المحاضرة (5)

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 4

‫المحور الثالث‪ :‬مناهج البحث في علم النفس‪:‬‬

‫إن ما يميز اإلنسان المثقف هو القدرة على تحديد آرائه وبناء أحكامه على أسس موضوعية‬
‫وعلمية سليمة‪ ،‬بحيث ال ينساق وراء األحكام الجاهزة‪ ،‬وال يأخذ بالخرافات وال يلجأ إلى‬
‫السحرة والمشعوذين وال يقيم وزنا كبيرا للحاالت الفردية الشاذة وال يقبل ما يروى له كقضية‬
‫مسلمة‪ ،‬وال يجعل للتعصب سلطانا عليه وال يتمسك بالعادات السائدة من غير مناقشتها وبحثها‬
‫منطقيا‪ .‬ولقد ظل البحث في النفس البشرية والحكم على سلوكات األشخاص قائما على أساليب‬
‫واهية ينقصها المنهج العلمي المنظم ردحا من الزمن‪.‬‬
‫إن علم النفس الحديث قد وطد أركانه كعلم من العلوم عندما قام على الطريقة العلمية وتوصل‬
‫إلى القوانين العامة التي تحكم السلوك اإلنساني‪ ،‬وعندما اتخذ وسائل التفكير الصحيح التي‬
‫تعتمد على الدراسة التمحيصية وااللتجاء إلى التجريب أو التجربة العلمية والقياس واإلحصاء‬
‫وغيرها من طرق البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ -‬مفهوم العلم‪:‬‬
‫يعد العلم (‪ )Science‬واحدا من النشاطات اإلنسانية التي لعبت أدوارا مهمة ومختلفة عبر‬
‫مراحل تطور اإلنسانية‪ ،‬والعلم بوجه عام معرفة منظمة لفئة معينة من السلوكات أوالظواهر‬
‫تجمع وترتب بالمنهج العلمي قصد الوصول إلى قوانين ومبادئ عامة لتفسير هذه الظواهر‬
‫والتنبؤ بها والتحكم فيها‪ ،‬فالعلم ال يقتصر على تفسير حاالت فردية شاذة بل يتجاوز ذلك إلى‬
‫صياغة تعميمات ومبادئ وقوانين تصدق على حاالت كثيرة مختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬مفهوم البحث العلمي‪:‬‬
‫إن البحث العلمي هو وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حل لمشكلة محددة وذلك‬
‫عن طريق التقصي الشامل والدقيق لجميع الشواهد واألدلة التي يمكن التحقق منها والتي‬
‫تتصل بهذه المشكلة‪ .‬ويعرفه (تركمان) بأنه محاولة منظمة للوصول إلى إجابات أو حلول‬
‫لألسئلة التي تواجه األفراد أو الجماعات في مواقفهم ومناحي حياتهم‪.‬‬
‫‪ -‬مفهوم المنهج‪:‬‬
‫اشتق هذا المصطلح في اللغة العربية من مادة نهج‪ ،‬وحسب ما جاء في لسان العرب البن‬
‫منظور‪ :‬يقال نهجت الطريق أي سلكته‪ ،‬وفالن يستنهج سبيل فالن أي يسلك مسلكه‪.‬‬
‫وحين يستعمل في علم النفس فإنه يعني الطرق المتبعة لدراسة السلوكات اإلنسانية‪ .‬ويعني‬
‫هذا أن المنهج خطة واضحة المداخالت والمخرجات‪ ،‬تنطلق من البداية وصوال إلى نتيجة‬
‫عبر مجموعة من اإلجراءات المنهجية‪ .‬والمنهج عبارة عن مجموعة من الخطوات العلمية‬
‫المضبوطة والمرتبة والمنظمة والمتسلسلة يتبعها الباحث من البداية حتى النهاية‪.‬‬
‫هكذا يمكن القول‪ :‬إن المنهج هو الطريقة التي يتبعها الباحث لإلجابة على األسئلة التي يثيرها‬
‫موضوع بحثه من قبيل‪ :‬ماذا حدث؟ كيف حدث؟ لماذا حدث؟ وغيرها‪ .‬ويمكن التمييز بين‬
‫نوعين من المناهج وهما على الشكل اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬المناهج الكمية‪:Les méthodes quantitatives :‬‬
‫يقصد بها تلك المقاربات الموضوعية المستعملة في البحث العلمي‪ ،‬بهدف وصف السلوكات‬
‫أو الظواهر وفهمها وتفسريها والتنبؤ بها‪ .‬ويعني هذا أن المناهج الكمية خاضعة للقياس‬
‫والتجريب والتكميم واالختبارات الموضوعية‪ ،‬باالعتماد على مجموعة من المؤشرات العددية‬
‫والكمية‪ ،‬أي تعتمد هذه المناهج على اإلحصاء والمعطيات العددية والبيانات الرياضية‪ ،‬ومن‬
‫ثمة فهي تختلف عن المناهج الكيفية‪.‬‬
‫‪ -‬المناهج الكيفية ‪:Les méthodes qualitatives‬‬
‫يقصد بها تلك المقاربات أو الطرق البحثية المستخدمة في العلوم‪ ،‬غالبا ما تستخدم في سبر‬
‫اآلراء واستطالعها‪ ،‬وتتخذ طابعا كيفيا أو ذاتيا أوتأويليا‪ ،‬ويعني هذا أنها تتخلى عن المقاييس‬
‫اإلحصائية واألدوات الكمية في دراسة الموضوع وتحليله ووصفه وتشخيصه‪.‬‬
‫عموما تستعمل المناهج الكيفية في محاولة فهم الكيفية التي ينظم بها البشر مختلف سلوكاتهم‬
‫أو حياتهم ومجالهم الخارجي‪ ،‬ويضفون بها معاني ودالالت على محيطهم عبر ما يعتمدونه‬
‫من رموز وطقوس ومعتقدات وإيديولوجيات وتمثالت وآراء وأدوار وغيرها‪.‬‬
‫ويستند المنهج الكيفي على مجموعة من األدوات المقابلة لما هو كمي مثل‪ :‬المالحظة والمقابلة‬
‫ودراسة الحالة وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬أهداف البحث العلمي‪:‬‬
‫‪ -‬الرغبة في الفهم والتنبؤ والضبط من خالل التحكم في أسباب السلوك أو العوامل المؤثرة‬
‫فيه‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة في خدمة المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة في التعرف على الجديد‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة في اكتشاف المجهول‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة في مواجهة التحدي لحل المشكالت‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة في الحصول على درجة علمية‪.‬‬
‫‪ -‬الشك في نتائج البحوث والدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬المتعة العقلية في إنجاز عمل أو حل مشكلة‪....‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬خطوات المنهج العلمي‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد الموضوع‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد إشكالية الموضوع‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد فرضيات أو فروض‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد العينة‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد أدوات البحث‪.‬‬
‫‪ -‬معالجة البيانات‪.‬‬
‫‪ -‬تفسير النتائج‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيقات البحث‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم التوصيات‪.‬‬
‫‪ -‬خصائص البحث العلمي‪:‬‬
‫‪ -‬الموضوعية‪.‬‬
‫‪ -‬االختبارية والدقة‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية تكرير النتائج‪.‬‬
‫‪ -‬التبسيط واالختصار‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون للبحث العلمي غاية أو هدف‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام نتائج البحث الحقا في التنبؤ بمجاالت ومواقف مشابهة‪.‬‬
‫‪ -‬أنواع البحوث العلمية‪:‬‬
‫‪ -‬البحث النظري‪:‬‬
‫هدفه هو التوصل للحقيقة وتطوير المفاهيم النظرية ومحاولة تعميم نتائجها بغض النظر عن‬
‫فوائد البحث ونتائجه‪.‬‬
‫‪ -‬البحث التطبيقي‪:‬‬
‫يعرف بأنه ذلك النوع من الدراسات التي يقوم بها الباحث من أجل تطبيق نتائجه لحل‬
‫مشكالت مطروحة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه أحيانا يصعب الفصل بين البحوث النظرية والتطبيقية وذلك للعالقة‬
‫التكاملية بينهما‪ ،‬فالبحوث التطبيقية غالبا ما تعتمد في بناء فرضياتها على األطر النظرية‪،‬‬
‫كما أن البحوث النظرية تستفيد من نتائج الدراسات التطبيقية من خالل إعادة النظر في‬
‫متطلعاتها النظرية لتكيفها مع الواقع‪.‬‬
‫‪ -‬مناهج البحث في علم النفس‪:‬‬
‫تتعدد مناهج البحث في علم النفس حسب أنواع السلوكات أو الظواهر التي تدرس وحسب‬
‫تخصص الدارس أو الباحث والمدرسة التي ينتمي إليها ثم حسب خضوع الظاهرة المبحوثة‬
‫إلمكانية التحكم فيها‪ ،‬وتعدد المناهج ال يعني أفضلية منهج على آخر‪ ،‬لكن انتقاء المناهج جميعا‬
‫يكون لمدى اقترابها أو ابتعادها عن المنهج العلمي‪ ،‬ومن بين المناهج المستخدمة في دراسة‬
‫السلوكات النفسية نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المنهج الوصفي‪.‬‬
‫‪ -‬المنهج التجريبي‪.‬‬
‫‪ -‬المنهج العيادي‪.‬‬
‫‪ -‬المنهج المقارن‪.‬‬
‫‪ -‬المنهج االستبطاني‪....‬وغيرها‪.‬‬

You might also like