Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 8

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫فتوى الشيخ حمود بن عقالء الشعيبي في تكفير الح ّكام‬


‫واملشرعني للقوانني الوضعية‬
‫ف‪00 0 0 0‬ضيلة ش‪00 0 0 0‬يخنا ال‪00 0 0 0‬شيخ ح‪00 0 0 0‬مود ب‪00 0 0 0‬ن ع‪00 0 0 0‬بداهلل ب‪00 0 0 0‬ن ع‪00 0 0 0‬قالء ال‪00 0 0 0‬شعيبي‬
‫حفظه اهلل تعالى‬
‫أما بعد‬ ‫السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‬
‫ف‪0‬قد ك‪0‬ثر ف‪0‬ي ه‪0‬ذا ال‪0‬عصر اع‪0‬تماد ال‪0‬حكام ف‪0‬ي ال‪0‬عال‪0‬م اإلس‪0‬الم‪0‬ي وال‪0‬عرب‪0‬ي‬
‫وغ‪0‬يره‪0‬م ع‪0‬لى ت‪0‬حكيم ال‪0‬قوان‪0‬ني ال‪0‬وض‪0‬عية ب‪0‬دال م‪0‬ن ت‪0‬حكيم ش‪0‬رع اهلل ف‪0‬ما ه‪0‬و‬
‫الحكم على هؤالء الحكام ؟‬
‫ن ‪00‬رج ‪00‬وا أن ي ‪00‬كون ال ‪00‬جواب م ‪00‬دع ‪00‬ما ب ‪00‬األدل ‪00‬ة الش ‪00‬رع ‪00‬ية م ‪00‬ن ال ‪00‬كتاب وال ‪00‬سنة‬
‫وأقوال العلماء ‪.‬‬
‫الجواب ‪..‬‬
‫الح ‪00‬مد هلل رب ال ‪00‬عامل ‪00‬ني وال ‪00‬صالة والس ‪00‬الم ع ‪00‬لى أش ‪00‬رف األن ‪00‬بياء وامل ‪00‬رس ‪00‬لني‬
‫نبينا محمد على آله وصحبه أجمعني ‪ ،‬أما بعد ‪.......‬‬
‫ف‪00‬إن اهلل س‪00‬بحان‪00‬ه وت‪00‬عال‪00‬ى ع‪00‬ندم‪00‬ا ب‪00‬عث ن‪00‬بيه مح‪00‬مدا ص‪00‬لى اهلل ع‪00‬ليه وس‪00‬لم‬
‫به‪00‬ذا ال‪00‬دي‪00‬ن ال‪00‬قوي‪00‬م ال‪00‬ذي أخ‪00‬رج البش‪00‬ري‪00‬ة م‪00‬ن ال‪00‬ظلمات إل‪00‬ى ال‪00‬نور ‪ ،‬وك‪00‬ان‬
‫ال ‪00‬ناس إذ ذاك ي ‪00‬هيمون ف ‪00‬ي ظ ‪00‬لمات الجه ‪00‬ل وال ‪00‬ضالل ‪ ،‬غ ‪00‬ارق ‪00‬ني ف ‪00‬ي بح ‪00‬ر‬
‫الخ ‪00‬راف ‪00‬ات وال ‪00‬تقال ‪00‬يد ال ‪00‬بال ‪00‬ية ‪ ،‬ال ‪00‬تي ورث ‪00‬وه ‪00‬ا ع ‪00‬ن آب ‪00‬ائ ‪00‬هم وأس ‪00‬الف ‪00‬هم ف ‪00‬ي‬
‫ج‪00 0‬ميع أم‪00 0‬وره‪00 0‬م ‪ ،‬ف‪00 0‬ي امل‪00 0‬عتقدات وال‪00 0‬عبادات وال‪00 0‬تقاض‪00 0‬ي وامل‪00 0‬حاك‪00 0‬مات ‪،‬‬
‫ف‪00‬كان‪00‬ت م‪00‬عتقدات‪00‬هم وع‪00‬بادات‪00‬هم ق‪00‬ائ‪00‬مة ع‪00‬لى الش‪00‬رك ب‪00‬اهلل س‪00‬بحان‪00‬ه وت‪00‬عال‪00‬ى ‪،‬‬
‫ف‪00‬يجعلون ل‪00‬ه ش‪00‬رك‪00‬اء وأن‪00‬دادا م‪00‬ن شج‪00‬ر وحج‪00‬ر وم‪00‬الئ‪00‬كة وج‪00‬ن وبش‪00‬ر وغ‪00‬ير‬
‫ذل‪0‬ك ‪ ،‬ي‪0‬تقرب‪0‬ون إل‪0‬يهم بش‪0‬تى أن‪0‬واع ال‪0‬قرب ال‪0‬تي ال ي‪0‬جوز ص‪0‬رف‪0‬ها ل‪0‬غير اهلل‬
‫‪ ،‬كالذبح والنذر وغير ذلك ‪.‬‬
‫أم‪0‬ا ال‪0‬تقاض‪0‬ي وامل‪0‬حاك‪0‬مات ف‪0‬هي ال ت‪0‬قل ض‪0‬الال وف‪0‬سادا ع‪0‬ن ط‪0‬ري‪0‬قتهم ف‪0‬ي‬
‫ال ‪00 0‬عبادة ‪ ،‬إذ ك ‪00 0‬ان ‪00 0‬وا ي ‪00 0‬نصبون ال ‪00 0‬طواغ ‪00 0‬يت وال ‪00 0‬كهان وع ‪00 0‬راف ‪00 0‬ني ‪ ،‬ي ‪00 0‬تول ‪00 0‬ون‬
‫ال‪00‬قضاء ب‪00‬ني ال‪00‬ناس ف‪00‬ي ج‪00‬ميع م‪00‬ا ي‪00‬نشأ ب‪00‬ينهم م‪00‬ن خ‪00‬الف وخ‪00‬صوم‪00‬ة ف‪00‬ي‬
‫األم ‪00‬وال وال ‪00‬دم ‪00‬اء وال ‪00‬فروج وغ ‪00‬ير ذل ‪00‬ك ‪ ،‬ي ‪00‬قيمون ف ‪00‬ي ك ‪00‬ل ح ‪00‬ي واح ‪00‬دا م ‪00‬ن‬
‫ه ‪00 0‬ؤالء ال ‪00 0‬طواغ ‪00 0‬يت ‪ ،‬وإذا ص ‪00 0‬در ال ‪00 0‬حكم ف ‪00 0‬هو ن ‪00 0‬اف ‪00 0‬ذ ال ي ‪00 0‬قبل ال ‪00 0‬نقض وال‬
‫‪1‬‬
‫ال‪0‬تعقيب ‪ ،‬ع‪0‬لى ال‪0‬رغ‪0‬م م‪0‬ن ك‪0‬ون‪0‬ه ج‪0‬ائ‪0‬را ظ‪0‬امل‪0‬ا ‪ ،‬ف‪0‬لما ب‪0‬عث اهلل مح‪0‬مدا ص‪0‬لى‬
‫هلل ع ‪00‬ليه وس ‪00‬لم به ‪00‬ذه الش ‪00‬ري ‪00‬عة املطه ‪00‬رة أب ‪00‬طل ه ‪00‬ذه ال ‪00‬عادات ‪ ،‬وال ‪00‬تقال ‪00‬يد‬
‫وق ‪00 0‬ضى ع ‪00 0‬ليها ‪ ،‬وق ‪00 0‬صر ال ‪00 0‬عبادة ع ‪00 0‬لى اهلل س ‪00 0‬بحان ‪00 0‬ه وت ‪00 0‬عال ‪00 0‬ى ‪ ،‬وق ‪00 0‬صر‬
‫ال‪0‬تقاض‪0‬ي وال‪0‬تحاك‪0‬م ع‪0‬لى ش‪0‬رع اهلل ‪ ،‬ق‪0‬ال ت‪0‬عال‪0‬ى ) إن ال‪G‬حكم إال هلل أم‪G‬ر‬
‫أال ت‪G‬عبدوا إال إي‪G‬اه ( اآلي‪00‬ة ‪ ،‬وق‪00‬ول‪00‬ه ) إن ال‪G‬حكم إال هلل ( ق‪00‬صر ال‪00‬حكم‬
‫ع‪0‬لى ش‪0‬رع اهلل ‪ ،‬و ) أال ت‪G‬عبدوا إال إي‪G‬اه ( ‪ :‬ق‪0‬صر ال‪0‬عبادة هلل س‪0‬بحان‪0‬ه‬
‫وت‪0‬عال‪0‬ى ع‪0‬لى ع‪0‬بادت‪0‬ه س‪0‬بحان‪0‬ه وت‪0‬عال‪0‬ى ب‪0‬طري‪0‬قة ه‪0‬ي أب‪0‬لغ ط‪0‬رق ال‪0‬قصر وه‪0‬ي‬
‫النفي واالستثناء ‪.‬‬
‫ث ‪00‬م إن املس ‪00‬تقرئ ل ‪00‬كتاب اهلل يج ‪00‬د ف ‪00‬ي اآلي ‪00‬ات ال ‪00‬كثيرة ال ‪00‬تي ت ‪00‬نص ع ‪00‬لى‬
‫وج‪0‬وب ال‪0‬تحاك‪0‬م إل‪0‬ى م‪0‬ا أن‪0‬زل‪0‬ه اهلل م‪0‬ن الش‪0‬رع املطه‪0‬ر ع‪0‬لى ن‪0‬بيه ص‪0‬لى اهلل‬
‫عليه وسلم ‪:‬‬
‫‪ - 1‬ق ‪00 0‬ال ت ‪00 0‬عال ‪00 0‬ى ) وم‪GG G‬ن ل‪GG G‬م ي‪GG G‬حكم ب‪GG G‬ما أن‪GG G‬زل اهلل ف‪GG G‬أول‪GG G‬ئك ه‪GG G‬م‬
‫ال‪G‬كاف‪G‬رون ( ‪ ،‬فه‪00‬ذه اآلي‪00‬ة ال‪00‬كري‪00‬مة ن‪00‬ص ف‪00‬ي ك‪00‬فر م‪00‬ن ع‪00‬دل ع‪00‬ن ح‪00‬كم اهلل‬
‫ورسوله إلى غيره ‪.‬‬
‫وق ‪00‬د ح ‪00‬اول الجه ‪00‬لة م ‪00‬ن م ‪00‬رج ‪00‬ئة ال ‪00‬عصر أن ي ‪00‬صرف ‪00‬وا دالل ‪00‬ة ه ‪00‬ذه اآلي ‪00‬ة ع ‪00‬ن‬
‫ك ‪00‬فر ال ‪00‬حاك ‪00‬م ب ‪00‬غير م ‪00‬ا أن ‪00‬زل اهلل ف ‪00‬قال ‪00‬وا ‪ :‬اآلي ‪00‬ة ن ‪00‬زل ‪00‬ت ف ‪00‬ي ال ‪00‬يهود ‪ ،‬ف ‪00‬ال‬
‫يشملنا حكمها ‪.‬‬
‫وه ‪00‬ذا ي ‪00‬دل ع ‪00‬لى م ‪00‬دى جه ‪00‬لهم ب ‪00‬ال ‪00‬قواع ‪00‬د األص ‪00‬ول ‪00‬ية ال ‪00‬تي وض ‪00‬عها ع ‪00‬لماء‬
‫ال ‪00 0‬تفسير والح ‪00 0‬دي ‪00 0‬ث وأص ‪00 0‬ول ال ‪00 0‬فقه ‪ ،‬وه ‪00 0‬ي أن ال ‪00 0‬عبرة ب ‪00 0‬عموم ال ‪00 0‬لفظ ال‬
‫ب‪0‬خصوص الس‪0‬بب ‪ ،‬ف‪0‬إذا ن‪0‬زل ح‪0‬كم ع‪0‬لى س‪0‬بب م‪0‬عني ف‪0‬إن‪0‬ه ال ي‪0‬قتصر ع‪0‬لى‬
‫م‪ْ G‬ن ( ف‪00‬ي‬ ‫س‪00‬ببه ‪ ،‬ب‪00‬ل ي‪00‬تعداه ‪ ،‬ف‪00‬يشمل ك‪00‬ل م‪00‬ن ي‪00‬دخ‪00‬ل ت‪00‬حت ال‪00‬لفظ ‪ ،‬و ) َ‬
‫اآلي‪00‬ة ص‪00‬يغة ع‪00‬موم ‪ ،‬ف‪00‬ال ي‪00‬كون ال‪00‬حكم م‪00‬قصورا ع‪00‬لى س‪00‬ببه إال إذا اق‪00‬ترن‬
‫ب ‪00‬ه ن ‪00‬ص م ‪00‬ن الش ‪00‬رع ي ‪00‬قصر ال ‪00‬حكم ع ‪00‬لى س ‪00‬ببه ‪ ،‬ك ‪00‬قول ‪00‬ه ص ‪00‬لى اهلل ع ‪00‬ليه‬
‫وس‪00‬لم مل‪00‬ا س‪00‬أل‪00‬ه أح‪00‬د ال‪00‬صحاب‪00‬ة رض‪00‬ي اهلل ع‪00‬نه ‪ :‬ي‪00‬ا رس‪00‬ول اهلل إن‪00‬ه ك‪00‬ان‪00‬ت‬
‫ل ‪00‬ي ع ‪00‬ناق أح ‪00‬ب إل ‪0‬ىّ م ‪00‬ن ش ‪00‬اة ف ‪00‬ضحيت ب ‪00‬ها فه ‪00‬ل تج ‪00‬زئ ‪00‬ني ؟ ف ‪00‬قال ع ‪00‬ليه‬
‫الصالة والسالم ‪ :‬تجزئك وال تجزئ أحدا بعدك ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وق‪0‬ال‪0‬وا أي‪0‬ضا )أي امل‪0‬رج‪0‬ئة ( ق‪0‬د روي ع‪0‬ن اب‪0‬ن ع‪0‬باس رض‪0‬ي اهلل ع‪0‬نهما أن‪0‬ه‬
‫س‪0‬ئل ع‪0‬ن ت‪0‬فسير ه‪0‬ذه اآلي‪0‬ة ) وم‪G‬ن ل‪G‬م ي‪G‬حكم ب‪G‬ما أن‪G‬زل اهلل ف‪G‬أول‪G‬ئك ه‪G‬م‬
‫ال‪G‬كاف‪G‬رون ( ف‪0‬قال اب‪0‬ن ع‪0‬باس ‪ :‬ك‪0‬فر دون ك‪0‬فر ‪ ،‬وف‪0‬ي رواي‪0‬ة ‪ :‬ل‪0‬يس ال‪0‬كفر‬
‫الذي يذهبون إليه ‪.‬‬
‫وال‪GG‬جواب ع ‪00‬ن ه ‪00‬ذا أن ن ‪00‬قول ‪ :‬ه ‪00‬شام ب ‪00‬ن ح ‪00‬جير راوي ه ‪00‬ذا األث ‪00‬ر ع ‪00‬ن‬
‫ط‪0‬اووس ع‪0‬ن اب‪0‬ن ع‪0‬باس م‪0‬تكلم ف‪0‬يه م‪0‬ن ق‪0‬بل أئ‪0‬مة الح‪0‬دي‪0‬ث ك‪0‬اإلم‪0‬ام أح‪0‬مد و‬
‫ي‪00‬حي ب‪00‬ن م‪00‬عني وغ‪00‬يره‪00‬ما ‪ ،‬وق‪00‬د خ‪00‬ال‪00‬فه ف‪00‬ي ه‪00‬ذه ال‪00‬رواي‪00‬ة ع‪00‬ن ط‪00‬اووس م‪00‬ن‬
‫ه‪0‬و أوث‪0‬ق م‪0‬نه وه‪0‬و ع‪0‬بداهلل ب‪0‬ن ط‪0‬اووس ‪ ،‬وق‪0‬د روى ع‪0‬ن أب‪0‬يه أن اب‪0‬ن ع‪0‬باس‬
‫ملا سئل عن تفسير هذه اآلية قال ‪ :‬هي به كفر ‪.‬‬
‫‪ – 2‬ق ‪00 0‬ال ت ‪00 0‬عال ‪00 0‬ى ) ف ‪GG‬ال ورب ‪GG‬ك ال يؤم ‪GG‬نون ح ‪GG‬تى ي ‪GG‬حكموك ف ‪GG‬يما‬
‫شج‪GG G‬ر ب‪GG G‬ينهم ث‪GG G‬م ال يج‪GG G‬دوا ف‪GG G‬ي أن‪GG G‬فسهم ح‪GG G‬رج‪GG G‬ا م‪GG G‬ما ق‪GG G‬ضيت‬
‫ويسلموا تسليما ( ‪.‬‬
‫ه ‪00‬ذه اآلي ‪00‬ة ن ‪00‬ص ف ‪00‬ي ان ‪00‬تفاء اإلي ‪00‬مان ع ‪00‬من ل ‪00‬م ي ‪00‬ح ّكم ش ‪00‬رع اهلل ‪ ،‬ألن اهلل‬
‫أقسم فيها على انتفاء اإليمان عن املرء حتى توجد منه غايات ثالث ‪:‬‬
‫أ – التحاكم إلى شرع اهلل ‪.‬‬
‫ب – إال يجد في نفسه حرجا في ذلك ‪ ،‬بل يرضى به ‪.‬‬
‫ج _ أن يسلم لحكم اهلل ويرض به ‪.‬‬
‫وك‪00‬ما ح‪00‬اول امل‪00‬رج‪00‬ئة ص‪00‬رف دالل‪00‬ة اآلي‪00‬ة ال‪00‬ساب‪00‬قة ع‪00‬ن ك‪00‬فر ال‪00‬حاك‪00‬م ب‪00‬غير م‪00‬ا‬
‫أن ‪00‬زل اهلل ‪ ،‬ف ‪00‬قد ح ‪00‬اول ‪00‬وا أي ‪00‬ضا ص ‪00‬رف دالل ‪00‬ة اآلي ‪00‬ة ع ‪00‬ن ان ‪00‬تفاء اإلي ‪00‬مان ‪،‬‬
‫ف ‪00‬قال ‪00‬وا ‪ :‬إن ال ‪00‬نفي ل ‪00‬كمال اإلي ‪00‬مان ‪ ،‬ال ل ‪00‬نفي ح ‪00‬قيقته ‪ ،‬وم ‪00‬ا ع ‪00‬لم ه ‪00‬ؤالء‬
‫الجه ‪00‬لة أن األص ‪00‬ل ف ‪00‬ي ال ‪00‬كالم ال ‪00‬عرب ‪00‬ي ال ‪00‬حقيقة ‪ ،‬وال ي ‪00‬صار إل ‪00‬ى امل ‪00‬جاز‬
‫إال إذا اق ‪00‬ترن ب ‪00‬ه ق ‪00‬ري ‪00‬نة ت ‪00‬وج ‪00‬ب ص ‪00‬رف ال ‪00‬لفظ ع ‪00‬ن االح ‪00‬تمال ال ‪00‬راج ‪00‬ح إل ‪00‬ى‬
‫االح ‪00‬تمال امل ‪00‬رج ‪00‬وح ‪ ،‬ف ‪00‬أي دل ‪00‬يل وأي ق ‪00‬ري ‪00‬نة ت ‪00‬وج ‪00‬ب ص ‪00‬رف ه ‪00‬ذه اآلي ‪00‬ة ع ‪00‬ن‬
‫نفي حقيقة اإليمان إلى نفي كماله ‪.‬‬
‫‪ – 3‬ق‪0‬ال ت‪0‬عال‪0‬ى ) أل‪G‬م ت‪G‬ر إل‪G‬ى ال‪G‬ذي‪G‬ن ي‪G‬زع‪G‬مون أن‪G‬هم آم‪G‬نوا ب‪G‬ما أن‪G‬زل‬
‫إل‪GG‬يك وم‪GG‬ا أن‪GG‬زل م‪GG‬ن ق‪GG‬بلك ي‪GG‬ري‪GG‬دون أن ي‪GG‬تحاك‪GG‬موا إل‪GG‬ى ال‪GG‬طاغ‪GG‬وت‬
‫وق ‪GG‬د أم ‪GG‬روا أن ي ‪GG‬كفروا ب ‪GG‬ه وي ‪GG‬ري ‪GG‬د ال ‪GG‬شيطان أن ي ‪GG‬ضلهم ض ‪GG‬الال‬

‫‪3‬‬
‫ب‪GG‬عيدا * وإذا ق‪GG‬يل ل‪GG‬هم ت‪GG‬عال‪GG‬وا إل‪GG‬ى م‪GG‬ا أن‪GG‬زل اهلل وإل‪GG‬ى ال‪GG‬رس‪GG‬ول‬
‫رأي‪GG‬ت امل‪GG‬ناف‪GG‬قني ي‪GG‬صدون ع‪GG‬نك ص‪GG‬دودا ( ‪ ،‬ه ‪00‬ذه اآلي ‪00‬ة ال ‪00‬كري ‪00‬مة ن ‪00‬ص‬
‫ف ‪00‬ي أن م ‪00‬ن ي ‪00‬تحاك ‪00‬م إل ‪00‬ى ال ‪00‬طاغ ‪00‬وت أو ي ‪00‬حكمه ف ‪00‬قد ان ‪00‬تفى ع ‪00‬نه اإلي ‪00‬مان‬
‫ب‪00‬دل‪00‬يل ق‪00‬ول‪00‬ه ت‪00‬عال‪00‬ى )ي‪G‬زع‪G‬مون أن‪G‬هم آم‪G‬نوا ( ‪ ،‬إذ ل‪00‬و ك‪00‬ان‪00‬وا م‪00‬ؤم‪00‬نني ح‪00‬قا‬
‫مل‪00‬ا ع‪00‬بر ع‪00‬ن ادع‪00‬ائ‪00‬هم اإلي‪00‬مان ب‪00‬ال‪00‬زع‪00‬م ‪ ،‬ف‪00‬لما ع‪00‬بر ب‪00‬ال‪00‬زع‪00‬م دل ع‪00‬لى ان‪00‬تفاء‬
‫ح‪00‬قيقة اإلي‪00‬مان ب‪00‬اهلل ‪ ،‬ك‪00‬ما أن ف‪00‬ي ق‪00‬ول‪00‬ه ت‪00‬عال‪00‬ى ) وق‪G‬د أم‪G‬روا أن ي‪G‬كفروا‬
‫ب‪GG‬ه وي‪GG‬ري‪GG‬د ال‪GG‬شيطان أن ي‪GG‬ضلهم ض‪GG‬الال ب‪GG‬عيدا ( دل ‪00‬يل أي ‪00‬ضا ع ‪00‬لى‬
‫ان‪00‬تفاء ح‪00‬قيقة اإلي‪00‬مان ع‪00‬نهم ‪ ،‬وي‪00‬تضح ك‪00‬فر م‪00‬ن ت‪00‬حاك‪00‬م إل‪00‬ى ال‪00‬طاغ‪00‬وت أو‬
‫ح‪ّ 0‬كمه ب‪0‬معرف‪0‬ة س‪0‬بب ن‪0‬زول ه‪0‬ذه اآلي‪0‬ة ‪ ،‬وق‪0‬د ذك‪0‬ر املفس‪0‬رون أن س‪0‬بب ن‪0‬زول‬
‫اآلي ‪00‬ة أن ‪00‬ها ك ‪00‬ان ‪00‬ت ب ‪00‬ني رج ‪00‬ل م ‪00‬ن ال ‪00‬يهود وآخ ‪00‬ر م ‪00‬ن غ ‪00‬ير ال ‪00‬يهود خ ‪00‬صوم ‪00‬ة ‪،‬‬
‫ف ‪00‬قال ال ‪00‬يهودي ‪ :‬ن ‪00‬تراف ‪00‬ع إل ‪00‬ى رس ‪00‬ول اهلل ‪ ،‬وق ‪00‬ال اآلخ ‪00‬ر ‪ :‬ب ‪00‬ل ن ‪00‬تراف ‪00‬ع إل ‪00‬ى‬
‫ك‪0‬عب ب‪0‬ن األش‪0‬رف ال‪0‬يهودي ‪ ،‬ف‪0‬نزل‪0‬ت ه‪0‬ذه اآلي‪0‬ة ‪ ،‬وق‪0‬ال ال‪0‬شعبي ‪ :‬ك‪0‬ان ب‪0‬ني‬
‫رج‪00‬ل م‪00‬ن امل‪00‬ناف‪00‬قني ورج‪00‬ل م‪00‬ن ال‪00‬يهود خ‪00‬صوم‪00‬ة ‪ ،‬ف‪00‬قال ال‪00‬يهودي ‪ :‬ن‪00‬تراف‪00‬ع‬
‫إل ‪00‬ى مح ‪00‬مد ‪ ،‬ع ‪00‬رف أن ‪00‬ه ال ي ‪00‬أخ ‪00‬ذ ال ‪00‬رش ‪00‬وة ‪ ،‬وق ‪00‬ال امل ‪00‬ناف ‪00‬ق ‪ :‬ن ‪00‬تحاك ‪00‬م إل ‪00‬ى‬
‫ال‪00 0‬يهود ‪ ،‬ل‪00 0‬علمه أن‪00 0‬هم ي‪00 0‬أخ‪00 0‬ذون ال‪00 0‬رش‪00 0‬وة ‪ ،‬ف‪00 0‬ات‪00 0‬فقا أن ي‪00 0‬أت‪00 0‬يا ك‪00 0‬اه‪00 0‬نا ف‪00 0‬ي‬
‫ج ‪00‬هينة ‪ ،‬وي ‪00‬تحاك ‪00‬ما إل ‪00‬يه ‪ ،‬ف ‪00‬نزل ‪00‬ت ) أل‪GG‬م ت‪GG‬ر إل‪GG‬ى ال‪GG‬ذي‪GG‬ن ي‪GG‬زع‪GG‬مون ‪( ..‬‬
‫اآلي ‪00‬ة ‪ ،‬وه ‪00‬ذا األث ‪00‬ر امل ‪00‬روي ع ‪00‬ن ال ‪00‬شعبي وإن ك ‪00‬ان ف ‪00‬يه ض ‪00‬عف إال أن ل ‪00‬ه‬
‫ش ‪00‬واه ‪00‬د م ‪00‬تعددة ت ‪00‬عضده وت ‪00‬قوي ‪00‬ة ‪ ،‬ووج ‪00‬ه االس ‪00‬تشهاد بس ‪00‬بب ن ‪00‬زول ه ‪00‬ذه‬
‫اآلي ‪00‬ة ع ‪00‬لى ك ‪00‬فر وردة م ‪00‬ن ذك ‪00‬روا ف ‪00‬يها ‪ :‬أن ع ‪00‬مر ب ‪00‬ن الخ ‪00‬طاب رض ‪00‬ي اهلل‬
‫ع‪00‬نه ق‪00‬تل ال‪00‬رج‪00‬ل ال‪00‬ذي ل‪00‬م ي‪00‬رض ب‪00‬حكم ال‪00‬نبي ص‪00‬لى اهلل ع‪00‬ليه وس‪00‬لم ‪ ،‬ف‪00‬لو‬
‫لم يكن مرتدا ملا قتله ‪.‬‬
‫ك‪00‬ما روي ع‪00‬ن ع‪00‬روة ب‪00‬ن ال‪00‬زب‪00‬ير أن‪00‬ه ق‪00‬ال ‪ :‬اخ‪00‬تصم إل‪00‬ى رس‪00‬ول اهلل ص‪00‬لى‬
‫اهلل ع‪0‬ليه وس‪0‬لم رج‪0‬الن ف‪0‬قضى ألح‪0‬ده‪0‬ما ‪ ،‬ف‪0‬قال ال‪0‬ذي ق‪0‬ضى ع‪0‬ليه ‪ :‬ردن‪0‬ا‬
‫إل ‪00‬ى ع ‪00‬مر رض ‪00‬ي اهلل ع ‪00‬نه ‪ ،‬ف ‪00‬قال ال ‪00‬رس ‪00‬ول ص ‪00‬لى اهلل ع ‪00‬ليه وس ‪00‬لم ‪ :‬ن ‪00‬عم‬
‫ان‪00‬طلقوا إل‪00‬ى ع‪00‬مر ‪ ،‬ف‪00‬ان‪00‬طلقا ‪ ،‬ف‪00‬لما آت‪00‬يا ع‪00‬مر ‪ ،‬ق‪00‬ال ال‪00‬ذي ق‪00‬ضى ل‪00‬ه ‪ :‬ي‪00‬ا‬
‫اب‪00 0‬ن الخ‪00 0‬طاب ‪ :‬إن رس‪00 0‬ول اهلل ص‪00 0‬لى اهلل ع‪00 0‬ليه وس‪00 0‬لم ق‪00 0‬ضى ل‪00 0‬ي ‪ ،‬وإن‬
‫ه‪00‬ذا ق‪00‬ال ‪ :‬ردن‪00‬ا إل‪00‬ى ع‪00‬مر ف‪00‬ردن‪00‬ا إل‪00‬يك رس‪00‬ول اهلل ص‪00‬لى اهلل ع‪00‬ليه وس‪00‬لم ‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫ف‪0‬قال ع‪0‬مر ‪ :‬أك‪0‬ذل‪0‬ك ؟ ل‪0‬لذي ق‪0‬ضى ع‪0‬ليه ‪ ،‬ف‪0‬قال ن‪0‬عم ‪ ،‬ف‪0‬قال ع‪0‬مر ‪ :‬م‪0‬كان‪0‬ك‬
‫ح‪00‬تى أخ‪00‬رج ف‪00‬أق‪00‬ضي ب‪00‬ينكما ‪ ،‬فخ‪00‬رج مش‪00‬تمال ع‪00‬لى س‪00‬يفه ف‪00‬ضرب ال‪00‬ذي‬
‫قال ردنا إلى عمر فقتله ‪.‬‬
‫وه‪0‬ذا االخ‪0‬تالف ال‪0‬حاص‪0‬ل ف‪0‬ي س‪0‬ياق ال‪0‬قصة ال ي‪0‬قدح ف‪0‬ي ث‪0‬بوت‪0‬ها الح‪0‬تمال‬
‫ال‪00‬تعدد ‪ ،‬ك‪00‬ما أن ف‪00‬ي ق‪00‬ول‪00‬ه ت‪00‬عال‪00‬ى ‪ ) :‬وإذا ق‪GG‬يل ل‪GG‬هم ت‪GG‬عال‪GG‬وا إل‪GG‬ى م‪GG‬ا‬
‫أن‪G‬زل اهلل وإل‪G‬ى ال‪G‬رس‪G‬ول رأي‪G‬ت امل‪G‬ناف‪G‬قني ي‪G‬صدون ع‪G‬نك ص‪G‬دودا (‬
‫دالل‪0‬ة ع‪0‬لى أن م‪0‬ن ص‪0‬د ع‪0‬ن ح‪0‬كم اهلل ورس‪0‬ول‪0‬ه وأع‪0‬رض ع‪0‬نه ف‪0‬ح ّكم غ‪0‬يره أن‪0‬ه‬
‫منافق ‪ ،‬واملنافق كافر ‪.‬‬
‫وك‪00 0‬ما أن امل‪00 0‬حكم ل‪00 0‬لقوان‪00 0‬ني ال‪00 0‬وض‪00 0‬عية ك‪00 0‬اف‪00 0‬ر ك‪00 0‬ما ت‪00 0‬قدم ‪ ،‬ف‪00 0‬إن املش‪00 0‬رع‬
‫ل‪00‬لقوان‪00‬ني وال‪00‬واض‪00‬ع ل‪00‬ها ك‪00‬اف‪00‬ر أي‪00‬ضا ‪ ،‬ألن‪00‬ه بتش‪00‬ري‪00‬عه ل‪00‬لناس ه‪00‬ذه ال‪00‬قوان‪00‬ني‬
‫ص ‪00‬ار ش ‪00‬ري ‪00‬كا هلل س ‪00‬بحان ‪00‬ه وت ‪00‬عال ‪00‬ى ف ‪00‬ي التش ‪00‬ري ‪00‬ع ق ‪00‬ال ت ‪00‬عال ‪00‬ى ) أم ل‪GG‬هم‬
‫ش‪GG‬رك‪GG‬اء ش‪GG‬رع‪GG‬وا ل‪GG‬هم م‪GG‬ن ال‪GG‬دي‪GG‬ن م‪GG‬ا ل‪GG‬م ي‪GG‬أذن ب‪GG‬ه اهلل ( وق ‪00‬ال ت ‪00‬عال ‪00‬ى‬
‫) وال يش‪GG‬رك ف‪GG‬ي ح‪GG‬كمه أح‪GG‬دا ( وق ‪00‬ال ع ‪00‬ز وج ‪00‬ل ) اتخ‪GG‬ذوا أح‪GG‬باره‪GG‬م‬
‫وره‪G‬بان‪G‬هم أرب‪G‬اب‪G‬ا م‪G‬ن دون اهلل ( ‪ ،‬وله‪0‬ذا مل‪0‬ا س‪0‬مع ع‪0‬دي ب‪0‬ن ح‪0‬ات‪0‬م ه‪0‬ذه‬
‫اآلي‪0‬ة ق‪0‬ال ي‪0‬ا رس‪0‬ول اهلل ‪ :‬إن‪0‬ا ل‪0‬سنا ن‪0‬عبده‪0‬م ‪ ،‬ف‪0‬قال ص‪0‬لى اهلل ع‪0‬ليه وس‪0‬لم ‪:‬‬
‫أل‪0‬يس يح‪0‬رم‪0‬ون م‪0‬ا أح‪0‬ل اهلل فتح‪0‬رم‪0‬ون‪0‬ه ويح‪0‬لون م‪0‬ا ح‪0‬رم اهلل فتح‪0‬لون‪0‬ه ‪ ،‬ق‪0‬ال‬
‫‪ :‬بلى ‪ ،‬قال ‪ :‬فتلك عبادتهم ‪.‬‬
‫ف‪00‬تبني م‪00‬ن اآلي‪00‬ة ال‪00‬كري‪00‬مة م‪00‬ن ح‪00‬دي‪00‬ث ع‪00‬دي ب‪00‬ن ح‪00‬ات‪00‬م أن التح‪00‬ليل والتح‪00‬ري‪00‬م‬
‫والتش‪0‬ري‪0‬ع م‪0‬ن خ‪0‬صائ‪0‬صه س‪0‬بحان‪0‬ه وت‪0‬عال‪0‬ى ‪ ،‬ف‪0‬من ح‪0‬لل أو ح‪0‬رم أو ش‪0‬رع‬
‫ما يخالف شرع اهلل فهو شريك هلل في خصائصه ‪.‬‬
‫وم‪0‬ما ت‪0‬قدم م‪0‬ن اآلي‪0‬ات ال‪0‬كري‪0‬مة وت‪0‬عليقنا ع‪0‬ليها ي‪0‬تبني أن م‪0‬ن ح‪0‬كم ب‪0‬غير م‪0‬ا‬
‫أن‪0‬زل اهلل وأع‪0‬رض ع‪0‬ن ش‪0‬رع اهلل وح‪0‬كمه أن‪0‬ه ك‪0‬اف‪0‬ر ب‪0‬اهلل ال‪0‬عظيم خ‪0‬ارج م‪0‬ن‬
‫اإلس ‪00‬الم ‪ ،‬وك ‪00‬ذل ‪00‬ك م ‪00‬ثله م ‪00‬ن وض ‪00‬ع ل ‪00‬لناس تش ‪00‬ري ‪00‬عات وض ‪00‬عية ‪ ،‬ألن ‪00‬ه ل ‪00‬و ل ‪00‬م‬
‫ي‪0‬رض ب‪0‬ها مل‪0‬ا ح‪0‬كم ب‪0‬ها ‪ ،‬ف‪0‬إن ال‪0‬واق‪0‬ع ي‪0‬كذب‪0‬ه ‪ ،‬ف‪0‬ال‪0‬كثير م‪0‬ن ال‪0‬حكام ل‪0‬دي‪0‬ه م‪0‬ن‬
‫الصالحيات في تأجيل الحكم ‪ ،‬وتغيير الدستور والحذف وغيرها ‪.‬‬
‫وإن ت‪0‬نـّزل‪0‬نا وق‪0‬لنا إن‪0‬هم ل‪0‬م ي‪0‬ضعوه‪0‬ا ويش‪0‬رع‪0‬وه‪0‬ا ل‪0‬شعوب‪0‬هم ف‪0‬من ال‪0‬ذي أل‪0‬زم‬
‫الرعية بالعمل بها ومعاقبة من خالفها ؟‬

‫‪5‬‬
‫وم ‪00‬ا ح ‪00‬ال ‪00‬هم وح ‪00‬ال ال ‪00‬تتار ال ‪00‬ذي ن ‪00‬قل اب ‪00‬ن ت ‪00‬يمية واب ‪00‬ن ك ‪00‬ثير رح ‪00‬مهما اهلل‬
‫اإلج ‪00 0‬ماع ع ‪00 0‬لى ك ‪00 0‬فره ‪00 0‬م ب ‪00 0‬بعيد ‪ ،‬ف ‪00 0‬إن ال ‪00 0‬تتار ل ‪00 0‬م ي ‪00 0‬ضعوا ول ‪00 0‬م يش ‪00 0‬رع ‪00 0‬وا‬
‫) ال ‪00‬ياس ‪00‬ق ( ‪ ،‬ب ‪00‬ل ال ‪00‬ذي وض ‪00‬عه أح ‪00‬د ح ‪00‬كام ‪00‬هم األوائ ‪00‬ل وي ‪00‬سمى ) ج ‪00‬نكز‬
‫خان ( ‪ ،‬فصورة هؤالء كحال أولئك ‪.‬‬
‫وب‪0‬ذل‪0‬ك ي‪0‬تبني أن ال‪0‬حاك‪0‬م ب‪0‬غير م‪0‬ا أن‪0‬زل اهلل ت‪0‬عال‪0‬ى ي‪0‬قع ف‪0‬ي ال‪0‬كفر م‪0‬ن ج‪0‬هة‬
‫أو جهتني ‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬من جهة التشريع إن شرع ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬من جهة الحكم إن حكم ‪.‬‬
‫وح‪00‬يث ق‪00‬د ف‪00‬رغ‪00‬ت م‪00‬ن ذك‪00‬ر ال‪00‬نصوص ال‪00‬دال‪00‬ة ع‪00‬لى ك‪00‬فر م‪00‬ن ي‪00‬ح ّكم ال‪00‬قوان‪00‬ني‬
‫ال‪0‬وض‪0‬عية ف‪0‬سأذك‪0‬ر اآلن أق‪0‬وال ال‪0‬علماء واألئ‪0‬مة ع‪0‬لى ك‪0‬فر م‪0‬ح ّكمي ال‪0‬قوان‪0‬ني‬
‫‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬ق‪00‬ال ش‪00‬يخ اإلس‪00‬الم ت‪00‬قي ال‪00‬دي‪00‬ن ب‪00‬ن ت‪00‬يمية ك‪00‬ما ف‪00‬ي ال‪00‬فتاوى ) ‪/ 3‬‬
‫‪: ( 267‬‬
‫واإلن‪00‬سان م‪00‬تى ح‪00‬لل الح‪00‬رام املج‪00‬مع ع‪00‬ليه أو ح‪00‬رم ال‪00‬حالل املج‪00‬مع ع‪00‬ليه أو‬
‫بدل الشرع املجمع عليه كان كافرا باتفاق الفقهاء ‪.‬‬
‫وقال في الفتاوى ) ‪: ( 372 / 35‬‬
‫وم‪0‬تى ت‪0‬رك ال‪0‬عال‪0‬م م‪0‬ا ع‪0‬لمه م‪0‬ن ك‪0‬تاب اهلل وس‪0‬نة رس‪0‬ول‪0‬ه وات‪0‬بع ح‪0‬كم ال‪0‬حاك‪0‬م‬
‫امل ‪00‬خال ‪00‬ف ل ‪00‬حكم اهلل ورس ‪00‬ول ‪00‬ه ك ‪00‬ان م ‪00‬رت ‪00‬دا ك ‪00‬اف ‪00‬را ‪ ،‬يس ‪00‬تحق ال ‪00‬عقوب ‪00‬ة ف ‪00‬ي‬
‫الدنيا واآلخرة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬قال ابن كثير في البداية والنهاية ) ‪: ( 119 / 13‬‬
‫م ‪00‬ن ت ‪00‬رك الش ‪00‬رع امل ‪00‬ح ّكم امل ‪00‬نـّزل ع ‪00‬لى مح ‪00‬مد خ ‪00‬ات ‪00‬م األن ‪00‬بياء ع ‪00‬ليه ال ‪00‬صالة‬
‫والس ‪00‬الم وت ‪00‬حاك ‪00‬م إل ‪00‬ى غ ‪00‬يره م ‪00‬ن الش ‪00‬رائ ‪00‬ع امل ‪00‬نسوخ ‪00‬ة ك ‪00‬فر ‪ ،‬ف ‪00‬كيف ب ‪00‬من‬
‫ت ‪00 0‬حاك ‪00 0‬م إل ‪00 0‬ى ال ‪00 0‬ياس ‪00 0‬ق وق ‪00 0‬دم ‪00 0‬ها ع ‪00 0‬ليه ‪ ،‬وم ‪00 0‬ن ف ‪00 0‬عل ذل ‪00 0‬ك ك ‪00 0‬فر ب ‪00 0‬إج ‪00 0‬ماع‬
‫املسلمني ‪.‬‬
‫ث‪G‬ال‪G‬ثا ‪ :‬ق‪00‬ال ش‪00‬يخنا ال‪00‬شيخ مح‪00‬مد األم‪00‬ني ال‪00‬شنقيطي رح‪00‬مه اهلل ب‪00‬عد أن‬
‫ذكر النصوص الدالة على كفر مح ّكمي القوانني ‪:‬‬
‫وبه ‪00‬ذه ال ‪00‬نصوص ال ‪00‬سماوي ‪00‬ة ال ‪00‬تي ذك ‪00‬رن ‪00‬ا يظه ‪00‬ر غ ‪00‬اي ‪00‬ة ال ‪00‬ظهور أن ال ‪00‬ذي ‪00‬ن‬
‫ي ‪00‬تبعون ال ‪00‬قوان ‪00‬ني ال ‪00‬وض ‪00‬عية ال ‪00‬تي ش ‪00‬رع ‪00‬ها ال ‪00‬شيطان ع ‪00‬لى أل ‪00‬سنة أول ‪00‬يائ ‪00‬ه‬
‫‪6‬‬
‫م‪00 0‬خال‪00 0‬فة مل‪00 0‬ا ش‪00 0‬رع‪00 0‬ه اهلل ج‪00 0‬ل وع‪00 0‬ال ع‪00 0‬لى أل‪00 0‬سنة رس‪00 0‬له ص‪00 0‬لى اهلل ع‪00 0‬ليهم‬
‫وس ‪00‬لم ‪ ،‬أن ‪00‬ه ال ي ‪00‬شك ف ‪00‬ي ك ‪00‬فره ‪00‬م وش ‪00‬رك ‪00‬هم إال م ‪00‬ن ط ‪00‬مس اهلل ب ‪00‬صيرت ‪00‬ه‬
‫وأعماه عن نور الوحي مثلهم ‪.‬‬
‫راب‪GG‬عا ‪ :‬ش ‪00‬يخنا ال ‪00‬شيخ مح ‪00‬مد ب ‪00‬ن إب ‪00‬راه ‪00‬يم آل ال ‪00‬شيخ ف ‪00‬ي ت ‪00‬عليقه ع ‪00‬لى‬
‫ق ‪00‬ول ‪00‬ه ت ‪00‬عال ‪00‬ى ) ف‪GG‬ال ورب‪GG‬ك ال يؤم‪GG‬نون ‪ ( ..‬اآلي ‪00‬ة ‪ ،‬ق ‪00‬ال ‪ :‬وق ‪00‬د ن ‪00‬فى اهلل‬
‫س‪0‬بحان‪0‬ه وت‪0‬عال‪0‬ى اإلي‪0‬مان ع‪0‬ن م‪0‬ن ل‪0‬م ي‪0‬حكموا ال‪0‬نبي ص‪0‬لى اهلل ع‪0‬ليه وس‪0‬لم‬
‫ف‪0‬يما شج‪0‬ر ب‪0‬ينهم ‪ ،‬ن‪0‬فيا م‪0‬ؤك‪0‬دا ب‪0‬تكرار أداة ال‪0‬نفي ب‪0‬ال‪0‬قسم ‪ .‬ه‪0‬ذا م‪0‬ا ق‪0‬ال‪0‬ه‬
‫رحمه اهلل في تعليقه على هذه اآلية ‪.‬‬
‫وح ‪00‬يث إن ‪00‬ني الزم ‪00‬ت ح ‪00‬لقته رح ‪00‬مه اهلل س ‪00‬نوات ع ‪00‬دة ف ‪00‬قد س ‪00‬معته أك ‪00‬ثر م ‪00‬ن‬
‫م‪0‬رة يش‪0‬دد ف‪0‬ي ه‪0‬ذه امل‪0‬سأل‪0‬ة وي‪0‬صرح ب‪0‬كفر م‪0‬ن ح‪0‬كم غ‪0‬ير ش‪0‬رع اهلل ‪ ،‬ك‪0‬ما‬
‫أوضح ذلك في رسالة تحكيم القوانني ‪.‬‬
‫خ‪G‬ام‪G‬سا ‪ :‬ش‪0‬يخنا ال‪0‬شيخ ع‪0‬بدال‪0‬عزي‪0‬ز ب‪0‬ن ب‪0‬از رح‪0‬مه اهلل ف‪0‬ي رس‪0‬ال‪0‬ته ) ن‪0‬قد‬
‫ال‪00 0‬قوم‪00 0‬ية ال‪00 0‬عرب‪00 0‬ية ص ‪ ( 39‬ق‪00 0‬ال ع‪00 0‬من اتخ‪00 0‬ذ أح‪00 0‬كام‪00 0‬ا وض‪00 0‬عية ت‪00 0‬خال‪00 0‬ف‬
‫ال‪00‬قرآن ‪ :‬وه‪00‬ذا ه‪00‬و ال‪00‬فساد ال‪00‬عظيم وال‪00‬كفر املس‪00‬تبني وال‪00‬ردة ال‪00‬ساف‪00‬رة ك‪00‬ما‬
‫ق ‪00‬ال ت ‪00‬عال ‪00‬ى ) ف‪GG‬ال ورب‪GG‬ك ال يؤم‪GG‬نون ح‪GG‬تى ي‪GG‬حكموك ف‪GG‬يما شج‪GG‬ر‬
‫ب‪GG‬ينهم ث‪GG‬م ال يج‪GG‬دوا ف‪GG‬ي أن‪GG‬فسهم ح‪GG‬رج‪GG‬ا م‪GG‬ما ق‪GG‬ضيت ويس‪GG‬لموا‬
‫تس‪G‬ليما ( وق‪0‬ال ت‪0‬عال‪0‬ى ) أف‪G‬حكم ال‪G‬جاه‪G‬لية ي‪G‬بغون وم‪G‬ن أح‪G‬سن م‪G‬ن‬
‫اهلل ح ‪GG‬كما ل ‪GG‬قوم ي ‪GG‬وق ‪GG‬نون ( ‪ ..‬إل ‪00‬ى أن ق ‪00‬ال ال ‪00‬شيخ رح ‪00‬مه اهلل ‪ :‬وك ‪00‬ل‬
‫دول‪00‬ة ال ت‪00‬حكم بش‪00‬رع اهلل وال ت‪00‬نصاع ل‪00‬حكم اهلل ف‪00‬هي دول‪00‬ة ج‪00‬اه‪00‬لية ك‪00‬اف‪00‬رة‬
‫ظ ‪00‬امل ‪00‬ة ف ‪00‬اس ‪00‬قة ب ‪00‬نص ه ‪00‬ذه اآلي ‪00‬ات امل ‪00‬حكمات ‪ ،‬ي ‪00‬جب ع ‪00‬لى أه ‪00‬ل اإلس ‪00‬الم‬
‫ب‪00‬غضها وم‪00‬عادات‪00‬ها ف‪00‬ي اهلل ‪ ،‬وتح‪00‬رم ع‪00‬ليهم م‪00‬ودت‪00‬ها وم‪00‬واالت‪00‬ها ح‪00‬تى ت‪00‬ؤم‪00‬ن‬
‫باهلل وحده وتحكم شريعته ‪ .‬اهـ‬
‫وم‪0‬ا ذك‪0‬رت‪0‬ه م‪0‬ن ن‪0‬صوص وأق‪0‬وال ل‪0‬لعلماء ك‪0‬اف ف‪0‬ي ب‪0‬يان أن ت‪0‬حكيم ال‪0‬قوان‪0‬ني‬
‫ال ‪00‬وض ‪00‬عية ك ‪00‬فر ‪ ،‬وأن امل ‪00‬حكم ل ‪00‬ها ك ‪00‬اف ‪00‬ر ب ‪00‬اهلل ال ‪00‬عظيم ‪ ،‬ول ‪00‬و ن ‪00‬قلت م ‪00‬ا ق ‪00‬ال ‪00‬ه‬
‫ع ‪00‬لماء األم ‪00‬ة وأئ ‪00‬متها ف ‪00‬ي ه ‪00‬ذا ال ‪00‬باب ل ‪00‬طال ال ‪00‬كالم ‪ ،‬وب ‪00‬ما ذك ‪00‬رت ‪00‬ه ك ‪00‬فاي ‪00‬ة‬
‫إلج‪00 0‬اب‪00 0‬ة ال‪00 0‬سائ‪00 0‬ل ع‪00 0‬لى س‪00 0‬ؤال‪00 0‬ه وص‪00 0‬لى اهلل ع‪00 0‬لى ن‪00 0‬بينا مح‪00 0‬مد وع‪00 0‬لى آل‪00 0‬ه‬
‫وصحبه أجمعني ‪.‬‬
‫أماله‬
‫‪7‬‬
‫أ ‪ .‬حمود بن عقالء الشعيبي‬

‫‪ 1422 / 2 / 10‬هـ‬

‫‪8‬‬

You might also like