Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 30

‫كلمة السيد رئيس الحكومة عزيز أخنوش‬

‫جلسة المساءلة الشهرية بمجلس المستشارين‬

‫حول موضوع‪" :‬السياسة السياحية الوطنية"‬

‫مجلس المستشارين‪ ،‬الثالثاء ‪ 25‬أبريل ‪2023‬‬

‫‪1‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫ر‬
‫المحتم‪،‬‬ ‫السيد الرئيس‬
‫ر‬
‫المحتمون‪،‬‬ ‫السيدات والسادة المستشارون‬

‫ونحن اليوم‪ ،‬نجدد اللقاء يف هذه الجلسة‪ ،‬استنادا إىل أحكام‬


‫وه األوىل من نوعها يف الدورة‬
‫الفصل ‪ 100‬من الدستور‪ ،‬ي‬
‫الربيعية الحالية‪ ،‬أغتنم الفرصة ألتوجه بالشكر للسيدات والسادة‬
‫المستشارين عىل اختيارهم موضوع "السياسة السياحية‬
‫الوطنية"‪ ،‬ليكون محورا لهذه الجلسة الشهرية‪.‬‬

‫وال بد يف البداية أن نستحض أن قطاع السياحة يحظ بعناية‬


‫خاصة من طرف جاللة الملك محمد السادس‪ ،‬نضه هللا‪ ،‬بالنظر‬
‫الوطن من حيث‬
‫ي‬ ‫لكونه يشكل دعامة أساسية لالقتصاد‬

‫‪2‬‬
‫الداخىل الخام‪ ،‬ولما له من دور يف‬
‫ي‬ ‫مساهمته المهمة يف الناتج‬
‫كسب التحديات االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وخلق فرص الشغل‪،‬‬
‫وجلب العملة الصعبة‪ .‬مما يجعل الرهان عليه أمرا ضوريا‪ ،‬من‬
‫خالل سياسة متجددة ومستدامة‪ ،‬تأخذ بعي االعتبار توجهات‬
‫السياحة العالمية‪ ،‬وتحديات العولمة والتطورات المحتملة‬
‫العالم‪.‬‬
‫ي‬ ‫لالقتصاد‬

‫وهو ما أكده جاللته يف رسالته السامية الموجهة للمشاركي يف‬


‫المناظرة الوطنية للسياحة سنة ‪ ،2009‬حي أكد حفظه هللا‬
‫حرصه عىل " ضمان المناخ المناسب لخلق دينامية دائمة‬
‫السياح‪ ،‬وتدعيم حيويته وتنافسيته"‪ ،‬داعيا‬
‫ي‬ ‫داخل القطاع‬
‫جاللته إىل " المزيد من التعبئة وتضافر الجهود‪ ،‬من أجل‬
‫يحظ‬‫ى‬ ‫تطوير الصناعة السياحية ببالدنا‪ ،‬باعتبارها قطاعا‬
‫ى‬
‫باألولوية يف سياستنا االقتصادية فضال عن كونه يفتح آفاقا‬
‫ى‬
‫توفت فرص الشغل للشباب "‪( .‬انتىه كالم‬ ‫ر‬ ‫واعدة‪ ،‬يف مجال‬
‫صاحب الجاللة)‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫كما أولت الحكومة منذ تعيينها من طرف جاللة الملك وتنصيبها‬
‫البلمان‪ ،‬أهمية خاصة للقطاع‪ ،‬كونه أحد محركات‬
‫من طرف ر‬
‫الوطن‪ ،‬وعملت منذ أيامها األوىل عىل تنفيذ خطة‬
‫ي‬ ‫االقتصاد‬
‫المغرب‬
‫ري‬ ‫إنعاش غب مسبوقة غايتها دعم الفاعلي وتثمي المنتوج‬
‫فاعىل القطاع‪ ،‬وهو ما‬
‫ي‬ ‫واالرتقاء بالتكوين‪ ،‬وذلك بتنسيق مع‬
‫سنتعرف عىل تفاصيله خالل هذه المداخلة‪.‬‬

‫ر‬
‫المحتم‪،‬‬ ‫السيد الرئيس‬
‫ر‬
‫المحتمون‪،‬‬ ‫السيدات والسادة المستشارون‬

‫كما هو معلوم‪ ،‬فقد تأثر قطاع السياحة بشدة إثر أزمة كوفيد‪،‬‬
‫األمر الذي كان له تداعيات سلبية وخيمة سواء عىل التشغيل أو‬
‫عىل أداء قطاعات أخرى مرتبطة به بشكل مباش أو غب مباش‪،‬‬
‫فقد انخفض عىل سبيل المثال عدد السياح الوافدين عىل بالدنا‬
‫بنسبة ‪ % 79‬سنة ‪ ،2020‬و ‪ % 71‬سنة ‪ 2021‬مقارنة مع سنة‬
‫لن كانت سنة مرجعية‪ ،‬وهو ما شكل خسارة كببة تقدر‬
‫‪ 2019‬ا ي‬
‫ب ـ ـ ـ ‪90‬مليار درهم بالنسبة لمداخيل بالدنا من العملة الصعبة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫استعجاىل وتشار يك‬
‫ي‬ ‫ولمواجهة هذه األزمة عملت الحكومة بشكل‬
‫استعجاىل‬
‫ي‬ ‫مع المهنيي والمتدخلي يف القطاع عىل تنفيذ مخطط‬
‫بقيمة ‪ 2‬مليار درهم‪ ،‬يف عز األزمة الصحية العالمية‪ ،‬يف سابقة‬
‫التعاف واإلقالع االقتصادي‪،‬‬
‫ي‬ ‫ه األوىل من نوعها ببالدنا‪ ،‬لمواكبة‬
‫ي‬
‫وهو ما مكن من إنقاذ القطاع من االنهيار يف ظرفية اقتصادية‬
‫عالمية صعبة وقاسية‪.‬‬

‫وقد تكلل المخطط االستعجا يل الذي وضعته الحكومة بالنجاح‪،‬‬


‫السياح‪ ،‬ومساعدة المقاوالت‬
‫ي‬ ‫فاعىل القطاع‬
‫ي‬ ‫حيث مكن من دعم‬
‫السياحية عىل تجاوز اآلثار السلبية لجائحة كورونا‪ ،‬والحفاظ عىل‬
‫مناصب الشغل‪.‬‬

‫وشمل هذا المخطط ‪ 5‬تدابب أساسية تخص تمديد ضف‬


‫اف‪ ،‬وتأجيل أداء االشباكات المستحقة للصندوق‬
‫التعويض الجز ي‬
‫الجتماع لمدة ‪ 6‬أشهر‪ ،‬وتأجيل آجال تسديد‬
‫ي‬ ‫الوطن للضمان ا‬
‫ي‬
‫القروض البنكية‪ ،‬وإعفاء أصحاب الفنادق من الضيبة المهنية‬
‫ماىل بقيمة‬
‫المستحقة بالنسبة لسنتي‪ ،‬وأخبا تخصيص غالف ي‬
‫مليار درهم لدعم إعادة تأهيل المؤسسات الفندقية‪ ،‬والذي شهد‬

‫‪5‬‬
‫انخراطا مهما للمهنيي‪ ،‬واستفادت منه ‪ 737‬مؤسسة إيواء‬
‫سياح‪ ،‬بشكل ساهم يف الحفاظ عىل جودة الخدمات المقدمة‬
‫ي‬
‫الكىل لألجواء الوطنية‪.‬‬
‫للسياح وتحسينها بعد الفتح ي‬

‫من جهة أخرى عملت الحكومة عىل تسخب كل اإلمكانيات‬


‫المادية والبشية واللوجيستيكية والتنظيمية إلنجاح " عملية‬
‫مرحبا"‪ ،‬وفق مقاربة تشاركية وتعبئة شاملة لمختلف المتدخلي‪،‬‬
‫وذلك ترجمة للرؤية الملكية السديدة ولتوجيهات جاللته لتجويد‬
‫الخدمات المقدمة للجالية المغربية بالخارج والنهوض المستمر‬
‫بظروف استقبالها‪.‬‬

‫ر‬
‫اإللكتونية " كنظام جديد يهدف إىل‬ ‫لتأشتة‬ ‫كما تم اعتماد " ا‬
‫ر‬
‫تيسب حصول المستفيدين منه عىل تأشبة الدخول للمملكة‬
‫مواطن‬
‫ي‬ ‫المغربية‪ ،‬حيث تم فتح إمكانية الحصول عليها لفائدة‬
‫كب من ‪ 80.000‬تأشبة‬ ‫‪49‬دولة‪ ،‬وتم إىل حد اآلن منح أ ر‬

‫إلكبونية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وبفضل هذه المجهودات المبذولة‪ ،‬والتدبب الجيد لفبة ما بعد‬
‫الجائحة‪ ،‬إضافة إىل النجاح الكبب لعملية التلقيح‪ ،‬فقد عرفت‬
‫بالدنا انتعاشة قوية جدا بعد فتح الحدود‪ ،‬يف شهر مارس ‪،2022‬‬
‫ودجنب‬
‫ر‬ ‫حيث استقبل المغرب يف الفبة الممتدة ما بي مارس‬
‫حواىل ‪ 11‬مليون سائح‪ ،‬بنسبة ارتفاع بلغت ‪% 292 +‬‬
‫ي‬ ‫‪2022‬‬
‫مقارنة بسنة ‪ ،2021‬و ‪ % 391 +‬مقارنة بسنة ‪.2020‬‬

‫وبالتاىل استعاد القطاع يف ظرف ‪ 10‬أشهر فقط‪ ،‬ما نسبته ‪% 84‬‬


‫ي‬
‫تعتب سنة‬
‫والن كانت ر‬
‫ي‬ ‫من السياح‪ ،‬مقارنة بسنة ‪ 2019‬بكاملها‪،‬‬
‫مرجعية‪ ،‬ونسبة االسبجاع هاته أعىل من النسبة العالمية‬
‫والن تقدر بنحو ‪.%63‬‬
‫المتوسطة لالسبجاع ي‬

‫لياىل المبيت المسجلة يف مؤسسات اإليواء‬


‫كما تضاعف عدد ي‬
‫السياح المصنفة مقارنة مع ‪ 2021‬ليفوق ‪ 19‬مليون ليلة‬
‫ي‬
‫مبيت‪ ،‬أي بنسبة زيادة وصلت إىل ‪ .% 192 +‬وبلغت السياحة‬
‫الداخلية نسبة ‪ % 50‬من عدد الوافدين عىل مؤسسات اإليواء‬
‫السياح المصنفة مقارنة مع ‪ % 38‬قبل األزمة‪.‬‬
‫ي‬

‫‪7‬‬
‫وفاقت عائدات السياحة بالعملة الصعبة سقف ‪ 93,6‬مليار‬
‫درهم متم سنة ‪ 2022‬بنسبة قدرها ‪ % 119‬مقارنة مع ‪ ،2019‬و‬
‫‪ %170‬مقارنة بـ ‪.2021‬‬

‫كما تواصل جميع المؤشات وتبتها التصاعدية بداية هذا العام‪،‬‬


‫حيث تم تسجيل ارتفاع قدره ‪ + 17 %‬يف عدد السياح الوافدين‬
‫متم شهر رفباير ‪ 2023‬مقارنة مع نفس الفبة من ‪ . 2019‬كما‬
‫تجاوزت عائدات السياحة بالعملة الصعبة‪ ،‬خالل شهري يناير‬
‫وفباير من هذه السنة‪ 16 ،‬مليار درهم مسجلة ارتفاعا قدره ‪51‬‬
‫ر‬
‫‪ %‬مقارنة بنفس الفبة من ‪ 2019‬وأزيد من ‪ % 400‬مقارنة‬
‫وفباير من السنة الماضية‪.‬‬
‫بشهري يناير ر‬

‫الن تم اتخاذها خالل‬


‫بالموازاة مع كل اإلجراءات االستعجالية ي‬
‫الجائحة‪ ،‬انخرطت الحكومة مباشة بعد فتح الحدود يف اتخاذ‬
‫السياح وتطويره‪:‬‬
‫ي‬ ‫مجموعة من التدابب الالزمة إلنعاش النشاط‬

‫حيث عملت عىل إطالق حمالت ترويجية واسعة لتسويق‬


‫عالم‪،‬‬
‫المحىل وال ي‬
‫ي‬ ‫المؤهالت السياحية للمغرب عىل المستوى‬

‫‪8‬‬
‫واالرتقاء بوجهة المغرب بكافة األسواق االسباتيجية‪ .‬ي‬
‫وف هذا‬
‫ى‬
‫والن‬
‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫"‬ ‫بالدنا‬ ‫ف‬
‫اإلطار‪ ،‬تم إطالق الحملة البويجية " نتالقو ي‬
‫سعت إىل تشجيع مغاربة الداخل والخارج عىل اكتشاف‬
‫المؤهالت ر‬
‫والبوات السياحية للمغرب‪ .‬كما تم إطالق العالمة‬
‫التجارية " ‪ " Visitmorocco‬المخصصة للسياحة الدولية‪،‬‬
‫لن تم إطالقها عىل‬
‫إضافة لعالمة "المغرب مملكة األنوار"‪ ،‬ا ي‬
‫مستوى ‪ 20‬دولة يف آن واحد‪.‬‬

‫وتهدف الحكومة من خالل هذه الحمالت البويجية إىل تعزيز‬


‫إشعاع المملكة‪ ،‬والبوي ــج للسياحة المغربية عىل المستوى‬
‫العالم‪ ،‬واالنفتاح عىل أسواق جديدة خاصة منها األمريكية‬
‫ي‬
‫واآلسيوية‪.‬‬

‫وحن تكون هذه الحمالت ر‬


‫أكب نجاعة‪ ،‬فقد عملت الحكومة‬
‫عىل االنخراط يف عدد من الشاكات االسباتيجية مع مجموعة‬
‫من الشكاء الدوليي‪ ،‬لتشيـ ـع وتبة تطوير القطاع‪ ،‬واستقطاب‬
‫السياح من أسواق مختلفة‪ ،‬وتأمي رحالت جوية إضافية بهدف‬

‫‪9‬‬
‫الرفع من عدد المقاعد‪ ،‬إضافة إىل تعزيز رقمنة القطاع‪ ،‬واستثمار‬
‫مختلف دعامات التواصل الحديثة‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى تعمل الحكومة عىل تأهيل الرأسمال البشي‬


‫السياح‪ ،‬من خالل تمكينه من مواكبة‬
‫ي‬ ‫العامل بالقطاع‬
‫التوجهات والتطورات العالمية لتحقيق التمب‪ ،‬السيما يف ظل‬
‫محيط يتمب بالتنافسية‪ ،‬ألننا مقتنعون أنه ال يمكن أن نكسب‬
‫رهانات تطوير القطاع إال بفضل موارد بشية مؤهلة‪ ،‬تسهم‬
‫السياح‪،‬‬
‫ي‬ ‫بفعالية يف تحقيق هدف الجودة المنشود يف القطاع‬
‫وهو ما حرصنا عليه من خالل‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تثمي التخصصات يف مهن السياحة الجديدة‬ ‫‪‬‬

‫الن‬
‫والهندسة السياحية‪ ،‬إىل جانب تخصص الفندقة‪ ،‬ي‬
‫نعمل عىل تطوير مضامينها ومهاراتها بما يستجيب‬
‫السياح؛‬
‫ي‬ ‫للحاجيات المتجددة للنسيج‬
‫‪ ‬ثانيا ‪ :‬العمل عىل استكمال مشاري ــع توسعة وتأهيل معهدي‬
‫طنجة وورززات من خالل تجديد البنيات التحتية‬
‫والمعدات البيداغوجية والمصاحبة التقنية وتقوية قدرات‬

‫‪10‬‬
‫الموارد البشية‪ ،‬يف إطار شاكة مع مؤسسة تحدي األلفية (‬
‫‪(MCC‬؛‬
‫التكوين للمؤسسات التابعة‬
‫ي‬ ‫‪ ‬ثالثا ‪ :‬تطوير وتعزيز العرض‬
‫للقطاع من خالل خلق عدة شعب جديدة‪ ،‬ومراجعة شاملة‬
‫رلبامج تكوين الشعب الكالسيكية بما يتالءم ومتطلبات‬
‫المهنيي ؛‬

‫‪ ‬رابعا‪ :‬إحداث ‪ 9‬مدن للمهن والكفاءات ي‬


‫الن تحتوي عىل‬
‫فروع للسياحة‪.‬‬

‫ى‬
‫حضات السيدات والسادة‪،‬‬

‫السياح‪ ،‬عملت الحكومة عىل تطوير‬


‫ي‬ ‫ولتعزيز حكامة القطاع‬
‫عب إصدار مجموعة من‬
‫المنظومة التشيعية للقطاع‪ ،‬ر‬
‫النصوص‪ ،‬عىل غرار المرسوم المتعلق بتنظيم مهنة وكيل‬
‫السياح‪،‬‬
‫ي‬ ‫األسفار‪ ،‬والمرسوم المتعلق بتنظيم مهنة المرشد‬
‫‪11‬‬
‫القاض بسن إجراءات‬
‫ي‬ ‫والمرسوم المتعلق بتطبيق القانون‬
‫السياح‪ ،‬إضافة‬
‫ي‬ ‫خاصة تتعلق باإلقامات العقارية لإلنعاش‬
‫لمرسوم يتعلق بمعايب البناء الخاصة بمؤسسات اإليواء‬
‫السياح وذلك بهدف تبسيط المساطر اإلدارية المتعلقة بمنح‬
‫ي‬
‫السياح بما فيها القصبات‬
‫ي‬ ‫التصنيف لجميع أنواع اإليواء‬
‫واإليواء البديل‪ ،‬إلدماجها يف القطاع المهيكل لتحسي التأطب‬
‫سياح مالئم وبجودة‬
‫ي‬ ‫والتتبع والمراقبة من أجل توفب عرض‬
‫عالية‪.‬‬

‫وترسيخا للتوجه الحكوم الهادف إىل جعل القطاع ر‬


‫أكب تنافسية‬ ‫ي‬
‫وقدرة عىل مواكبة تطلعات المرحلة‪ ،‬عملت الحكومة عىل توفب‬
‫منح تحفبية من أجل خلق مقاوالت صغبة ومتوسطة يف القطاع‬
‫جهن‬
‫ي‬ ‫اتفاقين شاكة مع‬
‫ي‬ ‫السياح‪ .‬ي‬
‫وف هذا اإلطار تم توقيع‬ ‫ي‬
‫كلميم وادنون وسوس ماسة‪ ،‬بقيمة ‪ 200‬مليون درهم‪ ،‬لفائدة‬
‫‪ 250‬مقاولة سياحية صغرى ومتوسطة عىل مدى ثالث سنوات‬
‫بهدف خلق ‪ 1.100‬منصب شغل مباش‪( ،‬كمرحلة أولية يف‬
‫باف الجهات)‪.‬‬
‫انتظار تعميمها عىل ي‬

‫‪12‬‬
‫كما تواصل الحكومة جهودها لتطوير المنتوج وتشجيع االستثمار‬
‫الماىل‬
‫ي‬ ‫السياح من خالل تقديم المساعدة التقنية والدعم‬
‫ي‬
‫إلنجاز مدارات سياحية بالمجالي القروي والحضي‪ ،‬إضافة إىل‬
‫عب مواصلة‬
‫الكبى لالستثمار ر‬
‫العمل عىل تشي ــع إنجاز المشاري ــع ر‬
‫إنهاء وحدات عالية الجودة بمحطة تغازوت‪ ،‬إضافة إىل االستمرار‬
‫يف استقطاب عالمات تجارية متمبة بكل من مراكش والرباط‬
‫والحسيمة وأكادير وتازة‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬وجهت الحكومة تدخالت الشكة المغربية‬


‫للهندسة السياحية‪ ،‬لمالءمة العرض مع أهمية ونوعية الطلب‪،‬‬
‫والبكب عىل تشجيع االستثمار العام والخاص وتطوير الشاكات يف‬
‫مختلف جهات المملكة‪ ،‬كما نراهن يف ذات السياق عىل الميثاق‬
‫الجديد لالستثمار لجلب استثمارات سياحية مهمة نظرا لما‬
‫يقدمه من تحفبات مشجعة‪.‬‬

‫تدريج يف‬
‫ر ي‬ ‫وبفضل هذه المجهودات المبذولة تم تسجيل ارتفاع‬
‫حجم االستثمار مقارنة باألرقام المسجلة يف سنوات ما قبل‬

‫‪13‬‬
‫األزمة‪ ،‬حيث وصلت إىل ‪ 7‬مليار درهم من االستثمار سنة‬
‫إضاف‪.‬‬
‫ي‬ ‫اىل ‪ 10.000‬شير‬
‫‪ ،2022‬مع خلق حو ي‬

‫ر‬
‫المحتمون‪،‬‬ ‫ى‬
‫حضات السيدات والسادة المستشارون‬

‫لسياح هو قطاع شي ــع التأثر‬


‫ي‬ ‫كما ال يخف عليكم فإن القطاع ا‬
‫لن عرفتها‬
‫باألزمات‪ ،‬وهو ما استخلصنا دروسه خالل الجائحة ا ي‬
‫ع وضع تصور‬
‫باف دول العالم‪ ،‬مما بات يستد ي‬
‫بالدنا عىل غرار ي‬
‫مغرب مبتكر لسياحة مستدامة قادرة عىل‬
‫ري‬ ‫شموىل حول نموذج‬
‫ي‬
‫مواجهة التحديات عىل اختالف أشكالها‪ ،‬سواء الصحية منها‪ ،‬أو‬
‫البيئية‪ ،‬أو االقتصادية‪.‬‬

‫ياح‬
‫وف هذا اإلطار‪ ،‬تعمل الحكومة عىل تنوي ــع العرض الس ي‬
‫ي‬
‫ومالءمته مع المتطلبات الجديدة للسياح خاصة فيما يخص‬
‫السياحة الثقافية والقروية والجبلية واإليكولوجية‪ ،‬مما سيمكن‬
‫بالدنا من استقطاب شيحة متنوعة من الزوار عىل مدار السنة‪.‬‬

‫فف ما يتعلق بالسياحة الثقافية‪ :‬ونظرا للمكانة ال ين تحتلها‬‫‪ ‬ى‬


‫ي‬
‫السياح‪ ،‬عملت الحكومة عىل تثمي الموارد‬
‫ي‬ ‫يف االقتصاد‬

‫‪14‬‬
‫الثقافية الغنية والمتنوعة وتحويلها إىل منتجات سياحية‬
‫عب وضع‬
‫موضوعاتية من أجل تطوير عرض متكامل وجذاب‪ ،‬ر‬
‫مخطط يهدف إىل المحافظة عىل الهوية الثقافية الوطنية‬
‫وجعلها رافعة للتنمية المجالية‪ ،‬وإطالق مشوع إنجاز‬
‫"عالمة تراث المغرب" للحفاظ عىل الباث الغب المادي‪،‬‬
‫إضافة لتعزيز شبكة البنيات التحتية الثقافية بمختلف جهات‬
‫عب تأهيل وتثمي المدن العتيقة‪ .‬علما أن هذا‬
‫المملكة ر‬
‫التأهيل ال ينحض يف البنيات فقط‪ ،‬بل يتجاوزه للتسيب‬
‫والتنشيط‪ ،‬لضمان استدامة جاذبيتها لمختلف فئات السياح‪،‬‬
‫سواء المغاربة أو األجانب‪.‬‬

‫ى‬
‫‪ ‬ي‬
‫وف ما يخص السياحة القروية والجبلية ‪ :‬عملت الحكومة‬
‫السياح من خالل تعزيز مكانته‬
‫ي‬ ‫عىل تثمي هذا المنتوج‬
‫واستغالل مؤهالته حن يرف إىل المستوى المطلوب للرفع‬
‫من تنافسيته وتعزيز جاذبيته‪ ،‬حيث يتم تفعيل مجموعة من‬
‫الطبيع مع جهات كلميم‬
‫ي‬ ‫االتفاقيات لتمويل وتنفيذ المنتوج‬
‫بن‬
‫وادنون‪ ،‬العيون الساقية الحمراء‪ ،‬الداخلة واد الذهب‪ ،‬ي‬
‫مالل خنيفرة ‪ ،‬فاس مكناس‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ ‬وبخصوص السياحة اإليكولوجية‪ :‬عملت الحكومة عىل‬
‫وضع اسباتيجية متكاملة إلبراز ا رلبوة البيئية للمجاالت‬
‫عب تطوير منتوجات صديقة للبيئة تحبم مبادئ‬
‫الطبيعية‪ ،‬ر‬

‫االستدامة‪ .‬ي‬
‫وف هذا اإلطار‪ ،‬يجب اإلشارة‪ ،‬إىل أن بالدنا‬
‫اف المتمب تتوفر عىل ‪ 9‬ماليي هكتار‬
‫وبالنظر لموقعها الجغر ي‬
‫من التشكيالت الغابوية الغنية والمتنوعة‪ .‬ورغبة يف تثمي‬
‫والبين وصيانته مما يهدده‪ ،‬قامت بالدنا‬
‫ي‬ ‫المنتوج الغابوي‬
‫حواىل عشة منبهات وطنية‪ ،‬إضافة إىل ‪ 154‬محمية‬
‫ي‬ ‫بإنشاء‬

‫طبيعية‪ .‬وا ي‬
‫لن سيتم تأهيلها يف إطار اسباتيجية "غابات‬
‫المغرب ‪."2030 - 2020‬‬

‫ى‬
‫حضات السيدات والسادة‪،‬‬

‫باإلضافة إىل كل ما ذكرناه‪ ،‬انفتحت المملكة‪ ،‬وبشكل مبايد‪ ،‬عىل‬


‫الكبى‬
‫السياحة الرياضية‪ ،‬من خالل تنظيم التظاهرات الرياضية ر‬
‫قاريا ودوليا‪ ،‬السيما مع ما تتوفر عليه بالدنا‪ ،‬تحت قيادة جاللة‬

‫‪16‬‬
‫الملك‪ ،‬من بنيات تحتية رياضية ولوجستيكية تشكل نموذجا‬
‫يحتذى به عىل الصعيد القاري‪.‬‬

‫يفوتن سوى أن أجدد التها يب لصاحب‬


‫ي‬ ‫وف هذا اإلطار‪ ،‬ال‬
‫ي‬
‫اإلفريف لكرة القدم‪،‬‬
‫ي‬ ‫الجاللة‪ ،‬بمناسبة تتويجه من طرف االتحاد‬
‫بجائزته للتمب لسنة ‪ ،2022‬باعتباره قائد النهضة الرياضية ال ين‬
‫تعرفها المملكة‪ ،‬وقدوة يف مجال العناية بالشباب‪ .‬ويعد هذا‬
‫التتوي ــج اعبافا دوليا بالمجهودات االستثنائية ال ين بذلها جاللة‬
‫الملك لصالح الرياضة عموما وكرة القدم المغربية واإلفريقية عىل‬
‫وجه الخصوص‪ ،‬من خالل حرص جاللته منذ توليه العرش عىل‬
‫وضع الرياضة يف صلب كل مسلسل تنموي‪.‬‬

‫لن يوليها جاللته للرياضة والرياضيي‪،‬‬


‫وف إطار العناية الملكية ا ي‬
‫ي‬
‫فقد دأبت بالدنا ‪ -‬كما ذكرت ‪ -‬عىل تنظيم عدد من التظاهرات‬
‫الكبى القارية والدولية‪ ،‬كان آخرها كأس العالم لألندية‬
‫الرياضية ر‬
‫مدينن الرباط وطنجة‪ ،‬وتوجت‬
‫ي‬ ‫الذي تم تنظيمه بكل من‬
‫مختلف هذه التظاهرات بنجاح غب مسبوق عىل مستوى‬
‫قياس‪ ،‬وهو ما يجعل بالدنا‬
‫ي‬ ‫التنظيم‪ ،‬باإلضافة لحضور جماهبي‬

‫‪17‬‬
‫تحظ بثقة من لدن االتحادات الرياضية عىل المستويي القاري‬
‫والدو يىل‪.‬‬

‫الوطن‬
‫ي‬ ‫ونستحض يف هذا السياق‪ ،‬المشاركة المتمبة للمنتخب‬
‫لكرة القدم يف كأس العالم بقطر‪ ،‬وال ين ساهمت يف إشعاع المملكة‬
‫عىل المستوى الدو يىل‪ ،‬كما شكلت حملة تواصلية متمبة لفائدة‬
‫بالدنا‪ .‬حيث أثار كأس العالم اهتماما غب مسبوق بالمغرب‪،‬‬
‫والسيما يف صفوف المشاهب وصناع الرأي‪ ،‬الذين مثلوا ‪ 40‬يف‬
‫إيجاب عن المغرب‪.‬‬
‫ري‬ ‫المئة من األشخاص‪ ،‬الذين تحدثوا بشكل‬
‫كما ذكر اسم " المغرب" ماليي المرات‪ ،‬وتم تسجيل أزيد من‬
‫مستخدم‬
‫ي‬ ‫‪ 130‬مليون تفاعل مع محتويات " المغرب " من قبل‬
‫االجتماع‪ ،‬مما يتيح فرصة غب مسبوقة للقطاع‬
‫ي‬ ‫وسائل التواصل‬
‫السياح ولحظة تاريخية لالنفتاح عىل أسواق جديدة محتملة‬
‫ي‬
‫والبازيل‪ ،‬واألرجنتي‪ ،‬والشق‬
‫ر‬ ‫عىل غرار الواليات المتحدة‪،‬‬
‫األوسط‪ ،‬وإفريقيا جنوب الصحراء‪.‬‬

‫لتاريج والفريد‪ ،‬فقد عملت الحكومة‬


‫ي‬ ‫والستغالل هذا اإلنجاز ا‬
‫عىل استثماره قصد تعزيز إشعاع بالدنا‪ ،‬وتعزيز جاذبيتها‬

‫‪18‬‬
‫السياحية خاصة فيما يتعلق باالنفتاح عىل األسواق الجديدة‬
‫لن أظهر مواطنوها اهتماما كببا ببالدنا‪ ،‬من خالل محركات‬
‫وا ي‬
‫االجتماع‪.‬‬
‫ي‬ ‫البحث والتواصل‬

‫وف إطار هذه الدينامية‪ ،‬فإننا كحكومة نثمن عاليا إعالن جاللته‬
‫ي‬
‫يف رسالته الموجهة للمشاركي يف حفل جائزة "التمب" لالتحاد‬
‫الماض‪ ،‬ترشح المغرب بشكل‬
‫ي‬ ‫األفريف لكرة القدم‪ ،‬الشهر‬
‫ي‬
‫والبتغال لتنظيم كأس العالم ‪ ،2030‬وهو ما‬ ‫مشبك مع إسبانيا ر‬
‫يشكل سابقة ف تاري ــخ كرة القدم‪ ،‬كون هذا البشيح ا ر‬
‫لثالب‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫يحمل عنوان الربط بي إفريقيا وأوروبا‪ .‬كما يشكل أفقا جديدا يف‬
‫الشاكة االسباتيجية‪ ،‬ويكرس لجيل جديد من التعاون‬
‫والشاكات ويعكس توحيد جهود وإمكانات القارتي اإلفريقية‬
‫غاىل‪" ،‬‬
‫واألوروبية‪ ،‬ويجسد كما قال جاللة الملك يف رسالته بكي ي‬
‫معان االلتئام حول أفضل ما لدى هذا الجانب أو ذاك‪،‬‬‫ى‬ ‫أسىم‬
‫ي‬
‫وينتصب شاهدا عىل تضافر جهود العبقرية واإلبداع وتكامل‬
‫الختات واإلمكانات " ‪( .‬انتىه كالم جاللته)‪.‬‬
‫ر‬

‫‪19‬‬
‫وإننا نلبم داخل الحكومة بمختلف مكوناتها عىل االنخراط يف‬
‫هذا المسار الذي يقوده صاحب الجاللة‪ ،‬من خالل إيمانه‬
‫الن تحظ بها الرياضة‪ ،‬كمدخل من‬
‫الكبى ي‬
‫الراسخ باألهمية ر‬
‫مداخل تحقيق التنمية ومجاال خصبا لالستثمار‪ ،‬وآلية للبوي ــج‬
‫للمملكة كوجهة سياحية‪ .‬كما نؤكد حرص الحكومة عىل مواصلة‬
‫العمل عىل تطوير البنية التحتية الرياضية عىل كل المستويات‪،‬‬
‫لتقوية حظوظ المغرب لنيل شف تنظيم مختلف التظاهرات‬
‫القارية والدولية‪.‬‬

‫ى‬
‫حضات السيدات والسادة‪،‬‬

‫تعتب السياحة الداخلية ركبة أساسية‬


‫يف خضم هذه الرهانات‪ ،‬ر‬
‫السياح نظرا لقدرتها عىل الصمود أثناء األزمات‪،‬‬
‫ي‬ ‫من ركائز القطاع‬
‫وهذا ما كشفت عنه الجائحة‪ ،‬حيث شكلت صمام أمان إلنقاذ‬
‫القطاع من االنهيار‪ .‬لذلك تعمل الحكومة عىل وضع أسس متينة‬
‫لتطوير مستدام للسياحة الداخلية بجعلها رافعة إلنعاش القطاع‬
‫السياح‪ ،‬وذلك من خالل بلورة مجموعة من التدابب‪:‬‬
‫ي‬

‫‪20‬‬
‫‪ ‬تشجيع االستثمار لتطوير وحدات فندقية وقرى سياحية‬
‫تناسب خصوصيات المغاربة من حيث المنتوج واألسعار؛‬

‫‪ ‬إحداث بطاقة السفر " نتالقاو يف بالدنا " ا ي‬


‫لن تمنح‬
‫عب القطارات من‬
‫تخفيضات يف األثمنة عىل مستوى التنقل ر‬
‫أجل تشجيع المغاربة عىل التنقل واكتشاف ر‬
‫البوات‬
‫السياحية لبالدهم؛‬
‫‪ ‬العمل عىل تطوير المخيمات السياحية لتقديم خدمات‬
‫بجودة عالية وأثمنة مناسبة وذلك بشاكة مع فاعلي دوليي‬
‫رائدين يف المجال‪.‬‬

‫ونهدف من خالل هذه اإلجراءات توفب عروض سياحية لجميع‬


‫الوطن‪ ،‬من خالل‬
‫ي‬ ‫الفئات االجتماعية‪ ،‬وبأسعار تفضيلية للسائح‬
‫تسهيل الولوج للخدمات السياحية الداخلية‪ ،‬حن نساهم يف‬
‫تحقيق واحد من أبرز رهانات" الدولة االجتماعية"‪ ،‬المتمثلة يف‬
‫المغرب ال‬
‫ري‬ ‫العدالة االجتماعية‪ .‬مع العلم بأن متطلبات السائح‬
‫المغرب يبحث‬
‫ري‬ ‫األجنن‪ ،‬حيث أصبح‬
‫ري‬ ‫تقل عن متطلبات نظبه‬

‫‪21‬‬
‫لن يستفيد منها السياح‬
‫عن نفس الجودة والخدمات السياحية ا ي‬
‫األجانب‪.‬‬

‫ر‬
‫المحتم‪،‬‬ ‫السيد الرئيس‬
‫ر‬
‫المحتمون‬ ‫ى‬
‫حضات السيدات والسادة المستشارون‬

‫ض اتخاذ‬‫السياح‪ ،‬يقت ي‬
‫ي‬ ‫كما ال يخف عليكم‪ ،‬فإن تطوير القطاع‬
‫مجموعة من التدابب المواكبة‪ ،‬عىل مستوى تطوير البنية التحتية‬
‫واللوجستيكية‪ ،‬سواء فيما يتعلق بتطوير النقل الجوي‪ ،‬أو تأهيل‬
‫مواب االستقبال‪ ،‬أو عىل مستوى تعزيز شبكة السكك الحديدية‪.‬‬
‫ي‬

‫‪ ‬فعىل مستوى إنعاش وتطوير النقل الجوي‪ :‬عملت الحكومة‬


‫عىل تعبئة جميع الجهود لتعزيز برنامج الرحالت ابتداء من‬
‫الماض‪ ،‬حيث وفرت الخطوط الملكية‬
‫ي‬ ‫موسم الصيف‬
‫يغظ مختلف‬
‫ي‬ ‫عب ‪ 80‬خط جوي‬
‫المغربية ‪ 6‬مليون مقعد ر‬
‫القارات‪ ،‬كما قامت بتعزيز أسطولها لتتمكن من إنجاز برنامج‬
‫مكثف يف أفضل الظروف‪ ،‬كما تم العمل عىل وضع منتوج‬
‫اإلجماىل بـ ‪ 20‬يف‬
‫ي‬ ‫موحد ومستدام يمكن من تخفيض السعر‬
‫المائة لفائدة جاليتنا المقيمة بالخارج إضافة إىل مجموعة‬
‫من التسهيالت األخرى لتمكينهم من التنقل لبلدهم يف‬

‫‪22‬‬
‫أحسن الظروف‪ ،‬مع استحداث ما قدره ‪ 48‬خط جوي‬
‫حواىل‬
‫ي‬ ‫استثناب لمواكبة الفبة الصيفية‪ .‬فضال عن تخصيص‬
‫ي‬
‫‪ 300‬مليون درهم يف إطار اتفاقيات شاكة بي الدولة‬
‫والجهات وشكات الطبان لمواكبة تعزيز الربط الجوي‬
‫بمختلف الجهات‪.‬‬
‫ومن جهة ثانية تواصل الحكومة تطوير مشاري ــع البنية‬
‫التحتية للمطارات‪ ،‬حيث صادق مجلس إدارة المكتب‬
‫اض‪ ،‬عىل‬
‫الوطن للمطارات‪ ،‬منتصف شهر مارس الم ي‬
‫ي‬
‫لن‬
‫تخصيص مبانية طموحة تصل إىل ‪ 4.8‬مليار درهم‪ ،‬وا ي‬
‫ستمكن من استمرار األشغال عىل مستوى مطاري الرباط ‪-‬‬
‫سال وتطوان‪ ،‬وإطالق الدراسات المعمارية والتقنية المرتبطة‬
‫بمشاري ــع التوسعة المستقبلية للعديد من المطارات‪.‬‬
‫المواب الجديدة‪ :‬تواصل الحكومة‬
‫ي‬ ‫‪ ‬وعىل مستوى تأهيل‬
‫األطلس بتكلفة قدرها‬
‫ي‬ ‫إنجاز أشغال بناء ميناء الداخلة‬
‫‪ 12.65‬مليار درهم والذي ينتظر أن يلعب دورا مهما يف‬
‫تنشيط السياحة باألقاليم الجنوبية فضال عن دعم التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية بالمنطقة‪ .‬كما تواصل بناء ميناء‬

‫‪23‬‬
‫كأكب مشوع‬
‫الناظور غرب المتوسط بكلفة ‪ 12‬مليار درهم ر‬
‫مهيكل يف حوض البحر األبيض المتوسط‪ ،‬ومنصة ذات‬
‫السياح‬
‫ي‬ ‫عالم من شأنها أن تساهم يف إنعاش القطاع‬
‫ي‬ ‫إشعاع‬
‫ببالدنا‪.‬‬
‫‪ ‬أما يف ما يخص تعزيز الشبكة الطرقية والسككية‪ :‬تواصل‬
‫لن من‬
‫الحكومة تعزيز البنية التحتية الطرقية والسككية‪ ،‬ا ي‬
‫شأنها أن توفر ظروفا مريحة ومالئمة للسياح األجانب‬

‫عب ربوع المملكة‪ .‬ي‬


‫وف هذا‬ ‫والمغاربة للتنقل بشعة وأريحية ر‬
‫اإلطار‪ ،‬عملت الحكومة عىل إنجاز الدراسات المتعلقة‬
‫بمشاري ــع تمديد شبكة الخط الفائق الشعة الرابط بي‬
‫مدينن مراكش وأ كادير‪ ،‬كما تعمل عىل مواصلة إنجاز‬
‫ي‬
‫السكك لميناء الناظور ‪-‬‬
‫ي‬ ‫الدراسات المتعلقة بمشوع الربط‬
‫غرب المتوسط‪ .‬وتواصل الحكومة إنجاز الطريق الشي ــع‬
‫طرف بمواصفات دولية‬
‫ي‬ ‫تزنيت – الداخلة لتوفب محور‬
‫وجودة عالية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ى‬
‫حضات السيدات والسادة‪،‬‬

‫الوطن‬
‫ي‬ ‫وباعتبار قطاع الصناعة التقليدية رافعة لتثمي الباث‬
‫وتعزيز الجاذبية االقتصادية والسياحية لبالدنا‪ ،‬لكونه مكونا‬
‫السياح‪ .‬فقد أولته الحكومة‬
‫ي‬ ‫أساسيا لتجويد وتطوير العرض‬
‫عناية خاصة‪ ،‬بفعل تضره من تداعيات األزمة الوبائية‪ ،‬خاصة‬
‫مغرب‪.‬‬
‫ري‬ ‫وأنه يشغل أزيد من ‪ 2.5‬مليون‬

‫يف هذا اإلطار‪ ،‬تم العمل عىل إعادة تنظيم هذا القطاع‪ ،‬من‬
‫خالل تفعيل قانون تنظيم الحرف الذي انتظره الصناع‬
‫التقليديون منذ سنوات‪ ،‬وذلك باستصدار النصوص التنظيمية‬
‫لتطبيق مقتضيات القانون المتعلق بمزاولة أنشطة الصناعة‬
‫الوطن للصناعة التقليدية‬
‫ي‬ ‫التقليدية‪ ،‬إضافة إىل إحداث السجل‬
‫وكذا المنصة اإللكبونية الخاصة به لتمكي الصناع التقليديي‬
‫الن‬
‫من االستفادة من جميع العروض والخدمات والمساعدات ي‬
‫تقدمها الحكومة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫التسويف‪ ،‬عملت الحكومة عىل تشي ــع‬
‫ي‬ ‫وف إطار تطوير العرض‬
‫ي‬
‫برامج تأهيل البنيات التحتية المتواجدة وإحداث بنيات جديدة‬
‫عبارة عن فضاءات للعرض والبيع وقرى ومركبات‪ ،‬ومناطق‬
‫أنشطة‪ ،‬ودور الصانعة بالعالم القروي‪ ،‬حيث توجد ‪ 64‬بنية يف‬
‫طور اإلنجاز‪ ،‬إضافة إىل إعداد مقاربة جديدة لتأهيل فروع‬
‫عب‬
‫المغرب‪ ،‬ر‬
‫ري‬ ‫الصناعة التقليدية‪ ،‬ترتكز عىل تطوير شامل للمنتوج‬
‫توفب المواد األولية واإلنتاج ثم التسويق‪.‬‬

‫وستمكن هذه المقاربة من خلق مراكز االمتياز ( ‪centres‬‬


‫المقاوالت‬ ‫إحداث‬ ‫وحاضنات‬ ‫‪،)d’excellence‬‬
‫)‪ (incubateurs‬لتحسي جودة المنتوج‪ .‬وتعزيز آليات‬
‫تسويقها‪ .‬ولمواكبة المهنيي فيما يخص البوي ــج لمنتوجات‬
‫كبى‬
‫الصناعة التقليدية‪ ،‬أطلقت الحكومة حملة ترويجية ر‬
‫المغرب يف العديد من المدن المغربية بالمراكز‬
‫ري‬ ‫لتسويق المنتوج‬
‫الكبى‪ .‬وبالموازاة مع ذلك‪ ،‬تم تبيل عدد من االتفاقات‬
‫التجارية ر‬
‫وب‪.‬‬
‫المتعلقة بالتسويق اإللكب ي‬

‫ى‬
‫حضات السيدات والسادة‪،‬‬

‫‪26‬‬
‫ستعجاىل للحفاظ عىل‬
‫ي‬ ‫وبعد النجاح الذي عرفه المخطط اال‬
‫السياح وعىل قدرته التشغيلية‪ ،‬عملت الحكومة‬
‫ي‬ ‫عافية القطاع‬
‫ف إطار مقاربة استشافية‪ ،‬عىل بلورة ى ى‬
‫وتتيل خارطة الطريق‬ ‫ي‬
‫وه خارطة مبتكرة‪ ،‬منسقة ومحكمة تستند‬
‫الجديدة للقطاع‪ ،‬ي‬
‫عمىل وحكامة ترابية وتشاركية‪ ،‬بهدف مواجهة تحدي‬
‫ي‬ ‫إىل نهج‬
‫النمو المستدام للقطاع‪ ،‬وجعله يتماس مع التغبات المهمة‬
‫للطلب واألسواق‪.‬‬

‫ماض التوقيع عىل اتفاقية‬


‫ي‬ ‫وف هذا اإلطار‪ ،‬تم يوم ‪ 17‬مارس ال‬
‫ي‬
‫إطار لتبيل خارطة الطريق االسباتيجية لقطاع السياحة بحلول‬
‫رئيس للنمو‬
‫ي‬ ‫عام ‪ ،2026‬بهدف وضع السياحة كقطاع‬
‫االقتصادي‪ ،‬بمبانية تصل إىل ‪ 6.1‬مليار درهم‪.‬‬

‫ونهدف من خالل خارطة الطريق هاته‪ ،‬إىل جذب ‪17.5‬مليون‬


‫حواىل ‪ 200.000‬فرصة‬
‫ي‬ ‫سائح سنويا بحلول سنة ‪ ،2026‬وخلق‬
‫شغل مباشة وغب مباشة‪ ،‬والوصول إىل عتبة ‪ 120‬مليار درهم‬
‫كعائدات للقطاع من العملة الصعبة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ولبلوغ هذه األهداف‪ ،‬تروم خارطة الطريق المعتمدة تحويل‬
‫عب العمل عىل كل الروافع األساسية‪ ،‬من خالل‬
‫السياح ر‬
‫ي‬ ‫القطاع‬
‫السياح يتمحور حول تجربة الزبون‬
‫ي‬ ‫اعتماد تصور جديد للعرض‬
‫عب ‪:‬‬
‫عب ‪ 9‬سالسل موضوعاتية و ‪ 5‬سالسل أفقية؛ وذلك ر‬
‫ر‬

‫‪ ‬وضع مخطط لمضاعفة سعة النقل الجوي ؛‬

‫‪ ‬تعزيز البويـ ـج والتسويق مع إيالء اهتمام خاص للرقمنة ؛‬


‫‪ ‬تنوي ــع منتجات التنشيط الثقافية والبفيهية مع انبثاق‬
‫نسيج من المقاوالت الصغرى والمتوسطة النشطة‬
‫والعضية؛‬
‫‪ ‬تأهيل الفنادق وإحداث قدرات إيوائية جديدة؛‬
‫‪ ‬تعزيز الرأسمال البشي‪ ،‬ر‬
‫عب إطار جذاب للتكوين وتدبب‬
‫الموارد البشية‪ ،‬من أجل االرتقاء بجودة القطاع وإعطاء‬
‫آفاق مهنية أفضل للشباب‪.‬‬

‫ى‬
‫حضات السيدات والسادة‪،‬‬

‫‪28‬‬
‫توىل أهمية كببة للقطاع‬
‫فكما استعرضت أمامكم‪ ،‬فالحكومة ي‬
‫السياح‪ ،‬إيمانا منها بدور الرافعة الذي يلعبه لفائدة االقتصاد‬
‫ي‬
‫الوطن‪ ،‬فضال عن كونه يفتح آفاقا واعدة‪ ،‬يف مجال توفب‬
‫ي‬
‫الن يلعبها القطاع يف‬ ‫فرص الشغل‪ .‬إضافة إىل ي‬
‫باف األدوار ي‬
‫االنفتاح عىل اآلخر‪ ،‬ومد جسور التواصل والتعارف بي‬
‫الشعوب‪ ،‬والتحرر من نزوعات التعصب واالنغالق‪.‬‬

‫والحمد هلل‪ ،‬فبالدنا لديها من الباكمات والمقومات والمؤهالت‬


‫ما يجعلها وجهة سياحية رائدة إقليميا ودوليا‪ ،‬وهو ما يعززه‬
‫األمن واالستقرار الذي تعرفه بالدنا تحت القيادة الرشيدة لجاللة‬
‫الملك‪ .‬ما ر‬
‫يجبنا عىل رفع سقف طموحاتنا عاليا‪ ،‬لنكون يف‬
‫مستوى التطلعات‪.‬‬

‫ى‬
‫يفوتن سوى أن أنوه بمختلف الفاعلي يف القطاع‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫الختام‬ ‫وف‬
‫ي‬
‫الن لعبوها تماشيا مع المجهودات‬
‫السياح‪ ،‬وأثمن األدوار ي‬
‫ي‬
‫الحكومية للصمود أمام تداعيات األزمة الصحية‪ ،‬والحفاظ عىل‬
‫مناصب الشغل‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫كما أهيب بمختلف المتدخلي‪ ،‬لتعزيز انخراطهم يف هذه‬
‫الن يعرفها القطاع بعد الشوع يف تبيل خارطة‬
‫الدينامية ي‬
‫الطريق االسباتيجية ‪ ،2026 - 2023‬إلبراز مقومات المغرب‬
‫كوجهة سياحية متمبة‪ ،‬مع األخذ بعي االعتبار توسيع قاعدة‬
‫الوطن‪ ،‬واحتدام المنافسة عىل الصعيدين‬
‫ي‬ ‫السياح‬
‫ي‬ ‫العرض‬
‫والدوىل‪ ،‬والعمل عىل ابتكار أساليب جديدة ناجعة يف‬
‫ي‬ ‫قليم‬
‫اإل ي‬
‫مجال التسويق والبوي ــج والتواصل‪ ،‬لتحقيق االستغالل األمثل‬
‫للمؤهالت السياحية ال ين تزخر بها بالدنا‪ ،‬ما من شأنه أن‬
‫يساهم يف إشعاع المملكة خارجيا‪ ،‬وتكريس مظاهر الرخاء‬
‫واالجتماع داخليا‪.‬‬
‫ي‬ ‫االقتصادي‬

‫كما أدعوا جميع الفاعلي العموميي واالقتصاديي للمزيد من‬


‫التعبئة وتضافر الجهود إلنجاح هذه الرؤية االسباتيجية‬
‫الطموحة‪ .‬وأحث المؤسسات البنكية عىل تقديم المزيد من‬
‫الدعم لالستثمارات السياحية‪ ،‬لمواكبة مبادرات المستثمرين‪،‬‬
‫المغاربة منهم واألجانب‪ ،‬يف إنجاز مشاريعهم‪.‬‬

‫والسالم عليكم ورحمة هللا تعال وبركاته‬

‫‪30‬‬

You might also like