نحن والحمير

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 112

2

‫اسم الكتاب‪ :‬حنن واحلمري يف املنعطف اخلطري‬


‫اسم الكاتب‪ :‬حممد مصطفى العمران‬
‫نوع الـعـمـل‪ :‬قصص‬
‫الرقم الدويل ‪16-1-221-230316 :EBIN‬‬
‫الناشر‪ :‬دار بسمة للنشر اإللكرتون‬
‫الطبعة الثانية‪2023 :‬م ‪1444 /‬ه‬

‫دار بسمة للنشر اإللكتروني‬

‫‪00212771814934‬‬
‫دار بسمة للنشر اإللكتروني (المغرب)‬
‫‪Basma24design@gmail.com‬‬
‫المملكة المغربية‬

‫دار بسمة للنشر اإللكرتون تقـدم ييـخ مـدمال النشـر وح تت مـل ؤو مسـ ولية‬
‫جتاه احملتوى إذ إن الكاتب وحده هو املس ول عن نتاج فكـره‪ ..‬ممـا ح جيـو يو‬
‫ص ــورش نش ــر ؤو إع ــادش ءب ــخ ؤو ــتا م ــن ه ـما الكت ــاب ؤو امت ـتان مادت ـ بطر ق ــة‬
‫احســرت اع ؤو نقل ـ عل ـى ؤو حنــو م ـان ؤو يو ءر قــة ســواا مان ـو إلكرتونيــة ؤو‬
‫ابلتصو ر ؤو مالف ذلك إح مبوافقة مطية من الناشر ؤو امل لف‪© .‬‬
‫‪3‬‬
‫قصص‬

‫‪4‬‬
5
‫اإلهداء‬

‫إىل اإلنســانة الــب ؤحبتــذ مــل هــما احلــب‬


‫وم ــا تـ ـتال و ــر احلـ ــب والعط ــاا املتـ ــدف يف‬
‫حيايت‪ :‬ؤمي‪.‬‬

‫وإىل و ب ؤم ليث وإىل األحبــاب‪ :‬مار نــا‬


‫وليــث‪ ..‬ؤهــدو إلــيكم ييعـا هــمه ا موعــة‬
‫القصصية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪6‬‬
‫مقدمة‬

‫النجاح المو حققت همه ا موعة القصصية يف إصــدارها األول ؤذهلــذ‬


‫لقــد فــا مــل توقعــايت نشــرل يف عش ـرال املواقــخ والص ـ ف وا ــالل‬
‫اليمني ــة والعربي ــة ون ــدلو عن ــا العد ــد م ــن الفا ــا يال العربي ــة مم ــا‬
‫نسعى ألن ترت م لإلجنليت ة والرتمية والفرنسية قر با إبذن هللا‪.‬‬

‫هما النجاح رمبا لإلسقاءال والدححل الــب نمل ــا قصـة "حنــن واحلمــري‬
‫يف املنعطف اخلطري" والب متبت ا عن قصة حقيقية وبكل عفو ــة وصــد‬
‫وإجيا ف ققو مل هما النجاح والتألري‪.‬‬

‫القصـ ــة ؤمطـ ــر مـ ــن املقـ ــال ؤلـ ــف مـ ــرش يف دحح ـ ــا واسـ ــقاءا ا وملودهـ ــا‬
‫فاملقــال نت ــي بعــد ؤام وؤســابيخ ولكــن القصــة مالــدش تق ـرؤ يف مــل مــان‬

‫‪7‬‬
‫ومكان ولغة فيشــعر القــاراب ابملتعــة وتتســلل إىل ذهنـ الرســالة الــب بــمرها‬
‫الكاتب يف القصة وبكل سالسة وتلقا ية‪.‬‬

‫هما النجاح الكبري هلمه ا موعة القصصية علذ ؤمتــأ ؤن تصــدر بطبعــة‬
‫د دش ءبعة ورقية وؤلكرتونية ولكن ألن الطباعة الورقية يف اليمن وغــري‬
‫الــيمن صــارل صــعبة علــى ؤمثــايل رغــم ؤن ا ــي قــد بــدؤ ــرتدد يف ســو‬
‫النش ــر ال ــورقي فق ــد ص ــدر يل مت ــاب ول ــالي ‪،‬موع ــال قصص ــية و ــما‬
‫تكون يل ‪-‬مخ اإلصدارال األلكرتونية ال‪ pdf‬مثان ‪،‬موعال قصصــية‬
‫ولدو ا موعة اجلد دش التاسعة قد متبو من ا ؤربخ قصص‪..‬‬

‫الش ــكر م ــل الش ــكر ل ــدار بس ــمة للنش ــر األلك ــرتون ال ــب ؤق ــرتح م ــد رها‬
‫األســتاذ ــري بــن الاــو إصــدار ءبعــة د ــدش مــن هــمه ا موعــة وهانــما‬
‫ؤلــر رغبت ـ وؤجتــاوب مــخ مقرتح ـ الكــري وؤقــخ بــب ــدو الق ـراا الطبعــة‬
‫اجلد دش من همه ا موعة والب ؤقفو إلي ا عدش قصص‪.‬‬

‫حممد مصطفى العمران‬

‫‪‬‬

‫‪8‬‬
‫حنن واحلمي‬

‫قم شر ‪..‬‬

‫من ــو ؤ ــخ ه ــمه الكلم ــة و ط ــري ن ــومي وؤصـ ـ و م ــمعورا ألن ؤعل ــم م ــا‬
‫بع ــدهام فم ــن امل م ــد ؤن ؤم ــي س ــتقوم ب ــدل س ــطل امل ــاا الب ــارد عل ــي يف‬
‫الفراش لتبللذ وليايب يف هما الربد القارس‪.‬‬

‫ؤتنــاول إفطــارو علــى عجــل بينمــا نتلــرن احلمــار لنماــي حنــو الكــابوس‬
‫املقــرر علــي املــرور ب ـ لــالي م ـرال وميــا مــرش يف الصــباح بعــد اإلفطــار‬
‫ومرش بعد الغداا ومرش ؤمريش قبيل املغرب‪.‬‬

‫وابلنسبة يل فجلب ميــاه الشــرب مــن اجلبــل ؤفاــل مــن رعــي الغــنم بكثــري‬
‫لوح ذلك املنعطف اخلطري المو رتبص يب واحلمار قرب عب املاا‪.‬‬

‫ؤظل ءوال الطر ؤفكر ميف ســأجنو مــن ذلــك املنعطــف دون ؤن ؤســق‬
‫مخ احلمار إىل ؤسفل اجلبل؟!‬

‫‪9‬‬
‫ؤصل املنعطف اخلطري فأنتل من فو احلمار وؤدفع فيقفت من املنعطــف‬
‫مث ؤقفت ورااه فينتاح عذ نصف اهلم ألنــتلم يف الطــابور حــو ييت دورو‬
‫لتعبئة علب املاا وؤعــود ؤمشــي وراا احلمــار حــو تجــاو املنعطــف ؤقفــت‬
‫بعده ؤوقف وؤرمب‪.‬‬

‫وحب سق ؤحــد األءفــال مــخ رــاره صــرمنا ملنــا ونتلنــا علــى ؤلــره وقمنــا‬
‫حبملـ وإســعاف إىل املرمــت الصـ ي ملنــا توقعنــا موتـ فقــد مــان غا بـا عــن‬
‫الــوعي لكنـ جنــا وعــاد بعــد ؤســابيخ اشــي علــى العكــاميت بصــعوبة ممــا‬
‫جنــا احلمــار ؤ ا ـا ومــن حين ــا ادل الكــوابيع فصــارل جــم علــي يف‬
‫ن ــومي وصـ ـ وو ؤلم وؤحل ــم ؤن ــذ س ــقطو م ــخ احلم ــار إىل ؤس ــفل الت ــل‬
‫وؤص و مفتوعا ؤتصبب عرقا ويف ص وو منو ؤختيــل ؤنــذ قــد ســقطو‬
‫مخ احلمار ومسرل ر لي وعدل ؤمشي ابلعكا فتتداد خماويف‪.‬‬

‫وماو سنوال وؤل ؤعيش موابيع متواصلة مشــية الســقو مــخ احلمــار‬
‫م ــن ذل ــك املنعط ــف اخلط ــري دون ؤن ق ــوم األه ــايل بتوس ــعة الطر ـ ـ ؤو‬
‫الب ــث ع ــن حل ــول ودون ؤن ط ــر بب ــايل ؤن هن ــاأ ء ــر ؤم ــرى من ــة‬
‫اك ــن ؤن ؤسـ ــلك ا إىل عـ ــب املـ ــاا دون امل ــرور بـ ــملك املنعطـ ــف التـ ــار ي‬
‫اخلطري‪!.‬‬

‫‪10‬‬
‫ومل نقــمن مــن تلــك الكــوابيع املريفــة إح رحيلــي مــن القر ــة إىل املد نــة‬
‫للدراســة ابجلامعــة وماــو ســنوال ءو لــة وعلمــو ين ؤهــل قر تنــا قــد‬
‫استطاعوا إ صال املاا إىل املنا ل بعد ؤن سق يف ذلــك املنعطــف اخلطــري‬
‫ؤربعة ؤءفال تويف ؤحــدهم وبقــي الثاللــة اشــون ابلعكــاميت ف مــدل هللا‬
‫على ؤن القر ة ختلصو ؤمريا من ذلك الكابوس املريف‪.‬‬

‫والغر ــب والعجي ــب ؤن ــذ ح ــب ع ــدل إىل القر ــة قب ــل ؤش ـ ر و ــدل ؤن‬
‫مشــروع املــاا قــد توقــف بعــد ؤن تنــا ع األهــايل علــى إدارش املشــروع وعــاد‬
‫الناس إىل لب املاا ابحلمري واملرور بملك املنعطف اخلطري‪!.‬‬

‫ا تمعن ــا يف مقي ــل ؤح ــد و ــاا القر ــة وي نق ــاش ه ــمه القا ــية وح ــب‬
‫اقرتحو علي م تنليم إدارش املشروع مــل ؤســبوع عنــد شــرص مــن م وافـ‬
‫ــودو فش ــلو‬ ‫ال ــبعر ورف ــر م ــرون حاول ــو ي ــخ ملم ــت م ولك ــن‬
‫فاقرتحــو علــي م ررــة ابألءفــال واحلمــري ؤن ســلكوا ءــر ؤمــرى منــة‬
‫للوصــول إىل عــب املــاا فأبــدوا دهشــت م مــن هــمه الفكــرش الغر بــة الــب مل‬
‫ختطر هلم ببال‪!.‬‬

‫مر من بدح مــن املــرور ابملنعطــف‬ ‫وحب سألت م‪ :‬ملاذا مل تسلكوا ءر‬
‫اخلطري؟‬

‫‪11‬‬
‫وحين ا ردوا علي مبا ؤفتعذ‪:‬‬

‫‪-‬حنن منشي وراا احلمري وهي من تسلك بنا ذلك الطر ‪!.‬‬

‫‪‬‬

‫‪12‬‬
‫يف اللحظة قبل األخية!‬

‫حـ ــب فـ ــتل ابجلـ ــا تش األوىل يف مسـ ــابقة القصـ ــة القصـ ــريش والـ ــب نلمت ـ ــا‬
‫م سسـ ــة اإلبـ ــداع الشـ ــبايب بدولـ ــة الكو ـ ــو بـ ــدؤ النـ ــاس نتب ـ ــون إىل ؤن‬
‫القصــص الــب ؤمتب ــا قــد تكــون هلــا قيمــة حقيقيــة وألن الفــا ت ابجلــا تش‬
‫األوىل فقد مانو القيمة املالية للجا تش مبــريش فرحــو ابملبلـ املــايل لكــذ‬
‫ت ـ ــا التو ـ ــة واألءفـ ــال وبعـ ــر‬ ‫بعـ ــد حسـ ــاب قا مـ ــة الطلبـ ــال الـ ــب‬
‫األقــارب و ــدل ؤن املبل ـ قــد ؤنت ــى ابلفعــل بقيــو يل القيمــة املعنو ــة‬
‫للجــا تش ف ــي ه ــي ؤول اع ـرتاف مب ــوهبب وتقــد ر حقيق ــي هلــا إق ــافة إىل‬
‫مووــا ستســوقذ مقــاا يف العــامل العــريب ف فــل تســليم اجلــا تش سي اــره‬
‫الكثري من املبدعب واملس ولب ووسا ل اإلعالم‪.‬‬

‫سـ ــافرل إىل الكو ـ ــو وتسـ ــلمو اجلـ ــا تش ودرع التكـ ــري و‪ 100‬نسـ ــرة‬
‫مطبوعة من ‪،‬موعب القصصية الفا تش‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫بعــد عــوديت مــن الكو ــو وبعــد ؤن متــب الكثــري مــن النقــاد عــن ‪،‬مــوعب‬
‫القصصية اتصلو يب دار نشر لبنانية مرموقة وءلبــو مــذ نشــر ‪،‬موعــة‬
‫قصصية د دش يل وابلفعل منو قد متبو بعــر القصــص ولكــن الــدار‬
‫ءلبو ‪ 15‬قصة قصريش على األقل ومان اكنذ ؤن ؤعتمر ولكــن املبلـ‬
‫ال ــمو عرق ــت ال ــدار مقاب ــل نش ــر القص ــص بش ــكل ورق ــي واإللك ــرتون‬
‫علذ ؤنمع للكتابة و ــب وؤءفــايل نلمــون منــم ســنوال ين نشــرتو‬
‫سيارش وعندما ؤمرب م ابلعرض المو تلقيت هجــم علــي األءفــال قبلــون‬
‫و ناشدون‪:‬‬

‫‪ -‬واف ا اباب ؤر وأ من ؤ لنا‪.‬‬

‫‪-‬نشب سيارش ا اباب‪.‬‬

‫‪-‬هللا نفلك ا اباب واف ‪.‬‬

‫‪-‬فرصة ا اباب واف ‪.‬‬

‫وافقو ورؤ و الفرحة يف و وه األءفال ؤمريا سأحق هلم ما سعدهم‪.‬‬

‫ؤبلغو الدار موافقب فأرسلو يل عقــد احتفــا ونصــف املبلـ دفعــة ؤوىل‬
‫فقمــو بتوقيــخ العقــد وإرســال إلــي م ومتكنــا مــن ش ـراا ســيارش مســتعملة‬
‫د ــدش وبقين ــا مل ــدش ؤس ــبوع نتمش ــى ــا يف ش ــوارع ص ــنعاا‬ ‫ولكن ــا ش ــب‬
‫‪14‬‬
‫وق ــواحي ا مث انتب ــو إىل ؤن م ــر موع ــد لتس ــليم القص ــص ه ــو م ــر‬
‫الش ـ ـ ر احل ـ ــايل ومل ب ـ ـ من ـ ـ س ـ ــوى ‪ 19‬وم ـ ــا وحين ـ ــا ق ـ ــررل التف ـ ــر‬
‫للقصص‪.‬‬

‫فت ــو احلاس ــوب وب ــدؤل مبرا ع ــة القص ــص ال ــب متبت ــا ومل تنش ــر بع ــد‬
‫قرؤ ا مــأنذ قــاراب عــادو ح صــلة لـ ــا مث‬ ‫فو د ا مخع قصص فق‬
‫قم ــو إبع ــادش ص ــياغة بع ــر العب ــارال وح ــمف احلش ــو والكلم ــال الغ ــري‬
‫قــرور ة ومرا عت ــا لغــوا وبقيــو عشــر قصــص علــي متااب ــا مــالل ‪18‬‬
‫وما ويف الثالي األام األوىل حاولو الكتابة فلم ؤستطخ‪!.‬‬

‫مـ ــان ـ ــو البيـ ــو املشـ ـ ون بصـ ــياح األءفـ ــال وعـ ـرام م و ارال نسـ ــاا‬
‫اجل ـريان للتو ــة مــخ ؤءفــاهلن ومــملك األقــارب الــم ن هطلــوا علــى منــتيل‬
‫بعــد علم ــم بفــو و ابجلــا تش قــد حــرمذ مــن اهلــدوا املطلــوب لكــي ؤمتــب‬
‫وؤبدع‪.‬‬

‫الوقو ااي ومل ب سوى ‪ 15‬وما لتسليم القصص‪ ..‬فكيف العمل؟!‬

‫ؤعلنــو حالــة الط ــواراب يف البيــو ويعــو التو ــة واألءفــال وص ــارحت م‬
‫ين ح ؤستطيخ الكتابة يف هما اجلو وحبد من حــل عا ــل فالوقــو نفــم‬
‫ؤبـ ــدل التو ـ ــة واألءفـ ــال اسـ ــتعدادهم لالنتقـ ــال إىل منـ ــتل عمـ ــي والـ ــد‬

‫‪15‬‬
‫التو ـ ــةث ر ثمـ ــا ؤتفـ ــر للكتابـ ــة لكـ ــذ مل اسـ ــتجب هلـ ــمه الفكـ ــرش فعمـ ــي‬
‫تاا من األءفال وسيتقبل م ألام ولكن ألسبوعب لن ت مل م‪.‬‬

‫ترمــو التو ــة واألءفــال يف البيــو وذهبــو إىل فنــد واســتأ رل غرفــة‬
‫ملــدش ؤســبوعب مــي ؤمتــب القصــص ومــر اليــوم األول والثــان ومل ؤســتطخ‬
‫الكتابة وحاولــو عصــر ذهــذ واخلــروج حــو بقصــة واحــدش فلــم ؤســتطخ‬
‫حاولو تممر مواقف من ءفولب ومن ؤام الشــباب ؤو اجلامعــة فلــم ؤ ــد‬
‫فكــرش مناســبة لقصــة قصــريش الوقــو ااــي و ــتداد الاــغ علــي و ــتداد‬
‫قلقي وارتبامي‪.‬‬

‫‪-‬مــاذا ســأقول للتو ــة واألءفــال وقــد تــرمت م لوحــدهم وذهبــو للفنــد‬
‫للتفر للكتابة؟‬

‫‪-‬وهل ستتف م دار النشر ما حدي يل من عقم إبداعي مفا ئ؟‬

‫‪-‬وهل ستمن ذ فرصة د دش ؤم ستلغي العقد وتطالبذ إبعادش املبل ؟‬

‫تا ي إذا مل ؤنفم احتفا ؟‬ ‫‪-‬وهل هناأ شر‬

‫تساؤحل مثريش حاصرتذ وؤل يف الفند ومل ؤ د هلا واب‪.‬‬

‫يف اليوم الثالث غادرل الفند وعدل للبيو وؤمرب م مبا حدي يل‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫قالو التو ة‪:‬‬

‫‪-‬حسـ ــدول علـ ــى الفلـ ــوس الـ ــب حصـ ــلت ا مـ ــن الكو ـ ــو والسـ ــيارش الـ ــب‬
‫اشرت ناها وؤصابوأ بعب شر رش فلن تستطيخ الكتابة بعد اليوم‪.‬‬

‫وؤقافو‪:‬‬

‫‪-‬ومش بعيد كونوا قد عملوا لك س ر عطلك عن الكتابــة ولــما ح بــد‬


‫ؤن تمهب اآلن ملعاجل فك لك الس ر‪.‬‬

‫وحاول ــو ؤن ؤوق ــن هل ــا ؤن ه ــما غ ــري ص ـ ين فكتاب ــة القص ــص إهل ــام ح‬
‫موعد ل اكن ؤن ييت يف ؤو وقو واكن ؤن غيب لفرتش غــري معلومــة‬
‫ولكن ـ ــا مل تقتن ـ ــخ ؤب ـ ــدا حب ـ ــد ثي وؤص ـ ــرل عل ـ ــى موقف ـ ــا وألن مص ـ ــاب‬
‫ابلسكرو والمو ارتفخ مثريا بســبب الاــغ الــمو ؤعيشـ وإحبــاءي مــن‬
‫ق ــياع ه ــمه الفرص ــة الكب ــريش ال ــب ح تع ــوض وم ــن غي ــاب اإلهل ــام وع ــدم‬
‫القــدرش علــى الكتابــة فقــد انفجــر غاــر علــى التو ــة فوصــفت ا ابجل ــل‬
‫وقلــة العقــل والشــعوذش واخلرافــال وؤمطر ــا بوابــل مــن الشــتا م ف تمــو‬
‫حقيبت ا وساقو ؤءفاهلا وغادرل املنتل ابمية إىل بيو عمي‪.‬‬

‫بقيــو وحيــدا يف املنــتل وحاولــو الكتابــة فلــم ؤســتطخ ؤم ـريا ئســو مــن‬
‫الوفاا ابحتفا مخ دار النشر فمهبو إىل بيــو عمــي وشــرحو لـ األمــر‬

‫‪17‬‬
‫وص ــاحلو التو ــة واعت ــمرل هل ــا واش ــرت و هل ــا ول ءف ــال بع ــر اهل ــداا‬
‫وعدل إىل املنتل‪.‬‬

‫ــتل رســالة اعتــمار لــدار النشــر فلــم ب ـ ســوى لاللــة ؤام ولــيع مــن‬
‫املعقول ؤن متب ‪ 10‬قصص متميــتش يف ‪ 3‬ؤام ولكــذ تر ثــو يف إرســال‬
‫احعتمار لل لال األمريش منو ؤر د اخلروج من دوا ر القل واإلحبــا‬
‫الب حاصرتذ م ما تكن النتا ج‪!.‬‬

‫اقتنعو يوا مانو فرصة ومل ؤوف في ا وسوف ؤنمل نتا ج ا‪.‬‬

‫يف اليوم الثان منو ؤحبث عن متاب قــدي مــن إصــدارال ‪،‬لــة " العــريب "‬
‫فو ــدل دفــرت قــدي قــد متتقــو ؤءراف ـ فرميت ـ بعيــدا وعــدل إىل ‪،‬لســي‬
‫ابلكتــاب وبعــد ســاعة ــاال ابنــب نمــل الــدفرت وتقــول يل وؤل غــار يف‬
‫القرااش‪:‬‬

‫‪-‬اباب و ــدل ال ــدفرت ال ــمو متب ــو في ـ القص ــص لق ــد ؤعجبت ــذ قرؤ ــا‬
‫وق كو مثري هل معك غريها؟‬

‫وما إن عو بكلمة القصص حو رميو الكتاب انبــا وؤمــمل الــدفرت‬


‫ؤقل ــب ص ــف ات عل ــى عج ــل فو ــدل فيـ ـ ‪ 12‬قص ــة قص ــريش من ــو ق ــد‬
‫متبت ا يف العام املاقي ونسيت ا متاما‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ؤسرعو ؤفتن احلاسوب وؤءبخ القصص وؤعيد صــياغت ا وؤ تهــا للنشــر‬
‫وفعـ ــال مـ ــالل ‪ 24‬سـ ــاعة ي جت يـ ــت ا موعـ ــة ب‪ 17-‬قصـ ــة قصـ ــريش وي‬
‫إرس ــاهلا ل ــدار النش ــر قب ــل املوع ــد بي ــوم وش ــعرل بس ــعادش تغم ــرن بع ــد ؤن‬
‫انتاح عن صدرو هم لقيل وبقيو ؤترقب الرد من دار النشر‪.‬‬

‫لقــد‬ ‫وبعــد ؤام ؤرســلو دار النشــر رســالة شــكر علــى التتامــي ابحتفــا‬
‫ؤش ــادوا ابلقص ــص وؤعجب ــوا ــا ووصـ ــلذ املبلـ ـ املتبق ــي مم ــا صـ ــدرل‬
‫ا موعــة الــب منــو قــد ئســو مــن صــدورها لقــد حــدي مــل شــيا وؤل‬
‫غري مصد ما ندي يل‪!.‬‬

‫‪‬‬

‫‪19‬‬
‫زلة ال تغتفر!‬

‫نــود مــن اجلــيش‬ ‫منم شباب وهو مخ الشيخ رافـ مثــريون مــخ الشــيخ‬
‫مســل ون مــن القبا ــل شــباب مــن ؤقــارب الشــيخ لكــن م مــانوا رحلــون‬
‫وييت غ ـ ــريهم إح ه ـ ــو فق ـ ــد ق ـ ــرر البق ـ ــاا م ـ ــخ الش ـ ــيخ إىل وا ـ ــة عم ـ ــره‬
‫وإلمالصـ ـ للش ــيخ فق ــد عينـ ـ مرافقـ ـ الشرص ــي فك ــان الوحي ــد ال ــمو‬
‫رمب جبواره يف السيارش ح فــار الشــيخ حيثمــا حــل ؤو ارنــل حــو يف‬
‫سفره إىل مارج اليمن سافر مع وألن للشيخ عالقات القو ــة ابملسـ ولب‬
‫ن ــدو يف اجل ــيش مث ؤم ــرج ؤمـ ـرا ابنتدابـ ـ مرافق ــا معـ ـ م ــي‬ ‫فقـ ـ د س ــجل‬
‫امن ل راتبا من الدولة‪.‬‬

‫وحب تــويف مبرــول ســليمان املقــول اخلــاا ابلشــيخ ؤنتدبـ الشــيخ هلــمه‬
‫امل مة فكان مهب يف الصباح إىل حقول القال تفقدها و شرف علــى‬
‫رو مواق ــخ من ــا تكف ــي لق ــال الش ــيخ وق ــيوف ون ــرا عل ــى ؤن تلـ ـل‬
‫ؤشجار القال بعيــدش علــى الســموم واأل ــدش الكيماو ــة مــي تنمــو بشــكل‬
‫ءبيعي وح تفقد ءعم ا‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫قبيل الل ــر قطــف ؤربــخ حــتم مبــريش مــن القــال تكفــي للشــيخ ولاــيوف‬
‫اع ا يف ءرابل مبلل ابملــاا مث عــود ــا إىل منــتل الشــيخ ليغســل ا يــدا‬
‫و قطف ؤغصــان حتمــة من ــا يف مــيع مبــري مبــا كفــي ليماــغ ا الشــيخ يف‬
‫مقيل ـ مث اــخ لــالي حــتم ؤمــام الشــيخ ليــو ع من ــا علــى قــيوف الــم ن‬
‫نصرفون عادش بعد العشاا وحــب غــادر الشــيخ د وانـ ليواصــل ــره مــخ‬
‫نسااه ابلدامل سلم مميــة ؤمــرى مــن القــال تكفــي لســمره الــمو اتــد‬
‫إىل بعد منتصف الليل‪.‬‬

‫لقرب من الشيخ فقد توس ألشراا مثري ن وؤستطاع حــل قاــاا مثــريش‬
‫فقــد مــان عــرف الوقــو الــمو كــون في ـ الشــيخ مســرورا وح ــرد ل ـ ؤو‬
‫ءلب مان يف ؤغلب األوقــال صــامتا ســتمخ للشــيخ ابهتمــام حــو ــاا‬
‫ذلــك اليــوم الــن ع حيــث مــان الشــيخ نكــم بــب قبيلتــب يف قاــية مبــريش‬
‫فإذا ب قاءخ الشيخ فجأش و قرتح هــو احلكــم يف القاــية فــو ئ الشــيخ‬
‫مبا حدي من فصمو عن الكــالم وصــمو مــل مــن يف ا لــع مل فعل ــا‬
‫ؤحد قبل فلم جيرؤ ؤحد على مقاءعة الشيخ ؤلناا حد ث ‪.‬‬

‫تغري و الشيخ وؤرر غابا وهو بدوره ؤدرأ مطأه فقال‪:‬‬

‫‪-‬العفو ا شيخ احلكم حكمك وؤل حمكم لك‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ظل الشيخ صامتا والناس نلرون إلي بمهول بينما واصل هو حد ث ‪:‬‬

‫‪ -‬لة لسان ا شيخ وهللا ما تتكرر‬

‫رمى شال بب دو الشيخ وهو توسل‪:‬‬

‫‪-‬جباه هللا ا شيخ تساحمذ وؤوعدأ بشريف ما ؤ د ؤتدمل بعد اليوم‪.‬‬

‫‪-‬هي غلطة ا شيخ يل منعك‪.‬‬

‫‪-‬ا شيخ من قدر وعفي واملسامن مري‪.‬‬

‫وألن الشيخ ظــل صــامتا فقــد وــر مــن ‪،‬لسـ ليقبــل رمبــة الشــيخ ورؤسـ‬
‫ليساحم ولكن الشــيخ دفعـ بقــوش فوقــخ يف وسـ ا لــع وصــاح الشــيخ‬
‫مبرافقي ‪:‬‬

‫‪-‬بتوا ؤبوه‬

‫ؤسرع مرافقو الشيخ اسكون وجيرون مارج ا لع بينما قال الشيخ‪:‬‬

‫‪-‬سجن القلعة‪.‬‬

‫ؤوار ابميا عند اع ملمة السجن وواصل ر ااه‪:‬‬

‫‪-‬ا شيخ ؤل يل لاللب سنة يف مدمتك‬


‫‪22‬‬
‫‪-‬ا شيخ هي ؤول و مر غلطة‬

‫‪-‬ا شيخ ؤل داعي لك بداعي القبيلة‬

‫ؤصم الشيخ ؤذان عن توسالت وحب غادروا ب ا لع التفو الشــيخ إىل‬


‫احلاقر ن‪:‬‬

‫‪-‬حو لو هو ؤبذ املرطئ يمم عقاب ‪.‬‬

‫وو الشيخ حد ث لل اقر ن‪:‬‬

‫‪-‬ماذا منا نقول؟‬

‫مث واصل الشيخ حد ث ومأن شيئا مل كن‪!.‬‬

‫‪‬‬

‫‪23‬‬
‫مرض غريب!‬

‫توق ــف الول ــد يف ابب متج ــر األلع ــاب وؤمس ــك إبح ــدى الك ـرال املتدلي ــة‬
‫بينما ده األمرى يف د ؤم الب مانو تس ب بقوش بينما رفر الت ــرأ‬
‫متشبثا ابلكرش لكن ؤم س بت بقوش فأ ش ابميا‪.‬‬

‫منو ؤمشي ملف م فتريلو هما الطفــل احملــروم ولــدو وا تــاحذ شــعور‬
‫عارم ابلشفقة علي واحلتن حلال لقــد ؤدرمــو مــن مالبــع ؤمـ ومــا نملـ‬
‫مــدى فق ــرهم فقــررل ؤن ؤش ــرتو الكــرش مث ؤحل ـ ب ـ وؤعطي ـ إاهــا لكن ــذ‬
‫مشيو ؤن ترفاـ ا ؤمـ ف ـ حا الفقـراا لــد م عــتش نفــع ومـرامت م فــو‬
‫مل شيا ولما فقد حلقو ابلولد وبســرعة وقــعو يف يبـ ‪ 3‬ؤلــف رال‬
‫ومايو دون ؤن نتب ‪.‬‬

‫وماــي ــومي را عــا والســعادش تغمــرن ســرورا مبــا فعلــو ومل طــر ببــايل مــا‬
‫حدي بعد ذلك‪!.‬‬

‫مر وم مث ؤام ونسيو األمر‪..‬‬

‫‪24‬‬
‫بعــد ؤســبوع صــعقو عنــدما و ــدل صــوريت جتتــاح املواقــخ اإلمبار ــة ويف‬
‫اخلرب‪:‬‬

‫‪-‬ؤماداي معروف سر ءفال يف الشارع‪!.‬‬

‫لق ـ ــد ا م ـ ــون ين ـ ــذ س ـ ــرقو الطف ـ ــل وانتش ـ ــر اخل ـ ــرب يف مواق ـ ــخ األمب ـ ــار‬
‫والتواصــل اح تمــاعي مرفقــا بفيــد و مــن لــوان معــدودش ظ ــرل في ـ وؤل‬
‫ؤحل ابلطفل وؤدس دو يف يب مث نت ي الفيد و فجأش‪!.‬‬

‫حبد ؤن هناأ من صورن يف تلك الل لة وؤ تتؤ الفيــد و ألظ ــر فيـ وؤل‬
‫ؤدس ـ ــدو يف يـ ــب الطفـ ــل ونـ ــول األمـ ــر إىل رلـ ــة إعالميـ ــة مغرقـ ــة‬
‫قدو اتصلو ببعر األصدقاا والتمالا ولكن مل رد علي ؤحد‪!.‬‬

‫وصلو هــاتفي العشـرال مــن رســا ل الشــتا م وصــرل منبــوذا مــن اجلميــخ‬
‫ومش ــكوما يف ؤمالق ــي ؤق ــف وحي ــدا ؤم ــام رل ــة إعالمي ــة مغرق ــة ارتف ــخ‬
‫ق ــغطي وهللا وح ــده ؤعل ــم م ــم وص ــلو نس ــبة الس ــكرو عن ــدو وس ــألو‬
‫نفسي‪:‬‬

‫‪-‬إىل همه الدر ة رتبص يب البعر؟!‬

‫‪-‬وإىل هما احلد ترلى عن التمالا واألصدقاا؟!‬

‫‪25‬‬
‫وبدؤ بعر الشــباب ابحلــارش تجمعــون نــو منــتيل وبــدؤل ؤ ــخ شــتا م م‬
‫وتطــور األمــر إىل رشـ لل جــارش علــى شــبابيك املنــتل فقــررل مــوا ت م‬
‫ومر و إىل البلكونة وصرمو في م‪:‬‬

‫‪-‬ؤو ءفل سأسرق ا لس؟!‬

‫‪-‬ماذا اتلك هما الطفل يف يب ؤح تفكرون؟!‬

‫‪-‬هل ستصل يب احلقارش ؤنذ سأسر ءفل يف الشارع؟!‬

‫‪-‬هل رؤ تم دو يف الفيد و مر و بشيا من يب الطفل؟!‬

‫وق و هلم ؤوا مكيدش مدبرش قدو وؤنذ منو ؤعطي مثن الكرش الــب مل‬
‫ستطخ شـرااها مــن حمــل األلعــاب وءــالبت م ين ســألوا الطفــل وؤمـ قبــل‬
‫ؤن صــدقوا وســا ل اإلعــالم ويف فــورش الغاــب رميــو بكــل مــا معــي مــن‬
‫نقود فو رؤوس م فصــمتوا وارتبكــوا وهرعــوا جيمعــون النقــود املتطــا رش مث‬
‫اؤوا إيل واعتمروا مذ وؤعادوا يل النقود‪.‬‬

‫لقد ؤقنعو بعر الشــباب ابحلــارش فكيــف ؤقنــخ بقيــة النــاس وقــد شــاهدن‬
‫اآلحف وتاررل عب؟!‬

‫ونرمو إلعالم الرؤو العام ابحلقيقة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫يــد‬ ‫ــد‬ ‫ئــو بــبعر وســا ل اإلعــالم وســألنا عــن الطفــل وؤمـ وبعــد‬
‫و ــدل من ـتهلم وصــورل مع ــم وقامــو ؤم الولــد مشــكورش بتوقــين احلقيقــة‬
‫للناس وبعد بث تلك املقابالل ؤتصل يب الكثــري مــن الــتمالا واألصــدقاا‬
‫وبدؤوا تاامنون معي‪!.‬‬

‫ومرل ؤام وؤسابيخ و ــاان اتصــال مــن املدرســة ين ابنــب مرقــو فجــأش‬
‫وعلــي اإلسـراع إلســعاف ا وؤســرعو ؤقــود ســياريت وؤل يف حالــة مــن اهللــخ‬
‫ح علم ا إح هللا واحلمد هلل مــا ؤن وصــلو حــو مانــو إدارش املدرســة قــد‬
‫قامــو ابإلســعافال األوليــة للطفلــة ونســنو حالت ــا وقمــو يمــمها إىل‬
‫الطبيب لعال ا‪.‬‬

‫بعد ؤام فو ئــو حبملــة إعالميــة د ــدش قــدو تت مــذ طــف ءفلــة مــن‬
‫ابب إحـ ــدى املـ ــدارس ونشـ ــروا فيـ ــد و ل ـ ــر رلـ ــي للطفلـ ــة إىل دامـ ــل‬
‫الســيارش الــب انطلقــو ــا مــن ؤمــام املدرســة وقبــل ؤن ؤرد مانــو املدرســة‬
‫قد ؤصدرل بيال وقـ و للـرؤو العــام حقيقــة مــا حــدي وتلقيــو الكثــري‬
‫من اتصاحل التاامن معي و ارن التمالا ليعلنوا وقوف م معي‪.‬‬

‫هناأ من رتصدن وناول فربمة ؤو حرمة يل وتصــو رها مجراــة لكــن مــن‬
‫كون هما المو رتبص يب وما األسباب؟!‬

‫‪27‬‬
‫فكرل مثريا ومل ؤصل لنتيجة‪..‬‬

‫بعــد ؤســبوع و ــدل يف ولــة الــدا رو عبــده إدر ــع ــارل الــمو عمــل‬
‫شرءي مرور فتوقفو ورمنو سياريت انبا وذهبــو ألســلم عليـ فــرح يب‬
‫وظل شكو يل حال بعد توقف الرواتب وءلب مذ ؤن ؤسلف مبل مــايل‬
‫فأعطيتـ املبلـ وبعــد ؤام فو ئــو حبملــة يف وســا ل اإلعــالم تصــورن ين‬
‫فاســد وخمــالف وقمــو بتقــدي رشــوش لشــرءي املــرور حــو ح ســجل علــي‬
‫خمالفة سري‪!.‬‬

‫وقبــل ؤن ؤوقــن لل ـرؤو العــام حقيقــة مــا حــدي مــان الشــرءي ــارل قــد‬
‫سبقذ ووقن احلقيقة للناس‪.‬‬

‫وبعد ن؟!‬

‫ة مفية قدو؟!‬ ‫بدو ؤنذ لن ؤراتح من همه احلمالل الب تقودها‬

‫الغر ــب ؤن النــاس بــدؤل تتاــامن معــي بشــكل ؤمــرب ممــا توقعت ـ وبــدؤل‬
‫ؤشت ر حو ؤن الناس المو ارون جبــوارو نيــون وبعاـ م لــتق الصــور‬
‫معي لقــد فا ــأن عامــل يف حمطــة البنــت ن حــب رفــر مثــن البنــت ن وؤلــتق‬
‫صورش معي‪!.‬‬

‫‪28‬‬
‫وب ــدؤ ال ــتمالا وؤه ــايل احل ــارش توافـ ــدون بش ــكل ــومي للمقي ــل يف منـ ــتيل‬
‫وبدؤل حيايت تتغري وبدؤل احلملة املغرقة قدو أتيت بنتا ج عكسية‪!.‬‬

‫ؤعم ـ ــل ؤو حرم ـ ــة فتق ـ ــوم وس ـ ــا ل اإلع ـ ــالم بقل ـ ــب احلق ـ ــا وقصقص ـ ــة‬
‫الفيد وهال وم ايب فيتطوع الناس للدفاع عذ والتاامن معي وبــدؤل‬
‫بعر وسا ل اإلعالم تن ا إيل وتدافخ عذ بشكل ءوعي‪!.‬‬

‫ما المو ندي يل؟!‬

‫و وم ــا بع ــد م ــر توس ــعو شـ ـ ريت وص ــار ال ــد ون اتل ــئ يف املقي ــل و ــاا‬
‫الكثـ ــري مـ ــن النـ ــاس إيل ـ ــداا وبعاـ ـ م صـ ــاروا ـ ــدعون حلاـ ــور ؤفـ ـراح‬
‫ومناسبال والتوس يف حل قااا مبريش وقـرؤل متــاابل عد ــدش تشــيد يب‬
‫وتصفذ ابملناقل واملفكر والشرصية الوءنية ووو إخل‪.‬‬

‫حدي يل مل هما مالل فرتش قصريش‪!.‬‬

‫ومــرل ؤســابيخ وفجــأش توقفــو احلمــالل اإلعالميــة قــدو وبــدؤ النــاس‬


‫تناقصون يف املقيل حو ؤقتصر احلاور على بعر التمالا مث توقفوا هــم‬
‫ؤ اا عن اريت ومل عد يل إيل ؤحد‪!.‬‬

‫‪29‬‬
‫لقد تعودل على حاــور النــاس وتصــدر املواقــف ولــما حاولــو احتصــال‬
‫ابل ــتمالا وؤه ــايل احل ــارش ودع ــو م للمقي ــل يف من ــتيل ولك ــن مل س ــتجب يل‬
‫ؤحد‪!.‬‬

‫عجيب‪!.‬‬

‫وتناقصو ش ريت مخ مرور الوقو حو صرل ؤمشــي يف الشــارع وح يبـ‬


‫يب ؤحد‪!.‬‬

‫وحــت يف نفســي هــما التجاهــل الغر ــب يل بعــد الشـ رش الكبــريش وا تــاحذ‬
‫حنب ارف إىل من منو في حد ث الرؤو العام وسألو نفسي‪:‬‬

‫‪-‬مــا الــمو نــدي معــي؟! ــايونذ فــرتش مث توقفــون ييت إيل النــاس مث‬
‫نصرفون ملاذا هايون؟ ح ؤعرف ملاذا جتاهلون فجأش؟ ح ؤعلم؟!‬

‫هناأ شيا غامر ح ؤف م ‪!.‬‬

‫حاولــو افتعــال بعــر املواقــف واحلرمــال لعل ــم ــايون فيــدافخ عــذ‬
‫الناس وؤعود إىل األقواا ولكن ح د د‪!.‬‬

‫حاولـ ــو وقـ ــخ نفسـ ــي يف مواقـ ــخ الشـ ــب ال لعل ـ ــم نتقـ ــدون ولكـ ــن مل‬
‫لتفو إيل ؤحد!‬

‫‪30‬‬
‫ارتكبو خمالفال ابلفعل قطعو إشارش مرور وقــدمو رشــوش إىل موظــف‬
‫عــام وقمــو ابحعتــداا علــى بعــر العمــال يف الشــارع ووقفــو بشــكل‬
‫مر ـ ــب ؤمـ ــام مدرسـ ــة بنـ ــال لعـ ــل وعسـ ــى ـ ــايذ ؤحـ ــد ولكـ ــن الكـ ــل‬
‫جتاهلذ مأنذ غري مو ود؟!‬

‫ومأنذ ؤلبع ءاقية اإلمفاا‪!!.‬‬

‫وم ــرل ؤس ــابيخ وؤل يف حال ــة ح علم ــا إح هللا مث نف ــم ص ــربو وا ت ــاحتذ‬
‫حالة من اهلســتريا ف لمــو بنــدقي ومر ــو إىل الشــارع وبــدؤل إبءــال‬
‫النار يف اهلواا وحب اال دور ة الشرءة ؤءلقو النــار ابجتاه ــا وحلســن‬
‫حلــي مل صــب ؤحــد اقرتبــو ســيارش الشــرءة مــذ مث جتــاو تذ فغلــي الــدم‬
‫يف عروق ــي فأءلق ــو النـ ـار عل ــى إء ــارال الس ــيارش ح ــو ؤوقفت ــا وح ــب‬
‫توقف ــو م ــان رص ــاا س ــالحي ق ــد نف ــم فتق ــدم حن ــوو ؤربع ــة م ــن ن ــود‬
‫الشــرءة وؤمــموا مــذ ســالحي واوــالوا علــي صــفعا ورمــال لقــد قــربون‬
‫حــو غبــو عــن الــوعي لقــد حــدي مــل هــما والنــاس تفر ــون علــي وح‬
‫نرمون سامنا ومأنذ مل ؤمن وما ؤش ر من لر على علم‪!.‬‬

‫بعـ ــد ؤن قـ ــربون قيـ ــدون و ـ ــوا يب يف نتانـ ــة انفراد ـ ــة ألام ليتوسـ ـ يل‬
‫بعـ ــر الـ ــتمالا الـ ــم ن ؤقسـ ــموا للشـ ــرءة ينـ ــذ مـ ــر ر نفسـ ــيا فأفر ـ ــو‬
‫الشرءة عذ ولكن بعد ؤن قربون ‪،‬ددا وبشكل ؤعنف‪!.‬‬

‫‪31‬‬
‫اآلن بع ــد ؤس ــابيخ ب ــدؤل روح ــي تلت ــئم وب ــدؤل ؤتع ــا واملفا ــأش ؤن ــذ‬
‫تعافيو ؤ اا من هوسي الساب ابلش رش‪!.‬‬

‫‪‬‬

‫‪32‬‬
‫نهاية العامل!!‬

‫رغــم ؤن تلــك القصــة قــد حــدلو يل قبــل ؤمثــر مــن عشــر ن عامــا إح ؤنــذ‬
‫ملما ؤتممرها ؤق ك وما قصصت ا ألحد حو ق ك ؤحيال ؤتــممرها‬
‫وؤل يف الطر ـ ـ لوح ــدو فأقـ ـ ك وؤظ ــل ؤتلف ــو ألرى ه ــل ـ ـران ؤح ــد‬
‫ؤق ك لوحدو يف الطر ؟‬

‫ؤميد سيقولون إنذ ‪،‬نون‪.‬‬

‫صرل م مرا ملما تممرل همه القصة ومنو لوحدو ؤحاول منــخ نفســي‬
‫مــن الا ـ ك حــو ح ــدمل علــي ؤحــد فيقــول ينــذ قــد فقــدل عقلــي‬
‫وصرل ؤق ك بال سبب‪.‬‬

‫ح شك ؤنكم تودون معرفة همه القصة املا كة‪..‬‬

‫مــان عمــي رر ـ هللا شــيخ منطقتنــا " بــذ عم ـران " يف العــد ن بر ــف إب‬
‫وي نكيمـ يف قاــية مبــريش يف املنطقــة وي احتفــا علــى ؤن كــون اللقــاا‬
‫بــب اجلميــخ يف منــتل ؤحــد ؤء ـراف القاــية يف ــوم حمــدد ويف ذلــك اليــوم‬

‫‪33‬‬
‫ؤرس ــلذ يف الص ــباح م ــخ ؤح ــد ؤوحده وش ــرص م ــر لنتأم ــد م ــن حا ــور‬
‫ييــخ األء ـراف ولنــبلغ م حباــوره وصــلنا تلــك القر ــة يف رؤس بــل منــا‬
‫قد تناولنــا إفطــارل فجــاؤوا إلينــا ابلشــاو وحــتم صــغريش مــن القــال الفــامر‬
‫لكي "نفــمح‪ "1‬ومل ؤمــن قــد ماــغو القــال قبــل ذلــك اليــوم ولكــن ألوــم‬
‫ؤصروا علينا والقال فــامر ــدا ومغــرو فقــد تناولــو باــعة ؤورا منـ مث‬
‫تموقت ـ فو دت ـ ءعم ـ حل ــو ــدا ومان ــو تل ــك القر ــة مش ـ ورش ابلق ــال‬
‫الفامر ماغو حتمة صغريش من القال إىل قبيل الل ر مث رميتـ وصــلينا‬
‫الل ر وؤقبل الناس من مل مكان حلاور الت كيم‪.‬‬

‫تناولنا الغداا مث و عوا حتم القال الفامر على اجلميخ وألن قد لســو‬
‫جبــوار الشــيخ فقــد نلــو الكثــري مــن القــال الفــامر وماــغو القــال و اد‬
‫امل ـ ــاا عل ـ ــى الط ـ ــب وب ـ ــدؤل ؤدم ـ ــل هولي ـ ــود وؤع ـ ــيش ؤف ـ ــالم الرع ـ ــب‬
‫واألمشن‪!.‬‬

‫مان مل من يف ا لع مند‪،‬ون يف احلوار الصامب حول القاــية ومنــو‬


‫يف واد مر متاما وحب دمــل لعبــان ؤســطورو مــن النافــمش وؤبتلــخ نصــف‬
‫من يف ا لع صرمو يعلى صويت‪:‬‬

‫نفــمحث‪ :‬مناـ مميــة قليلــة مــن القــال يف الصــباح وهــو نبــال منبـ اا ـ يف الــيمن واحلبشــة‬ ‫‪1‬‬

‫وبعر الدول‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪-‬احلنش وااااو احلنش ؤمل الناس ا لطيف ا لطيف ا هللا ا هللا‪..‬‬

‫وشــرعو واقفــا ؤقــرب اهلــواا بعصــا عمــي وقــد ختيلت ــا عصــا موســى الــب‬
‫س ــتلقف احل ــنش وق ــج الن ــاس يف ا ل ــع ابلاـ ـ ك وال ــمهول و ــمبذ‬
‫عمي إىل واره وصاح يف‪:‬‬

‫‪-‬تعوذ ابهلل من الشيطان ما فيش حنش وح حا ة ؤسكو‪.‬‬

‫س ــكو وم ــا ه ــي إح حلل ــال ح ــو دم ــل ال ــرب مأن ـ الص ـ ن ال ــدوار يف‬
‫مسلسل رند تر وقطخ رؤوس نصف من يف ا لع فقمو واقفا ؤصــر‬
‫يعلى صويت‪:‬‬

‫‪-‬الرب قطخ رؤوس الناس هللا هللا هللا‪.‬‬

‫مبذ عمي وصر يف و ي‪:‬‬

‫‪-‬ؤسكو وإح ؤمر تك من ا لع‪..‬‬

‫سكو وؤمرو هلل وبعدها حــدي مــا منــو ؤمشــاه فقــد غــاا ا لــع مبــن‬
‫في ـ يف ؤعم ــا الب ــر م ــدل ؤص ــر يعل ــى ص ــويت إح ؤن ــذ ت ــممرل ؤن‬
‫عمــي ســيرر ذ مــن ا لــع وحين ــا ســتأملذ الســمك الــب ؤراهــا فــاغرش‬
‫ؤفوه ــا فأمس ــكو ؤعص ــايب رغ ــم ؤن ؤرتع ــد م ــن ش ــدش اخل ــوف وؤتشـ ـ د‬

‫‪35‬‬
‫وؤس ــتغفر وم ــأن ا ل ــع غواص ــة مر ــو م ــن الب ــر ونول ــو ء ــا رش يف‬
‫اهل ــواا ب ـب الس ـ اب وؤل ؤنل ــر م ــن عل ــو للبي ــول والق ــرى فتب ــدو ق ــئيلة‬
‫دا منا يف ءــا رش ا لــع الــب تفوقــو علــى ؤحــدي الطــا رال والغر ــب‬
‫ؤن عمــي ومــن يف ا لــع واصــلوا احلــد ث يف القاــية رغــم مــا نــدي لنــا‬
‫مــن ؤهــوال وغرا ــب وعجا ــب وحــب هبطنــا يف مومــب غر ــب ــدا مــان‬
‫عمي قد حــل القاــية ومتــب ؤورا احتفــا ووقــخ علي ــا ؤءـراف القاــية‬
‫وبدؤل نغادر ا لــع ســلمذ عمــي البنــد ومــيع القــال ف ملتـ وتبعتـ‬
‫وبعد مرو نا من املنتل بدؤل سلسلة د دش من ؤفالم األمشن‪.‬‬

‫مل نكد منشي سوى مسافة قصريش حو صرمو م‪:‬‬

‫‪-‬الرب والرعد واملطر بدؤ طل ؤ ن سنمهب؟‬

‫مــان بعاـ م اـ ك والــبعر اآلمــر نوقــل و بســمل و ســتعيم ابهلل مــن‬


‫الشــيطان الــر يم واصــلوا ســريهم رغــم املطــر الــمو هطــل علينــا مــأفواه‬
‫القرب‪!.‬‬

‫ومايو ءول الطر ؤصر في م‪:‬‬

‫‪-‬املطر ؤغرقنــا ا لس الســيل رفنــا ا ملـ هللا الرعــد والــرب ا هللا ا‬


‫هللا لقــد منــا يف مــوج ماجلبــال لكــن م مل عــريون ؤدىن اهتمــام وماــيو‬

‫‪36‬‬
‫مع م رغــم قيــذ ؤننــا نعــيش وا ــة العــامل وؤنـ قــد ــاا الطوفــان وامــت ل‬
‫األرض ابملاا حو صارل حبرا متالءم األمواج ومــخ هــما منــا نســري فــو‬
‫املــاا بقــوش ؤســطور ة منــو قــد رفعــو ليــايب إىل فــو الرمبــة ارجتــف مــن‬
‫البلل وؤصر ‪:‬‬

‫‪-‬وح وح وح وح وح هللا هللا هللا هللا وح وح وح‪.‬‬

‫وصــلنا منــتل عمــي علــى ؤذان املغــرب رميــو القــال مــن فمــي وتوقــأل‬
‫وص ــليو ص ــالش ال ــوداع هل ــما الع ــامل الغر ـ ـ بع ــد ذل ــك ب ــدؤ املط ــر ــف‬
‫واألرض تبتلخ املاا والعامل عود إىل اهلدوا رو دا رو دا‪.‬‬

‫ــاؤوا ابلعشــاا فتعشــيو مث ؤعطــون وعــاا ملــيا ابلل ـ فش ـربت وبــدؤل‬


‫ؤغادر ؤ واا ؤفالم الرعــب واألمشــن وؤعــود إىل وعيــي حــو هــدؤل متامــا‬
‫ورحو يف نوم عمي ‪.‬‬

‫يف اليـ ــوم الثـ ــان مر ـ ــو يف الصـ ــباح ؤتفقـ ــد مصـ ــري العـ ــامل بعـ ــد الطوفـ ــان‬
‫فو دل األرض افة ابسة فال ؤلر للطوفان المو عشــت ابألمــع ومــان‬
‫من ر ن ا ك‪!.‬‬

‫‪‬‬

‫‪37‬‬
‫رضيت بهذا الصمت‬

‫من ــو ق ــد ؤم ــربتكم ؤن ــذ ذهب ــو إىل ءبي ــب األذن يف منتص ــف الشـ ـ ر‬
‫املاقــي ؤشــكو مــن الطنــب الــمو مــان يف ؤذن وســبب يل صــداع متواصــل‬
‫وإ عاج صعب وصف ‪.‬‬

‫ؤمــربن الطبي ــب حين ــا بع ــد ؤن ف ــص ؤذن ؤن الطن ــب ؤح ــد ما ــاعفال‬
‫السـ ــكرو وءمـ ــأنذ ينـ ـ ح قلـ ـ منـ ـ وصـ ــرف يل العـ ــالج ونصـ ـ ذ ؤن‬
‫ؤجتاه ــل األم ــر "ؤء ــنش" وح ؤش ــغل ابيل وفع ــال ءنش ــو ورغ ــم ؤن ؤتن ــاول‬
‫العالج فقد قعف عي تدرجييا وؤل مطــنش ولكــن مــا حــدي يل اليــوم مل‬
‫كن طر يل ببال‪!.‬‬

‫اليوم اســتيقلو فو ــدل العــامل مــن حــويل هــاداب وصــامو متامــا ومل ؤعــد‬
‫ؤ خ شيئا ح قــجيج الشــارع ا ــاور وح صــول املولــد الاــرم يف حــوش‬
‫املتجــر ا ـاور وح شــيا مــأنذ قــد انتقلــو إىل عــامل د ــد عــامل هــاداب‬
‫وس ــامن متام ــا ورغ ــم ؤن ؤس ــكن ف ــو ص ــالة ؤف ـراح ومناس ــبال فل ــم ؤع ــد‬

‫‪38‬‬
‫ؤ ــخ شــيئا مــل ــوم مــان ــتعجذ املغــذ يف الصــالة‪ " :‬وحقــك ا عــر ع‬
‫حقك "‪.‬‬

‫اال التو ة إىل ؤمامي فانتب و يوا مانــو نــدلذ ومل ؤ ع ــا فقلــو‪:‬‬
‫" ؤل ح ا ــخ ش ــيئا " مث و ــد ا غاق ــبة فك ــررل‪ " :‬ؤل ح ؤ ــخ ش ــيئا "‬
‫وع ــدل للقـ ـرااش فالص ــمو ه ــما مناس ــب ــدا للقـ ـرااش عن ــدها ع ــادل‬
‫وبيدها ورقة مكتوب علي ا‪:‬‬

‫‪-‬تتصانج؟!‬

‫ؤقسمو هلا األاان املغللة ؤنذ مل ؤعد ؤ خ شيئا فربطو علــى صــدرها‬
‫ا ومتبو على عجل‪:‬‬ ‫واخلوف صب و‬

‫‪ -‬عذ لن تسمعذ بعد اليوم؟!‬

‫‪-‬نعم لن ؤ عك وعليك من اآلن ابلكتابة ؤو اإلشارش‪.‬‬

‫ؤشــعر اآلن ــدوا وصــمو عجيــب حــو لــو شــتمذ ؤحــد فلــن ؤعلــم مبــا‬
‫قــول وســأظل يف مامــل اهلــدوا وراحــة البــال ؤعتقــد ؤن هــما هــو الوقــخ‬
‫املناسـ ــب لكـ ــي تـ ــنرفر نسـ ــبة السـ ــكرو املرتفعـ ــة عنـ ــدو لكـ ــن ميـ ــف‬
‫سأتعامل مخ ؤمي الب ح تطمئن إح عندما تسمخ صويت؟!‬

‫‪39‬‬
‫اتصلو ا مث قلو‪:‬‬

‫‪-‬ؤماه السالم عليكم ميف حالك هل ؤنو ري؟‬

‫وواصلو وؤل ح ؤ خ شيا‪ :‬ؤل ري احلمد هلل واألوحد مل م ري ملنــا‬


‫ري و لو مذ ملمة " ؤل ح ؤ عك بشكل واقن " مث تدارمو األمر‪:‬‬

‫‪ -‬بــدو ؤن اعــة اهلــاتف معطلــة امل ــم ؤنــو ــري ؤحببــو فق ـ ؤءمــئن‬
‫عليك ربنا نفلك و عافيك مخ السالمة‪.‬‬

‫ؤغلق ــو اهل ــاتف وش ــعرل ابرتي ــاح فق ــد ءمئن ــو ؤم ــي ح ــو ح تل ــل قلق ــة‬
‫علي بعد نصف ساعة متبو يل التو ة‪:‬‬

‫‪-‬ؤمك اتصلو وقالو إنك اتصلو ا ومل ترد عليك فأمرب ــا ؤن اعــة‬
‫تلفونك معطلة وؤنك ستكلم ا غدا‪!.‬‬

‫لقد منو سعيدا ما اهلدوا والصمو ولكن قل ؤمي علــي علــذ ؤدرأ‬
‫ؤن ل مر وانب السلبية ؤ اا فقد فقدل لغة التواصل األهــم مــخ النــاس‬
‫وؤ د صعوبة يف ف م م يل وملا ؤر د ولكن هل سأستعيد السمخ؟‬

‫هــمه إ ابــة ح الك ــا غــري األءبــاا ومــا ؤ عجــذ ونغــص علــي هــما اهلــدوا‬
‫الت ــام واحنس ــجام م ــخ القـ ـرااش ؤنـ ــذ قـ ـرؤل ؤن الس ــكرو ب ــدؤ إبقـ ــعاف‬

‫‪40‬‬
‫الســمخ عنــد املصــاب بـ حــو فقــده بشــكل مامــل مث ـ لر علــى وظــا ف‬
‫القلب وهما ما بدؤل ؤعان من واألمطــر ؤنـ اــعف النلــر وقــد قاــي‬
‫علي وما يفذ ولكذ إبذن هللا وررت لن ؤصبن رهب احملبسب‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪41‬‬
‫موت العصفور!‬

‫هل ستصدقونذ إذا ؤمربتكم ؤنذ فقدل عملي بسبب عصفور؟!‬

‫إوا قصة غر بة لن ؤنساها ما حييو وسوف ؤحكي ا لكم‪:‬‬

‫القص ــة ب ــدؤل عن ــدما ؤش ــرتى ريانن ــا عص ــفور يف قف ــص ومل ا ــر س ــوى‬
‫ؤسبوع حو ر قــو بطفلــي األول الطفــل بكــي بشــكل متواصــل في مــل‬
‫ؤءفــال اجل ـريان العصــفور إلي ـ فيســكو عنــدما ـراه وؤحيــال منــا نطلــب‬
‫العصــفور مــن رياننــا لكــي نســكو بـ الطفــل ومــرل ؤســابيخ علــى هــما‬
‫احلــال حــو ؤمــربون مبــول العصــفور فأحسســو ابحلــتن جيتــاحذ لف ـرا‬
‫هما الكنارو اجلميل لقد منو ؤراه حت نــا صــامتا مل ؤ عـ ومــا غــرد ؤو‬
‫تق ــت مث ــل تل ــك العص ــافري ال ــب تتق ــت ف ــو الش ــجر غ ــري ؤن ــذ مث ــل‬
‫رياننا مل ؤنتب إىل سبب حتن وهو ؤن وحيدا يف القفص‪.‬‬

‫بع ــد موتـ ـ ؤم ــربون ؤن الب ــا خ م ــان ق ــد ح ــمرهم ؤن العص ــفور ل ــن ع ــيش‬
‫ءــو ال دون ؤنثــى ترافقـ لكــن م ظنــوا ؤنـ نرقـ م علــى شـراا العصــفورش‬

‫‪42‬‬
‫األمرى ليع إح لو علمو ما الت م ر حشــرت و لـ عصــفورش تشـارم‬
‫حيات ولكنذ علمو بعد فوال األوان‪.‬‬

‫فكــرل بشـراا عصــفور وعصــفورش لكــي تســلى ــم الطفــل و ســكو عــن‬
‫البكاا ذهبو إىل حمل العصــافري ونــدلو مــخ البــا خ وؤمربتـ ؤنــذ حمتــاج‬
‫للعص ــافري بش ــدش لك ــي س ــكو الطف ــل و ب ــدو ؤن ـ عن ــدما ع ــرف القص ــة‬
‫وحــا ب للعصــافري ءلــب مثنــا ؤمــرب ممــا توقعــو فرفاــو هــما احبتـتا ومل‬
‫ؤشرت العصافري‪.‬‬

‫ؤمربل ؤءفال اجلـريان حبــتن علــى مــول العصــفور فاـ كوا علــي قلــو‬
‫يف نفس ـ ــي‪ :‬ه ـ ــم ح علم ـ ــون ب ـ ــدححل ه ـ ــما امل ـ ــول ل ـ ــدو مإنس ـ ــان وح‬
‫ابنعكاسات يف مشاعرو وؤحاسيسي‪.‬‬

‫وذمــرن مــول العصــفور ابلن ا ــة املأســاو ة ألول عصــفور امتلكت ـ عنــدما‬
‫وار منتلنــا وملــا مل ؤ ــد لـ قفــص مناســب‬ ‫منو ءفال حيث ؤمسكو ب‬
‫فقد بقيو ممســكا بـ يف ــدو وظــل املســكب يف ــدو ءيلــة ســاعال إح‬
‫ر ــو ورااه‬ ‫ؤن الق غــافلذ وهجــم عليـ وانتتعـ مــن ــدو وفــر هــاراب‬
‫ولكذ وصلو بعد ؤن لفــا العصــفور ؤنفاسـ ف تنــو عليـ وبقيــو ؤمــن‬
‫الكره الشد د لملك الق المو سلبذ عصفورو‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫مل تفار ميايل صورش العصفور وهو ثة هامــدش وفقــدل شـ يب للقـرااش‬
‫والكتاب ـ ــة وتوقف ـ ــو ع ـ ــن العم ـ ــل وؤغلق ـ ــو ه ـ ــاتفي احملم ـ ــول وغرق ـ ــو يف‬
‫الصمو الكئيب حتل على العصفور‪.‬‬

‫ويف الي ــوم الث ــان اتص ــلو ابمل سس ــة واعت ــمرل ع ــن احلا ــور ألن متع ــب‬
‫وبقي ــو ألام متغي ــب ع ــن ال ــدوام فأتص ــل امل ــد ر ابملن ــتل ستفس ــر عم ــا‬
‫ــرى يل فأمربت ـ ينــذ مرقــو وســوف ؤعــود إىل العمــل ولكن ـ مل قتنــخ‬
‫ــما العــمر ولــما فعنــدما وصــلو مكتــر يف امل سســة ءلبــذ املــد ر علــى‬
‫الفــور وســألذ عــن ســبب تغيــر فأمربت ـ بقصــة العصــفور فلــم صــد مــا‬
‫ع مذ‪.‬‬

‫لسو ؤدرو ميف غلبتذ مشاعرو و اشو ؤحاسيســي يف مكتــب املــد ر‬


‫فإذا يب ؤ ش ابلبكاا وس ذهول املــد ر الــمو ؤرتبــك وؤســرع واســيذ‬
‫و قدم يل املناد ل الورقية واملاا‪.‬‬

‫‪-‬وحد هللا ا ؤستاذ حممد حصل مري‪.‬‬

‫وح ــاول امل ــد ر ؤن وق ــن يل ؤن ــذ ق ــد ابلغ ــو يف األم ــر مث ـريا فالعص ــافري‬
‫م ــل ه ــما احل ــتن والبك ــاا‬ ‫متــول م ــل ــوم ومو ــا ؤم ــر ءبيعــي وح س ــت‬
‫يل ابلمهاب إىل ءبيــب نفســي‬ ‫والتوقف عن العمل ومتم املد ر نصا‬

‫‪44‬‬
‫وحين ا عــو اســم الطبيــب النفســي ا تــاحذ الغاــب وفقــدل ؤعصــايب‬
‫وا مت ـ ابنعــدام املشــاعر واألحاســيع وإذا ب ـ فقــد ؤعصــاب و صــر يف‬
‫و ي‪:‬‬

‫‪-‬روح ا ‪،‬نون ؤتعاجل وبعد ن تعال ؤتكلم‪.‬‬

‫ومل ؤنمـ ــل هـ ــما اح ـ ــام ابجلنـ ــون فقمفت ـ ـ بقنينـ ــة املـ ــاا فقـ ــمفذ مبنفاـ ــة‬
‫الســجا ر الــب وقعــو علــى و ــي فســال الــدم مــن ؤنفــي ف جمــو علي ـ‬
‫واش ــتبكنا ابأل ــدو وه ــرع ال ــتمالا فا ــون احش ــتباأ و ــدفعونذ مار ــا‬
‫فعـ ـ ــدل إىل منـ ـ ــتيل وؤل ؤمسـ ـ ــن ؤملر الـ ـ ــدماا وؤتوعـ ـ ــد املـ ـ ــد ر ابلتشـ ـ ـ ري‬
‫واملقاقاش‪.‬‬

‫ويف الي ــوم الث ــان ؤ بلغ ــون بقـ ـرار فص ــلي م ــن امل سس ــة وؤن امل ــد ر ؤقس ــم‬
‫األاـ ــان املغلل ـ ــة ل ـ ــو و ـ ــدن ابمل سسـ ــة فس ـ ــوف كس ـ ــر ر ل ـ ــي ق ـ ــا ال‬
‫بسرر ة‪:‬‬

‫‪-‬ملو العصفور نفع هما احلساس‪.‬‬

‫لقــد فقــدل عملــي‪ ..‬وحــاول مال ــي بعــد ذلــك التوس ـ يل عنــد املــد ر‬
‫ألعــود إىل العمــل إح ؤن ـ رفــر بشــدش وهــدد مــن نــاول فــتن موقــوعي‬
‫ابلعقوبة واخلصم من راتب فلم ت دي عذ بعــد ذلــك ؤحــد وهكــما راح‬

‫‪45‬‬
‫عملي بسبب العصفور وبسبب مشاعرو الب ادل عن حــدها وانقلبــو‬
‫إىل قدها وماى وقو ءو ل حو و ــدل العمــل املناســب ومــن وم ــا‬
‫حرمو دمول العصافري منتيل ور قي ور ق ا على هللا‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪46‬‬
‫خماوف ثور‬

‫بــدو ؤنــذ الثــور اليمــذ الوحيــد الــمو سيكســر القاعــدش ونطــم احلــوا ت‬
‫و ق ــت م ع ــامل الكتاب ــة بروا ــة مش ــاعره وم ــواءره والب ــوح مبراوف ـ و حم ـ‬
‫و مال وح ؤمفيكم ؤن قد ا تــاحذ مـ مرا شــعور عــارم ابخلــوف منــم ؤن‬
‫رؤ ــت م بقــون يف الســفل و ت ــدون يف حصــب مــن القاــب والربســيم لقــد‬
‫اســرتحو مــن عنــاا احلرالــة يف احلقــل بــب حــر الشــمع لكنــذ مشــيو يف‬
‫بدا ة األمر ؤن محبون يف العيد فلم بـ للعيــد ســوى ؤام لكــذ بعــد ؤن‬
‫ه ــدؤل قل ــيال وفك ــرل اس ــتبعدل ه ــما األم ــر فل ــم ع ــد ؤح ــد يف ال ــيمن‬
‫ا ي بثور سقى هللا ؤام مان وم مان بعر الناس ا ون بثور ؤمــا‬
‫هــمه األام فقــد صــارل الــد اج هــي ؤقــاحي األغلبيــة مــن اليمنيــب بــل‬
‫لقــد صــارل ال ــد اج ملــن اس ــتطاع إلي ــا ســبيال وال ــبعر سيا ـ ي ــوم‬
‫العيد بعلبــة تونــة مــا ؤمــافذ حقيقــة هــو ؤن رتكــب ؤحــد ؤفـراد البيــو ؤو‬
‫حو ؤقار م راقة وؤ د نفسي ؤسا مخ لور مر م جــر وعقــريش ألهــايل‬
‫القتيل ومالل ساعال تم ذحبنا ودفن القاية!!‬

‫‪47‬‬
‫لقـ ــد صـ ــرل نـ ــدفخ مثـ ــن راقـ ــال الـ ــبعر مـ ــن اليمنيـ ــب الـ ــم ن صـ ــفون‬
‫حســااب م و قتلــون بعا ـ م ونــدفخ حنــن الــثمن بــل ونســتردم مــأداش لــوؤد‬
‫ؤو قاية ومتييع ا!!‬

‫يف مل مصيبة رتكب ا البعر نسا حنــن إىل املــول م جــر وعقــريش وفــو‬
‫هـ ــما قومـ ــون إبءـ ــال الرصـ ــاا وترو عنـ ــا عـ ــذ مـ ــول وقـ ــوارح وذبـ ــن‬
‫وترو خ!!‬

‫ؤتــممر ؤن غبــري لــور ــارل قــد ذهــب قـ ية راقــة ــارل الــمو بعــد ؤن‬
‫تش ــا ر م ــخ و تـ ـ ذال ص ــباح ألو ــا نس ــيو وق ــخ املل ــن يف الص ــبوح‬
‫فصــفع ا ؤمــام األءفــال فرتمــو املنــتل ابميــة وظــل غبــري ملــدش ــومب بــال‬
‫ؤمــل وح مــاا حــو قفــت مــن فــو احلــوش إىل اجلربــة ا ــاورش وؤمــل حــو‬
‫ش ــبخ قب ــل ؤن س ــا با ــرب عني ــف م ــرش ؤم ــرى اىل احل ــوش ويف الي ــوم‬
‫ارل غبري إىل منتل عم لقد رؤ ــت م ســوقون وؤدرمــو ؤن‬ ‫الثالث سا‬
‫غبري قــد قــاع األبــد وحين ــا ءفــرل الــدموع مــن عيــذ وؤل ؤرمقـ بنلـرايت‬
‫للمرش األمريش ولسان حايل " الوداع ا صاحر " وعندما وصــل ــارل إىل‬
‫بيــو عم ـ اءل ـ الرصــاا وقــدم غبــري وصــلة وهجــر واعتــمار عمــا فعل ـ‬
‫حب و ت وجتمخ الناس وذحبوا غبري وؤملوا حلم ويف املساا عــاد ــارل‬
‫و و ت إىل املنتل ومل عد غبري المو دفخ مثن راقة ارل وقلة عقل !‬

‫‪48‬‬
‫يف ذل ــك املس ــاا نل ــرل إىل ح ــوش غب ــري فو دتـ ـ مالي ــا فجع ــرل بك ــل‬
‫صويت ومل استس ءعم العلف وفقدل القــدرش علــى األمــل لكــذ عــدل‬
‫ل مــل عنــدما عــت م قولــون " الثــور ح يمــل إذا اســتمر هكــما ســنبيع‬
‫للجتار " فقلو يف نفسي‪" :‬ا روح ما بعدأ روح" وؤملو وقمو ؤ ــرو‬
‫واتربءخ و احلصان حو علموا ؤن ري وما فيش داعي لبيعي للجتار‪.‬‬

‫ومنم ما حدي لغبري وؤل ؤرهــف ا ــخ وؤنصــو و ســق قلــر مــن اخلــوف‬
‫عنــد مــل شــجار ؤو ع ـراأ نــدي مشــية ؤن ؤروح يف الــر لب وؤدفــخ مثــن‬
‫راقــال بعــر البشــر هنــا ففــي الــيمن ــدفخ الثـريان والبقــر مثــن راقــال‬
‫البعر من البشر!‬

‫‪‬‬

‫‪49‬‬
‫بيت تسكنه اخلرافة!‬

‫ؤ قلتـ ــذ ؤمـ ــي مـ ــخ ؤذان الفجـ ــر وعلـ ــى قـ ــوا الفـ ــانوس تناولـ ــو فطـ ــورو‬
‫السامن وؤل ؤتساال‪:‬‬

‫‪-‬إىل ؤ ن سرتسلذ ؤمي يف همه الساعة؟!‬

‫وح ــب ب ــدؤ ال ــد ك ــنفر ر ش ـ وا ـ رقبت ـ و ص ــين من ــو ق ــد ؤممل ــو‬
‫تناول فطورو فسلمتذ ؤمي الكيع ووقعو حدا لفاويل‪:‬‬

‫‪-‬هــمه علبــة عســل وهــمه علبــة ــن ســلم ا للــويل شـ اب الــد ن يف راس‬
‫بل الصفا‪.‬‬

‫منــا نــرى مــن منتلنــا قــر ن الــويل منقطــة بياــاا تــت ن رؤس اجلبــل البعيــد‬
‫لكن الوصول إلي سريا على األقدام تطلب ساعتب على األقل‪.‬‬

‫وؤقافو ؤمي‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫‪-‬عندما مرض ؤموأ نمرل للــويل ؤن تعــا بعلبــة عســل وعلبــة ــن وقــد‬
‫تعا وحبد من الوفاا بنمرو‪.‬‬

‫ودسو يف ير مخسب رال‪.‬‬

‫سألت ا‪:‬‬

‫‪-‬وهمه الفلوس للويل؟‬

‫‪-‬ح همه لك ألنك ستتعب يف صعود اجلبل‪.‬‬

‫ومايو وؤمي ترقبذ‪..‬‬

‫رو ــدا رو ــدا ب ــدؤ الص ــبن رس ــل ؤول مي ــو الا ــياا امتف ــو بيتن ــا ع ــن‬
‫لظرو بدؤل ؤقدم ر ال وؤؤمر ؤمرى‪.‬‬

‫‪-‬لن ؤذهب إىل الويل ألن الويل قد مال ومن يمل العســل والســمن هــو‬
‫القا م على الار ن ولن علم مبا حدي‪.‬‬

‫‪-‬سأذهب إىل الويل وؤســلم العســل والســمن إىل قــا م الاــر ن واخلمســب‬
‫رال تكفي ــذ لش ـراا م ــرش د ــدش بعش ــر ن رال وم ــا س ــيبقى سأص ــرف يف‬
‫املدرسة ألسابيخ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪-‬لــن ؤذهــب إىل الــويل ســأذهب إىل ســو الربــوع وؤبيــخ العســل والســمن‬
‫هنــاأ مث ؤمتتــخ ابلنقــود وؤشــرتو مــرش د ــدش وبملــة راقــة ولــوب د ــد‬
‫وهما احلماا بدؤ تمت سأشرتو ؤ اا حماا د د‪.‬‬

‫‪-‬لكن ماذا سأقول ألمي؟‬

‫‪-‬من ؤ ن ئو بقيمة البملة والثوب واحلماا؟!‬

‫‪-‬هل ستغاب ؤمي ؤن ؤمرب ا ؤنذ مل ؤذهب إىل الويل؟‬

‫‪-‬هل ستاربذ؟‬

‫‪-‬هل سيرربها الويل ينذ مل ؤذهب إلي ؟‬

‫‪-‬ميف سيرربها وقد مال؟‬

‫صراع رهيب يف داملي وؤمريا حسمو املوقف‪.‬‬

‫ؤوقفو ؤول سيارش ورمبو إىل السو ‪.‬‬

‫يف الس ـ ــو و دتـ ـ ـ م ـ ــان جيل ـ ــع عل ـ ــى دم ـ ــة مرتفع ـ ــة و ـ ــدمن املداع ـ ــة‬
‫"النر يلــة" ؤن ـ صــد ؤيب ؤتــممر ؤن ـ مــان ــتورل و عطيــذ عشــرش رال‬
‫فكيف ؤنساه؟!‬

‫‪52‬‬
‫وحب صاف ت سألذ على الفور‪:‬‬

‫‪-‬ؤنو ابن املرحوم؟‬

‫‪-‬ؤ وه‪.‬‬

‫احتا ــنذ وت ــرحم عل ــى وال ــدو وءف ــرل دموع ـ ءلب ــو من ـ ؤن بي ــخ يل‬
‫العس ــل والس ــمن ألنن ــا حنت ــاج للنق ــود لن ــمهب يم ــي امل ــر ر للع ــالج يف‬
‫املد نة‪.‬‬

‫فتن علبة السمن ومش ا‪:‬‬

‫‪-‬ما شاا هللا ن بلدو ممتا ‪.‬‬

‫وفتن علبة العسل ومد ؤصبع وتمو العسل‪:‬‬

‫‪-‬عسل سدر بلدو فامر‪.‬‬

‫لدى ولــده وســلم العس ـل والســمن مث ؤم ــرج مــن يب ـ ر مــة مبــريش م ــن‬
‫النقود وسألذ‪:‬‬

‫‪-‬مم نتا ون من الفلوس لعالج ؤميك؟‬

‫فا أن س ال ‪:‬‬

‫‪53‬‬
‫‪-‬ح ؤعرف ؤول مرش سنمهب إىل املد نة‪.‬‬

‫وبدؤ ابلعد ما ة ما تب لالي ؤربخ‪ ....‬ؤلف رال‪.‬‬

‫وقخ النقود يف ير مث حمرن من اللصوا‪.‬‬

‫وؤقاف‪:‬‬

‫‪-‬ؤل اشرتو ؤفرــر علبــة عســل بلــدو ب‪ 100-‬رال وؤفرــر علبــة مبــريش‬
‫من السمن البلدو ب‪ 50-‬رال لكن ألنك ابن املرحوم هما ؤلــف رال‬
‫ؤعتربه هد ة مذ وربنا شفي املــر ر و عافيـ وإذا احتجــتم ؤو شــيا فــأل‬
‫مبقام والدأ‪.‬‬

‫ودعتـ ودملــو الســو اشــرت و البملــة والكــرش وبعــر احللــوى مث رمبــو‬


‫ؤول سيارش ابجتاه قر تنا‪.‬‬

‫وقــعو ــدو علــى يــر حــو ح ســر ؤحــد نقــودو وابليــد األمــرى مــا‬
‫اشرت ت من السو وحب وصلو منتلنا مل تكــن ؤمــي ابلبيــو مــن امل مــد‬
‫ؤوــا يف احلقــل وإمــوان يف املدرســة فرحــو ألنــذ جنــول مــن ؤســئلة ؤمــي‬
‫الب قد توصلذ لالعرتاف بكل ما حدي‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫و دل املفتاح يف النافمش فت و الباب ومبئو البملــة والنقــود يف مكــان‬
‫ح طر على ابل ؤمي وبقيو ؤلعب ابلكرش حو عادل ؤمي‪.‬‬

‫الغر ــب ؤوــا مل تســألذ عــن شــيا فلــم طــر بباهلــا ؤنــذ مل ؤذهــب ومل كــن‬
‫لدو ؤو شعور ابلمنب‪.‬‬

‫بقيو ؤحبث عن ممبة د دش ؤبرر ا حصويل علــى البملــة والنقــود وحــب‬


‫ؤعيان التفكري قررل ؤن ؤعرتف ألمي مبا حدي وليكن ما كون‪.‬‬

‫اقرتبو من ؤمي فقرؤل على و ي الرتدد وؤنذ ؤمفي عن ا ؤشياا‪:‬‬

‫‪-‬مالك؟ ماذا فعلو؟‬

‫‪-‬ؤر د ؤن ؤعرتف لك بكل صراحة‪.‬‬

‫‪-‬قل ماذا حدي؟‬

‫اعرتفو ألمي بكل ما حدي لكن ــا مل تصــدقذ ؤمر ــو البملــة والنقــود‬
‫ورغــم رؤ ت ــا للــدليل إح ؤوــا مل تصــدقذ ســلمت ا النقــود ولبســو البملــة‬
‫وؤمــي مل تصــدقذ مــرل ؤســابيخ مث ؤش ـ ر متتقــو الكــرش وصــارل البملــة‬
‫ابلية وؤمي مل تصد ما قلت ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫مــرل ؤع ــوام م ــال الش ــيخ ص ــد وال ــدو فت ــممرل م ــا ح ــدي وس ــألو‬
‫ؤمي‪:‬‬

‫‪-‬ملاذا مل تصدقي ؤنذ مل ؤذهب إىل الويل ابلسمن والعسل؟!‬

‫وصعقذ وا ا‪:‬‬

‫‪-‬ألن من سر نمر الويل نول إىل مروف لكنك ما لو ولد‪!!.‬‬

‫‪‬‬

‫‪56‬‬
‫حقيبة مروان‬

‫منم ؤمثرل شجرش التب الشومي الب جبوار منتلنا وؤل ؤحاول الوصــول إىل‬
‫مثارها قبل غريو من الكبار القادر ن على الوصول إلي ــا دون احلا ــة إىل‬
‫من رفع م من األرض مثلي‪.‬‬

‫تــتداد مثــار التــب اصــفرارا وناــو ا و ــتداد قلقــي ؤن ســبقذ غــريو إلي ــا‬
‫وبعد ءول تفكري رمبــو احلمــار ألصــل إلي ــا مــا إن بــدؤل ؤقطــف مثارهــا‬
‫حو وصل ؤمي جيرو و صين فرحا‪:‬‬

‫‪-‬ابن عبد هللا علوان مال‬

‫ؤلقيو بثمار التب وقفتل من فو احلمار ر نــا وؤمــي حفــاش حنــو منــتل‬
‫عبد هللا علوان يف القر ة ا اورش فيما ؤمي تصر ملفنا‪:‬‬

‫‪-‬ؤر عوا ا " مفاوحب " هللا د كم‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫مل نلتفو لنداا ؤمي فقد منا نتريل ؤنفسنا يف املالبع واألحم ــة اجلد ــدش‬
‫واملكسرال واحللوى والكعك المو سيو ع صدقة على روح الطفل‪.‬‬

‫نــدوس األشــواأ واألحجــار جنــرو ونل ــث العــر تصــبب مــن و وهنــا‬
‫وحنن نساب األءفــال الــم ن بــدؤوا تقــاءرون مــن خمتلــف القــرى ليشــكلوا‬
‫جتمعا مبريا ؤمام منتل عبد هللا علوان‪.‬‬

‫منــم عــامب وحنــن حنســد هــما الطفــل املــدلل جنــل ؤمــرب ات ــر يف املنطقــة‬
‫نصوب على مالبس وحقيبت املدرسية وؤقالمـ ونقــوده سـ ام عيوننــا وهــا‬
‫هو اول ونتجمخ لنيل نصيبنا من الصدقال الب ستو ع على روح ‪.‬‬

‫امرتقــو وؤمــي صــفوف األءفــال الــم ن جتمعــوا ؤمــام املنــتل وعنــد البــاب‬
‫م ــادل امـ ـرؤش ؤن متنعن ــا م ــن ال ــدمول ل ــوح ؤن ؤش ــارل علي ــا ؤم الطف ــل‬
‫إبدمالنا لتقودل إىل املرتن املكتا بكل املواد الغما يــة واملالبــع ملعنــا‬
‫مالبسـ ــنا وامـ ــرتل ؤيـ ــل املالبـ ــع اجلد ـ ــدش ومـ ــن متانـ ــة الطفـ ــل ؤمـ ــرتل‬
‫األحم ة الالمعة‪.‬‬

‫استملنا نصيبنا من الكعك واحللــوى دهنــوا رؤوســنا ومشــطوا شــعرل منــا‬


‫يف عيــد بقينــا نلعــب ومنــرح ح نبــايل ببكــاا النســاا وص ـرام ن ومأننــا يف‬
‫عامل مر‪!.‬‬

‫‪58‬‬
‫غادرل بعــد ؤن قنعــو مبــا لــدو مــن مالبــع ومعــك وحلــوى يف منتصــف‬
‫الطر تــممرل حقيبــة الطفــل املدرســية الــب بقيــو لعــامب ؤمتــأ احلصــول‬
‫عل ــى واح ــدش مثل ــا وحين ــا ع ــدل مس ــرعا إىل من ــتل عب ــد هللا عل ــوان‬
‫حبثــو عــن غرفــة الطفــل حــو اهتــد و إلي ــا لكن ــا مانــو مغلقــة تبرــر‬
‫حلم ــي وش ــعرل حب ــتن مب ــري وغ ــادرل عل ــى ؤن ؤع ــود يف الي ــوم الت ــايل إىل‬
‫منتل الطفل لل صول على احلقيبة‪.‬‬

‫يف منتصــف الطر ـ غــريل رؤ ــي وقــررل العــودش واحلصــول علــى احلقيبــة‬
‫اآلن قبل ؤن سبقذ إلي ا ءفل مر‪.‬‬

‫الغرف ــة ح ال ــو مغلق ــة داكت ــذ احل ــريش مي ــف ؤفع ــل ألص ــل إلي ــا فق ــد‬
‫صممو على نيل حقيبة الطفل مروان يو وسيلة؟!‬

‫ق ــررل ال ــمهاب إىل وال ــدش الطف ــل وءل ــب احلقيب ــة من ــا حبث ــو عن ــا يف‬
‫غ ــرف النس ــاا القادم ــال للع ـتاا ح ــو و ــد ا تق ــدمو إلي ــا وص ــاف ت ا‬
‫وؤ شو ابلبكاا فامتذ إىل صدرها ومس و على رؤسي قا لة‪:‬‬

‫‪-‬تبكي على مروان ميلك ابملدرسة؟‬

‫قلو هلا بكل صراحة‪:‬‬

‫‪-‬ح ؤبكي علي ؤر د حقيبة مروان واألقالم والدفاتر‬

‫‪59‬‬
‫قـ ــجو النسـ ــاا ابلاـ ـ ك وح ؤدرو ميـ ــف ءلعـ ــو ؤمـ ــي مـ ــن وسـ ــط ن‬
‫وسـ بتذ مــن ؤذن مرــروف إىل مــارج إىل املنــتل وهــي ــددن وتتوعــدن‬
‫ابلارب املربح‪:‬‬

‫‪-‬بعيذ ملا نروح البيو ا قليل األدب فا تذ هللا فا ك‪.‬‬

‫عــادل ؤم ــي إىل النس ــاا ويف ؤذن ءن ــب شــعرل ين ال ــدنيا ت ــدور ؤم ــامي‬
‫وداكذ صداع وؤمل شد د يف ؤذن‪.‬‬

‫رغ ــم األ مل الش ــد د ووعي ــد ؤمـ ــي و د ــدها ق ــررل ؤن ح ؤستس ــلم ف ـ ــمه‬
‫احلقيبة هي حلمي منم عامب‪.‬‬

‫صــعدل إىل مكــان الر ــال مــان مكتلــا علــى مــره ابملعــت ن اقت مــو‬
‫ا ل ــع ؤلقي ــو عل ــي م الس ــالم وص ــاف ت م ييع ــا مث ذهب ــو إىل عب ــد هللا‬
‫عل ــوان وقف ــو ؤمامـ ـ كم ــو ؤن ؤءل ــب منـ ـ احلقيب ــة ولكن ــذ مل ؤس ــتطخ‬
‫ؤحسسـ ــو ابخلجـ ــل ؤمـ ــام احلاـ ــور لقلـ ــو لسـ ــان وارتبكـ ــو وو ـ ــدتذ‬
‫ؤ ـ ــش ابلبكـ ــاا فأ لسـ ــذ إىل ـ ــواره ودس يف يـ ــر ما ـ ــة رال وقـ ــال‬
‫لل اور‪:‬‬

‫‪-‬هما ميل مروان يف املدرسة مل ت مل فراق ‪.‬‬

‫قاهلا وؤ ش ابلبكاا وبكى من يف ا لع وترروا على الطفل‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫وبدؤ الناس ثنون علي‪:‬‬

‫‪-‬الطفل هما ويف نب ميل املرحوم‪.‬‬

‫‪-‬هما ليع مبقية األءفال الم ن لعبون يف اخلارج‪.‬‬

‫‪-‬ليو مل األءفال كونوا مثل ‪.‬‬

‫‪-‬ءفل ذمي اا إىل والد ميل ليعت ‪.‬‬

‫وح ؤدرى ميف وقفو ؤمام اجلميخ وقلو‪:‬‬

‫‪-‬ؤل ح ؤبكي على مروان‬

‫صدم اجلميخ حبد ثي وصمو مل من يف ا لع وصوبوا نلرا م إيل‪.‬‬

‫وبكل برااش قلو‪:‬‬

‫‪-‬ؤر د حقيبة مروان وؤقالم والدفاتر‬

‫اوار عبد هللا علوان قاحكا وق ك مل من يف ا لع‪.‬‬

‫وفو ئو بعبد هللا علوان قول يل‪:‬‬

‫‪-‬هال حقي املا ة رال‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫وؤقاف وهو ا ك واسن دموع ‪:‬‬

‫‪-‬ظننو ؤنك تبكي حتل على ولدو وؤنو تر د حقيبت ‪!.‬‬

‫فو ئ ــو بطلب ـ ال ــمو ؤح ــتنذ مكره ــا م ــددل ــدو إىل ي ــر ؤمر ــو‬
‫املا ــة رال وقلــر يمل ـ الغــيا خلســارش النقــود مــددل ــدو إلي ـ ابلنقــود‬
‫لكن فأ ان ين ؤعادها إيل قا ال‪:‬‬

‫‪-‬ؤل ؤمتح عليك هللا د ك و صل ك‪.‬‬

‫س ــلمذ حقيب ــة م ــروان مب ــا في ــا فغ ــادرل إىل منتلن ــا وؤل ؤم ــاد ؤء ــري م ــن‬
‫الفرح من بعيد حملو ؤمي تنتلرن بعصا غليلة وتتوعد‪:‬‬

‫‪-‬فا ذ وهللا ما تفول ل ‪.‬‬

‫هربو إىل منتل عمي غمرن الفرح مبول مروان وحصويل على حقيبت ‪!.‬‬

‫‪‬‬

‫‪62‬‬
‫ليلة عصيبة!‬

‫فو ئـ ــو بعـ ــد تنـ ــاويل للعشـ ــاا ين والـ ــدو يمـ ــرن ابلـ ــمهاب إىل املترعـ ــة‬
‫حلراسة حقل القال‪!.‬‬

‫ا تــاحذ اخلــوف تلعثمــو وؤصــفر لــون ومل ؤســتطخ النط ـ يــدل يف‬
‫مكــان بعــد حللــال نلــرل إىل ؤمــي فو ــد ا هــي األمــرى قــد صــدمت ا‬
‫املفا أش ومل تتكلم‪!.‬‬

‫منو صغريا وح ؤرى يف الليل مــارج بيتنــا إح الوحــوش واألشــباح ولكــن‬


‫ؤمر الوالد مان حكما ح استئناف ل ‪.‬‬

‫قال الوالد بصرامة‪:‬‬

‫‪-‬ستمهب ؤنو وؤموأ‪..‬‬

‫وؤقاف‪:‬‬

‫‪-‬ؤنتم ر ال والر ال ح ختاف‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫سلم مل واحد منا بطانية وقنينة مبريش مــن املــاا وألن األمــرب فقــد ســلمذ‬
‫البنـ ــد الكالشـ ــينكوف وؤوصـ ــان ين ح ؤءلـ ـ النـ ــار إح عنـ ــد الاـ ــرورش‬
‫القصوى‪.‬‬

‫عندما تسلمو البند هبطو علي شــجاعة عجيبــة وتالشــو الكثــري مــن‬
‫خماويف وشعرل ينذ ؤصب و ر ال‪.‬‬

‫مر نــا مــن املنــتل فل قتنــا ؤمــي بكــيع في ـ بعــر اخلبــت واجل ـ وظلــو‬
‫تراقبنا وحنن مناي وتدعو لنا‪.‬‬

‫حلسن احلا فالقمر مان بدرا والاياا غمر املكان‪.‬‬

‫يف الطر ـ من ــو ؤمش ــي ص ــامتا تبع ــذ ؤم ــي ال ــمو ؤقس ــم ؤنـ ـ سيماـ ـ‬
‫القال ألول مرش متسا ال‪:‬‬

‫‪-‬ميف حنرس القال وح مناغ ؟!‬

‫يف التـ ــل الـ ــمو علـ ــو حقـ ــل القـ ــال غرفـ ــة صـ ــغريش بناهـ ــا احلـ ــارس وعلـ ــى‬
‫س ــط ا فرش ــنا البطاني ــال و لبن ــا ؤحج ــارا علناه ــا م ــدامي لن ــا مث نتلن ــا‬
‫لل قل نقطف ؤورا القال لنماغ مي نس ر وح ننام‪.‬‬

‫قطف مل منا حتمة ل وغسلناها وبدؤل منا القال ونت دي‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫منــم ســنوال منــو ؤمتــأ ؤن ؤرــل البنــد اجلد ــد وؤتبــاهى بـ ؤمــام النــاس‬
‫وؤن تران البنال وؤل حبع اجلمبية‪ 1‬والبنــد ولكنــذ اآلن ؤرــل البنــد‬
‫ليال حيث ح ران ؤحد‪!.‬‬

‫غاب القمر ملــف سـ اب مثيــف فغمــر املكــان ظــالم خميــف لكــن و ــود‬
‫السالح جبوارو ونشوش القال علتذ ؤشعر ببعر األمان‪.‬‬

‫اهلــدوا عــم املكــان ســوى مــن نبــاح ملــب مــن بعيــد ؤو صــياح ءــا ر بــب‬
‫احلب واآلمر نوافــم القر ــة الــب شــخ من ــا الاــوا بــدؤل تنطفــئ واحــدش‬
‫تلو ؤمرى‪.‬‬

‫ؤمربل ؤمي مبا سأفعل عندما ؤمرب ســأبذ مترعــة د ــاج مبــريش بطــول ‪5‬‬
‫ميلو تنتج مل وم عشرش ؤلف فرمة وقاءعذ ؤمي‪:‬‬

‫‪ 10-‬ؤلف فرمة من سيأمل ا؟!‬

‫‪-‬سنو ع الد اج بسيارال على مل القرى واملناء ‪.‬‬

‫وســأبذ مترعــة للرـراف نبيــخ مــل ــوم من ــا ؤلــف مــروف وقــاءعذ ؤمــي‬
‫‪،‬ددا‪:‬‬

‫‪ 1‬اجلمبية‪ :‬منجر لبع يف اخلصر يف اليمن وسلطنة عمان وبعر الدول‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫‪-‬ؤلف مروف من سيمحب ا؟!‬

‫‪-‬سنو ع على مل األسوا واجلتار ن يف احملافلة‪.‬‬

‫بدؤ قوا القمــر تســلل مــن بــب السـ اب فرؤ نــا عشـرال اللصــوا وقــد‬
‫وقفوا يف حقل القال وتساالنا وقد صدمتنا املفا أش‪:‬‬

‫‪-‬ا ساتر ؤ ن ذهب القال؟!‬

‫‪-‬هل قطفوه وسرقوه مل مه السرعة؟!‬

‫‪-‬وملاذا عادوا ليقفوا ابحلقل؟!‬

‫غلــي الــدم يف عروقــي ف ملــو البنــد ونتلــو إىل ــوار احلقــل وعنــدما‬
‫وصلو تممرل وصية الوالد ؤح ؤءل النار إح عند الارورش ولــما بــدؤل‬
‫ؤهددهم‪:‬‬

‫‪-‬س ــأعد إىل عشـ ــرش وإذا مل ترتم ــوا القـ ــال وترحلـ ــوا ف ــورا فسـ ــوف تكـ ــون‬
‫وا تكم‪.‬‬

‫‪10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫ؤويو العد ولكن م بقوا يف ؤمامن م مأوم ت دون‪!.‬‬

‫‪66‬‬
‫قلو حممرا‪:‬‬

‫‪-‬تممروا ؤنكم ئتم ير لكم إىل هنا لتسرقوا القال ولــما ح تلومــون إن‬
‫قتلتكم ملكم‪.‬‬

‫حمر م ولكن م ؤصروا على ند م ووقاحت م‪!.‬‬

‫ؤنمر م من د د‪:‬‬

‫‪-‬ؤنتم تسررون مذ وتلنون ؤن صغري ولن افعــل شــيئا ولكــذ اآلن ر ــال‬
‫ومعي بندقي ولن ؤرركم‪.‬‬

‫قــررل وؤمــي حماصــر م بصــمو وحــمر حــو الصــباح ليش ـ د مــل النــاس‬
‫على وقاحت م وماو الساعال وهم على وقفت م الغر بة وند م‪!.‬‬

‫وقبيل الفجر سألو ؤمي مستغراب‪:‬‬

‫‪-‬ما همه الوقاحة الب يف ه حا اللصوا؟!‬

‫‪-‬ملاذا مل رتموا حتم القال و ربون؟!‬

‫‪-‬ملاذا صرون على الوقوف والسرر ة منا؟!‬

‫غاب ؤمي وقام رشق م ابحلجارش قا ال‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ -‬لنون ؤننا صغار ولن جنرؤ على إءال النار‪.‬‬

‫وحين ــا نفــم صــربو ففت ــو األمــان وؤءلقــو الرصــاا احلــي علــى مــل‬
‫اللصوا الم ن قفون يف احلقل‪!.‬‬

‫ش ــقو ؤص ــوال الرص ــاا س ــكون القر ــة ودول يف م ــل األر ــاا فص ــاح‬
‫الوالـ ــد مـ ــن املنـ ــتل و عـ ــو صـ ـرا ؤمـ ــي وصـ ــاح النـ ــاس مـ ــن مـ ــل مكـ ــان‬
‫تساالون عما حدي‪.‬‬

‫مــان قــوا الفجــر قــد بــدؤ شــخ وحنــن مــا ن ـتال حناصــر اللصــوا الــم ن‬
‫ظلوا قفون بكل ندو رغم الرصاا المو ؤءلقت علي م‪!.‬‬

‫بــدؤ الاــوا الن ــار شــخ ؤمثــر ووصــل النــاس إلينــا فنتلنــا ييعــا إىل احلقــل‬
‫لن صي عدد القتلى واجلرحى فلم جند سوى األشجار واقفة‪!.‬‬

‫‪‬‬

‫‪68‬‬
‫طفل احلرب‬

‫يف ‪ 13‬مارس ذار ‪2015‬م ولد ءفلي ليــث وبعــد ‪ 13‬ومــا مــن وحدتـ‬
‫وابلت د د يف ‪ 26‬مــارس ذار ‪ 2015‬ؤءلـ الت ــالف بقيــادش الســعود ة‬
‫عمليات العسكر ة يف اليمن نو مسمى "عاصفة احلــتم" ليبــدؤ ليــث معنــا‬
‫رحلة السنوال العجاف من اخلوف والرعب والقصف والنتوح والتشرد‪.‬‬

‫مـ ــخ دوو انفجـ ــار ؤول صـ ــارو سـ ــق ابلقـ ــرب مـ ــن حينـ ــا ؤهتـ ــت املنـ ــتل‬
‫وس ــقطو بع ــر النواف ــم وص ــر لي ــث فتع ــا ف ملن ــاه عل ــى عج ــل وحن ــن‬
‫نتعثر وجنرو ونصر ومأن القيامة قد قامــو للتــو مانــو التو ــة ح تـتال‬
‫مر ا ــة بع ــد العملي ــة القيص ــر ة ال ــب ؤ ر ــو هل ــا لكنن ــا هرعن ــا م ــخ بقي ــة‬
‫الســكان إىل بــدروم العمــارش امللــيا ابألملي امل مــل والــمو علــوه ال ـرتاب‬
‫وتسـ ــرح نت ـ ـ الق ـ ــوارض انت ين ـ ــا حنـ ــن الر ـ ــال انب ـ ــا وبقي ـ ــو النس ـ ــاا‬
‫واألءفال يف اجلانــب اآلمــر مــان الصـرا مــن مــل انــب وامــتل بكــاا‬
‫النساا مــخ صـرا األءفــال وصــي ال الكبــار منــا حنــاول د ــة األءفــال‬
‫ونطمـ ـ ــئن بعاـ ـ ــنا ين مـ ـ ــا نـ ـ ــدي هـ ـ ــو قصـ ـ ــف مـ ـ ــاءف علـ ـ ــى املطـ ـ ــار‬

‫‪69‬‬
‫واملعسكرال بصنعاا وسيتوقف بعد هدوا القصف عــدل إىل الشــقة ومــا‬
‫مــدل نصــل حــو عــاودل مقــاتالل الت ــالف القصــف فعــدل إىل البــدروم‬
‫مرش ؤمرى‪!.‬‬

‫وبقينا على هما احلال ؤسابيخ وؤشـ ر يف ــو مــن الرعــب صـ و الطفــل‬
‫فتع ــا و ل ــل ص ــر لق ــد ؤص ــيب بص ــدمة ورع ــب ؤل ــر عل ــى صـ ـ ت ومل‬
‫س ــتطخ النط ـ ح ــو اآلن م ــا ـتال ت ــأأت ب ــبعر الكلم ــال مم ــا ؤص ــيب‬
‫بقصور ذهذ بسبب الفتع‪.‬‬

‫نتحنا من املنتل الكا ن يف حي الن اة قرب الفرقة األوىل مدرع بصــنعاا‬


‫إىل حي عصر فررل من قصف الفرقة إىل قصف بــل عطــان الــمو ظــل‬
‫هــدف ملبتــا ملقــاتالل الت ــالف لســنوال ليــث وؤمـ وؤمتـ ذال الســو‬
‫ا لس ــنوال حين ــا ؤص ــيبوا بن ــوابل ف ــتع وتش ــنج مس ــتمرش م ــانوا ن ــامون‬
‫لــدقا فقـ و صـ ون مــن الفــتع ومنــو ؤقاــي وقــب ســاهرا ؤهــداب مــن‬
‫روع م وؤعطي م ؤقراا الدواا املنوم ومل ؤعد ؤتممر‪ :‬مو منو ؤلم؟!‬

‫وألن الش ــقة ال ــب من ــا نس ــتأ رها يف ح ــي الن ا ــة ق ــد تط ــا رل نواف ــمها‬
‫بســبب القصــف املتواص ـل علــى معســكر الفرقــة ا ــاور فصــارل الــراح‬
‫تعصـ ــف في ـ ــا وتتوبـ ــخ يف غرف ـ ــا فقـ ــد ترمناهـ ــا وغـ ــادرل إىل منـ ــتل ؤحـ ــد‬
‫األقارب حبي عصر والمو مان مسافرا مارج اليمن ترمنــا ؤمللنــا ل قــدار‬

‫‪70‬‬
‫فال حارس سوى رب العــاملب مل نكــن نــدرو مــو ســنعود وميــف ســيكون‬
‫احلال يف الغد وإىل ؤ ن سنماي؟!‬

‫وماو األام وليث ما ـتال عــا تا عــن النطـ ومصــااب ابلقصــور الــمهذ‬
‫ممــا ؤصــبو ؤل مبــرض الســكرو بســبب الرعــب واخلــوف حيــث عا نــو‬
‫املــول م ـرال عد ــدش حبثنــا عــن ءبيــب لعــالج ليــث ولكننــا مل جنــد ســوى‬
‫عب ــارش " ننص ـ كم ابلس ــفر إىل اخل ــارج " وم ــخ ه ــما بقين ــا يف ص ــنعاا ب ــب‬
‫اخل ــوف والرع ــب ون ــو القص ــف م ــن ‪ 26‬م ــارس ذار ‪ 2015‬إىل ‪26‬‬
‫ؤبر ل نيســان ‪ 2018‬حيــث غــادرل صــنعاا إىل مصــر للعــالج وبعــد رحلــة‬
‫ءو لـ ــة وشـ ــاقة مـ ــن صـ ــنعاا إىل مد نـ ــة سـ ــيئون حباـ ــرمول وبعـ ــد انتلـ ــار‬
‫ألسابيخ في ا متكنا من السفر إىل القاهرش‪.‬‬

‫يف صنعاا مان مل من لقان نص ذ ابلسفر فكــون ؤعمــل يف الصـ افة‬


‫ف ــم ا ع ــذ ؤن ــذ يف مط ــر وعرق ــة لالمتط ــاف م ــن قب ــل احل ــوليب لكن ــذ‬
‫ق ــررل البق ــاا رغ ــم اخلط ــر مط ــر القص ــف العش ــوا ي األعم ــى ملق ــاتالل‬
‫الت الف ومطر احعتقال بسبب وشا ة رغم ؤن قد توقفو عــن الكتابــة‬
‫من ـو قــد قــررل البقــاا بصــنعاا ولكــن عنــدما تــدهورل ص ـ ب بشــكل‬
‫مبري اقطررل للسفر‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫لالي سنوال يف صــنعاا مل غمــر يل فــن ومل ؤذ ءعــم النــوم بعمـ ومل‬
‫ؤعـ ــش ومـ ــا بطمأنينـ ــة مـ ــان مـ ــويف مـ ــن القصـ ــف ؤمثـ ــر مـ ــن مـ ــويف مـ ــن‬
‫احمتطــاف ومــان حــال الطفــل ليــث قــد ؤقــاف يل كــا مــر إىل كــومي‬
‫الكثـ ــريش ؤشـ ــتعل الـ ـرؤس شـ ــيبا وؤحسسـ ــو ؤنـ ــذ قـ ــد دلفـ ــو إىل مرحلـ ــة‬
‫الشيرومة مالل سنوال!‬

‫ليــث ءفــل احلــرب الــمو عــاىن الكثــري وفقــد قدرت ـ علــى النط ـ وتعــرض‬
‫معنا للمعــالش واخلــوف والنــتوح والتشــرد ولكــذ ؤعــتو نفســي ين ءفلــي‬
‫ؤفا ــل ح ــاح م ــن مال ــب م ــن ؤءف ــال مث ــريون قتل ــوا ابلقص ــف وابخل ــوف‬
‫واملــرض وبرصــاا األء ـراف املت اربــة يف منــاء عد ــدش ؤءفــال ؤصــيبوا‬
‫جبــروح و مــرون فقــدوا ؤءـراف م وغــريهم فقــدوا عــا ل م وتشــردوا وتوقفــوا‬
‫ع ــن التعل ــيم و ج ــم يف ب ــال القت ــال لق ــد رق ــعوا امل س ــي واملع ــالش‬
‫ودفعوا مثن احلرب الب تا ر ا الكبار‪.‬‬

‫يف القــاهرش ذهبن ــا إىل ءبي ــب مترصــص يف التراء ــب والقص ــور ال ــمهذ‬
‫منا نسافر من حي الفيصل إىل مد نة مصر اجلد دش مــل ــوم لكــي تلقــى‬
‫ليث دورس يف التراءــب وتقو ــة الــمهن نصــرف وميــا مــا قــارب ‪400‬‬
‫ني ـ تكــاليف املواصــالل فق ـ وقــد مانــو يف تلــك األام حبــوايل ‪15‬‬
‫ؤل ــف رال ا ــذث ه ــما غ ــري تك ــاليف اجللس ــال ومالفـ ـ بع ــد ‪ 20‬وم ــا‬

‫‪72‬‬
‫اقـ ــطررل للتوقـ ــف بعـ ــد ؤن ؤرهقنـ ــا ماليـ ــا ومل عـ ــد عـ ــالج ليـ ــث اثـ ــل لنـ ــا‬
‫ؤولو ة‪!.‬‬

‫ف ــررل م ــن اخل ــوف والرع ــب والقص ــف إىل الغرب ــة والغرب ــة ح ــر للعم ــر‬
‫ربناهــا لســنوال وو ــدلها ؤمــر مــن العلقــم حــو لــو مانــو األســرش مل ــا‬
‫معــا فقــد بقينــا يف غربــة وظلــو يف قلوبنــا وحشــة ويف حياتنــا ؤشــياا لقصــة‬
‫وظل فينا شيئا من المل واحنكسار والشو لليمن بكل ما في ‪.‬‬

‫ؤســأل ليــث‪ :‬مــاذا تتمــأ ؤن تكــون عنــدما تكــرب؟ في ــد يف ب ـربااش دون‬
‫ــواب فتتــداعى يف قلــر ــدران مثــريش مــن األحــالم والطموحــال وؤشــعر‬
‫ؤن شرا يذ وؤورديت تتمت حتل على ءفلي الــمو ــدفخ مثــن احلــرب الــب‬
‫مل كن ل ذنبا في ا‪.‬‬

‫متنيــو ؤن كــون ليــث مبقيــة األءفــال عــيش حيات ـ بشــكل ســوو لعــب‬
‫وارح و ت دي مث دمل الروقة واملدرسة و عــيش حياتـ مبقيــة األءفــال‬
‫ولكن ما مل ما تمأ املرا درم ‪.‬‬

‫قبل ؤمثر مــن عــام ي ترحيلــي مــن مصــر بســبب متــاابيت الناقــدش لإلمــارال‬
‫والسـ ــعود ة لنع ـ ــود إىل ال ـ ــيمن ع ـ ــاد ليـ ــث وؤم ـ ـ إىل ص ـ ــنعاا وبقي ـ ــو يف‬
‫حا ــرمول حاول ــو ؤم لي ــث إحلاقـ ـ يف راض إح ــدى امل ــدارس األهلي ــة‬

‫‪73‬‬
‫ف و نتاج رعا ــة واهتمــام مــن نــوع مــاا ولكن ــا رغــم مــل اجل ــود مل جتــد‬
‫ل مكال فكل املقاعد مليئة‪.‬‬

‫عــادل األســرش إىل صــنعاا وبقيــو يف وادو حاــرمول ؤجتــول بــب املــدن‬
‫والفن ـ ــاد ومن ـ ــا ل ال ـ ــتمالا م ـ ــن اإلعالمي ـ ــب ؤع ـ ــيش الغربـ ـ ــة يف وادو‬
‫حاـ ــرمول و عـ ــيش ليـ ــث الغربـ ــة يف صـ ــنعاا ختـ ــربن ؤم ـ ـ ؤن نـ ــد يف‬
‫ص ــوريت و ق ــول‪ :‬اباب وجي ـ ــش ابلبك ــاا فتع ــود ـ ــدران القل ــب للتـ ــداعي‬
‫وؤردد وؤل ؤذرف دموعي‪ :‬وؤل اشتقو إليك ا ابن الم ن تشردوا‪.‬‬

‫سيئون ‪2020 / 4 /1‬‬

‫‪‬‬

‫‪74‬‬
‫ال مستقبل لألذكياء!‬

‫ذال مســاا وؤل مل ؤممــل مــن عمــرو ســو ســنوال منــو علــى موعــد مــخ‬
‫فرحة ءفوليــة غــامرش فقــد ؤشــرتى يل والــدو بملــة د ــدش وحقيبــة مدرســية‬
‫ييلة وفي ا األقالم والدفاتر وعلبة األلــوان ألختــم ءر قــي يف صــباح اليــوم‬
‫التــايل إىل املدرســة ســراب مــخ إمــوان وؤبنــاا عمــي ولكــن ا فرحــة مــا متــو‬
‫لقــد رؤ ــو مــا ؤفــتعذ وؤملر الــمعر واخلــوف يف نفســي و علــذ ؤفــر من ــا‬
‫هاراب‪..‬‬

‫مــان املــدرس الوحيــد يف املدرســة مــن الســودان ذو قامــة ءو لــة وبشــكل‬


‫مرايف ؤسود اللون مأن قــد مــن ف ــم ومــأن رؤسـ بيبــة ومل ؤمــن قــد رؤ ــو‬
‫شرصــا م ــن الس ــودان قبــل ذل ــك الي ــوم وم ــا إن وقعــو عي ــذ علي ـ ح ــو‬
‫صرمو يعلى صويت ووليو هاراب من اجلــذ الــمو رؤ تـ وحــاول مــل مــن‬
‫يف البيو إعاديت إىل املدرســة ولكــن دون ــدوى فقــد مــان األســتاذ حــاي‬
‫السـ ــودان ذو القلـ ــب األبـ ــير الطيـ ــب اثـ ــل لطفـ ــل يف عمـ ــرو مـ ــابوس‬

‫‪75‬‬
‫حقيقي‪ ..‬ؤل هنا ح ؤسرر من مل هللا ولكــن ؤروو مــا حــدي يل وم ــا‬
‫ومشاعرو حين ا بكل عفو ة وصد ث‪.‬‬

‫واهت ــدى األس ــتاذ الطي ــب حليل ــة قـ ـربتذ منـ ـ فق ــد م ــان ــتورل يف البي ــو‬
‫و قــدم يل خمتلــف اهلــداا حــو ال مــويف من ـ وعــدل للمدرســة وؤحببت ـ‬
‫بع ــدها ولك ــذ مره ــو املدرس ــة والدراس ــة من ــا وم ــا عشـ ـرال األءف ــال‬
‫حمشور ن يف فصل قدي ومت الــك مأننــا الفئـران املــمعورش نســجن ســاعال‬
‫ونتع ــمب ح ــو يذن لن ــا األس ــتاذ ابحنصـ ـراف فنت ــدافخ مالس ــيل ــدوس‬
‫بعانا بعاا وخنرج جنرو ونصين ماملعتوهب‪.‬‬

‫مان ــو الدراس ــة تع ــم ب يف تع ــم ب ومل ــل وراتب ــة مقرف ــة وم ــدرس وحي ــد‬
‫ملدرسة ماملة واللغت المو ما تال نرين إىل اليوم‪ :‬ميف جن ــو يف تلــك‬
‫السنة؟!‬

‫يف العــام التــايل ر قــذ هللا مبــدرس مصــرو مــا إن ر ن حــو ســق قلبـ مــن‬
‫الدهشة وصاح يف‪ :‬ؤنو حممد؟!‬

‫وانك ــب قبل ــذ وه ــو بك ــي وس ـ ذه ــول الط ــالب ودهش ــت م مم ــا جي ــرو‬
‫وامتشفو بعدها ؤنذ ؤشب ابــن األســتاذ متامــا لقــد ؤرال صــورت فكنــا ممــا‬
‫قال "فولة وانقسمو نصب" وسعدل يف ذلــك العــام والــمو ليـ ســعادش‬

‫‪76‬‬
‫ح ؤنس ــاها فق ــد م ــان غ ــد عل ــي ابل ــنعم و ــدللذ فكن ــو يف الفص ــل ويف‬
‫املدرســة ســلطان مــان اآلمــر النــاهي وؤحببــو الدراســة وجن ــو ابلرتتيــب‬
‫الثان عن دارش‪.‬‬

‫ؤتممر ان مان يف فصلنا ءالب غــر ــدا ومنــا نتنــدر مــن غبا ـ فقــد قــال‬
‫ل األستاذ يف حصة اللغة العربية‪:‬‬

‫‪-‬هال يل مثال دل ظرف مكان؟‬

‫وملا مل ستطخ اإل ابة حاول املدرس تبسي الس ال فقال ل ‪:‬‬

‫‪-‬مــثال " غ ــرد العصــفور ف ــو الشــجرش " الش ــجرش ظــرف مك ــان‪ ..‬وؤر ــد‬
‫منك مثال مر دل على ظرف املكان وبعد تفكري وتردد قال‪:‬‬

‫‪-‬غرد احلمار فو الشجرش‪.‬‬

‫فا كنا ييعا ولقبناه ابحلمار ومان يف ؤام احمت الل رج مــن منـتهلم‬
‫حو املدرسة وهو "جيعر" ابميا بطول صوت ألن درأ ؤن ؤبوه إن رســب‬
‫سيارب قراب مربحا وسيعلق على الشجرش الب ؤمام بيت م وقد ؤدرمتــذ‬
‫ش ــفقة ورر ــة ع لي ـ فأبرم ــو مع ـ ص ــفقة راحب ــة للط ــرفب وه ــي‪ :‬ؤن ؤعطي ـ‬
‫دروس تقو ة وؤشرح ل وؤساعده حو نجن ومــا إن ســتلم شـ ادت حــو‬
‫ؤستلم ؤل الدرا ة اجلد دش المو ؤشرتاها ل والده فواف ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ومن حسن حلي ؤن جنن وؤو بوعده وسلمذ الدرا ة اجلد دش‪.‬‬

‫الطر ف ؤن مان ملما ؤراد احلصول على نقود ذهب إىل دتـ وقــال هلــا‪:‬‬
‫‪-‬ؤل ؤدرس وسأخترج ءيارا وؤحتاج ملصار ف فتقول‪:‬‬

‫‪ -‬عذ مما درست من العلم؟‬

‫فيقول هلا‪:‬‬

‫‪-‬مربخ فاقي ا د مربخ فاقي ساوو مربخ فاقي‪.‬‬

‫وحين ا تصين اجلدش الطيبة بفرح وهي تعطي املصروف وتدعو ل ‪:‬‬

‫‪-‬هللا فتن عليك ا ولدو هللا فصن لسانك‪.‬‬

‫واستمر درس معنا حو صار يف املرحلة اإلعداد ة فكان نام يف الفصــل‬


‫و شرر ومل نم ؤبوه الثرو من املدرس المو مان اـرب مــل ــوم وذال‬
‫وم سألنا املدرس واحدا واحدا‪ :‬ما هي ؤمنيتك يف احلياش؟!‬

‫فقال ذلك الطالب اآل ة يف الغباا بكل برود‪:‬‬

‫‪-‬ؤل ؤمنيب ؤمون ءيار فا كنا ييعنا وعاد هو للنوم‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫الغر ــب والعجيــب ؤن ؤذمــى ءالبــا يف فصــلنا حين ــا صــار اليــوم عــامال يف‬
‫بقالــة وؤصــبن ؤغ ـ ءالــب ءيــارا ابلفعــل ورؤ ت ـ قبــل ســنوال فلــم ؤعرف ـ‬
‫وعــرفذ هــو وذمــرن بتلــك األام وبشــرن ين ـ قــد حق ـ ؤمنيت ـ فقلــو ل ـ‬
‫مصعوقا‪:‬‬

‫‪-‬ميف صرل ءيار؟!‬

‫فقال يل ملمة بليغة وتلرص الواقخ‪:‬‬

‫‪-‬شوف ا حممد مــل شــيا يف هــما البلــد ممكــن ومعقــول ءاملــا ؤنــو ات ــر‬
‫ؤو مسئول ؤو شيخ مبري‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪79‬‬
‫كابوس طويل‬

‫ص ول من نومي ممعورا بعــد ؤن تلقيــو علــى و ــي ومــتش عنيفــة إببــرش‬


‫حادش حمتشف ؤن قرســي هــو مــن ؤءلـ تلــك الــومتش امل ملــة نلــرل يف‬
‫الساعة فو د ا الثانيــة بعــد منتصــف الليــل مث نلــرل يف املــر ش فو ــدل‬
‫و ي متورم والعر تصبب من ‪.‬‬

‫قب ــل ف ــرتش و ي ــتش ذهب ــو لطبي ــب األس ــنان فق ــام بسـ ـ ب العص ــب م ــن‬
‫الا ــرس وتنليفـ ـ وحش ــوه حش ــوش م قت ــة وح ــدد يل موع ــدا ألع ــود إليـ ـ‬
‫ولكــذ شــغلو وتســاهلو ابألمــر وألنــذ مصــاب ابلســكرو فقــد ملــو‬
‫احلش ــوش امل قت ــة بش ــكل س ــر خ دون ؤن ؤش ــعر وانكش ــف العص ــب لتب ــدؤ‬
‫ءقوس العماب املرعبة‪.‬‬

‫اآلن بع ــد منتص ــف اللي ــل والص ــيدليال والعي ــادال مغلق ــة وال ــربد ش ــد د‬
‫فأ ن ؤذهب ألقخ حدا هلما األمل املرعب؟!‬

‫‪80‬‬
‫جلأل للم دائل فلم تنفــخ متاماــو مبــاا دافــئ وملــن فلــم ــدؤ األمل‬
‫قمــو بوقــخ ر "قرنفــل" مك ـان الو ــخ فلــم نفــخ األمــر حاولــو بشــو‬
‫السبل والوسا ل ولكن األمل ؤ داد قراوش فصرل ؤتلــوى وؤصــر بصــول‬
‫ؤ قا مل من يف املنتل‪.‬‬

‫م ــأن دم ــاغي غل ــي م ــن ش ــدش األمل نس ــيو حين ــا م ــل مطط ــي وم ــل م ــا‬
‫فكــرل بقراات ـ ؤو متابت ـ وصــار مــل كــي ميــف ؤختلــص مــن هــمه اآلحم‬
‫املرعبة واألو اع الفليعة الب مل ؤعش ا من قبل‪.‬‬

‫ؤنلر إىل الساعة فأ دها متاي طى بطيئــة لقيلــة ومأوــا تعانــدن وتتعمــد‬
‫املشي بتثاقل غر ب‪!.‬‬

‫مم مرل علي من السنوال والدهور وؤل ؤتلوى من شدش األمل؟‬

‫لس ــو ؤذمـ ــر لكـ ــن الصـ ــباح ؤش ــر ؤمـ ـريا ف رعـ ــو إىل ءبيـ ــب األسـ ــنان‬
‫فو دل العيادش مغلقة فانتلرل ابلباب ردحا مــن الــتمن قدرتـ مــن شــدش‬
‫األمل بباخ سنوال حو اا الطبيــب تثــااب واشــي بتثاقــل هــو اآلمــر‬
‫فتن العيــادش فأســرعو ؤمتــدد علــى مرســي العــالج وحــب ف ــص الطبيــب‬
‫الارس ظننو ؤنــذ قــد ختلصــو ؤمـريا مــن ؤو ــاعي ولكنـ ؤمــربن ؤنـ ح‬
‫بــد ؤن ؤتنــاول ماــاد حيــوو ومط ــر للبكتــريا ألن العصــب قــد انكشــف‬

‫‪81‬‬
‫وصــار مــوءن للبكتــريا ومتــب يل م ــدائل ر وت ـ ؤن وقــف حمــي يو‬
‫ءر قة ولو نشو الارس ؤو س ب العصب من د ــد وســأدفخ مــل مــا‬
‫طلب ولكنـ حــمرن مــن مطــورش عمــل م ــما علــى القلــب والكلــى وؤمــد‬
‫يل ق ــرورش ؤن ؤس ــتردم الع ــالج مل ــدش مخس ــة ؤام عل ــى األق ــل ونصـ ـ ذ‬
‫ابلصرب‪.‬‬

‫ا هللا‪ ..‬لق ــد م ــرل عل ــي س ــنوال عج ــاف م ــن الثل ــث األم ــري م ــن الليل ــة‬
‫املاقــية إىل الصــباح فكــم ســيمر علــي يف اخلمســة األام القادمــة بن ــارهن‬
‫وليالي ن من سنوال من العماب األليم؟!‬

‫ؤمــمل التو ــة واألءفــال إىل منــتل عمــي مث عــدل إىل املنــتل ألبقــى في ـ‬
‫وحيدا ؤام العماب لقــد مشــيو ؤن تتعــرض التو ــة ؤو األءفــال ملكــروه‬
‫ؤلناا تلك اآلحم املريفــة قــد ؤفقــد ؤعصــايب وؤهجــم علــي م ماصــة وؤنــذ‬
‫قد حطمو بعر ؤملي البيو من شدش األمل‪!.‬‬

‫ــدؤ األمل قل ــيال ف ــأغفو و ش ــتد فأصـ ـ و أل ــد الك ــابوس ؤم ــامي ؤنل ــر‬
‫لو ي يف املر ش فأ د شرص مر ؤشعث ؤغرب ممصوا الو مأنـ قــد‬
‫عاد لتوه من املقربش‪!.‬‬

‫‪82‬‬
‫مش ــيو عل ــى م ـ الن ــار املش ــتعلة وق ــمفو بنفس ــي يف فوه ــة برم ــان األمل‬
‫وماــو الص ـراع املر ــر مــخ الوحــوش الاــار ة حاربــو اآلحم نيابــة عــن‬
‫العامل يف ؤءول مخسة ؤام يف اتر خ البشـر وبعــد دهــورا لقيلــة مــن العــماب‬
‫والصـراع املتواصــل رغــم اســتردامي للم ــدائل والعــالج انت ــو اخلمســة‬
‫األام وذهبو لطبيب األسنان فو دل العيادش متدرة بشكل مل ؤتصوره‬
‫فأعتــمر يل الطبيــب وءلــب مــذ العــودش يف اليــوم التــايل وءــالبذ ابلصــرب‬
‫م ــدل ؤفق ــد ؤعص ــايب وؤهايـ ـ ولك ــذ متاس ــكو وجتل ــدل ؤمربتـ ـ ع ــن‬
‫حمي فرد علي يوا عشية وق اها وتنت ي اآلحم ومل در حين ا ؤنـ قــد‬
‫وقعذ نو التعم ب ملدش قرن إقايف‪.‬‬

‫وماــو مــن د ــد الص ـراع املر ــر مــخ اآلحم ومــخ عقــارب الســاعة الــب‬
‫ت ــتداد عن ــادا يل فتر ــرج يل لس ــاوا س ــامرش وتص ــر عل ــى ؤن متا ــي ب ــب ا‬
‫قاتــل ماــو ذلــك الص ـراع ‪،‬ــددا حــو انتصــرل وماــو تلــك الليلــة‬
‫السوداا وذهبو للطبيب ؤمريا منو قد قررل احشــتباأ معـ ؤن رفــر‬
‫عال ــي فل ــم اع ــد ؤحتم ــل ح ــو س ــاعة واح ــدش م ــن الع ــماب ولك ــن م ــأن‬
‫الطبي ــب ق ـرؤ ن ــوااو فأس ــرع نل ــف يل قن ــوال العص ــب مث ق ــام بس ـ ب‬
‫العصب وحشو الارس من د د أتملو ملدش ساعة حم رهيبــة صــعب‬
‫وصــف ا بعــدها عــدل مســرعا إىل منــتيل وارمتيــو يف فراشــي ألذهــب يف‬

‫‪83‬‬
‫نوم عمي نوم بــال مــوابيع ألصـ و بعــد ســاعال علــى دنيــا د ــدش بــال‬
‫حم‪.‬‬

‫ذهبــو إىل منــتل عمــي ودعــول التو ــة واألءفــال إىل العشــاا يف مطعــم‬
‫ف ــامر مث اش ــرت و هل ــم اهل ــداا وع ــدل إىل املن ــتل بع ــد ؤن ؤن ـتاح الك ــابوس‬
‫الطو ل لقد ولدل من د د وشعرل بقيمة العافية وعواقب اإلكال‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪84‬‬
‫خرب وفاتي!‬

‫ص ـ ول متــأمرا وحــب فت ــو هــاتفي فو ئــو يمثــر مــن ‪ 300‬اتصــال‬


‫وعش ـرال الرس ــا ل بع ــر ال ــتمالا ق ــد اتص ــل يب عش ــر م ـرال وبعا ـ م‬
‫مخــع م ـرال وبعا ـ م ل ــالي م ـرال واتص ــاحل مثــريش م ــن ؤرقــام ‪ ،‬ول ــة‬
‫ومن ؤرقام دولية ترى ما المو حدي؟!‬

‫وتساالو‪:‬‬

‫‪-‬ا هللا ما المو حدي؟‬

‫‪-‬هل عينو و را؟‬

‫‪-‬هل فتل جبا تش دولية؟‬

‫‪-‬هل رى ألحد ؤقاريب مكروه؟‬

‫منو ؤتساال وؤل ؤفتن الرسا ل فإذا في ا‪:‬‬

‫‪85‬‬
‫‪-‬ءمأنول على األستاذ ؤر ومم‪.‬‬

‫‪-‬ا رب ما كون اخلرب ص ين‪.‬‬

‫‪-‬ؤسرش حممد العمران نر و الرد ل كية‪.‬‬

‫مل ؤممل قرااش الرسا ل فقد ؤتصل يب ميل العت ت علــي وحــب ــخ صــويت‬
‫تن ــد ور ــد هللا عل ــى س ــالمب فأمربت ـ ؤن ــذ ص ـ ول للت ــو وح ؤعل ــم م ــا‬
‫حدي فقال‪:‬‬

‫‪-‬س ــالمال ا ؤس ــتاذ احلم ــد هلل عل ــى س ــالمتك واحلم ــد هلل ؤن ــذ ع ــو‬
‫صوتك وؤنك ري‬

‫ؤ بت وؤل مرتبك فأل مل ؤف م شيئا بعد‪:‬‬

‫‪-‬هللا سلمك ما المو حدي؟‬

‫لق ــد ت ــويف ال ــدمتور حمم ــد‬ ‫‪ -‬احلم ــد هلل ؤن ال ــمو ح ــدي ه ــو ل ــبع فق ـ‬
‫العمران األستاذ جبامعة صنعاا رر هللا تويف بكورول فنشر ؤحد املواقــخ‬
‫اإلمبار ــة املعروفــة اخلــرب ووقــخ صــورتك ولــيع صــورش الــدمتور العم ـران‬
‫وهو ما سبب لبع لدى الناس‪.‬‬

‫وؤقاف‪:‬‬

‫‪86‬‬
‫‪-‬حو ؤل ؤول ما شفو صورتك سق قلــر مــن اخلــوف ومل ؤممــل قـرااش‬
‫اخلــرب واتصــلو بــك فــورا ألءمــئن عليــك لكنــك مل تــرد مــا اد مــن قلقــي‬
‫عليك وعموما احلمد هلل على سالمتك‪.‬‬

‫ؤسرعو اتصل بر يع نر ر املوقخ ف و ميلي وعملنــا ســوا قبــل ســنوال‬


‫وقد فو ئو ؤن حدلذ بشــكل عــادو و ســألذ عــن صـ ب وحــب ســألت‬
‫بغاب‪:‬‬

‫‪-‬ماذا عملتم يب؟‬

‫ؤ ابذ بربود‪:‬‬

‫‪-‬وح شيا ما المو حدي؟!‬

‫فوق و ل ؤن املوقخ نشر مرب وفايت وؤل ري فرد ابستغراب‪:‬‬

‫‪-‬ح ح مش معقول هما الكالم‪.‬‬

‫وؤقاف‪:‬‬

‫‪-‬ؤل يل ســاعال ابملستشــفى و ــب حبالــة وحدش ومل ؤاتبــخ مــا نشــر لكــن‬
‫حللة ؤشوف املوقخ ونتواصل‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫فت و الفيسبوأ ووقـ و يف منشــور ؤن الــمو تــويف هــو الــدمتور حممــد‬
‫العمران األستاذ جبامعة صــنعاا ولســو ؤل مث ؤرســلو رســالة ياعيــة ملــن‬
‫ؤتواصل مع م ابلواتساب وق و هلم األمر‪.‬‬

‫بعد ذلك اتصل يب ر يع الت ر ر عتمر‪:‬‬

‫‪-‬ا ؤستاذ مل من احلمار ؤقصد احملــرر اجلد ــد وصــل مــرب وفــاش الــدمتور‬
‫حممد العمران وحبث يف و ل عن صورش ل نشرها مخ اخلرب ومل جيــد إح‬
‫صورأ فلن ؤن ؤنو فنشر صورتك وؤر و ؤن تساحمنا‪.‬‬

‫وؤقاف‪:‬‬

‫‪-‬ا ؤس ــتاذ ؤن ــو دا م ــا تكت ــب ؤن ــك م ــر ر وؤن الس ــكرو ارتف ــخ عن ــدأ‬
‫ف ــاحملرر ؤلت ــبع علي ـ األم ــر وظ ــن ؤن ــك املت ــويف وعموم ــا حص ــل م ــري ربن ــا‬
‫نفلك و بارأ بعمرأ‪.‬‬

‫قـ ـ كو وؤل ؤم ــربه ؤن ــذ ق ــد س ــاحمو "احلم ــار" ؤقص ــد احمل ــرر ب ــل إن ــذ‬
‫ؤش ــكره عل ــى مط ــأه ألن ـ وص ــلذ اتص ــاحل ورس ــا ل ودع ــوال ومث ــريون‬
‫متب ــوا ع ــذ منش ــورال تقط ــر إش ــادش يب ومب ــا ؤمت ــب وال ــبعر ن ــدم عل ــى‬
‫تقصــريه معــي والــبعر ؤعتــمر مــذ عــن إســااال مل ؤمــن ؤعلــم ــا ممــا‬

‫‪88‬‬
‫قامـ ــو بعـ ــر وسـ ــا ل اإلعـ ــالم الـ ــب تعاونـ ــو مع ـ ــا بصـ ــرف مسـ ــت قايت‬
‫املتأمرش لد ا‪.‬‬

‫وتساالو‪:‬‬

‫‪-‬ملاذا مل فلعوا هما إح بعد مويت؟!‬

‫‪‬‬

‫‪89‬‬
‫الطاقم غي كايف!‬

‫تدافخ عبد البارو وؤوحده إىل مــارج ميمــت م يف خمــيم النــا حب باــواحي‬
‫عدن بعد ؤن توقفو لالي ســيارال فارهــة ؤمــام اخليمــة مباشــرش نــتل مــن‬
‫الســيارال عشــرش مــن الشــباب الــمو بــدو مــن حــد ث م ومالبس ـ م ؤوــم‬
‫من دولة مليجية ؤبتسم عبد البــارو وهــو اــد ــده ملصــاف ت م غــري ؤوــم‬
‫نلروا إلي ابحتقار ومل عريوه ؤدىن اهتمام فماتو البسمة يف و ـ وشــعر‬
‫بغص ــة تتك ــور يف حلق ــة ؤبتل ــخ اإلهان ــة وت ــرم م عا ـدا إىل دام ــل اخليم ــة‬
‫ابنتل ــار دع ــو م لـ ـ ليس ــتلم املس ــاعدال فيم ــا ظ ــل األءف ــال ت لق ــون‬
‫حول السيارال و رمقووا بنلرا م الفاولية‪.‬‬

‫قال ر يع الفر بتأفف‪:‬‬

‫احل ــر ذحب ــذ‬ ‫‪ -‬اإلعالمي ــون أتم ــروا ا ياع ــة ن ــر خنل ــص ونر ــخ الفن ــد‬
‫هنا‪!.‬‬

‫ؤقبلو سيارش من بعيد فت للو و وه م وصاح ر يع الفر ‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫‪-‬مالا نتلوا املساعدال‪.‬‬

‫ؤمــام ابب اخليمــة مــان مــيع دقيـ مــن فئــة ‪ 25‬ميلــو وقطمــة ؤر ‪ 5‬ميلــو‬
‫وعلبة و صغريش وباعة علب فاصوليا تستلقي ابنتلار التصو ر‪.‬‬

‫وص ــل اإلعالمي ــون وش ــرع ؤح ــدهم نص ــب قاع ــدش م ــامريا التلفت ــون فيم ــا‬
‫استعد البقية حلتقا الصور إح ؤن ر يع الفر صر في م‪:‬‬

‫‪-‬إ ش تفعلون؟‬

‫فأ ابوا بدهشة‪:‬‬

‫‪-‬نستعد لتولي حللة تسليم املساعدال للنا حب‪.‬‬

‫وعاود صرام في م‪:‬‬

‫‪-‬ؤ ن بقية الفر ؟‬

‫‪-‬ذهبوا لتج يت وإرسال املواد إىل وسا ل اإلعالم‪.‬‬

‫ؤحــد األءفــال رــل علبــة الت ــو ليــدمل ا إىل اخليمــة لكــن ر ــيع الفر ـ‬
‫صاح في ‪:‬‬

‫‪-‬و ش تسوو ا ولد؟! ر خ العلبة‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ؤعاد الطفل علبة الت و وهو غري مصد ما ندي‪.‬‬

‫قال ر يع الفر مو ا حد ث إىل رفاق ‪:‬‬

‫‪-‬ر عوا املساعدال إىل السيارش الطاقم اإلعالمي غري مايف‪!.‬‬

‫وواصل حد ث لإلعالميب‪:‬‬

‫‪-‬من اآلن وصاعدا ح م تكونوا ملكم اهت ن ‪ 15‬إعالمي دفعة واحــدش‬


‫لتولي ؤو تسليم للمساعدال حو لــو مانــو علبــة فــول وقبــل التصــو ر‬
‫تس ــلمون احملت ــا ب ص ــور الش ــيخ‪ ....‬رفعوه ــا ونفل ــوهم الك ــالم الل ــي‬
‫قولون وح م دعون للشيخ هللا نفل و طول لنا بعمره‪.‬‬

‫ويف حلل ــال غ ــادرل الس ــيارال م ــن ؤم ــام اخليم ــة وتكوم ــو ؤس ــرش عب ــد‬
‫البارو يف الدامل على راح ــا وم ســي ا بينمــا غــادر عبــد البــارو اخليمــة‬
‫تسـ ــيل دموعـ ـ حـ ــارش رغمـ ــا عنـ ـ ويف داملـ ـ سـ ــتعر برمـ ــان مـ ــن األسـ ــى‬
‫والق ر متأ عبد البارو ؤن تنش األرض وتبتلع ولكنـ ظــل اشــي فــو‬
‫ير الرمال احلارقة حنو ا ول ح درو ؤ ن مهب وإىل ؤ ن سيصل؟!‬

‫‪‬‬

‫‪92‬‬
‫مصي القطب اجلديد!‬

‫را ف و حبسب عم مــن ؤهــل هللا وماصــت وهــو حبـرا‬ ‫رن صد قي إلي‬
‫من "العلم اللدن" قد مشــف هللا لـ احلجــب فصــار نلــر بنــور هللا متــب‬
‫هللا على د شفاا املرقى وقاــاا حا ــال النــاس وتفــر ج مــر م قلــو‬
‫لصد قي وحنن يف الطر ‪:‬‬

‫‪-‬من هما الشيخ المو شوقتذ لرؤ ت ؟!‬

‫وبدح من ؤن عرفذ ب اد األمر غموقا و ادن شوقا إلي حب قال‪:‬‬

‫‪-‬لــيع مــن املشـ ور ن لكنـ قطــب مــن األقطــاب مــن األمفيــاا األنقيــاا‬
‫الم ن لو ؤقسموا على هللا ألبرهم‪.‬‬

‫وؤقاف‪:‬‬

‫‪-‬هو من ؤهل التواا وؤنو تعلم ؤن يف التواا مباا‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫لمل ابلصمو والتو ع وقلو يف نفسي‪ :‬من امل مد ؤن صــد قي بــال‬
‫لكنن ــا ل ــن خنس ــر ش ــيئا ومل ــا س ــاعال وب ــدح م ــن لوس ــنا ؤم ــام التلف ــا‬
‫ومتابعة مباراش برشلونة ورال مدر د سوف جنلع مــخ هــما الشــيخ املبــارأ‬
‫لعلنا من نستفيدث‪.‬‬

‫وص ــلنا إىل منتلـ ـ يف ؤقص ــى املد ن ــة و ــدل اببـ ـ مفتوح ــا ف ــدملنا م ــان‬
‫جيلع يف رؤس املكــان ااـ القــال و ــدمن املداعــة النر يلــةث و تصــبب‬
‫عرقا تقدمنا إلي صاف ت بينما ؤحنأ صد قي قبل رؤس و ده مث ســلم‬
‫ميع القال فبص في مث ؤشار لنا ابجللوس‪.‬‬

‫املكان ممتلئ ابملر د ن ؤحدهم ارب الطبل بقوش في ت اجلميخ رؤوسـ م‬


‫و صي ون‪:‬‬

‫اعرج بنا ا قطبنا حنو احلبيب‬

‫يف ءيبة حيث احلياش لنا تطيب‬

‫هللا هللا هللا هللا هللا‪.‬‬

‫شرع صد قي اا القال بشراهة بعــد ؤن لل الربمــة مــن بصــا شــير‬


‫وحب بدؤ ــت رؤسـ وااــي مع ــم يف الــممر منــو قــد رمــتل بصــرو حنــو‬

‫‪94‬‬
‫انبــا مث كتــب يف ؤروا مث عــود‬ ‫الشــيخ املشــغول اتفـ اجلد ــد اــع‬
‫إلي مث شرد إىل بعيد ومأن يف عامل مر‪.‬‬

‫ارتفخ ؤذان العصر مــن مســا د املد نــة ومشــع حت ـران مــا تـتال ترســل إىل‬
‫األرض ؤشعت ا احلارقة انتلرل ؤن قوم الشيخ ومر د للصالش إح ؤوــم‬
‫مانوا ما تالون يف نشيدهم الصامب تصبب العر مــن و ــوه م وهــم‬
‫ااغون القال فيما روا ن الدمان والبرور ختن املكان‪.‬‬

‫مر ــو وصــاحر للصــالش منــو ؤســعل ءــوال الطر ـ إىل اجلــامخ لقــد‬
‫ؤص ــبو بص ــداع ح ــاد م ــن ص ــول الطب ــل ورا ــة ال ــدمان والبر ــور ال ــب‬
‫تغطي اا املكان‪.‬‬

‫بعد الصالش سألو صد قي‪:‬‬

‫‪-‬ملاذا ح صلون؟!‬

‫ؤبدى استغراب من س ايل مث كع يل‪:‬‬

‫‪-‬ؤص ـ ح ؤحــد ســمعك ه ـ حا قــد بلغــوا مرحلــة اليقــب ومشــفو عــن م‬


‫احلجب ؤرواح م تطــري إىل احلــرم املــدن تصــلي ملــف الرســول صــلى هللا‬
‫علي وسلم الفرض مث دون السنة ابحلرم املكي‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫قلو مندهشا‪ :‬وؤنو تصد هما الكالم؟!‬

‫‪-‬الشيخ قال هما‪.‬‬

‫‪-‬وؤنو صدقت م اوم طريون إىل مكة واملد نة؟!‬

‫‪-‬هللا على مل شيا قد ر‪.‬‬

‫اعتمرل لصد قي عن العودش إىل ‪،‬لع الشيخ ألن قد ؤصــبو ابلصــداع‬


‫من الدمان والبرور وصول الطبل‪.‬‬

‫ع ــدل إىل من ــتيل وؤل غ ــري مص ــد ؤن ص ــد قي املثق ــف اليس ــارو ال ــمو‬
‫ــا م العلمــاا يف الصـ ف و ــت م م ابلر عيــة والترلــف قــد ســلم عقلـ‬
‫هلما الشيخ الغر ب وصار من مر د ‪!.‬‬

‫وماــو ؤش ـ ر حــو فو ئــو وؤل ؤقلــب إحــدى الص ـ ف بصــورش ذلــك‬


‫الشــيخ جبــوار مــرب " القــبر علــى د ــال بعــد ق ـرب فتــاش حــو املــول "‬
‫وؤسرعو ؤقرؤ تفاصيل اخلرب‪ :‬ؤلقو األ تش األمنية القــبر علــى د ــال‬
‫يف نوب العاصــمة بعــد قيامـ باــرب فتــاش حــو املــول بــدعوى عال ــا‬
‫م ــن امل ــع الش ــيطان‪...‬ث مل ؤمم ــل اخل ــرب اتص ــلو بص ــد قي إح ؤن هاتف ـ‬
‫مــان مغل ـ وبع ــد ؤام و دت ـ فأس ــرعو ؤس ــأل عــن ش ــير فأم ــد يل ؤن‬
‫الشيخ تعرض مل امرش وؤن بروا وسوف رج من احلجت قر با‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫بعد ؤسابيخ اتصل يب صــد قي ءالبــا ؤن نلتقــي يف املقيــل وحــب ســألت عــن‬
‫املكان ؤ ابذ يف او ة الشيخ فسألت ‪:‬‬

‫‪-‬هل مرج الشيخ؟‬

‫‪-‬الش ــيخ ب ــدو ؤن قا ــيت س ــتطول لك ــن م ؤحر ــون يف اجلل ــوس مكان ــة‬
‫إلدارش التاو ة حو رج‪.‬‬

‫اعتــمرل لصــد قي " القطــب اجلد ــد " عــن تلبيــة دعوت ـ بســبب تاــا قي‬
‫م ــن ال ــدمان والبر ــور وص ــول الطب ــل وم ــن وم ــا وال ؤاتب ــخ الص ـ ف‬
‫ابنتلار ؤن ؤقرؤ مرب القبر علي ‪!.‬‬

‫‪‬‬

‫‪97‬‬
‫حزين لنجاحه!‬

‫لاللة ؤسابيخ عجاف قايناها يف امت الل الثانو ة العامة "الو ارو" منــا‬
‫يف حالة ءواراب نعود من قاعة احمت الل إىل املمامرش من د ــد حنفــا‬
‫ال ـ ــدروس م ـ ــن د ـ ــد وجن ـ ــرو امت ـ ــالل مت يد ـ ــة يف ا ل ـ ــع ال ـ ــمو ي‬
‫ختصيصـ ـ ـ لن ـ ــا أ‪"-‬غرف ـ ــة عملي ـ ــال امل ـ ــمامرش" ح نغ ـ ــادره إح إىل قاع ـ ــة‬
‫احمت ان لنعود إلي من د د‪.‬‬

‫مانــو ملمــة " الــو ارو " تصــيبنا ابلرعــب متاــي ؤام احمت ــالل وحنــن‬
‫نرتع ــد موف ــا م ــن الرس ــوب م ــأن رس ــوبنا س ــيكون فا ــي ة ال ــدهر ووا ــة‬
‫العامل‪!.‬‬

‫حــو الطــالب يف ؤرقــى امعــال العــامل مثــل هارفــارد وؤمســفورد مل كــن‬


‫لد م ربخ اهتمامنا ابلتعليم حين ا‪!.‬‬

‫يف مر ؤام امت الل الثانو ة العامة مر نا من قاعــة احمت ــان إىل عيــد‬
‫بعد ؤن ؤ حنا باح ثمو فو صدورل ءيلة ؤش ر لكن بعر اخلــوف‬

‫‪98‬‬
‫مــا ـتال ســكننا ابنتلــار ظ ــور النتــا ج مــان هــما حالنــا ابســتثناا ؤرــد‬
‫الــمو بــدؤ الاــي علــى و ـ ونغــص علينــا فرحتنــا ابنت ــاا احمت ــالل‬
‫تن د وهو نلر حنو األف البعيد وقال‪:‬‬

‫‪ -‬ا شباب ؤنتم ختافون من الرسوب وؤل ؤماف ؤن ؤجنن!!‬

‫صدمنا حد ث والتفتنا إلي ابستغراب وقلنا بصول واحد‪:‬‬

‫‪ -‬ؤنو ماذا تقول؟!‬

‫تن د ‪،‬ددا وقال‪:‬‬

‫‪-‬ا شباب ؤل لــو جن ــو اقـرؤوا الفانــة علــى التعلــيم يف الــيمن وإذا اوــار‬
‫التعليم ستن ار البالد بعد ذلك‪.‬‬

‫مل كــن إكال ـ وتغيب ـ عــن املدرســة لكراهيت ـ للدراســة ولكن ـ مــان بســبب‬
‫امل مال الكبريش الب كلف ــا والــده شــيخ املنطقــة والــمو نلــر للتعلــيم‬
‫على ؤن مالم فاقي ح فا دش من سوى معرفــة القـرااش والكتابــة والتفــامر‬
‫ابلش ادال الب ح ت مل عيش‪.‬‬

‫بقين ــا ننتل ــر النت ــا ج بقلـ ـ وترق ــب وعن ــدما ظ ــرل النت ــا ج ت ــدافعنا م ــل‬
‫ب ومانــو املفا ــأش الص ــاعقة ؤن‬ ‫ب ــث ع ــن ا ـ يف مش ــوفال الن ــا‬

‫‪99‬‬
‫ميلنــا ؤرــد قــد جنــن وبتفــو مبــري ــدا مث حصــل بعــد ذلــك علــى من ــة‬
‫للدراسة مارج اليمن‪!.‬‬

‫وح ــب و دتـ ـ وه ــو غ ــادر القر ــة اس ــتعدادا للرحي ــل إىل روس ــيا لدراس ــة‬
‫الطب قال يل‪:‬‬

‫‪ -‬ال ــمو مف ــو من ـ ق ــد ح ــدي لق ــد جن ــو وبتف ــو وبع ــدها ؤعط ــون‬
‫من ة إىل اخلارج لقد انت ى التعليم يف اليمن‪.‬‬

‫لقد مان الوحيد يف العامل المو حتن لنجاح ‪!.‬‬

‫‪‬‬

‫‪100‬‬
‫انتقام بشع!‬

‫استيقا ؤرد عبــد الســالم فو ــد ؤن الفــأر قــد عاـ يف قدمـ حــو نــتف‬
‫الكث ــري م ــن ال ــدم مل ــن الف ــأر وه ــو ف ــر م ــن ن ــو الب ــاب فأس ــرع ا ــمد‬
‫راحـ و وقــف النت ــف ليبــدؤ بعــدها يف مطــاردش الفــأر مــن غرفــة ألمــرى‬
‫استيقا مل من يف البيو ليش د مصري الفأر املعتدو وحب ؤنتقل الفــأر‬
‫إىل املطبخ ؤستيقا اجلريان ؤ اا فقد قام ؤرد عبد السالم ؤلنــاا مطــاردش‬
‫الفــأر بكســر الكثــري مــن األءبــا واألوان الت ا يــة الــب ؤحــدي مســرها‬
‫صوات ؤ قا اجلريان‪.‬‬

‫وؤتت الكثري من الفرا لتو يـ قـربة قاتلــة للفــأر لكنـ مل كــن ر ــد قتــل‬
‫الفأر مان ر د تو ي قـربة للفــأر تفقــد توا نـ ليلقــي القــبر عليـ حيــا‬
‫مانو و ت قد ؤغلقو علي ا ابب غرفــة النــوم وهــي ترجتــف موفــا ف ــي‬
‫ح تكره يف الدنيا شيا مثل مراهيت ا للفئران‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫ــخ ص ــول حرم ــة مفيف ــة ن ــو‬ ‫يف الليل ــة ال ــب ق ــال هل ــا ‪-‬ما ح ــا‪ -‬ؤنـ ـ‬
‫الســر ر يف غرفــة النــوم وؤن ـ عتقــد ؤن فــأرا قــد تســلل إىل غرفــة نــوم م مل‬
‫غمر هلا فن حو مطلخ الفجر وحب استيقا و دها منكمشــة علــى‬
‫ــا موفــا مــن ظ ــور الفــأر يف‬ ‫نفس ا وتقام ؤظــافر ــد ا وقــد ؤصــفر و‬
‫ؤ ــة حللــة حين ــا مل صــد مــا نــدي مــان قــد نســي متحــة الفــأر بينمــا‬
‫ظلو هي ما فة ترتقب هجوم الفأر‪.‬‬

‫فــر الفــأر مــن لفــمش صــغريش يف املطــبخ فل ـ ب ـ إىل حــوش العمــارش وهــو‬
‫اسك بعصا غليلة و صين‪:‬‬

‫‪-‬وهللا لن تفر بعد فعلتك السوداا ا جنع‪..‬‬

‫‪-‬قامو قيامتك ا ‪،‬رم‪..‬‬

‫‪-‬لعبو بعداد عمرأ ا مبيث‪.‬‬

‫جتمــخ العد ــد مــن اجل ـريان ظنــا مــن م ؤن ؤحــد اللصــوا قــد هــا م شــقة‬
‫ؤرــد عبــد الســالم الــبعر مــن م بيــده مســدس و مــر بيــده عصــا غليلــة‬
‫ومللــث اســك حببــل لــريب ب ـ ا ــرم و ســلم للشــرءة بينمــا واصــل ؤرــد‬
‫عبد السالم مطاردت للفأر‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫العر تصبب من اسك الفوءة الب تســرت نصــف ســم الســفلي بيــد‬
‫حو ح تسق ويف اليد األمرى اسك العصا بينما نــري ولــده لـ الطر ـ‬
‫باوا اهلاتف‪.‬‬

‫تبعـ عــددا مــن اجل ـريان وهــم يف حــريش مــن ؤمــرهم ف ــم مل ــروا ؤو شــرص‬
‫طارده ؤرد عبد السالم ومل تدم حري م ءو ال إذ حل ؤرد عبد الســالم‬
‫ابلفأر قرب بوابة العمارش وقرب بعصاه قربة ؤفقدتـ توا نـ فلــل تقلــب‬
‫يف مكان وقد ؤوكت الاربة امل ملة فداس ؤرــد عبــد الســالم بر لـ علــى‬
‫ذ ل الفأر مي ح فر من د د ؤلتق ؤنفاس ومسن العــر يف و ـ مث‬
‫ؤحنأ وؤمسك الفأر بيده وعا عاة قو ة ورمــاه مــن د ــد وهــو صــر‬
‫في ‪:‬‬

‫‪-‬ؤح ترى ما ؤبشخ العر؟!!‬

‫شــعر ؤرــد عبــد الســالم ين ـ قــد ؤنــتقم لنفس ـ ولر لكرامت ـ فــرتأ الفــأر‬
‫ااي وس ذهول مل من شاهده‪!.‬‬

‫‪‬‬

‫‪103‬‬
104
‫السية األدبية‬

‫حمم ــد مص ــطفى العمـ ـران ‪-‬ق ــاا ومات ــب ا ــذ م ــن موالي ــد ‪1979‬م ‪-‬‬
‫حمافلــة إب عمــل يف الصـ افة اليمنيــة منــم العــام ‪2000‬م نشــر مئــال‬
‫املقاحل يف الص افة اليمنية والعربية‪..‬‬

‫صدر للم لف‪:‬‬

‫‪- 1‬عن حماولب الفاشلة للوصول إىل القمر ‪-‬قصص قصريش‪.‬‬

‫‪- 2‬حنن واحلمري يف املنعطف اخلطري ‪-‬قصص قصريش‪.‬‬

‫‪- 3‬من عجا ب تنكة بالد اخلرافال ‪-‬قصص قصريش‪.‬‬

‫‪- 4‬لصوا لكن مبدعون ‪-‬قصص قصريش‪.‬‬

‫‪،- 5‬نون الفقي قصص قصريش‪.‬‬

‫‪- 6‬توبة غر بة قصص قصريش‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫‪- 7‬منت غر ب ومبش ؤسود ‪-‬قصص قصريش‪.‬‬

‫‪- 8‬األعجوبة ‪-‬قصص‪.‬‬

‫‪- 9‬قطوف يف اللغة واألدب والتأر خ والفن‪.‬‬

‫‪- 10‬العالمة العمران رمت التجد د والوسطية ترا م‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪106‬‬
‫‪2017‬‬

‫دار بس ــمة للنش ــر اإللكـ ــرتون م ــن ؤه ــداف ا مسـ ــاعدش الش ــباب املغاربـ ــة‬
‫والعرب على نشر إبداعا م وإ صال ؤصوا م وتغر دا م إىل العامل ملـ‬
‫مما تطمن حمتساح عامل النشر اإللكرتون يف مل األقطار العربية‪..‬‬

‫مما ؤننا ‪-‬يف حماولــة منـا لتغم ــة شــران الثقافــة‪ -‬نسرتشــد ابلاــمري احلــي‬
‫مـ ــن ؤ ـ ــل نشـ ــر احملتـ ــوى الثمـ ــب حـ ــاملب علـ ــى مواهلنـ ــا رسـ ــالة التنـ ــو ر‬
‫احلقيقــي ومــدرمب مــل اإلدراأ لقيمــة القلــم النبيلــة لــملك منــا حر صــب‬
‫علـ ــى نشـ ــر مـ ــل مـ ــا هـ ــو قـ ــيم‪ .‬يف دار بسـ ــمة للنشـ ــر اإللكـ ــرتون نسـ ــاند‬
‫امل ـ لفب ونــدعم م إل صــال إبــداعا م ملال ــب مــن الق ـراا ونرشــدهم إىل‬
‫ليــال فنيــة تعيــن م علــى نســب ؤســاليب الكتابــة واإلبــداع‪ .‬وتقر بــا هلــمه‬
‫الغا ــة تقــوم الــدار بتنلــيم مســابقال متعــددش واإلشـراف علي ــا ‪،‬ــال مــن‬
‫ؤن تنشــر ؤعماهلـا بــب القـرؤش‬ ‫ؤ ل امتشاف املواهب الشابة الــب تســت‬
‫واملثقفب وذلك تشجيعا هلم على احستمرار ة يف الكتابة اإلبداع‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪107‬‬
‫ذذذ‬ ‫ذ ذ ذذر إل‬ ‫ذ ذ ذ إلبذ ذ ذذا ة بر بسذ ذ ذ إل كرو ذ ذ ذ‬ ‫هذ ذ ذ‬
‫ا ذذذذذذذذذذ‬ ‫ذذذذذذذذذذ ذذذذذذذذذذ‬ ‫ر ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذذر ‪ .‬ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذذر‬

‫ذذر‬ ‫ط ذ ى ل ذ س ذذدا رة ذ ذذا كرو ذ‬


‫ض ذ ع لذ س ذ‬ ‫ذ لذ دكوذ‬ ‫إل‬

‫ا ذ ذ لذ ذ‬ ‫ذذ‬ ‫ذذ‬ ‫ذ ذذر‬ ‫طذ ذ ى لذ ذ‬


‫س ذذذذذذذذذ ذ‬ ‫ضذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ع لذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ‬ ‫دكو ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ‬

‫‪108‬‬
109
‫‪‬‬
‫اإلهداء‪6 .........................................................‬‬
‫مقدمة ‪7 ..........................................................‬‬
‫نحن والحمير ‪9 ..................................................‬‬
‫في اللحظة قبل األخيرة! ‪13 ....................................‬‬
‫زلة ال تغتفر! ‪20 ................................................‬‬
‫مرض غريب! ‪24 ..............................................‬‬
‫نهاية العالم!! ‪33 ................................................‬‬
‫رضيت بهذا الصمت ‪38 .......................................‬‬
‫موت العصفور!‪42 .............................................‬‬
‫مخاوف ثور‪47 .................................................‬‬
‫بيت تسكنه الخرافة!‪50 .........................................‬‬
‫حقيبة مروان ‪57 ................................................‬‬

‫‪110‬‬
‫ليلة عصيبة! ‪63 .................................................‬‬
‫طفل الحرب ‪69 .................................................‬‬
‫ال مستقبل لألذكياء! ‪75 .........................................‬‬
‫كابوس طويل‪80 ................................................‬‬
‫خبر وفاتي! ‪85 ..................................................‬‬
‫الطاقم غير كافي! ‪90 ...........................................‬‬
‫مصير القطب الجديد! ‪93 .......................................‬‬
‫حزين لنجاحه!‪98 ...............................................‬‬
‫انتقام بشع! ‪101 .................................................‬‬
‫السيرة األدبية‪105 ..............................................‬‬

‫‪‬‬

‫‪111‬‬
112

You might also like