Professional Documents
Culture Documents
قصتي مع فيولا
قصتي مع فيولا
المطلة علي حديقة قصري في وسط لندن بانجلترا , اتنفس الهواء العليل فتعلق النسمات داخلي واشعر بالحياة مرة اخري كأنني شخص مر علي والدته دقائق معدودة, اشعر بالحياة وكأني شخص جديد, بداية مشرقة في حياتي , اسمع الطيور تغرد في غرفتي تنثر مقطوعة موسيقية جديدة لبيتهوفين او تشياكوفيسي في ارجاء المكان, تثير البهجة في نفسي من الداخل , دقات قلبي تتحرك علي تناغم مع كل بيت موسيقي يعزف, كل شيء في توافق تام, واالن اشعر بالكمال التام فمن بعد اليوم سوف اكمل حياتي مع فيوال. المؤلفة الي قلبي . يجب علي ان اجهز نفسي فلم يعد لدي الكثير من الوقت علي اعالن الزفاف. ها انا االن اقوم من سريري المفضل المفرش بالحرير والمطرز بافخم المنقوشات اشتريتها اثناء رحلتي الي بيكين بالصين لزيارة صديق قديم لي, اما الهيكل فهو من الزان المصنع في روما من اجود االنواع وهو هدية من عمدة المدينة لقيامي له بمجموعة من االعمال التجارية للبلدة ومساعدته بها. اهتم انا بكل تفصيل في بيتي الكبير . لقد انهيت لتوي بناء الحمام الجديد. فهو مبني من اجود انواع البالط , اسود اللون منقوش بزخرفيات تاريخية تعود لعصور االمبراطورية اليابانية للحاكم كوجين الذي حكم اليابان عام مائتي قبل الميالد واحتفظ بمجموعة ثرية واثرية من ذلك الطراز القديم, علي يساري اجد خشب الخيزران المزين للمكان مثبت في طين مغطي بزلط بني اللون علي قدر كبير من الخشب التركي تعلوه مرأه بلجيكية الصنع من انقي انواع الرمل اطرافها منحوتة من الذهب الخالص بنقشات ذات طابع خاص. وهاهو حوض استحمامي المفضل تنبعث منه رائحة الياسمين الذكية وتنتشر في ارجاء المكان الزهور الملونة مع اضائة خافتة من شموعي المفضلة ذات الرائحة المنعشة . كل هذه التفاصيل تضفي علي المكان الراحة والطمئنينة الي قلبي بعد يوم شاق من العمل .
لقد فقدت الكثير من الوقت ومارسيل رئيس الخدم ينتظرني القوم بقياس بدلتي الجديدة ذات اللون االسود والقميص االبيض انها من احدث صيحات بدل الزفاف قام بتصميمها لي اشهر مصمم في البلدة يدعي سيد تشارلز كريستوفر . انا اعرفه منذ زمن بعيد فقد كان الخياط المفضل لوالدي بالتبني , اوه تذكرت فانتم ال تعرفونني وال تعرفون قصتي
انا ادعي جونثان ارمسترونج. ولدت في احد االزقة بلندن وال اعرف من هم والدي اتذكر ما كانت تقوله لي كاثرين كليو مديرة الملجأ الذي لطالما اعتدت العيش فيه منذ صغري , كانت تحكي لي انها وجدتني في سوق ال احد يسمع االخر فيه وكانت محض صدفة اني الزلت اعيش فكانت حالتي الصحية في انحدار تام كنت اصارع الموت ولم يكن مكتوب لي العيش سوي ايام معدودات. ولدتني امي وهربت تاركة خلفها طفل في اول لحظات يكتب له فيها اسم الحياة . اخدتني كاثرين واعتنت بي حتي صارت صحتي افضل . انه شعور غريب قضته كاثرين في كثير من اوقاتها فهي تشعر االلفة تجاهي منذ ان رأتني و انا ملقي علي االرض وفكرت كثيرا في اعطائي اسم مميز وفي النهاية بعد التفكير العميق قررت ان تتركني مع اسم جونثان . الزلت اشعر ان توماس افضل علي ولكني تعودت علي جونثان في النهاية
اخدتني كاثرين الي ذلك الملجأ في نهاية المقاطعة بمدينة بريستول البريطانية . الزلت اتذكر ذلك المكان شعرت بالوحشة عندما رأيته للوهلة االولة وشعرت بأن هناك شئ غير سار سوف اراه الحقا. وفعال قد كنت محق في تفكيري منذ صغري . فقد كان السيد جايمس اشتون رجل شرير وكان يتعمد ايذائي دائما . هذا الرجل كان يستغل سلطته لكونه مساعد للسيدة كاثرين وكان كثير التهديد لي بطردي من الملجأ اذ عرفت كاثرين . ولكن ما كان يهون علي وجودي في الملجأ السيدة كاثرين فقد كانت تؤمن بأني مميز من صغري ولكني كنت اشعر دائما ان هناك شيء مفقود في ذاتي حاولت جاهدا ان اتعرف علي كينونته ولكني لما استطع هناك دائما شيء يمنعني ومنذ ذلك الوقت بدأت رحلتي الكتشاف الذات. كانت السيد جايميس يوكل لي اعمل التنظيف من بعد الفجر حتي بداية الليل كنت اخلد الي السرير ال اشعر بنفسي من االرهاق وكان ذلك العمل الروتيني يتكرر يوميا حتي بدأ مبني الملجأ في التصدع. مرحلة جديدة من حياتي بدأتها بعد ذلك فقد انتقلت الي ملجأ اخر بمدينة اوكسفورد. وكان هذا الملجأ محاط بسور كبير ليمنع االطفال من الهروب خارجه باالضافة الي حديقة مليئة باالشجار والزهور ولكني ال اجد من يهتم بها . جاءت معي السيدة كاثرين مرفقة توصيتها للسيد جيسون اليكساندر مدير الملجأ الجديد وكان مرحبا بي . كنت اشعر بشعور مزدوج فرحة لتركي السيد جايميس وحزن لتركي السيدة كاثرن التي طالما اعتنب بي كإبنها.
حياتي الجديدة بدأت من هنا وبدأت في االعتناء بالحديقة . وها انا اري مجموعة من االطفال قادمون. في الحقيقة انا ال اري احد سوي فتاة صهباء ذات عيون غجرية تتحرك وتتمايل كزهرة التيوليب في وسط نسيم من الرياح يدفعها لحركة راقصة في كل النواحي , اشعر بكل االطفال حولها مجرد ظالل وهاهي اللوحة تكتمل بنظرة خجل منها الي وابادلها بابتسامة خافتة تكمن بداخلها الكثير من الكلمات. ولكن ليس هذا وقت تعبير الكلمات ولكن علي ان اجد خطة مناسبة للتقرب من هذه الفتاة . بمحض المصادفة قد كانت مع في نفس فريق قطف التفاح من اشجار الحديقة المحيطة بالملجأ وقد استغليت هذه الفرصة في التقرب اليها فلقد كنت ارفقها كظلها وكانت تبادلني نفس النظرات التي بادلتني ايها اول مرة . وذات مرة سمعت المشرفة تنادي عليها قائلة : اسرعي يافيوال في قطف الثمار قبل غروب الشمس ال مزيد من الوقت لنضيعه وكان وقع اسمها علي اذني له مذاق مختلف كان مثل استنشاق عبير ورد طيب الرائحة او مثل تذوق تارت الفراولة الذي كانت تعده لي السيدة كاثرين اووه انه لذيذ كم اشتاق اليه والي ايام صغري . واثناء عودتها للداخل اختل توازنها وسقط منها ما قامت بتجمعيه من ثمار وكانت هذه هي فرصتي. ذهبت لمساعدتها و في النهاية اخبرتها بأني ادعي جونثان ومن ذلك اليوم كنا مترافقين دائما ونقضي اوقاتنا تحت شجرة التوت الكبيرة نستمتع بأشعة الشمس تحت ظالل اوراق شجرتنا المفضلة.
فيوال كانت البنت الوحيدة لرجل اعمال ذو منصب كبير في استكوتالند, ولكنها تعرضت لالختطاف من قبل عصابة لالنتقام منه جراء طرده كثير من الفقراء من منازلهم لزيادة القروض عليهم وعدم مقدرتهم لدفع االيجار المتراكم عليهم .عاشت فيوال حياة صعبه وكان احساس الرهبة مالزم لها ال يتركها حتي وقت النوم . وبعد حياة السفر والترحال ومرافقتها الفراد العصابة قرروا تركها في ذلك الملجأ بأكسفورد كانت حياتها هي االخري تعاني منها ولكنها نسيت وتناست كل همومها بعد رؤيتها لجونثان . فقد كان وجوده معها مثل وجود قنينة تحوي روحها دخلها وكان هو هذه القنينة . كان جونثان هو جرعة الحياة لها منذ ان تقابلوا حتي اتي الميعاد.
كان السيد ويلسون ايريك موظف جشع بالملجأ يقوم ببيع االطفال خلسة دون علم السيد اليكساندر وكان دور فيوال هو التالي وذهبت فيوال ومنذ ذلك اليوم لم اراها ولطوال
خمسة عشر عاما. لم اتدارك الموقف للوهلة االولي وكنت اشعر اني في كابوس واتمني ان استفيق منه الطمئن علي فيوال. ولكن بعد ذلك ادركت انه الواقع وقد امتلئت كرها وحقدا بسبب ذلك المدعو ايريك الذي قرر التخلص من فيوال وبدوري في تلك اللعبة قررت االنتقام من ذلك العجوز . وفي ليلة حالكة الظلمة استيقظت من نومي فقد اتي موعد تنفيذ خطتي الشريرة. قمت باشعال شمعة صغيرة لتضئ لي المكان وكانت خطواتي محسوبة في ذلك المكان التجنب ايقاظ الجميع. اتجهت الي مكتب السيد ايريك ولكني وجدت الباب موصدا فسلكت الطريق االخر بخروجي من الباب الرئيسي واتجهت للحديقة. الحظت اثناء سيري من بعيد هناك شخص في مكتب السيد اليكساندر اكاد اري ذلك من ظالل متحركة داخل غرفته بتساقط ضوء المصباح علي ذلك الرجل فيظهر ظله كوحش متحرك في ارجاء المكان. اثارني الفضول وعمدت الي التسلل بقرب النافذة الخاصة بمكتب السيد اليكساندر لمتابعة مايحدث, اخطو خطواتي بحذر حتي ال اصدر ضجيج فيشعر ذلك اللص بحركتي . تابعت سيري حتي اقتربت من المكان ووجدت رجل عجوز يرتدي قميص مهلهل ولكني لم استطع التعرف عليه. ذلك الرجل علي عجلة من امرة باحثا عن شيء معين لم ادركه ان ذاك. حماقتي جعلتني افقد ذلك اللص فقد شعرت بالرغبة في العطس وقد احس بأنه مراقب من قبل احد قام مسرعا بترتيب الفوضي ولكنه في نهاية االمر سقطت الشمعة علي يديه النحيلتين وفقدت انعكاسها علي زجاج النافذة وخشب المكتب وانتهت بفراره وحريق صغير في ذلك المكتب انتهي بتسجيله في قسم الشرطة انه بفعل مجهول. ولكن كان يكمن داخلي شعور بأني اعرف ذلك الرجل وتلك اليدين المترهلتان لكني ال اتذكر لمن تعود. وذات يوم وجدت سيد سميث وهو المشرف علي الطعام ملفوف علي يديه اليمني قطعة من الشاش الطبي فسألته : ما خطبك يا سيد سميث , رد قائال بأن يديه تعرضت للسع من الزيت الساخن فقام بتضميدها. كان احتمال ان يكون الفاعل هو السيد سميث مستحيل تماما وليس ذلك فقط فخروجه من دائرة الشك كان شيئأ اكيدا . فهو