Professional Documents
Culture Documents
ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻟﺴﺪﻭﺩ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﺑﻘﻠﻢ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﻤﺪﻯ ﻫﺎﺷﻢ
ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻟﺴﺪﻭﺩ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﺑﻘﻠﻢ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﻤﺪﻯ ﻫﺎﺷﻢ
ﻕ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺒ ُﻊ ﺍﻷﻭ ُﻝ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺭﺋﻴﺴﻴﺎﻥ :ﺍﻟﻨﻴ ُﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾُ ﻭﺍﻟﻨﻴ ُﻞ ﺍﻷﺯﺭ ُ
U U
ِ ﻧﻬﺮﺍﻥ
ِ ﻳﺮﻓ ُﺪ ﺍﻟﻨﻴ َﻞ
ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺏ ﺭﻭﺍﻧﺪﺍ ،ﻭﻳﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺗﻨﺰﺍﻧﻴﺎ ﺇﻟﻰ “ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﺎ“ ،ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻏﻨﺪﺍ ﺛﻢ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺒﺪﺃ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ “ﺑﺤﻴﺮﺓ ﺗﺎﻧﺎ” ﻓﻲ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺛﻢ ﻳﺠﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻟﻴﻘﺘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﺍﻥ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺨﺮﻁﻮﻡ .ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﺼﺐ ﺑﺤﺼﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ) 84ﻣﻠﻴﺎﺭ ﻡ (3ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻨﻬﺎ %85
ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻀﺒﺔ ﺍﻹﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﻭﻳﺄﺗﻲ %15ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻀﺒﺔ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴﺔ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻬﻀﺒﺔ ﺍﻹﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻨﺴﺒﺔ %90ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ،ﺃﻣﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ
ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻬﻀﺒﺔ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴﺔ ﻓﻼ ﻳﺸﻜﻞ ﺳﻮﻯ %10ﻋﻠﻲ ﺣﺼﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﻳﺤﻜﻢ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺑﻨﺎء ﺟﺴﻢ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻓﻨﻴﺔ ﻭﻫﻨﺪﺳﻴﺔ ﻭﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ،ﻭﻫﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ
) (Bypassﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻟﻤﺠﺮﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺛﺮ ﻣﺮﺣﻠﻴﺎ ً ﺑﺎﻟﺴﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺔ
ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺟﺮﻳﺎﻧﻪ ،ﻫﻮ ﻁﻮﻝ ﺯﻣﻦ ﺣﺠﺰ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺧﺰﺍﻥ ﺍﻟﺴﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﺘﻠﺊ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ
ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺸﻐﻴﻠﻴﺔ ﻟﻠﺴﺪ ﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻭﺗﻠﺒﻴﺔ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ
ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻣﻊ ﺍﻷﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺣﺼﺔ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﺼﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ.
ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺸﺎﺋﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎء ﺍﻟﺴﺪﻭﺩ ﺍﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺭﻭﺍﻓﺪﻩ ـ ﺣﺴﺐ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ
ـ ﺣﺒﺲ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻋﻦ ﺩﻭﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻗَ َﺪ ٌﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻝ ﺗﻐﻴﻴﺮﻩ ،ﺇﻻ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﻻ
ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺑﻀﻌﺔ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍﺕ ،ﺇﺫ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻁﺮﻳﻘﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،ﺑﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺤﺪﺍﺭ ﻭﻗﻮﺓ ﺗﺪﻓﻘﻬﺎ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ
ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺒﻬﺎ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ .ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻟﻠﻔﻴﻀﺎﻧﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﺭﻳﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻠﻴﺔ ﻳﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﺗﺒﻨﻰ
ﺍﻟﺴﺪﻭﺩ ﻓﻲ ﺃﻋﺎﻟﻲ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﻭﺇﻥ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺗﻜﻠﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺃﺳﺲ ﻭﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻣﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮﻫﺎﺕ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ
ﺟﺴﻢ ﺍﻟﺴﺪ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ.
ﻻ ﺟﺪﺍﻝ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺩﻭﻝ ﺣﻮﺽ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺒﻨﺎء ﺍﻟﺴﺪﻭﺩ ﺍﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﻟﺘﻘﻠﻴﻞ
ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺒﻨﺎء ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ )1971ﻡ( ﻭﺷﻴﺪﺕ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺳﺪ ﻣﺮﻭﻱ )2010ﻡ( ﻭﺗﻨﻮﻱ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺪﻭﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺪ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ )2018ﻡ( ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻭﻏﻨﺪﺍ
ﻭﺗﻨﺰﺍﻧﻴﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.
ﺗﻨﻈﻢ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎء ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭﺁﺧﺮﻫﺎ
)ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ 1959ﻡ( ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻅﻬﻮﺭ ﺍﻟﺘﻜﺘﻼﺕ ﺍﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻴﺔ ﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭﺇﻋﻼﻥ
ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻋﻨﺘﻴﺒﻲ )2010ﻡ( ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻐﻲ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﻭﻳﻌﻴﺪ ﺗﺨﺼﻴﺼﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺨﺪﻡ
ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﺒﻊ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ،ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻟﻐﻴﺎﺏ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺤﻮﺽ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻋﺪﻡ ﺧﻠﻮ ﺃﻱ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺗﻘﺘﻀﻰ ﺑﻨﺎء ﺍﻟﺴﺪﻭﺩ ﻟﻀﺒﻂ ﺟﺮﻳﺎﻥ
ﺍﻟﻨﻬﺮ ،ﻭﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ،ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻣﺎ ﺗﻮﻓﺮﻩ ﻣﻦ ﻣﺨﺰﻭﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺗﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﻮ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ،ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺘﺄﺗﻲ ﺩﻭﻥ ﺣﺪﻭﺙ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺑﻴﺌﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﺪ ﻭﺧﺎﺭﺝ
ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺍﻹﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﺪ ﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ -
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺋﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺮﻳﺔ ﻭﻣﺮﺍﻋﻴﻬﺎ.
ﻏﺮﻕ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻦ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﻣﻜﺎﻣﻦ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ -
ﺣﻴﺰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ.
ﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ﺍﻟﻘﺴﺮﻱ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ﻭﻓﺼﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺗﺮﺍﺛﻬﻢ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺇﻟﻲ ﻣﻨﺎﻁﻖ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﻣﻮﻁﻨﻬﻢ ﺩﻭﻥ -
ﺗﻬﻴﺌﺘﻬﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ً ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ً ﻭﺳﻜﻨﻴﺎ ً ﻟﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ،ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﻓﻲ
ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ.
ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺴﺪ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻥ ﺍﻟﻤﺨﺼﺒﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﺔ ،ﻭﺃﺛﺮ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻤﺒﻴﺪﺍﺕ -
ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﺴﺔ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﺍﻟﻤﻠﻮﺛﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻤﺰﺭﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻐﺬﻯ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.
ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﺤﺮ ﺍﻟﻤﺎﺋﻲ ﺣﻮﻝ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﺔ. -
ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﺍﻟﻤﺨﺰﻭﻥ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻤﻲ ﺑﺒﺤﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﺪ ﻳﺆﺩﻯ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﺪ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺔ ﺍﻟﺘﺨﺰﻳﻨﻴﺔ ﻭﺃﺛﺮﻩ -
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺂﻛﻞ ﺍﻟﺸﻮﺍﻁﺊ ﻓﻲ ﺩﻟﺘﺎ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻓﻲ
ﺍﻹﺭﺳﺎﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ.
ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻓﺎﻗﺪ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺑﺎﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ،ﺇﻣﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺒﺨﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻌﺮﺽ ﻣﺴﻄﺤﻬﺎ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﻷﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺩﺭﺟﺎﺕ -
ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ .ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻘﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﻨﺘﺢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﻭﺗﺄﻗﻠﻤﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ.
ﺍﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﺴﺪ ﻟﻼﻧﻬﻴﺎﺭ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﻤﻞ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﺰﺍﺕ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﻟﺤﺠﻢ ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎﺕ -
ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﺍﻹﻧﺸﺎﺋﻲ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻤﻲ ﺣﺎﻝ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻅﺮﻭﻑ ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﺧﻴﺔ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ.
ﺑﺒﻨﺎء ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮ ﻟﻠﺠﺪﻝ ﻭﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ،ﺳﻴﺘﺤﻜﻢ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺷﺒﻪ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺇﻳﺮﺍﺩ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ ،ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻧﺤﻮ )(40
ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍً ﻗﺮﺏ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻹﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻢ ﺍﻧﺠﺎﺯ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ %15ﻣﻦ ﺇﻧﺸﺎءﺍﺗﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺛﻼﺙ ﺳﺪﻭﺩ ﻓﻲ
ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺗﺨﺰﻳﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﻭﻣﺎﺋﻴﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﺭﺗﻔﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ) 111ﻣﺘﺮﺍً( ﺑﺤﻮﺍﻟﻲ
34ﻣﺘﺮﺍً ﻭﻳﻘﻞ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻮﻝ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻨﺼﻒ ) 1800ﻣﺘﺮﺍً( ﻭﻳﻘﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﻌﺔ ﺍﻟﺘﺨﺰﻳﻦ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺑﻨﺤﻮ ) %44ﺗﺒﻠﻎ
ﺳﻌﺘﻪ ﺍﻟﺘﺨﺰﻳﻨﻴﺔ 70ﻣﻠﻴﺎﺭ ﻡ ,(3ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺤﺴﺐ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺪ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺗﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻓﻲ ﻗﺎﺭﺓ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ
) 5250ﻣﻴﺠﺎﻭﺍﺕ( ﺑﻌﺪ ﺍﻛﺘﻤﺎﻟﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﺎﻓﺊ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻭﻧﺼﻒ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺗﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎء.
ﺗﻌﺪ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻱ ﻣﻴﺎﻩ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺑﻨﺎء ﺍﻟﺴﺪﻭﺩ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﻤﻴﺎﻫﻬﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺸﺒﻪ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ “ﺑﺮﺝ
ﺍﻟﻤﺎء” ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎﺕ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﺄﻧﻬﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺑﺤﻴﺮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺑﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ 930ﻣﻠﻴﺎﺭ
ﻡ 3ﻳﺘﺒﺨﺮ ﻭﻳﺘﺴﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻮﺍﻟﻲ %80ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺇﻟﻲ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ﺷﻤﺎﻻً ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻣﺼﺮ ﻭﺟﻨﻮﺑﺎ ً ﺇﻟﻲ ﻛﻴﻨﻴﺎ
ﻭﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻝ ،ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﺒﻘﻰ ﻟﻬﺎ ﺳﻮﻯ 25ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻡ 3ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ.
ﻫﻜﺬﺍ ﺗﻌﺎﻧﻰ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﻭﺛﺮﻭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻷﺷﺪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻓﻘﺮﺃ
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻭﺗﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﺗﺠﻨﻲ ﻣﻦ ﻭﺭﺍء ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺪ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺃﺭﺑﺎﺣﺎ ً ﺗﻨﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺎﻑ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﺍﻟﺪﺧﻞ
ﺑﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﺔ ) ،(2025-2020ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﺪﺍﺕ ﺗﺼﺪﻳﺮ ﻓﺎﺋﺾ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﻭﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ﺑﻤﺎ
ﻳﻮﺍﺯﻱ 450ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺳﻨﻮﻳﺎ ً ﺳﺘﺰﻳﺪ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺩﻭﻻﺭ ﺑﻌﺪ ﺍﻛﺘﻤﺎﻝ ﺑﻨﺎء ﺍﻟﺴﺪﻭﺩ ﺍﻷﺧﺮﻯ.
ﺃﻛﺪﺕ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ )2011ﻡ( ﺃﻥ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻁﺎﻗﺔ ﻛﺎﻣﻨﺔ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﻨﺤﻮ 45ﺃﻟﻒ ﻣﻴﺠﺎﻭﺍﺕ ﻣﻨﻬﺎ 20ﺃﻟﻒ ﻣﻴﺠﺎﻭﺍﺕ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻭﺭﻭﺍﻓﺪﻩ .ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻘﻮﺩ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻭﺣﻮﺽ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺑﺎﺣﺘﻜﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ
ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﺴﺪﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﻭﻳﺔ .ﻭﻳﻠﺰﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺳﺘﻮﻟﺪﻫﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺪﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﺘﻐﺮﻕ ﻣﺪﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ،ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻣﺨﺮﺝ ﻟﻮﺟﺴﺘﻲ ﺁﻣﻦ ﻟﻨﻘﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﺍﻟﺘﻲ
ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻦ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺃﺭﺍﺿﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻭ ﻣﺼﺮ.
ﻳﻘﺘﺮﻥ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺳﺪ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺪﻭﺩ ﺍﻹﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻭﺭﻭﺍﻓﺪﻩ ﻣﻊ ﻫﺒﻮﻁ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻧﺼﻴﺐ
ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺩﻭﻥ ﺧﻂ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻤﺎﺋﻲ ) 1000ﻡ (3ﺇﻟﻰ 350ﻡ 3ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،2050ﺑﺪﻻﻟﺔ ﺛﺒﺎﺕ ﺣﺼﺔ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺮ
ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ،ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺗﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﻤﺨﺰﻭﻥ ﺍﻟﺠﻮﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺠﺪﺩ ﺑﺎﻟﺼﺤﺮﺍء
ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﺔ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺤﻮ 10ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺩﻭﻻﺭ ﺣﺎﻟﻴﺎً .ﻭﻳﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻓﻴﻤﺎ
ﻳﻠﻲ:
ﻓﻘﺪﺍﻥ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﻨﺤﻮ ﻣﻠﻴﻮﻧﻲ ﻓﺪﺍﻥ. -
ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﻛﻬﺮﺑﺎء ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭﺧﺰﺍﻥ ﺃﺳﻮﺍﻥ ﻭﻗﻨﺎﻁﺮ ﺇﺳﻨﺎ ﻭﻧﺠﻊ ﺣﻤﺎﺩﻱ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ 500ﻣﻴﺠﺎﻭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ. -
ﺗﻌﺮﺽ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺗﻨﻘﻴﺔ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺸﺮﺏ ﻟﻠﺘﻮﻗﻒ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﻮﻗﻒ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻠﻴﺔ. -
ﺗﺄﺛﺮ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﺍﻟﻐﺎﺯﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻴﻞ. -
ﺗﺪﻫﻮﺭ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻑ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﻏﺴﻴﻞ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﻨﻬﺮ. -
ﺣﺠﺰ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﺐ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺰﻳﺪ ﻧﺴﺒﻴﺎ ً ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺘﺨﺰﻳﻦ ﺑﺒﺤﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ -
ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﺠﻮﺓ ﺍﻟﺴﻤﺎﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻸﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ ﺑﺼﺤﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ.
ﺗﺪﺍﺧﻞ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻲ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺷﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺪﻟﺘﺎ ﻭﺗﺪﻫﻮﺭ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮﺍﺗﻬﺎ. -
ﻳﻘﻊ ﺳﺪ ﻣﺮﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺣﻮﺍﻟﻲ 350ﻛﻢ ﺷﻤﺎﻝ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺨﺮﻁﻮﻡ ،ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺳﺘﺔ ﺳﺪﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺗﺨﺰﻳﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﻭﻣﺎﺋﻴﺔ ،ﻭﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﺣﻮﺍﻟﻲ 16ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻡ 3ﺑﺎﺭﺗﻔﺎﻉ 67ﻣﺘﺮﺍً ﻭﺳﻌﺔ
ﺗﺨﺰﻳﻨﻴﺔ ﻗﺪﺭﻫﺎ 12,5ﻣﻠﻴﺎﺭ ﻡ ،3ﺃﻱ ﻳﻤﺜﻞ %60,4 ،%37,5ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﻭﺍﻟﺴﻌﺔ ﺍﻟﺘﺨﺰﻳﻨﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ،ﺇﻻ
ﺃﻧﻪ ﻳﻔﻮﻕ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻮﻝ ﺑﺤﻮﺍﻟﻲ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻭﻧﺼﻒ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺣﺴﺐ ﻅﺮﻭﻑ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻮﻗﻊ ﺑﻨﺎءﻩ.
ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ) 1250ﻣﻴﺠﺎﻭﺍﺕ( ﺑﻤﺎ ﻳﻜﺎﻓﺊ %60ﻣﻦ ﺇﺟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ.
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ) (Hydroprojectـ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﺑﻨﺎء ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ـ
ﺑﺎﻟﺘﺼﻤﻴﻤﺎﺕ ﻭﻣﺴﺘﻨﺪﺍﺕ ﺍﻟﻌﻄﺎءﺍﺕ ﻭﺟﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﻜﻤﻴﺎﺕ ﻟﺴﺪ ﻣﺮﻭﻱ ،ﻭﻗﺎﻣﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ CCMDﺑﺘﻨﻔﻴﺬ
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﺪ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺣﻠﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﻋﺎﻣﻲ 2005 ،2003ﺣﺴﺐ ﻅﺮﻭﻑ
ﻣﻮﺿﻊ ﺑﻨﺎء ﺍﻟﺴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ،ﻭﻳﻌﺪ ﺳﺪ ﻣﺮﻭﻱ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺗﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﻭﻣﺎﺋﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﺪ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺑﺎﻛﺘﻤﺎﻝ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺳﺪ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺳﺘﺤﺘﻞ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ.
ﻭﻳﺮﻱ ﺑﻌﺾ ﺧﺒﺮﺍء ﺍﻟﺮﻱ ﺑﺄﻥ ﺑﻨﺎء ﺳﺪ ﻣﺮﻭﻯ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﺗﺴﻌﺔ ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﻡ 3ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻓﻮﻕ ﺣﺼﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ،ﻭﺗﺄﺛﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﻣﻴﺎﻩ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺰﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﺋﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻠﻮﻓﺎء
ﺑﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺪ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺇﻻ ﺑﺤﺠﺰ ﺣﺼﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺣﻘﻬﺎ ،ﻭﺳﻴﻨﺘﺞ
ﻟﻬﺎ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻭﻳﻮﻓﺮ ﺣﻮﺍﻟﻲ 155ﺃﻟﻒ ﻓﺪﺍﻥ ﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﻓﻴﻬﺎ.
ﺃﻧﺸﺊ ﺳﺪ ﻣﺮﻭﻱ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﺧﺎﺹ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺧﻼ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﺳﺘﻄﻼﻉ ﺍﻟﺮﺃﻱ
ﻭﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ،ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻒ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻟﻠﺴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺪﻫﺎ
ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻭﻉ )2002ﻡ( ،ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻔﺪﺭﺍﻟﻲ ﺍﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻱ ﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ
ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ )2006ﻡ( .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﻮﺿﻊ ﺑﻨﺎء ﺍﻟﺴﺪ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﻼﻝ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺘﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ
ﺑﺪﻻﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﺗﺠﺎﻧﺲ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﻭﺍﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻬﺰﺍﺕ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ،ﺑﺤﺴﺐ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ )1984ﻡ(،
ﻭﻗﺪ ﻅﻬﺮﺕ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﺥ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﺨﺮﺍﺳﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻨﻪ.
ﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺳﺪ ﻣﺮﻭﻱ ﻟﻸﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺧﻠﻔﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺧﺴﺎﺋﺮﻫﺎ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ
ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ،ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﻅﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻼﺣﺔ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﺔ ،ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﻛﺒﺮﻱ ﻟﺘﺨﺰﻳﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺃﺛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﺴﺎﺣﺔ
ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﺑﻨﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ،ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ
ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻭﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻭﻣﺮﺩﻭﺩ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﻤﺤﻠﻰ .ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ
ﻟﻠﺘﻠﻮﺙ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻤﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺒﺐ ﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻻﺣﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﻱ ﻭﺑﻴﻦ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﻭﻣﺎﺋﻴﺔ
ﺍﻟﻨﻈﻴﻔﺔ.
ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻼﺙ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺳﻜﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺄﺛﺮﺕ ﺑﻤﺸﺮﻭﻉ ﺳﺪ ﻣﺮﻭﻱ ﻭﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺤﺎﻣﺪﺍﺏ ﻭﺃﻣﺮﻱ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻭﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﻴﺮ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ،ﺣﻮﺍﻟﻲ 52ﺃﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ) 11ﺃﻟﻒ ﺃﺳﺮﺓ( ،ﻓﻘﺪﺕ ﻛﻞ
ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻏﺮﻗﺘﻬﺎ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﺪ .ﻭﺟﺎءﺕ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺑﺄﺯﻣﺔ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺣﺎﺩﺓ ﻣﻊ
ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻮﻁﻴﻦ ﻟﻬﺆﻻء ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺒﻘﺎء ﺣﻮﻝ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺗﻬﺠﻴﺮﻫﻢ ﻗﺴﺮﻳﺎ ً ﺑﻤﻨﺎﻁﻖ ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ
ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺣﺴﺐ ﻣﺨﻄﻂ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ.
ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ )1971ﻡ(
ﺗﻐﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺘﺨﺰﻳﻦ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﻟﻤﻴﺎﻩ
ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺧﺰﺍﻥ ﺃﺳﻮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﺰﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺇﻧﻤﺎ
ﺑﺘﺨﺰﻳﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ) 5250ﻛﻢ ،(2ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻓﺮ ﺭﺻﻴﺪ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻣﻨﻪ ﺑﻨﻈﺎﻡ
ﻣﻌﻴﻦ ﻭﻓﻖ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺘﺨﺰﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﻷﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.
ﻟﻢ ﻳﺨﻞ ﺑﻨﺎء ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎ :ﻏﺮﻕ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻭﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﻭﺗﻬﺠﻴﺮ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ )1964ﻡ(،
ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺑﻨﺎء ﺧﺰﺍﻥ ﺃﺳﻮﺍﻥ ﻭﺗﻌﻠﻴﺘﻴﻪ )1933 ،1912 ،1902ﻡ( .ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺨﺰﻭﻥ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻤﻲ ﺑﺒﺤﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﺪ ﻭﺭﺍء ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺧﺼﻮﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺿﺔ
ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﻷﺳﻤﺪﺓ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻭﺃﺛﺮﻫﺎ ﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﻭﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺂﻛﻞ
ﺍﻟﺸﻮﺍﻁﺊ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻟﺘﺎ ﻟﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻓﺎء ﺑﺤﻘﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺳﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮ
ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ.
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ:
ﺇﻥ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺣﻖ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﺒﻊ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻭﺗﻘﺮﻳﺮ ﺣﻖ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﺼﺐ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺼﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ،ﻗﺎﻋﺪﺗﺎﻥ ﺭﺋﻴﺴﻴﺘﺎﻥ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﺮﺍﻋﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺗﺠﺮﻯ ﻟﻼﺗﻔﺎﻕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ
ﻓﻲ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻋﻨﺘﻴﺒﻲ ﺃﻭ ﺗﺠﻤﻴﺪ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻟﻤﺪﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺤﺪﻭﺙ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻷﻁﺮﺍﻑ .ﻣﻊ ﺍﻷﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺣﺠﻢ
ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻤﻲ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﺴﺪﻭﺩ ﺑﺎﻣﺘﺪﺍﺩ ﺣﻮﺽ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻘﻴﻴﻢ
ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻟﺒﻨﺎء ﺍﻟﺴﺪﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻭﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﺑﺪﻭﻟﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮﻳﺔ ﺑﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺮ.
ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﻗﺪ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﺑﺤﻮﺽ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ 150ﻣﻠﻴﺎﺭ ﻡ ،3ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﻌﻤﻘﺔ ﺗﻤﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﺤﺎﻭﺭ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﺒﻊ .ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻟﻤﺼﺐ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﺴﺪﻭﺩ ﺍﻹﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻌﺠﻴﻞ ﺑﺈﺣﻴﺎء
ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻗﻨﺎﺓ ﺟﻮﻧﺠﻠﻲ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻮﻓﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 5ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﻡ 3ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﺓ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻨﻘﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺟﻨﻮﺏ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﻤﺎﺋﻲ ﺑﻴﻦ ﻧﻬﺮﻱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺍﻟﻜﻮﻧﻐﻮ )1980ﻡ( ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺳﺪ ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﻮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ً
ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﻴﺎ ً ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﻣﺮﻭﺭﻩ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﻖ ﻗﻨﺎﺓ ﺑﻄﻮﻝ 600ﻛﻴﻠﻮ
ﻣﺘﺮ ﺗﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺣﻮﺽ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻋﺒﺮ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺷﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻧﺎﺻﺮ .ﺳﻴﻮﻓﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 100ﻣﻠﻴﺎﺭ ﻡ 3ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺳﻨﻮﻳﺎ ً ﻟﻤﺼﺮ ﺗﻜﻔﻰ ﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍء ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﻳﻨﺘﺞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 15ﺃﻟﻒ
ﻣﻴﺠﺎﻭﺍﺕ ﺗﻐﻄﻰ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ .ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ
ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻣﻊ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻧﺸﺮﺕ ﺑﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ )ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻟﻠﻄﺒﻊ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ( ،ﻉ ،441ﻳﻮﻟﻴﻮ ،2013ﺹ .33-32