asinag-2875

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 18

Asinag

16 | 2021
L’écriture en et autour de l’amazighe

‫ةيغيزامألا ىلإ نآرقلا يناعم تامجرت‬: ‫دقتو ضرع‬ ‫ ميدقتو ضرع‬:


Ladimat Mohamed

Édition électronique
URL : https://journals.openedition.org/asinag/2875

Éditeur
Institut Royal de la Culture Amazighe (IRCAM)

Édition imprimée
Date de publication : 1 décembre 2021
Pagination : CCIX - CCXXV
ISSN : 2028-5663

Référence électronique
Ladimat Mohamed, «‫ةيغيزامألا ىلإ نآرقلا يناعم تامجرت‬: ‫دقتو ضرع‬ ‫ ميدقتو ضرع‬: », Asinag,16 | 2021 ,], ‫ميدقتو ضرع‬
/ évrier 2024. URL: http://journals.openedition.org 20 , évrier 2023 01
asinag/2875

The text only may be used under licence CC BY-NC-ND 4.0. All other elements (illustrations, imported
files) are “All rights reserved”, unless otherwise stated.
‫مجلة أسيناگ‪ ،ⴰⵙⵉⵏⴰⴳ-‬العدد السادس عشر‪ ،2021،‬ص ‪225-209‬‬

‫ترمجات معاِن القرآن إىل األمازيغية‪ :‬عرض وتقدمي‬


‫حممد لعضمات‬
‫املعهد امللكي للثقافة األمازيغية‬

‫يهدف هذا العمل إىل التعريف على حنو عام اب‪٬‬مهود املبذول يف جمال ترمجة معاين‬
‫القرآن الكرمي إىل اللغة األمازيغية‪ ،‬من خالل اإلشارة إىل بعض املعطيات التارخيية‬
‫املتعلقة ابلرتمجة الدينية عند األمازيغ‪ ،‬وسرد بعض النماذج اليت مت إجنازها يف هذا‬
‫ا‪٬‬مال‪ ،‬مث تقدمي حصيلة ترمجات معاين القرآن الكرمي إىل اللغة األمازيغية‪ ،‬ويتعلق األمر‬
‫أبربع ترمجات‪ ،‬ثالث منها كاملة لكل من احلسني جهادي‪ ،‬سنة ‪ ،2003‬ورمضان‬
‫آيت منصور‪ ،‬سنة ‪ ،2006‬وحاج ْحمْنْد ْحمْنْد طِّيّب‪ ،‬سنة ‪ ،2013‬وترمجة جزئية ِّلكمال‬
‫انيت ْزرّاد‪ ،‬سنة ‪.1996‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬القرآن الكرمي – اللغة األمازيغية – الرتمجة‬

‫‪This paper aims to shed light on the efforts made in translating the meanings of‬‬
‫‪the Noble Quran into the Amazigh language. We will present historical data‬‬
‫‪related to the Amazigh experience in religious translation. We will focus on four‬‬
‫‪translations of the meanings of the Noble Quran into Amazigh. Three of them are‬‬
‫‪translations of the Quran in its entirity : the first one is written by Al-Hussein‬‬
‫‪Jouhadi, in 2003, the second one is accommodated by Ramadan Ait Mansour in‬‬
‫‪2006, the third one elaborated by Hajj Mhand Mhand Tayyib in 2013. The fourth‬‬
‫‪is a partial translation made by Kamal Nait Zerrad in 1996.‬‬

‫‪Key- Words : Quran – Amazigh language – Translation‬‬

‫مقدمة‬
‫تكتسي الرتمجة الدينية أمهية ابلغة يف اتريخ الرتمجة‪ ،‬حيث إن النص الديين كان وال يزال‬
‫من أوائل النصوص اليت متت ترمجتها يف الزمن القدمي واملعاصر‪ .‬فقد اقرتنت الرتمجة‬
‫فيبدايةاألمرابلنصوص الدينية‪ ،‬مث مشلت بعد ذلك كل جماالت املعرفة وحقوهلا‪ ،‬وأصبحت‬
‫ومتشعِّب الثقافات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ممارسة ال حميد عنها يف عامل متعدد اللغات‬

‫‪209‬‬
‫حممد لعضمات‬

‫ويع ّد هذا النوع من الرتمجة من أعرق أصناف الرتمجة يف اتريخ البشرية؛ إذ ميكن القول إهنا‬
‫أقدم أنواع الرتمجة التحريرية؛ ذلك أ ّن "الرتمجة يف الشرق كما يف الغرب بدأت دينية"‪ .1‬فقد‬
‫بدأت الرتمجة يف الصني القدمية برتمجة الكتب الدينية من السنسكريتية‪ 2‬إىل اللغة الصينية‪،‬‬
‫حيث "يرجع اتريخ الرتمجة الصينية إىل سنة ‪ 1100‬ق‪.‬م‪ .‬ومنذ هذه الفرتة‪ ،‬عرفت الصني‬
‫موجات كثرية من الرتمجة‪ ،‬من بينها ترمجة السوفرا (التعاليم السنسكريتية)"‪ ،3‬كما أن "من‬
‫اآلاثر اليت ُوجدت‪ ،‬ترمجة الرومان للنظام الديين اإلغريقي عام ‪ 300‬قبل امليالد"‪ ،4‬ابإلضافة‬
‫إىل أ ّن مرتمجي اإلمرباطورية الرومانية واإلغريقية قد نقلوا التّوراة واإلجنيل يف عصور قدمية جدا‪.‬‬
‫ولذلك فإن "الرتمجة الدينية بشكل مؤَّكد كانت سابقة على الرتمجة األدبية (‪ )...‬وال يشك‬
‫أحد يف الدور األساسي الذي لعبته يف احلضارات‪ ،‬مثل حضارة اليوانن القدمية‪ ،‬وبشكل‬
‫أقوى يف اإلمرباطورية الرومانية"‪.5‬‬
‫ترمجة معاِن القرآن الكرمي‬ ‫‪.1‬‬

‫تُع ّد ترمجة النص الديين إذن جمال التح ّدايت واجلدل ابمتياز‪ ،‬السيما فيزمن العوملة‬
‫والصراعات اإليديولوجية والدينية والطائفية‪ .‬وال شك أن دراسة النص الديين عموما‪ ،‬والقرآن‬
‫جيران إىل اخلوض يف العديد من القضااي‬ ‫الكرمي ِّبشكل خاص يف عالقته ابلرتمجة‪ّ ،‬‬
‫ال ُـمست ْشكلة‪ ،‬من قبيل الفوارق والعقبات الثقافية اليت تكتنف النص الديين أثناء ترمجته إىل‬
‫لغة أخرى‪ ،‬إضافة إىل اخلصائص واملميزات اللغوية والبالغية اليت يزخر هبا النص الديين‪،‬‬
‫والسيما النص القرآين‪ .‬إن أكرب صعوبة ظلت تواجه املرتمجني‪ ،‬هي تلك املتعلقة برتمجة‬

‫‪ 1‬موانن‪ ،‬جورج (‪ ،)1994‬املسائل النظرية يف الرتمجة‪ ،‬ترمجة لطيف زينون‪ ،‬دار املنتخب العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫ص‪.12.‬‬
‫‪ 2‬السنسكريتية لغة قدمية يف اهلند‪ ،‬وهي لغة خاصة ابلطقوس اهلندوسية والبوذية واجلاينية‪ ،‬توجد يف اهلند وجنوب شرق‬
‫آسيا‪ ،‬وهي إحدى اللغات الرمسية للهند‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Sun, Min (2010), La traduction de la littérature québécoise en Chine - état des lieux et‬‬
‫‪perspectives, thèse présentée à la Faculté des Etudes Supérieures de l'Université Laval,‬‬
‫‪Département de Langues, Linguistique et Traduction, Faculté des Lettres Université Laval‬‬
‫‪Québec, p.6.‬‬
‫‪-‬‬ ‫)‪www.theses.ulaval.ca/2010/27418/27418.pdf (Page consultée le 04-06-2020‬‬
‫‪ 4‬نيومارك‪ ،‬بيرت (‪ ،)2002‬اجتاهات يف الرتمجة‪ ،‬ترمجة حممد إمساعيل صيين‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬داراملريخ للنشر‪ ،‬ص‪.13.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Van Hoof, Henri (1991), Histoire de la traduction en occident, Editions Duculot, Paris,‬‬
‫‪p.13.‬‬

‫‪210‬‬
‫ترمجات معاين القرآن إىل األمازيغية‪ :‬عرض وتقدمي‬

‫النصوص الدينية بشكل عام‪ ،‬وترمجة القرآن الكرمي بشكل خاص‪ ،‬فإذا كان اخلطأ يف ترمجة‬
‫أضر‪.‬‬
‫غريها من النصوص ضارا‪ ،‬فهو يف النص الديين ّ‬
‫وتع ّد ترمجة القرآن الكرمي عملية ابلغة التعقيد‪ ،‬ابلنظر إىل حجم الصعوابت واملشاكل اليت‬
‫تنطوي عليها عملية الرتمجة‪ ،‬نظرا للمكانة االعتبارية اليت حيظى هبا القرآن الكرمي ابعتباره نصا‬
‫مقدسا‪ ،‬ونظرا خلصائصه البالغية املميزة‪ .‬وتزداد هذه الرتمجة تعقيدا‪ ،‬عندما يتعلق األمر‬
‫برتمجة القرآن الكرمي إىل لغة مثل اللغة األمازيغية‪ ،‬اليت وإن قـلّت فيها الفوارق الثقافية‬
‫والدينية‪ ،‬فإن التباينات اللغوية القائمة بينها وبني اللغة العربية‪ ،‬تظل عقبة كؤودا‪ ،‬يصعب‬
‫جتاوزها‪ ،‬السيما يف ظل الوضع الذي تعيشه األمازيغية‪ ،‬ابعتبارها لغة مازالت يف طريقها إىل‬
‫االنتقال من الشفاهة إىل لغة الكتابة‪ ،‬وتدشني جهود التوحيد واملعرية هلذه اللغة‪ ،‬مع ما‬
‫يصاحب هذا االنتقال من إشكاالت متشعبة‪ ،‬تالمس مجيع بنيات اللغة من صرف وحنو‬
‫وتركيب ومعجم وغريها‪.‬‬
‫‪ .2‬مدخل إىل الرتمجة الدينية عند األمازيغ‬
‫الرب ْغواطي‪ ،6‬وضع لقومه "قرآان" ابللغة‬
‫ذكرت بعض املصادر التارخيية أن صاحل بن طريف ُْ‬
‫األمازيغية‪" ،‬يقرؤونه يف صلواهتم ويتلونه يف مساجدهم‪ ،‬وزعم أنه نزل عليه‪ ،‬وأنه وحي من ‪౫ಋ‬‬
‫تعاىل إليه‪ ،‬ومن شك يف ذلك فهو كافر‪ .‬والقرآن الذي شرع هلم مثانون سورة مساها هلم‬
‫أبمساء النبيني وغريهم‪ ،‬منها‪ :‬سورة آدم وسورة نوح وسورة فرعون‪ ،‬وسورة موسى وسورة‬
‫هارون وسورة بين إسرائيل‪ ،‬وسورة األسباط وسورة أيوب وسورة يونس‪ ،‬وسورة اجلمل وسورة‬
‫الديك وسورة احلجل‪ ،‬وسورة اجلراد وسورة هاروت وماروت وسورة إبليس‪ ،‬وسورة احلشر‬
‫وسورة غرائب الدنيا‪ ،‬وفيها العلم العظيم بزعمهم"‪ .7‬وأورد البكري كلمات مرتمجة من أول‬
‫سورة أيوب وهي استفتاح كتاهبم كما يقول‪ ،8‬كما أورد الثعاليب مقطعا مماثال من أول سورة‬
‫َّاريخ كان ظُ ُهور صاحل بن طريف الربغواطي الَّ ِّذي ّادعى النُّـبُـ َّوة‬ ‫‪ 6‬ذكره الناصري يف االستقصا‪ ،‬حيث قال "ويف هذا الت ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫بتامسنا من بِّالد الْمغرب ْاألقْصى على ساحل الْب ْحر الْ ُمحيط فيما بني سال وآسفي‪ ،‬وبرغواطة بطن من املصامدة على‬
‫ما حقَّقهُ ابْن خلدون‪ ،‬وكان أبوهُ طريف يكىن أاب صبيح‪ ،‬وكان من قواد ميسرة اخلفري الْقائِّم بدعوة الصفرية‪ ،‬وملا انقرض‬
‫أمر ميسرة ب ِّقي طريف قائِّما ِّأب ْمر برغواطة بتامسنا‪ ،‬ويـُقال إِّنَّه تنبأ أيْضا وشرع هلُم الشَّرائِّع‪ ،‬مثَّ هلك ووىل مكانهُ ابْنه‬
‫صاحل هذا‪ ،‬وقد كان شهد مع أبِّيه حروب ميسرة‪ .‬قال ابْن خلدون وكان من أهل الْعلم وا ْخل ْري‪ ،‬مثَّ انْسلخ من آايت ‪،౫ಋ‬‬
‫وانْـتحل د ْعوى النُّـبُـ َّوة‪ ،‬وشرع هلُم ال ّداينة الَِّّيت كانُوا علْيـها من بعده‪ ،‬وِّهي م ْعُروفة ِّيف كتب املؤرخني‪.‬‬
‫‪ 7‬الناصري‪ ،‬أمحد بن خالد أبو العباس (‪ ،)2014‬االستقصا ألخبار دول املغرب األقصى‪ ،‬حتقيق حممد السيد عثمان‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪.97.‬‬
‫‪ 8‬البكري‪ ،‬أبو عبيد (‪ ،)2003‬املسالك واملمالك‪ ،‬حتقيق مجال طلبة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪ ،1.‬ج‪،2.‬‬
‫ص‪.324.‬‬

‫‪211‬‬
‫حممد لعضمات‬

‫أيوب‪" :‬ابسم ‪ ౫ಋ‬الذي أنزل ‪ ౫ಋ‬به كتابه إىل الناس ليبني به أخباره‪ .‬قالوا علم إبليس القضية‪.‬‬
‫أىب ‪ ౫ಋ‬ليس يطيق إبليس كما يعلم ‪ .౫ಋ‬أي شيء يغلب األلسن يف األقولة؟ ليس يغلب‬
‫األلسن يف األقولة إال ‪ ౫ಋ‬بقضائه أاب اللسان الذي أرسل به احلق إىل الناس‪ .‬أعين ما مات‪.‬‬
‫أنظر حممدا كان حني عاش استقام الناس كلهم الذين صحبوه وملا مات فسد الناس‪ .‬كذب‬
‫من يقول‪ :‬إن احلق يستقيم وليس مث رسول ‪ .9"౫ಋ‬ورغم إيراد املصادر التارخيية هلذا املؤلَّف‪،‬‬
‫إال أنه مل يصلنا منه شيء ابألمازيغية‪ ،‬عدا مقاطع مما ذكران بعضها مرتمجة إىل اللغة العربية‪،‬‬
‫ولعل هذا الكتاب أقرب إىل التأليف وإعادة الكتابة‪ ،‬منه إىل الرتمجة‪.‬‬
‫قام األمازيغ بدور كبري يف خدمة اإلسالم‪ ،‬من خالل مسامهاهتم العلمية سواء ابللغة‬
‫العربية أو األمازيغية‪ ،‬وذلك ألمهيتها يف نشر العلوم اإلسالمية‪ ،‬بل ظهرت اهتمامات جديدة‬
‫أبرزها إعداد القواميس املزدوجة اللغة لتسهيل عملية حترير الواثئق على من يتصدر هلا من‬
‫القضاة والعدول واملوثقني والفقهاء‪ ،‬وكذا التعبري عن األعالم البشرية واجلغرافية وأعضاء‬
‫اإلنسان وما حييط به من أدوات وغريها‪ ،...‬وتعزز هذا املسار بلون من ألوان التأليف الذي‬
‫اصطلح عليه البعض اسم‬ ‫سعى إىل تبسيط املعرفة الدينية وتقريبها من أفهام العوام‪ْ ،‬‬
‫(لْمازغي)‪ ،‬فكان التأليف ابللسان األمازيغي اترة‪ ،‬ومتزيغ بعض التآليف العربية اترة أخرى‪،‬‬
‫خاصة منها ذات الصلة بعلوم القرآن والفقه واحلديث والسرية والعقيدة والتصوف واألذكار‪،‬‬
‫وموضوعات أخرى مثل الطب والتداوي ابألعشاب‪ ،‬والفلك والتوقيت والتنجيم‪ ،‬والفالحة‬
‫واحلساب وغري ذلك‪.‬‬
‫انطلقت الكتاابت األمازيغية من العلم واملعرفة الشرعية‪ ،‬تلك املعرفة املتداولة يف املدارس‬
‫العلمية‪ ،‬واليت حيُول اجلهل ابلعربية دون وصوهلا إىل عموم الناس‪ ،‬فع ِّمل األمازيغ على ترمجتها‬
‫وتقريبها إىل عقوهلم‪ ،‬عن طريق الشرح والتفسري والتمثيل‪ ،‬كشرح خمتصر الشيخ خليل ألوزال‬
‫منظوما ابألمازيغية‪ ،‬ومساه احلوض‪ ،‬وكذا "حبر الدموع"‪ ،‬وشرح حلسن أُبراهيم أعروس البن‬
‫عاشر‪ ،‬وترمجة احلامدي لقصيدة الربدة‪ ،‬وترمجة كتاب "عمدة البيان يف فروض األعيان"‬
‫للشيخ عبد الرمحن األخضري‪ ،‬وترمجة سيدي أمحد الطاليب املعدري لرسالة "عقد اجلمان ملريد‬
‫العرفان" يف الرتبية الصوفية‪ ،‬للشيخ سيدي علي الدرقاوي‪ ،‬وترمجة املختار السوسي لكتاب‬
‫"األنوار السنية" البن جزي‪ ،‬وكتاب "األربعني النووية"‪ ،‬وترمجة احلاج عبد ‪ ౫ಋ‬الدرقاوي‬
‫اإللغي لكتاب "رايض الصاحلني"‪ ،‬وكتاب "نور اليقني" يف السرية النبوية‪ ،‬وترمجة عبد احلميد‬

‫‪ 9‬الثعاليب عبد العزيز (‪ ،)1990‬اتريخ مشال افريقيا من الفتح اإلسالمي إىل هناية الدولة األغلبية‪ ،‬حتقيق أمحد بن ميالد‬
‫وحممد إدريس‪ ،‬ط‪ ،2.‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬ص‪.‬ص‪.152-151.‬‬

‫‪212‬‬
‫ترمجات معاين القرآن إىل األمازيغية‪ :‬عرض وتقدمي‬

‫بن احلسني الصويف لرسالة ابن أيب زيد القريواين "تيليال يف تشليح الرسالة القريوانية"‪ ،‬وترمجة‬
‫جلزء من كتاب "جمموع األمري"‪ ،10‬مساه "اتفوكت ن الدين" أي‬ ‫الشيخ سيدي علي الدرقاوي ٍ‬
‫مشس الدين‪" ،‬ترمجه منظوما‪ ،‬مقتفيا خطوات التامدوزيت يف شرحه حلوض اهلوزايل‪ ،‬موجها‬
‫إايه إىل مريديه (الفقراء)‪ ،‬حيفظونه ويستعينون به يف دينهم"‪ ،11‬وغريها من الرتمجات التفسريية‬
‫األخرى‪.‬‬
‫تقدمي حصيلة ترمجات معاِن القرآن الكرمي إىل األمازيغية‬ ‫‪.3‬‬

‫قد تكون ترمجة القرآن إىل اللغة األمازيغية‪ ،‬من بني أوىل الرتمجات اليت متت يف التاريخ‪.‬‬
‫فحسب ما أشار إليه لويس ماسينيون )‪ (Louis Massignon‬يف تقدميه لرتمجة حممد محيد‬
‫‪ ౫ಋ‬للقرآن الكرمي إىل اللغة الفرنسية‪ ،‬فإنه "يف إحدى حماضراته ابلقاهرة‪ ،‬حول اجلغرافية‬
‫العربية‪ ،‬حتدَّث السيد غيدي )‪ (Guidi‬عن ترمجة أمازيغية للقرآن‪ ،‬متَّت يف السنة ‪127‬‬
‫فصل"‪.12‬‬
‫للهجرة‪ ،‬إال أنه مل يصلنا منها شيء ُم َّ‬
‫عرف التاريخ األمازيغي ظهور "قرآن" ابللغة األمازيغية‪ ،‬غري أن األمر هنا ال يتعلق برتمجة‬
‫للقرآن‪ ،‬بقدر ما يتعلق ابلتأليف وإعادة الكتابة‪ ،‬فقد "خرج نيب من قبيلة بورغواطة سنة ‪127‬‬
‫أسس داينته‪ ،‬كما فعل‬ ‫للهجرة‪ ،‬وكان يعيش يف الساحل األطلسي‪ ،‬يف منطقة جنوب سال‪ ،‬و ّ‬
‫الرسول مبكة‪ .‬واقتداء بنيب اإلسالم‪ ،‬ألّف قرآان‪ ،‬إال أن قرآنه هذا‪ ،‬كتاب مقدس مستوحى‬
‫ابللغة األمازيغية"‪.13‬‬
‫واألكيد يف هذا املوضوع‪ ،‬أن عملية الرتمجة إىل اللغة األمازيغية مل تكن وليدة اليوم‪ ،‬بل‬
‫هي تقليد شفوي قدمي يف املدارس الدينية ابملغرب‪ ،‬وهو إحدى أهم أساليب تل ّقي القرآن‬
‫الكرمي عند األمازيغ‪ ،‬فها هو الفقيه املغريب حممد بن احلسن احلجوي‪ ،‬يستند إىل ذلك لتربير‬
‫جواز ترمجة القرآن الكرمي‪ ،‬إذ يقول‪" :‬تل ّقيت بعض الطّلبة الذين يعلّمون القرآن للرببر ببالدان‪،‬‬
‫‪ 10‬منظومة شعرية يف الفقه تتألف من عشرة آالف بيت‪ ،‬من أتليف حممد بن حممد بن أمحد بن عبد القادر بن حممد‬
‫املصري املالكي‪ ،‬املتوىف سنة ‪1232‬ھـ‪1816 /‬م‪.‬‬
‫‪ 11‬السوسي‪ ،‬املختار‪ ،‬املعسول‪ ،‬جزء ‪ ،19‬ص‪ ،14.‬وأيضا رجاالت العلم العريب يف سوس‪ ،‬ص‪.187.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪Muhammad Hamidullah (1963), Le Saint Coran, Editeur Hadj mohamed Noureddine Ben‬‬
‫‪Mahmoud, Club Français du Livre, p.p.37-38.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪http://www.lenoblecoran.fr/wp-content/uploads/Le-Saint-Coran-Traduction-de-M.-‬‬
‫‪Hamidullah-Version-originale-Fr-1959.pdf(Page consultée le 07-06-2020).‬‬
‫‪13‬‬
‫– ‪Basset, Herni (1920), Essai sur la littérature des Berbères, Ancienne Maison Bastide‬‬
‫‪Jourdan, Éditeur J. Carbonel, Alger, P.62.‬‬

‫‪213‬‬
‫حممد لعضمات‬

‫حىت إذا فهم معناه بقدر اإلمكان عند‬ ‫ِّ‬


‫فحكي يل أ ّهنم يرتمجون معناه ّأوال ملن يريد أن حيفظه‪ّ ،‬‬‫ُ‬
‫ذلك يسهل عليه حفظه‪ ،‬وإال فال‪ .‬قال‪ :‬وهكذا هو عملهم منذ أزمان‪ ،‬وعليه وجدوا من‬
‫قبلهم‪ .‬فقولُنا جبواز ترمجة القرآن ليس اخرتاع ُحكم ملسألة مل تكن وقعت‪ ،‬نريد حدوث‬
‫وقوعها‪ ،‬بل هو ُحكْم مسألة واقعة اثبتة منذ أزمان"‪.14‬‬
‫وجه الفقيه احممد بن‬ ‫ويف إطار اهتمام األمازيغ بنقل أمهات النصوص العربية وتفسريها‪َّ ،‬‬
‫حممد بن عبد ‪ ౫ಋ‬السماليل (ت ‪ ،)1122‬رسالة إىل العالَّمة احلسن بن مسعود اليوسي حول‬
‫تفسري القرآن ابألمازيغية‪ ،‬فأجابه‪" :‬أما تفسري القرآن ابللغة الرببرية فال أبس مع وجود‬
‫شرطني‪ :‬أحدمها حتري الصدق والتحصن جبنة ال أدري‪ ،‬والثاين التبحر وحصول املعرفة التامة‬
‫ابملراد‪ ،‬مع معرفة موضوعات األلفاظ العربية القرآنية‪ ،‬وحتقيق حقيقتها وجمازها وتصرحيها‬
‫وكنايتها‪ ،‬وغري ذلك‪ ..‬مع معرفة تطبيق ذلك على األلفاظ العجمية اليت يقع التفسري هبا لئال‬
‫يقع اخلطأ يف إيراد لفظ مكان لفظ ال يرادفه‪ ،‬وذلك حمتاج إىل معرفة اتمة‪ ،‬وفطنة قوية وهو‬
‫أمر صعب‪ ،‬ومن صعوبته يوجد فحول املفسرين‪ ،‬يتبع بعضهم بعضا يف كثري من العبارات‬
‫واألحوط مع ذلك أن يسرد تفسريا من التفاسري السهلة‪ ،‬مث تفسري ألفاظ املفسر ال ألفاظ‬
‫القرآن"‪ .15‬ولذلك أيضا يقول عميد الثقافة األمازيغية األستاذ حممد شفيق‪" :‬إن ترمجة‬
‫النصوص الد ينية وترمجة الكتب املنزلة ابألحرى تتطلب تطلعا كبريا من املعارف اللغوية‪،‬‬
‫الصرفية والنحوية واملعجمية وتتطلب متكنا قواي من دقائق املعاين وخلفياهتا"‪.16‬‬
‫سنُـق ِّّدم يف هذه املقالة أربع ترمجات خمتلفة ملعاين القرآن الكرمي إىل اللغة األمازيغية‪ ،17‬وهي‬
‫الرتمجات الكاملة لكل من احلسني جهادي‪ ،‬ورمضان آيت منصور‪ ،‬وحاج ْ ْحم ْند ْ ْحم ْند‬
‫طَيِّب‪ ،‬وترمجة جزئية لِ َكمال انيت ْزّراد‪ .‬وبقدر ما يرّكز هذا العمل على تقدمي هذه الرتمجات‬
‫واستعراض معاملها األساسية‪ ،‬فقد قمنا يف دراسات سابقة‪ ،‬ابلرتكيز على بعض ا٭ماذير‬
‫والقضااي التفصيلية يف ترمجة معاين القرآن الكرمي إىل األمازيغية‪ ،‬سواء ابالشتغال على ترمجة‬

‫‪ 14‬احلجوي‪ ،‬حممد بن احلسن (‪ ،)1933‬ترمجة القرآن العظيم‪ ،‬جملة املغرب‪ ،‬ع‪ ،13.‬ص‪.4.‬‬
‫‪ 15‬السوسي‪ ،‬حممد املختار (‪ ،)2014‬املعسول يف اإللغيني وأساتذهتم وتالمذهتم وأصدقائهم السوسيني‪ ،‬ا‪٬‬ملد ‪ ،5‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ص‪.‬ص‪.60-59.‬‬
‫‪ 16‬شفيق‪ ،‬حممد (‪ ،)1995‬ملاذا قيل كل مرتجم خذول‪ ،‬مطبوعات أكادميية اململكة املغربية‪ ،‬سلسلة "الندوات" الرتمجة‬
‫العلمية‪ ،‬ندوة جلنة اللغة العربية ألكادميية اململكة املغربية‪ ،‬طنجة ‪ 12-11‬دجنرب ‪ ،1995‬ص‪.25.‬‬
‫‪ 17‬هناك ترمجة للمرحوم بوستة حمند أمزاين من اجلزائر‪ ،‬وهي غري كاملة‪ ،‬وتناولت أجزاء أو آايت متفرقة‪ ،‬حسبما ذكر الشيخ‬
‫طيب حمند يف مقالة له حتت عنوان "ترمجات يف امليزان وحرية بني البوح والكتمان"‪ ،‬لكنه مل يقف على هذه الرتمجة‪.‬‬
‫وهناك أيضا ترمجة جزئية أجنزهتا جلنة مشرتكة بني ا٭مافظة السامية لألمازيغية ووزارة الشؤون الدينية واألوقاف ابجلزائر‪،‬‬
‫مشلت سورة الفاحتة وحزب سبّح ابسم ربك األعلى‪ ،‬على شكل قرص مضغوط ونص مكتوب ابحلرف الالتيين‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫ترمجات معاين القرآن إىل األمازيغية‪ :‬عرض وتقدمي‬

‫واحدة‪ ،‬مثل مسألة ترمجة أمساء السور‪ ،18‬وبالغة التقدمي والتأخري‪ ،19‬وحدود الربح واخلسارة‬
‫يف ترمجة معاين القرآن الكرمي‪ ،20‬أو من خالل دراسات حتليلية مقارنة‪ ،‬مثل قضية املشرتك‬
‫اللفظي يف القرآن الكرمي‪ ،21‬وترمجة ضمري الفصل ابعتباره شكال من أشكال التوكيد يف‬
‫القرآن الكرمي‪.22‬‬
‫‪23‬‬ ‫أ‪" .‬ترمجة معاِن القرآن الكرمي ابللغة األمازيغية"‪ ،‬للحسني جهادي‬
‫صدرت هذه الرتمجة سنة ‪ ،2003‬عن مطبعة النجاح اجلديدة ابلدار البيضاء‪ ،‬وهي أول‬
‫ترمجة كاملة للقرآن الكرمي إىل اللغة األمازيغية ابملغرب‪ ،24‬وصدورها "يش ّكل ابلفعل حمطة‬

‫‪ 18‬يُنظر لعضمات‪ ،‬حممد (‪ ،)2018‬إمعان النظر يف ترمجة أْساء السور‪ :‬دراسة حول ترمجة معاِن القرآن الكرمي‬
‫ابألمازيغية‪ ،‬جملة الدراسات األمازيغية‪ ،‬العدد ‪ ،2‬خم ترب الدراسات واألحباث يف الثقافة واللغة األمازيغية‪ ،‬جامعة ابن زهر‪،‬‬
‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬أكادير‪ ،‬ص‪.‬ص‪.28-7.‬‬
‫‪ 19‬يُنظر لعضمات‪ ،‬حممد (‪ ،)2017‬دراسة يف التقدمي والتأخري‪ :‬منوذج ترمجة معاِن القرآن الكرمي ابألمازيغية جلهادي‬
‫احلسني الباعمراِن‪ ،‬ضمن كتاب أعم ال امللتقى الدويل الذي نظمته جامعة األمري عبد القادر للعلوم اإلسالمية بقسنطينة‬
‫ابجلزائر‪ ،‬بتاريخ ‪ 17-16‬أبريل ‪ ،2017‬حول "جهود ترمجة معاين القرآن الكرمي إىل اللغة األمازيغية‪ :‬الواقع واالفاق"‪،‬‬
‫منشورات ا‪٬‬ملس األعلى للغة العربية‪ ،‬ص‪.‬ص‪.176-145.‬‬
‫‪ 20‬يُنظر لعضمات‪ ،‬حممد (‪ ،)2015‬الربح والضياع يف ترمجة معاِن القرآن الكرمي ابللغة األمازيغية‪ :‬ترمجة جهادي‬
‫احلسني منوذجا‪ ،‬أحباث يف األمازيغية‪ ،‬أعمال األايم الدراسية املنظمة يومي ‪30‬و‪ 31‬ماي ‪ 2013‬برحاب كلية اآلداب‬
‫والعلوم اإلنسانية أبكادير‪ ،‬ص‪.‬ص‪.46-29 .‬‬
‫‪ 21‬يُنظر لعضمات‪ ،‬حممد (‪ ،)2018‬املشرتَك اللفظي يف ثالث ترمجات ملعاِن القرآن الكرمي ابللغة األمازيغية‪ :‬لفظ الفتنة‬
‫منوذجا ‪ ،‬ضمن كتاب أعمال املؤمتر الدويل اخلامس يف ترمجة معاين القرآن الكرمي‪ ،‬يف موضوع‪" :‬املرجعيات اليهودية‬
‫واملسيحية يف ترمجات معاين القرآن الكرمي"‪ ،‬والذي نظمه خمترب الرتمجة وتكامل املعارف‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم االنسانية‬
‫مبراكش‪ 21 - 20 ،‬فرباير ‪ ،2018‬عامل الكتب احلديث‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.‬ص‪.182-173.‬‬
‫‪ 22‬يُنظر لعضمات‪ ،‬حممد (‪ ،)2018‬منوذج من أساليب التوكيد يف القرآن الكرمي‪ :‬ترمجة ضمري الفصل إىل اللغة‬
‫األمازيغية (دراسة حتليلية مقارنة لثالث ترمجات)‪ ،‬ضمن كتاب أعمال املؤمتر الدويل السنوي األول يف موضوع‪" :‬قضااي‬
‫معاصرة يف الدراسات اللغوية واألدبية واجلمالية‪ :‬التحوالت والرهاانت"‪ ،‬والذي نظمه مركز املوىل إمساعيل للدراسات‬
‫واألحباث يف اللغة واآلداب والفنون مبكناس‪ 29 - 28 ،‬مارس ‪ ،2018‬منشورات مقارابت للنشر والصناعات الثقافية‪،‬‬
‫فاس‪ ،‬ص‪.‬ص‪.217-209.‬‬
‫‪ 23‬جهادي احلسني الباعمراين‪ ،‬من مواليد ‪ 1942‬ابلدار البيضاء‪ ،‬حافظ للقرآن الكرمي‪ ،‬وجماز يف التاريخ‪ .‬اشتغل يف التعليم‬
‫ما يزيد عن األربعني سنة‪ .‬ساهم يف كتابة املوسوعة املغربية "معلمة املغرب"‪ ،‬وأصدر سنة ‪ 1997‬ديواان شعراي أمازيغيا‬
‫بعنوان "تيمااترين"‪ ،‬مث صدرت له بعد ذلك جمموعة من الرتمجات إىل اللغة األمازيغية‪ ،‬منها كتاب "اتغاراست نـ ورقاس‬
‫نـ ريب"‪ ،‬وهو ترمجة لسرية الرسول صلى ‪ ౫ಋ‬عليه وسلم‪ ،‬مث صدر له سنة ‪ 2003‬كتاب "ترمجة احلديث القدسي ابللغة‬
‫األمازيغية"‪ ،‬كما صدر له يف السنة ن فسها‪ ،‬كتاب "ترمجة معاين القرآن الكرمي إىل اللغة األمازيغية"‪ .‬أصدر سنة ‪2007‬‬
‫كتاب "فتح الباري يف متزيغ جتريد البخاري ابللغة األمازيغية"‪ ،‬وصدر له سنة ‪ ،2014‬كتاب بعنوان "منوذج املقاومة‬
‫املغربية يف دولة برغواطة األمازيغية"‪ ،‬كما صدر له سنة ‪ 2016‬كتاب "من ذاكرة سوس وبصمات احلاضر‪ :‬منوذج آيت‬
‫ابعمران"‪.‬‬
‫‪ 24‬رغم حديث املصادر التارخيية عن ترمجات سابقة‪ ،‬إال أنه مل يصلنا منها إال ما ورد مرتمجا إىل العربية يف املقتطفات القليلة‬
‫املعروفة عند الناصري والبكري والثعاليب وغريهم‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫حممد لعضمات‬

‫سوسيو‪-‬ثقافية من ذوات العيار التارخيي الثقيل يف فضاء الثقافة املغربية"‪ ،25‬وهو كذلك "لبنة‬
‫ركينة يف صرح الثقافة املغربية املعاصرة"‪ ،26‬هذه "اللبنة اجلديدة‪ ،‬اليت أضافها إىل صرح ثقافتنا‬
‫املغربية والعربية‪ ،‬وسد هبا فراغا غري مربر يف مكتبنا وتراثنا"‪ .27‬وتزامن صدور هذه الرتمجة مع‬
‫إصدار جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف لرتمجة سورة الفاحتة واألجزاء الثالثة‬
‫األخرية (قد مسع وتبارك وعم) إىل األمازيغية يف السنة نفسها‪ ،‬لصاحبها السيد حاج حمند‬
‫حمند طيب‪.‬‬
‫يبلغ عدد صفحات الرتمجة ‪ 427‬صفحة‪ ،‬مقاس (‪ ،)24×17‬وحتتوي على مقدمة ِّ‬
‫املرتجم‬
‫يف ثالث صفحات‪ ،‬وصفحة مسَّاها "تنبيه"‪ ،‬وضع فيها سبع مالحظات وإضاءات منهجية‬
‫حول الرتمجة‪ ،‬وورد النص املرتجم بعدها خاليا من احلواشي‪ ،‬مث تاله فهرس السور‪.‬‬
‫ُكتبت هذه الرتمجة ابخلط العريب‪ ،‬واقتصر املؤلف يف هذا الكتاب‪ ،‬على نشر نص الرتمجة‬
‫األمازيغية دون النص القرآين‪ ،‬خالفا ألغلب ترمجات القرآن الكرمي‪ ،‬اليت يرد فيها النص‬
‫القرآين يف صفحة‪ ،‬وترد الرتمجة يف الصفحة املقابلة‪ ،‬آية آبية‪ ،‬لتيسري الرجوع إىل النص القرآين‬
‫يف صيغته األصلية‪ ،‬قصد تسهيل عملية الفهم‪ ،‬غري أن املرتجم استدرك هذا األمرنِّسبيًّا‪،‬‬
‫ابعتماده الرتقيم الرتتييب نفسه لآلايت يف املصحف‪ ،‬مما تتأتى معه إمكانية الرجوع إىل النص‬
‫القرآين من خالل الرقم الرتتييب لكل آية‪.‬واعتمد املرتجم يف هذا الكتاب رواية ورش عن انفع‪،‬‬
‫وهي الرواية املعتمدة ابملغرب‪.‬‬
‫استعمل األستاذ احلسني جهادي الباعمراين يف عنوان ترمجتهلفظ "معاين"‪ ،‬على غرار ما‬
‫فعله الشيخ سي حاج حمند حمند طيب‪ .‬ويف هذا املوضوع يقول حممد محيد ‪" :౫ಋ‬هناك‬
‫مؤلفون من أهل عصران مينعون استعمال كلمة الرتمجة للقرآن‪ ،‬وال أرى ملاذا؟ ألن السلف من‬
‫مشارق األرض ومغارهبا استعملوا هذا املصطلح بدون ن ِّك ٍري منذ أقدم العصور اإلسالمية‪،‬‬
‫والرتمجة معناها نقل معاين كالم من لغة إىل أخرى‪ ،‬والذي يقرتح مصطلح "ترمجة معاين"‬
‫تكرار بدون حاجة"‪ ،28‬غري أن أغلب الرتمجات ت ِّرد هبذا االسم‪ ،‬غالبًا حىت ال يُظ َّن أبهنا‬

‫‪ 25‬املدالوي املنبهي‪ ،‬حممد (‪" ،)2012‬رفع احلجاب عن مغمور الثقافة واآلداب؛ مع صياغة لعروضي األمازيغية‬
‫وامللحون "‪ ،‬جامعة حممد اخلامس‪ ،‬منشورات املعهد اجلامعي للبحث العلمي‪ ،‬الرابط‪ ،‬مطبعة كوثر برانت‪ ،‬ص‪.174.‬‬
‫‪ 26‬نفسه‪.‬‬
‫‪ 27‬الراضي‪ ،‬اليزيد‪ ،‬مالحظات على ترمجة معاِن القران الكرمي إىل اللغة األمازيغية للحسن جهادي‪.‬‬
‫‪( https://elyaziderradi.blogspot.com/2009/10/blog-post_08.html‬اتريخ الدخول‪18 :‬مارس‪)2020‬‬
‫‪ 28‬محيد ‪ ،౫ಋ‬حممد (‪ ،)1986‬فهم القرآن ملن ال ينطق بلغة الضاد‪ ،‬حبث مقدم يف الندوة العاملية حول ترمجة معاين القرآن‬
‫الكرمي‪ ،‬إسطنبول‪ ،‬ص‪.51.‬‬

‫‪216‬‬
‫ترمجات معاين القرآن إىل األمازيغية‪ :‬عرض وتقدمي‬

‫قرآن‪ ،‬وتنبيها للقارئ إىل أن األمر يتعلق فقط برتمجة "للمعاين"‪ ،‬وأن هذه الرتمجة ليست‬
‫مجيعا يف‬
‫عمل الناس ً‬ ‫بديال عن القرآانلكرمي‪ ،‬وهي بذلك ال حتُ ُّل حملَّه‪ ،‬ذلك أن "جراين ِّ‬
‫فهم ُِّحيلّوهنا حمل أصوهلا إذا شاؤوا‪ ،‬ويستغنون هبا عن تلك‬ ‫الرتمجات على هذا االعتبار‪ُ ،‬‬
‫األصول‪ ،‬بل قد ينس ْون هذه األصول مجلة ويغيب عنهم أن الرتمجات ترمجات‪ ،‬فيحذفون‬
‫أصل أو كأنه ال أصل‬ ‫ِّ‬
‫لفظ ترمجة من‪29‬االسم ويُطْلقون عليها اسم األصل نفسه‪ ،‬كأمنا الرتمجةُ ٌ‬
‫هناك وال فرع" ‪.‬‬
‫ُجنزت "ابللغة األمازيغية"‪ ،‬إال أنه مل يُ ِّشر إىل‬
‫ورغم أن املرتجم أشار إىل أن هذه الرتمجة أ ِّ‬
‫انتماء هذه الرتمجة إىل أي من الفروع اللغوية األمازيغية ابملغرب‪ ،‬على غرار الرتمجات‬
‫األمازيغية األخرى اليت سنأيت على ذكرها‪.‬‬
‫اختار جهادي‪ ،‬على غري عادة املرتمجني‪ ،‬عنواان فرعيا لرتمجته‪ ،‬هو "نور على نور"‪ ،‬اقتبسه‬
‫ا‪ ُಕಒ‬لِّنُ ِّ‬
‫ورِّه من يشاءُ﴾‪ ،30‬مث وردت حتته‬ ‫﴿نور على نُوٍر يـ ْه ِّدي َّ‬
‫على األرجح من قوله تعاىل‪ٌ :‬‬
‫مباشـرة‪ ،‬ترمجة هذا العنوان الفرعي إىل اللغة األمازيغية‪ ،‬مكتوبةً خبط تيفينـاغ‬
‫[ⵜⵡⴰⴼⵉⵜⴼⵜⵡⴰⴼⵉⵜ]‪ ،‬ولعل جهادي أراد جعل هذه الكتابة هبذا احلرف‪ ،‬مبثابة هوية بصرية‬
‫مميِّّزة هلذه الرتمجة‪ ،‬ولرمبا هي أيضا صدى العتماد حرف تيفيناغ كنظام لكتابة اللغة‬
‫األمازيغيةبشكل رمسي ابملغرب‪ ،31‬أما بقية النص املرتجم‪ ،‬فقد ُكتِّب كلُّه ابحلرف العريب‪،‬‬
‫املرتجم هذا احلرف على حد قوله‪" ،‬لعلَّه يصل إىل غالبية أبناء الشعب الذين‬ ‫واستعمل ِّ‬
‫يكتبون ابحلرف العريب"‪.32‬‬
‫مل يذ ُكر املرتجم يف كتابه أي مرجع ابالسم‪ ،‬لكنه حتدث ابملقابل‪ ،‬وبشكل عام‪ ،‬عن‬
‫اس تفادته من ترمجات سابقة ملعاين القرآن الكرمي إىل بعض اللغات‪ ،‬كما استعان ابملشهور من‬
‫التفاسري؛ حسب رواية ورش؛ وأمهات املراجع واملصادر يف اللغة العربية‪ ،‬دون حتديد أمسائها‪،‬‬

‫‪ 29‬الزرقاين‪ ،‬حممد عبد العظيم (د‪.‬ت)‪ ،‬مناهل العرفان يف علوم القرآن‪ ،‬ط‪ ،3.‬مطبعة عيسى البايب احلليب وشركاؤه‪ ،‬ج‪،2.‬‬
‫ص‪.117.‬‬
‫‪ 30‬سورة النور‪ ،‬اآلية ‪.35‬‬
‫‪ 31‬مت اعتماد حرف تيفيناغ كنظام لكتابة اللغة األمازيغية يف ‪ 10‬فرباير ‪ ،2003‬بعد التوصية اليت قدمها جملس إدارة املعهد‬
‫امللكي للثقافة األمازيغية للملك حممد السادس يف هذا الشأن‪ ،‬وقد مر هذا احلدث قبل شهرين ونيف من صدور ترمجة‬
‫معاين القرآن الكرمي لألستاذ احلسني جهادي الباعمراين‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪ 32‬جهادي احلسني الباعمراين‪ ،‬صاحب ترمجة معاين القرآن الكرمي ابللغة األمازيغية يتحدث عن قصة مؤلفه‪ ،‬حوار أجراه‬
‫مصطفى عنرتة مع املرتجم‪ ،‬وهو منشور يف موقع احلوار املتمدن‪ ،‬على الرابط التايل‪:‬‬
‫‪http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=16907&r=0‬‬

‫‪217‬‬
‫حممد لعضمات‬

‫هذا ابإلضافة إىل االعتماد على أقوال الصحابة والراسخني يف العلم وما أخذه عن شيوخه‪،‬‬
‫وذلك على وجه العموم ودون تفصيل‪.‬‬
‫ُسوة مبن سبقوه من‬ ‫قام احلسني جهادي برتمجة القرآن الكرمي إىل اللغة األمازيغية‪ ،‬أ ْ‬
‫األمازيغ الذين نقلوا أمهات الكتب الفقهية وغريها إىل اللغة األمازيغية‪ ،‬فـوصل املاضي‬
‫ابحلاضر‪ ،‬من خالل إحيائه هلذا التقليد األصيل‪ .‬وقد طرح جهادي سؤال الغاية من هذه‬
‫الرتمجة يف مقدمة كتابه‪ ،‬واعترب أن القرآن الكرمي خياطب الناس كافة‪" ،‬ومن ح ِّّق كل شخص‬
‫تيسر من القرآن ويفهمه‪ ،‬ومن املفيد لإلسالم أن يُرتجم‬ ‫عليه‪ ،‬أن يقرأ ما ّ‬ ‫بل من الواجب‬
‫ويبلَّغ للعامل أمجع"‪ .33‬فوظيفة هذه الرتمجة إذن تبليغية‪ ،‬ومن شأهنا "أن تساعد (‪ )...‬على‬
‫يتخصص يف العلوم الدينية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فهم مباشر ملن ال يعرف سوى األمازيغية‪ .‬وقد تفيد من مل‬
‫تعمق يف علوم القرآن‪ ،‬فقد يستعني هبذا العمل‬ ‫وكذلك من توقَّف عن الدراسة مبكرا‪ ،‬أما من َّ‬
‫عند احلاجة‪ .‬واهلدف إذن‪ ،‬هو املسامهة يف تيسري فهم معاين القرآن قدر االستطاعة" ‪ .‬ولعل‬
‫‪34‬‬

‫تقاليد التلقي السماعي عند األمازيغ‪ ،‬تسري يف هذا االجتاه‪ ،‬إذ من املمكن أن تكون هذه‬
‫الرتمجة وسيلة لتقريب النص القرآين إىل الناس يف الفضاءات الدينية والعلمية‪ .‬ولكي تتحقق‬
‫استفادة األمازيغ الذين ال يعرفون القراءة والكتابة من هذه الرتمجة‪ ،‬كان من األفيد أن تُرفق‬
‫ب ُق ْرص ُم ْدمج حيوي تسجيال صوتيا هلا‪ ،‬حىت يتم ّكن من ال يُ ِّتقن سوى األمازيغية وال‬
‫يستطيع قراءة الرتمجة ابحلرف العريب أو غريه‪ ،‬من مساع الرتمجة وفهم معانيها‪ ،‬على غرار ما‬
‫خص ترمجته‬
‫فعله رمضان آث منصور يف ترمجته للقرآن الكرمي إىل اللغة األمازيغية‪ ،‬حينما ّ‬
‫املكتوبة هذه بقرص ُم ْدمج‪ ،‬ملن يوّد االستماع إليها مقروءة‪.‬‬

‫‪ 33‬جهادي‪ ،‬احلسني الباعمراين‪ ،‬ترمجات معاين القرآن ابللغة األمازيغية‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،2003 ،‬‬
‫ص‪.3.‬‬
‫‪ 34‬جهادي‪ ،‬احلسني الباعمراين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.3.‬‬

‫‪218‬‬
‫ترمجات معاين القرآن إىل األمازيغية‪ :‬عرض وتقدمي‬

‫ب‪" .‬القرآن الكرمي وترمجة معانيه إىل اللغة األمازيغية (اللهجة القبائلية)"‪ ،‬للشيخ‬
‫‪35‬‬ ‫سي حاج حمند حمند طيب‬
‫صدرت هذه الرتمجة سنة ‪ ،362013‬عن جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف‬
‫ابملدينة املنورة‪ .‬وهي أيضا ترمجة كاملة ملعاين القرآن الكرمي إىل اللغة األمازيغية‪ ،‬وابللهجة‬
‫القبائلية ابجلزائر‪ ،‬وقد تبنّـْتها وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد يف اململكة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬
‫يبلغ عدد صفحات الرتمجة ‪ 1126‬صفحة‪ ،‬مقاس (‪ ،)22×15‬وحتتوي على مقدمة من‬
‫صفحتني ابللغة العربية‪ ،‬بقلم الشيخ صاحل بن عبد العزيز بن حممد آل الشيخ‪ ،‬وزير الشؤون‬
‫اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد‪ ،‬املشرف العام على جممع امللك فهد لطباعة املصحف‬
‫الشريف‪ ،‬تلتها ترمجة هذه املقدمة نفسها إىل األمازيغية يف صفحتني أيضا‪ ،‬مث مقدمة املرتجم‬
‫ابللغة العربية‪ ،‬حتدث فيها عن مسرية هذه الرتمجة قبل الطبع‪ ،‬ومراحل التصحيح والتمحيص‪،‬‬
‫وهي أيضا يف صفحتني‪ ،‬تـلْتها كلمة للمرتجم‪ ،‬حتدث فيها عن سريته‪ ،‬وقيمة هذه الرتمجة‪،‬‬
‫املرتجم أيضا صفحتني للحديث حول خطة العمل املتَّـبعة يف هذه‬ ‫صص ِّ‬ ‫وكيفية ِّ‬
‫إجنازها‪ .‬وخ َّ‬
‫الرتمجة‪ .‬وبعد ذلك ِّيرد النص القرآين يف الصفحة اليمىن‪ ،‬وت ِّرد الرتمجة مقابلةً له يف الصفحة‬
‫اليسرى‪ ،‬مشفوعةً عند الضرورة ببعض التوضيحات يف أسفل الصفحة‪ ،‬مث تاله فهرس أمساء‬
‫السور وبيان امل ّكي واملدين منها‪.‬‬
‫ُكتِّب عنوان الرتمجة ابللغتني معا‪ ،‬األول ابللغة العربية‪ ،‬وهو "القرآن الكرمي وترمجة معانيه‬
‫إىل اللغة األمازيغية (اللهجة القبائلية)‪ ،‬وعنوا ٌن آخر يف صفحة الغالف الثانية ابألمازيغية‪،‬‬
‫ليث}‪ ،‬وُكتِّبت هذه الرتمجة‬
‫يس غاللّغة ْامتازيغث {ا ْستُـ ْقپايْ ْ‬‫َّ ِّ‬
‫وهو "لُْقران العظيم ذُتـ ْرج ْم ال ْمعايْن ْ‬
‫ابحلرف العريب‪.‬‬

‫‪ُ 35‬ولِّد يف ‪ 02‬يونيو ‪ ، 1934‬مبنطقة القبائل شرق اجلزائر العاصمة‪ ،‬وهو من شيوخ زواوة‪ ،‬حافظ للقرآن الكرمي‪ ،‬حفظ الكثري‬
‫من الشعر القبائلي‪ ،‬وهو كاتب له أيضا‪ .‬التحق سنة ‪ 1953‬مبعهد ابن ابديس بقسنطينة‪ ،‬حاصل على شهادة اإلجازة‬
‫يف األدب العريب سنة ‪ ،1966‬ومت تعيينه أستاذا يف السلك الثانوي‪ .‬ويف سنة ‪ 1970‬حصل على شهادة الكفاءة يف‬
‫التفتيش الرتبوي‪ ،‬وشغل منصب مفتش يف التعليم‪ ،‬ويف سنة ‪ 1977‬اشتغل أستاذا مساعدا يف جامعة تيزي وزو‪ ،‬ويف عام‬
‫‪ ،1985‬اشتغل بفرنسا مفتشا لدى أبناء اجلالية ملدة أربع سنوات‪ ،‬مث عاد بعدها إىل اجلزائر ليشتغل مفتشا حىت سن‬
‫التقاعد‪ .‬وبعدها شغل مهمة اإلشراف على جملس يف أحد املساجد بتعاون مع مديرية الشؤون الدينية واألوقاف بتيزي‬
‫امليسر لكالم ‪ ౫ಋ‬املوقَّر ابألمازيغية (القبائلية)" الصادر سنة ‪،2019‬‬
‫وزو‪ .‬وله عدة مؤلفات من أمهها كتاب "التفسري َّ‬
‫وكتاب "القرآن الكرمي وترمجة معانيه إىل اللغة األمازيغية (اللهجة القبائلية)"‪.‬‬
‫‪ 36‬سبق ‪٬‬ممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف أن نشر سورة الفاحتة واألجزاء الثالثة األخرية (قد مسع وتبارك وعم)‬
‫وترمجة معانيها إىل اللغة األمازيغية لنفس ِّ‬
‫املرتجم‪ ،‬وذلك سنة ‪.2003‬‬

‫‪219‬‬
‫حممد لعضمات‬

‫املرتجم ضمن خطة العمل اليت اتبعها يف الرتمجة‪ ،‬اعتماد رواية ورش عن انفع‪ ،‬وهي‬ ‫التزم ِّ‬
‫الرواية املنتشرة يف اجلزائر‪ ،‬كما التزم حسب قوله بعدم إغفال أية كلمة من املنت القرآين دون‬
‫أن يُدرج معناها يف الرتمجة‪ ،‬مع ضرورة اعتماد رأي مفسر ما يف كل آية ترتجم‪ ،‬واإلبقاء على‬
‫الكلمات األمازيغية املقرتضة من العربية مىت كانت مفهومة‪ ،‬إضافة إىل االلتزام حبدود الرتمجة‬
‫وعدم التوسع فيها حىت ال تتحول إىل تفسري‪ .‬أما فيما خيص الداللة‪ ،‬فقد اعتمد ِّ‬
‫املرتجم‪،‬‬
‫حسب قوله‪ ،‬الرتمجة ابملعىن عند تعذر الرتمجة ابلكلمة املفردة‪ ،‬كما أفرغ ُوسعه يف اعتماد‬
‫الكلمات الشائعة واملشرتكة تعميما للفائدة‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫ج‪ "LEQWṚAN S TMAZIƔT" .‬لرمضان آث منصور‬
‫صدرت هذه الرتمجة سنة ‪ ،2006‬عن دار النشر زرايب ابجلزائر‪ ،‬بدعم من وزارة الثقافة‬
‫اجلزائرية‪ .38‬وهي أيضا ترمجة كاملة ملعاين القرآن الكرمي ابللغة األمازيغية‪ .‬ويبلغ عدد صفحاهتا‬
‫‪ 491‬صفحة‪ ،‬مقاس (‪ )23×15.5‬وحتتوي على مقدمة املرتجم يف صفحة واحدة ابللغة‬
‫الفرنسية‪ ،‬تالها فهرس أمساء السور مكتوبةً ابحلرف الالتيين إىل جانب حرف تيفيناغ يف أربع‬
‫املرتجم أن حرف تيفيناغ هو النظام األصلي اخلاص بكتابة‬ ‫يعترب ِّ‬ ‫صفحات‪ ،‬ويف هذا اإلطار ِّ‬
‫األمازيغية‪ ،‬وأن استعمال احلرف الالتيين جمرد مرحلة انتقالية‪ .‬وبعد فهرس أمساء السور‪ ،‬ترد‬
‫ترمجة معاين النص القرآين إىل األمازيغية ابحلرف الالتيين أوال يف الصفحة اليسرى‪ ،‬وحبرف‬
‫تيفيناغ بعده يف الصفحة اليمىن املقابِّلة‪ ،‬وذُيِّّلت الرتمجة برسالة شكر من وزير الشؤون الدينية‬
‫واألوقاف‪ ،‬يـُثْين فيها على جهود املرتجم‪.‬‬
‫تتميز هذه الرتمجة بتوفرها على قرص مضغوط‪ ،‬حيتوي على ملفات صوتية‪ ،‬ملن يود‬
‫االستماع إليها مقروءة ابألمازيغية‪ ،‬ممن ال يتقن القراءة‪ ،‬أو الذين يفضلون السماع على‬
‫القراءة‪.‬‬

‫ولد سنة ‪ 1937‬بتيز هيبل بتيزي وزو ودرس فيها‪ ،‬كما درس بباريس‪ ،‬وحصل على الدكتوراه يف العلوم‪ ،‬وهو ابحث‬ ‫‪37‬‬

‫متخصص يف الطاقة الشمسية‪ ،‬وعمل أستاذا يف الكيمياء جبامعة اجلزائر‪ ،‬وهو أيضا مدير حبث يف وزارة التعليم العايل‬
‫والبحث والعلمي ابجلزائر‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫‪Kamel Chachoua, Radiographie de trois traductions du Coran en kabyle, Revue des‬‬
‫‪Mondes Musulmans et de la Méditerranée, Université de Provence, 2010, Féminismes‬‬
‫‪islamiques, 128, pp.231-245, P.232.‬‬

‫‪220‬‬
‫ترمجات معاين القرآن إىل األمازيغية‪ :‬عرض وتقدمي‬

‫استعمل املرتجم املعجم األمازيغي ملنطقة القبائل ابجلزائر‪ ،‬ويفرتض يف ترمجته حسب قوله‪،‬‬
‫أن تُفهم لدى عموم األمازيغ مبنطقة القبائل واملناطق األمازيغية القريبة منها‪ ،39‬واعتمد على‬
‫معجم »‪ «Dallet‬يف حتديد داللة األلفاظ وكذا إمالئيتها‪.‬‬
‫‪ Essai de traduction partielle du coran en berbère‬لكمال انيت زراد‬
‫‪40‬‬

‫هي ترمجة جزئية لنص القرآن الكرمي‪ ،‬وهي جزء تطبيقي ضمن أطروحة الدكتوراه‪ ،‬حتت‬
‫عنوان "حماولة يف ترمجة جزئية للقرآن ابألمازيغية (معجم املفردات الدينية والتوليد)"‪ ،‬واليت‬
‫أجنزها الباحث كمال انيت ّزراد‪ ،‬ابملعهد الوطين للغات واحلضارات الشرقية بباريس سنة‬
‫‪ ،411996‬حتت إشراف األستاذ سامل شاكر‪ ،‬ومشلت هذه الرتمجة ‪ 49‬سورة من السور‬
‫القصار‪ ،42‬مكتوبة ابحلرف الالتيين‪.‬‬
‫وتندرج ترمجة كمال انيت زراد يف إطار معرفة أوسع ابللغة األمازيغية مبختلف فروعها‬
‫اللغوية‪ ،‬ويف جماهلا اجلغرايف الكبري‪ ،‬قصد "النهوض هبذه اللغة وانتقاهلا من الشفاهة إىل‬
‫الكتابة"‪ ،43‬كما تندرج أيضا "يف إطار اهتمامه بتاريخ األداين يف أمهيتها ابلنسبة للغة‬
‫األمازيغية يف حيثيات انتقاهلا إىل فضاء الكتابة‪ ،‬فبواسطتها ميكن إدماج قاموس أمازيغي‬
‫جامع )‪ ،(lexiquepan-berbère‬وتسهيل عملية تداوله بني ا‪٬‬مموعات اللسانية األمازيغية‬
‫ملا للقرآن من حضور يومي يف نشاطها الثقايف"‪ ،44‬السيما وأن املعجم الديين األمازيغي املبين‬

‫‪39‬‬
‫‪Ibid.‬‬
‫‪ُ 40‬ولِّد سنة ‪ 1950‬مبنطقة القبائل ابجلزائر‪ ،‬وهو حاصل على دكتوراه يف اإللكرتونيات الدقيقة ابملعهد الوطين لتقنيات العلوم‬
‫وعلْم اللهجات)‪ ،‬حيث حصل‬ ‫بغرينوبل بفرنسا سنة ‪ ،1995‬وهو أيضا متخصص يف اللسانيات األمازيغية (الرتكيب ِّ‬
‫ِّ‬
‫على دكتوراه يف اللسانيات األمازيغية سنة ‪ 1996‬ابملعهد الوطين للغات واحلضارات الشرقية بباريس‪ ،‬وعُ ّني ابحثا مبعهد‬
‫اللسانيات اإلفريقية بفرانكفورت أبملانيا‪ ،‬ويف عام ‪ 2003‬حصل على شهادة التأهيل للبحث ابملعهد الوطين للغات‬
‫واحلضارات الشرقية بباريس‪ ،‬ومت تعيينه سنة ‪ 2009‬أستاذا للتعليم العايل‪ ،‬وهو مدير وحدة البحث يف اللغات والثقافات‬
‫يف مشال إف ريقيا والشتات بنفس املعهد بباريس‪ .‬له الكثري من املؤلفات‪ ،‬وأمهها ابللغة الفرنسية كراسة تصريف األفعال‬
‫القبائلية الصادر سنة ‪ ،1994‬والنحو املعاصر ‪( 1‬علم الصرف) سنة ‪ ،1995‬والنحو املعاصر ‪( 2‬الرتكيب) سنة ‪،1996‬‬
‫وكتاب النحو املعاصر للقبائلية سنة ‪ ،2001‬ومعجم اجلذور األمازيغية سنة ‪ ،2002‬واللسانيات األمازيغية وتطبيقات‬
‫سنة ‪ ،2004‬ومعجم األمساء األمازيغية سنة ‪ ،2005‬وكتاب حنو إصالح معرية القبائلية سنة ‪ ،2012‬وعدة كتب‬
‫ومقاالت أخرى حول اللغة األمازيغية‪.‬‬
‫‪ 41‬نشرها مركز الدراسات احلامية السامية مبيالنو اإليطالية‪ ،‬سنة ‪.1998‬‬
‫‪ 42‬مشلت هذه الرتمجة اجلزئية سورة الفاحتة إضافة إىل سورة امللك والناس وما بينهما من السور‪.‬‬
‫‪43 Nait‬‬
‫‪-Zerrad, Kamal, Essai de Traduction Partielle du Coran en Berbère (Vocabulaire‬‬
‫‪Religieux et Néologie), Thèse de Doctorat, Institut National des Langues et Civilisations‬‬
‫‪Orientales, Paris, sous la direction de Salem CHAKER, Mai 1996, P.7.‬‬
‫‪ 44‬آيت بلقاسم‪ ،‬أفوالي‪ ،‬ترمجة القرآن إىل االمازيغية‪ :‬تقدمي ٭ماولة كمال انيت زراد‪ ،‬جملة تيفاوت‪ ،‬ع‪.1995 ،5.‬‬

‫‪221‬‬
‫حممد لعضمات‬

‫أساسا على االقرتاض من العربية‪ ،‬مل يكن متجانسا ومتماثال بني كل الفروع اللغوية‬
‫األمازيغية‪ ،45‬أضف إىل ذلك "أن الرتمجة بني األمازيغية والعربية قد تتميز ببعض الصعوابت‬
‫املرتبطة بطبيعة اللغة األمازيغية ابعتبارها حديثة العهد ابلكتابة"‪.46‬‬
‫ورغبةً منه يف جتاوز مسألة االقرتاض املكثَّف من العربية يف جمال املعجمية الدينية‬
‫املرتجم على ثالث واجهات أساسية‪ ،‬بدأها ابلوصف الدقيق للغة‪،‬‬ ‫األمازيغية‪ ،‬اشتغل ِّ‬
‫الستنباط قواعدها يف جمال التوليد املعجمي‪ ،‬خصوصا ما يتعلق ابالشتقاقات واملرَّكبات‬
‫والتقاب الت الفونيمية بني اللهجات وداخل اللهجة نفسها‪ ،‬تلته دراسة معمقة لبنية اللغة‬
‫وبشكل خاص تنظيم امللفوظ األمازيغي‪ ،‬مث أخريا اقرتاح نظام متكامل للكتابة والتدوين‪،‬‬
‫يراعي كل الفروع اللغوية القبائلية وابقي الفروع اللغوية األمازيغية األخرى‪ ،47‬وذلك انطالقا‬
‫من تصوره للغ ة األمازيغية‪ ،‬حيث يرتكز على الفرع اللغوي ألمازيغية منطقة القبائل ابجلزائر‪،‬‬
‫مع السعي حنو استشراف أمازيغية مشرتكة من خالل عملية توليد املفردات اجلديدة من‬
‫جذور الفروع اللغوية املختلفة‪ ،‬كاملزابية والشاوية والقبائلية والطارقية والشلحة وغريها‪.‬‬
‫خامتة‬
‫وإن كان الغرض من هذا العمل‪ ،‬هو التعريف على حنو جمم ٍل اب‪٬‬مهود الذي بُ ِّذل يف جمال‬
‫ترمجة معاين القرآن الكرمي إىل اللغة األمازيغية‪ ،‬فإننا نُ ِّرجع االختالفات القائمة بني هذه‬
‫الرتمجات إىل اختالف سياقات إجنازها‪ ،‬واختالف اسرتاتيجيات الرتمجة من ِّ‬
‫مرتجم آلخر‪،‬‬
‫سواء فيما يتعلق ابحلرف كأداة للكتابة‪ ،‬أو ما له عالقة بطرق التفاوض مع النص األصلي‬
‫الستضافته يف اللغة األمازيغية‪ ،‬أو حىت ما له عالقة أيضا بوظائف النص املرتجم‪ ،‬وما يرتتب‬

‫‪http://www.tawalt.com/wp-content/uploads/afulay_quran_aytzerrad.gif‬‬
‫‪45‬‬
‫‪Naït-Zerrad, Kamal, Lexique religieux berbère et néologie : un essai de traduction partielle‬‬
‫‪du Coran, Milano: Centro studi camito-semitici: Associazione culturale berbera in Italia,‬‬
‫‪1998, P.61.‬‬
‫‪ 46‬بلويل‪ ،‬فرحات‪ ،‬ترمجة النص املكتوب من اللغة األمازيغية إىل العربية‪ ،‬أعمال امللتقى الدويل الثاين حول اللغة األمازيغية‬
‫من التقليد الشفوي إىل حقل اإلبداع والتأليف (مسار ورهاانت)‪ 18-17 ،‬أبريل ‪ ،2013‬قسم اللغة والثقافة األمازيغية‪،‬‬
‫جامعة أكلي حمند أوحلاج ابلبويرة‪ ،‬ص‪.37.‬‬
‫‪47‬‬
‫‪Nait-Zerrad, Kamal, Essai de Traduction Partielle du Coran en Berbère (Vocabulaire‬‬
‫‪Religieux et Néologie), Thèse de Doctorat, Institut National des Langues et Civilisations‬‬
‫‪Orientales, Paris, sous la direction de Salem CHAKER, Mai 1996, P.P.7-8.‬‬

‫‪222‬‬
‫ترمجات معاين القرآن إىل األمازيغية‪ :‬عرض وتقدمي‬

‫عن ذلك من اعتماد ملنهج التوطني الذي يعطي األولوية لنص الوصول‪ ،‬أو منهج التغريب‬
‫الذي يـ ُه ُّمه كثرياً الوفاءُ للنص األصلي ولو كان ذلك على حساب النص األصلي‪.‬‬
‫البد إذن من ضرورة وضع "دليل ملرتمجي القرآن الكرمي ابألمازيغية"‪ ،‬يتم فيه تقعيد‬
‫األسس النظرية واملناهج التطبيقية أثناء عملية الرتمجة‪ ،‬كما هو احلال ابلنسبة لدليل مرتمجي‬
‫اإلجنيل‪ ،‬ويكون هذا الدليل مرجعا مهما ابلنسبة ملرتجم القرآن الكرمي إىل اللغة األمازيغية‪،‬‬
‫وينطبق احلال على ابقي اللغات أيضا‪ ،‬والبد أن يصاحبه أيضا جمهود كبري على مستوى‬
‫موجهة للمرتمجني‪ ،‬ابإلضافة إىل‬‫مبسطة ومرّكزة للقرآن الكرمي‪ ،‬وتكون َّ‬
‫إعداد تفاسري أمازيغية َّ‬
‫إعداد معجم ثنائي اللغة‪ ،‬عريب أمازيغي‪ ،‬متخصص يف املعجم الديين‪ ،‬يتم فيه حصر جمموع‬
‫األلفاظ القرآنية‪ ،‬وتفسريها ووضع املقابل األمازيغي هلا‪.‬‬
‫هذا فضال عن إنشاء قاعدة بياانت حول ترمجة القرآن الكرمي ابألمازيغية‪ ،‬والعمل على‬
‫تطوير برامج الرتمجة املسعفة ابحلاسوب‪ ،‬وتزويدها؛ انطالقا من قاعدة البياانت؛ مبختلف‬
‫املراجع واملعينات اليت من شأهنا أن تـُي ِّّسر عمل املرتمجني إىل هذه اللغة‪ .‬وأخريا البد لعمل من‬
‫هذا احلجم‪ ،‬أن ينخرط فيه املرتمجون واخلرباء واملهتمون حتت إشراف مؤسسات تعىن برتمجة‬
‫القرآن الكرمي إىل األمازيغية‪ ،‬حبيث يكون اإلشراف على مشاريع ترمجة القرآن مجاعيا‪،‬‬
‫ويساهم فيه متخصصون يف العلوم الشرعية‪ ،‬مبا فيها علوم القرآن‪ ،‬ابإلضافة إىل متخصصني‬
‫يف اللغة العربية واللغة األمازيغية‪.‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫القرآن كرمي‬

‫أوال‪ :‬املراجع ابللغة العربية‬


‫آيت بلقاسم‪ ،‬أفوالي (‪ ،)1995‬ترمجة القرآن إىل االمازيغية‪ :‬تقدمي ٭ماولة كمال انيت‬
‫زراد‪ ،‬جملة تيفاوت‪ ،‬ع‪.5.‬‬
‫البكري‪ ،‬أبو عبيد (‪ ،)2003‬املسالك واملمالك‪ ،‬حتقيق مجال طلبة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪ ،1.‬ج‪.2.‬‬
‫بلويل‪ ،‬فرحات‪ ،‬ترمجة النص املكتوب من اللغة األمازيغية إىل العربية‪ ،‬أعمال امللتقى‬
‫الدويل الثاين حول اللغة األمازيغية من التقليد الشفوي إىل حقل اإلبداع والتأليف (مسار‬

‫‪223‬‬
‫حممد لعضمات‬

‫أبريل ‪ ،2013‬قسم اللغة والثقافة األمازيغية‪ ،‬جامعة أكلي حمند أوحلاج‬ ‫‪18-17‬‬ ‫ورهاانت)‪،‬‬
‫ابلبويرة‪.‬‬
‫الثعاليب عبد العزيز (‪ ،)1990‬اتريخ مشال افريقيا من الفتح اإلسالمي إىل هناية الدولة‬
‫األغلبية‪ ،‬حتقيق أمحد بن ميالد وحممد إدريس‪ ،‬ط‪ ،2.‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫جهادي‪ ،‬احلسني (‪ ،)2003‬ترمجة معاين القرآن الكرمي ابللغة األمازيغية‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫احلجوي‪ ،‬حممد بن احلسن (‪ ،)1933‬ترمجة القرآن العظيم‪ ،‬جملة املغرب‪ ،‬ع‪.13.‬‬
‫محيد ‪ ،౫ಋ‬حممد (‪ ،)1986‬فهم القرآن ملن ال ينطق بلغة الضاد‪ ،‬حبث مقدم يف الندوة‬
‫العاملية حول ترمجة معاين القرآن الكرمي‪ ،‬إسطنبول‪.‬‬
‫الزرقاين‪ ،‬حممد عبد العظيم (د‪.‬ت)‪ ،‬مناهل العرفان يف علوم القرآن‪ ،‬ط‪ ،3.‬مطبعة عيسى‬
‫البايب احلليب وشركاؤه‪ ،‬ج‪.2.‬‬
‫السوسي‪ ،‬حممد املختار (‪ ،)2014‬املعسول يف اإللغيني وأساتذهتم وتالمذهتم وأصدقائهم‬
‫السوسيني‪ ،‬ا‪٬‬ملد ‪ ،5‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫شفيق‪ ،‬حممد (‪ ،)1995‬ملاذا قيل كل مرتجم خذول‪ ،‬مطبوعات أكادميية اململكة املغربية‪،‬‬
‫سلسلة "الندوات" الرتمجة العلمية‪ ،‬ندوة جلنة اللغة العربية ألكادميية اململكة املغربية‪ ،‬طنجة‬
‫‪ 12-11‬دجنرب‪.‬‬
‫املدالوي املنبهي‪ ،‬حممد (‪ ،)2012‬رفع احلجاب عن مغمور الثقافة واآلداب؛ مع صياغة‬
‫لعروضي األمازيغية وامللحون‪ ،‬جامعة حممد اخلامس‪ ،‬منشورات املعهد اجلامعي للبحث‬
‫العلمي‪ ،‬الرابط‪ ،‬مطبعة كوثر برانت‪.‬‬
‫موانن‪ ،‬جورج (‪ ،)1994‬املسائل النظرية يف الرتمجة‪ ،‬ترمجة لطيف زينون‪ ،‬دار املنتخب‬
‫العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫الناصري‪ ،‬أمحد بن خالد أبو العباس (‪ ،)2014‬االستقصا ألخبار دول املغرب األقصى‪،‬‬
‫حتقيق حممد السيد عثمان‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫نيومارك‪ ،‬بيرت (‪ ،)2002‬اجتاهات يف الرتمجة‪ ،‬ترمجة حممد إمساعيل صيين‪ ،‬جامعة امللك‬
‫سعود‪ ،‬دار املريخ للنشر‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫ عرض وتقدمي‬:‫ترمجات معاين القرآن إىل األمازيغية‬

‫ املراجع األجنبية‬:‫اثنيا‬
Basset, Herni (1920), Essai sur la littérature des Berbères, Ancienne Maison
Bastide – Jourdan, Éditeur J. Carbonel, Alger.
Kamel Chachoua, Radiographie de trois traductions du Coran en kabyle, Revue
des Mondes Musulmans et de la Méditerranée, Université de Provence, 2010,
Féminismes islamiques, 128, pp.231-245.
NAIT-ZERRAD, Kamal, Essai de Traduction Partielle du Coran en Berbère
(Vocabulaire Religieux et Néologie), Thèse de Doctorat, Institut National des
Langues et Civilisations Orientales, Paris, sous la direction de Salem CHAKER,
Mai 1996.
Naït-Zerrad, Kamal, Lexique religieux berbère et néologie : un essai de
traduction partielle du Coran, Milano: Centro studi camito-semitici:
Associazione culturale berbera in Italia, 1998.
Van Hoof, Henri (1991), Histoire de la traduction en occident, Editions
Duculot, Paris.
Sun, Min (2010), la traduction de la littérature québécoise en chine - état des
lieux et perspectives, thèse présentée à la Faculté des Etudes Supérieures de
l'Université Laval, Département de Langues, Linguistique et Traduction, Faculté
des Lettres Université Laval Québec.

‫ املواقع اإللكرتونية‬:‫اثلثا‬
‫ مالحظات على ترمجة معاين القران الكرمي إىل اللغة األمازيغية للحسن‬،‫ اليزيد‬،‫الراضي‬
:‫جهادي‬
https://elyaziderradi.blogspot.com/2009/10/blog-post_08.html
Muhammad Hamidullah (1963), Le Saint Coran, Editeur Hadj mohamed
Noureddine Ben Mahmoud, Club Français du Livre.
http://www.lenoblecoran.fr/wp-content/uploads/Le-Saint-Coran-Traduction-
de-M.-Hamidullah-Version-originale-Fr-1959.pdf
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=16907&r=0

225

You might also like