Professional Documents
Culture Documents
التَّدرُّج في التعليم
التَّدرُّج في التعليم
من المبادئ التي حرص عليه اإلسالم في جميع المجاالت -ومجاالت التربية خاَّصة ،-وج اءت به ا الس َّنة
القولَّية والعملَّية :الَّتدُّر ج في التعليم .وهذا واضح في جانب التكليف والتشريع .فقد كان التكلي ف في العه د
المكي مقصورًا على أحكام العقيدة ومكارم األخالق ،ثم ُفرضت الصالة قبي ل الهج رة ،وفرض ت في أول
األمر ركعتين ثم ُأقَّرت في السفر وِز يَدت في الحضر .وفي المدينة ُفرض ت بقي ة الف رائض ،كم ا ح رمت
الخمر والربا وغيرهما ،كل ذلك بمنهج ت دريجٍّي حكيم يس ِّهل على المكَّلفين امتث ال األم ر واجتناب النهي
في غير حَر ج وال إعنات .وهكذا كان الرسول الكريم يعلم أصحابه :أن يأُخ ذوا بس َّنة "الت دُّر ج" ال تي هي
سَّنة هللا في الحياة والوجود كله.
عن ابن عباس رضي هللا عنهما أن رسول هللا صلى هللا عليه وس لم لَّم ا بعث مع اذا إلى اليمن ق ال ":إن ك
تأتي قوًم ا من أهل الكتاب ،فاْد عهم إلى شهادة أن ال إل ه إال هللا ،وأني رس ول هللا ،ف إْن هم أط اعوك ل ذلك،
فأعلمهم أَّن هللا افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ،فإْن أطاعوك لذلك ،فأعلمهم أَّن هللا ف رض
عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم ،فترّد على فقرائهم" .وهكذا ينبغي أن تكون الدعوة ويكون التعليم.
وقد كان كثير من كب ار العلم اء يؤلف ون كتبهم ُم تدِّرج ة َو ْف ق م راتب ال ترِّقي في الطلب .ف الغزالي -مثال-
يؤلف في فقه الشافعية :الوجيز ،ثم الوسيط ،ثم المبسوط .وابُن قدامة يؤلف في فق ه الحنابل ة على ال ترتيب
الَّتصاعدي :العمدة ،ثم المقنع ،ثم الكافي ،ثم المغني .وهكذا كانوا يكتب ون لك ِّل مرحل ة في الطلب م ا يلي ق
بها ،فالمبتدئ غير المتوسط غير المنتهي .وكذلك ينبغي أن ُتراعى مراح ل العم ر .فُيعطي للص بي غ ير م ا
ُيعطى للمراهق ،غير ما ُيعطى للناضج.
وهذا ما يحرص عليه رجال التربية اليوم في وضع المناهج ،وفي تأليف الكتب.
تعليم البنات
تعليم البنات ،هو مصطلح شامل لجميع القضايا والمناقشات التي تدور حول تعليم (تعليم أساس ي ،ث انوي،
ع الي وتعليم الص حة على وج ه الخص وص) للبنات .يش مل ه ذا المص طلح موض وعات المس اواة
النوعي ة ويتط رق للتعليم ،وعالقات ه بتخفي ف معان اة الفق ر .ويتط رأ أيض ًا إلى قض ايا تعليم الجنس
الواحد والتعليم الديني ،حيث يتم تقسيم التعليم على حسب النوع ،وتأثير التعاليم الدينية على التعليم ،وال تي
كانت مهيمنة تاريخيًا ،وال تزال محل جدل في النقاش الحديث لتعليم البنات من وجهة النظر العالمية.
تقل احتماالت التحاق البنات ،في مختلف أنحاء العالم ،بالمدارس ،وتقل أكثر من ذل ك احتم االت إتم امهن
التعليم األساسي ،مقارنة بالبنين .وفي بلدان كثيرة ،تواجه البنات عوائق أك بر كث يرًا تح ول دون التح اقهن
بالمدرسة .فالتقاليد المترسخة ،والفق ر ،وقص ور المراف ق ،وع دم وج ود حكوم ة في بعض األحي ان ،هي
بعض العقبات الكثيرة التي تؤثر بدرجة غير متناسبة على البنات وتعوق تعليمهن.
ومادامت البنات ُيتَر كن متخلفات ،فإن أهداف تعليم جميع األطفال وكفالة التنمية البش رية الحقيقي ة ال يمكن
أبدًا أن تتحقق .فالبنت التي ُتحرم من التعليم تكون أكثر عرضة للفقر والجوع والعنف واإليذاء واالستغالل
واالتجار بها ولإلصابة بڤيروس نقص المناعة البشرية/اإليدز والوفاة النفاس ية ،وهي ترك ة ق د تنتق ل إلى
أطفالها.
وإلحاق مزيد من البنات بالمدرسة اآلن ستكون له أيضًا مردودات هائلة بالنسبة للجيل المقبل .فالبنت ال تي
تحصل على تعليم من األرجح أن تساهم مساهمة كاملة في الحياة السياسية واالجتماعية واالقتص ادية وأن
تصبح أمًا من األرجح أن يبقى أطفالها على قيد الحي اة ،وأن يكون وا أفض ل تغذي ة ويلتحق وا بالمدرس ة هم
أنفسهم .وستكون أكثر إنتاج ًا في الم نزل وستحص ل على أج ر أفض ل في مك ان العم ل .ك ون أق در على
حماية نفسها وأطفالها.