Professional Documents
Culture Documents
فن إدارة الحياة الزوجية
فن إدارة الحياة الزوجية
مقدمة:
تمثل السرة إحدى أهم المؤسسات الجتماعية وأقدمها التي عرفتها
المجتمعات البشرية على مر العصور ،وتعد السرة المحطة الساسية في
حياة الفرد؛ إذ يتشرب من خللها معايير وقيم المجتمع ،فالفرد يعيش داخل
السرة ويتعلم من خللها المعايير المقبولة اجتماعياً .وتعد محطة الزواج
إحدى أهم المحطات في حياة كل شاب وفتاة إذ تمثل هذه المحطة الخطوة
الساسية والضرورية للستقرار وبناء السرة والستقلل عن حياة السرة
الكبيرة أو السرة الساس ،وتكوين نواة السرة الجديدة في المجتمع .ورغم
أهمية الزواج في حياة كل شخص وكل شاب وشابة ،إل أن هناك بعض
الصعوبات والمشكلت التي قد تواجه الزوجين داخل عش الزوجية تعيق
الستمتاع بهذه الحياة الجديدة.
وتركيزنا على هذا البعد ل يعني إغفال الجوانب الخرى ولكنه يهدف إلى
تسليط الضوء على قضية تترد في الكثير من التصالت السرية؛ إذ يشكو
كثير من الزوجات من غياب الحوار الفاعل مع أزواجهن ،كما تتركز الكثير
من الشكاوي في عدم معرفة الزوجات والزواج ،على حد سواء ،أصول
التعامل السليم مع الزوج أو أن الزوج غير قادر على تفهمها أو تفهم
احتياجات زوجته أو ما شابه ذلك من الخلفات المتكررة التي تعكس
بالضرورة غياب أسلوب الحوار الفاعل بين الزوجين.
1
كثير من الزوجات والزواج يتساءلون بشدة عن أسباب الخلف الدائم
بينهما ،وما الطرق السليمة لمواجهة الخلفات الزوجية ،وكيف يمكن أن
يخططا لحياة زوجية سعيدة .جميع هذه التساؤلت تنطلق من محور فهم
آليات التعامل السليم مع الشريك الخر .وهناك مجموعة من الخطوات يجب
على الزوجين تفهمها؛ لنها تساعد على بناء علقات زوجية سعيدة
وسنحاول تسليط الضوء على الجوانب التي تتسبب في شيوع الخلفات
الزوجية نتيجة انعدام التواصل السليم بين الزوجين.
2
إن ال سبحانه وتعالى خلق لكل واحد منا إيجابيات وسلبيات بالضافة إلى أن
كلً منا لديه مميزات وعيوب وغالباً ما نظهر أفضل ما لدينا أمام الخرين ول
تعرف بواطن المور إل من خلل المعاشرة والحياة اليومية .وعندما يبدأ
الزوجان مسيرة حياتهما الزوجية بعقد المقارنات مع الخرين فإنهما يحكمان
على مؤسسة الزواج بالفشل والنهيار .فكل زوجين هما حالة فريدة
ويعكسان أنموذج ًا خاصاً لهما ،لذلك فبدلً من المقارنة مع الخرين يحسن
بالزوجين التركيز على مناطق القوة لديهما واستثمار المكانات اليجابية
لديهما بشكل فاعل لضافة المزيد من السعادة على حياتهما.
ويجب التأكيد على أن ما ترى من الخرين في المناسبات العامة ما هو إل
جزء من شخصياتهم ول يمثل بالضرورة النموذج الكامل لهما؛ إذ إن لهم
بعض النواقص كما لنا ،لذا ل يجب أن ينساق أي من الزوجين للمقارنة مع
الجانب المعلن لشخصيات الخرين على حساب حياته الزوجية التي توجد
فيها جوانب مضيئة تشع للخرين ،وتحتاج من الزوجين اكتشافها
واستثمارها.
3
نتوقع حوارًا ناجحاً عندما يكون أحد الطرفين متعباً أو يعاني من ضغوط
نفسية أو اجتماعية أو غيرها .كما أن أسلوب الحوار له آداب وفنون يحسن
بالطرفين معرفتها مثل النصات الجيد ،وعدم رفع الصوت بالحديث والتركيز
على قضية محددة وغيرها.
4
مناقشة واجترار المشكلت السابقة بين الطرفين قد تولد المزيد من الشحناء
والعداوة بينهما وقد يؤدي إلى انعدام التواصل الفاعل بينهما.
5
المفاوضة السليمة مع الطرف الخر ،فالزواج هو شركة بين طرفين ويجب
أن يتعلم كل طرف التفاوض السليم للحفاظ على حقوقه من قبل الطرف الخر
ول ينتظر أن توهب له وإنما يتعلم كيف يفاوض عليها منذ البداية بالعشرة
والمودة والسلوب الحسن.
6
كل شخص منا في شخصيته مفاتيح يمكن للخرين استثمارها إذا عرفوا
طبيعتها ،وكيفية التعامل معها ،ويفترض أن يعرف كل من الزوجين شخصية
الخر وما المواطن التي يمكن التأثير فيها واستثمارها لتأكيد الترابط والمودة
بينهما.
7
القاعدة العشرون :ومضات السعادة الزوجية:
هناك ومضات وإشراقات تحدث في حياة كل زوجين يجب استثمارها وجعلها
الوقود الذي يؤكد ترابطهما .إن الحياة الزوجية تستمر وتتجاوز الكثير من
الصعوبات عندما يضع كل طرف من أطراف العلقة الزوجية نصب عينيه
الرغبة الكيدة في تقديم كل ما لديه للطرف الخر دون انتظار مقابل وبدون
أن يكون الهدف هو انتظار العطاء من الشريك الخر ،إنها ومضات المحب
الذي يعطي دون أن ينتظر المقابل من الطرف الخر ،الذي يشعر أن الحياة
شركة هو المسؤول الول فيها وأن النجاح في هذه العلقة مسؤولية فردية
يتحملها هو دون الخر ويجب أن يضطلع بها ويقدم كل ما لديه لنجاحها.
وأخيراً:
هذه الومضات والقواعد هي مؤشرات يمكن لكل طرفي العلقة استثمارها
وتنميتها بما يحقق السعادة الزوجية ويجعل عش الزوجية سكنًا وغطاءً لكل
منهما
8