ملخص محاضرات إضطرابات السلوك

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫قائمة المحتويات‬

‫مفهوم اﻹضطرابات السلوكية‬

‫أعراض و خصائص المضطربين سلوكيا‬

‫أسباب اﻹضطرابات السلوكية‬

‫معايير المحددة لﻺضطرابات السلوكية‬

‫النظريات المفسرة لﻺضطرابات السلوكية‬

‫أساليب الوقاية من اﻹضطرابات السلوكية‬

‫قائمة المراجع‬
‫مفهوم اﻹضطرابات السلوكية‬

‫و يعرف روس ‪ Ross‬اﻹضطراب السلوكي أي السلوك مختلف أو شاذ عن السلوك اﻹجتماعي السوي‬

‫وله مساس بالمعيار اﻹجتماعي للسلوك و الذي يقع بصورة متكررة و شديدة بحيث يحكم عليه من قبل‬

‫أشخاص بالغين و أسوياء بأنه عمل ﻻ يناسب عمر فاعله ‪.‬‬

‫و يعرف كوفمان ‪ Kaufman‬اﻹضطراب السلوكي بأنه إستجابة الفرد للبيئة المحيطة بشكل غير مقبول‬

‫إجتماعيا أو غير متوقع و له مقاومة للتعلم السوي و يتكرر بشكل غير مقبول‬

‫و يرى مورغان أن اﻹضطراب السلوكي هو نمط من اﻷفكار و اﻹنفعاﻻت السلوكية غير الطبيعية التي‬

‫تؤدي إلى سوء التكيف الفرد لمتطلبات الحياة و تسبب الضيق له و اﻵخرين عادة‬

‫)عبد الرزاق ياسين ‪( 611 : 2009 ،‬‬

‫و يعرف محمود إبراهيم اﻹضطرابات السلوكية بأنها أنماط من السلوك اﻻسوي الظاهر والثابت أو‬

‫المتكرر الذي يميل إلى الخروج على القيم الدينية والخلقية والمعايير والعادات اﻹجتماعية وهو ينشأ‬

‫نتيجة التعليم والتربية اﻹجتماعية الخاطئة مما يؤدي إلى سوء التوافق النفسي اﻹجتماعي‬

‫) خديجة فريحي ‪( 11 : 2017 ،‬‬

‫و يعرف جروبر ‪ Grauber‬اﻻضطرابات السلوكية بأنها مجموعة من أشكال السلوك المنحرف‬

‫والمتطرف بشكل ملحوظ‪ ،‬وتتكرر باستمرار وتخالف توقعات المﻼحظ وتتمثل في اﻻندفاع والعدوان‬

‫واﻻكتئاب واﻻنسحاب ‪ ) .‬جمال الربعي ‪( 13 : 2011،‬‬

‫أعراض و خصائص المضطربين سلوكيا‬

‫السلوك العدواني‪ :‬يتمثل السلوك العدواني بالسلوكات التخريبية الموجهة نحو الذات ونحو اﻵخرين‬ ‫أ‪-‬‬

‫من تخريب وضرب ورفض لﻸوامر وسلوك فوضوي و غيرها من السلوكيات العدوانية المتعددة‬

‫بشقيها اللفظي و البدني ‪ ،‬وتكون هذه السلوكيات بشكل متكرر وشديد‬


‫السلوك اﻻنسحابي‪ :‬يتصف السلوك اﻻنسحابي لدى اﻷطفال المضطربين سلوكيا وانفعاليا‬ ‫ب‪-‬‬

‫باﻻنعزال اجتماعيا وضعف اﻻتصال وقلة التفاعل مع اﻵخرين وعجز في المهارات اﻻجتماعية‬

‫والهروب من المواقف المحيطة ومصادر القلق والتوتر‪ ،‬ويكون نتيجة صراعات مكبوتة من وجهة‬

‫نظر التحليليين‪ ،‬أما من وجهة النظر السلوكية ينتج السلوك اﻻنسحابي عن فشل في التعلم اﻻجتماعي‪.‬‬

‫ج ‪ -‬النشاط الزائد‪:‬هو نشاط بمستوى عالي ﻻ يمكن إيقافه بسهولة ويظهر في أوقات مختلفة ويتمثل بعدم‬

‫اﻻستقرار وكثرة الحركة والصراخ و صعوبة في اﻻلتزام بالهدوء وغالبا يرافقه تشتت في اﻹنتباه حيث‬

‫يكون الطفل غير قادر على إكمال اﻷنشطة أو المهام المعطاة له ‪ ) .‬انجشايري حفيظة ‪( 33 : 2015،‬‬

‫أسباب اﻹضطرابات السلوكية‬

‫عوامل بيولوجية ) جسمي (‬

‫يتأثر السلوك بالعوامل الجينية و العوامل العصبية و كذلك البيولوجية‪ :‬أو بتلك العوامل مجتمعة‪ ،‬و من‬

‫غير شك فإن هناك عﻼقة دقيقة بين جسم اﻹنسان وسلوكه ‪.‬فكثير من اﻷطفال العاديين و غير‬

‫المضطربين لديهم عيوب بيولوجية خطرة‪ ،‬أما اﻷطفال من ذوي اﻻضطرابات البسيطة و المتوسطة‬

‫فليس هناك ما يثبت وجود عوامل بيولوجية محددة مسئولة عن مثل هذه اﻻضطرابات‪ ،‬وأما بالنسبة‬

‫لذوي اﻻضطرابات الشديدة جدا‪ ،‬فإن هناك أسبابا و عوامل بيولوجية لها مسئولية مباشرة‪ ،‬ويمكن القول‬

‫أن جميع اﻷطفال يولدون و لديهم محددات بيولوجية لسلوكهم و أمزجتهم ‪.‬باﻹضافة ذلك فإن هناك‬

‫عوامل بيولوجية و جسمية ذات صلة باﻻضطرابات السلوكية واﻻنفعالية مثل ‪ :‬اﻷمراض المزمنة‪،‬سوء‬

‫التغذية‪،‬إصابات الدماغ‪ ،‬العاهات و التشوهات الجسمية‪ ،‬القصور الجسمي ‪.‬‬


‫عوامل نفسية‬

‫نظرا لتكون اﻹنسان من مجموعة من المشاعر و اﻷمزجة و التأثرات و التأثيرات من البيئة المحيطة به‪،‬‬

‫فإن الجانب النفسي له اﻷثر البالغ في تكوين اﻻضطرابات السلوكية واﻻنفعالية فتعرض اﻹنسان لﻺحباط‬

‫و الفشل‪ ،‬وعدم إشباع الحاجات المختلفة ‪ ،‬و نقص اﻷمن اﻻنفعالي‪ ،‬له أثر بالغ في تكوين تلك‬

‫اﻻضطرابات ‪.‬إلى جانب هذه اﻷسباب النفسية‪ ،‬فإن هناك مجموعة من اﻷسباب اﻷخرى ذات التأثير في‬

‫الفرد للوصول به إلى اﻻضطرابات و منها الصدمات العنيفة في الطفولة‪ ،‬التوحد مع أحد الوالدين‬

‫المضطربين سلوكيا و انفعاليا أو كﻼهما‪ ،‬وعدوى الخوف من الكبار‪ ،‬التسلط و القسوة في المعاملة‪،‬‬

‫الضغوط الموجهة إلى الفرد‪ ،‬وجود الفرد في مواقف جديدة دون اﻻستعداد لها و الصعوبات التي‬

‫يواجهها المراهقون في التوافق و حل مشاكلهم‪ .‬كل تلك اﻷسباب النفسية تلعب دورا مهما في تكوين‬

‫وظهور اﻻضطرابات السلوكية واﻻنفعالية‪.‬‬

‫عوامل إجتماعية‬

‫قد يسبب الوسط اﻹجتماعي أو يساعد على ظهور اﻻضطرابات السلوكية وهنا تجدر اﻹشارة إلى الفقر‬

‫الشديد الذي يعيش فيه بعض اﻷطفال و حاﻻت سوء التغذية‪ ،‬والتفكك العائلي‪ ، ،‬والحرمان العاطفي‪ ،‬و‬

‫أسلوب التنشئة اﻹجتماعية الخاطئو ‪ ،‬التفرقة في المعاملة بين اﻷخوة ‪ ،‬و السلطة الوالدية الزائدة‪ ،‬التدخل‬

‫الزائد عن الحد في شئون الفرد‪ ،‬والبيئة المدرسية المضطربة مثل إهمال المدرسين و تهكمهم و سوء‬

‫المعاملة و العقاب‪ ،‬واﻻضطراب مع الزمﻼء و اﻻمتحانات الصعبة المحبط ‪) .‬جمال الربعي ‪،‬‬

‫‪( 16 : 2011‬‬
‫معايير المحددة لﻼضطرابات السلوكية‬

‫توجد ثﻼثة معايير أساسية يستخدمها المتخصصون في الصحة العقلية لتحديد اﻻضطراب السلوكي و‬

‫تتمثل هذه المعايير فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الشعور بعدم الراحة‪.‬‬

‫‪ -‬الشعور بالعجز أو عدم القدرة‪.‬‬

‫‪ -‬اﻻنحراف عن المجتمع‪.‬‬

‫فالمعيار اﻷول والثاني الشعور بعدم الراحة والشعور بالعجز أو عدم القدرة من هذه المعايير لهما بعض‬

‫التماثل للمؤشرات العامة للمرض البدني‪ ،‬باعتبارهما مرض بدني فإنهما يتسمان باﻷﻻم وخاصة اﻷلم‬

‫النفسي المزمن أو عدم الراحة‪ ،‬والحالة الثانية التي تحدد اﻻضطراب هي الصعوبة في اﻷداء أو العجز‬

‫وبذلك يكون هذا المعيار شخصي خاص بالفرد‬

‫أما المعيار الرئيسي الثالث هو اﻻنحراف الذي ﻻ يقوم على معايير شخصية‪ ،‬ولكنه يقوم على معايير‬

‫المجتمع فاﻻنحراف سلوك يختلف بشكل غير مرغوب فيه عن توقعات المجتمع بالنسبة للشخص‪.‬‬

‫وكل هذه المعايير الرئيسية الثﻼثة التي تحدد اﻻضطراب النفسي يمكن أن تتزايد بدرجة كبيرة في الكيف‬

‫أو الكم‪ ،‬كما أن كل منها يتضمن عددا كبيرا من اﻷعراض و الحاﻻت و أي إنحراف أو إزعاج يمكن أن‬

‫يتحدد بإعتباره غير سوي إذا ما كان العجز أو التلف في اﻷداء موجودا ‪ ،‬و هذا التلف في اﻷداء يمكن‬

‫الحكم عليه بناءا على اﻻداء الشائع لﻸخرين أو يمكن الحكم عليه بناءا على التوقع الكامن أو الذاتي‬

‫الخاص بالفرد ‪ ) .‬أنجشايري حفيظة ‪( 27: 2015،‬‬


‫النظريات المفسرة لﻺضطرابات السلوكية‬

‫النظرية السلوكية‬ ‫‪-1‬‬

‫تهتم هذه النظرية بالسلوك الظاهر غير المﻼئم وتصميم برنامج التدخل المناسب للعمل على تغيير‬

‫السلوك المﻼحظ وتعديله‪.‬ومن مكوناتها ‪:‬نمو الشخصية وتطويرها‪:‬يعرف السلوكيون الشخصية كدالة كلية‬

‫لسلوك اﻷفراد‪،‬ويعتبرونها احتمال قويا للفرد لكي يسلك طرقا أو سلوكات متشابهة في مواقف مختلفة‬

‫تشكل حياته اليومية‪،‬والتركيز على ما يقوم به الفرد في المواقف المختلفة دون الرجوع لسمات شاملة‬

‫تجعل الفرد يتصرف بطريقة شخصية ويتباين هذا التصور مع التصورات التقليدية للشخصية التي‬

‫تفترض أن سلوك الفرد هو تعبير لمحركات أولية محددة تتمثل في الحاجات والرغبات والسمات‬

‫واﻻندفاعية ‪.‬السلوك السوي والسلوك الغير سوي‪:‬معظم السلوكات متعلمة باستثناء اﻻنعكاسات وعندما‬

‫تحدث العالقة الوظيفية بين المثير في البيئة واستجابة الفرد يحدث التعلم‪،‬مثال)يتعلم الطفل أن البكاء‬

‫يخلصه من اﻻلم والجوع‪،‬ومن وجهة نظرهم أن السلوك السوي متعلم وكذلك السلوك الغير السوي‪،‬وهناك‬

‫معايير للحكم على السلوك غير السوي كالمعيار اﻻجتماعي والذاتي ومعايير أخرى كالشدة‬

‫والتكرار ‪(.‬تهتم النظرية بقياس تحت أي ظروف يحدث أو ال يحدث السلو ك المرغوب وغير المرغوب‬

‫فيه‪،‬وتحديد ما هو التغير المناسب في البيئة الذي يجعل الطفل قادرا على تعلم استجابات تكيفية‬

‫مناسبة‪،‬يحدث السلوك غير السوي عن طريق خبرات تعليمية سابقة أو فشل في تلقي الفائدة من الخبرات‬

‫التعليمية المختلفة‪.‬‬

‫) خديجة فريحي ‪( 14 : 2017 ،‬‬

‫‪ -2‬النظرية البيئية‬

‫تقوم هذه النظرية على مبدأ أن اﻻضطرابات السلوكية التي تحدث للطفل ﻻ تحدث من العدم أو من الطفل‬

‫وحده بل هي نتيجة التفاعل الذي يحدث بين الطفل والبيئة المحيطة به ‪.‬ويقول البيئيون إن حدوث‬

‫اﻻضطراب السلوكي لدى اﻻفراد يعتمد على نوع من البيئة التي ينمو بها‪،‬فالبيئة السليمة ﻻ تؤدي إلى‬
‫حدوث اﻻضطراب لدى الطفل ‪.‬والنظرية البيئية تميل لربط الفرد في البيئة في مفهوم واحد فالفرد‬

‫ﻻينفصل عن بيئته وبالتالي فإن مشاكل الفرد تصبح شائعة لدى المجتمع‪.‬وﻻ يتم التعامل مع المشاكل‬

‫بشكل فردي وكنتيجة إذا كان هناك اضطرابا لدى المجتمع فإن الفرد سيتأثر بالبيئة‪.‬ومن اﻻفتراضات‬

‫المتعلقة بالنظرية البيئية‬

‫إن كل طفل هو جزء ﻻ ينفصل من نظام اجتماعي صغير‬

‫اﻻضطراب ليس مرضا يصاب به الطفل‪،‬بل هو نتيجة لعدم التوازن بين الفرد والبيئة‬

‫اﻻضطراب يمكن أن يتحدد من عدم التكافؤ بين قدرات األفراد وتوقعات البيئة ومتطلباتها‬

‫) نفس المرجع ‪( 15 :‬‬

‫‪-3‬النظرية البيوفسيولوجية‪:‬‬

‫يعتقد بعض المختصين أن كل اﻻطفال يولدون ولديهم اﻻستعداد البيولوجي ومع أن هذا اﻻستعداد قد ﻻ‬

‫يكون السبب في اضطراب السلوك‪،‬اﻻ أنه قد يدفع الطفل الى اﻻصابة باﻻضطراب أو إلى‬

‫المشاكل‪.‬فاﻷدلة على اﻻسباب البيولوجية واضحة أكثر في اﻻضطرابات السلوكية واﻻنفعالية الشديدة‬

‫والشديدة جدا‪ .‬وفي كثير من سلوكات اﻻطفال العاديين بعض اﻻضطرابات البيولوجية وبالنسبة‬

‫لﻼضطراب البسيط والمتوسط ليس هناك دﻻئل على أن العوامل البيولوجية وحدها تشكل جذور المشكلة‬

‫أما في حالة اﻻضطراب الشديد فإن هناك بعض الدﻻئل إلى تشير إلى أن العوامل البيولوجية يمكن أن‬

‫تساهم في حدوث الحالة ‪.‬العوامل الوراثية‪:‬والمتمثلة في ‪:‬‬

‫وجود اﻻستعداد الوراثي لهذا اﻻضطراب ﻻ يعني أنه سوف يظهر‪.‬‬

‫إذا ظهر اﻻضطراب فإنه ليس بالضرورة أن تكون الوراثة السبب المباشر والرئيسي‪.‬‬

‫ليس كل من يحمل الخلية الوراثية)المصابة(يحصل لديه اﻻضطراب‪.‬‬


‫وقد يولد الطفل حساسا بصورة أكثر من العاديين‪،‬وذلك لعوامل وراثية مما يؤدي إلى أن يسلك في بعض‬

‫المواقف العادية سلوكا غير عادي‪.‬و أورد بعض الباحثين أن هناك شواهد ثابتة تشير إلى أن للوراثة‬

‫دورا واضحا في تشكيل سلوك الفرد‪.‬‬

‫العوامل النمائية‪ :‬يعود هذا المجال إلى دراسات نمو الجنين و اﻻطفال ‪،‬وقد ورد في‬

‫تقرير‪ Bender1968‬أن عوامل وجود اضطراب في تصرفات الطفل ينشأ منذ الطفولة‪.‬وتؤكد هذه‬

‫النظرية على أن اﻻضطراب مهمة في تكون اﻻضطرابات السلوكية لدى الفرد‬

‫العوامل اﻻدراكية ‪ :‬تشير إلى أن السبب الرئيسي لنشوء مثل هذا اﻻضطرابات الشاذة‪،‬هو عدم معرفة‬

‫الشخص المصاب بما حوله من أمور وعدم إدراك المصاب ينتج السلوك غير الثابت‪،‬ويولد عدم‬

‫اﻻستمرارية والثبات في السلوك اﻻيجابي‪.‬ومن أعراضه خلل في اﻻدراك ‪،‬خلل في التعامل مع‬

‫اﻻخرين‪،‬اضطراب في الجهاز العصبي‪،‬اضطراب في اللغة‪،‬اضطراب في النمو( فعدم اﻻدراك عند‬

‫الطفل يسبب تكون الحركة الزائدة التي تولد التصرفات غير الطبيعية‪.‬‬

‫العوامل العصبية )النيورولوجية(‪ :‬ﻻ بد من وجود إصابات في الجهاز العصبي لنشوء مثل هذا السلوك‬

‫غير المتوازن ومن هذا المنطلق يكون السبب المباشر لهذا التغير غير المرئي‪،‬ولكن يظهر في التصرف‬

‫والسلوك غير المقبول‪.‬ووضع هذا العامل في الدماغ‪.‬‬

‫العوامل البيوكيميائية‪ :‬إن استقصاء العﻼقة بين كيميائية الدماغ توضح كثيرا من أسباب اضطراب‬

‫السلوك لدى الفرد‪ ،‬وذلك بأنه قد يحدث خلل في اﻻتصال العصبي في الخﻼيا والتشابكات العصبية في‬

‫الدماغ‪،‬فتختلف بذلك كيميائية الدماغ وتضطرب السلوكات الظاهرة الصادرة عن الفرد ‪.‬‬

‫) نفس المرجع ‪( 16 :‬‬

‫‪ -4‬النظرية التحليلية‪:‬‬
‫تهتم هذه النظرية بالسبب الذي أدى بالطفل ﻻن يسلك بالطريقة التي يسلك بها‪ .‬يختلف اﻻطفال‬

‫المضطربون سلوكيا وانفعاليا من حيث الدرجة ﻻ من حيث النوع‪ ،‬وينظر لﻼضطراب على أنه صفات‬

‫عادية مبالغ فيها‬

‫ان مثل هذه المشكﻼت يمكن أن تكون متسببة عن ألم‪،‬أو صدمة‪،‬أو حدث خﻼل المرحلة النمائية ‪،‬أو تنتج‬

‫عن عﻼقة سيئة أو غير مناسبة مع الوالدين التي يمكن أن تكون قد تركت الفرد دون إشباع لحاجاته‪،‬أو‬

‫يمكن أن يكون اﻻضطراب ناتجا عن عوامل تكوينية‬

‫يظهر السلوك المضطرب نتيجة عدم التوازن بين نزعات الطفل واندفاعاته ونظام الضبط لديه‪،‬و عندما‬

‫يكون الضبط غير مناسب فإن سلوك الطفل يصبح عدوانيا‪،‬ومشتتا‪،‬وغير متنبأ به‪.‬وعندما يكون الضبط‬

‫صارما جدا فإن الطفل سيكف سلوكه باستمرار ولن يقوم بالسلوك‪،‬ويكون غير قادرا على التعبير عن‬

‫نفسه‪.‬‬

‫من خﻼل هذه النظريات نستنتج بأن الهدف واحد وهو تفسير أسباب هذه اﻻضطرابات السلوكية ومعرفة‬

‫العوامل التي أدت إلى ظهورها لكن يكمن اﻻختﻼف في التفسيرات المختلفة على حسب كل نظرية و‬

‫منظورها الخاص ‪ ) .‬نفس المرجع ‪( 17 :‬‬

‫أساليب الوقاية من اﻻضطرابات السلوكية‬

‫وبما أن اﻻضطرابات السلوكية واﻻنفعالية يمكن أن تضفي بآثارها السلبية على عﻼقة الطفل مع ذاته‬

‫ومع البيئة من حوله فﻼ بد من العمل بشكل جاد على الوقاية منها فدرهم وقاية خير من قنطار عﻼج‪،‬‬

‫وبقدر ما تكون أساليب الوقاية يسيرة حيث تتركز في تفادي التعرض ﻷسباب ظهور تلك اﻻضطرابات‪،‬‬

‫وفي هذا الجانب فيجدر اﻹشارة إلي جملة من اﻹجراءات الوقائية التي ينبغي أخذها في اﻻعتبار عند‬

‫التفكير في إستراتيجية شاملة للوقاية من اﻻضطرابات السلوكية واﻻنفعالية ومنها ‪:‬‬


‫‪-1‬التوعية‪:‬‬

‫ﻻ خﻼف على أهمية جهود التوعية في الوقاية من اﻻضطرابات السلوكية كما هو الحال في شأن التوعية‬

‫بموضوعات أخرى كاﻷمراض الجسمية والتلوث‪ ،‬واﻵداب العامة‪ ،‬ومظاهر السلوك الحضاري رغم‬

‫صعوبة التوعية باﻻضطرابات السلوكية وما يتعلق بها‬

‫‪-2‬التنشئة اﻻجتماعية‪:‬‬

‫تشكل اﻷسرة نواة عملية التنشئة اﻻجتماعية فهي التي ينبغي أن تقدم للنشء القدوة الصالحة‪ ،‬سلوكا ً‬

‫مجسدا ً كما تنقل إليهم منذ الصغر تعاليم دينهم ومعايير السلوك اﻻجتماعي المقبول وغير المقبول ‪،‬‬

‫وتغرس في نفوسهم القيم اﻷصيلة والصفات الحسنة وتحميهم من مواطن الزلل من خﻼل المراقبة‬

‫والتوجيه المستمر‪ ،‬ومما ﻻ شك فيه أن تغيير تركيب اﻷسرة وضعف القيم الروحية واﻻتجاه نحو المادية‬

‫المطلقة من العوامل التي تجعل الطفل أو المراهق يشعر بعدم اﻻطمئنان واﻻغتراب مما يولد لديه القلق‬

‫والسلوك العدواني الذي يؤدي إلى الجنوح واﻻنحراف والخروج عن المجتمع وتكوين جماعات فرعية‬

‫مضطربة‬

‫‪-3‬تقوية الوازع الديني ‪:‬‬

‫تهدف التوعية الدينية إلى إعداد الفرد المتكامل الذي يتوافق مع إيمانه بالعقيدة من أجل التوافق النفسي‬

‫واﻻجتماعي للفرد وصحته والتزامه بالضوابط الدينية واﻻجتماعية التي تقلل من اﻻنحرافات السلوكية في‬

‫المجتمع‪ ،‬وقد بينت إحدى الدراسات في الوﻻيات المتحدة اﻷمريكية أن انتماء الشباب إلى الجماعات‬

‫الدينية يساعد كثيرا ً على إزالة التوتر والقلق واﻹحباط لديهم ‪ .‬ومن البديهي أن الحديث عن تقوية الوازع‬

‫الديني رغم عموميته كمطلب أساسي فإنه أكثر وجوبا ً للحماية من بعض اﻻضطرابات السلوكية ذات‬

‫الطابع اﻻجتماعي كالكب والسرقة والعدوان والقلق وغيرها ‪ ،‬كما يحميه من مثل هذه اﻻضطرابات فمثﻼً‬

‫فيما اكتسبه من تعاليم دينية صحيحة‪.‬‬


‫‪-4‬استخدام نظام التربية والتعليم ‪:‬‬

‫يمكن توظيف نظام التربية والتعليم في الوقاية من اﻻضطرابات السلوكية فيما يتعلق بالمناهج والمقررات‬

‫الدراسية‪ ،‬أو فيما يسمى باﻷنشطة الﻼصفية أو غير ذلك مما ﻻ يدخل بالضرورة كجز ء من المقررات‬

‫الدراسية ‪ .‬ويمكن اﻻستفادة من هذه النشاطات في تكوين ما يسمى بالجماعات المدرسية المختلفة التي‬

‫تعمل على استيعاب طاقة التﻼميذ في أنشطة مفيدة‪ ،‬وامتصاص السلوك العدواني وخفض تشتت اﻻنتباه‬

‫والحركة الزائدة‪ ،‬وتعليم اﻷمانة والصدق واﻻلتزام‪ ،‬واﻻنتماء‪ ،‬والتفاعل اﻹيجابي‬

‫‪-5‬البرامج اﻹرشادية كوسيلة دفاعية ‪:‬‬

‫رغم أن اﻹجراءات الدفاعية السابقة تتصف بالعمومية ويمكن توظيفها لصالح الوقاية من عدد كبير من‬

‫اﻻضطرابات السلوكية‪ ،‬فإن البرامج اﻹرشادية ومجموعة أخرى من اﻹجراءات تعد أكثر مﻼئمة‬

‫لﻼضطرابات السلوكية واﻻنفعالية ذات الطابع اﻻجتماعي‬

‫) جمال الربعي ‪( 31 – 30 : 2011 ،‬‬


‫قائمة المراجع ‪:‬‬

‫‪ -‬أنجشايري حفيظة ‪ . (2015) .‬اﻹضطرابات السلوكية اﻹنفعالية ) اﻹنسحاب اﻹجتماعي ( و ظهور‬

‫صعوبات تعلم قراءة اللغة العربية لدى تﻼميذ المرحلة اﻹبتدائية ‪ .‬مذكرة ماجستير ‪.‬جامعة مولود‬

‫معمري ‪ .‬تيزي وزو‪ .‬الجزائر‬

‫‪ -‬خديجة فريحي ‪ . ( 2017 ) .‬بعض اﻹضطرابات السلوكية لدى الطفل المسعف ‪ .‬مذكرة ماستر ‪.‬‬

‫جامعة قاصدي مرباح ‪.‬ورقلة ‪ .‬الجزائر‬

‫‪ -‬عبد الرزاق ياسين ‪ . ( 2009 ) .‬اﻹضطرابات السلوكية ‪ .‬مجلة كلية التربية اﻷساسية ‪.‬العدد ‪. 56‬‬

‫الجامعة المستنصرة‬

‫‪ -‬عﻼء جمال الربعي ‪ . ( 2011 ) .‬اﻹضطرابات السلوكية و اﻹنفعالية لدى اﻷطفال الصم و عﻼقتها‬

‫بالتوافق اﻷسري ‪ .‬رسالة ماجستير ‪ .‬الجامعة اﻹسﻼمية ‪ .‬غزة‬

You might also like