأيخيا واا مياي‪ ،‬ال ا الاح أت يقيا ‪ 1959‬ي جال ي اي خاالف‬
‫ال ا ي يكاذا ناي مشاأيمي اأت يقيايا السايطد‬ ‫ني النديق المكتسط لميي‪ ،‬ناي‬
‫لي الم طااه اأمت اأاف ل ااي ل م ااي جاال التمس ا ل ااي م ان ا اأف ما ااأ‬ ‫التااا تااأو‬
‫يالسيلان‪.‬‬
‫يوا ال يي ُجملا الم يي يا أختالف يج يا ال اأ ناي المايلة ‪ 14‬المتعادا‬
‫طم ي األمن المي ا‪.‬‬
‫واالي الم طااه تااأى اااييغ هااذ‪ ،‬الماايلة ماااا ال نااي التاايلا " ال تااخنأ تااان أ ذا شااان‬
‫"ي يليلتااي الماااب تااأى ن‬ ‫ماااا األماان المااي ا ألي ليل ا خااأى ماان لي النااي‬
‫تمين الاييغ كيألتا ي " ال تخنأ ساطي ماا األمن المي ا يالنديق ياأساتخلاميا‬
‫ال ‪.‬‬ ‫النيلي ألي ليل خأى من لي ني‬
‫يمه ك هذا اأختالف يتطي ن الأخى ل ن لي الم طه يالماب ت اأاأاأ ماا‬
‫ااأيأة إق اأاأ اأت يقي ا ي يوعااال ت ا المااايلق ما ااي وااا م ت لااا لتاايأيخ ‪ 14‬ماايي‬
‫‪ 2010‬من اأف ن يبييي يغ لايأيا لاي ت ا يي يك يي‪.‬‬
‫اامي إل ااا الم ي ا اايا‬ ‫ييطد ااا اأخ ااتالف ن ااي الم اايلة ‪ 14‬يلم ا ااا ما ااأ لو‬
‫يالتيقيه‪.1‬‬

‫ل ن األمن الديماي ‪.138‬‬ ‫‪ -‬ل يماي سل ال‬ ‫‪1‬‬

‫‪111‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ : )07‬صراع دول حوض النيل على ملكية المياه‬

‫‪Nile Basin Initiative,FAO:‬‬ ‫المالأ‬

‫‪112‬‬
‫تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خالصة واستنتجات‪:‬‬
‫ي‬ ‫تمتا أخي يا ن ويمي خص تلامييا سل ال‬ ‫ال‬ ‫المالنظ ن لي ني‬
‫ن ف ن ن يبيي تأى ن المشأيث يما طمايلح ماأ يالسيلان يليا ل تان أ كل أ‬
‫ماا ناص كال اللال ني ي ن يبيي مي ي وا تجس ل المشأيث يغ أ م تم طمياقف‬
‫األمأ الياقهي‬ ‫سييس وأ‬ ‫لي الماب يغ أ منتم ي ي لأليل ال ع الليلي يت‬
‫ل مي السيلان وميق من المشأيث تأايؤ مي ل ن الأ ا تيأة لمي ل ويا ل تعيل ماي‬
‫يالنييل تيأة خأى مي النكيم الماأي وال تما أيى يا ن نيي األ م يل‬
‫‪.‬‬ ‫ت يلى ل ي تان أ المنتم لسل ال‬ ‫يستاه اي عا الدأاأ ي ه للا‬

‫‪113‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫خطر على األمن المائي المصري‪ ،‬وال يقف عند هذا الحد‬
‫ا‬ ‫يشكل ملف سد النهضة‬
‫إذ أصبح قضية وجودية بالنسبة للمصريين‪ ،‬فهو تهديد لجميع مقومات الدولة وكذا تماسكها‬
‫الوظيفي‪،‬إذ أن مصر بحاجة إلى أن تواجه حقيقة تجسيد مشروع سد النهضة وأن تنتبه إلى‬
‫مستويات التهديد الوجودي الواقع بها‪ ،‬فأثيوبيا تتمسك بتعبئة السد في حين أنها تدير‬
‫مفاوضات مع الطرف األخر‪ ،‬حتى أنها تؤكد على أن هذا المشروع ال يهدف إلى اإلضرار‬
‫بمصالح مصر والسودان وأن الهدف األساسي للسد هو توليد الطاقة لدعم عجلة التنمية‪ ،‬هذا‬
‫من جهة ومن جهة أخرى‪،‬وجب على الطرف المصري إدراك خطورة الدعم الخارجي لصالح‬
‫إثيوبيا ومن ثم وجب على دوائر صناع القرار المصرية التعامل مع ملف السد النهضة‬
‫كأولوية كون بعض األطراف تتجه إلى تدويل قضية نهر النيل وجعل المياه كسلعة تستفيد‬
‫منها الدول التي تعاني نقص في الموارد المائية‪ ،‬ومنه نستخلص النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -‬يجب على الطرف المصري مراجعة حجم االستهالك السنوي من المياه واإلتجاه نحو‬
‫تنظيم حكومة الموارد المائية‪ ،‬والتقليص من حجم اإلستهالك السنوي من خالل‬
‫مراجعة حصص كل من الزراعة والصناعة من الموارد المائية‬
‫‪ -‬يشكل بداية ملئ سد النهضة األثيوبي كمرحلة أولى تهديدا مباشر لموارد المائية لدول‬
‫المصب خاصة على مصر‪ ،‬إذ كان من الواجب على دولتي المصب مصر‬
‫والسودان التفكير القبلي في موارد بديلة عن مياه نهر النيل واذا كانت تجادل بكونها‬
‫تملك ‪ 55.5‬مليار متر مكعب من مياه النيل‪ ،‬فهذا في مرحلة ليست كعهد اليوم أين‬
‫التطور التكنولوجي والتقني يشمل جميع الميادين باإلضافة إلى ذلك زيادة عدد‬
‫السكان الذي صاحبه الزيادة في الطلب على الموارد المائية‪.‬‬
‫‪ -‬إن األوضاع الدولية‪ ،‬اإلقليمية والمحلية في تحول مستمر‪ ،‬والسياسات تتغير والدول‬
‫تنمو وتتطور ويزداد معها الطلب على مختلف الموارد واإلمكانيات المتاحة‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬تراجع دور مصر إقليميا لصالح أطراف أخرى‪ ،‬ولم تعد قادرة على حشد الرأي العام‬
‫العالمي واإلقليمي لصالحها‪ ،‬فإثيوبيا إستفادت من الدعم الخارجي وتتفاوضمن مركز‬
‫قوة‪.‬ولهذا ال يمكن التكهن أو رسم خريطة أو مسار للنزاع بين دول حوض النيل‪،‬‬
‫والخيار العسكري الذي طرحته مصر مستبعد حسب أراء المتتبعين لشأن الدولي‬
‫وقضية سد النهضة‪.‬‬
‫‪ -‬إن السبيل لحماية األمن المائي لدولتى المصب مصر والسودان هو توجيه سياساتهما‬
‫للبحث عن مصادر بديلة للمياه لتغطية العجز المائي التي تعاني منه‪ ،‬ويطرح البنك‬
‫الدولي دعوات بضرورة إصالح الموارد المائية من خالل إتباع ألية الخصخصة في‬
‫ما يخص الموارد المائية بدعوة أن القطاع الخاص األقدر على ذالك‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫المالحق‬
‫إتفاقية عنتيبي‪( .‬فبراير ‪)2011‬‬
‫اتفاق عنتيبي نص لالتفاقية اإلطارية‪ ،‬التي وقعت عليها خمس دول حتى اآلن من دول‬
‫حوض النيل وهي‪" :‬إثيوبيا وأوغندا ورواندا وتنزانيا وكينيا"‪ ،‬وهي الترجمة غير الرسمية‬
‫لالتفاق الذي القى رفضاً من دول المصب "مصر والسودان"‪ ،‬ألنه ينهى الحصص التاريخية‬
‫للدولتين "‪ 55.5‬مليار متر مكعب لمصر و‪ 18.5‬مليار متر مكعب للسودان"‪ ،‬بعدما نص‬
‫االتفاق الذي وقع في مدينة عنتيبى األوغندية في ‪ 10‬مايو الجارى على أن مرتكزات التعاون‬
‫بين دول مبادرة حوض النيل تعتمد على االستخدام المنصف والمعقول للدول‪ ،‬بأن تنتفع دول‬
‫ال من موارد مياه المنظومة المائية لنهر النيل‪ ،‬على‬
‫مبادرة حوض النيل انتفاعًا منصفًا ومعقو ً‬
‫وجه الخصوص الموارد المائية التي يمكن تطويرها بواسطة دول مبادرة حوض النيل وفق‬
‫رؤية النتفاع معقول‪.‬‬
‫وفيما يلى نص االتفاق كما نشره موقع "أفريقيا اليوم‪":‬‬
‫"دول المبادرة تدرك األهمية االقتصادية واالجتماعية لنهر النيل لشعوب دول الحوض مع‬
‫رغبتهم القوية في التعاون لالستفادة من الموارد العظيمة لنهر النيل والتي توثق عالقتها معًا‬
‫وفق تنمية مستدامة لكل دول الحوض‪ ،‬آخذين في االعتبار أن نهر النيل مورد طبيعى وبيئى‬
‫لفائدة كل دولة‪ ،‬مؤكدين أن االتفاقية اإلطارية حاكمة لعالقاتها‪ ،‬وأن مبادرة حوض النيل هي‬
‫أساس التكامل والتنمية المستدامة والمتسقة وأساس للحوار حول موارد نهر النيل حماية‬
‫لحقوق أجيال المستقبل‪ ،‬ومؤكدين كذلك على رغبتهم في تأسيس منظمة تدير موارد نهر‬
‫النيل وتحقق تنمية متوازنة لها آخذين في اعتبارهم المبادرة الدولية لتطوير التعاون والتنمية‬
‫المستدامة للموارد المائية‪ ،‬ولذا اتفقت على اآلتى‪:‬‬
‫الباب األول‬
‫اإلطار الحالى لالتفاقية اإلطارية‬
‫االتفاقية اإلطارية تطبق لتحقيق التنمية والحماية والحوار حول إدارة موارد نهر النيل وموارده‬
‫وانشاء مؤسسة كآلية للتعاون بين دول حوض النيل‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫الباب الثاني‬
‫تعريفات ألغراض االتفاقية اإلطارية للتعاون‬
‫(أ) حوض النيل يقصد به االمتداد الجغرافى لنهر النيل‬
‫(ب) يستخدم هذا التعريف كمرجعية بيئية وللحماية والحوار من أجل التنمية‪.‬‬
‫نظام نهر النيل يقصد به مجرى نهر النيل وحوافه والمياه األرضية المرتبطة بنهر النيل‬
‫وتستخدم هذه الوحدات في أى موقع فيه إشارة للمياه‪.‬‬
‫(ج) اإلطار يقصد به االتفاقية الحالية للتعاون اإلطاري‪.‬‬
‫( د) دول مبادرة نهر النيل أو دول مبادرة النيل أو مبادرة النيل أو دول المبادرة يقصد بها‬
‫الدول األعضاء في االتفاقية اإلطارية والتي هي بالضرورة أعضاء في مبادرة حوض النيل‪.‬‬
‫(ه) المفوضية يقصد بها مفوضية مبادرة نهر النيل المنشأة بموجب الفقرة ‪ 3‬من هذه‬
‫االتفاقية اإلطارية‪.‬‬
‫( و) األمن المائى يقصد به حق دول المبادرة في االستخدام اآلمن للمياه في مجاالت‬
‫الصحة‪ ,‬الزراعة‪ ,‬الثروة الحيوانية والحماية والبيئة‪.‬‬
‫الباب الثالث‬
‫أوالً المبادئ العامة‪:‬‬
‫النظام‪ :‬نهر النيل ومياهه يجب حماية استخدامها وتنميتها وفقًا للمبادئ العامة اآلتية‪:‬‬
‫)‪(1‬التعاون‪.‬‬
‫مرتكزات التعاون بين دول مبادرة حوض النيل تؤسس على المساواة والتعاون العابر للحدود‬
‫والمنافع والثقة المشتركة في حوار متسق من أجل حماية نهر النيل والجهود المشتركة لتحقيق‬
‫التنمية االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫)‪(2‬التنمية المستدامة‬
‫مرتكزات التنمية المستدامة في حوض النيل‬
‫)‪(3‬التابعية‬
‫‪119‬‬
‫ترتكز التابعية على اين ما وجدت تنمية وحماية موارد نهر النيل تنفذ بأقصى ما يمكن‪.‬‬
‫)‪(4‬االستخدام وفقاً لالنصاف والمعقولية‪.‬‬
‫تعتمد على االستخدام المنصف والمعقول للدول‪.‬‬
‫)‪(5‬الحد من اإلضرار بالدول‬
‫ترتكز على الحد من اإلضرار الحاد ببقية الدول‬
‫)‪(6‬حق دول المبادرة في استخدام المياه داخل حدودها‬
‫يرتكز على أن لكل دولة لديها الحق في استخدام مياه نهر النيل وفق لالستخدامات التي‬
‫تمت اإلشارة لها‪.‬‬
‫)‪(7‬الحماية والحوار‪:‬‬
‫ترتكز على أن دول المبادرة تتخذ الخطوات المهمة منفردة وبشكل جماعى عندما يكون ذلك‬
‫ضروريًا لحماية مياه نهر النيل ومتعلقاتها‪.‬‬
‫)‪(8‬المعلومات المرتبطة بالخطوات التخطيطية‪.‬‬
‫ترتكز على أن دول المبادرة تتبادل المعلومات حول الخطوات التخطيطية عبر مفوضية‬
‫مبادرة حوض النيل‪.‬‬
‫)‪(9‬مصلحة المجتمع‪.‬‬
‫ترتكز على مصالح الدول في منظومة نهر النيل‪.‬‬
‫)‪(10‬تبادل المعلومات والبيانات‪.‬‬
‫ترتكز على تبادل المعلومات والبيانات التي ترتبط باإلجراءات المرتبطة بالموارد المائية‬
‫عندما يكون ذلك ممكنًا ويسهل مصالح الدول التي بينها اتصاالت‪.‬‬

‫)‪(11‬البيئة وتأثيراتها على التقييم والتقويم‪.‬‬


‫)‪(12‬الحلول السلمية للخالفات‪.‬‬
‫اعتماد الحلول السلمية للخالفات‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫)‪(13‬المياه النقية والموارد الثمينة‪.‬‬
‫ترتكز على أن المياه النقية والموارد الثمينة ضرورية للحياة والتنمية والبيئة‪،‬‬

‫___________‬
‫هذه االتفاقية فيها فؤائد عظيمة للسودان ‪ ..‬والسودان سيستفيد منها وايضا سد النهضة‬
‫‪..‬اتمني التوقيع عليها ‪ ..‬بعد اعادة دراستها مره اخري حتي تدخل محل التنفيذ الفوري‬

‫ارسلها الماحي السوداني‬

‫‪121‬‬
‫قائمة‬
‫المصادر‬
‫المراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوال‪ :‬قائمة المراجع باللغة العربية‬


‫‪ -1‬القرآن الكريم‬

‫الكريم القرآن‪” .‬سورة األنبياء‪ ”.‬اآلية ‪.30‬‬

‫الكريم القرآن‪” .‬سورة المؤمنون‪ ”.‬اآلية ‪.18‬‬

‫الكريم القرآن‪” .‬سورة قريش‪ ”.‬اآلية ‪.4-3‬‬

‫‪ -2‬الكتب‬

‫إبراهيم السفير يسري‪ .‬النيل وسد النهضة رحلة عبر التاريخ والجغرافيا‪ .‬القاهرة‪ :‬المعهد‬
‫المصري للدراسات السياسية واإلستراتيجية‪.2016 ،‬‬

‫إبراهيم السيد أحمد رمضان‪ .‬مسؤولية إثيوبيا والدول الممولة والشركات المنفذة عن إنشاء سد‬
‫النهضة‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪.2018 ،‬‬

‫ابراهيم علي غانم‪ .‬األمن المصري المائي‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة جزيرة الورد‪.2016 ،‬‬

‫أحمد علي سليمان‪ .‬الماء واألمن القومي المصري‪ :‬نحو رؤية منهجية لحل المشكلة‪ .‬مصر‪:‬‬
‫كتاب الجمهورية‪.2010 ،‬‬

‫أحمد يوسف‪ .‬تحرير المشكالت المائية في الوطن العربي‪ .‬القاهرة‪ :‬معهد البحوث والدراسات‬
‫العربية‪.1994 ،‬‬

‫أيمن وهدان‪ .‬األمن المائي‪ .‬عمان‪ :‬دار أمجد‪.2015 ،‬‬

‫جندلي عبد الناصر‪ .‬التنظير في العالقات الدولية بين االتجاهات التفسيرية والنظريات الكونية‬
‫‪ .‬الجزائر‪ :‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪.2007 ،‬‬

‫جورج بونز و سيرج سونرون‪ .‬معجم الحضارة المصرية القديمة‪ .‬القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية‬
‫العامة للكتاب‪.1997 ،‬‬

‫جيمس دورتي‪ ،‬و روبرت بالتسنقراف‪ .‬النظريات المتضاربة في العالقات الدولية‪ .‬ترجمة وليد‬
‫عبد الحي‪ .‬الكويت‪ :‬دار الكاظمية للنشر والترجمة والتوزيع‪.1985 ،‬‬

‫‪123‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫حسام الدين ربيع اإليمان‪ .‬البنك الدولي واألزمة المائية في الشرق األوسط‪ .‬أبو ظبي‪ :‬مركز‬
‫اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية‪.2004 ،‬‬

‫حسن أبو سمور‪ ،‬و حامد الخطيب‪ .‬جغرافيا الموارد المائية‪ .‬عمان‪ :‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪.1999‬‬

‫رشدي سعيد‪ .‬نهر النيل نشأته واستخدام مياهه في الماضي والمستقبل‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الهالل‪،‬‬
‫‪.1993‬‬

‫رمزي سالمة‪ .‬مشكلة المياه في الوطن العربي‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬منشأة المعارف‪.2001 ،‬‬

‫مشكلة المياه في الوطن العربي‪ :‬احتماالت الصراع والتسوية‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬دار النشر منشأة‬
‫المعارف‪.2001 ،‬‬

‫مشكلة مياه النيل في الوطن العربي ‪ -‬إحتماالت الصراع والتسوية‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬منشأة‬
‫المعرف‪.2001 ،‬‬

‫رواء زاكي يونس الطويل‪ .‬مخاطر األمن المائي العربي‪ .‬عمان‪ :‬دار زهران‪.2010 ،‬‬

‫روي بوبكن‪ .‬تحلية مياه البحر‪ .‬بيروت‪ :‬دار األفاق الجديدة‪ ،‬بدون سنة نشر‪.‬‬

‫زاكي البحيري‪ .‬مصر ومشكلة النيل أزمة سد النهضة‪ .‬مصر‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪،‬‬
‫‪.2016‬‬

‫سعيد رشدي‪ .‬نهر النيل نشأته واستخدام مياه في الماضي والمستقبل‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الهالل‪،‬‬
‫‪.1993‬‬

‫صفاء عبد األمير رشم السدي‪ .‬جغرافية الموارد الطبيعية‪ .‬العراق‪ :‬جامعة البصرة كلية التربية‬
‫والعلوم االنسانية‪ ،‬بدون سنة النشر‪.‬‬

‫طه عثمان تارى‪ .‬النظرية الليبرالية والعالقات الدولية‪ .‬العراق‪ :‬مركز كردستان للدراسات‬
‫اإلستراتيجية‪.1992 ،‬‬

‫عابدة سرى الدين العالي‪ .‬السودان بين مطرقة االنفصال والسندان اإلسرائيلي‪ .‬بيروت‪ :‬دار‬
‫اآلفاق الجديدة‪.1998 ،‬‬

‫عبد الحميد صالح محمد‪ .‬صراع وحروب المياه‪ .‬القاهرة‪ :‬طيبة للنشر والتوزيع‪.2012 ،‬‬

‫‪124‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫عبد الحميد عامر‪ .‬حوض النيل‪ :‬فرضية غائبة‪ .‬القاهرة‪ :‬وكالة عامر للنشر‪.2012 ،‬‬

‫عبد الرحمن حمدي‪ .‬مصر وتحديات تدخل دول في إفريقيا‪ .‬القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة‬
‫للكتاب‪.2013 ،‬‬

‫عبد الغاني محمد سعودي‪ .‬إفريقيا‪ :‬شخصية القارة في شخصية األقاليم‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة‬
‫األنجلو مصرية‪.2004 ،‬‬

‫عبد الفتاح صديق عبد هللا وآخرون‪ .‬جغرافيا الموارد المائية المعاصرة‪ .‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪ :‬مكتبة الرشد‪.2008 ،‬‬

‫عبد القادر رزيق المخادمي‪ .‬األمن المائي العربي بين الحاجات والمتطلبات‪ .‬دمشق‪ :‬دار‬
‫المفكر‪.1999 ،‬‬

‫عبد النور بن عنتر‪ .‬البعد المتوسطي لألمن الجزائر‪ :‬الجزائر‪ ،‬أوروبا والحلف األطلسي‪.‬‬
‫الجزائر‪ :‬المكتبة العصرية للطباعة و النشر‪.2005 ،‬‬

‫علي عباس مراد‪ .‬األمن واألمن القومي‪ :‬مقاربات نظرية‪ .‬الجزائر‪ :‬ابن النديم للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪.2017‬‬

‫عمرو رضا بيومي‪ .‬سد النهضة بين األمن القومي والقانون الدولي‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النهضة‬
‫العربية‪.2019 ،‬‬

‫قسوم سليم‪ .‬االتجاهات الجديدة في الدراسات األمنية‪ .‬اإلمارات العربية المتحدة‪ :‬اإلمارات‬
‫للدراسات والبحوث اإلستراتيجية‪.2018 ،‬‬

‫محفوظ رسول‪ .‬أمن الطاقة في العالقات الروسية األوروبية‪ .‬القاهرة‪ :‬مركز األكاديمي‪،‬‬
‫‪.2020‬‬

‫محمد خميس الزوكة‪ .‬جغرافيا المياه‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬دار المعرفة الجامعية‪.1998 ،‬‬

‫محمد سلمان طايع‪ .‬الصراع الدولي على المياه بيئة حوض النيل‪ .‬القاهرة‪ :‬مركز البحوث‬
‫والدراسات السياسية‪.2007 ،‬‬

‫محمد محمد عوض‪ .‬نهر النيل‪ .‬القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬مكتبة األسرة‪،‬‬
‫‪.2001‬‬

‫‪125‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫منذر خدام‪ .‬األمن المائي العربي الواقع والتحديات‪ .‬بيروت‪ :‬مركز الدراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫‪.2003‬‬

‫منصور العادلي‪ .‬موارد المياه في الشرق األوسط صراع أم تعاون‪ .‬مصر‪ :‬دار النهضة‬
‫العربية‪.1996 ،‬‬

‫موارد المياه في الشرق األوسط صراع أم تعاون‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪.1996 ،‬‬

‫مهند البنداوي‪ .‬إسرائيل في حوض النيل‪ :‬دراسة في اإلستراتيجية اإلسرائيلية‪ .‬القاهرة‪ :‬العربي‬
‫للنشر والتوزيع‪.2013 ،‬‬

‫ناصف يوسف حتي‪ .‬النظرية في العالقات الدولية‪ .‬بيروت‪ :‬دار الكتاب العربي‪.1985 ،‬‬

‫والء الشيخ‪ .‬دول حوض النيل تعاون أم صراع‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة‬
‫للكتاب‪.2019 ،‬‬

‫مياه النيل األزمة والحل‪ .‬القاهرة‪ :‬دار أخبار اليوم‪.2013 ،‬‬

‫‪ -3‬المذكرات والرسائل‬
‫حمادو الهاشمي أزمة المياه وتأثيرها على العالقات الدولية " دول حوض النيل نموذجا" أطروحة مكملة لنيل‬
‫درجة ال ماجستير في القانون‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2014 ،‬‬

‫الوازنة سعيدي‪” .‬األمن المائي‪ ،‬الحروب المفترضة في القرن ‪ ”. 21‬مذكرة ماستر دراسات‬
‫أمنية‪ .‬جامعة ‪ 8‬ماي قالمة ‪.2015-2014 ،1945‬‬

‫بالل شهيناز‪ .‬إشكالية األمن في المتوسط‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬تحليل السياسة‬
‫الخارجية‪ .،‬جامعة زيان عاشور الجلفة‪.2017/2016 ،‬‬
‫تسعديت شرمالي‪ ” .‬أزمة المياه وتأثيرها بالعالقات الدولية‪ ،‬دول حوض النيل نموذجا‪ ”.‬مذكرة‬
‫ماستر‪ .‬جامعة الجزائر‪.2014-2013 ،1‬‬
‫‪ -4‬الملتقيات والمؤتمرات‬

‫عباس محمد شراقي‪” .‬سد النهضة " األلفية" اإلثيوبي الكبير وتأثيره على مصر‪ ”.‬مؤتمر ثورة‬
‫‪ 25‬جانفي ‪ .2011‬جامعة القاهرة‪ :‬معهد البحوث والدراسات اإلفريقية‪.2011 ،‬‬

‫‪126‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫هشام بن حميدة‪"” .‬ضرورة حوكمة مياه الزراعة لتحقيق األمن الغذائي" ‪ ”.22-18‬ورقة مقدمة‬
‫للمؤتمر الدولي الثامن حول مصادر المياه واألمن المائي‪ .‬إسطنبول‪ 19-18 ،‬أكتوبر‪,‬‬
‫‪.2015‬‬

‫‪ -5‬المقاالت والدوريات‬

‫أحمد علي سالم‪” .‬التعاون والصراع بين دول الحوض الشرقي لنهر النيل‪ ”.‬أواصر ‪:2017 ،2‬‬
‫‪.60‬‬

‫صالح سمير البنداري‪” .‬مشكلة سد النهضة واعادة صياغة توجهات السياسة الخارجية‬
‫المصرية في الدائرة اإلفريقية‪ ”.‬مجلة الدراسات اإلفريقية وحوض النيل (المركز الديمقراطي‬
‫العربي) المجلد ‪ ،01‬رقم العدد ‪( 01‬مارس ‪.)2018‬‬

‫طه بن عثمان‪” .‬أمن الموارد المائية في دول الخليج العربية الواقع والمستقبل‪ ”.‬مركز الدراسات‬
‫االستراتيجية‪.01 :2015 ,01 15 ،‬‬

‫الملف المصري‪ .‬دورية شهرية تصدر عن مركز األهرام للدراسات السياسية واإلستراتيجية‪.‬‬

‫عصام عبد الشافعي‪” .‬سد النهضة وقضية المياه واألمن القومي المصري‪ ”.‬دراسات سياسية‬
‫(المعهد المصري للدراسات)‪.2020 04 ،‬‬

‫عالء الدين هالل‪” .‬األمن العربي والصراع االستراتيجي في منطقة البحر األحمر‪ ”.‬مجلة‬
‫المستقبل العربي ‪.1979 ،9‬‬

‫عمرو أبو الفظل‪ ” .‬حزمة شاملة‪ :‬خيارات مصر أمام السد اإلثيوبي‪ ”.‬مجلة السياسة الدولية‪،‬‬
‫رقم العدد ‪( 193‬جويلية ‪.)2013‬‬

‫محمد شوقي عبد العالي‪” .‬الخيارات القانونية والسياسية للتعامل مع أزمة سد النهضة‪ ”.‬مجلة‬
‫آفاق سياسية‪ ،‬رقم العدد ‪( 05‬ماي ‪.)2014‬‬

‫محمد عادل عثمان‪” .‬العالقات المائية بين إسرائيل واثيوبيا " األهداف" والمياه في الفكر‬
‫االستراتيجي الصهيوني‪ ”.‬المركز الديمقراطي العربي في قسم الدراسات السودانية وحوض‬
‫وادي النيل‪.2016 .‬‬

‫‪127‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫محمد محمد صفاء‪” .‬الموقف السوداني من أزمة مياه النيل وتأثيره على األمن القومي‬
‫المصري‪ ”.‬مجلة الدراسات اإلفريقية وحوض النيل المجلد ‪ ،01‬رقم العدد ‪.)2018( 01‬‬

‫محمود أبو العينين‪” .‬الدور اإلقليمي في إفريقيا منذ ثورة جويلية ‪ 1952‬بين االستم اررية‬
‫والتغير‪ ”.‬السياسة الدولية المجلد ‪ ،37‬رقم العدد ‪( 149‬جويلية ‪.)2002‬‬

‫مصعب عطية‪ ،‬و ذنون الزبيدي‪” .‬الجذور التاريخية ألزمة مياه نهر النيل حتى المبادرة‬
‫المصرية لعام ‪ ”.1999‬مجلة الرك للفلسفة واللسانيات والعلوم اإلجتماعية‪ ،30‬جويلية‬
‫‪.2018‬‬

‫هالء السيد الهاللي‪” .‬األمن المائي المصري ‪ :‬دراسة في التهديدات والمخاطر وآليات‬
‫المواجهة سد النهضة نموذج‪ ”.‬مجلة دراسات ‪.)2019( 20 2‬‬

‫‪ -6‬التقارير‬
‫برنامج األمم المتحدة‪” .‬ماهو أبعد من الندرة‪ ،‬القوة والفقر وأزمة المياه العالمية‪ ”.‬تقرير التنمية‬
‫البشرية‪ ،‬القاهرة‪.2006 ،‬‬

‫دادليو نايجل‪ ،‬و االكسندر ساشا‪” .‬توقعات األراضي العالمية‪ ”.‬إتفاقية األمم المتحدة لمكافحة‬
‫التصحر‪.2017 ،‬‬

‫عبد هللا سيف حمد‪ .‬أهمية سد النهضة في حوض النيل الشرقي‪ .‬نادي الخرطوم الدبلوماسي‪،‬‬
‫‪.2016‬‬

‫عمر خيري‪ .‬إثيوبيا مسألة المياه والطاقة في االنتخابات البرلمانية‪ .‬التقرير االستراتيجي‪،‬‬
‫مصر‪ :‬معهد البحوث والدراسات اإلفريقية‪.2011 ،‬‬

‫موسوعة المقاتل‪” .‬إدارة مياه النيل كمحدد للتعاون والصراع بين دول الحوض‪ ”.‬مشروعات‬
‫إثيوبيا وبناء سد النهضة‪.2019 ،‬‬

‫نايجل دادلي‪ ،‬و االكسندر ساشا‪ .‬توقعات األراضي العالمية‪ .‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة‬
‫التصحر‪.2017 ،‬‬

‫”نهر النيل العظيم أمام أزماته الكبرى‪ ”.‬تقرير استراتيجي‪.2019 ،‬‬

‫‪128‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -7‬مواقع اإلنترنت‬

‫الرسمية الجريدة‪ .‬دستور جمهورية مصر العربية‪.2014 .‬‬


‫‪https://www.constituteproject.org/constitution/Egypt_2014.pdf?lang=ar‬‬
‫(تاريخ الوصول سبتمبر‪.)2020 ,‬‬

‫السعيد عاطف‪ ،‬و أحمد خضر‪ .‬أثر بناء سد النهضة على السياسة الخارجية تجاه إثيوبيا‪.‬‬
‫‪( https://democraticac.de/?p=38316 .2016‬تاريخ الوصول ‪ 10‬سبتمبر‪,‬‬
‫‪.)2020‬‬

‫المياه في الصراع العربي اإلسرائيلي‪.‬‬


‫‪( https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=2257‬تاريخ الوصول ‪ 01‬سبتمبر‪,‬‬
‫‪.)2020‬‬

‫تعرف على حصص دول حوض النيل من المياه‪.‬‬


‫‪( https://www.youtube.com/watch?v=qV-8wC6xOvU‬تاريخ الوصول ‪01‬‬
‫سبتمبر‪.)2020 ,‬‬

‫حسن زنيند‪ .‬خبراء ألمان يرسمون آفاق حل لمظلة سد النهضة‪( WWW.DW.COM .‬تاريخ‬
‫الوصول ‪ 05‬سبتمبر‪.)2020 ,‬‬

‫دائرة المعارف البريطانية‪ .‬مفهوم األمن القومي‪( http : www.britannica.com .‬تاريخ‬


‫الوصول ‪ 3‬سبتمبر‪.)2020 ,‬‬

‫سامية جمال‪ .‬األمن اإلنساني‪( encyclopedia.org – www. Political .2020 .‬تاريخ‬


‫الوصول ‪ 10‬سبتمبر‪.)2020 ,‬‬

‫سد األلفية العظيم‪( .www.olmorefo.ong.imdescPhp .‬تاريخ الوصول ‪,09 02‬‬


‫‪.)2020‬‬

‫‪129‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫سالم هنداوي‪ .‬النقطة صفر سد النهضة‪.2018 ,03 25 .‬‬


‫‪( t=507s&https://www.youtube.com/watch?v=J_QKoWk4TpI‬تاريخ‬
‫الوصول ‪.)2020 ,25 08‬‬

‫شريف درويش البان‪ .‬المصريون وسد النهضة‪ :‬دراسة ميدانية‪rg.acseg.www .2018 .‬‬
‫(تاريخ الوصول ‪ 10‬سبتمبر‪.)2020 ,‬‬
‫عبد الرحمان حمدي‪ .‬االختراق اإلسرائيلي إلفريقيا‪( wwwg.siyassa.oeg .‬تاريخ الوصول‬
‫‪ 11‬سبتمبر‪.)2020 ,‬‬
‫فيصل الشيخ حسن‪ ” .‬مستقبل العالقات البينية لدول حوض النيل الشرقي على ضوء الواقع‬
‫المائي لمرحلة ما بعد قيام سد النهضة‪ ”.‬دراسات افريقية ‪ .‬بدون سنة نشر‪.‬‬
‫‪D9%.pdf%/1/1058/23456789http://dspace.iua.edu.sd/bitstream/1‬‬
‫(تاريخ الوصول ‪.)2020 ,9 1‬‬
‫محمد صخري‪ .‬قراءة في تحديات تحقيق األمن المائي العربي دراسة حالة حوض نهر النيل‪.‬‬
‫‪.www.politcs.dz.com‬‬
‫محمد كريم الخاقاني‪” .‬تأثير سد النهضة على األمن القومي المصري‪.2020 ”.‬‬
‫‪https://www.bayancenter.org/wp-‬‬
‫‪( content/uploads/2020/07/39893833.pdf‬تاريخ الوصول ‪.)2020 ,09 03‬‬
‫مروى رسالن‪ .‬هبة هللا التي حولت الصحراء المصرية إلى حضارة عريقة‪.‬‬
‫‪( WWW.EGYPTIANGEOGRAPHIC.COM‬تاريخ الوصول ‪ 11‬سبتمبر‪.)2020 ,‬‬

‫مستقبل األمن القومي المصري‪( /http :www.olukoh.net/ culture/0/55477 .‬تاريخ‬


‫الوصول ‪ 05‬سبتمبر‪.)2020 ,‬‬

‫منى عمر‪ .‬سيناريوهات مصرية لمواجهة أزمة سد النهضة األثيوبي‪www.dp- .‬‬


‫‪( news.com‬تاريخ الوصول ‪.)2020 ,09 09‬‬

‫‪130‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ قائمة المراجع األجنبية‬:‫ثانيا‬


A ATTALLA, RANIA. «GRAND ETHIOPIAN RENAISSANCE DAM.» IQP-GFS 1504,
October 2015.
Abebe, Daniel. «Egypt, Ethiopia, And The Nile.» The Economics Of International Water
Law (University Of Chicago Law School Chicago Unbound, Public Law And LEgal
Theory Working Paper), n° 484 (August 2014).
Anne, Alex Macleod, aoust marie, et grondin David. les études des sécurités, théories des
relations internationales contestations et résistances. Édité par Alex Macleod et dan
O’meara. Québec, 2007.

axelradcohan, jean. water security in the middle east. USA: essays in scientific and social
cooperation, 2017.
Dam, Nahdha. Nile water crisis stations between Egypt , Sudan and Ethiopia.
https://voiceofpeopletoday.com/nahdha- dam- nile- water-crisis- stations-egypt-sudan-
ethhiopia (accès le 08 11, 2020).
dejazmatch, Zewde gebre sellasie. «the nile question :1955- 1964, the ethiopian
perspective.» tel aviv university, 1997.
Kissinger, Henry. Nuclear Weapons and Foreign Policy . London: Wild Field and
Nicholson, 1969.
krinter, Renate. «the art of possible the scenario method and the third debat in international
relations theory.» a master thesis. amesterdam : amesterdam university, 1998.
transboundary water mangement as a regional public good, financing development, an
example from the nile basin. stockholm international water institute, 2007.

131
‫الفهرس‬
‫فهرس المحتويات‬

‫رقم الصفحة‬ ‫العنوان‬


‫‪12-6‬‬ ‫مقدمة‪:‬‬
‫‪51-14‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار المفاهيمي والنظري للدراسة‬
‫‪15‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬األمن المائي‪ :‬دراسة في المفهوم‬
‫‪15‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الموارد المائية‬
‫‪16‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف المياه‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬المصادر التقليدية للمياه‬
‫‪17‬‬ ‫‪ .1‬مياه األمطار‬
‫‪18‬‬ ‫‪ .2‬المياه الجوفية‬
‫‪19‬‬ ‫‪ .3‬المياه السطحية‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الموارد المائية غير التقليدية‬
‫‪20‬‬ ‫أوال‪ :‬تحلية مياه البحر‬
‫‪22‬‬ ‫ثانيا‪ :‬معالجة مياه الصرف الصحي‬
‫‪23‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم األمن المائي‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف األمن‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬مستويات وقطاعات األمن‬
‫‪26‬‬ ‫أوال‪ :‬مستويات األمن‬
‫‪26‬‬ ‫أمن األفراد‬ ‫‪-1‬‬
‫‪26‬‬ ‫أمن الدولة‬ ‫‪-2‬‬
‫‪27‬‬ ‫النظام الدولي‬ ‫‪-3‬‬
‫‪28‬‬ ‫ثانيا‪ :‬قطاعات األمن‬
‫‪28‬‬ ‫األمن العسكري‬ ‫‪-1‬‬
‫‪133‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫األمن السياسي‬ ‫‪-2‬‬


‫‪29‬‬ ‫األمن االقتصادي‬ ‫‪-3‬‬
‫‪30‬‬ ‫األمن المجتمعي‬ ‫‪-4‬‬
‫‪31‬‬ ‫األمن البيئي‬ ‫‪-5‬‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مفهوم األمن المائي‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬أهمية األمن المائي‬
‫‪36‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬المفاهيم المرتبطة باألمن المائي‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬األمن المائي واألمن الغذائي‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬األمن المائي واألمن القومي‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬األمن المائي واألمن اإلنساني‬
‫‪39‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مدخل مفاهيمي لدراسة األنهار الدولية‬
‫‪39‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف األنهار الدولية والمنشآت المائية‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬ألنهار الدولية‬
‫‪40‬‬ ‫أوال ‪ :‬تعريف النهر‬
‫‪40‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تعريف النهر الدولي‬
‫‪41‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تقسيم النهر الدولي‬
‫‪42‬‬ ‫رابعا‪ :‬القواعد القانونية الستخدام مياه األنهار الدولية‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬تعريف المنشآت المائية‬
‫‪43‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف السد‬
‫‪44‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أهمية السدود‬
‫‪46‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬اإلطار النظري للدراسة‬
‫‪46‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المنظور الواقعي واألمن المائي‬

‫‪134‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪47‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المصلحة الوطنية‬


‫‪47‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬زيادة حجم القومي‬
‫‪49‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الليبرالية واألمن المائي‬
‫‪83-53‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬جغرافيا نهر النيل وسد النهضة‬
‫‪54‬‬ ‫المبحث األول‪:‬دراسة جغرافية وسياسية لنهر النيل‬
‫‪54‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التعريف بنهر النيل‬
‫‪57‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬مصادر مياه نهر النيل‬
‫‪57‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حوض الهضبة االستوائية‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حوض الهضبة اإلثيوبية‬
‫‪59‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬حوض بحر الغزال‬
‫‪62‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬نهر النيل بين مكاسب مصر وطموحات إثيوبيا‬
‫‪62‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مكانة نهر النيل بالنسبة لمصر والسودان‬
‫‪64‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬أثيوبيا ومنبع نهر النيل‬
‫‪66‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تجسيد مشروع سد النهضة‬
‫‪67‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬بطاقة فنية عن المشروع‬
‫‪67‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الموقع الجغرافي للسد‪:‬‬
‫‪69‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الخصائص الفنية لسد النهضة‬
‫‪69‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬طرق تمويل المشروع‪:‬‬
‫‪70‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬دور األطراف الخارجية في تجسيد المشروع‬
‫‪70‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬إسرائيل‬
‫‪74‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الواليات المتحدة األمريكية‬
‫‪76‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬القوي األخرى التي لها دور في تجسيد المشروع‬

‫‪135‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪78‬‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬سد النهضة من الفكرة إلى التجسيد‬


‫‪113-85‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬تداعيات تجسيد مشروع سد النهضة على دول المصب‬
‫‪86‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تاريخ الصراع على نهر النيل‬
‫‪86‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬كرونولوجيا الصراع بين دول حوض النيل‬
‫‪90‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬موقف دول حوض النيل من سد النهضة‬
‫‪90‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الرؤية األثيوبية لمشروع سد النهضة‬
‫‪91‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الموقف المصري من سد النهضة‬
‫‪95‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬موقف السودان من سد النهضة‬
‫‪96‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تأثير سد النهضة على العالقات بين دول حوض النيل‬
‫‪97‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬األثار المحتملة لسد النهضة‬
‫‪97‬‬ ‫أوال‪ :‬أثار السد على ( المدى القريب)‬
‫‪98‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أثار السد على (المدى بعيد)‬
‫‪99‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تحديات إدارة ملف سد النهضة‬
‫‪99‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الوضع المائي لمرحلة ما بعد السد‬
‫‪100‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تأثير المواقف الخارجية في إدارة األزمة‬
‫‪100‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬مجلس األمن وقضية سد النهضة‬
‫‪101‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬ردود الفعل الدولية تجاه سد النهضة‬
‫‪103‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬احتماالت التسوية والصراع حول سد النهضة‬
‫‪103‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬بوادر الصراع بين دول حوض النيل‬
‫‪104‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬الحلول الممكنة لتفادي تأثير السد‬
‫‪104‬‬ ‫الفرع األول‪:‬الخيار السياسي‬
‫‪105‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الخيار العسكري‬

‫‪136‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪105‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الخيار القانوني‬


‫‪107‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬الخيار الفني‬
‫‪107‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬التصورات الفنية والعملية‬
‫‪108‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬فرص التعاون بين دول حوض النيل‬
‫‪115‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪118‬‬ ‫المالحق‬
‫‪123‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪133‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪137‬‬
‫الملخصات‬
‫ملخص‬

‫ملخص‪:‬‬

‫بارز في تشكيل الخريطة الجيوسياسية لمناطق تكون فيها‬


‫تلعب مصادر المياه دو ار ا‬
‫موارد المياه محدودة‪ ،‬أو تتحكم فيها وحدات سياسية معينة خاصة في األحواض النهرية التى‬
‫تشترك فيها أكثر من دولة‪ ،‬وفي هذه الحالة يصبح تحقيق األمن المائي بمثابة تحدي للدول‪،‬‬
‫وقد يشكل سبيل ذلك محفز للنزاع قد يمتد إلثارة الحروب‪ ،‬فاالرتفاع الهائل لعدد السكان‬
‫ومتطلبات الزراعة من المياه والتلوث وغيرها من النشاطات األخرى جعلت من مورد المياه‪،‬‬
‫إحدى اإلهتمامات التي تخص جميع بني النظام الدولي إلرتباطه بمختلف األبعاد إرتباط‬
‫وثيقا سواءا كانت هذه األبعاد قانونية‪ ،‬إقتصادية‪ ،‬بيئية‪ ،‬إجتماعية‪ ،‬قيمية وسياسية‪ ،‬إذ‬
‫يتوجب على مختلف األطراف الفاعلة البحث في تنمية هذه الموارد والتوجه نحو إرساء قواعد‬
‫وسياسات مبنية على التعاون والتشاور وتذليل الخالفات بين الدول‪ ،‬والبحث عن أرضية‬
‫مالئمة لتقريب وجهات النظر والجنوح نحو السالم بدال من الصراع‪ .‬ومسألة األمن المائي‬
‫لدى الدول التي تغيب عنها الرؤية اإلستراتيجية البعيدة المدى كحال مصر والسودان‪ ،‬في‬
‫إعتمادهما على حوض النيل كمورد أساسي للمياه‪ ،‬دون التفكير في إيجاد مصادر بديلة‬
‫للمياه عدى نهر النيل‪،‬تضع دوائر صنع القرار في مأزق خاصة بعد اإلعالن عن بداية ملئ‬
‫سد النهضة فواقع سد النهضة أصبح مفروضا على دول المصب واحتمالية تأثير المشروع‬
‫على األمن المائي لدول المصب واردة ال محال‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪:‬‬
‫األمن ‪/‬األمن المائي‪ /‬السد‪ /‬األنهار الدولية‪ /‬نهر النيل‬

‫‪139‬‬
ABSTRACT

Abstract

Water sources play a prominent role in shaping the geopolitical map of


regions where water resources are limited or controlled by certain political units,
especially in river basins that are shared by more than one country, and in this
case, achieving water security becomes an international challenge, and this path
may constitute a catalyst for conflict. It may extend to provoking wars, as the
huge increase in population and the requirements of agriculture for water and
industry and other activities, made the water resourceone of the concerns that
pertain to all the structures of the international system,because of its serious
involvement in the various dimensions, whether these dimensions are legal,
economic, environmental, social, value and political, which obligates the various
actors to develop these resources and move towards establishing rules and
policies based on cooperation, consultation and overcoming differences between
nations, and to search for the appropriate platform for converging views and
leaning towards peace rather than conflict

The matter of water security in countries that lack a long-term strategic


vision, such as Egypt and Sudan, in their dependence on the Nile Basin as a
primary water resource, without searching for alternative sources of water other
than the Nile River, puts the decision-making circles in trouble, especially after
the announcement of the start of filling the Renaissance Dam. The reality of the
Renaissance Dam has become imposed on the downstream countries,and the
potential impact of the project on the water security of the downstream countries
became inevitable.

Key Words:

Security /Water Security/Dam/International /River /Nile Basin.

140
University of 8may 1945-Guelma
Faculty of law and political sciences
Departement of political sciences

Registration number:99/641916
Serial number:M1999641916

Water security in the Nile Basin:


A study on the ramifications of the
renaissance dam project

Complimentary theses for obtaining a master’s degree in


political sciences

Specialty:Strategic and security studies

Supervised by: Prepared by:


Dr. Ismail Bouganour Bouteraa Faycel
Jury Membres
Name Scientificdegree Institut Role

University Of 8 may 1945


Dr. DjamelMnaser Lecturer -A- President
Guelma
University Of 8 may 1945 Superviser
Dr. Ismail Bouganour Lecturer -A-
Guelma decider
University Of 8 may 1945 Assistant
Mr.Nacereddine Lebal Assistant Professor –A-
Guelma Superviser
University Of 8 may 1945
Mr.Riad Meziane Assistant Professor –A- Examinator
Guelma

ScholarYear : 2019-2020

You might also like