205PXJ

You might also like

Download as pptx, pdf, or txt
Download as pptx, pdf, or txt
You are on page 1of 140

‫محاضرات‬

‫في‬
‫النظرية العامة لاللتزام‬

‫ادلكتورة‪ :‬السعدية أمغريير‬


‫الفصل الثاني‪:‬العقد‬
‫يعتبر العقد املصدر اإلرادي الجوهري لاللتزامات‪ ،‬وهو عبارة عن اتفاق بين شخصين أو‬
‫أكثر بهدف إنشاء التزام أو نقله أو إنهائه أو تعديله‪.‬‬
‫وتعتبر نظرية العقد من أهم النظريات التي استأثرت بانتباه الفقهاء منذ القدم إلى يومنا‬
‫هذا‪ ،‬وذلك بس بب أهميته م ن الناحية العلمي ة والعملية‪ .‬فالفرد الواحد منا قد ال‬
‫يضطر إلى تحمل االلتزامات غير العقدية إذا احتاط من الوقوع في الخطأ أو امتنع عن‬
‫االلتزام بمحض إرادته املنفردة‪ ،‬غير أنه في املقابل لن يستطيع االمتناع واالستغناء عن‬
‫التعاقد مطلقا‪ ،‬وذلك الرتباط مصالحه اليومية بمؤسسة العقد حتى ولو كان موضوع‬
‫هذا العقد بسيطا؛ كشراء صحيفة أو اقتناء بعض اللوازم الضرورية للعيش‪ ،‬لذلك‬
‫ازدادت وثيرة استعمال هذه األداة في تنظيم جل املعامالت كيفما كان نوعها‪ ،‬وأصبحت‬
‫معها الحاجة ملحة لتنظيم تشريعي يتالءم مع مكانة هذه املؤسسة الهامة‪.‬‬
‫دراسة مؤسسة العقد تقتضي منا البحث في مجموعة من األحكام واملقتضيات‬
‫العام‪//‬ة املرتبط‪//‬ة بالعق‪//‬د‪ ،‬وذل‪//‬ك بتعريف‪//‬ه‪ ،‬وت‪//‬بيان خص‪//‬ائصه وتقسيماته (الفرع‬
‫األول) ث ‪//‬م بع‪//‬د ذل ‪//‬ك الحدي ‪//‬ث ع ‪//‬ن العناص ‪//‬ر واألركان الالزم‪//‬ة لتكوينه (الفرع‬
‫الثان ‪//‬ي) عل ‪//‬ى أ ‪//‬ن نخص ‪//‬ص (الفرع الثال ‪//‬ث) ملعالج ‪//‬ة بطالن العقود وإبطالها‪،‬‬
‫و(الفرع الراب‪//‬ع) لت‪//‬بيان آثار العقود‪ ،‬وأخيرا بس‪//‬ط جزاءات اإلخالل بالعقود في‬
‫(الفرع الخامس)‪.‬‬
‫‪‬الفرع األول‪ :‬مقتضيات عامة حول العقد‬
‫‪‬الفرع الثاني‪ :‬أركان العقد‬
‫‪‬الفرع الثالث‪ :‬بطالن العقود وإبطالها‬
‫‪‬الفرع الرابع‪ :‬آثار العقود‬
‫‪‬الفرع الخامس‪ :‬جزاءات اإلخالل بالعقود‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬‬
‫مقتضيات عامة حول‬
‫العقد‬
‫سنتناول في هذا الفرع ماهية العقد ودور ومكانة مبدأ‬
‫سلطان اإلرادة في إبرام وتكوين العقود (املبحث األول) إلى‬
‫جانب مختلف تقسيمات العقود (املبحث الثاني)‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫ماهية العقد‪ ،‬ودور مبدأ‬
‫سلطان اإلرادة في تكوينه‬
‫يعتبر العقد الصورة األصلية للتصرف القانوني‪ ،‬لذلك فإنه‬
‫يعتبر أهم مصدر لاللتزام‪.‬‬
‫ولدراسة هذا املبحث البد من تقسيمه إلى مطلبين‪ ،‬نخصص‬
‫األول للحديث عن ماهية العقد أي تبيان املقصود بمؤسسة‬
‫العقد وخصائصه املميزة‪ ،‬أما الثاني فسيتم تخصيصه لدور‬
‫ومكانة مبدأ سلطان اإلرادة في إبرام وتكوين العقود‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية العقد‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف العقد‪:‬‬
‫إن املشرع املغربي لم يعرف العقد في قانون االلتزامات والعقود مثل جل التشريعات الحديثة وهذا خالفا‬
‫للقانون املدني الفرنسي الذي عرفه في الفصل ‪ 1101‬ﺑﻘوﻟﮫ "اﺗﻔﺎق ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﺷﺧص أو أﻛﺛر ﺗﺟﺎه ﺷﺧص‬
‫أو ﻋدة أﺷﺧﺎص ﺑﺈﻋطﺎء ﺷﻲء أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل أو اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋﻧﮫ‪".‬‬
‫وقد أحسن املشرع املغربي صنعا حينما أحجم عن تعريف العقد‪ ،‬على اعتبار أن مهمة وضع التعاريف‬
‫ُيستحسن اسنادها للفقه والقضاء بسبب تغير املفاهيم القانونية وعدم بقائها على وضع معين‪.‬‬
‫وهكذا فقد وضع الفقهاء عدة تعاريف للعقد ومنها‪" :‬أن العقد يقصد به توافق إرادتين على إحداث أثر‬
‫قانوني"‪ .‬وأيضا "أن العقد عبارة عن توافق أو اتفاق إرادة شخصين أو أكثر على إنشاء االلتزام أو نقله أو إنهائه‬
‫أو تعديله"‬
‫واستعمال مصطلح االتفاق للداللة على العقد أثار نقاشا بين الفقهاء‪ ،‬حيث ذهب اﺗﺟﺎه فقهي (تقليدي) إلى‬
‫أن اﻻﺗﻔﺎق أﻋم ﻣن اﻟﻌﻘد‪ .‬لكن االتجاه املعاصر في الفقه ينادي بضرورة تجنب إثارة مثل هذه التفرقة بحيث‬
‫يراها عديمة الجدوى والفائدة‪ ،‬حيث يستوي التعبير بالعقد أو باالتفاق فكالهما يدل على اآلخر‪.‬‬
‫وبالرجوع إل‪/‬ى قانون االلتزامات والعقود نج‪/‬د اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ل‪/‬م ُيعر أي اهتمام‬
‫للتفرق‪/‬ة م‪/‬ا بي‪/‬ن مص‪/‬طلح االتفاق ومص‪/‬طلح العق‪/‬د‪ ،‬حي‪/‬ث ﻟم ﯾﻣﯾ‪/‬ز ﺑﯾنهم‪/‬ا‪ ،‬وإنما‬
‫ﺟﻌل ﻛ‪/‬ل ﻣﻧهﻣﺎ ﻣرادﻓﺎ ﻟﻶﺧر (اﻟﻌﻘد=اﻻﺗﻔﺎق)‪ ،‬فأﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻟﻔظ اﻻﺗﻔﺎق‬
‫(الفص ‪//‬لين ‪ 22 ،19‬ق‪.‬ل‪// .‬ع) وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻟﻔظ اﻟﻌﻘد (الفصلين ‪24،25‬‬
‫ق‪.‬ل‪//.‬ع) وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾ‪//‬ن اﻟﻠﻔظﯾ‪//‬ن ﻓﻲ ﻓﺻل قانون‪//‬ي واﺣد (الفصلين ‪20،34‬‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع‪(.‬‬
‫وم ‪//‬ن ت ‪//‬م فالتعري ‪//‬ف الشام ‪//‬ل للعق ‪//‬د ه ‪//‬و "اتفاق إرادة شخص ‪//‬ين أ ‪//‬و أكث ‪//‬ر على‬
‫إحداث أث‪/‬ر قانون‪/‬ي معي‪/‬ن‪ ،‬س‪/‬واء كان األث‪/‬ر ه‪/‬و إنشاء االلتزام أ‪/‬و نقل‪/‬ه أ‪/‬و إنهائ‪/‬ه أو‬
‫تعديله"‬
‫نستخلص من التعريف أن العقد يتميز عن التصرف‬
‫القانوني بإرادة منفردة و عن االتفاقات غير الملزمة‬

‫فالتصرف بإرادة هو تعبير عن ارادة منفردة تتجه إلى‬


‫إحداث أُثر قانوني‬
‫حسب التعريف فاالتفاق ال ينشأ عقدا إال إذا اتجهت إرادة‬
‫أطرافه إلى إحداث أثر قانوني و بذلك فهو يختلف عن‬
‫أعمال المجاملة و اللياقة االجتماعية‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص العقد‬
‫من خالل تعريق العقد يتضح أن العقد باملفهوم القانوني يتميز بالخصائص التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬وجود ارادتين أو أكثر ‪:‬اما إذا نشأ عن إرادة واحدة فإننا نكون أمام تصرف لإلرادة‬
‫املنفردة‬
‫ثانيا‪ :‬أن العقد يستلزم ﺗواﻓق إرادﺗﯾن أو أﻛﺛر‪:‬معنى ذلك تطابقهما‬
‫‪ ،‬ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ ﻣﺛﻼ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻧﻌﻘدا إﻻ إذا اﻟﺗﻘت إرادة اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺈرادة اﻟﻣﺷﺗري واﻗﺗرن إﯾﺟﺎب‬
‫أﺣدھﻣﺎ ﺑﻘﺑول اﻵﺧر‪.‬‬
‫لكن ﺗواﻓق اإلرادﺗﯾن ال ﯾﻌﻧﻲ ذﻟك االتفاق على جميع ﺷروط اﻟﻌﻘد ﺣﺗﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن منها‬
‫ﺛﺎﻧوﯾﺎ وﻏﯾر ﺟوھري‪ ،‬ﺑل ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﺗم اﻟﺗواﻓق ﻋﻠﻰ ﻣﺎھو أﺳﺎﺳﻲ ﻛطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘد وﻣﺣﻠﮫ‬
‫وﻏﯾر ذﻟك ﻣﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑره اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان أﺳﺎﺳﯾﺎ‪ ،‬وھذا ﻣﺎ أﺷﺎر إليه الفصل ‪ 19‬ﻣن ﻗﺎﻧون‬
‫اإلﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود والذي ين ص عل ى أن ه‪" :‬ﻻ ﯾﺗم اﻻﺗﻔﺎق إال ﺑﺗراﺿﻲ اﻟطرفين ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻌﻧﺎﺻر األﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟإلﻟﺗزام وﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺷروط اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﺑرھﺎ اﻟطرﻓﺎن‬
‫أﺳﺎﺳﯾﺔ"‬
‫ثالثا‪ :‬أ‪/‬ن يتج‪//‬ه اﻟﺗواﻓق إل‪//‬ى إﺣداث اﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ‪ :‬ﻓﻠﯾ‪/‬س ﻛ‪/‬ل اﺗﻔﺎق إلرادﺗﯾ‪/‬ن ﻋﻠﻰ ﺷﻲء‬
‫ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘدا‪ ،‬ﻓﻘد ﯾﺗﻔق ﺷﺧﺻﺎن ﻋﻠﻰ ﻋﻣل ﻋﺎدي ﻛﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻧزھﺔ أو ﻗﺑول دﻋوة إﻟﻰ‬
‫وﻟﯾﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻣﺛل ھذه اﻟﺣﺎﻻت ال يرق‪//‬ى االتفاق إل‪//‬ى مرتب‪//‬ة العق‪/‬د ﻷن ﻧﯾﺔ اﻟطرﻓﯾ‪//‬ن ﻟم‬
‫ﺗﺗﺟﮫ إﻟﻰ إﺣداث أﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ‪.‬‬
‫رابعا‪:‬أ‪/‬ن ﯾﻛون اإلﺗﻔﺎق واﻗﻌﺎ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪ :‬ﻓﺄﻏﻠب الفقهاء ﯾﺟﻣﻌون ﻋﻠﻰ‬
‫أ‪//‬ن اﻟﻌﻘد ﯾﺟب أ‪//‬ن ﯾﻛون ﻓﻲ داﺋرة اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪ ،‬أ‪//‬ي محكوم‪//‬ا بقواعد القانون‬
‫الخاص‪ ،‬أم ‪//‬ا غيره ‪//‬ا م ‪//‬ن االتفاقات الت ‪//‬ي ت ‪//‬برم ف ‪//‬ي إطار القانون العام كالصفقات‬
‫العمومية فال تستجمع عناصر العقد بمفهومه املدني‪.‬‬
‫خامسا‪:‬أ‪//‬ن يق‪//‬ع االتفاق ضم‪//‬ن دائرة املعامالت املالي‪//‬ة‪ :‬لك‪//‬ي نكون إزاء عق‪//‬د خاضع‬
‫لقواع‪/‬د القانون املدن‪/‬ي يج‪//‬ب أ‪//‬ن يق‪/‬ع األث‪//‬ر القانون‪//‬ي املتف‪/‬ق عل‪/‬ى إحداث‪//‬ه ضمن دائرة‬
‫املعامالت املالي‪/‬ة دون االحوال الشخص‪/‬ية‪ ،‬لذل‪/‬ك فعق‪/‬د الزواج ال يعت‪/‬بر عقدا خاضعا‬
‫لقانون االلتزامات والعقود‪ ،‬ألنه ال يهدف الى الحص‪/‬ول على النفع املادي‪ ،‬وإنما غايته‬
‫أنبل وأسمى من املال وتتمثل في تكوين األسرة كلبنة أساسية في املجتمع‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫مكانة مبدأ سلطان اإلرادة في مجال إبرام العقود‬

‫م‪/‬ن خالل التعاري‪/‬ف والخص‪/‬ائص املذكورة أعاله‪ ،‬يتض‪/‬ح أ‪/‬ن اإلرادة تلعب‬
‫دورا هام‪//‬ا ف‪//‬ي مجال إ‪//‬برام العقود‪ ،‬فه‪//‬ي العنص‪//‬ر والركيزة األس‪//‬اسية التي‬
‫يعتم‪/‬د عليه‪/‬ا تكوين وقيام العق‪/‬د‪ ،‬ومعن‪/‬ى ذلك أ‪/‬ن إرادة وحرية األطراف هي‬
‫ص‪//‬احبة الس‪//‬لطان األكبر ف‪//‬ي إنشاء العقود وااللتزامات‪ ،‬وهذا م‪//‬ا يسمى‬
‫بمبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬فم‪//‬ا املقص‪//‬ود اذن بهذا املبدأ؟ وكيف تطور هذا‬
‫املبدأ؟ وماه‪//‬ي النتائ‪//‬ج املترتب‪//‬ة ع‪//‬ن إعمال‪//‬ه في مجال االلتزامات والعقود؟‬
‫وأي موقف للمشرع املغربي من هذا املبدأ؟‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫تعريف مبدأ سلطان اإلرادة والنتائج المترتبة‬
‫عنه‬
‫أوال‪ :‬تعريف مبدأ سلطان اإلرادة‪:‬‬
‫يقصد بمبدأ سلطان اإلرادة في مجال التعاقد أن الفرد‬
‫حر في التعاقد أو عدم التعاقد‪ ،‬و بعبارة أخرى أن الشخص‬
‫يتمتع بحريته الواسعة في إبرام العقود وإنشاء االلتزامات دون‬
‫أن يجبره أحد على ذلك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نتائج مبدأ سلطان اإلرادة‪:‬‬
‫لق‪/‬د كانت ملبدأ سلطان اإلرادة ف‪/‬ي مجال التع‪/‬اق‪/‬د نتائ‪/‬ج مهم‪/‬ة لعل‬
‫أبرزه‪//‬ا يتمث‪//‬ل ف‪//‬ي اعتبار العقدى املص‪//‬در األس‪//‬اسي لإللتزام‪ /‬وقد‬
‫تفرع‪//‬ت ع‪//‬ن هذ‪/‬ه النتيج‪//‬ة مجم‪/‬وع‪//‬ة م‪//‬ن النتائ‪//‬ج منه‪//‬ا م‪//‬ا يرتبط‬
‫بمرحلة ابرام العقد و منها ما هو متصل بمرحلة تنفيذه‬
‫أوال النتائج املرتبطة بمرحلة ابرام العقد‪ :‬يمكن اختزالها في ‪:‬‬
‫مبدأحرية التعاقد‪ :‬أ‪/‬ي أ‪/‬ن الفر‪/‬د ح‪/‬ر ف‪/‬ي التعاقد وعدم‬
‫التعاق‪/‬د‪ ،/‬وكذ‪/‬ا ل‪/‬ه الحري‪/‬ة ف‪/‬ي اختيار الطرف الذي س‪/‬يتع‪/‬اقد معه‪،‬‬
‫وتحد‪/‬يد مضمون العقد وآثاره وكيفية تنفيذه وإنهائه‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫مبدأ الرضائية ‪ :‬فاالعتراف لالرادة بالقوة و السلطان‬
‫يؤدي إل‪/‬ى تأكي‪/‬د أ‪/‬ن هذه اإلرادة وحده‪/‬ا كافي‪/‬ة النع‪/‬قاد العق‪/‬د عبر‬
‫التعبير عنها بكل وسيلة‪ /‬و دون اخضاعها لشكل معين‬
‫ثاني ‪//‬ا ‪:‬النتائ ‪//‬ج املرتبط ‪//‬ة بمرحل ‪//‬ة تنفي ‪//‬ذ العقد‪:‬‬
‫تتمثل في ‪:‬‬
‫مبدأ القوة امللزمة للعقد والعقد شريعة‬
‫املتعاقدي ن‪ :‬مفاذه أ ن العقد الذي ارتضاه‬
‫طرفاه بإرادتهما يتمتع بالنسبة لهما بقوة ملزمة‬
‫تفرض عليهما احترام االلتزامات التي نشأت عنه‬
‫كما ولو كانت قانونا و ذلك تحت طائلة الجزاء‪.‬‬
‫مبدأ نسبية آثار العقد‪ُ :‬يقصد بهذا املبدأ‬
‫اقتصار آثار العقد على طرفيه وعدم انص رافها إلى‬
‫الغير‬
‫وقد كرس املشرع هذا املبدأ في الفصل ‪ 228‬من ق‬
‫ل ع الذي ينص على أن(االلتزامات ال تلزم إال من‬
‫كان طرفا في العقد‪ ،‬فهي ال تضر الغير و ال تنفعهم‬
‫إال في الحاالت املذكورة في القانون»‬
‫واستنتاجا نقول بأن نظرية االلتزامات والعقود تقوم‬
‫عل ى مبادئ أس اسية مرتبط ة فيم ا بينه ا وهي مبدأ‬
‫س لطان اإلرادة‪ ،‬ومبدأ القوة امللزم ة للعقد‪ ،‬ومبدأ‬
‫العقد شريعة املتعاقدين‪ ،‬ومبدأ نسبية آثار العقد‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬‬
‫التطور التاريخي لمبدأ سلطان االرادة‪:‬‬

‫مر مبدأ سلطان بعدة مراحل يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬


‫أوال‪ :‬في القانون الروماني‪:‬‬
‫ل‪/‬م تك‪/‬ن االرادة الفردي‪/‬ة وحده‪/‬ا قادرة إلنشاء التص‪/‬رف القانون‪/‬ي‪ ،‬ب‪/‬ل البد‬
‫م‪/‬ن ص‪/‬ياغة التع‪/‬بير ف‪/‬ي شك‪/‬ل م‪/‬ن االشكال املحدد قانون‪/‬ا وحص‪/‬ريا‪ ،‬ويرج‪/‬ع ذلك‬
‫إل‪/‬ى أ‪/‬ن عنص‪/‬ر الشكلي‪/‬ة ه‪/‬و الذي كان يس‪/‬يطر ف‪/‬ي ميدان إ‪/‬برام العقود‪ ،‬لك‪/‬ن مع‬
‫تطور الحضارة الروماني‪//‬ة تطور التفكي‪//‬ر القانون‪//‬ي‪ ،‬وت‪//‬م التفرق‪//‬ة بي‪//‬ن الشكل‬
‫واإلرادة م‪//‬ع إعطاء االخيرة قس‪//‬طا م‪//‬ن األث‪//‬ر القانون‪//‬ي‪ ،‬وت‪//‬م تقري‪//‬ر رضائي‪//‬ة أهم‬
‫العقود املتداولة بينهم وهي البيع وااليجار والوكالة والشركة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬في عهد الكنيسة‪:‬‬
‫تم التخلص نسبيا من الشكلية وحلت محلها مبادئ دينية كاحترام الوفاء بالعهد‪،‬‬
‫ثالثا‪ :‬في القرن الثامن عشر‪:‬‬
‫لقد عرف القرن الثامن عشر انتعاش مبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬حيث تم‬
‫التأصيل لهذا املبدأ على يد أقطاب الفكر القانوني الذين عاشوا في هذا القرن‪ ،‬إلى‬
‫أن أخذ هذا املبدأ مكانة ثابتة داخل التقنينات (القوانين) املدنية التي ظهرت إبان‬
‫القرنين ‪ 18‬و‪ 19‬ومن ذلك مثال مدونة نابليون التي نصت في الفصل ‪ 1134‬على أن‬
‫االتفاقات املبرمة بطريقة صحيحة تقوم مقام القانون بالنسبة لعاقديها وال يمكن‬
‫مراجعتها اال باتفاق الجميع او في الحاالت املرخصة من طرف القانون‪.‬‬
‫فقد تضمنت هذه املادة مبدئين قانونين مهمين هما "مبدأ العقد شريعة املتعاقدين"‬
‫و"مبدأ القوة امللزمة للعقد"‪ .‬وقد ُعرفت هذه املرحلة بمرحلة مبالغة انصار االرادة في‬
‫توسيع نطاق إعمال مبدأ سلطان اإلرادة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مرحلة مناهضة أنصار اإلرادة (تراجع مبدأ سلطان اإلرادة)‪:‬‬
‫م‪//‬ع مبالغة أنص‪//‬ار مبدأ س‪//‬لطان اإلرادة ف‪//‬ي توس‪//‬يع مجاالت‪//‬ه‪ ،‬ظه‪//‬ر إلى الوجود تيار‬
‫مناهض لهذا التوسع‪ ،‬وقد اعتمد هؤالء الخصوم على مبادئ املذهب االشتراكي‪ ،‬الذي ال‬
‫يعترف باإلرادة اال ف‪/‬ي أضي‪/‬ق الحدود خاص‪/‬ة ف‪/‬ي العق‪/‬د بمعناه الدقي‪/‬ق‪ ،‬فبدأ مبدأ سلطان‬
‫اإلرادة ف‪//‬ي االضمحالل والتراج‪//‬ع أمام عوام‪//‬ل اقتص‪//‬ادية وتكت‪//‬ل العمال في نقابات وبزوغ‬
‫قوى اجتماعي ‪//‬ة جديدة‪ ،‬فتوس ‪//‬عت بذل ‪//‬ك األفكار االشتراكي ‪//‬ة عل ‪//‬ى حس ‪//‬اب مبدأ حرية‬
‫التعاقد‪.‬‬
‫هذا دون إغفال التطورات الت‪/‬ي طرأ‪//‬ت م‪//‬ع بداي‪//‬ة القرن العشري‪//‬ن‪ ،‬حي‪//‬ث ل‪//‬م تع‪/‬د الدولة‬
‫تلع‪/‬ب نف‪/‬س األدوار التقليدي‪/‬ة‪ ،‬وإنم‪/‬ا تجاوزت دور الحراس‪/‬ة ال‪/‬ى التدخ‪/‬ل ف‪/‬ي بعض املجاالت‬
‫لحماية الطرف الضعيف مما ساهم في انكماش مبدأ سلطان اإلرادة والحد من فعاليته‪.‬‬
‫الخالصة أ‪//‬ن التراج‪//‬ع الذي عرف‪//‬ه مبدأ س‪//‬لطان اإلرادة ال يعن‪//‬ي فقدان الطابع اإلرادي‬
‫للعق‪/‬د كتص‪/‬رف قانون‪/‬ي يقوم عل‪/‬ى أس‪/‬اس تواف‪/‬ق إرادتي‪/‬ن حرتي‪/‬ن‪ ،‬وإنم‪/‬ا فق‪/‬ط تعزيز الدور‬
‫الوظيف ‪//‬ي والتوجيه ‪//‬ي الذي يلعب ‪//‬ه القانون للحفاظ عل ‪//‬ى التوازن املطلوب بي ‪//‬ن مصالح‬
‫املتعاقدين وتوفير دعائم االستقرار االجتماعي بما يخدم الصالح العام‪.‬‬
‫موقف ق ل ع من مبدأ سلطان‬
‫االرادة‬
‫بالرجوع إلى ق ل نجد أن هناك مجموعة من النصوص‬
‫التشريعية التي تؤكد اعتناق المشرع المغربي لمبدأ سلطان‬
‫االرادة كالفصول ‪ 2‬و‪ 19‬و‪21‬‬
‫لكن وباإلضافة إلى ذلك فالمشرع المغربي قد حدد نطاق مبدأ‬
‫سلطان االرادة بشكل واضح في الفصل ‪ 230‬من ق ل ع‬
‫الذي يتبين من خالله أن المشرع المغربي قد جعل األرادة‬
‫شريعة للمتعاقدين‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫تقسيمات العقود‬
‫إن العقود ال يشملها الحصر ةو ال تقف في عددها عند حد و‬
‫يظهر منها الجديد كل يوم‬
‫و املشرع املغربي لم يتعرض في قانون االلتزامات والعقود‬
‫لتقسيمات وأنواع العقود‪ ،‬وإنما تولى الفقه هذا األمر‪ ،‬حيث‬
‫قسم الفقهاء العقد إلى عدة أنواع وذلك حسب تكوينها (املطلب‬
‫األول) أو طبيعتها (املطلب الثاني)‪ ،‬أو من حيث التنظيم‬
‫التشريعي لها (املطلب الثالث)‪ ،‬وكذا من حيث آثارها (املطلب‬
‫الرابع)‪.‬‬
‫المطلب األول‪:C‬‬
‫تقسيم‪ C‬العقود من حيث تكوينها‬
‫تنقس م العقود م ن حي ث تكوينه ا إل ى عقود رضائية‬
‫وعقود شكلي ة وعقود عيني ة (الفقرة األولى) وعقود‬
‫مس اومة (مفاوض ة) وعقود إذعان (الفقرة الثانية)‬
‫وعقود فردية وأخرى جماعية (الفقرة الثالثة)‬
‫الفقرة األولى‪:‬‬

‫العقود الرضائية والعقود الشكلية والعقود العينية‬


‫أ‬

‫أساس هذا التقسيم هو مدى كفاية تراضي المتعاقدين إلنشاء العقد‬


‫أأا‬

‫أوال‪ :‬العقود الرضائية‪ :‬ه‪//‬ي العقود الت‪//‬ي تنعق‪//‬د بمجرد تواف‪//‬ق إرادتي الطرفي‪//‬ن أي باقتران‬
‫اإليجاب بالقبول دونما حاجة ألية شكليات‪ ،‬وهي األكثر تداوال في الحياة اليومية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقود الشكلية‪:‬ه‪//‬ي الت‪//‬ي ال يكف‪//‬ي النعقاده‪//‬ا تواف‪//‬ق إرادتي الطرفي‪//‬ن‪ ،‬ب‪//‬ل ال ب‪//‬د من‬
‫إفراغ هذه اإلرادة ف‪//‬ي شك‪//‬ل معي‪//‬ن يحدده القانون‪ .‬والشك‪//‬ل املطلوب النعقاد العق‪//‬د قد‬
‫يتمث‪//‬ل ف‪//‬ي الكتاب‪//‬ة وق‪//‬د يتمث‪//‬ل ف‪//‬ي الكتاب‪//‬ة واإلمضاء‪ ،‬وق‪//‬د يكون ه‪//‬و التس‪//‬جيل ف‪//‬ي السجل‬
‫التجاري‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬العقود العينية‪ :‬ه‪/‬ي العقود الت‪/‬ي ال يكف‪/‬ي النعقاده‪/‬ا تواف‪/‬ق إرادتي عاقديه‪/‬ا‪ ،‬ب‪/‬ل يجب‬
‫زيادة عل‪//‬ى ذل‪//‬ك أ‪//‬ن يت‪//‬م فيه‪//‬ا تسليم الشيء املتعاقد عليه‪ ،‬وم‪//‬ن أمثل‪//‬ة العقود العينية‬
‫الره ‪//‬ن الحيازي‪ ،‬حي ‪//‬ث يلزم الفص ‪//‬ل ‪ 1188‬م ‪//‬ن ق‪.‬ل‪// .‬ع لقيام هذا العق ‪//‬د صحيحا‪،‬‬
‫باإلضاف‪/‬ة إل‪/‬ى تراضي طرفي‪/‬ه‪ ،‬ضرورة تسليم الشيء املرهون فعليا إل‪/‬ى الدائ‪/‬ن أ‪/‬و إل‪/‬ى أحد‬
‫من الغير يتفق عليه املتعاقدان‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬‬
‫عقود المساومة (المفاوضة) وعقود اإلذعان‬

‫أوال‪ :‬عقد املساومة (املفاوضة) ((‪: contrat de gré à gré‬‬


‫هو العقد الذي يملك كل من طرفيه حرية مناقشة شروطه قبل إبرامه على قدم املساواة مع‬
‫الطرف اآلخر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عقد اإلذعان ( ‪:) contrat d’adhésion‬‬


‫هو العقد الذي ينفرد فيه أحد املتعاقدين بوضع شروط العقد في حين ال يبقى للطرف اآلخر إال‬
‫قبولها جملة وبدون مناقشتها أو رفضها‪ ،‬وهذا راجع لكون أحد املتعاقدين يكون في مركز أعلى‬
‫وأقوى مما يجعله يفرض شروطه على الطرف اآلخر‪ ،‬وأيضا نظرا ألهمية الخدمة محل االتفاق‬
‫ومحل التعاقد والحاجة امللحة لها‪.‬‬
‫ويتحقق هذا النوع من العقود حين يكون أحد الطرفين مستأثرا بخدمة أو محتكرا لسلعة‪ ،‬مما‬
‫يجعل الطرف الثاني يذعن لشروطه إن هو أراد االستفادة منها‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪:‬‬
‫العقود الفردية والعقود الجماعية‬
‫أوال‪ :‬العقد الفردي ‪:‬‬
‫ه و الذي ال تنص رف آثاره إال إل ى األطراف الذي ن شاركوا ف ي إ برامه‪ .‬ويس توي في هذه‬
‫املشاركة أن تكون شخصية ومباشرة أو بواسطة الغير عن طريق النيابة القانونية كما‬
‫يستوي أن يكون أطراف العقد أشخاصا طبيعيين أو اعتباريين‪ ،‬وأن يكون كل من طرفيه‬
‫واحدا أو متعددا فاملهم هو أال تنصرف آثاره إال إلى عاقديه تطبيقا ملبدأ نسبية آثار العقد‬
‫الذي يقضي بأن العقد كأصل عام ال يلزم من كان طرفا في إبرامه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقد الجماعي‪:‬‬
‫هو العقد الذي تنصرف آثاره إلى أشخاص لم يشاركوا في إبرامه‪ ،‬ويعتبر ظهور العقود‬
‫الجماعية مظهرا من مظاهر التطور االجتماعي الذي تبرمها نقابة للعمال مع رب العمل أو‬
‫مجموعة من أرباب العمل أو مع نقابة ألرباب العمل‪ ،‬فهي تلزم كل أجير تابع ملؤسسة رب‬
‫العمل سواء كان يعمل بها قبل إبرام االتفاقية أو التحق بها بعد ذلك وذلك حتى لو لم‬
‫يكن عضوا في النقابة التي أبرمت االتفاقية‪ ،‬وحتى لو عارضها جملة أو في بعض أجزائها‪.‬‬
‫أهمية التقسيم‬
‫تظهر أهمية هذا التقسيم على مستوى اآلثار التي تترتب عن كل من العقد‬
‫الفردي أ و الجماع ي‪ ،‬فإذا كان ت قاعدة نس بية أثار العق د تج د له ا مكانا‬
‫للتطبيق في العقود الفردية باعتبارها األصل واملبدأ‪ ،‬فإن الخروج عنها في‬
‫العقود الجماعية يشكل القاعدة واألساس بحيث تسري بنودها وآثارها على‬
‫من لم يكن طرفا حين إبرامها‪ .‬فاالتفاقية الجماعية للشغل مثال تسري على‬
‫العمال الجدد الذين لم يكونوا تابعين لرب العمل حين توقيعه عليها بل إنها‬
‫تشكل اإلطار العام الذي يحكم عقودهم الفردية‪.‬‬
‫ال‪C‬مطلب‪ C‬الثا‪C‬ني‪:‬‬
‫تقس‪C‬يم العقود‪ C‬من حيث‪ C‬طبيعتها‪C‬‬
‫تنقس م العقود م ن حي ث طبيعته ا إلى عقود محددة‬
‫وعقود احتمالية (الفقرة األولى) وعقود فورية وعقود‬
‫زمنية (الفقرة الثانية) وعقود بسيطة وأخرى مركبة أو‬
‫مختلطة (الفقرة الثالثة)‬
‫الفقرة األولى‪:‬‬
‫العقود المحددة والعقود االحتمالية ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬العقد املحدد ( ‪: ) CONTRAT COMMUTATIF‬‬
‫هو الذي يستطيع فيه كل طرف تحديد مقدار ما سيعطي ومقدار ما سيأخذ‪ .‬ومثال ذلك‬
‫البيع‪ ،‬حيث يعرف فيه كل من البائع واملشتري مقدار ما سيعطي ومقدار ما سيأخذ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقد االحتمالي ( ‪: ) contrat aléatoire‬‬
‫ويسمى كذلك بعقد الغرر وهو الذي ال يكون فيه بمقدور أحد االطراف أن يحدد وقت‬
‫التعاق د حقوق ه والتزامات ه لتوق ف ذل ك عل ى حدث غي ر محقق‪ .‬وم ن أمثلة العقود‬
‫االحتمالية عقود التأمين والرهان‪.‬‬
‫وال يعتبر العقد احتماليا إال إذا توفر عنصر االحتمال أو الغرر غير أنه إذا كان توفر هذا‬
‫الشرط ضروريا فهو ليس كافيا إذ أن احتمال ربح الطرفين أو خسارتهما يكاد يكون حاضرا‬
‫في كل العقود ومنها البيع الذي ال يعتبر عقدا احتماليا‪.‬‬
‫أهمية التقسيم ‪:‬‬
‫تتجلى أهمية التمييز بين العقود االحتمالية والعقود املحددة خاصة‬
‫في ما يتعلق بالغبن‪ .‬إذ أن املطالبة باإلبطال للغبن ممكن في العقود‬
‫املحددة دون العقود االحتمالي ة الت ي تقوم عل ى احتمال الربح‬
‫والخسارة منذ إبرامها والتي يعتبر الغبن طبيعيا فيها ويقدر الغبن‬
‫بالنسبة للعقود املحددة حين إبرامها وليس حين تنفيذها‬
‫الفقرة الثانية‪:‬‬
‫العقود الفورية والعقود الزمنية‬
‫أوال‪ :‬العقد الفوري( ‪:) contrat instantané‬‬
‫هو العقد الذي ينفذ دفعة واحدة‪ ،‬ودون أن يرتبط تنفيذه بعنصر الزمن‪،‬‬
‫كالبيع مثال فهو ينتج أثاره القانونية دون تأثر بعامل الزمن‪ .‬وحتى إذا تأخر‬
‫التنفيذ إلى وقت الحق فذلك ال يغير في األمر شيئا ما دام ال يؤثر في التزامات‬
‫الطرفين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقد الزمني ( ‪: ) contrat successif‬‬
‫ويسمى كذلك بالعقد املستمر‪ ،‬وهو العقد الذي يلعب فيه عنصر الزمن دورا‬
‫جوهريا وحاسما وعلى أساسه يقاس محله وتحدد التزامات طرفيه‪ .‬ومثاله‬
‫عق د اإليجار وعق د العم ل (عق د الشغ ل)‪ ،‬فهذا النوع م ن العقود ينشئ‬
‫روابط قانونية تستمر في الزمان‪.‬‬
‫أهمية هذا التقسيم‬
‫تظهر أهمية هذا التقسيم في الحاالت التالية‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬حالة بطالن العقد أو فسخه‪ :‬يؤدي بطالن العقد وفسخه إلى زوال العقد ومحو‬
‫آثاره بأثر رجعي‪ ،‬أي إلى إرجاع املتعاقدين إلى الحالة التي كانا عليها حين التعاقد‪ .‬غير أن ذلك‬
‫إذا كان ممكنا في العقود الفورية‪ ،‬فهو ليس كذلك في العقود املستمرة أو الزمنية حيث ال‬
‫يمكن محو اآلثار التي ترتبت في املاضي‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬حالة الظروف الطارئة‪ :‬وهي الحالة التي تظهر فيها ظروف طارئة لم تكن‬
‫موجودة وال متوقعة حين إبرام العقد بحيث يصبح تنفيذ املدين اللتزامه مرهقا مما يمنحه‬
‫إمكانية املطالبة بمراجعة شروط العقد وردها إلى الحد الذي يضمن له تنفيذ التزامه دون‬
‫إرهاق‪ .‬وكما هو واضح فتطبيق نظرية الظروف الطارئة‪ ،‬ال يتصور في العقود الفورية التي ال‬
‫يلعب فيها عنصر الزمن دورا جوهريا‪ ،‬خالفا للعقود املستمرة التي قد تتأثر بحدوث ظروف‬
‫طارئة‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪:‬‬
‫العقود البسيطة والعقود المختلطة أو المركبة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬العقد البسيط ‪:‬‬


‫هو العق د الذي يقتصر عل ى موضوع ومس ألة واحدة ومحددة‪ ،‬أ ي عملية‬
‫قانونية واحدة‪ ،‬وليس مزيجا من عقود متعددة‪ ،‬بحيث يتضمن وصفا واحدا‬
‫ال مجاال للشك في طبيعته القانونية ومثاله عقد البيع‪ ،‬عقد الكراء‪ ...‬فأغلب‬
‫هذه العقود التي يتعامل بها األفراد من النوع البسيط ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقد املركب أو املختلط ‪:‬‬
‫هو العقد الذي يتكون من مزيج من عقود مختلفة اختلطت فأصبحت عقدا‬
‫واحدا مثالها عقد الفندقة فهو مزيج من عقود مختلفة منها ‪ :‬اإليجار بالنسبة‬
‫للسكن والبيع للمأكل والعمل بالنسبة للخدمة ‪..‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫تقسيم العقود من حيث التنظيم التشريعي لها‬

‫تنقس م العقود م ن حي ث التنظي م التشريع ي إلى عقود‬


‫مسماة (الفقرة األولى) وعقود غير مسماة (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬العقد المسمى‪:‬‬
‫هو العقد الذي خصه املشرع باسم يميزه ونظمه بأحكام وقواعد خاصة‪،‬‬
‫كعقد البيع واإليجار والشركة والوكالة‪.‬‬
‫وتكمن علة تخصيص املشرع بعض العقود بأحكام وقواعد خاصة في أنها‬
‫تشك ل العقود األكث ر انتشارا وذيوع ا بي ن الناس ‪ .‬ألنه أمام كثرة العقود‬
‫واستحالة حصرها‪ ،‬ال يمكن للمشرع أن ينظمها جميعها تنظيما لذلك فهو‬
‫يفرد العقود األكثر شيوعا وأهمية بمثل هذا التنظيم تيسيرا على املتعاقدين‬
‫واملهتمين وتخفيفا للخالفات واملشاكل‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬‬
‫العقد غير المسمى ‪:‬‬
‫هو العقد الذي لم يعطه املشرع اسما محددا ولم ينظمه بقواعد خاصة‪.‬‬
‫ويرجع ذلك إما إلى عدم أهمية مثل هذه العقود وعدم إقبال الناس عليها في‬
‫معامالته م‪ ،‬وإم ا إل ى جدته ا وحداثته ا وهذا النوع م ن العقود ال يق ع تحت‬
‫حصر‪ .‬لكن بالرغم من عدم وجود تنظيم تشريعي خاص بهذه العقود‪ ،‬إال أنها‬
‫تخضع للمبادئ العامة لكافة العقود‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪:‬‬
‫تقسيم العقود من حيث اآلثار المترتبة عنها‬

‫تنقس م العقود م ن حي ث اآلثار إل ى عقود ملزم ة لجانبين‬


‫وعقود ملزمة لجانب واحد (الفقرة األولى) وعقود معاوضة‬
‫وعقود تبرع (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬‬
‫العقود الملزمة لجانبين والعقود الملزمة لجانب واحد‬
‫أوال‪ :‬العقد امللزم لجانبين أو التبادلي‪:‬‬
‫هو الذي يرتب التزامات متبادلة على عاتق طرفيه معا بحيث يصبح كل واحد منها دائن‬
‫ومدين في نفس الوقت مثال عقد البيع‪ ،‬حيث يعتبر عقد البيع ملزم لجانبين‪ :‬البائع‬
‫واملشتري فاملشتري يكون مدين بأداء الثمن ودائن بتسلم املبيع‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة‬
‫للبائع فهو مدين بنقل امللكية للطرف اآلخر ودائن بتسلم ثمن املبيع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقد امللزم لجانب واحد‪:‬‬
‫وهو الذي يرتب التزامات على عاتق أحد الطرفين دون األخر مثال عقد الوديعة‪ ،‬حيث‬
‫نكونأمام التزام ناشئ على إرادة واحدة واملستفيد من هذا العقد ال يتحمل أي التزام‪.‬‬
‫ويجب عدم الخلط بين العقد امللزم لجانب واحد وبين التصرف بإرادة منفردة‪ ،‬ففي‬
‫العقد امللزم لجانب واحد ال بد من توافق إرادتين أو أكثر‪ ،‬فهو متعدد األطراف أثناء‬
‫نشوئه‪ ،‬وأحادي الطرف حين تنفيذه‪ ،‬خالفا لإلرادة املنفردة التي تنشأ بإرادة واحدة دون‬
‫حاجة للطرف الثاني‪.‬‬
‫أهمية تقسيم العقود إلى ملزمة لجانبين وملزمة لجانب واحد‪.‬‬
‫وظهر هذه األهمية على ثالث مستوتيات أساسية‪ :‬إمكانية الدفع بعدم التنفيذ واملطالبة بالفسخ وتحمل تبعة الهالك واملخاطر‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إمكانية الدفع بعدم التنفيذ‬
‫في العقود امللزمة للجانبين يجوز لكل من الطرفين أن يمتنع عن تنفيذ التزامه إلى أن ينفذ الطرف اآلخر التزامه‬
‫املقابل‪ .‬وتحديد البادئ بالتنفيذ يتعلق بطبيعة املعاملة أو العرف الجاري به العمل أو االتفاق‪.‬‬
‫أما في العقود امللزمة لجانب واحد‪ ،‬فال مجال إلعمال هذه القاعدة طاملا أن الطرف الدائن ال يتحمل بأي التزام حتى‬
‫يمتنع عن تنفيذه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إمكانية املطالبة بالفسخ‬
‫من القواعد العامة أنه في حالة عدم تنفيذ املدين اللتزامه‪ ،‬يحق للدائن املطالبة بالتنفيذ الجبري‪ .‬لكن الدائن‬
‫يجوز له كذلك للتحلل من التزامه املقابل أن يطالب بفسخ العقد أي بمحوه وإلغاء أثاره بحيث ال يكون أي من‬
‫املتعاقدين ملزما إزاء اآلخر‪ .‬ومن الواضح أن هذه اإلمكانية غير واردة في حالة العقد امللزم لجانب واحد‪ ،‬ألن الدائن‬
‫الذي ال تقع عليه التزامات في هذا النوع من العقود‪ ،‬إذ ال يستفيد شيئا من فسخ العقد إذا ماطل املدين في تنفيذه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تحمل تبعة الهالك واملخاطر‬
‫تقضي القاعدة أن تبعة استحالة التنفيذ في العقود امللزمة للجانبين تقع على عاتق املدين بااللتزام الذي‬
‫استحال تنفيذه‪ ،‬فإذا افترضنا مثال أن حدث حادث غير متوقع وال يمكن دفعه (قوة قاهرة) منع أحد املتعاقدين من‬
‫تنفيذ التزامه‪ ،‬فالطرف اآلخر يكون في حل من االلتزام امللقى على عاتقه‪ .‬أما إذا كان العقد ملزما لجانب واحد‪،‬‬
‫فالدائن هو الذي يتحمل الخسارة الناتجة عن هذه االستحالة‪ ،‬فاملدين ينقضي التزامه هنا دون أن يترتب على ذلك‬
‫االنقضاء أي التزام على عاتق الدائن‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬‬
‫عقود المعاوضة وعقود التبرع‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬عقد املعاوضة (‪ :)contrat onéreux‬وفيه يأخذ كل من الطرفين مقابال‬
‫ملا أعطاه للطرف األخر كالبيع‪ .‬البائع ينقل ملكية املبيع مقابل الثمن ونفس‬
‫الشيء للمشتري يعطي الثمن مقابل نقل ملكية الشيء املبيع إليه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عقد التبرع ( ‪:) contrat à titre gratuit‬‬
‫وفيه يأخذ أحد الطرفين من اآلخر دون مقابل فعقد الهبة مثال من العقود‬
‫التي ال ترتكز على تقابل العوضين حيث ال يأخذ فيه الواهب مقابال ملا وهبه‪،‬‬
‫كما أن املوهوب له ال يعطي مقابال ملا ُوهب إليه‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫األركان الالزمة لقيام‬
‫العقد‬ ‫يتطلب قيام العقد أن تتوفر شروط النعقاده و أخرى لصحته‬
‫بالرجوع ال‪/‬ى قانون اللتزامات والعقود نج‪/‬د أ‪/‬ن املشرع املغربي حدد أركان العق‪/‬د ف‪/‬ي الفصل‬
‫الثان‪/‬ي من‪/‬ه‪ ،‬حي‪/‬ث ين‪/‬ص هذا األخي‪/‬ر عل‪/‬ى م‪/‬ا يل‪/‬ي‪"" :‬األركان االزم‪/‬ة لص‪/‬حة االلتزامات الناشئ‪/‬ة عن‬
‫التعبير عن االرادة هي‪:‬‬
‫‪ 1-‬األهلية لاللتزام‬
‫‪ 2-‬تعبير صحيح عن اإلرادة يقع على العناصر األساسية لاللتزام‬
‫‪ 3-‬شيء محقق يصلح ألن يكون محال لاللتزام‬
‫‪ 4-‬سبب مشروع لاللتزام"‬
‫إذن فاألركان الالزم ة لقيام العقد حسب ق‪.‬ل‪.‬ع أربع ة وهي‪:‬‬
‫التراضي واألهلية واملحل والسبب ‪ .‬ويضاف إلى هذه األركان األربعة‬
‫العامة ركن الشكلية في العقود الشكلية‪ ،‬وركن التسليم في العقود‬
‫العينية‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن أغلبية الفقه يعتبر األهلية شرطا من شروط‬
‫صحة التراضي وليس ركنا مستقال‪،‬لتبقى بذلك اركان العق د التي‬
‫سنقوم بدراستها ثالثة و هي‪ :‬التراضي‪/‬املحل و السبب‪.‬باإلضافة إلى‬
‫ركني الشكلية و التسليم‬
‫المبحث األول‪ :‬ركن‬
‫الرضى‬
‫التراضي هو الركن األساسي لقيام العقد‪ ،‬ويقصد به توافق إرادتين على إحداث األثر‬
‫القانوني املتوخى من العقد‪ ،‬ويتحقق التوافق والتراضي قانونا بتبادل التعبير عن إرادتين‬
‫متطابقتين‪.‬‬
‫لكن التراضي بهذا املعنى ال يكفي بل البد أن يكون مستوفيا لشروط صحته‪.‬‬
‫لذلك سنبحث وجود الرضى في (املطلب األول) و صحة التراضي (املطلب الثاني)‬
‫المطلب األول‪:C‬‬
‫وجود االراد‪C‬ة و كيفية التعبير ع‪C‬نه‪C‬ا‬
‫يتعي‪//‬ن لوجود الرضى توف‪//‬ر اإلرادة لدى ك‪//‬ل واح‪//‬د م‪//‬ن طرف‪//‬ي العق‪//‬د‪،‬و اإلرادة املعول عليه‪//‬ا في‬
‫القانون و التي يتم بها التعاقد هي تلك التي تتجه إلى إحداث أثر قانوني‬
‫يقص‪//‬د بالتع‪//‬بير ع‪//‬ن اإلرادة الوس‪//‬يلة الت‪//‬ي تظه‪//‬ر به‪//‬ا هذه األخيرة إل‪//‬ى حي‪//‬ز الوجود‪ ،‬وبالرجوع إلى‬
‫قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬يتضح ان املشرع املغربي لم يحدد شكال خاصا للتعبير عن اإلرادة‪.‬‬
‫و التع‪/‬بير ع‪/‬ن اإلرادة ق‪/‬د يت‪/‬م بشك‪/‬ل ص‪/‬ريح أ‪/‬و ضمن‪/‬ي(الفقرة الثاني‪/‬ة) وق‪/‬د ُيس‪/‬تخلص أحيان‪/‬ا من‬
‫مجرد الس‪//‬كوت (الفقرة الثالث‪//‬ة) أ‪//‬ي أ‪//‬ن األطراف يتمتعون بالحري‪//‬ة ف‪//‬ي تحدي‪//‬د شك‪//‬ل وطريق‪//‬ة التعبير‬
‫عن إرادتهم‪.‬‬
‫لك‪/‬ن ف‪/‬ي بع‪/‬ض األحيان يثي‪/‬ر التع‪/‬بير ع‪/‬ن اإلرادة بع‪/‬ض اإلشكاالت‪ ،‬كم‪/‬ا ه‪/‬و الشأ‪/‬ن ف‪/‬ي الحال‪/‬ة التي‬
‫يخف‪/‬ق فيه‪/‬ا أح‪/‬د املتعاقدي‪/‬ن ع‪/‬ن التع‪/‬بير ع‪/‬ن إرادت‪/‬ه الحقيقي‪/‬ة فيطرح التس‪/‬اؤل حول اإلرادة الت‪/‬ي يتم‬
‫األخ‪/‬ذ به‪/‬ا‪ ،‬ه‪//‬ل اإلرادة الظاهري‪/‬ة أ‪//‬ي املعلن‪//‬ة؟ أ‪//‬م ينبغ‪/‬ي البح‪/‬ث ع‪//‬ن اإلرادة الحقيقي‪//‬ة والت‪/‬ي يقصدها‬
‫املتعاق ‪//‬د (اإلرادة الباطن ‪//‬ة أ ‪//‬و الكامن ‪//‬ة) والت ‪//‬ي ل ‪//‬م يت ‪//‬م التع ‪//‬بير عنه ‪//‬ا ول ‪//‬م يخرجها للوجود؟ (الفقرة‬
‫الرابعة)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬‬
‫التعبير الصريح عن اإلرادة‬

‫التعبير الصريح عن اإلرادة هو الذي يعكس إرادة صاحبه بطريقة مباشرة‬


‫وم ن غي ر حاج ة إلعمال الفكر أو االس تنتاج ‪،‬ويتم هذا التع بير باللف ظ أو‬
‫الكتابة أو اإلشارة املتداولة عرفا‪ ،‬وقد يتم التعبير الصريح عن اإلرادة باتخاذ‬
‫موقف معين ال تدع ظروف الحال شكا في داللته على حقيقة املقصود‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬‬
‫التعبير الضمني عن اإلرادة‬
‫التع بير الضمن ي ه و الذي ال يكون بذات ه تع بيرا ع ن اإلرادة بشكل‬
‫صريح ‪،‬بل قد تكون ضمنية يمكن استخالصها عن طريق االستنتاج‪.‬‬
‫مثال عندما يستقر املكتري باملنزل رغم انتهاء مدة الكراء هذا التصرف‬
‫يعتبر ضمنيا قبوال على تمديد عقد الكراء ونفس الشيء للعامل الذي يستمر‬
‫في العمل رغم انتهاء عقد العمل‪ ،‬فهو تعبير ضمني على رغبته في تمديد عقده‪.‬‬
‫ويجب اإلشارة إلى أن التعبير الضمني والتعبير الصريح هما متساويان‬
‫من حيث القيمة‪ ،‬بمعنى أنه يمكن أن يترتب عنه األثر القانوني ويمكن أن‬
‫تلزم الطرف الصادر عنه هذا التعبير ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬هل يعتبر السكوت‬
‫شكال من أشكال التعبير عن‬
‫اإلرادة ؟‬
‫لإلجابة عن هذا السؤال يتعين التمييز بين اإليجاب والقبول‪:‬‬

‫فبالنسبة للتعبير عن اإليجاب‪ ،‬فإن السكوت باعتباره موقفا سلبيا ال يمكن أن يدل‬
‫داللة ضمنية عن اإليجاب الذي يعتبر موقفا إيجابيا متمثال في العرض الذي يقدمه أحد األشخاص‬
‫للطرف اآلخر معربا عن نيته في التعاقد‪ ،‬وبالتالي فال بد من وجود تعبير واضح يدل على اإليجاب‪ ،‬وال‬
‫يتصور استخالصه من مجرد السكوت‪.‬‬

‫أما بالنسبة للقبول يتعين التمييز بين حالتين‪:‬‬


‫الحالة التي يكون فيها السكوت مجردا (بسيطا) أي غير مقترن بظروف من شأنها أن تفصح عن‬
‫داللته‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يصلح السكوت تعبيرا عن القبول استنادا للقاعدة الفقهية‪" :‬ال ينسب‬
‫إلى ساكت قول"‪.‬‬
‫أما الحالة التي يكون فيها السكوت مالبسا أي مقترنا بظروف مالبسة تسمح بأن يستنتج منه القبول‬
‫بشكل واضح ال غموض فيه‪ ،‬في هذه الحالة يعتبر السكوت املالبس تعبيرا عن إرادة القابل استنادا‬
‫للقاعدة الفقهية‪" :‬السكوت في معرض الحاجة الى البيان بيان"‪.‬‬

‫وقد أخذ املشرع املغربي بالسكوت املالبس تعبيرا عن اإلرادة في حاالت خاصة نص عليها في‬
‫مجموعة من فصول قانون االلتزامات والعقود ومن أهمها‪:‬‬
‫الحالة األولى ‪ :‬حالة املعامالت التجارية السابقة بين الطرفين‪ :‬والتي نص عليها الفصل ‪ 25‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫حيث جاء فيه‪" :‬عندما يكون الرد بالقبول غير مطلوب من املوجب‪ ،‬أ و عندم ا ال يقتضيه العرف‬
‫التجاري فإن العقد يتم بمجرد شروع الطرف اآلخر في تنفيذه‪ .‬ويكون السكوت عن الرد بمثابة القبول‪،‬‬
‫إذا تعلق اإليجاب بمعامالت سابقة بدأت فعال بين الطرفين"‪. .‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬حالة التنفيذ الضمني لبنود العقد بدون أي تحفظ‬
‫والتي أقرها املشرع املغربي في الفصل ‪ 28‬من ق‪.‬ل‪.‬ع حيث ينص على‬
‫أنه‪ " :‬يعتبر الرد مطابقا لإليجاب إذا اكتفى املجيب بقوله قبلت أو نفذ‬
‫العقد بدون تحفظ‪.‬‬

‫الحالة الثالثة‪:‬الحالة التي يتعلق فيها اإليجاب بمعامالت سابقة بدأت‬


‫فعال بين املتعاقدين{الفصل ‪28‬من ق ل ع }‬
‫الحالة االرابعة‪ :‬حالة اإلقرار بصحة التصرف القانوني‪ ،‬والتي نص عليها‬
‫الفصل ‪ 38‬من ق ل‪ ،‬حيث جاء فيه‪ " :‬يسوغ استنتاج الرضى أو اإلقرار‬
‫م ن الس كوت‪ ،‬إذا كان الشخ ص الذي يحص ل التص رف ف ي حقوقه‬
‫حاضرا أو أعلم بحصوله على وجه سليم‪ ،‬ولم يعترض عليه من غير أن‬
‫يكون هناك سبب مشروع يبرر سكوته"‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬إشكالية اإلرادة‬
‫الظاهرة واإلرادة الباطنة في‬
‫التعاقد؟‬
‫األصل أن التعاقد يتم بتعبير صريح أو ضمني عن اإلرادة في التعاقد‪،‬لهذا فإن املبدأن تكون‬
‫اإلرادة الظاهرة مطابقة لإلرادة الباطنة‬
‫لكن أحيانا تكون إرادته الظاهرة مخالفة لنوياه الحقيقية بسبب تصريح خاطئ عن اإلرادة أو مثال‬
‫ً‬
‫أن ينوي التاجر بيع السلعة بثمن معين‪ ،‬إال أنه يعلن ‪ -‬عن غير قصد – ثمنا مخالفا‪ .‬فهنا بأي من‬
‫اإلرادتين نعتد؟ هل باإلرادة الباطنية الكامنة أم باإلرادة املعلنة الظاهرة ؟‬
‫لقد بحث الفقه في اإلشكالية أعاله من خالل نظريتين متعارضتين إحداهما تأخذ باإلرادة‬
‫الباطنة‪ ،‬واألخرى تأخذ باإلرادة الظاهرة‪ .‬فما هي أسانيد وحجج كل نظرية على حدة؟ وأي موقف‬
‫للمشرع املغربي منهما؟‬
‫‪ -‬في الحقيقة فإن حل هذه اإلشكالية يختلف باختالف وجهة النظر التي‬
‫نعتمدها بشأن تكوين العقد من حيث تبني أحد املفهومين‪ :‬إما أن‬
‫مفهوم العقد هو حصيلة تعبيرين متطابقين عن اإلرادة بغض النظر عن‬
‫حقيقية اإلرادة الباطنة فإن كان األمر كذلك فال أهمية لإلرادة الباطنة‬
‫وال أثر الختالفهما عما تم التعبير عنه‪ ،‬وإما أن نأخذ بمفهوم آخر يعتبر‬
‫أن العقد هو حصيلة التقاء إرادتين حقيقتين وأن العبرة بالتالي هي‬
‫باإلرادة الحقيقية الباطنية بكل ما يخالطها من اعتبارات نفسية في‬
‫تكوينها وما يصاحبها من تحديدات فكرية تسبق الرضا‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫ال قيمة للتعبير إال بقدر ما يصادف حقيقة مضمون اإلرادة الداخلية‪.‬‬
‫التيار األول ‪:‬نظرية اإلرادة الباطنة‬

‫ذو أصل التيني يعتد باإلرادة الحقيقية للمتعاقد‬


‫فالعبرة عنده بالنية و القصد الحقيقي للمتعاقد وليس بصيغة التعبير عنها و‬
‫هوما تبناه املشرع الفرنسي الذي يجيز أن يثبت الشخص أن إرادته الحقيقية‬
‫تخالف ما تم التعبير عنه‪،‬‬
‫التيار الثاني‪ :‬نظرية اإلرادة الظاهرة أو اإلرادة املعلنة‪: ‬‬

‫ذو أص‪/‬ل جرمان‪/‬ي نادى به‪/‬ا الفق‪/‬ه األملان‪/‬ي‪،‬وه‪/‬و يعتد باإلرادة الظاهرة‬
‫حت‪//‬ى و إ‪//‬ن كان‪//‬ت مخالف‪//‬ة لقص‪//‬د املتعاق‪//‬د أل‪//‬ن ف‪//‬ي ذل‪//‬ك استقرار للمعامالت‪،‬‬
‫لذل‪/‬ك فعل‪/‬ى املتعاق‪/‬د أ‪/‬ن يع‪/‬بر ع‪/‬ن إرادت‪/‬ه بالتحدي‪/‬د الالزم وأ‪/‬ن يعل‪/‬م املتعاقد‬
‫معه ما يريد حقيقة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬موقف املشرع املغربي من النظريتين‬
‫بالرجوع إل ى مقتضيات قانون االلتزامات والعقود‪،‬نج د أ ن املشرع املغرب ي أخذ‬
‫موقفا وسطا‪:‬‬
‫وهكذا نجده أخذ باالرادة الظاهرة في الفصلين‪ 21‬و‪ 461‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬حيث‬
‫ينص الفصل ‪ 21‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على أن‪" :‬التحفظات والقيود التي لم تنه إلى علم‬
‫الطرف اآلخر ال تنقص وال تقيد آثار التعبير عن اإلرادة املستفادة من ظاهر اللفظ"‬
‫في حين ينص الفصل ‪ 461‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على ما يلي‪ " :‬إذا كانت ألفاظ العقد صريحة‪،‬‬
‫امتنع البحث عن قصد صاحبها‪".‬‬
‫أم ا بخص وص تأث ر املشرع املغرب ي بنظري ة اإلرادة الباطنة‬
‫فيؤكده مضمون ك ل م ن الفص ل ‪ 22‬والفص ل ‪ 462‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع ‪ ،‬إذ ينص الفصل ‪ 22‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على أن‪ ":‬االتفاقات‬
‫السرية املعارضة أو غيرها من التصريحات املكتوبة ال يكون لها‬
‫أث ر إال فيما بي ن املتعاقدين ومن يرثهم ا‪ ،‬فال يحتج به ا على‬
‫الغي ر‪ ،‬إذا ل م يك ن ل ه عل م بها‪ .‬ويعت بر الخلف الخاص غيرا‬
‫بالنسبة ألحكام هذا الفصل‪".‬‬
‫فيما ينص الفصل ‪ 462‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على ما يلي‪ " :‬يكون التأويل في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كانت األلفاظ املستعملة ال يتأتى التوفيق بينها وبين الغرض الواضح الذي‬
‫قصد عند تحرير العقد‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كانت األلفاظ املستعملة غير واضحة بنفسها‪ ،‬أو كانت ال تعبر تعبيرا كامال عن‬
‫قصد صاحبها‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كان الغموض ناشئا عن مقارنة بنود العقد املختلفة بحيث تثير املقارنة‬
‫الشك حول مدلول تلك البنود‪.‬‬
‫وعندما يكون للتأويل موجب‪ ،‬يلزم البحث عن قصد املتعاقدين‪ ،‬دون الوقوف عند‬
‫املعنى الحرفي لأللفاظ‪ ،‬وال عند تركيب الجمل‪".‬‬
‫وبالتالي فهذه النصوص القانونية دليل على اعتداد املشرع املغربي بنظرية اإلرادة‬
‫الباطنة وعدم تجاهلها‪.‬‬
‫النيابة في التعاقد‬
‫التعاق‪//‬د ع‪//‬ن طري‪//‬ق النياب‪//‬ة ه‪//‬و اس‪//‬تثناء ع‪//‬ن املبدأ العام املس‪//‬تقر قانونا و‬
‫الذي يفي‪/‬د بأ‪/‬ن الشخ‪/‬ص ال يلتزم إال بإرادت‪/‬ه‪ ،‬وأ‪/‬ن آثار العقود ال تنسحب إال‬
‫على أطرافها فقط‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف النيابة في التعاقد‬
‫النياب‪/‬ة ف‪/‬ي التعاق‪/‬د ه‪/‬ي حلول إرادة شخ‪/‬ص يس‪/‬مى "النائ‪/‬ب" مح‪/‬ل إرادة شخ‪/‬ص آخر‬
‫يس‪//‬مى "األص‪//‬يل" ف‪//‬ي مباشرة تص‪//‬رف قانون‪//‬ي معي‪//‬ن (إ‪//‬برام العق‪//‬د مثال) م‪//‬ع انصراف أثار‬
‫هذا التصرف إلى شخص األصيل كما لو كانت اإلرادة قد صدرت منه شخصيا‪.‬‬
‫تبدو أهمي‪/‬ة النياب‪/‬ة ف‪/‬ي أنه‪/‬ا ق‪/‬د تكون ضروري‪/‬ة ف‪/‬ي العدي‪/‬د م‪/‬ن الحاالت كعج‪/‬ز األصيل‬
‫ع‪/‬ن مباشرة التص‪/‬رف القانون‪/‬ي شخص‪/‬يا أ‪/‬و عدم قدرت‪/‬ه عل‪/‬ى الدفاع ع‪/‬ن مصالحه ودرء‬
‫الضرر عنه‬
‫أنواع النيابة‬
‫النيابة نوعان ‪- :‬قانونية‪ -‬واتفاقية‪،‬‬
‫فالنيابة القانونية أو ما يعرف بالنيابة الشرعية‬
‫هي التي يقرر القانون وجودها ويعين حدودها بشكل‬
‫مباشر وهي إما والية أو وصاية تقديم‪.‬‬
‫أما النيابة االتفاقية أو ما يعرف بالوكالة االتفاقية‬
‫فهي التي يقرر االتفاق وجودها ويعين حدودها ونطاقها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط صحة النيابة االتفاقية (الوكالة)‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬حلول إرادة النائب محل إرادة األصيل ‪:‬فأس‪/‬اس النيابة ه‪/‬ي حلول إرادة النائب مح‪/‬ل إرادة األصيل‬
‫ف‪/‬ي إ‪/‬برام العق‪/‬د‪ ،‬فإرادة النائ‪/‬ب ه‪/‬ي الت‪/‬ي تتج‪/‬ه إل‪/‬ى إحداث األث‪/‬ر النات‪/‬ج ع‪/‬ن التص‪/‬رف القانون‪/‬ي لك‪/‬ن لي‪/‬س في‬
‫ح‪/‬ق ص‪/‬احبها وإنم‪/‬ا ف‪/‬ي ح‪/‬ق املوك‪/‬ل أ‪/‬و ف‪/‬ي شخ‪/‬ص األص‪/‬يل وهذا م‪/‬ا يمي‪/‬ز النائ‪/‬ب االتفاق‪/‬ي الوكي‪/‬ل ع‪/‬ن الرسول‬
‫أو الوسيط‪.‬‬
‫الشرط الثاني ‪:‬التزام النائب بحدود السلطات املخولة له بموجب الوكالة‬
‫االتفاقية إما أن تكون عامة حيث يكون للنائب فيها مطلق الحرية بالتصرف دون االلتزام بتعليمات‬
‫وتوجيهات األصيل وقد تكون وكالة خاصة بحيث تنحصر حرية تصرف النائب القانوني في الحدود‬
‫املنصوص عليها في عقد الوكالة‪ ،‬وإذا حصل تجاوز من الوكيل وتصرف خارج نطاق الوكالة املمنوحة له‬
‫فإن آثار التصرفات التي أجراها ال تلزم املوكل كمبدأ عام وقد نص املشرع على حاالت معينة تنصرف‪ /‬فيها آثار التصرفات‬
‫التي يجريها النائب في حق األصيل كما تنصرف آثار العقد إلى األصيل‪ ،‬رغم مجاوزة النائب لحدود نيابته إذا كان النائب ومن‬
‫تعاقد معه حسني النية ‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬تعامل النائب باسم األصيل ولحسابه ‪:‬‬
‫التعاق‪//‬د ع‪//‬ن طري‪//‬ق النياب‪//‬ة الب‪//‬د أ‪//‬ن يفص‪//‬ح النائ‪//‬ب للطرف اآلخ‪//‬ر ع‪//‬ن هويت‪//‬ه القانوني‪//‬ة كوكي‪//‬ل عن‬
‫الشخ‪/‬ص األص‪/‬يل وأن‪/‬ه يتعاق‪/‬د بهذه الص‪/‬فة أ‪/‬و عل‪/‬ى األق‪/‬ل أ‪/‬ن يكون املتعاق‪/‬د مع‪/‬ه عامل‪/‬ا بوجود هذه النيابة‬
‫بطريق‪//‬ة معين‪//‬ة حت‪//‬ى يكون عل‪//‬ى بين‪//‬ة واختيار م‪//‬ن أمره‪ ،‬لك‪//‬ن إذا ل‪//‬م يفص‪//‬ح الوكي‪//‬ل ع‪//‬ن ص‪//‬فته وتعاقد‬
‫باس‪/‬مه الشخصي وكان املتعاق‪/‬د مع‪/‬ه يجه‪/‬ل وجود النياب‪/‬ة فإ‪/‬ن آثار العق‪/‬د تنص‪/‬رف مبدئي‪/‬ا إل‪/‬ى الوكيل وال‬
‫يتأثر الغير بوجود الوكالة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬آثار النيابة في التعاقد‬
‫‪-‬عالقة األصيل بالنائب‬
‫يؤط‪//‬ر هذه العالق‪//‬ة املص‪//‬در الذي يس‪//‬تقي من‪//‬ه النائ‪//‬ب ص‪//‬الحياته فإذا كان‪//‬ت النياب‪//‬ة قانوني‪//‬ة (شرعية)‬
‫فإ‪//‬ن القانون ه‪//‬و الذي يحدد حقوق والتزامات النائ‪//‬ب واألص‪//‬يل‪ ،‬أم‪//‬ا إذا كان‪//‬ت النياب‪//‬ة اتفاقي‪//‬ة فإ‪//‬ن عقد‬
‫الوكالة هو الذي يحدد إطار هذه النيابة بحسب ما إذا كانت الوكالة عامة أو خاصة‪.‬‬
‫‪-‬عالقة النائب بالغير املتعاقد معه‬
‫إذا أفص‪//‬ح النائ‪//‬ب ع‪//‬ن ص‪//‬فته ف‪//‬ي التعاق‪//‬د أ‪//‬و عل‪//‬م ب‪//‬ه الغي‪//‬ر فإ‪//‬ن آثار التص‪//‬رف تنص‪//‬رف إل‪//‬ى األصيل‬
‫مباشرة وكأن‪/‬ه ه‪/‬و الذي أ‪/‬برم العق‪/‬د حس‪/‬ب ق‪.‬ل‪/.‬ع وم‪/‬ن ث‪/‬م فإ‪/‬ن املطالب‪/‬ة بالحقوق وااللتزامات املترتب‪/‬ة عن‬
‫العقد تصدر من األصيل أو توجه إليه وال دخل للنائب في ذلك إال إذا كانت نيابته تمتد لتنفيذ العقد‪.‬‬
‫غي‪/‬ر أ‪/‬ن النائ‪/‬ب ق‪/‬د يرتك‪/‬ب خط‪/‬أ بمناس‪/‬بة نيابت‪/‬ه يس‪/‬بب ب‪/‬ه ضررا للمتعاق‪/‬د مع‪/‬ه وهن‪/‬ا يكون النائب‬
‫مس‪//‬ئوال ف‪//‬ي مواجه‪//‬ة الغي‪//‬ر ع‪//‬ن الضرر الذي أص‪//‬ابه بس‪//‬بب عدم تنفي‪//‬ذ العق‪//‬د شرط عل‪//‬ى أ‪//‬ن يكون حسن‬
‫النية‪.‬‬
‫‪-‬عالقة األصيل بالغير الذي تعاقد معه الوكيل أو النائب‪:‬‬
‫هناك عالق‪/‬ة مباشرة بي‪/‬ن الطرفي‪/‬ن باعتبارهم‪/‬ا الطرفي‪/‬ن املتعاقدي‪/‬ن لذل‪/‬ك إذا أخ‪/‬ل أحدهم‪/‬ا بالتزاماته‬
‫اتجاه الطرف اآلخ‪/‬ر جاز للمتضرر املطالب‪/‬ة بالتعوي‪/‬ض اس‪/‬تنادا إل‪/‬ى قواع‪/‬د املس‪/‬ؤولية العقدي‪/‬ة لوجود عقد‬
‫بينهما‪.‬‬
‫آثـــار الو‪C‬كالة‬

‫يمكن أن ننظر إلى آثار الوكالة من خالل ثالث زوايا‪:‬‬


‫أ)العالقة بين النائب و الغير‬
‫ان نيابة النائب تتعلق بابرام التصرف القانوني و ال تمتد إلى‬
‫المطالبة بحق من الحقوق التي تترتب على العقد إال اذا كانت‬
‫نيابته تمتد لتشمل تنفيذ العقد‬
‫لكن قد يرتكب النائب خطأ بمناسبة نيابته يسبب ضررا‬
‫للمتعاقد معه و ال يقر الموكل اآلثار المتلرتبة عن ذلك فهنا‬
‫يكون النائب مسؤوال في مواجهة الغير‬
‫ب) العالقة بين النائب و األصيل‬
‫هذه النيابة محددة في المصدر الذي أنشأ هذه النيابة أي‬
‫هل األمر يتعلق بوكالة قانونية أم اتفاقية‪.‬‬
‫عموما على الوكيل أن يتصرف في حدود وكالته و‬
‫يلتزم بالتعليمات و التوجيهات التي تصدر عن األصيل‬
‫خصوصا اذا تعلق األمر بوكالة خاصة‬
‫ج) العالقة بين األصيل و الغير‬
‫‪.‬إن األصيلـ و الغير هما اللذان ينصرف إليهما آثار العقد‬
‫حيث يكون لألصيل حق مطالبة الغير بتنفيذ االلتزامات المترتبة‬
‫عن العقد‬
‫في مقابل ذلك يبقة للغيـر الحق في مطالبة األصيل بتنفيذ التزامه‬
‫مباشـرة دون وساطة النائب‬
‫ومن تم يكون لكليهما الحق في المطالبة بالتعويض اذا ما أخل االخر‬
‫بالتزاماته تجاه الطرف االخر استنادا إلى قواعد المسؤولية العقدية‬
‫د)تعاقد الشخص مع نفسه‬
‫يمكن تصوره في حالتين ‪:‬‬
‫االولى ‪:‬أن يتصرف الشخص بالنيابة عن شخص آخر و باألصالة عن نفسه‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬أن يتصرف الشخص بالنيابة عن طرفين اثنين في نفس الوقت‪.‬‬

‫اختلفت التشريعات المدنية بشأن هذا الموضوع لكن ال توجد قوانين تحرمه‬
‫إطالقا أو تبيحه إطالقا‪.‬‬
‫كذلك اختلف الفقه بشأن الموضوع بين مؤيد و معارض‬
‫أما بالنسبة لموقف المشرع المغربي‪ ،‬نجد أن منع تعاقد الشخص مع نفسه‬
‫ورد في بعض النصوص الخاصة‪ ،‬ولم تأت به قاعدة عامة من ذلك المادة ‪ 480‬و‬
‫المادة‪ 481‬من ق ل ع حيث يتبين أن المشرع المغربي لم يمنع تعاقد الشخص‬
‫مع نفسه إال في بعض الحاالت الخاصة ليبقى األصل في الشيء االباحة‬
‫المطلب الثاني‪:C‬‬
‫المراحل‪ C‬التي يمر منها التراض‪C‬ي‬

‫حت ‪//‬ى ينعق ‪//‬د العق ‪//‬د ال ب ‪//‬د م‪//‬ن تواف ‪//‬ق إرادتي الطرفي ‪//‬ن‪ ،‬و يتم هذا‬
‫التواف‪//‬ق عل‪//‬ى ثالث خطوات ‪:‬ص‪//‬دور االيجاب أوال م‪//‬ن أحد األطراف‬
‫(الفقرة األول‪//‬ى) متبوع‪//‬ا بالقبول م‪//‬ن الطرف الثان‪//‬ي (الفقرة الثانية)‪،‬‬
‫ث‪/‬م اقتران اإليجاب بالقبول (الفقرة الثالث‪/‬ة) فيحص‪/‬ل التراضي ويتم‬
‫العقد‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اإليجاب‪l offre‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف اإليجاب‬
‫اإليجاب ه‪/‬و تع‪/‬بير ع‪/‬ن اإلرادة يع‪/‬بر م‪/‬ن خالل‪/‬ه شخ‪/‬ص ع‪/‬ن رغبت‪/‬ه ف‪/‬ي ابرام عقد‬
‫معين‪،‬هذا العرض يجب أن يتضمن كافة العناصر األساسية للعقد‪.‬‬
‫وهوقد يكون موجها إلى شخص معين بالذات و قد يكون موجها للجمهور ‪.‬‬
‫وم‪/‬ن ت‪/‬م فإن‪/‬ه ينبغ‪/‬ي التميي‪/‬ز بي‪/‬ن االيجاب و بي‪/‬ن غيره م‪/‬ن األس‪/‬اليب الت‪/‬ي يع‪/‬بر من‬
‫خاللها الشخص عن رغبته في ابرام العقد دون أن ترقى إلى أن تكون ايجابا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييز اإليجاب عن غيره من املؤسسات القانونية‪:‬‬
‫‪ -1‬اإليجاب والدعوة للتعاقد‪:‬‬
‫يختل‪/‬ف االيجاب ع‪/‬ن الدعوة إل‪/‬ى التعاق‪/‬د ‪:‬فاإليجاب يج‪/‬ب أ‪/‬ن يتضم‪/‬ن كاف‪/‬ة العناص‪/‬ر األساسية‬
‫للتعاقد ‪،‬فإذا انتفى أحد العناصر األساسية للتعاقد فإننا نكون أمام دعوة للتعاقد‪.‬‬
‫للتميي‪/‬ز بي‪/‬ن اإليجاب والدعوة إل‪/‬ى التعاق‪/‬د أهمي‪/‬ة بالغة‪ .‬ذل‪/‬ك أ‪/‬ن اإليجاب اذا صادفه قبول‬
‫انعقد العقد وأنت‪/‬ج كل آثاره ‪.‬أما الدعوة للتعاقد فهي غير ملزمة ألن العرض الذي يليها ال يعتبر قبوال‬
‫بل ايجابا يجوز قبوله أو رفضه ‪،‬بل أكثر من هذا فالدعوة إلى التعاقد يجوز العدول عنها‪.‬‬
‫و من الحاالت العملية للدعوة للتعاقد إقامة املزايدات و التي نظمها املشرع املغربي في الفصل‬
‫‪ 32‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫أحيانا يصعب التمييز بين االيجاب و الدعوة إلى التعاقد‬
‫نخلص إلى أن االيجاب يختلف عن الدعوة إلى التعاقد من جانبين‪:‬‬
‫األول‪ :‬أ‪//‬ن الدعوة إل‪//‬ى التعاق‪//‬د تفتق‪//‬ر إل‪//‬ى أح‪//‬د العناص‪//‬ر األس‪//‬اسية ف‪//‬ي التعاق‪//‬د عكس االيجاب الذي‬
‫يعتبر عرضا كامال‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أ‪/‬ن االيجاب يؤدي إل‪/‬ى ابرام العق‪/‬د عندم‪/‬ا يلتق‪/‬ي ب‪/‬ه القبول أم‪/‬ا الدعوة إل‪/‬ى التعاق‪/‬د فتعت‪/‬بر في‬
‫حد ذاتها ايجابا‬
‫‪ 1‬اإليجاب واملفاوضات التمهيدية‬
‫حين يتعلق األمر بعقود على قدر كبير من األهمية أو حين تنصب على أمور فنية و‬
‫تقني‪//‬ة تتطل‪//‬ب اس‪//‬تشارة خ‪//‬براء ومتخص‪//‬صين وإجراء دراس‪//‬ات و تقاري‪//‬ر فإنها تفرض‬
‫التهيئة لها عبر القيام بعدة مفاوضات تمهيدية‬
‫املفاوضات التمهيدي‪/‬ة عبارة ع‪/‬ن تبادل ف‪/‬ي وجهات النظ‪/‬ر حول موضوع العقد و‬
‫شروط ‪//‬ه‪ ،‬ومناقش ‪//‬ة له ‪//‬ا و تع ‪//‬بير ع ‪//‬ن املواق ‪//‬ف م ‪//‬ن العروض املقابل ‪//‬ة الت ‪//‬ي يتخذها‬
‫املفاوضون تمهيدا للوصول إلى اتفاق نهائي‬
‫فاملفاوضات تشك ل خطوة س ابقة لص دور االيجاب‪ ،‬وق د ال يلحقها هذا‬
‫االيجاب اذا لم يصل الطرفان إلى االتفاق على صيغة نهائية التفاقهم‪.‬‬
‫املفاوضات ال تشكل التزاما من قبل الطرف الذي دعا إليها‪ ،‬فيمكنه دائما‬
‫العدول عنها سواء قبلت أو رفضت ‪.‬‬
‫نشير إلى أن املشرع املغربي لم يفرد نصوصا خاصة للمفاوضات لذلك فهي ال‬
‫تخضع لنظام قانوني خاص بها‬
‫ثالثا‪ :‬شروط االيجاب‬
‫يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪)1‬أن يكون االيجاب محددا ‪:‬أي مشتمال على كافة العناصر‬
‫األساسية للتعاقد بشكل غير قابل للنقاش‪.‬‬

‫‪ )2‬أن يكون االيجاب باتا‪ :‬أي أن يكون جازما أو نهائيا بمعنى أنه‬
‫يعبر عن إرادة صاحبه في االرتباط بالعقد‪.‬‬

‫‪ )3‬أن يتصل االيجاب بعلم من وجه إليه ذلك أن االيجاب يعتبر‬


‫تصرفا صادرا عن إرادة منفردة‪ ،‬الهدف من ورائه ابرام عقد‬
‫نهائي عندما يلتقي بقبول من وجه إليه‪ .‬ولهذا فإن االيجاب يتم‬
‫االعالن عنه ليصل إلى علم الطرف اآلخر بعدة طرق و حسب‬
‫األحوال‬
‫رابع ا‪ :‬القوة امللزم ة لإليجاب (م ن أي ن يس تمد اإليجاب قوته‬
‫امللزمة؟)‬
‫األصل أن اإليجاب ال يكون ملزما للموجب بحي‪/‬ث يجوز ل‪/‬ه التراج‪/‬ع عن‪/‬ه م‪/‬ا ل‪/‬م يتصل‬
‫بالقبول‪ ،‬أو لم يشرع الطرف املوجه إليه اإليجاب في تنفيذ العقد حسب الفصل‪.26‬‬
‫ً‬
‫إال أن‪/‬ه ف‪/‬ي بع‪/‬ض الحاالت اإلستثنائية يكون هذا اإليجاب إيجابا ملزم‪/‬ا ‪.‬ويتحقق ذل‪/‬ك في‬
‫حالتين ‪:‬‬
‫أ‌‪-‬اذا اقترن اإليجاب بأج‪/‬ل للقبول ‪ ،‬يتوج‪/‬ب هن‪/‬ا عل‪/‬ى املوج‪/‬ب أ‪/‬ن يلتزم باالبقاء عل‪/‬ى إيجاب‪/‬ه إلى‬
‫أن تنقضي املدة املحدد له وهذا ما أكد عليه الفصل ‪ 29‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬حينما يكون االيجاب باملراسلة ودون تحديد األجل‪ ,‬هنا يتوجب على صاحبه أن يبقى على‬
‫إيجاب‪/‬ه طيل‪/‬ة مدة معقول‪/‬ة ومناس‪/‬بة لوص‪/‬ول رد املرس‪/‬ل إلي‪/‬ه‪ ،‬فهن‪/‬ا نأخ‪/‬ذ بعي‪/‬ن االعتبار املدة التي‬
‫تس‪/‬تغرقها الرس‪/‬الة للوص‪/‬ول إل‪/‬ى الطرف اآلخ‪/‬ر‪ ،‬واملدة الت‪/‬ي يتطلبه‪/‬ا جواب الطرف اآلخ‪/‬ر (الفصل‬
‫‪ 30‬م‪//‬ن ق‪.‬ل‪//.‬ع) ويعود تقدي‪//‬ر هذه املدة للقاضي الذي يأخ‪//‬ذ بعي‪//‬ن االعتبار الظروف الت‪//‬ي تمت‬
‫بها هذه املراسلة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬حاالت سقوط اإليجاب‪:‬‬
‫يسقط اإليجاب في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬إذا رفض الطرف اآلخر هذا اإليجاب سواء كان اإليجاب ملزما لصاحبه أو غير ملزم‬
‫وسواء كان صريحا أو ضمنيا ‪.‬‬
‫‪ 2‬عندما ينتهي األجل املحدد لإليجاب دون أن يعبر املوجه إليه اإليجاب عن قبوله‪.‬‬
‫‪ 3‬إذا انف‪/‬ض مجل‪/‬س العق‪/‬د دون اقتران اإليجاب بالقبول فينف‪/‬ض بانص‪/‬رافهما مع‪/‬ا أو‬
‫انصراف أحدهما أو بتغيير مجرى الحديث إلى موضوع ال عالقة له بالتعاقد‪.‬‬
‫‪ 4‬إذا توف‪//‬ي املوج‪//‬ب أ‪//‬و فق‪//‬د أهليت‪//‬ه بع‪//‬د ص‪//‬دور اإليجاب عن‪//‬ه‪ ،‬وعل‪//‬م بذلك الطرف‬
‫اآلخر قبل موافقته على العرض‪( .‬الفصل ‪ 31‬ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬
‫‪ 5‬إذا تراج‪/‬ع املوج‪/‬ب ع‪/‬ن إيجاب‪/‬ه م‪/‬ا ل‪/‬م يك‪/‬ن مقترن‪/‬ا بأج‪/‬ل أ‪/‬و م‪/‬ا ل‪/‬م يتص‪/‬ل بالقبول‪ ،‬أو‬
‫لم يشرع الطرف املوجه إليه اإليجاب في تنفيذ العقد‪.‬‬
‫‪ 6‬كما يسقط االيجاب في حالة تعديل شروطه حيث أن ذلك يعتبر ايجابا جديدا‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬القَبول (الموافقة)‬

‫أوال‪ :‬تعريف القبول‪:‬‬


‫ه ‪//‬و التع ‪//‬بير الجدي ع ‪//‬ن إرادة الشخ ‪//‬ص الذي وج ‪//‬ه إليه اإليجاب‬
‫واملتضم‪//‬ن ملوافقت‪//‬ه عل‪//‬ى ذل‪//‬ك اإليجاب‪ ،‬فه‪//‬و اإلرادة الثاني‪//‬ة ف‪//‬ي العقد‬
‫بعد اإليجاب‪ ،‬ويمكن التعبير عن القبول بشكل صريح أو ضمني‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط القبول‬
‫حتى يعتد بالقبول البد من توفره على الشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ 1‬أ‪//‬ن يص‪//‬در القبول واإليجاب الزال قائم‪//‬ا خاص‪//‬ة بالنسبة لاليجاب‬
‫املربوط بأج ‪//‬ل‪،‬أم ‪//‬ا بالنس ‪//‬بة للتعاق ‪//‬د الذي يت ‪//‬م بي ‪//‬ن حاضري ‪//‬ن فإن االيجاب‬
‫يسقط اذا لم يصدر القبول فورا‪.‬‬
‫‪ 2‬أ‪//‬ن يكون هذا القبول مطابق‪//‬ا لإليجاب تمام املطابق‪//‬ة‪ ،‬ويتعي‪//‬ن في‪//‬ه أن‬
‫يكون موافق‪//‬ا لكاف‪//‬ة الشروط اإليجاب وق‪//‬د ن‪//‬ص علي‪//‬ه الفص‪//‬ل ‪ 28‬م‪//‬ن ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫حي‪//‬ث اعت‪//‬بر الرد مطابق‪//‬ا لإليجاب إذا اكتف‪//‬ى املجي‪//‬ب بعبارة "قبل‪//‬ت" أ‪//‬و نفذ‬
‫العقد بدون تحفظ‪.‬‬
‫ال‪C‬فقرة الثا‪C‬لثة‪ :‬اقتران ال‪C‬قبول‪ C‬باإليجاب‪C‬‬

‫ال يكف‪/‬ي إلتمام العق‪/‬د ص‪/‬دور إيجاب م‪/‬ن أحد األطراف وقبول‬
‫م ‪//‬ن الطرف األخ ‪//‬ر‪ ،‬وإنم ‪//‬ا يتوج ‪//‬ب أ ‪//‬ن يكون هناك تواف ‪//‬ق تام بين‬
‫إرادتي ‪//‬ن‪ ،‬وهذا التواف ‪//‬ق يكون عل ‪//‬ى العناص ‪//‬ر األس ‪//‬اسية للعق ‪//‬د أما‬
‫العناص‪//‬ر الثانوي‪//‬ة فيمك‪//‬ن االتفاق عليه‪//‬ا ف‪//‬ي وق‪//‬ت الحق‪ ،‬بشرط أال‬
‫يكون الطرفان ق‪//‬د اختلف‪//‬ا بخص‪//‬وصها س‪//‬واء تعل‪//‬ق األمر بالشروط‬
‫األساسية أو الثانوية‪.‬‬
‫واقتران القبول باإليجاب يختل‪// /‬ف حس‪// /‬ب ك‪// /‬ل طريق‪// /‬ة من طرق‬
‫التعاقد‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التعاقد بين حاضرين في مجلس العقد‬
‫مجل‪//‬س العق‪//‬د ه‪//‬و االجتماع الواق‪//‬ع في‪//‬ه العق‪//‬د ؛ يعن‪//‬ي اتص‪//‬ال الطرفي‪//‬ن مع‬
‫بعضهم‪//‬ا مباشرة وانشغالهم‪//‬ا بالتعاق‪//‬د بحي‪//‬ث ال تكون هناك فترة زمني‪//‬ة بين‬
‫ص‪/‬دور القبول وعل‪/‬م املوج‪/‬ب ب‪/‬ه ويتحق‪/‬ق ذل‪/‬ك عادة باجتماع الطرفي‪/‬ن في مكان‬
‫واح‪//‬د‪ ،‬وه‪//‬و م‪//‬ا يعرف باتحاد مجل‪//‬س العق‪//‬د‪ ،‬وهن‪//‬ا ينبغ‪//‬ي أ‪//‬ن يتم االقتران فور‬
‫صدور اإليجاب وقبل انفضاض مجلس العقد‪.‬‬
‫وإذا كان املشرع املغربي ق‪/‬د س‪/‬وى بي‪/‬ن التعاق‪/‬د بالهات‪/‬ف والتعاق‪/‬د بي‪/‬ن حاضرين‬
‫ف‪//‬ي مجل‪//‬س العق‪//‬د م‪//‬ن حي‪//‬ث زم‪//‬ن انعقاد العق‪//‬د (املادة ‪ 23‬ق‪.‬ل‪//.‬ع)‪ ،‬فإن مكان‬
‫انعقاد العقد بواسطة الهاتف يبقى –حسب الفقه‪ -‬هو املكان الذي يصدر فيه‬
‫التصريح بالقبول وليس املكان الذي يصدر فيه اإليجاب‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعاقد بين غائبين عن طريق املراسلة أو حالة املتعاقدين‬
‫الذين ال يجمعهما مجلس واحد‬
‫تعتبر هذه الصورة من أبرز صور التعامل في امليدان التجاري‬
‫ه‪//‬و الذي يقوم بي‪//‬ن متعاقدي‪//‬ن ال يضمهم‪//‬ا مجل‪//‬س واح‪//‬د ويت‪//‬م ع‪//‬ن طريق تبادل اإليجاب‬
‫والقبول باملراس‪/‬لة‪ ،‬وهذا يعن‪/‬ي أ‪/‬ن هناك فترة زمني‪/‬ة تفص‪/‬ل بي‪/‬ن ص‪/‬دور القبول وعل‪/‬م املوج‪/‬ب به‬
‫فكيف يتم تحديد زمن انعقاد العقد ومكانه في هذا النوع من التعاقد؟‬
‫إ‪/‬ن مس‪/‬ألة تحدي‪/‬د زمان ومكان انعقاد العق‪/‬د عندم‪/‬ا يت‪/‬م التعاق‪/‬د بي‪/‬ن غائبين ع‪/‬ن طري‪/‬ق املراسلة‬
‫تحكمه أربع نظريات فقهية ‪:‬‬
‫نظرية إعالن القبول (أ‪/‬و التص‪/‬ريح بالقبول) يرى أنص‪/‬ار هذه النظري‪/‬ة أ‪/‬ن العق‪/‬د ينعقد‬
‫في اللحظة التي يعلن فيها القابل عن قبوله ابرام العقد ‪.‬‬
‫نظرية تصدير القبول‪ :‬يعتمد أنصار هذه النظرية عل‪/‬ى إعالن القبول لكنهم يشترطون‬
‫ً‬
‫أن يكون اإلعالن عن القبول نهائيا وأن يتم تصديره إلى املوجب‪.‬‬
‫نظرية استالم القبول‪ :‬يرى أنص‪/‬ار هذه النظري‪/‬ة بأ‪/‬ن العق‪/‬د ال ينعق‪/‬د إال وق‪/‬ت وصول خطاب‬
‫القبول إلى محل املوجب‪ ،‬فهذا الوصول يقوم قرينة على علم املوجب به‪.‬‬
‫نظرية العلم بالقبول‪ :‬يرى أنص‪/‬ار هذه النظري‪/‬ة بأ‪/‬ن اإلرادة ال تنت‪/‬ج أثرا إال إذا عل‪/‬م به‪/‬ا من‬
‫وجهت إليه‪ .‬فوصول القبول يعتبر مجرد قرينة بسيطة على العلم تقبل اثبات العكس‬
‫تحديد زمان ومكان انعقاد العقد يحتل أهمية كبيرة تظهر فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬ان تحديد زمان و مكان انعقاد العقد يسمح باحتساب آجال سقوط الدعوى‬
‫‪ ‬تحديد الوقت الذي يجوز فيه للقابل العدول عن قبوله‬
‫‪ ‬إن آثار العقد تترتب من تاريخ ابرامه كانتقال الحق في امللكية‬
‫‪ ‬إ‪//‬ن تحدي‪//‬د مكان العق‪//‬د ق‪//‬د يكون ل‪//‬ه دور ف‪//‬ي تحدي‪//‬د االختص‪//‬اص القضائ‪//‬ي فيم‪//‬ا يتعلق‬
‫بالنزاعات التي قد تنشأ بين املتعاقدين‬
‫موقف املشرع املغربي من هذه النظريات‪:‬‬
‫بالرجوع إ‪/‬ل مقتضيات الفص‪/‬ل ‪ 24‬م‪/‬ن ق‪.‬ل‪/.‬ع الذي ين‪/‬ص‪ ":‬يكون العق‪/‬د الحاص‪/‬ل باملراسلة‬
‫تام‪//‬ا ف‪//‬ي الوق‪//‬ت واملكان الذي‪//‬ن يرد فيهم‪//‬ا م‪//‬ن تلق‪//‬ي االيجاب بقبول‪//‬ه«‪ :‬يس‪//‬تنتج معظ‪//‬م الفق‪//‬ه أن‬
‫املشرع يأخذ بنظرية إعالن القبول‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التعاقد بين غائبين عن بواسطة وسيط أو رسول‪:‬‬
‫يت‪//‬م التعاق‪//‬د بهذه الطريق‪//‬ة حينم‪//‬ا يقوم هذا الوس ‪//‬يط أ ‪//‬و الرسول‬
‫بنق‪//‬ل إرادة املوج‪//‬ب إل‪//‬ى الطرف اآلخ‪//‬ر‪ ،‬وهن‪//‬ا املشرع املغربي ين‪//‬ص في‬
‫الفص‪//‬ل ‪ 24‬ق‪.‬ل‪//.‬ع (الفقرة ‪ )2‬عل‪//‬ى أ‪//‬ن ‪ ":‬العق‪//‬د الحاص‪//‬ل بواسطة‬
‫رس‪/‬ول أ‪/‬و وس‪/‬يط يت‪/‬م ف‪/‬ي الوق‪/‬ت واملكان الذي‪/‬ن يق‪/‬ع فيهم‪/‬ا رد م‪/‬ن تلقى‬
‫االيجاب للوسيط بأن يقبله"‬
‫رابعا‪ :‬التعاقد بين غائبين عن طريق الهاتف‪:‬‬
‫بخص ‪//‬وص هذه الطريق ‪//‬ة يت ‪//‬م التعاق ‪//‬د بي ‪//‬ن متعاقدي ‪//‬ن ال يجمعهما‬
‫مجل‪/‬س واح‪/‬د ولك‪/‬ن ينطب‪/‬ق عليهم‪/‬ا حك‪/‬م التعاق‪/‬د بي‪/‬ن الحاضري‪/‬ن من‬
‫حي ‪//‬ث الزمان حس ‪//‬ب الفقرة ‪ 2‬م ‪//‬ن الفص ‪//‬ل ‪ ،23‬أما مكان انعقاد‬
‫العق‪/‬د بواس‪/‬طة الهات‪/‬ف يبق‪/‬ى –حس‪/‬ب الفق‪/‬ه‪ -‬ه‪/‬و املكان الذي يصدر‬
‫في ‪//‬ه التص ‪//‬ريح بالقبول ولي ‪//‬س املكان الذي يص ‪//‬در فيه اإليجاب‪،‬‬
‫مس‪/‬تندين ف‪/‬ي ذل‪/‬ك بالفقرة ‪ 2‬م‪/‬ن الفص‪/‬ل ‪ 24‬املنظم‪/‬ة لحال‪/‬ة التعاقد‬
‫بين غائبين‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬التعاقد اإلليكتروني‪:‬‬
‫أ‪//‬ي العق‪//‬د الذي يت‪//‬م بطريق‪//‬ة إليكتروني‪//‬ة‪ ،‬وهن‪//‬ا نشي‪//‬ر إل‪//‬ى املشرع املغربي نظ‪//‬م كيفي‪//‬ة صدور‬
‫اإليجاب بطريق ‪//‬ة إليكتروني ‪//‬ة‪ ،‬كم‪//‬ا نظ‪//‬م كيفي ‪//‬ة ص ‪//‬دور القبول وتأكيده واإلشعار بتسلمه‬
‫وذل ‪//‬ك بموج ‪//‬ب الفص ‪//‬ل ‪ 65-5‬ق‪.‬ل‪// .‬ع (القانون رق‪//‬م ‪ 53-05‬املتعل ‪//‬ق بالتبادل اإلليكتروني‬
‫للمعطيات القانوني‪//‬ة الذي عدل ق‪.‬ل‪//.‬ع ف‪//‬ي بع‪//‬ض مقتضيات‪//‬ه) والذي ين‪//‬ص عل‪//‬ى م‪//‬ا يلي‪":‬‬
‫يشترط لص‪//‬حة إ‪//‬برام العق‪//‬د (أ‪//‬ي العق‪//‬د اإلليكترون‪//‬ي) أ‪//‬ن يكون م‪//‬ن أرس‪//‬ل العرض إلي‪//‬ه قد‬
‫تمك‪//‬ن م‪//‬ن التحق‪//‬ق م‪//‬ن تفاص‪//‬يل اإلذن الص‪//‬ادر عن‪//‬ه وم‪//‬ن الس‪//‬عر اإلجمال‪//‬ي وم‪//‬ن تصحيح‬
‫األخطاء املحتملة‪ ،‬وذلك قبل تأكيد اإلذن املذكور ألجل التعبير عن قبوله‪.‬‬
‫يج‪/‬ب عل‪/‬ى ص‪/‬احب العرض اإلشعار بطريق‪/‬ة إليكتروني‪/‬ة‪ ،‬ودون تأخي‪/‬ر غي‪/‬ر م‪/‬برر‪ ،‬بتسلمه قبول‬
‫العرض املوجه إليه‪.‬‬
‫يصبح املرسل إليه فور تسلم العرض ملزما به بشكل ال رجعة فيه‪.‬‬
‫يعت‪//‬بر قبول العرض وتأكيده واإلشعار بالتس‪//‬لم متوص‪//‬ال به‪//‬ا إذا كان بإمكان األطراف املرسل‬
‫إليهم الولوج إليها"‬
‫المبحث الثاني‪ :‬صحة‬
‫التراضي‬
‫إذا كان الرض ا ف ي ميدان التعاق د ركن ا أس اسيا لتكوين‬
‫العقد‪،‬فإنه ال يكفي أن يكون التراضي موجودا‪ ،‬بل ينبغي‬
‫أن يكون صحيحا ‪،‬و ال يكون كذلك إال إذا كان املتعاقدان‬
‫متمتعين بأهلية كاملة{الفقرة األولى}‪ ،‬و كان التراضي خاليا‬
‫من العيوب التي تجعل االرادة معيبة {الفقرة الثانية}‬
‫الفقرة األولي‪ :‬األهلية‬

‫أوال‪ :‬تعريف األهلية ( ‪ )La capacité‬‬


‫األهلي‪/‬ة ف‪/‬ي اللغة‪ :‬الجدارة والكفاء‪/‬ة‪ ،‬يقال فالن أه‪/‬ل‪ /‬لتحمل‬
‫مهمة كذا‪ ،‬فهو إذن جدير بتحملها‪ .‬‬
‫وف‪//‬ي االص‪//‬طالح القانون‪//‬ي‪ :‬ه‪//‬ي ص‪//‬الحية الشخ‪//‬ص الكتساب‬
‫الحقوق والتحم‪/ /‬ل‪ /‬بااللتزامات ومباشرة التص ‪//‬رفات القانوني ‪//‬ة على‬
‫وجه ُيعتد به قانونا‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أنواع األهلية‪:‬‬
‫جاء في املادة ‪ 206‬من مدونة األسرة أن‪" :‬األهلية نوعان ‪ :‬أهلية‬
‫وجوب وأهلية أداء"‪ .‬‬
‫انطالق‪//‬ا م‪//‬ن املادة أعاله‪ ،‬فإ‪//‬ن األهلي‪//‬ة نوعان‪ :‬أهلي‪//‬ة وجوب وأهلية‬
‫أداء‪ :‬‬
‫‪ :1‬أهلية الوجوب‪ la capacité de jouissance :‬حسب املادة‬
‫‪ 207‬م‪//‬ن مدون‪//‬ة األس‪//‬رة ه‪//‬ي "ص‪//‬الحية الشخ‪//‬ص الكتساب الحقوق‬
‫وتحم‪/‬ل الواجبات الت‪/‬ي يحدده‪/‬ا القانون‪ ،"...‬وه‪/‬ي تثب‪/‬ت ل‪/‬ه من‪/‬ذ والدته‬
‫وإلى حين وفاته‪ .‬‬
‫اذن فأهلي‪//‬ة الوجوب‪ ‬ه‪//‬ي ص‪//‬الحية لإللزام و االلتزام‪ ،‬بمعنى قدرة‬
‫الشخ‪/‬ص عل‪/‬ى اكتس‪/‬اب الحقوق كحق‪/‬ه ف‪/‬ي االرث أ‪/‬و ف‪/‬ي التمل‪/‬ك و حقه‬
‫ف‪//‬ي الدي‪//‬ن و م‪//‬ا إل‪//‬ى ذل‪//‬ك و قدرت‪//‬ه لثبوت الح‪//‬ق علي‪//‬ه أ‪//‬ي تكليف‪//‬ه بحق‬
‫كأن يترتب في ذمته دين للغير مثال‪.‬‬
‫فه‪//‬ي عبارة ع‪//‬ن الشخص‪//‬ية القانوني‪//‬ة‪ ،‬وه‪//‬ي تثب‪//‬ت للشخ‪//‬ص في‬
‫وق‪/‬ت والد‪/‬ت‪/‬ه حي‪/‬ا إل‪/‬ى حي‪/‬ن وفات‪/‬ه وتبدأ حت‪/‬ى قب‪/‬ل ذل‪/‬ك للجني‪/‬ن في حدود‬
‫معين‪/‬ة‪ ،‬وق‪/‬د تمت‪/‬د بع‪/‬د ذل‪/‬ك حت‪/‬ى تص‪/‬فى التركة أ‪/‬ي إل‪/‬ى أ‪/‬ن تسدد ديون‬
‫املتوفى وتنفيذها وصياه‪.‬‬
‫بصفة عامة فأهلية الوجوب تثبت للشخص ملجرد كونه إنسان‬
‫‪ :2‬أهلية األداء ‪ :la capacité d’exercice‬حس‪//‬ب املادة ‪ 208‬من‬
‫مدون‪//‬ة األس‪//‬رة يقص‪//‬د بأهلي‪//‬ة األداء "ص‪//‬الحية الشخ‪//‬ص ملمارس‪//‬ة حقوقه‬
‫الشخص‪/‬ية واملالي‪/‬ة ونفاذ تص‪/‬رفاته"‪ .‬وأضاف‪/‬ت هذه املادة أ‪/‬ن القانون هو‬
‫الذي يحدد شروط اكتسابها وأسباب نقصانها أو انعدامها‪.‬‬
‫فأهلي‪//‬ة األداء إذن ه‪//‬ي ص‪//‬الحية الشخ‪//‬ص أل‪//‬ن يباشر بنفس‪//‬ه التصرف‬
‫القانون‪//‬ي الذي م‪//‬ن شأن‪//‬ه أ‪//‬ن يرت‪//‬ب ل‪//‬ه حقوق‪//‬ا أ‪//‬و يحمل‪//‬ه بالتزامات‪ .‬فهي‬
‫ص‪//‬فة ف‪//‬ي الشخ‪//‬ص تجعل‪//‬ه قادرا عل‪//‬ى أ‪//‬ن يع‪//‬بر بنفس‪//‬ه ع‪//‬ن إرادت‪//‬ه‪،‬بحيث‬
‫ينصرف هذا التعبير لحسابه‪.‬‬
‫وأهلي‪//‬ة األداء ه‪//‬ي الت‪//‬ي تهمن‪//‬ا ف‪//‬ي هذه الدراس‪//‬ة‪ ،‬وذل‪//‬ك الرتباطه‪//‬ا الوثيق‬
‫بالتصرفات القانونية وبمجال إبرام العقود وااللتزامات‪.‬‬
‫الفرق بين أهلية األداء وأهلية الوجوب‬
‫يجب عدم الخلط بين أهلية الوجوب وأهلية األداء‬
‫‪ ‬فأهلية الوجوب تقضي صالحية الشخص ألن يكون صاحب‬
‫ح‪//‬ق أ‪//‬و مدني‪//‬ا بالتزام‪ ،‬أم‪//‬ا أهلي‪//‬ة األداء فتعن‪//‬ي ص‪//‬الحية الشخ‪//‬ص ألن‬
‫يباشر بنفس‪//‬ه التص‪//‬رف الذي م‪//‬ن شأن‪//‬ه أ‪//‬ن يرت‪//‬ب ل‪//‬ه ح‪//‬ق أ‪//‬و يحمله‬
‫بالتزام على وجه يعتد به قانونا‪.‬‬
‫فإذا نظرن‪/‬ا إل‪/‬ى الشخ‪/‬ص مثال م‪/‬ن حي‪/‬ث كون‪/‬ه ص‪/‬الحا أل‪/‬ن يكون مالك‬
‫الشي‪//‬ء قلن‪//‬ا إ‪//‬ن ل‪//‬ه أهلي‪//‬ة وجوب بالنس‪//‬بة إل‪//‬ى ح‪//‬ق امللكي‪//‬ة ولكن إذا‬
‫نظرن‪/‬ا إلي‪/‬ه م‪/‬ن حي‪/‬ث كون‪/‬ه ص‪/‬الحا أل‪/‬ن يشتري املال حت‪/‬ى يص‪/‬بح مالكا‬
‫له قلنا إن له أهليته أداء بالنسبة لشراء ‪.‬‬
‫‪ ‬كذلك أن أهلية الوجوب تثبت لإلنسان منذ منذ والدته وإلى‬

‫وفاته عكس أهلية األداء التي يكسبها الشخص في مراحل متقدمة‬


‫من عمره‪.‬‬
‫‪ ‬أ ‪//‬ن أهلي ‪//‬ة األداء تفترض لقيامه ‪//‬ا توف ‪//‬ر أهلي ‪//‬ة الوجوب ‪،‬لكن‬
‫العكس‬
‫غي‪/‬ر ص‪/‬حيح إ‪/‬ذ م‪/‬ن املمك‪/‬ن أ‪/‬ن تتوف‪/‬ر ف‪/‬ي شخ‪/‬ص أهلي‪/‬ة الوجوب كاملة‬
‫ف‪//‬ي نف‪//‬س الوق‪//‬ت الذي يكون فيه‪//‬ا معدوم أهلي‪//‬ة األداء أ‪//‬و ناقصها‪،‬‬
‫وهذه هي حالة القاصر أو من يعتريه الجنون أو السفه‪.‬‬
‫بناء على ما سبق فإنه يجب أن تتوفر في الشخص الذي يقوم‬
‫بالتص‪//‬رفات القانوني‪//‬ة إرادة واعي‪//‬ة تدرك خطورة اآلثار املترتب‪//‬ة عن‬
‫تص‪/‬رفاته‪ ،‬أ‪/‬ي أ‪/‬ن أهلي‪/‬ة األداء ينبغ‪/‬ي أ‪/‬ن تكون متكامل‪/‬ة و كماله‪/‬ا يعتبر‬
‫‪ ‬تقسيم التصرفات القانونية بالنظر إلى‬
‫أهلية األداء‪:‬‬
‫إن أصناف العقود التي يمكن أن تبرم في‬
‫اطار أهلية األداء ال تخرج عن أربعة أص‪C‬ناف‪:‬‬
‫ـ عقود اغتناء تزيد في الذمة المالية‬
‫ـ عقود تبرع تؤدي إلى انقاص الذمة المالية‬
‫ـ عقود إدارة ترمي إلى استغالل مال معين‬
‫عن طريق الكراء‬
‫ـ عقود التصرف‬
‫ومن تم فإن التصرفات القانونية التي تبرم‪C‬‬
‫في اطار أهلية األداء هي إما‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التصرفات النافعة نفعا محضا كعقود االغتناء‬
‫وه‪/‬ي التص‪/‬رفات الت‪/‬ي تثري املتص‪/‬رف أ‪/‬و ت‪/‬برئ ذمت‪/‬ه من التزام دون‬
‫تحمل‪/‬ه مقاب‪/‬ل ذل‪/‬ك بأ‪/‬ي تكلي‪/‬ف‪ ،‬كقبول هب‪/‬ة بال عوض أ‪/‬و إ‪/‬برائه من‬
‫دي‪//‬ن عال‪//‬ق بذمته‪ .‬فمث‪//‬ل هذه التص‪//‬رفات تق‪//‬ع ص‪//‬حيحة ول‪//‬و وقعت‬
‫بمعزل ع‪/‬ن الوصي أ‪/‬و الول‪/‬ي أ‪/‬و املقدم حس‪/‬ب م‪/‬ا نص‪/‬ت علي‪/‬ه الفصل‬
‫‪ 05‬من ق‪.‬ل‪.‬ع التي جاء فيها‪" :‬يجوز للقاصر وناقص األهلية أن يجلبا‬
‫لنفس‪/‬هما نفع‪/‬ا ول‪/‬و بغي‪/‬ر مس‪/‬اعدة األ‪/‬ب أ‪/‬و الوصي أ‪/‬و املقدم‪ .‬بمعن‪/‬ى أنه‬
‫يجوز لهم‪//‬ا أ‪//‬ن يقبال الهب‪//‬ة أ‪//‬و أ‪//‬ي ت‪//‬برع آخ‪//‬ر م‪//‬ن شأن‪//‬ه أ‪//‬ن يثريهم‪//‬ا أو‬
‫يبرئهما من التزام دون أن يحملهما أي تكليف"‪.‬‬
‫ونص‪//‬ت الفقرة ‪ 1‬م‪//‬ن املادة ‪ 225‬م أ‪//‬س عل‪//‬ى أن‪//‬ه‪" :‬تخض‪//‬ع تصرفات‬
‫الصغير املميز لألحكام التالية‪ )1 :‬تكون نافذة إذا كانت نافع‪/‬ة له نفعا‬
‫محضا"‪.‬‬
‫وم‪/‬ن خالل م‪/‬ا س‪//‬بق يتض‪/‬ح أ‪//‬ن تص‪/‬رفات الت‪//‬ي يجريه‪/‬ا ناقصي األهلية‬
‫وتجل‪// /‬ب له‪// /‬م نفع‪// /‬ا محض‪// /‬ا تعت‪// /‬بر ص‪// /‬حيحة ونافذة م‪// /‬ن الناحية‬
‫القانونية‪ ،‬وتنتج بالتالي آثارها القانونية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التصرفات الضارة ضررا محضا كعقود التبرع‬
‫و هي التصرفات التي تجلب ضررا محضا للمتصرف‪ ،‬وتحمله تكاليف‬
‫دون أي كسب أو نف ع يجنيه باملقابل‪ ،‬وذلك كالهب ة بال عوض بالنسبة‬
‫للواهب أو كاإلبراء من الدين بالنسبة للدائن‪ .‬فمثل هذه التصرفات تقع‬
‫باطلة من القاصر وناقص األهلية ولو صدرت منه بمحضر نائبه الشرعي‪،‬‬
‫بل ولو صدرت من هذا األخير‪ .‬حسب ما نص عليه الفصل ‪ 12‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ‪:‬‬
‫"‪ ...‬وال تسري هذه القاعدة على التبرعات املحضة حيث ال يكون لها أدنى‬
‫أثر ولو أجريت مع اإلذن الذي يتطلبه القانون‪"...‬‬
‫ونصت الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 225‬م أس على أن تصرفات الصغير املميز تكون‬
‫باطلة إذا كانت مضرة به‪.‬‬
‫وبالتالي فالتصرفات التي يقوم بها ناقص األهلية وتجلب له ضررا تعتبر‬
‫باطلة بطالنا مطلقا‪ ،‬وغير منتجة آلثارها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التصرفات الدائرة بين النفع والضرر و تشمل‬
‫عقود التصرف و عقود االدارة‬
‫وه‪/‬ي التص‪/‬رفات الت‪/‬ي إذا أجراه‪/‬ا القاص‪/‬ر فيمك‪/‬ن أن‬
‫تجل‪//‬ب ل‪//‬ه النف‪//‬ع أ‪//‬و املضرة‪ ،‬كال‪//‬بيع والشركة وهن‪//‬ا يجب‬
‫التميي‪//‬ز بي‪//‬ن م‪//‬ا إذا أجري‪//‬ت بإذن م‪//‬ن النائ‪//‬ب الشرع‪//‬ي أو‬
‫بإذن من القاضي أو حصلت بدون إذن‪:‬‬
‫‪ 1‬إذا أجرى ناق‪/‬ص األهلي‪/‬ة تص‪/‬رفا بإذن م‪/‬ن النائ‪/‬ب الشرع‪/‬ي أ‪/‬و قام النائب‬
‫الشرع‪/‬ي بتص‪/‬رف م‪/‬ا باس‪/‬م م‪/‬ن ينوب عن‪/‬ه مباشرة أ‪/‬و بع‪/‬د حص‪/‬وله على إذن‬
‫م‪/‬ن القاضي ف‪/‬ي الحاالت الت‪/‬ي يشترط فيه‪/‬ا إذن م‪/‬ن القاضي‪ ،‬فإ‪/‬ن مثل هذا‬
‫التصرف يعتبر صحيحا منتجا آلثاره القانونية كما لو قام به شخص كامل‬
‫األهلي‪/‬ة‪ ،‬وهذا م‪/‬ا يس‪//‬تفاد بمفهوم املخالف‪//‬ة م‪/‬ن الفص‪/‬ل الراب‪/‬ع م‪/‬ن ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫الت‪/‬ي نص‪/‬ت عل‪/‬ى أن‪/‬ه ‪" :‬إذا تعاق‪/‬د القاص‪/‬ر وناق‪/‬ص األهلي‪/‬ة بغي‪/‬ر إذن األ‪/‬ب أو‬
‫الوصي أ‪//‬و املقدم‪ ،‬فإنهم‪//‬ا ال يلزمان بالتعهدات الت ‪//‬ي يبرمانه ‪//‬ا‪ ،‬ولهم‪//‬ا أن‬
‫يطلب‪//‬ا إبطالها‪ "...‬ويس‪//‬تفاد‪ /‬أيض‪//‬ا م‪//‬ن الفص‪//‬ل ‪ 12‬م‪//‬ن ق‪.‬ل‪//.‬ع‪ ،‬كما أكدت‬
‫كذلك مدونة األسرة هذا األمر في الفقرة ‪ 3‬من املادة ‪ 225‬حيث تنص على‬
‫أن‪//‬ه ‪":‬يتوق‪//‬ف نفاذه‪//‬ا –أ‪//‬ي تص‪//‬رفات ناق‪//‬ص األهلي‪//‬ة‪ -‬إذا كان‪//‬ت دائرة بين‬
‫النف‪// /‬ع والضرر عل‪// /‬ى إجازة نائب‪// /‬ه الشرع‪// /‬ي حس‪// /‬ب املص‪// /‬لحة الراجحة‬
‫للمحجور‪ ،‬وفي الحدود املخولة الختصاص كل نائب شرعي"‪.‬‬
‫‪ 2‬إذا أجرى القاص‪//‬ر التص‪//‬رف م‪//‬ن غي‪//‬ر الحص‪//‬ول عل‪//‬ى إذن م‪//‬ن نائبه‬
‫الشرع‪//‬ي‪ ،‬فإ‪//‬ن هذا التص‪//‬رف ال يكون ملزم‪//‬ا ل‪//‬ه‪ ،‬ويقع قابال لإلبطال‪.‬‬
‫وهذا ما نصت عليه الفصل ‪ 4‬من ق‪.‬ل‪.‬ع "إذا تعاقد القاصر وناقص‬
‫األهلي‪// /‬ة بغي‪// /‬ر إذن األ‪// /‬ب أ‪// /‬و الوص ي أ‪// /‬و املقدم‪ ،‬فإنهما ال يلزمان‬
‫بالتعهدات التي يبرمانها ولهما أن يطلبا إبطالها‪."...‬‬
‫و تجدر االشارة إل‪//‬ى أ‪//‬ن كام‪//‬ل األهلي‪//‬ة يمكن‪//‬ه ابرام كافة‬
‫العقود الس‪//‬ابقة و التص‪//‬رفات الت‪//‬ي ذكرناه‪//‬ا و كمال األهلية مرهون‬
‫ببلوغ س‪//‬ن الش‪//‬د املحدد ف‪//‬ي ‪ 18‬س‪//‬نة طبق‪//‬ا للمادة ‪ 209‬م‪//‬ن مدونة‬
‫األسرة‪.‬‬
‫أم‪/‬ا م‪/‬ن كان فاقدا لألهلي‪/‬ة كالص‪/‬بي غي‪/‬ر املمي‪/‬ز أو املجنون فال‬
‫يص‪//‬لح ملباشرة أ‪//‬ي قس‪//‬م م‪//‬ن أقس‪//‬ام التص‪//‬رفات و ال العقود طبق‪//‬ا ملا‬
‫نصت عليه املادة ‪ 224‬من م االسرة‬
‫الفقرة الثانية‪:‬‬
‫مصادر األهلية والمبادئ العامة التي تحكمها‬

‫تحك‪//‬م األهلي‪//‬ة بع‪//‬ض املبادئ والقواع‪//‬د الت‪//‬ي يلزم اإلشارة إليها (أوال)‬
‫لك‪/‬ن قب‪/‬ل ذل‪/‬ك الب‪/‬د م‪/‬ن الوقوف عن‪/‬د املص‪/‬ادر والنص‪/‬وص التشريعية‬
‫التي يستمد منها ركن األهلية مقتضياته (ثانيا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مصادر األهلية‬
‫إ‪//‬ن الحدي‪//‬ث ع‪//‬ن مص‪//‬ادر األهلي‪//‬ة ف‪//‬ي التشري‪//‬ع املغربي‪ ،‬يقودنا‬
‫للحدي‪//‬ث ع‪//‬ن ثالث مص‪//‬ادر أس‪//‬اسية تس‪//‬تقي منه‪//‬ا األهلي‪//‬ة مقتضياتها‬
‫وقواعده ‪//‬ا التنظيمي ‪//‬ة‪ ،‬وه ‪//‬ي مدون ‪//‬ة األس ‪//‬رة الت ‪//‬ي خص ‪//‬صت لألهلية‬
‫بنوعيه‪//‬ا عدة مواد قانوني‪//‬ة خاص‪//‬ة به‪//‬ا (املواد م‪//‬ن ‪ 206‬ال‪//‬ى ‪ 228‬من‬
‫الكتاب الراب‪//‬ع م‪//‬ن مدون‪//‬ة األسرة)‪ ،‬وكذا قانون االلتزامات والعقود‬
‫والذي تناول بع‪// /‬ض مقتضيات األهلي ‪// /‬ة ف‪// /‬ي إحدى عش‪// /‬ر فصال‬
‫(الفص ‪//‬ول م ‪//‬ن ‪ 3‬ال ‪//‬ى ‪ 13‬م ‪//‬ن ق‪.‬ل‪// .‬ع) إضاف ‪//‬ة إل ‪//‬ى قانون املسطرة‬
‫املدني‪//‬ة حي‪//‬ث خص‪//‬ص أربع‪//‬ة فروع للحدي‪//‬ث ع‪//‬ن األهلي‪//‬ة س‪//‬واء فيما‬
‫يتعلق بالتحجير وبيع منقوالت العقار وغيرها‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬القواعد العامة لألهلية‬
‫‪  ‬تحكم األهلية بعض املبادئ والقواعد العامة‪ ،‬ومن أهمها أن‪:‬‬
‫أوال‪ :‬األصل في الشخص كمال األهلية‪.‬‬
‫جاء ف‪/‬ي الفقرة ‪ 2‬م‪/‬ن الفص‪/‬ل ‪ 3‬ق‪.‬ل‪/.‬ع أ‪/‬ن ‪" :‬ك‪/‬ل شخ‪/‬ص أهل لإللزام‬
‫لاللتزام‪ ،‬ما لم يصرح قانون أحواله الشخصية بغير ذلك‪ ".‬‬
‫م‪//‬ن هن‪//‬ا فاألص‪//‬ل إذن كمال األهلي‪//‬ة ف‪//‬ي اإلنس‪//‬ان بحي‪//‬ث ال يعت‪//‬بر أحد‬
‫فاق‪//‬د لألهلي‪//‬ة أ‪//‬و ناقص‪//‬ها إال بن‪//‬ص قانون‪//‬ي‪ ،‬وعل‪//‬ى م‪//‬ن يري‪//‬د الطع‪//‬ن في‬
‫أهلي ‪//‬ة شخ ‪//‬ص أ ‪//‬ن يثب ‪//‬ت ذل ‪//‬ك‪ ،‬وبالتال ‪//‬ي فالكمال ه ‪//‬و األص ‪//‬ل أما‬
‫النقصان واالنعدام فهو االستثناء ويكون بنص قانوني‪.‬‬
‫وق‪//‬د أشار املشرع املغربي ف‪//‬ي مدون‪//‬ة األس‪//‬رة إل‪//‬ى شروط كمال أهلية‬
‫الشخ‪/‬ص‪ ،‬حي‪//‬ث تن‪//‬ص املادة ‪ 210‬م‪/‬ن املدون‪/‬ة عل‪//‬ى أ‪//‬ن‪" :‬ك‪/‬ل شخص‬
‫بل ‪//‬غ س ‪//‬ن الرشد ول ‪//‬م يثب ‪//‬ت س ‪//‬بب م ‪//‬ن أس ‪//‬باب نقص ‪//‬ان أهليته او‬
‫انعدامه‪/‬ا يكون كام‪/‬ل األهلي‪/‬ة ملباشرة حقوق‪/‬ه وتحم‪/‬ل التزامات‪/‬ه"‪ ،‬وسن‬
‫الرشد القانون‪//‬ي حس‪//‬ب املادة ‪ 209‬م‪//‬ن مدون‪//‬ة األس‪//‬رة ه‪//‬و ‪ 18‬سنة‬
‫شمسية كاملة كما سبقت االشارة إلى ذلك‪.‬‬
‫ثاني‪//‬ا‪ :‬قواع‪//‬د وأحكام األهلي‪//‬ة م‪//‬ن النظام العام (قواعد آمرة)‪ :‬فإذا‬
‫قام‪/‬ت البين‪/‬ة عل‪/‬ى انعدام األهلي‪/‬ة أ‪/‬و نقص‪/‬ها فإ‪/‬ن العق‪/‬د يكون في هذه‬
‫الحال‪//‬ة باط‪//‬ل أ‪//‬و قابال لإلبطال‪ .‬وبالتال‪//‬ي فإ‪//‬ن أحكام األهلي‪//‬ة تعت‪//‬بر من‬
‫النظام العام فال يجوز مخالفتها‪ ،‬أو االتفاق على مخالفتها‪ .‬‬
‫فال يجوز للشخ‪//‬ص أ‪//‬ن يتنازل ع‪//‬ن أهليت‪//‬ه‪ ،‬كم‪//‬ا ل‪//‬و باع قاص‪//‬ر عقاره من‬
‫راشد واتف‪//‬ق مع‪//‬ه عل‪//‬ى أ‪//‬ن يتنازل ل‪//‬ه ع‪//‬ن التص‪//‬رف في‪//‬ه بع‪//‬د بلوغه سن‬
‫الرشد وأ‪//‬ن ال يطل‪//‬ب إبطال العق‪//‬د‪ ،‬فإ‪//‬ن هذا التنازل يق‪//‬ع باطال‪ ،‬وقد‬
‫أكدت بع‪/‬ض التشريعات املقارن‪/‬ة هذا بنص‪/‬ها ص‪/‬راحة عل‪/‬ى أن‪/‬ه لي‪/‬س ألحد‬
‫التنازل ع‪//‬ن أهليت‪//‬ه وال التعدي‪//‬ل ف‪//‬ي أحكامها‪( .‬كالقانون املدن‪//‬ي املصري‬
‫والقانون املدني السوري )‪.‬‬
‫وإذا كان األص‪//‬ل ف‪//‬ي الشخ‪//‬ص كمال األهلي‪//‬ة‪( ،‬أ‪//‬ي أهلي‪//‬ة األداء) فإن‬
‫هذا األص‪/‬ل ترد علي‪/‬ه اس‪/‬تثناءات‪ ،‬حي‪/‬ث تتأثر األهلي‪/‬ة بعدة عوامل كالسن‬
‫والعق‪//‬ل‪ ،‬فتنق‪//‬ص األهلي‪//‬ة أحيان‪//‬ا وتنعدم ف‪//‬ي أحيان أخرى‪ ،‬مم‪//‬ا يؤث‪//‬ر في‬
‫صحة التصرفات القانونية التي يقوم بها الشخص في هذه األحوال‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬نقصان األهلية‪ ‬‬

‫س ‪//‬نبحث ف ‪//‬ي هذا املطل ‪//‬ب حاالت نقص ‪//‬ان األهلي ‪//‬ة (أوال) ث ‪//‬م حكم‬
‫التص‪/‬رفات الت‪/‬ي يجريه‪/‬ا ناق‪/‬ص األهلي‪/‬ة (الفقرة الثاني‪/‬ة) وسنختم هذا‬
‫املطلب بالبحث في مسألة املميز املأذون وكذا مسألة الترشيد (ثانيا )‪ ‬‬
‫أوال‪:‬حاالت نقصان األهلية‪ .‬‬

‫تن‪//‬ص املادة ‪ 213‬م‪//‬ن مدون‪//‬ة األس‪//‬رة عل‪//‬ى أن‪//‬ه‪" :‬يعت‪//‬بر ناق‪//‬ص أهلية‬
‫األداء‪ :‬الص‪/‬غير الذي بل‪/‬غ س‪/‬ن التميي‪/‬ز ول‪/‬م يبل‪/‬غ س‪/‬ن الرشد‪ ،‬السفيه‪،‬‬
‫املعتوه"‪ .‬‬
‫‪ :1‬الصغير املميز‪ .‬‬
‫يقص‪//‬د بالص‪//‬غير املمي‪//‬ز حس‪//‬ب املادة ‪ 214‬م‪ .‬أ‪//‬س الشخ‪//‬ص الذي أتم‬
‫اثنت‪//‬ي عشرة س‪//‬نة شمس‪//‬ية كاملة‪ .‬أ‪//‬ي يبل‪//‬غ م‪//‬ن العم‪//‬ر ‪ 12‬س‪//‬نة لك‪//‬ن لم‬
‫يصل بعد إلى سن الرشد (‪ 18‬سنة)‪ .‬‬
‫والص‪/‬غير املمي‪/‬ز كالص‪/‬غير غي‪/‬ر املمي‪/‬ز يعت‪/‬بر محجورا علي‪/‬ه للص‪/‬غر‪ ،‬ويخضع‬
‫بحس‪//‬ب األحوال ألحكام الوالي‪/‬ة والوص‪/‬اية أ‪/‬و التقدي‪/‬م بالشروط‪ ،‬ووفقا‬
‫للقواعد العامة في مدونة األسرة‪( ،‬م ‪ 211‬من مدونة األسرة)‬
‫ثانيا‪ :‬حكم التصرفاتـ التي يجريها ناقـصي‬
‫األهلية‪.‬الصغير المـميز‪ ‬‬

‫يختل‪//‬ف حك‪//‬م التص‪//‬رفات الت‪//‬ي يجريه‪//‬ا ناقصي األهلية‬


‫باختالف نوع التص‪// / /‬رف‪ ،‬أ‪// / /‬ي م‪// / /‬ا إذا كانت هذه‬
‫التصرفات نافعةأو ضارة أو تدور بين النفع والضرر‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬حكمـ تصـرفات المميز المأذون له‪،‬‬
‫والمـميز الذي تم ترشيده‪.‬‬

‫أوال‪ :‬املميز املأذون‬


‫إ ‪//‬ن البح ‪//‬ث ف ‪//‬ي مس ‪//‬ألة املمي ‪//‬ز املأذون يس ‪//‬توجب منا‬
‫الحدي ‪//‬ث ع ‪//‬ن كيفي ‪//‬ة اإلذن للص ‪//‬غير املميز؟(أ) ومدى‬
‫جواز إلغاء هذا اإلذن؟(ب)‬
‫أ‪ -‬كيفية منح اإلذن للصغير املميز‪:‬‬
‫ف‪/‬ي البداي‪/‬ة نشي‪/‬ر إل‪/‬ى أ‪/‬ن الص‪/‬غير املمي‪/‬ز –وكم‪/‬ا س‪/‬بقت اإلشارة‪ -‬هو الذي‬
‫أت‪//‬م اثنت‪//‬ي عشرة س‪//‬نة شمس‪//‬ية كامل‪//‬ة‪ ،‬ول‪//‬م يبل‪//‬غ س‪//‬ن الرشد‪ ،‬أ‪//‬ي لم‬
‫يبلغ سن ‪ 18‬سنة‪.‬‬
‫وهكذا ورغب‪//‬ة م‪//‬ن املشرع املغربي ف‪//‬ي فس‪//‬ح املجال لتمري‪//‬ن الصغير‬
‫املمي‪//‬ز والتعود عل‪//‬ى التص‪//‬رفات املالي‪//‬ة‪ ،‬فق‪//‬د أجاز ل‪//‬ه بموجب املادة‬
‫‪ 226‬م‪//‬ن م أ‪//‬س تس‪//‬لم جزء م‪//‬ن أموال‪//‬ه إلدارته‪//‬ا عل‪//‬ى سبيل االختبار‪،‬‬
‫ويكون هذا التس‪/‬لم بع‪/‬د ص‪/‬دور اإلذن م‪/‬ن الول‪/‬ي أ‪/‬و بقرار م‪/‬ن القاضي‬
‫م‪/‬ن املكل‪/‬ف بشؤون القاص‪/‬رين‪ ،‬بناء عل‪/‬ى طل‪/‬ب م‪/‬ن الوصي أو املقدم‬
‫أو الصغير املعني باألمر‪.‬‬
‫واستنادا لهذه املادة فمنح اإلذن للصغير املميز يكون بناء‬
‫على طلب من الوصي أو املقدم أو الصغير املعني باألمر‪.‬‬
‫ومتى تم اإلذن للصغير للمميز بإدارة أمواله والتصرف فيها‪،‬‬
‫فإن تص رفاته ف ي األموال املس لمة إلي ه تعت بر كتصرفات‬
‫كام ل األهلي ة‪ ،‬حي ث تع د قانوني ة وص حيحة ومنتجة‬
‫آلثارها‪ ،‬وهذا ما نصت عليه الفقرة األخيرة من املادة ‪226‬‬
‫ُم أس التي جاء فيها ‪" :‬يعتبر املحجور كامل األهلية فيما‬
‫أذن له وفي التقاضي فيه"‪.‬‬
‫‪:2‬مسألة الترشيد (أي املميز الذي تم ترشيده)‬
‫لقد سمح املشرع املغربي في الفقرة ‪ 3‬من املادة ‪ 218‬من مدونة األسرة للقاصر‬
‫الذي بلغ السادسة عشر من عمره (أي الصغير املميز) أن يطلب من املحكمة‬
‫ترشيده‪ ،‬أي جعله راشدا كامال لألهلية‪ .‬كما يمكن كذلك للنائب الشرعي أن‬
‫يطلب من املحكمة ترشيد الصغير املميز إذا أنس منه الرشد (الفقرة ‪ 4‬من‬
‫املادة ‪ 218‬من م أس)‬
‫لكن ال يمكن منح قرار الترشيد إال إذا ثبت للمحكمة ُرشد الصغير املميز وذلك‬
‫وفق وسائل اإلثبات الشرعية (الفقرة ‪ 6‬من املادة ‪ 218‬م أس)‪.‬‬
‫ويترتب عن الترشيد تسلم املرشد ألمواله واكتساب األهلية الكاملة في إدارتها‬
‫والتصرف فيها (ف ‪ 5‬م ‪218‬م أس)‪ .‬وتكون تصرفاته بعد الترشيد صحيحة‬
‫ومنتجة آلثارها القانونية مثلها مثل تصرفات الشخص كامل األهلية‪.‬‬
‫‪ :2‬السفيه‬
‫عرف‪//‬ت املادة ‪ 215‬م‪//‬ن م أ‪//‬س الس‪//‬فيه بم‪//‬ا يل‪//‬ي‪" :‬الس‪//‬فيه هو املبذر‬
‫الذي يص ‪//‬رف مال ‪//‬ه فيم ‪//‬ا ال فائدة في ‪//‬ه‪ ،‬وفيم ‪//‬ا يعده العقالء عبثا‬
‫بشكل يضر به أو بأسرته"‪ .‬‬
‫والس‪//‬فيه يختل‪//‬ف ع‪//‬ن الص‪//‬غير املمي‪//‬ز م‪//‬ن حي‪//‬ث أ‪//‬ن هذا األخير يكون‬
‫محجورا علي ‪//‬ه بط ‪//‬بيعته‪ ،‬أم ‪//‬ا بالنس ‪//‬بة للس ‪//‬فيه‪ ،‬فال يحك ‪//‬م عليه‬
‫بالحج‪//‬ر إال بحك‪//‬م ص‪//‬ادر ع‪//‬ن املحكم‪//‬ة م‪//‬ن وق‪//‬ت ثبوت حال‪//‬ة الس‪/‬فه‪،‬‬
‫ويرف ‪//‬ع عن ‪//‬ه الحج‪//‬ر م ‪//‬ن تاري ‪//‬خ زوال هذه األس ‪//‬باب حس ‪//‬ب القواعد‬
‫الواردة في هذه املدونة‪ .‬‬
‫ثالثا‪ :‬املعتوه‬
‫املعتوه حس‪//‬ب منطوق املادة ‪ 216‬م‪//‬ن م أ‪//‬س "ه‪//‬و الشخ‪/‬ص املصاب‬
‫بإعاقة ذهنية ال يستطيع معها التحكم في تفكيره وتصرفاته"‪ .‬‬
‫واملعتوه مثل‪/‬ه مث‪/‬ل فاق‪/‬د العق‪/‬ل لجنون‪ ،‬أ‪/‬و الس‪/‬فيه‪ ،‬ال يعتبر محجورا‬
‫علي‪//‬ه إال بحك‪//‬م ص‪//‬ادر ع‪//‬ن املحكم‪//‬ة (املادة ‪ 220‬م أ‪//‬س) وذل‪//‬ك من‬
‫وقت ثبوت العته‪ ،‬ويرفع عنه ابتداء من تاريخ زواله‪ .‬‬
‫وال يحك‪//‬م بالتحجي‪//‬ر عل‪//‬ى جمي‪//‬ع هؤالء إال بناء عل‪//‬ى طل‪//‬ب م‪//‬ن املعني‬
‫باألمر أو من النيابة العامة أو ممن له مصلحة في ذلك(‪ 221‬م أس)‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬انعد‪C‬ام األهلية أو‬
‫فقدانها‬

‫سنتناول في هذا املطلب حاالت فقدان األهلية (أوال) ثم حكم‬


‫التصرفات التي يجريها فاقد األهلية (ثانيا)‬
‫أوال‪ :‬حاالت انعدام األهلية أو فقدانها‪.‬‬
‫تنص املادة ‪ 217‬من م أس على أنه "يعتبر عديم أهلية األداء ‪ :‬الصغير الذي‬
‫لم يبلغ سن التمييز(أوال) املجنون وفاقد العقل(ثانيا)"‬
‫‪ :1‬الصغير غير املميز‪.‬‬
‫وهو الصغير الذي لم يتم سن ‪ 12‬سنة من عمره‪ ،‬حسب ما يستفاد بمفهوم‬
‫املخالفة من املادة ‪ 214‬من مدونة األسرة التي نص فيها املشرع على أن‪:‬‬
‫"الصغير املميز هو الذي أتم اثنتي عشرة سنة شمسية كاملة"‬
‫ويعتبر الصغير غير املميز عديم األهلية ‪ ،‬وبالتالي فهو ممنوع عليه التصرف‬
‫في أمواله وال أن يمارس حقوقه املدنية سواء كان هذا التصرف نافعا أو‬
‫ضارا‪ ،‬أو تصرفا يدور بين النفع والضرر‪ ،‬فجميع تصرفات عديم األهلية‬
‫باطلة بطالنا مطلقا وال تنتج أي أثر (املادة ‪ 224‬من مدونة األسرة) حتى ما‬
‫كان منها نافعا نفعا محضا‪.‬‬
‫‪ :2‬الشخص املجنون والفاقد للعقل‬
‫يقص‪/‬د بالجنون االضطراب الذي يص‪/‬يب العق‪/‬ل عل‪/‬ى نح‪/‬و يجع‪/‬ل الشخص‬
‫املص ‪//‬اب ب ‪//‬ه فاقدا للتميي ‪//‬ز غي ‪//‬ر مدرك لتص ‪//‬رفاته‪ ،‬وق ‪//‬د س ‪//‬وى املشرع في‬
‫الحك‪//‬م بي‪//‬ن الص‪//‬غير غي‪//‬ر املمي‪//‬ز واملجنون وفاق‪//‬د العق‪/‬ل‪ ، /‬فاعتبرهم فاقدي‬
‫األهلية‪ ،‬وتصبح تصرفاتهم باطلة وال تنتج أي أثر‪.‬‬
‫واملجنون ال يكون محجورا علي‪//‬ه بط‪//‬بيعته كالص‪//‬غير غي‪//‬ر املمي‪//‬ز‪ ،‬وإنم‪//‬ا البد‬
‫م‪/‬ن حجره قضائي‪/‬ا بع‪/‬د أ‪/‬ن يثب‪/‬ت جنون‪/‬ه‪ ،‬وهذا م‪/‬ا نص‪/‬ت عليه املاد‪/‬ة ‪220‬‬
‫م‪//‬ن م‪ .‬أ‪//‬س حي‪//‬ث ورد فيه‪//‬ا ‪" :‬فاق‪//‬د العق‪//‬ل والس‪//‬فيه واملعتوه تحج‪//‬ر عليهم‬
‫املحكم‪/‬ة بحكم من وقت ثبوت حالتهم بذلك‪ ،‬ويرفع عنهم الحجر من تاريخ‬
‫زوال هذه األسباب حسب القواعد الواردة في هذه املدونة"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حكم تصرفات منعدم األهلية أو فاقدها‪.‬‬
‫تنص املادة ‪ 224‬على أن "تصرفات عديم األهلية باطلة وال تنتج أي أثر"ومن‬
‫هذه املادة نس تنتج أ ن تص رفات عدي م األهلي ة تق ع باطل ة بطالن ا مطلقا‪،‬‬
‫لتخلف أحد شروط العقد املتمثلة في عيب شاب إرادة أحد املتعاقدين وهو‬
‫هنا الصغير غير املميز أو املجنون‪.‬‬
‫واملالحظ أن هذه املادة تستمد روح أحكامها من فقه اإلمام مالك‪ ،‬الذي سوى‬
‫في املعاملة بين املجنون والصغير غير املميز فجعل تصرفاتهما باطلة بطالنا‬
‫مطلقا‪ .‬بينم ا يجع ل تص رفات الس فيه مث ل تص رفات الص غير املمي ز قابلة‬
‫لإلبطال‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن الصغير غير املميز واملجنون يعتبران فاقدان ألهلية األداء ال‬
‫أهلي ة الوجوب التي ال تتأثر بفق د التمييز ونقصه‪ ،‬فهي تالزمهما كما تالزم‬
‫الشخص الراشد‪.‬‬
‫نشير إلى مانع آخر وهو الحكم بعقوبة‬
‫جنائية‪:‬‬

‫اذ ي‪C‬مكن عن طريق الحجر القانوني كعقوبة‬


‫اضافية تجميد األنشطة المالية للمحكوم عليه‬
‫جنائيا األمر الذي يحرمه من إجراء التصرفات‬
‫القانونية طوال مدة العقوبة وهذا ما ينص عليه‬
‫الفصل ‪ 38‬من القانون الجنائي‪.‬‬
‫ويرتبط هذا المانع بالجنايات دون الجنح‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬خلو التراضي من‬
‫عيوب اإلرادة‬

‫إن عيوب اإلرادة التي تشوب التراضي و تجعل‬


‫العقد قابال لإلبطال هي الغلط‪ ،‬التدليس‪ ،‬اإلكراه‪ ،‬و الغبن‬
‫ثم الحالة المنصوص عليها في المادة ‪ 54‬من ق‪.‬ل‪.‬ع و‬
‫المتعلقة بحالة المرض و الحاالت األخرى المشابهة‬
‫أوال‪ :‬الغلط‬
‫‪ :1‬تعريف الغلط ‪:‬‬
‫للغل‪/‬ط عدة تعاري‪/‬ف ومنه‪/‬ا أ‪/‬ن "الغل‪/‬ط وه‪/‬م يتول‪/‬د ف‪/‬ي ذه‪/‬ن الشخ‪/‬ص فيدفع‪/‬ه إلى‬
‫التعاق‪//‬د" كم‪//‬ا ت‪//‬م تعريف‪//‬ه كذل‪//‬ك بأن‪//‬ه "عبارة ع‪//‬ن وه‪//‬م يص‪//‬ور للمتعاق‪//‬د الواقع‬
‫عل‪/‬ى غي‪/‬ر حقيقت‪/‬ه ‪،‬ويدف‪/‬ع ال‪/‬ى التعاق‪/‬د نتيج‪/‬ة هذا التص‪/‬ور الخاط‪/‬ئ حي‪/‬ث ما كان‬
‫ليتعاق‪//‬د ل‪//‬و عل‪//‬م هذه الحقيق‪/‬ة أ‪//‬و أن‪//‬ه كان س‪/‬يتفاوض وفق‪//‬ا لشروط أخرى غير‬
‫التي تفاوض بها تحت وطأة الغلط"‪.‬‬
‫‪ :2‬مفهوم الغلط بين النضرية التقليدية و النظرية الحديثة ‪:‬‬
‫تقس‪/‬م النظرية التقليدية الغلط الى ثالثة أنواع‪:‬‬
‫الغلط املانع (أي يعدم الرضى)‪:‬‬
‫ه‪//‬و الغل‪//‬ط الذي يترت‪//‬ب عن‪//‬ه بطالن العق‪//‬د بطالن‪//‬ا مطلق‪//‬ا ويق‪//‬ع الغل‪//‬ط غالب‪//‬ا إم‪//‬ا ف‪//‬ي ماهية‬
‫العقد أو في محله أو في سببه ‪.‬‬
‫ويكون الغلط مانعا في ثالث حاالت‪:‬‬
‫ـ الغل‪//‬ط الذي يق‪//‬ع عل‪//‬ى ماهي‪//‬ة العق‪//‬د‪ :‬كأ‪//‬ن يعط‪//‬ي شخ‪//‬ص شيئ‪//‬ا عل‪//‬ى س‪//‬بيل اإلعارة فيظن‬
‫االخر انه أعطاه له على سبيل الهبة‪ ،‬فهنا يترتب عن هذا الغلط بطالن العقد‪.‬‬
‫ـالغلط الواق‪//‬ع ف‪//‬ي مح‪//‬ل االلتزام التعاقدي كم‪//‬ا ل‪//‬و باع شخ‪//‬ص آلخ‪//‬ر إحدى الس‪//‬يارتين التي‬
‫يملكها معتقدا أنه يبيعه األولى بينما يظن املشتري أنه يبيعه الثانية ‪.‬‬
‫ـالغلط الواق‪/‬ع ف‪/‬ي س‪/‬بب االلتزام التعاقدي كم‪/‬ن وه‪/‬ب شخ‪/‬ص معظ‪/‬م ثروت‪/‬ه معتقدا أ‪/‬ن ابنه‬
‫الوحيد قد توفي‪ ،‬ثم ظهر االبن بعد ذلك ‪.‬‬
‫ب الغلط الذي يعيب اإلرادة ‪:‬أو الغلط املؤثر املسبب لإلبطال‬
‫إ‪/‬ن هذا النوع م‪/‬ن يؤدي إل‪/‬ى افس‪/‬اد الرضى مم‪/‬ا يجع‪/‬ل العقد قابال لإلبطال‪,‬‬
‫فـهو غل ‪//‬ط ال يعدم االرادة ويع ‪//‬د العق ‪//‬د م ‪//‬ع هذا الغل ‪//‬ط موجودا لكن قابال‬
‫لإلبطال‪ .‬ومن حاالت الغلط املسبب لإلبطال ‪:‬‬
‫ـحالة الغل‪/‬ط ف‪/‬ي القانون أ‪/‬ي س‪/‬وء فه‪/‬م املتعاق‪/‬د لقاعدة قانوني‪/‬ة أو عدم وجود‬
‫القاعدة التي اعتمد عليها أساسا في الواقع ‪.‬‬
‫ـحالة الغل‪/‬ط في الواق‪/‬ع الذي ق‪/‬د يكون غلطا ف‪/‬ي مادة الشي‪/‬ء املتعاق‪/‬د عليه كأن‬
‫يشتري شخص سيارة من طراز معي‪/‬ن ث‪/‬م يتبن ل‪/‬ه فيم‪/‬ا بعد أ‪/‬ن السيارة من طراز‬
‫آخر ‪.‬‬
‫و ق‪/‬د يكون غلطا في شخص أحد املتعاقدين أو في صفة جوهري‪/‬ة فيه متى كانت‬
‫هذه الصفة محل اعتبار خاص ‪.‬‬
‫ت‪ -‬الغلط الغير املؤثر أو غير املنتج‪:‬‬
‫ه‪//‬و الغل‪//‬ط الذي ال يؤث‪//‬ر ف‪//‬ي ص‪//‬حة العق‪//‬د وال يعت‪//‬بر معيب‪//‬ا لإلرادة كالغل‪//‬ط الذي يق‪//‬ع في‬
‫الحس‪/‬اب الذي ن‪/‬ص علي‪/‬ه الفص‪/‬ل ‪ 43‬م‪/‬ن ق‪.‬ل‪/.‬ع "مجرد الغل‪/‬ط ف‪/‬ي الحس‪/‬اب ال يكون سببا‬
‫للفسخ وانما يجب تصحيحها "‬
‫إضافة إلى أنواع أخرى جرى العرف التسامح فيها كالغلط في القيمة والباعث ‪.‬‬
‫وقد وجهت للنظرية التقليدية للغلط عدة انتقادات‪:‬‬
‫فإدراجه‪//‬ا الغل‪//‬ط املان‪//‬ع ضم‪//‬ن أنواع الغل‪//‬ط يخرج بن‪//‬ا عن دائرة اإلبطاالملقررة كجزاء‬
‫لعيوب اإلرادة إلى دائرة البطالن‬
‫كم‪//‬ا أ‪//‬ن اعتماده‪//‬ا عل‪//‬ى معيار موضوع‪//‬ي يجعله‪//‬ا بعيدة ع‪//‬ن مواكب‪//‬ة بع‪//‬ض مستجدات‬
‫املعامالت املدنية‬
‫وعل‪// /‬ى هذا األس‪// /‬اس تبلورت النظري‪// /‬ة الحديث‪// /‬ة ف‪// /‬ي الغل‪// /‬ط‪،‬الت‪// /‬ي اس‪// /‬تبعدت الغلط‬
‫املان‪//‬ع‪،‬وعمل‪//‬ت عل‪//‬ى توس‪//‬يع الغل‪//‬ط العتبارات ذاتي‪//‬ة تتعل‪//‬ق بذات الشخ‪//‬ص ‪،‬فأص‪//‬بح بالتالي‬
‫الغل‪/‬ط ف‪/‬ي الباع‪/‬ث و الغل‪/‬ط ف‪/‬ي القيم‪/‬ة م‪/‬ن بي‪/‬ن أنواع الغل‪/‬ط الت‪/‬ي تخول اإلبطال ال‪/‬ى جانب‬
‫باقي أنواع الغلط املؤثر ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الغلط وفق مقتضيات قانون االلتزامات والعقود‪:‬‬
‫أ‪:‬حاالت الغلط في التشريع املغربي‬
‫نظمه‪//‬ا املشرع املغربي ف‪//‬ي الفص‪//‬ول م‪//‬ن الفص‪//‬ل ‪ 40‬إل‪//‬ى الفص‪//‬ل ‪ 45‬م‪//‬ن ق‪.‬ل‪//.‬ع حيث تعرض‬
‫املشرع إلى صنفين من الغلط وهي‪:‬‬
‫الغلط في القانون ‪ :‬ن‪//‬ص عليه‪//‬ا الفص‪//‬ل ‪ 40‬م‪//‬ن ق‪.‬ل‪//.‬ع وهذا الغل‪//‬ط يجع‪//‬ل العقد قابال‬
‫لإلبطال متى تحقق شرطين اثنين ‪:‬‬
‫أ‪/‬ن يكون الغل‪/‬ط ف‪/‬ي القانون ه‪/‬و الس‪/‬بب الجوهري والداف‪/‬ع األس‪/‬اسي للتعاق‪/‬د‪ ،‬بحي‪/‬ث لواله ملا‬
‫تم التعاقد‪ .‬أما اذا كان الغلط ثانويا فإنه ال يعتد به‬
‫إذا كان املتعاق‪//‬د معذورا م‪//‬ن الوقوع ف‪//‬ي الغلط‪.‬أ‪//‬ي أ‪//‬ن الجه‪//‬ل ال ينبغ‪//‬ي أ‪//‬ن يكون ناتج‪//‬ا عن‬
‫تقصيره‬
‫املقص‪//‬ود بالغل‪//‬ط ف‪//‬ي القانون‪ ،‬ذل‪//‬ك الغل‪//‬ط الواق‪//‬ع ف‪//‬ي تفس‪//‬ير قاعدة قانوني‪//‬ة أ‪//‬و االس‪//‬تمرار في‬
‫تطبيق هذه القاعدة‪.‬‬
‫عموما يبقى الغلط في القانون هو توهم يتولد في ذهن املتعاقد يجعله يتصور‬
‫الواق‪//‬ع عل‪//‬ى غي‪//‬ر حقيقت‪//‬ه و يدفع‪//‬ه إل‪//‬ى ابرام العقد‪ .‬وم‪//‬ن الشروط الت‪//‬ي يؤكدها‬
‫بع‪/‬ض الفق‪/‬ه عدم وجود ن‪/‬ص قانون‪/‬ي يمنع االعتداد بالغل‪/‬ط ف‪/‬ي القانون والتمسك‬
‫ب‪//‬ه إلبطال بع‪//‬ض العقود‪ ،‬حي‪//‬ث هناك بع‪//‬ض االس‪//‬تثناءات القانوني‪//‬ة وم‪//‬ن ذلك‬
‫مثال ام‪/‬ا ين‪/‬ص علي‪/‬ه الفص‪/‬ل ‪ 1112‬م‪/‬ن ق‪.‬ل‪/.‬ع م‪/‬ن أن‪/‬ه "اليجوز الطع‪/‬ن ف‪/‬ي الصلح‬
‫بسبب غلط في القانون"‬
‫«التمييز بين الغلط في القانون ومبدأ عدم جواز االعتذار بجهل القانون‪:‬‬
‫التمس‪/‬ك بالغل‪/‬ط ف‪/‬ي القانون يهدف إل‪/‬ى تط‪/‬بيق قاعدة قانوني‪/‬ة بناء عل‪/‬ى غلط‪/‬ه في‬
‫فه‪//‬م مضمونه‪//‬ا الن الغل‪//‬ط يعي‪//‬ب ارادت‪//‬ه‪ ،‬أم‪//‬ا م‪//‬ن يطل‪//‬ب االعتذار بجهله للقانون‬
‫فإن‪/‬ه يتهرب م‪/‬ن تط‪/‬بيقه علي‪/‬ه وف‪/‬ي حق‪/‬ه كم‪/‬ن يدع‪/‬ي جهل‪/‬ه ص‪/‬دور قانون الضريبة‬
‫على القيمة املضافة في محاولة للتهرب منها‪.‬‬
‫ب الغلط في الواقع وه‪/‬و إم‪/‬ا أ‪/‬ن يكون غلط‪/‬ا ف‪/‬ي مادة الشي‪/‬ء أ‪/‬و ص‪/‬فة جوهري‪/‬ة في‪/‬ه‪،‬أو‬
‫في شخص املتعاقد أو صفة جوهرية فيه‪.‬‬
‫حال‪//‬ة الغل‪//‬ط ف‪//‬ي الشي‪//‬ء ‪:‬ن‪//‬ص عليه‪//‬ا الفص‪//‬ل‪ 41‬م‪//‬ن ق‪.‬ل‪//.‬ع حيث قرر جواز ابطال‬
‫العق‪/‬د للغل‪/‬ط إذا وق‪/‬ع ف‪/‬ي ذات الشي‪/‬ء او نوع‪/‬ه أ‪/‬و ص‪/‬فة في‪/‬ه كان‪/‬ت ه‪/‬ي الس‪/‬بب الدافع‬
‫للرضى‬
‫حال‪//‬ة الغل‪//‬ط ف‪//‬ي ذاتي‪//‬ة الشي‪//‬ء‪ :‬يق‪//‬ع عن‪//‬د انص‪/‬راف ني‪//‬ة شخ‪//‬ص إل‪//‬ى شي‪//‬ء غي‪//‬ر املحل‬
‫املوهوم ف ‪//‬ي العق ‪//‬د‪ ،‬فالفق ‪//‬ه والقضاء املغربيي ‪//‬ن يذهبان إل ‪//‬ى تفس ‪//‬ير ذاتي ‪//‬ة الشيء‬
‫بمص‪//‬طلح مادة الشي‪//‬ء‪ ،‬كم‪//‬ن يشتري خاتم‪//‬ا م‪//‬ن فض‪//‬ة مذهب‪//‬ة بس‪//‬عر مرتف‪//‬ع ظن‪//‬ا منه‬
‫أنه من ذهب ثم يتضح بعد ذلك أنه أصله من فضة‪.‬‬
‫حال‪//‬ة الغل‪//‬ط ف‪//‬ي نوع الشي‪//‬ء‪ :‬نوع الشي‪//‬ء مجموع الص‪//‬فات األس‪//‬اسية الت‪//‬ي تتمي‪//‬ز بها‬
‫األشياء عن بعضها البعض ‪ ،‬كمن اشترى معطفا على أنه جيد وهو رديئ‪.‬‬
‫حال‪/‬ة الغل‪/‬ط ف‪/‬ي ص‪/‬فة الشي‪/‬ء‪ :‬يبط‪/‬ل العق‪/‬د إذا كان هناك غل‪/‬ط ف‪/‬ي ص‪/‬فة جوهري‪/‬ة في‬
‫الشيء محل التعاقد‪ ،‬كمن اشترى لوحة على إنها ثرية فتبين أنها مستحدثة‪.‬‬
‫ت‪ -‬حال‪/‬ة الغلط في شخص املتعاقد ‪:‬ال يبطل العقد بسبب هده الحالة اال إذا كان هذا‬
‫الشخ‪//‬ص أ‪//‬و الص‪//‬فة ه‪//‬ي الداف‪//‬ع األس‪//‬اسي إل‪//‬ى ص‪//‬دور الرضى م‪//‬ن املتعاق‪//‬د اآلخ‪//‬ر حسب‬
‫الفص‪/‬ل ‪ 42‬ق‪.‬ل‪/.‬ع‪ ،‬كاملزارع الذي يتعاق‪/‬د م‪/‬ع شخ‪/‬ص ظنا منه أن‪/‬ه مهندس زراعي فيبين‬
‫ان‪//‬ه مهندس الكترون‪//‬ي فيق‪//‬ع ف‪//‬ي غل‪//‬ط ف‪//‬ي ص‪//‬فة الشخ‪//‬ص الجوهري‪//‬ة مم‪//‬ا يجع‪//‬ل العقد‬
‫قابال لإلبطال‪.‬‬
‫ج حال‪//‬ة الغل‪//‬ط الواق‪//‬ع م‪//‬ن الوس‪//‬يط ‪ :‬فالغل‪//‬ط الواق‪//‬ع م‪//‬ن الوس‪//‬يط يخول للمتعاقد‬
‫األص‪//‬لي املطالب‪//‬ة باإلبطال كم‪//‬ا ل‪//‬و كان الغل‪//‬ط ص‪//‬ادرا من‪//‬ه شخص‪//‬يا (الفصالن ‪ 41‬و‪42‬‬
‫م ‪//‬ن ق‪.‬ل‪// .‬ع) كأ ‪//‬ن يطل ‪//‬ب املتعاق ‪//‬د مثال م ‪//‬ن وس ‪//‬يط أ ‪//‬ن يتعاق ‪//‬د م ‪//‬ع ط ‪//‬بيب باالسم‬
‫والشخ ‪//‬ص والتعيي ‪//‬ن فقام الوس ‪//‬يط بدف ‪//‬ع مقدم آلخ ‪//‬ر جاز للمتعاق ‪//‬د األص ‪//‬لي طلب‬
‫اإلبطال‪ .‬لكن ال يجب اإلخالل هنا بالقواعد العامة الخاصة باملسؤولية التقصيرية‪.‬‬
‫د‪ -‬الغل‪/‬ط ف‪/‬ي الحس‪/‬اب ن‪/‬ص علي‪/‬ه الفص‪/‬ل ‪ 43‬م‪/‬ن ق‪.‬ل‪/.‬ع "مجرد الغل‪/‬ط ف‪/‬ي الحساب ال‬
‫يكون سببا للفسخ وإنما يجب تصحيحها «‬
‫وهناك الغلط في القيمة‪،‬فإن املشرغ املغربي ال يجعل هذا الغلط سببا لإلبطال‬
‫موقف المشرع المغربي من النظرية التقليدية‬
‫و الحديثة في الغلط‬
‫لقد ظلت مواقفه متراوحة بين النظريتين ‪:‬‬
‫من مظاهر تأثره بالنظرية التقليدية ‪:‬اعتداده بالغلط غير المنتج‪ ،‬إذ‬
‫أن الغلط في الباعث أو في القيمة ال يخول اإلبطال‬
‫ومن أهم مظاهر تأثر المشرع المغربي بالنظرية الحديثة كونه‬
‫اعتد بالغلط الجوهري الدافع إلى التعاقد وذلك في جميع أنواع‬
‫الغلط التي تناولها‬
‫ولعل ما يقرب المشرع المغربي أكثر من النظرية الحديثة عدم‬
‫تبنيه صراحة لعلم الطرف اآلخر بالغلط حتى يمكن المطالبة‬
‫باإلبطال‪.‬‬
‫ومع كل هذا فإن تأثر المشرع المغربي بالنظرية التقليدية يبقى‬
‫واضحا من خالل استبعاده للغلط في الباعث و الغلط في القيمة‪،‬‬
‫على الرغم من أن ذلك قد يكون دافعا أساسيا إلى التعاقد‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التدليس‬
‫أوال‪ :‬تعريف التدليس‪:‬‬
‫التدليس عبارة عن استعمال وسائل احتيالية بقصد إيقاع املتعاقد في الغلط ودفعه‬
‫إلى التعاقد‪ ،‬كمن يبيع أرضا بتصاميم مزورة فهذه التصاميم قد توهم املشتري أن تلك‬
‫االرض مخصصة لبناء العمارات في حين أنها غير مخصصة للبناء‪ ،‬فالشخص هنا وقع‬
‫في الغلط نتيجة تدليس الطرف االخر‪ .‬وهذا ما يميز التدليس عن الغش الذي ينصب‬
‫على النقصان في املبيع‪ .‬كما يتميز التدليس عن الغلط‪ ،‬حيث أن الغلط وهم يقع في‬
‫ذهن املتعاقد من تلقاء نفسه دون تدخل ألحد‪ ،‬في حين أن التدليس وإن كان وهما إال‬
‫أنه يقع تحت وطأة الوسائل االحتيالية التي يتم استعمالها لهذا الغرض‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط قيام التدليس‪:‬‬
‫يشترط الفص‪//‬الن ‪ 52‬و‪ 53‬م‪//‬ن ق‪.‬ل‪//.‬ع لتحق‪//‬ق التدلي‪//‬س املعي‪//‬ب لإلرادة تواف‪//‬ر ثالثة شروط‬
‫هي‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬اس‪//‬تعمال اس‪//‬اليب احتيالي‪//‬ة لتدلي‪//‬س املدل‪//‬س علي‪//‬ه‪ :‬وه‪//‬ي تقوم عل‪//‬ى عنصرين‬
‫مادي ومعنوي‪:‬‬
‫العنص‪//‬ر املادي‪ :‬يتمث‪//‬ل ف‪//‬ي مجموع‪//‬ة الوس‪//‬ائل املادي‪//‬ة الت‪//‬ي اس‪//‬تعملها املدل‪//‬س للتغرير بالطرف‬
‫االخ‪/‬ر واملشرع املغربي ق‪/‬د اشار ال‪/‬ى بعضه‪/‬ا ف‪/‬ي الفص‪/‬ل ‪ 52‬م‪/‬ن ق‪.‬ل‪/.‬ع كالحيل والكتمان‪ ،‬دون‬
‫اس‪/‬تبعاد وجود أس‪/‬اليب اخرى متنوع‪/‬ة ق‪/‬د يس‪/‬تعملها املتعاق‪/‬د ألج‪/‬ل التضلي‪/‬ل بالطرف االخر‬
‫ودفعه للتعاقد كالوثائق املزورة وشهادات كاذبة وغير ذلك من الوسائل االحتيالية‪.‬‬
‫العنص‪//‬ر املعنوي النفسي‪ :‬بمعن‪//‬ى أ‪//‬ن تتج‪//‬ه ني‪//‬ة املدل‪/‬س إل‪/‬ى تضلي‪//‬ل الطرف االخ‪//‬ر وايقاع‪//‬ه في‬
‫الغل‪//‬ط م‪//‬ن أج‪//‬ل التعاق‪//‬د‪ ،‬وبمفهوم املخالف‪//‬ة فان املتعاق‪//‬د اذا وق‪//‬ع ف‪//‬ي التدلي‪//‬س من تلقاء‬
‫نفسه فان االمر يكون غلطا وليس تغليطا ‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬يجب أن تكون االساليب االحتيالية هي الدافعة الى التعاقد‪:‬‬
‫بحيث يجب ان يكون هذا التدليس قد بلغ درجة يدفع املتعاقد االخر الى التعاقد بمعنى‬
‫ان ه لوال وجود هذا التدليس مل ا تعاق د املتعاق د مثال لو علم ت ان هذه االرض غير‬
‫مخصصة للبناء ملا اشتريتها‪ .‬وهذا التدليس يطلق عليه التدليس االصلي او التدليس‬
‫الدافع والذي يجعل قابال لإلبطال تميزا عن التدليس الغير الدافع او التدليس العارض‬
‫والذي ال يخول للمتعاقد اال املطالبة بالتعويض دون إبطال العقد‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬يجب ان يكون التدليس صادرا من املتعاقد االخر أو أن يكون على علم‬
‫به ‪:‬‬
‫بمعنى ان التدليس اذا لم يكن صادرا من الطرف االخر او لم يكن على علم به ال يحق‬
‫له املطالبة بإبطال العقد‪ .‬فالتضليل اذا صدر من شخص اخر ولم يثبت ان هناك‬
‫عالقة بين هذ الشخص الصادر عنه هذا التضليل والشخص املتعاقد فهنا ال يحق لهذا‬
‫الشخص املدلس عليه اال مطالبة الطرف الصادر عنه التضليل والتدليس بالتعويض‬
‫طبقا ألحكام املسؤولية التقصيرية ويبقى العقد صحيحا ومنتجا آلثاره‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬اإلكراه‬
‫أوال‪ :‬تعريف اإلكراه‪:‬‬
‫اإلكراه ه‪/‬و إجبار غي‪/‬ر مادي أ‪/‬و أدبي يمارس عل‪/‬ى الشخ‪/‬ص فيول‪/‬د رهبة‬
‫في نفسه تدفعه إلى التعاقد‪ ،‬وحسب الفصل ‪ 46‬من ق‪.‬ل‪.‬ع فاإلكراه‬
‫ه ‪//‬و إجبار ُيباشر م ‪//‬ن غي ‪//‬ر أ ‪//‬ن يس ‪//‬مح ب ‪//‬ه القانون يحم ‪//‬ل بواسطته‬
‫شخص شخصا آخر على أن يعمل عمال بدون رضاه‪.‬‬
‫وق‪/‬د يص‪//‬ل اإلكراه إل‪//‬ى ح‪//‬د إعدام اإلرادة فيجع‪/‬ل‪ /‬العق‪//‬د باطال بطالنا‬
‫مطلقا‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬اإلكراه‬
‫ثانيا‪ :‬شروط اإلكراه‬
‫حتى يكون اإلكراه عيبا من عيوب اإلرادة البد من توفر الشروط التالية‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬استعمال وسيلة تهديد‬
‫إن قوام اإلكراه هو استعمال وسيلة تهديد من شأنها أن تولد الرهبة في نفس الشخص‬
‫وتدفعه إلى التعاقد‪ ،‬أما إدا لم تنجح الوسيلة في إحداث الرهبة في نفس الشخص فإن‬
‫األمر ال يعتبر إكراها‪ ،‬وقد تكون الوسائل املستعملة في اإلكراه مادية كالضرب وقد يكون‬
‫اإلكراه معنوي أو نفسي كالتهديد بإلحاق األذى بالنفس أو الشرف أو املال‪ ،‬كما أن‬
‫اإلكراه ليس من الضروري أن يقع على املتعاقد نفسه وإنما يمكن أن يقع على من‬
‫يرتبط به بعالقة دم‪.‬كما أنه ليس من الضروري أن يباشر التهديد أو اإلكراه من طرف‬
‫املتعاقد نفسه‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن يكون اإلكراه هو الدافع إلى التعاقد‪.‬‬
‫يجب أن يكون استعمال وسائل التهديد هو الدي دفع باملتعاقد‬
‫إلى إبرام العقد‪ ،‬أما إدا كان الشخص مقدما على التعاقد سواء‬
‫تعرض للتهديد أم لم يتعرض له فإن وسائل التهديد هنا ال ترقى‬
‫إلى مستوى اإلكراه الدي يبطل العقد‪ ،‬ولتقدير ما إدا كان اإلكراه‬
‫معيبا لإلرادة أم ال‪ ،‬فإن القاضي يعتمد املعيار الشخصي ببحثه‬
‫في كل حالة على حدة‪،‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أن يكون اإلكراه غير مشروع (أي خارج نطاق املشروعية)‬
‫أي أن تكون الوسيلة املستعملة غير مشروعة من أجل الوصول إلى غرض غير مشروع‪،‬‬
‫وهذا مفاده أن يحمل اإلكراه في طياته معنى التعدي الغير مبرر قانونا ‪ ،‬كإجبار رب‬
‫العمل للعمال على العمل ساعات إضافية تحت طائلة الطرد أو التوقيف عن العمل‪.‬‬
‫أما إذا كانت وسيلة التهديد مشروعة وكان الغرض من استعمالها مشروعا أيضا فال‬
‫نكون أمام إكراه معيب لإلرادة‪ ،‬كما في حالة تهديد الدائن مدينه برفع دعوى ضده‬
‫إلجباره على التوقيع على االلتزام بأداء الدين والفوائد غير املستحقة‪ ،‬فهذا ال يعتبر‬
‫إكراها بحجة أنه قام باستعمال وسيلة مشروعة لتحقيق غرض مشروع وهذا ما نص‬
‫عليه املشرع في الفصل ‪ 48‬ق‪.‬ل‪.‬ع " الخوف الناتج عن التهديد باملطالبة القضائية أو‬
‫عن االجراءات القانونية األخرى ال يخول االبطال"‪.‬‬
‫لكن قد يحدث أن تكون الوسيلة مشروعة والغرض غير مشروع فيتحقق اإلكراه‪ ،‬كما‬
‫لو فاجأ شخص أخر يرتكب جريمة معينة فهدده بالتبليغ عنه إذا لم يدفع له مبلغا غير‬
‫مستحق من املال‪ ،‬فهنا الوسيلة مشروعة لكن الغرض غير مشروع فيتحقق بذلك‬
‫اإلكراه‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬الغَبْن‬
‫أوال‪ :‬تعريف الغبن‪:‬‬
‫الغبن هو عدم التعادل بين االلتزامات املتقابلة لألطراف املتعاقدة‪ ،‬حيث‬
‫يكون اختالل بي ن م ا يعط ي الشخ ص وم ا يأخذه مم ا يخل بالتوازن‬
‫االقتصادي للعقد‪.‬‬
‫ً‬
‫والقوانين التي تقوم على مبدأ سلطان اإلرادة ضيقت كثيرا من دائرة الغبن‬
‫بمفهومه التقليدي‪ ،‬إال أنه مع تطور الحياة االقتصادية واالجتماعية وما‬
‫نتج ع ن ذلك م ن زعزع ة مبدأ سلطان اإلرادة أص بح املشرع يتدخ ل في‬
‫العقود لحماية الطرف الضعيف فيها‪ ،‬فاتسع بذلك مدلول نظرية الغبن في‬
‫العقود مم ا أدى إل ى ظهور نظري ة جديدة للغب ن تكم ن ف ي نظري ة الغبن‬
‫االستغاللي‪.‬‬
‫‪ .1‬النظرية التقليدية للغبن‪:‬‬
‫وفقا لهذه النظرية يتم تحديد الغبن بنظرة مادية موضوعية قاصرة فقط على مجرد‬
‫فقدان التعادل املادي‪ ،‬أي قيمته في نظر املتعاقد‪.‬‬
‫واملشرع املغربي لم يعتد ‪ -‬كقاعدة عامة– بالغبن املجرد كعيب عام ينبسط على جميع‬
‫العقود كما هو الشأن بالنسبة لعيوب اإلكراه والتدليس والغلط‪ ،‬وإنما جعله استثناء‬
‫ُيعتد به فقط في حالة اقتران الغبن بالتدليس أو في حالة كون ضحيته قاصرا أو ناقصا‬
‫لألهلية‪ ،‬وهذا ما يؤكده الفصالن ‪ 55‬و‪ 56‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ‪.‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬الغبن املقرون بالتدليس‪:‬‬
‫التدليس املنتج للغبن ُيعتد به كسبب لإلبطال سواء كان صادرا من املتعاقد املستفيد‬
‫من الغبن نفسه‪ ،‬أو كان صادرا من غيره بالتواطؤ معه (الفصل ‪ 55‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬الغبن الدي يكون ضحيته قاصرا أو ناقصا لألهلية‪.‬‬
‫نص املشرع املغربي على هذه الحالة حيث أجاز للقاصرين وناقصي األهلية التمسك‬
‫بالغبن واملطالبة بإبطال العقد حتى لو كان التصرف الذي أجروه قد تم بمعونة نائبهم‬
‫الشرعي‪ ،‬شرط أن يزيد على الثلث (الفصل ‪ 56‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬
‫النظرية الحديثة للغبن (أي الغبن االستغاللي)‬
‫إن النظرية الحديثة للغبن ترتكز أساسا على االستغالل وهو الحالة التي‬
‫يضطر فيها الشخص إلى إبرام تصرف قانوني معين تحت وطأة الحاجة أو‬
‫املرض أو ناقص التجربة‪ ،‬ولتحقيق االستغالل البد من عنصرين ‪:‬‬
‫عنصر مادي أو موضوعي وهو عبارة عن اختالل التعادل اختالل فادحا بين‬
‫ما يحصل عليه املتعاقد املغبون وما يعطيه ‪.‬‬
‫عنصر نفسي أو ذاتي‪ ،‬وهو استغالل املتعاقد ضعف أو طيش بين أو هوى‬
‫جامح في نفس املتعاقد األخر أو عدم خبرته‪.‬‬
‫موقف املشرع املغربي من الغبن االستغاللي ‪:‬‬
‫على الرغم من عدم أخذ املشرع املغربي صراحة بنظرية الغبن‬
‫االستغاللي إال أنه تبنى بشكل غير مباشر بعض تطبيقات هذه‬
‫النظرية حينما خول للقضاة في الفصل ‪ 54‬من ق‪.‬ل‪.‬ع حق إبطال‬
‫العقود املبرمة في حالة املرض والحاالت األخرى املشابهة‪.‬‬
‫الفقرة الخامسة‪:‬‬
‫حالة المرض والحاالت األخرى المشابهة ‪:‬‬

‫ينص الفصل ‪ 54‬ق‪.‬ل‪.‬ع "أسباب االبطال املبنية على حالة املرض والحاالت‬
‫األخرى املشابهة متروكة لتقدير القضاة "‬
‫أوال‪ :‬اإلبطال لحالة املرض‪:‬‬
‫يقصد باملرض كل التوترات النفسية والعقلية والعصبية التي تتسبب في‬
‫انهيار ارادة املتعاقد سواء كان مرضا مزمنا او متقطعا والتي من شأنها‬
‫تقييد حرية املريض وإضعاف ارادته وحمله والحالة هاته الى ابرام العقد‬
‫الدي لم يكن ليرتضيه لو كان في حالة طبيعية‪ ،‬وهنا يجوز للقاضي حسب‬
‫سلطته التقديرية إبطال العقد بطلب من املغبون‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلبطال للحاالت املشابهة للمرض‪ :‬يعني بها املشرع الحاالت التي يكون‬
‫فيها املتعاقد أقرب للمريض وقد حاول الفقه وضع بعض هذه الحاالت‬
‫ومنها ‪:‬‬
‫‪-‬حالة الحاجة‪ :‬ضائقة تهدد املال أو الصحة أو الشرف‬
‫‪-‬حالة الطيش البين والخفة الظاهرة‪ :‬حالة اندفاعية خالية من التريث‬
‫‪-‬حالة ضعف االدراك‪ :‬حالة تضعف معها القوة االدراكية كالشيخوخة‬
‫‪-‬حالة الهوى الجامع‪ :‬الشهوة املؤثرة في إرادة املتعاقد‬
‫فإذا التزم متعاقد تحت وطأة هذه الحاالت وتبين عدم تعادل االلتزامات‬
‫املتبادلة جاز للقاضي حسب سلطته التقديرية أن يعمد إلى إبطال العقد‬
‫بطلب من املغبون‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬األهلية‬

You might also like