‫الرحمة في اللغة العربية تعني‪ :‬الرقة والتعطف‪ ،‬والمرحمة مثله‪ ،‬وقد رحمه‪ :‬بالكسر رحمة ومرحمة أيضا وترحم

عليه‪ ،‬وتراحم‬
‫القوم رحم بعضهم بعضا‪.‬‬

‫ال يختلف كثيرا عن المعنى اللغوي؛ إذ يدور حول الرقة واإلحسان‪ ،‬فالرحمة رقة تقتضي اإلحسان إلى المرحوم‬

‫وقيل‪ :‬الرحمة‪ :‬رقة في النفس‪ ،‬تبعث على سوق الخير لمن تتعدى إليه‪.‬‬

‫كما أن الرحمة تأتي بمعنى العطف والمودة‪ ،‬من قوله تعالى‪{ :‬محمد رسول هللا والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم‪ ،}...‬أي‪:‬‬
‫متعاطفون متوادون بعضهم لبعض‪ ،‬كالولد مع الوالد‪.‬‬

‫وقال ابن القيم رحمه هللا‪ :‬ومما ينبغي أن يعلم‪ :‬أن الرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد‪ ،‬وإن كرهتها نفسه‪،‬‬
‫وشقت عليها‪ ،‬فهذه هي الرحمة الحقيقية‪ ،‬فأرحم الناس بك من شق عليك في إيصال مصالحك‪ ،‬ودفع المضار عنك‪.‬‬

‫ولده كان‬

‫من‬

‫فمن رحمة األب بولده‪ :‬أن يكرهه على التأدب بالعلم والعمل‪ ،‬ويشق عليه في ذلك بالضرب وغيره‪ ،‬ويمنعه أهمل‬

‫شهواته التي تعود بضررة‪ ،‬ومتی لقلة رحمته به‪ ،‬وإن ظن أنه يرحمه ويريحه‪ .‬فهذه رحمة مقرونة بجهل‪ ،‬کرحمة األم‪.‬‬