Professional Documents
Culture Documents
الفصل السابع 7
الفصل السابع 7
االسـتــشـــراق
التعريف: •
االستشراق Orientalismتعبير يدل على االتجاه نحو الشرق ،ويطلق على كل من يبحث •
في أمور الشرقيين وثقافتهم وتاريخهم .ويقصد به ذلك التيار الفكري الذي يتمثل في إجراء
الدراسات المختلفة عن الشرق اإلسالمي ،والتي تشمل حضارته وأديانه وآدابه ولغاته
وثقافته .ولقد أسهم هذا التيار في صياغة التصورات الغربية عن الشرق عامة وعن العالم
اإلسالمي بصورة خاصة ،معبراً عن الخلفية الفكرية للصراع الحضاري بينهما.
التأسيس وأبرز الشخصيات: •
البدايات: •
-من الصعب تحديد بداية لالستشراق ،إذ أن بعض المؤرخين يعودون به إلى أيام الدولة •
اإلسالمية في األندلس ،في حين يعود به آخرون إلى أيام الصليبيين ،بينما يرجعه كثيرون
إلى أيام الدولة األموية في القرن الثاني الهجري .وأنه نشط في الشام بواسطة الراهب يوحنا
الدمشقي في كتابين األول :حياة محمد .والثاني :حوار بين مسيحي ومسلم .وكان هدفه
إرشاد النصار في جدل المسلمين .وأ ًّيا كان األمر فإن حركة االستشراق قد انطلقت بباعث
ديني يستهدف خدمة االستعمار وتسهيل عمله ونشر المسيحية .
مستشرقون ُيزعم أنهم منصفون: •
-هادريان ريالند 1718م أستاذ اللغات الشرقية في جامعة أوترشت بهولندا ،له كتاب •
الديانة المحمدية في جزأين باللغة الالتينية 1705م ،لكن الكنيسة في أوروبا وضعت كتابه
في قائمة الكتب المحرم تداولها.
-يوهان ج .رايسكه 1774 - 1716م وهو مستشرق ألماني جدير بالذكر ،اتهم بالزندقة •
لموقفه اإليجابي من اإلسالم ،عاش بائسا ً ومات مسلوالً ،وإليه يرجع الفضل في إيجاد مكان
بارز للدراسات العربية بألمانيا.
-سلفستر دي ساسي1838 :م اهتم باألدب والنحو مبتعدا ًعن الخوض في الدراسات •
اإلسالمية ،وإليه يرجع الفضل في جعل باريس مركزاً للدراسات العربية ،وكان ممن اتصل
به رفاعة الطهطاوي.
-توماس أرنولد 1930-1864م إنجليزي ،له الدعوة إلى اإلسالم الذي نقل إلى التركية •
واألردية والعربية -.غوستاف لوبون :مستشرق وفيلسوف مادي ،ال يؤمن باألديان مطلقاً،
جاءت أبحاثه وكتبه الكثيرة متسمة بإنصاف الحضارة اإلسالمية مما دفع الغربيين إلى
إهماله وعدم تقديره -.زيجريد هونكه :اتسمت كتابتها باإلنصاف وذلك بإبرازها تأثير
الحضارة العربية على الغرب في مؤلفها الشهير شمس العرب تسطع على الغرب.
-ومنهم :جاك بيرك ،أنا ماري شمل ،وكاراليل ،ورينيه جينو ،والدكتور جرينيه ،وجوته •
األلماني -.أ .ج .أربري ،A.J. Arberryمن كتبه اإلسالم اليوم صدر 1943م ،وله
مستشرقون متعصبون: •
-جولدزيهر 1920-1850م مجري يهودي ،من كتبه تاريخ مذاهب التفسير اإلسالمي. •
والعقيدة والشريعة .ولقد أصبح زعيم اإلسالميات في أوروبا بال منازع - .جون ماينارد
أمريكي ،متعصب ،من محرري مجلة الدراسات اإلسالمية -.ص م .زويمر مستشرق
مبشر ،مؤسس مجلة العالم اإلسالمي األمريكية ،له كتاب اإلسالم تحد لعقيدة صدر
1908م ،وله كتاب اإلسالم عبارة عن مجموعة مقاالت قدمت للمؤتمر التبشيري الثاني
سنة 1911م في لكهنئو بالهند -.غ .فون .غرونباوم ألماني يهودي ،درَّ س في جامعات
أمريكا ،له كتاب األعياد المحمدية 1951م ودراسات في تاريخ الثقافة اإلسالمية 1954م.
-أ .ج .فينسينك عدو لإلسالم ،له كتاب عقيدة اإلسالم 1932م .وهو ناشر المعجم •
المفهرس أللفاظ الحديث النبوي في لغته األولى -.كينيث كراج أمريكي ،متعصب ،له كتاب
دعوة المئذنة 1956م -.لوي ماسينيون فرنسي ،مبشر ،مستشار في وزارة المستعمرات
الفرنسية لشؤون شمال أفريقيا ،له كتاب الحالج الصوفي شهيد اإلسالم 1922م .
-د .ب .ماكدونالد أمريكي ،متعصب ،مبشر ،له كتاب تطور علم الكالم والفقه والنظرية •
الدستورية 1930م .وله الموقف الديني والحياة في اإلسالم 1908م -.مايلز جرين سكرتير
تحرير مجلة الشرق األوسط -.د .س .مرجليوث 1940 - 1885م إنجليزي ،متعصب،
من مدرسته طه حسين وأحمد أمين ،وله كتاب التطورات المبكرة في اإلسالم صدر
1913م .وله محمد ومطلع اإلسالم صدر 1905م وله الجامعة اإلسالمية صدر 1912م.
•
أهداف االستشراق:الهدف الديني: •
كان هذا الهدف وراء نشأة االستشراق ،وقد صاحبه خالل مراحله الطويلة ،وهو يتمثل في: •
- 1التشكيك في صحة رسالة النبي صلى هللا عليه وسلم ،والزعم بأن الحديث النبوي إنما •
هو من عمل المسلمين خالل القرون الثالثة األولى .والهدف الخبيث من وراء ذلك هو
محاربة ال ُّس نة بهدف إسقاطها حتى يفقد المسلمون الصورة التطبيقية الحقيقية ألحكام اإلسالم
ولحياة الرسول صلى هللا عليه وسلم ،وبذلك يفقد اإلسالم أكبر عناصر قوته.
-2التشكيك في صحة القرآن والطعن فيه ،حتى ينصرف المسلمون عن االلتقاء على هدف •
واحد يجمعهم ويكون مصدر قوتهم وتأى بهم اللهجات القومية عن الوحي باعتباره المصدر
األساسي لهذا الدين (تنزيل من حكيم حميد) -3.التقليل من قيمة الفقه اإلسالمي واعتباره
مستمداً من الفقه الروماني -4.النيل من اللغة العربية واستبعاد قدرتها على مسايرة ركب
التطور وتكريس دراسة اللهجات لتحل محل العربية الفصحى.
-5إرجاع اإلسالم إلى مصادر يهودية ونصرانية بدالً من إرجاع التشابه بين اإلسالم •
وهاتين الديانتين إلى وحدة المصدر -6.العمل على تنصير المسلمين.
-7االعتماد على األحاديث الضعيفة واألخبار الموضوعة في سبيل تدعيم آرائهم وبناء •
نظرياتهم.
-8لقد كان الهدف االستراتيجي الديني من حملة التشويه ضد اإلسالم هوحماية أوروبا من •
قبول اإلسالم بعد أن عجزت عن القضاء عليه من خالل الحرب الصليبية.
-الهدف التجاري: •
لقد كانت المؤسسات والشركات الكبرى ،والملوك كذلك ،يدفعون المال الوفير للباحثين ،من •
أجل معرفة البالد اإلسالمية وكتابة تقارير عنها ،وقد كان ذلك جل ًّيا في عصر ما قبل
االستعمار (*) الغربي للعالم اإلسالمي في القرنين التاسع عشر والعشرين.
-الهدف السياسي يهدف إلى: •
- 1إضعاف روح اإلخاء بين المسلمين والعمل على فرقتهم إلحكام السيطرة عليهم. •
- 2العناية باللهجات العامية ودراسة العادات السائدة لتمزيق وحدة المجتمعات المسلمة. •
- 3كانوا يوجهون موظفيهم في هذه المستعمرات إلى تعلم لغات تلك البالد ودراسة آدابها •
ودينها ليعرفوا كيف يسوسونها ويحكمونها.
- 4في كثير من األحيان كان المستشرقون ملحقين بأجهزة االستخبارات لسبر غور حالة •
المسلمين وتقديم النصائح لما ينبغي أن يفعلوه لمقاومة حركات البعث اإلسالمي.
•
الهدف العلمي الخالص: •
-بعضهم اتجه إلى البحث والتمحيص لمعرفة الحقيقة خالصة ،وقد وصل بعض هؤالء إلى •
اإلسالم ودخل فيه ،نذكر منهم:
-1توماس أرنولد الذي أنصف المسلمين في كتابة الدعوة إلى اإلسالم. •
-2المستشرق الفرنسي رينيه فقد أسلم وعاش في الجزائر وله كتاب أشعة خاصة بنور •
اإلسالم مات في فرنسا لكنه دفن في الجزائر.
أهم المؤلفات: •
-تاريخ األدب العربي :كارل بروكلمان ت1956م. •
-دائرة المعارف اإلسالمية :ظهرت الطبعة األولى باإلنجليزية والفرنسية واأللمانية وقد •
صدرت في الفترة 1938-1913م .غير أن الطبعة الجديدة قد ظهرت باإلنجليزية
والفرنسية فقط من عام 1945م وحتى عام 1977م.
-المعجم المفهرس أللفاظ الحديث الشريف والذي يشمل الكتب الستة المشهورة باإلضافة •
إلى مسند الدارمي وموطأ مالك ومسند أحمد بن حنبل وقد وضع في سبعة مجلدات نشرت
ابتدا ًء من عام 1936م .لقد بلغ ما ألفوه عن الشرق في قرن ونصف قرن (منذ أوائل القرن
التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين) ستين ألف كتاب.
المؤتمرات والجمعيات: •
-عقد أول مؤتمر دولي للمستشرقين في باريس سنة 1873م. •
-تتابعت المؤتمرات بعد ذلك حتى بلغت أكثر من ثالثين مؤتمراً دول ًّيا ،فضالً عن الندوات •
واللقاءات اإلقليمية الكثيرة الخاصة بكل دولة من الدول كمؤتمر المستشرقين األلمان الذي
عقد في مدينة درسدن بألمانيا عام 1849م ،وما تزال تنعقد مثل هذه المؤتمرات باستمرار
حتى اآلن.
-يحضر هذه المؤتمرات مئات من العلماء المستشرقين ،حيث حضر مؤتمر أكسفورد •
تسعمائة 900عالم من خمس وعشرين دولة وثمانين جامعة وتسع وستين جمعية علمية.
-هناك العديد من الجمعيات االستشراقية كالجمعية اآلسيوية في باريس تأسست عام •
1822م ،والجمعية الملكية اآلسيوية في بريطانيا وأيرلندا عام 1823م ،والجمعية الشرقية
األمريكية عام 1842م والجمعية الشرقية األلمانية عام 1845م.
•
المجالت االستشراقية: •
للمستشرقين اليوم من المجالت والدوريات عدد هائل يزيد على ثالثمائة مجلة متنوعة •
وبمختلف اللغات نذكر منها على سبيل المثال:
-1مجلة العالم اإلسالمي The Muslim Worldأنشأها صمويل زويمر ت1952م في •
بريطانيا سنة 1911م وقد كان زويمر هذا رئيس المبشرين في الشرق األوسط.
-2مجلة عالم اإلسالم Mir Islamaظهرت في بطرسبرج عام 1912م لكنها لم تعمر •
طويالً.
-3مجلة ينابيع الشرق أصدرها هامر برجشتال في فيينا من 1809إلى 1818م. •
-4مجلة :اإلسالم ظهرت في باريس عام 1895م ثم خلفتها عام 1906م مجلة العالم •
اإلسالمي التي صدرت عن البعثة العلمية الفرنسية في المغرب وقد تحولت بعد ذلك إلى
مجلة الدراسات اإلسالمية.
-5في عام 1910م ظهرت مجلة اإلسالم Der Islam •
االستشراق في خدمة االستعمار : •
كارل هنيريش بيكر 1933م مؤسس مجلة اإلسالم األلمانية ،قام بدراسات تخدم األهداف •
االستعمارية في أفريقيا - .بارتولد 1930م مؤسس مجلة عالم اإلسالم الروسية ،قام ببحوث
تخدم مصالح السيادة الروسية في آسيا الوسطى.
-الهولندي سنوك هرجرونج 1936-1857م قدم إلى مكة عام 1884م تحت اسم عبد •
الغفار ،ومكث مدة نصف عام ،وعاد ليكتب تقارير تخدم االستعمار في المشرق اإلسالمي.
وقد سبق له أن أقام في جاوه مدة 17سنة وقد صدرت الصور التي أخذها لمكة واألماكن
المقدسة في كتاب بمناسبة مرور مائة سنة على تصويرها.
معهد اللغات الشرقية بباريس المؤسس عام 1885م كانت مهمته الحصول على معلومات •
عن البلدان الشرقية وبلدان الشرق األقصى مما يشكل أرضية تسهل عملية االستعمار في
تلك المناطق.
-وهكذا نرى أن مثل هؤالء المستشرقين جزء من مخطط كبير هو المخطط الصهيوني •
الصليبي لمحاربة اإلسالم ،وال نستطيع أن نفهمهم على حقيقتهم إال عندما نراهم في إطار
ذلك المخطط الذي يهدف إلى تخريج أجيال ال تعرف اإلسالم أو ال تعرف من اإلسالم إال
الشبهات ،وقد تم انتقاء أفراد من هذه األجيال لتتبوأ أعلى المناصب ومراكز القيادة والتوجيه
لتستمر في خدمة االستعمار .
آراء استشراقية خطرة: •
-جورج سيل زعم في مقدمة ترجمته لمعاني القرآن 1736م ،أن القرآن إنما هو من •
اختراع محمد ومن تأليفه وأن ذلك أمر ال يقبل الجدل .
-ريتشارد بل يزعم بأن النبي محمد صلي هللا عليه وسلم قد استمد القرآن من مصادر •
يهودية ومن العهد القديم بشكل خاص ،وكذلك من مصادر نصرانية.
-دوزي ت1883م :يزعم أن القرآن الكريم ذو ذوق رديء للغاية وال جديد فيه إال القليل، •
كما يزعم أن فيه إطنابا ً بالغا ً وممالً إلى حد بعيد.
-جاء في تقرير وزير المستعمرات البريطاني أو مسبي غو لرئيس حكومته بتاريخ 9يناير •
1938م" :أن الحرب علمتنا أن الوحدة اإلسالمية هي الخطر األعظم الذي ينبغي على
اإلمبراطورية أن تحذره وتحاربه ،وليس اإلمبراطورية وحدها بل فرنسا أيضاً ،ولفرحتنا
فقد ذهبت الخالفة وأتمنى أن تكون إلى غير رجعة".
-يقول شيلدون آموس" :إن الشرع المحمدي ليس إال القانون الروماني لإلمبراطورية •
الشرقية معدالً وفق األحوال السياسية في الممتلكات العربية ،ويقولكذلك" :إن القانون
المحمدي ليس سوى قانون جستنيان في لباس عربي".
-قال رينان الفرنسي" :إن الفلسفة العربية هي الفلسفة اليونانية مكتوبة بأحرف عربية". •
-أما لويس ماسينيون فقد كان زعيم الحركة الرامية إلى الكتابة في العامية وبالحرف •
الالتيني.
• ولكن -:مما ال شك فيه أن للمستشرقين فضالً كبيراً في إخراج الكثير من كتب التراث
ونشرها محققة مفهرسة مبوبة -.وال شك أن الكثير منهم يملكون منهجية علمية تعينهم على
البحث -.وال ريب في أن لدى بعضهم صبراً ودأبا ً وجلداً في التحقيق والتمحيص وتتبع
المسائل -.وما على المسلم إال أن يلتقط الخير من مؤلفاتهم متنبها ً إلى مواطن الدس
والتحريف ليتجنبها أو ليكشفها أو ليرد عليها ألن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق
الناس بها ،خاصة وأن الفكر االستشراقي المعاصر قد بدأ يغير من أساليبه وقسماته من أجل
المحافظة على الصداقة والتعاون بين العالم الغربي والعالم اإلسالمي وإقامة حوار بين
المسيحية واإلسالم ،ومحاولة تغيير النظرة السطحية الغربية إلى المسلمين ،وربما كمحاولة
الستقطاب القوى اإلسالمية وتوظيفها لخدمة أهدافهم فلنكن حذرين.
الجذور الفكرية والعقائدية:
• · لقد كان االستشراق وليد االحتكاك بين الشرق اإلسالمي والغرب النصراني أيام
الصليبيين ،وعن طريق السفارات والرحالت .ويالحظ دائما ً أن هناك تقاربا ً وتعاونا ً بين
الثالوث المدمر :التنصير واالستشراق واالستعمار ،والمستعمرون يساندون المستشرقين
والمنصرين ألنهم يستفيدون منهم كثيراً في خططهم االستعمارية.
• · كان الدافع األساسي هو الجانب الالهوتي النصراني بغية تحطيم اإلسالم من داخله
بالدس والكيد والتشويه ،ولكن االستشراق بعد ذلك وفي اآلونة األخيرة بدأ يتحلل من هذا
القيد نوعا ً ما ليتوجه توجها ً أقرب إلى الروح العلمية
االنتشار ومواقع النفوذ: •
· الغرب هو المسرح الذي يتحرك فوق أرضه المستشرقون ،فمنهم األلمانومنهم •
البريطانيون والفرنسيون والهولنديون والمجريون ،وظهر بعضهم في إيطاليا وفي أسبانيا،
وقد عال نجم االستشراق في أمريكا وصارت له فيها مراكز كثيرة.
· لم تبخل الحكومات ،وال الهيئات وال الشركات وال المؤسسات وال الكنائس في يوم من •
األيام في دعم حركة االستشراق وم ّدها بما تحتاجه من مال ،وتأييد وإفساح الطريق أمامها
في الجامعات حتى بلغ عدد هؤالء المستشرقين آالفا ً كثيرة.
ُسخرة في خدمة االستعمار ،وفي خدمة التنصير وأخيراً في · لقد كانت حركة االستشراق م َّ •
خدمة اليهودية والصهيونية التي يهمها إضعاف الشرق اإلسالمي وإحكام السيطرة عليه
بشكل مباشر أو غير مباشر.
· استطاع المستشرقون أن يتسللوا إلى المجامع العلمية وقد ُعيِّن عدد كبير منهم أعضاء في •
هذه المجامع في سوريا ومصر ،كما استطاعوا أن يؤثروا على الدراسات العربية
واإلسالمية في العالم اإلسالمي من خالل تالميذهم ومؤلفاتهم.
• ويتضح مما سبق:
• · أن االستشراق تيار فكري ،يتجه صوب الشرق ،لدراسة حضارته وأديانه
وثقافته ولغته وآدابه ،من خالل أفكار اتسم معظمها بالتعصب ،والرغبة في
خدمة االستعمار ،وتنصير المسلمين ،وجعلهم مسخا ً مشوها ً للثقافة الغربية،
وذلك ببث الدونية فيهم ،وبيان أن دينهم مزيج من اليهودية والنصرانية،
وشريعتهم هي القوانين الرومانية مكتوبة بأحرف عربية ،والنيل من لغتهم،
وتشويه عقيدتهم وقيمهم ،ولكن بعضهم رأى نور الحقيقة فأسلم وخدم العقيدة
اإلسالميةَّ ،
وأث َر في مُحْ دثيهم ،فبدأت كتاباتهم تجنح نحو العلمية ،وتنحو نحو
العمق بدالً من السطحية ،وربما صدر ذلك عن رغبة من بعضهم في استقطاب
القوى اإلسالمية وتوظيفها لخدمة أهدافهم االستشراقية ،وهذا يقتضي الحذر
عند التعامل مع الفكر االستشراقي الذي يتدثر اآلن بدثار الموضوعية .