Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة (5)
المحاضرة (5)
المحاضرة (5)
إن ما يميز اإلنسان المثقف هو القدرة على تحديد آرائه وبناء أحكامه على أسس موضوعية
وعلمية سليمة ،بحيث ال ينساق وراء األحكام الجاهزة ،وال يأخذ بالخرافات وال يلجأ إلى
السحرة والمشعوذين وال يقيم وزنا كبيرا للحاالت الفردية الشاذة وال يقبل ما يروى له كقضية
مسلمة ،وال يجعل للتعصب سلطانا عليه وال يتمسك بالعادات السائدة من غير مناقشتها وبحثها
منطقيا .ولقد ظل البحث في النفس البشرية والحكم على سلوكات األشخاص قائما على أساليب
واهية ينقصها المنهج العلمي المنظم ردحا من الزمن.
إن علم النفس الحديث قد وطد أركانه كعلم من العلوم عندما قام على الطريقة العلمية وتوصل
إلى القوانين العامة التي تحكم السلوك اإلنساني ،وعندما اتخذ وسائل التفكير الصحيح التي
تعتمد على الدراسة التمحيصية وااللتجاء إلى التجريب أو التجربة العلمية والقياس واإلحصاء
وغيرها من طرق البحث العلمي.
-مفهوم العلم:
يعد العلم ( )Scienceواحدا من النشاطات اإلنسانية التي لعبت أدوارا مهمة ومختلفة عبر
مراحل تطور اإلنسانية ،والعلم بوجه عام معرفة منظمة لفئة معينة من السلوكات أوالظواهر
تجمع وترتب بالمنهج العلمي قصد الوصول إلى قوانين ومبادئ عامة لتفسير هذه الظواهر
والتنبؤ بها والتحكم فيها ،فالعلم ال يقتصر على تفسير حاالت فردية شاذة بل يتجاوز ذلك إلى
صياغة تعميمات ومبادئ وقوانين تصدق على حاالت كثيرة مختلفة.
-مفهوم البحث العلمي:
إن البحث العلمي هو وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حل لمشكلة محددة وذلك
عن طريق التقصي الشامل والدقيق لجميع الشواهد واألدلة التي يمكن التحقق منها والتي
تتصل بهذه المشكلة .ويعرفه (تركمان) بأنه محاولة منظمة للوصول إلى إجابات أو حلول
لألسئلة التي تواجه األفراد أو الجماعات في مواقفهم ومناحي حياتهم.
-مفهوم المنهج:
اشتق هذا المصطلح في اللغة العربية من مادة نهج ،وحسب ما جاء في لسان العرب البن
منظور :يقال نهجت الطريق أي سلكته ،وفالن يستنهج سبيل فالن أي يسلك مسلكه.
وحين يستعمل في علم النفس فإنه يعني الطرق المتبعة لدراسة السلوكات اإلنسانية .ويعني
هذا أن المنهج خطة واضحة المداخالت والمخرجات ،تنطلق من البداية وصوال إلى نتيجة
عبر مجموعة من اإلجراءات المنهجية .والمنهج عبارة عن مجموعة من الخطوات العلمية
المضبوطة والمرتبة والمنظمة والمتسلسلة يتبعها الباحث من البداية حتى النهاية.
هكذا يمكن القول :إن المنهج هو الطريقة التي يتبعها الباحث لإلجابة على األسئلة التي يثيرها
موضوع بحثه من قبيل :ماذا حدث؟ كيف حدث؟ لماذا حدث؟ وغيرها .ويمكن التمييز بين
نوعين من المناهج وهما على الشكل اآلتي:
-المناهج الكمية:Les méthodes quantitatives :
يقصد بها تلك المقاربات الموضوعية المستعملة في البحث العلمي ،بهدف وصف السلوكات
أو الظواهر وفهمها وتفسريها والتنبؤ بها .ويعني هذا أن المناهج الكمية خاضعة للقياس
والتجريب والتكميم واالختبارات الموضوعية ،باالعتماد على مجموعة من المؤشرات العددية
والكمية ،أي تعتمد هذه المناهج على اإلحصاء والمعطيات العددية والبيانات الرياضية ،ومن
ثمة فهي تختلف عن المناهج الكيفية.
-المناهج الكيفية :Les méthodes qualitatives
يقصد بها تلك المقاربات أو الطرق البحثية المستخدمة في العلوم ،غالبا ما تستخدم في سبر
اآلراء واستطالعها ،وتتخذ طابعا كيفيا أو ذاتيا أوتأويليا ،ويعني هذا أنها تتخلى عن المقاييس
اإلحصائية واألدوات الكمية في دراسة الموضوع وتحليله ووصفه وتشخيصه.
عموما تستعمل المناهج الكيفية في محاولة فهم الكيفية التي ينظم بها البشر مختلف سلوكاتهم
أو حياتهم ومجالهم الخارجي ،ويضفون بها معاني ودالالت على محيطهم عبر ما يعتمدونه
من رموز وطقوس ومعتقدات وإيديولوجيات وتمثالت وآراء وأدوار وغيرها.
ويستند المنهج الكيفي على مجموعة من األدوات المقابلة لما هو كمي مثل :المالحظة والمقابلة
ودراسة الحالة وغيرها.
-أهداف البحث العلمي:
-الرغبة في الفهم والتنبؤ والضبط من خالل التحكم في أسباب السلوك أو العوامل المؤثرة
فيه.
-الرغبة في خدمة المجتمع.
-الرغبة في التعرف على الجديد.
-الرغبة في اكتشاف المجهول.
-الرغبة في مواجهة التحدي لحل المشكالت.
-الرغبة في الحصول على درجة علمية.
-الشك في نتائج البحوث والدراسات السابقة.
-المتعة العقلية في إنجاز عمل أو حل مشكلة....وغيرها.
-خطوات المنهج العلمي:
-تحديد الموضوع.
-تحديد إشكالية الموضوع.
-تحديد فرضيات أو فروض.
-تحديد العينة.
-تحديد أدوات البحث.
-معالجة البيانات.
-تفسير النتائج.
-تطبيقات البحث.
-تقديم التوصيات.
-خصائص البحث العلمي:
-الموضوعية.
-االختبارية والدقة.
-إمكانية تكرير النتائج.
-التبسيط واالختصار.
-أن يكون للبحث العلمي غاية أو هدف.
-استخدام نتائج البحث الحقا في التنبؤ بمجاالت ومواقف مشابهة.
-أنواع البحوث العلمية:
-البحث النظري:
هدفه هو التوصل للحقيقة وتطوير المفاهيم النظرية ومحاولة تعميم نتائجها بغض النظر عن
فوائد البحث ونتائجه.
-البحث التطبيقي:
يعرف بأنه ذلك النوع من الدراسات التي يقوم بها الباحث من أجل تطبيق نتائجه لحل
مشكالت مطروحة.
وتجدر اإلشارة إلى أنه أحيانا يصعب الفصل بين البحوث النظرية والتطبيقية وذلك للعالقة
التكاملية بينهما ،فالبحوث التطبيقية غالبا ما تعتمد في بناء فرضياتها على األطر النظرية،
كما أن البحوث النظرية تستفيد من نتائج الدراسات التطبيقية من خالل إعادة النظر في
متطلعاتها النظرية لتكيفها مع الواقع.
-مناهج البحث في علم النفس:
تتعدد مناهج البحث في علم النفس حسب أنواع السلوكات أو الظواهر التي تدرس وحسب
تخصص الدارس أو الباحث والمدرسة التي ينتمي إليها ثم حسب خضوع الظاهرة المبحوثة
إلمكانية التحكم فيها ،وتعدد المناهج ال يعني أفضلية منهج على آخر ،لكن انتقاء المناهج جميعا
يكون لمدى اقترابها أو ابتعادها عن المنهج العلمي ،ومن بين المناهج المستخدمة في دراسة
السلوكات النفسية نذكر ما يلي:
-المنهج الوصفي.
-المنهج التجريبي.
-المنهج العيادي.
-المنهج المقارن.
-المنهج االستبطاني....وغيرها.