Professional Documents
Culture Documents
دراسة زقاوة 2017
دراسة زقاوة 2017
ISSN 1112-
العذد الثامن /الجزء( – )1ديسمبر 112 OEB Univ. Publish. Co.
مقدمة:
تحتل فئة الشباب مكانة ىامة داخل المجتمع ،فيو المحرك األساسي لمتنمية االقتصادية
واالجتماعية؛ كما أنو العنصر الذي يقع عميو االستثمار؛ باعتباره المصدر الحقيقي لمثروة .وحسب
مديرية السكن بو ازرة الصحة فإن نسبة الشباب الذين تتراوح أعمارىم بين 29-15سنة بمغت ،%30
وبذلك فيو محرك ديناميكي وحيوي لممجتمع ،والقادر عمى تحقيق النجاعة والفعالية واإلسراع من
وتيرة التطوير والتنمية .غير أن الوضع االجتماعي واالقتصادي الذي يمر بو مجتمعنا؛ من تراجع
المستوى المعيشي لمكثير من األسر ،وارتفاع نسبة البطالة لدى الخريجين ،واتساع رقعة الجريمة
واالنحراف ،خمق بعض االختالالت لدى الشباب وجعمو في وضعية ىشة غير مستقرة ومتزنة في
المجتمع.
وتعد فئة الطالب ضمن الفئات الشبابية التي تواجو جممة من المشكالت نتيجة الوضع القائم
وتزايد التحديات والضغوط الخارجية .كما أن الشعور بالمسؤولية يزيد من وتيرة القمق لدى الطالب
وقد يكون سببا في سوء التكيف الجامعي .ويمكن أن نتممس ىذه المشكالت بشكل واضح لدى
الطالب من كونيم يعيشون أو يتمثمون عمى األقل مشكالت الشباب خارج أسوار الجامعة؛ ومن جية
أخرى يواجيون مشكالت أكاديمية ونفسية أفرزىا الواقع الجامعي الراىن المتسم بالتعقيد والتحول.
لذلك فالوقوف عمى تحديد طبيعة ىذه المشكالت وترتبييا لدى الطالب سيزيدنا فيما لنسق التحول
االجتماعي ،وعمى مستوى آخر يساعدنا عمى استشراف مستقبل الشباب بعد التخرج وحركيتو داخل
المجتمع .وقد تزايد االىتمام بمشكالت الشباب والطالب عمى وجو الخصوص محميا وعالميا ،نظ ار
لمقيمة المضافة التي يمثميا الشباب؛ انطالقا من كونيم رأس مال بشري وقوة محركة لمتنمية
االقتصادية .ومن جية أخرى ىناك حاجة ماسة لدراسة مشكالت الشباب ومعرفة مصادرىا حتى
تكون أرضية لتقديم اإلرشاد المناسب ومساعدتيم عمى بناء توجيات سميمة وصحيحة نحو أىدافيم
وخياراتيم المستقبمية.
إشكالية الدراسة:
إن التحوالت االجتماعية واالقتصادية التي يعرفيا المجتمع الجزائري ،وجممة االىت اززات الناجمة
عن مفعول العولمة والخيارات التي تطرحيا عبر مختمف وسائل التواصل االجتماعي ،كان ليا األثر
الكبير عمى وضعية الشباب ،سواء في بنائو النفسي او االجتماعي أو الفكري .وقد أشارت بعض
الدراسات إلى أن الشباب يعاني بشدة من مشكالت عديدة ذات مصادر متعددة قد تكون نفسية او
Peretomode & Ugbomeh؛ قادري2012،؛ شاىين، اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية (
2009؛ بركات2007،؛الطراح .)2003،وقد تكون ىذه المشكالت سببا مباش ار أو غير مباشر في
دخول الشباب إلى عالم االنحراف والجريمة والتعصب الفكري .عمى ىذا األساس ىناك حاجة ماسة
الى ابراز ىذه المشكالت وتحديد مصادرىا من أجل إيجاد حمول ليا والتعامل معيا بشكل عقالني
وواقعي حتى يتمكن الشباب من تجاوز مشكالتو وتحقيق أىدافو ومشاريعو الشخصية بشكل سميم
وناجح .وعميو جاء السؤال الرئيس لمدراسة كالتالي :ما ىي مصادر المشكالت التي يعاني منيا
الشباب من وجية نظر الطالب؟ وانجرت عنيا التساؤالت التالية.
تساؤالت الدراسة:
-1ما مصادر وترتيب المشكالت كما يدركيا طالب عينة الدراسة؟
-2ىل توجد فروق دالة إحصائيا في إدراك الطالب لمصادر المشكالت تبعا لمتغير الجنس؟
-3ىل توجد فروق دالة إحصائيا في إدراك الطالب لمصادر المشكالت تبعا لمتغير التخصص؟
-4ىل توجد فروق دالة إحصائيا في إدراك الطالب لمصادر المشكالت تبعا لمتغير المستوى
االقتصادي؟
-5ىل توجد فروق دالة إحصائيا في إدراك الشباب لمصادر المشكالت تبعا لمتغير االقامة؟
أهداف الدراسة:
-التعرف عمى مصادر المشكالت لدى الطالب الجامعيين.
-التعرف عمى ترتيب المشكالت لدى طمبة جامعة احمد زبانة بغميزان وعالقتيا ببعض
المتغيرات.
-معرفة مدى تباين تمك المشكالت وفقا لممتغيرات الديموغرافية المتمثمة في( :الجنس،
التخصص ،المستوى االقتصادي ،اإلقامة).
المفاهيم اإلجرائية:
المشكالت :المواقف التي تواجو الفرد ويعجز عن إيجاد حل ليا وتكون عائقا لتحقيق أىدافو.
واجرائيا تشير المشكالت في الدراسة الحالية إلى جممة األزمات والمواقف الصعبة التي يتعرض ليا
الشباب من وجية نظر الطالب وتقاس من خالل الدرجات التي يحصل عمييا المستجوبون عمى
األبعاد الثالثة لألداة :المشكالت النفسية ،المشكالت االجتماعية والمشكالت األكاديمية.
الدراسات السابقة:
-دراسة الضمعان ودرادكة ( :)2015ىدفت إلى التعرف عمى المشكالت لدى طالب جامعة
الحدود الشمالية ومتطمباتيم اإلرشادية .كانت العينة مكونة من 1400طالب وطالبة وأظيرت النتائج
أن مشكالت الطمبة جاءت متواترة عمى النحو التالي :المجال االجتماعي ،االقتصادي ،النفسي،
األنشطة والخدمات وفي األخير المجال األكاديمي .وبينت الدراسة وجود فروق دالة في المستوى
االقتصادي عمى المشكالت األكاديمية لصالح أصحاب المستوى المتدني ،وعدم وجود فروق في
المشكالت النفسية واالجتماعية ،االقتصادية ،األنشطة والخدمات تعزى الى الجنس ،المرحمة العمرية،
نوع الكمية ،المستوى االقتصادي.
-دراسة عباس ( :)2014حول تقويم بعض المشكالت التربوية والنفسية واالجتماعية والصحية
لدى طمبة كمية التربية الرياضية في جامعة بابل .أوضحت النتائج أن نسبة ( )%31يتغيبون
باستمرار عن الدوام و( )%27.8ذووا اتجاه سمبي نحو المستقبل و( )%53.8ليم تحقيق ذات
منخفض )%56.6( ،ليم مستوى صحي غير جيد.
-دراسة قادري ( :)2012حول مشكالت الطمبة الجدد ،كانت عينة دراستيا ( )100طالب
وطالبة من جامعة وىران ،أبرزت النتائج عن وجود المشكالت التالية :المشكالت الدراسية
( ،)%47.98المشكالت االجتماعية ( ،)%32.31المشكالت االقتصادية ( .)%18.60وأوضحت
الدراسة عن وجود فروق دالة لصالح اإلناث أي اإلناث أكثر توافقا مع الحياة الجامعية ،بينما الذكور
وجدوا صعوبة في التكيف ،عدم وجود فروق في التخصص الدراسي.
-دراسة شاهين ( :)2009ىدفت إلى التعرف عمى مشكالت الدراسية في جامعة القدس
المفتوحة ،استعمل الباحث استبانو طبقيا عمى عينة قواميا ( )613وأظيرت النتائج أن أبرز
المشكالت التي يعاني منيا الطالب تتمثل في األجواء المقمقة وغير المريحة لالمتحانات ،عدم توفير
المناخ المناسب لمدراسة ،نقص الخدمات اإلرشاد النفسي .وكان ترتيب المجاالت كالتالي :الدراسية ،
النفسية ،االجتماعية .وأظيرت النتائج عن وجود فروق في المشكالت لصالح الذكور في المجال
االجتماعي.
-دراسة ياسين ( :)2009ىدفت إلى تقصي مشكالت طمبة الدراسات العميا في كمية اآلداب،
تم بناء استبانو وزعت عمى عينة من الطالب وتوصمت إلى وجود مشكالت إدارية واقتصادية بدرجة
كبيرة ،ومشكالت أكاديمية بدرجة كبيرة ،وال توجد فروق في مشكالت طمبة الدراسات العميا بالنسبة
الى متغيرات :العمر ،الجنس والدخل الشيري.
-دراسات بركات ( :)2007ىدفت الى معرفة مصادر األزمات التي يعاني منيا طالب جامعة
القدس المفتوحة .كانت العينة مكونة من 200طالب وطالبة .وأفرزت النتائج عن وجود نسبة الطمبة
الذين يعانون من أزمات بدرجة كبيرة ( )%46ومتوسطة ( )%37ومنخفضة ( .)%17وكانت
األزمات االقتصادية األكثر تأزما لدى الطالب ،ثم األزمات التربوية ،ثم تمتيا األزمات السياسية ثم
النفسية واالجتماعية .وكانت الفروق لصالح الذكور في األزمات االقتصادية والتربوية والسياسية
ولصالح اإلناث في األزمات النفسية واالجتماعية.
-دراسة الزهراني ( :)2004ىدفت إلى معرفة المشكالت النفسية واالجتماعية والتعميمية التي
يعاني منيا الطالب .وكانت العينة مكونة من 314طالبا ،صمم الباحث استبانة أظيرت أن أبرز
المشكالت التي يعاني منيا الطالب تتمثل في المشكالت التعميمية ،النفسية ،االجتماعية عمى
التوالي .لم يكن ىناك فروق في متغير مكان الكمية والتخصص (عممي وأدبي) ومكان اإلقامة .بينما
وجدت فروق في متغير المستوى الدراسي لصالح المستوى الدراسي العالي.
-دراسة الطراح ( :)2003ىدفت إلى معرفة المشكالت الشخصية والمجتمعية لطمبة جامعة
الكويت وكانت عينة الدراسة ىدفت إلى معرفة المشكالت الشخصية والمجتمعية لطمبة جامعة
الكويت ،قدرت العينة ( ،)1794وأظيرت النتائج أن أىم عشر مشكالت شخصية تواجو الطالب
تدور حول المشاعر ،واالنفعاالت السمبية ونقص اإلشباع مثل عدم استثمار وقت الفراغ بشكل فعال،
الحزن ،المعاناة من ضيق الخمق ،الشعور بالقمق،افتقاد اإلحساس بالعدالة ،صعوبة الدراسة الجامعية،
سيطرة األفكار الالعقالنية .بينما تركزت المشكالت االجتماعية حول الواسطة والمحسوبية ،حب
المظاىر والتفاخر ،حوادث المرور ،تقميد الغرب ،التدخين ،صعوبة الحصول فرصة عمل ،زيادة
الجرائم واالنحراف.
إجراءات الدراسة:
عينة الدراسة :تناولت الدراسة عينة قواميا 150طالب وطالبة ،تم اختيارىا بطريقة عشوائية من
معيد العموم اإلنسانية واالجتماعية ومعيد العموم والتكنولوجيا بجامعة أحمد زبانة.
جدول ( :)1يوضح خصائص عينة الدراسة حسب الجنس
المجموع الجنس التخصص األكاديمي
أنثى ذكر
74 44 30 عموم اجتماعية وانسانية
76 43 33 عموم وتكنولوجيا
150 87 63
أداة الدراسة:
تم اختيار االستمارة كأداة لجمع المعمومات والبيانات من عينة الدراسة ،وقد مرت عممية تصميم
األداة بمجموعة من الخطوات والمراحممن خالل االطالع عمى االدب النظري وبعض الدراسات
السابقة والنزول الى عينة استطالعية من الطالب وطرح سؤال مفتوح عمييم يتعمق بمصادر
المشكالت لدى الشباب .وقام الباحث بتحميل محتوى إجابات الطالب واستخراج اىم المشكالت التي
يدركيا الطالب وتصنيفيا الى ثالث مشكالت رئيسية :مشكالت نفسية ،مشكالت أكاديمية ،مشكالت
إجتماعية .وفي مرحمة تالية تم وضع مجموعة من الفقرات ( 40فقرة) موزعة عمى أبعاد األداة
كالتالي:
ـ البعد األول :مصادر اجتماعية :تتكون من 10فقرة منيا
ـ البعد الثاني :مصادر نفسية تتكون من 12فقرة
ـ البعد الثالث :مصادر أكاديمية تتكون من 18فقرة
ولإلجابة عمى الفقرات تم اقتراح ثالثة بدائل وىي :موافق " ،"3غير متأكد "،"2غير موافق "."1
القياس السيكومتري لألداة:
الصدق الظاهري :تم عرض األداة عمى خمسة أساتذة من معيد العموم االجتماعية واإلنسانية
إلبداء آرائيم حول البنية المغوية والمنطقية لفقرات األداة ،وقد قدم المحكمون مجموعة من المالحظات
ذات األىمية أخذت بعين االعتبار في إعادة تصميم األداة .وبعد الحذف والتعديل وصل عدد فقرات
األداة الى ( )31فقرة.
البعد األول :مصادراجتماعية :تكونت من 10فقرة.
البعد الثاني :مصادر نفسية تكونت من 10فقرة.
البعد الثالث :مصادر أكاديمية تتكون من 11فقرة.
االتساق الداخمي :تم التحقق من تمتع األداة من االتساق الداخمي وذلك بحساب معامل االرتباط
بين درجة كل عبارة والدرجة الكمية لممجال وكانت معامالت االرتباط معظميا دالة عند مستوى
( .)0.01كما حسب معامل االرتباط بين الدرجة الكمية لممجال والدرجة الكمية لألداة.
الجدول رقم ( ) :يوضح معامالت االرتباط بين الدرجة الكمية لمبعد والدرجة الكمية لألداة
معامل االرتباط مجال االتساق
المشكالت النفسية
المشكالت االكاديمية
المشكالت االجتماعية
مما يشير إلى صدق االتساق الداخمي يالحظ أن جميع المعامالت دالة عند مستوى
لالستمارة.
ثبات أداة الدراسة :تم التحقق من ثبات األداة عن طريق حساب معامل ألفا كرونباخ ،وتصحيحو
)، باستخدام معادلة سبيرمان-براون ،وقد بمغت قيم الثبات بعد التصحيح في مجال البرنامج (
وجاءت قيم الثبات عمى مستوى االبعاد عالية ،وبالتالي يمكن الوثوق في صالحية األداة لالستخدام.
عرض النتائج ومناقشتها:
عرض نتائج السؤال األول :ما مصادر مشكالت الشباب كم يدركيا الطالب؟ لإلجابة عمى
السؤال تم استخراج المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري وترتيب المشكالت.
جدول ( :)5يوضح مصادر المشكالت وترتيبيا لدى الطالب
الترتيب االنحراف المعياري المتوسط الحسابي المصادر
3 3.78 2.04 المشكالت االجتماعية
2 3.93 2.06 المشكالت النفسية
1 4.45 2.20 المشكالت االكاديمية
0.16 2.10 الدرجة الكمية
يالحظ من خالل الجدول أن أعمى مشكمة جاءت بمتوسط قدره ( ،)2.72وىي الفقرة التي
تنص عمى " عدم تنويع طرق التدريس" ثم تمتيا الفقرة " قمة استعمال الوسائل التعميمية" بمتوسط
( ،) 2.53وجاءت الفقرة "نقص الرغبة في الدراسة" في الرتبة األخيرة .وىذه النتائج تشير إلى حاجة
الطالب إلى تجويد عممية التعميم والتعمم داخل القاعة وضرورة استعمال الوسائل الديداكتيكية من أجل
تحصيل جيد ،وتيسير فيم المعارف واستيعابيا بشكل أفضل .وقد وجدت دراسة عزيز سامية
( ) 2015نقص في الوسائل البيداغوجية وتجييز قاعات التدريس باإلضافة إلى كفاءة األستاذ ،ىي
من الصعوبات التي تعوق األستاذ الجامعي في الموائمة بين التدريس وبناء مجتمع المعرفة .في حين
تؤكد دراسة عبد الكريم وآخرون ( )2011أىمية وفاعمية تطبيق إستراتيجية التدريس في بناء المعنى
لدى الطالب وتحقيق االستقاللية في مشاريعيم الدراسية .ال أحد يجادل في أىمية استعمال تكنولوجيا
اإلعالم واالتصال في تحقيق فاعمية التدريس لدى الطالب ،وجعميم قادرين أكثر عمى بناء المفاىيم
وسرعة االستيعاب .وتعتبر الوسائل الديداكتكية (الحاسوب ،الجياز الضوئي العاكس...الخ) والتعمم
االفتراضي من المصادر التكنولوجية الحديثة التي ينبغي عمى األستاذ والطالب استعماليا بشكل جيد
لتحقيق أىدافو التدريسية .وقد أظيرت دراسات سابقة حاجة الطالب إلى اإلرشاد الجامعي وتعمم
المغات األجنبية والتدريب الميداني ،وىي من العوامل المعيقة لمتحصيل الجيد وبناء مشروعيم الميني
(زقاوة.)2016 ،
تبين النتائج الوارد في الجدول أن أبرز المشكالت النفسية الخمسة لدى الطالب ىي :عدم
االتزان االنفعالي ،الشعور بمخاوف غير محددة ،االغتراب النفسي ،اإلرىاق الجسدي ،العجز عن
مواجية المشكالت .وىذه النتيجة تتماشى مع دراسة الطراح ( )2003وشاىين ( .)2009ويمكن
تفسيرىا عمى أن طالب عينة الدراسة لدييم شعور متدن من االمن النفسي ،باعتبار أن ىذا األخير
لو تأثير عمى الصحة النفسية لألفراد ،فقد وجدت نعيسة ( )2012عالقة بين االغتراب النفسي
واالمن النفسي .كما قد تدفع الضغوط النفسية التي تواجو الطالب سواء في المنزل أو في الجامعة
إلى االغتراب النفسي (لعفيفي.)2013 ،إن االضطرابات النفسية لمطالب تجعميم يشعرون باإلرىاق
الجسدي والعجز عن مواجية المشكالت ،وىذه المتغيرات تشكل شبكة متداخمة ومتفاعمة فيما بينيا.
ومن جية أخرى فإن المشكالت األكاديمية ليا تأثير عمى الوضعية النفسية لمطالب ،فالتحصيل
المتدني ونقص الفاعمية أكيد أنو يثير القمق لدى الطالب ويفقده الثقة في النفس.
مصادر المشكالت االجتماعية:
جدول ( :)8يوضح مصادر المشكالت االجتماعية وترتيبيا لدى الطالب
االنحراف المعياري المتوسط الحسابي المصادر
0.61 2.74 التفكير في العمل بعد التخرج 1
0.78 2.49 التمييز بين الطمبة في المعاممة 2
0.82 2.46 عدم اهتمام االسرة باألحوال المادية لمطالب 3
0.92 2.27 قمة وسائل النقل وعدم احترام مواعيد الحافالت 4
0.93 2.10 العجز عن توفير بعض متطمبات الدراسة 5
0.59 1.89 اإلدمان عمى االنترنت ومشاهدة الفضائيات 6
0.89 1.77 تدني مستوى الدخل الشهري 7
0.91 1.54 تجنب المواقف التي تتطمب المشاركة 8
نالحظ من خالل الجدول أن المشكالت االجتماعية الخمسة كما يدركيا الطالب ىي:
التفكير في العمل بعد التخرج ،التمييز بين الطالب ،عدم اىتمام األسرة باألحوال المادية لمطالب ،قمة
وسائل النقل وعدم احترام مواعيد الحافالت ،العجز عن توفير بعض متطمبات الدراسة .وقد توصمت
دراسات سابقة الى نفس النتائج تقريبا منيا دراسة قادري ( )2012التي وجدت نسبة المشكالت
االجتماعية ( ،)%32.31ودراسة شاىين ( )2009التي توصمت إلى ارتفاع نسبة المشكالت
االجتماعية لدى الطالب .وكان من الطبيعي أن تكون المشكمة األكثر برو از لدى الطالب ىي التفكير
في العمل بعد التخرج ،باعتبار أن عينة الدراسة ىم من الطالب المقبمين عمى التخرج ،والتفكير في
العمل ىو الشغل الشاغل ليم .وتشير دراسة عباس ( )2014أن نسبة الطالب الذين لدييم اتجاه
متدني نحو المستقبل بمغت ( )%53.8كما بينت دراسات أخرى أن الخوف من البطالة وعدم
الحصول عمى مينة الئقة تشكل اىتمام كبير لدى الشباب (حمود1999 ،؛ المحاميد والسفاسفة،
2007؛ كنعان وجيدل .)1999 ،وقد سجل ارتفاع في درجة قمق المستقبل لدى الطمبة الجامعيين
المقبمين عمى التخرج نتيجة لضبابية مستقبميم الميني وعدم وضوح أىدافيم بعد التخرج والخوف من
البطالة والمزالق االجتماعية (زقاوة .)2013 ،إن ىذه النتائج تدفع بالجامعة إلى تفعيل دورىا في
إكساب الطالب الميارات األساسية إلدارة شؤون حياتيم بعد التخرج مثل ميارة التخطيط ووضع
األىداف واتخاذ الق اررات ،وىي مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى صياغة ثقافة مقاوالتية لدى
الطالب تؤىميم لالعتماد عمى الذات واالبتعاد عن االتكالية.
وبالنسبة الى المشكالت المادية التي أوردىا الطالب مثل متطمبات الدراسة ،وتغطية تكاليف
التمدرس ،ىي األخرى ليا تأثير عمى حياة تمدرس الطالب ،لذلك يمارس الكثير من الطالب
نشاطات مينية وتجارية تغنييم عن االتكالية عمى الوالدين ولتوفير بعض االحتياجات األساسية في
حياتيم الجامعية.
عرض نتائج السؤال الثاني :ىل توجد فروق دالة في إدراك مصادر المشكالت وفقا لمتغير
الجنس؟ لإلجابة عن السؤال تم حساب اختبار "ت" لداللة الفروق بين الجنسين.
جدول ( :)9يوضح الفروق في مصادر المشكالت تبعا لمجنس
مستوى درجة ت اختبار اختبار ت االنحراف المتوسط العينة الجنس األبعاد
الداللة الحرية الجد ولية المحسوبة المعياري الحسابي
0.05 148 1.125 4.22 2.08 63 ذكور المشكالت
3.50 2.01 87 إناث االجتماعية
0.05 148 -1.014 4.06 2.02 63 ذكور المشكالت
النفسية
3.86 2.07 87 إناث
يظير الجدول أنو ال توجد فروق دالة في إدراك مصادر المشكالت لدى الطالب تبعا لمتغير
الجنس ،وذلك عمى الدرجة الكمية ومجاالتيا الثالثة .وىذه النتيجة تؤكد لنا أن متغير النوع ليس لو
تأثير في إدراك الطالب لممشكالت باعتبار أن المشكالت الطالبية ىي واحدة لدى الجنسين .تتماشى
ىذه النتيجة مع دراسة ياسين ( )2009بينما تختمف مع دراسة قادري ( )2012التي وجدت أن
االناث أكثر توافقا مع الحياة الجامعية ،في حين وجد الذكور صعوبة في التكيف ،كما وجدت دراسة
شاىين ( )2009فروقا لصالح الذكور في المجال االجتماعي ،بينما كانت الفروق في دراسة بركات
( )2007لصالح اإلناث في األزمات النفسية واالجتماعية .واذا استثنيت دراسة قادري التي تركزت
حول جانب محدد وىو التكيف مع الحياة الجامعية ،فإن باقي الدراسات التي اختمفت مع الدراسة
ال حالية أجريت في فمسطين ،حيث تختمف الظروف كمية نظ ار لعوامل مرتبطة باالحتالل اإلسرائيمي
وانعكاساتو عمى الوضع المعيشي لمطالب ىناك .بينما نجد لدى عينة الدراسة الحالية ذكو ار واناثا
تشابيا كبي ار في ظروف حياتيم الجامعية مثل ظروف اإلقامة الجامعية ،وما تعمق بانتقال الجامعي
ومسار تمدرسيم داخل القاعات .كما أن تمثالت الطالب لممستقبل متناسق وال توجد فروق جوىرية
بينيم ،فكال الجنسين يتخوف من البطالة بعد التخرج ،ولدييما نفس الطموح الشخصي في تحقيق
اليوية المينية.
عرض نتائج السؤال الثالث :ىل توجد فروق دالة في إدراك مصادر المشكالت وفقا لمتغير
التخصص؟ لإلجابة عن السؤال تم حساب اختبار "ت" لداللة الفروق بين التخصصين (عموم إنسانية
واجتماعية وعموم وتكنولوجيا).
جدول ( :)10يوضح الفروق في مصادر المشكالت تبعا التخصص
0.05 148 0.66 3.87 2.05 74 عموم وتكنولوجيا المشكالت االجتماعية
0.05 148 -1.22 4.32 2.17 48 عموم وتكنولوجيا المشكالت األكاديمية
أكدت النتائج عن عدم وجود فروق دالة في إدراك الطالب لممشكالت تعزى الى التخصص
األكاديمي .وىذا ما يشير إلى أن إدراك طمبة العموم اإلنسانية واالجتماعية وطالب العموم والتكنولوجيا
الى مشكالتيم واحد ،وليم نفس التمثالت والتصورات نحو مشكالتيم النفسية واالجتماعية واألكاديمية،
وىذا ما تذىب اليو دراسة قادري ( )2012ودراسة الزىراني ( ،)2004حيث أكدت أن التخصص
الدراسي ليس لو تأثير في إدراك المشكالت لدى الشباب .ويمكن رد ذلك الى أن المشكالت التي
يعيشيا الطالب ال تخص تخصص دون آخر ،فيي تتجاوز تخصصاتيم وتكوينيم الجامعي.
فالتخصصات األدبية والعممية ال زالت تعاني من أساليب تدريس تقميدية غير حداثية وال تساير
التغيرات التكنولوجية في االكتساب،كما أن العوائق االجتماعية ال تختمف لدى الطالب من جميع
التخصصات مثل مشكالت اإلقامة والنقل وظروف المناخ الجامعي السائد بصفة عامة .واذا كان
طالب العموم االجتماعية واإلنسانية يشعرون بالممل والسأم نتيجة طرق التدريس الروتينية واالعتماد
عمى الحشو المعرفي في غياب تنمية ميارات النقد والتحميل وبناء التعممات الجديدة في سياق
وضعيات – مشكمةsituation problèmeونقص التدريب الميداني؛ فإن طمبة العموم والتكنولوجيا ىم
بحاجة أكثر الى تحديث طرق التعمم نظ ار لطبيعة المادة العممية ،وكذا أىمية العمل التطبيقي
واكتساب بعض الميارات األساسية في تكوينيم الميداني ،والتربصات عمى مستوى المؤسسات
الصناعية .إن ىذه الوضعية تشعر الطالب من كال التخصصات بالخوف والقمق تجاه مستقبميم
الميني.
عرض نتائج السؤال الرابع :ىل توجد فروق دالة في إدراك مصادر المشكالت وفقا لمتغير
المستوى االقتصادي؟
دلت النتائج عن عدم وجود فروق جوىرية في إدراك الطالب لممشكالت تعزى إلى متغير
المستوى االقتصادي ،مما يعني أ الدخل األسري والمستوى االقتصادي لمطالب لم يكن لو تأثير في
إحداث الفروق في إدراك المشكالت .وىذه النتيجة تتماشى مع دراسة ياسين ( )2009التي لم تجد
فروق تعزى إلى الدخل الشيري ،وتختمف مع دراسة الضمعان ودرادكة ( )2015التي وجدت فروق
دالة في المشكالت األكاديمية لصالح ذوي المستوى االقتصادي المتدني ،في حين لم تجد الدراسة
ذاتيا فروقا دالة في باقي األبعاد .ورغم قبول ىذه النتيجة إال أن البعد االقتصادي والدخل المادي
لألسرة يمعب دو ار كبي ار في وضعية الطالب األكاديمية أو النفسية أو االجتماعية ،وعموما فإن تدىور
الوضعية االقتصادية لألسرة يدفع اآلباء إلى تركيز اىتماماتيم عمى تحسين المستوى المعيشي
واالنيماك في العمل؛ وىو ما يجعميم يصرفون اىتماماتيم عن متابعة أبنائيم وتوفير الدعم المادي
والمعنوي الالزم لنجاحيم .كما أن الظروف االقتصادية الصعبة تكون لدى التالميذ والطالب اتجاىات
سمبية نحو الدراسة ومواصمة مسارىم العممي وتدفعيم بقوة نحو التخمي عنيا لمساعدة آبائيم عمى
لقمة العيش (زقاوة .)2015،ويبقى قبول ىذه النتيجة بشكل نسبي نظ ار لصغر حجم العينة ولطبيعة
حدود ومتغيرات الدراسة.
عرض نتائج السؤال الخامس :ىل توجد فروق دالة في إدراك مصادر المشكالت وفقا لمتغير
المنطقة الجغرافية؟
يظير من خالل الجدول عدم وجود فروق جوىرية في إدراك الطالب لممشكالت تبعا لمتغير
المنطقة الجغرافية أو اإلقامة .مما يعني أن إقامة الطالب (حضري ،شبو حضري ،ريفي) ليس لو
تأثير في إدراك المشكالت عمى الدرجة الكمية واألبعاد الثالثة .ويمكن عزو ذلك إلى مستوى الوعي
الذي يتمتع بو الطالب اليوم نتيجة انخراطو في المجتمع المعموماتي واستغاللو الكبير لوسائل
التواصل االجتماعي وخصوصا الفيس بوك ،حيث قمصت المسافة الجغرافية بين الطالب وجعمتيم
يشتركون في نفس األفكار واالتجاىات ونفس األحالم واآلالم .فالطالب الذي يقطن في المناطق
النائية بإمكانو التواصل مع زمالئو في المدينة واقتناء المراجع والمعمومات الجديدة دون أي عناء
يذكر ،كما يمكن لمطالب تبادل آرائيم حول قضايا اجتماعية ونفسية والبحث عن بدائل لممشاكل التي
يعانون منيا .تتماشى النتيجة الحالية مع دراسة الزىراني ()2004
توصيات الدراسة :في ضوء ما توصمت إليو الدراسة الحالية من نتائج توصي بما يمي:
-1تحسين المناخ الجامعي وتوفير المرافق الترفييية والثقافية لمطالب.
-2تنويع أساليب التدريس واستعمال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال.
-3االعتماد عمى التقويم المستمر وعدم االكتفاء بنقطة واحدة.
-4تفعيل دور اإلرشاد األكاديمي داخل الجامعة.
-5تفعيل األبواب المفتوحة حول الثقافة المقاوالتية لتقريب الطالب من مشروعو الميني
والتخطيط لمستقبمو الشخصي.
-6االىتمام بالدور اإلعالمي في تسميط الضوء عمى ىذه المشكالت من خالل المختصين في
التربية وعمم النفس.
-7إتاحة الفرص أمام الطالب لمتعبير عن آرائيم واىتماماتيم.
-8التفكير في آليات لمتنسيق بين الجامعة وباقي المؤسسات االجتماعي لرعاية الشباب من
االنحراف وتأمينو فكريا ونفسيا واجتماعيا.
قائمة المراجع:
-الطراح ،عمي احمد ( .)2003المشكالت الشخصية والمجتمعية لمشباب الجامعي الكويتي،
مجمة العموم اإلنسانية واالجتماعية ،)2(19 ،ص.69-17.
-الزىراني ،حسن بن عمي ( .)2004المشكالت النفسية واالجتماعية والتعميمية لدى عينة من
طالب كميات المعممين المتأخرين في التحصيل الدراسي عمى ضوء بعض المتغيرات ،جامعة الممك
سعود ،رسالة ماجستير غير منشورة.
-الضمعان ،محمد صالل ودرادكة ،صالح عميان احمد ( .)2015مشكالت طالب جامعة
الحدود الشمالية وحاجاتيم اإلرشادية في ضوء بعض المتغيرات ،المجمة الدولية التربوية المتخصصة،
.)11(4
-المحاميد ،شاكر عقمة والسفاسفة ،محمد إبراىيم ( .)2007قمق المستقبل الميني لدى طمبة
الجامعات األردنية وعالقتو ببعض المتغيرات ،مجمة العموم التربوية والنفسية.142-128 ،)3(8 ،
-بركات ،زياد ( .)2007مصادر األزمات كما يدركيا طمبة جامعة القدس المفتوحة في ضوء
بعض المتغيرات" .المجمة الفمسطينية لمتربية عن بعد ،جامعة القدس المفتوحة.354-323 ،)1(1 ،
-حمود ،شمال حسن ( .)1999قمق المستقبل لدى الشباب المتخرجين من الجامعات ،مجمة
المستقبل العربي ،العدد ،249نوفمبر.85-70 ،
-زقاوة ،أحمد( .)2013قمق المستقبل وعالقتو ببعض المتغيرات لدى طمبة التكوين الميني،
مجمة الدراسات التربوية والنفسية.199-186 ،)2(7 ،
-زقاوة ،أحمد( .)2015محددات النجاح الدراسي :مقاربة سوسيو-سيكولوجية ،مجمة دراسات
نفسية وتربوية ،العدد 12جوان.62-43 ،
-زقاوة ،أحمد( .)2016دور التعميم العالي في تأىيل الطالب لبناء مشروعيم الميني ،مجمة
جرش لمبحوث والدراسات.110-83 ،)1(17 ،
-شاىين ،محمد احمد حسن ( .)2009مشكالت الدارسين في جامعة القدس المفتوحة ،مجمة
اتحاد الجامعات العربية ،العدد ،54كانون أول /ديسمبر.
-عبد الكريم ،منذر؛ عاشور ،محمد وعبيد ،كامل كريم ( .)2011فاعمية تطبيق استراتيجيات
التدريس من وجية نظر الطالب ،مجمة الفتح جامعة ديالي ،ع ،47تشرين األول ،ص .422-388
-عزيز ،سامية ( .)2015الصعوبات التي تعوق األستاذ الجامعي في المواءمة بين برامج
التدريس وبناء مجتمع المعرفة ،مجمة العموم اإلنسانية واالجتماعية ،العدد ،21ديسمبر ،ص-129
136
-كنعان ،احمد عمي والمجيدل ،عبد اهلل ( .)1999الشباب والمستقبل :صورة المستقبل كما يراىا
طمبة جامعة دمشق :دراسة ميدانية ،مجمة المستقبل العربي ،العدد ،241مارس.113-83 ،
-لعفيفي ،ايمان ( .)2013عالقة الضغط النفسي باالغتراب النفسي لدى خريجي الجامعة
العاممين بعقود ما قبل التشغيل ،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة سطيف.
-نعيسة ،رغداء ( .)2012االغتراب النفسي وعالقتو باألمن النفسي ،مجمة جامعة دمشق،
.158-113 ،)3(28