Download as ppt, pdf, or txt
Download as ppt, pdf, or txt
You are on page 1of 14

‫الفصل السابع‬

‫االسـتــشـــراق‬
‫التعريف‪:‬‬ ‫•‬
‫االستشراق ‪ Orientalism‬تعبير يدل على االتجاه نحو الشرق‪ ،‬ويطلق على كل من يبحث‬ ‫•‬
‫في أمور الشرقيين وثقافتهم وتاريخهم‪ .‬ويقصد به ذلك التيار الفكري الذي يتمثل في إجراء‬
‫الدراسات المختلفة عن الشرق اإلسالمي‪ ،‬والتي تشمل حضارته وأديانه وآدابه ولغاته‬
‫وثقافته‪ .‬ولقد أسهم هذا التيار في صياغة التصورات الغربية عن الشرق عامة وعن العالم‬
‫اإلسالمي بصورة خاصة‪ ،‬معبراً عن الخلفية الفكرية للصراع الحضاري بينهما‪.‬‬
‫‪ ‬التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬ ‫•‬
‫البدايات‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -‬من الصعب تحديد بداية لالستشراق‪ ،‬إذ أن بعض المؤرخين يعودون به إلى أيام الدولة‬ ‫•‬
‫اإلسالمية في األندلس‪ ،‬في حين يعود به آخرون إلى أيام الصليبيين‪ ،‬بينما يرجعه كثيرون‬
‫إلى أيام الدولة األموية في القرن الثاني الهجري‪ .‬وأنه نشط في الشام بواسطة الراهب يوحنا‬
‫الدمشقي في كتابين األول‪ :‬حياة محمد‪ .‬والثاني‪ :‬حوار بين مسيحي ومسلم‪ .‬وكان هدفه‬
‫إرشاد النصار في جدل المسلمين‪ .‬وأ ًّيا كان األمر فإن حركة االستشراق قد انطلقت بباعث‬
‫ديني يستهدف خدمة االستعمار وتسهيل عمله ونشر المسيحية ‪.‬‬
‫مستشرقون ُيزعم أنهم منصفون‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -‬هادريان ريالند ‪1718‬م أستاذ اللغات الشرقية في جامعة أوترشت بهولندا‪ ،‬له كتاب‬ ‫•‬
‫الديانة المحمدية في جزأين باللغة الالتينية ‪1705‬م‪ ،‬لكن الكنيسة في أوروبا وضعت كتابه‬
‫في قائمة الكتب المحرم تداولها‪.‬‬
‫‪ -‬يوهان ج‪ .‬رايسكه ‪1774 - 1716‬م وهو مستشرق ألماني جدير بالذكر‪ ،‬اتهم بالزندقة‬ ‫•‬
‫لموقفه اإليجابي من اإلسالم‪ ،‬عاش بائسا ً ومات مسلوالً‪ ،‬وإليه يرجع الفضل في إيجاد مكان‬
‫بارز للدراسات العربية بألمانيا‪.‬‬
‫‪ -‬سلفستر دي ساسي‪1838 :‬م اهتم باألدب والنحو مبتعدا ًعن الخوض في الدراسات‬ ‫•‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وإليه يرجع الفضل في جعل باريس مركزاً للدراسات العربية‪ ،‬وكان ممن اتصل‬
‫به رفاعة الطهطاوي‪.‬‬
‫‪ -‬توماس أرنولد ‪1930-1864‬م إنجليزي‪ ،‬له الدعوة إلى اإلسالم الذي نقل إلى التركية‬ ‫•‬
‫واألردية والعربية‪ -.‬غوستاف لوبون‪ :‬مستشرق وفيلسوف مادي ‪ ،‬ال يؤمن باألديان مطلقاً‪،‬‬
‫جاءت أبحاثه وكتبه الكثيرة متسمة بإنصاف الحضارة اإلسالمية مما دفع الغربيين إلى‬
‫إهماله وعدم تقديره‪ -.‬زيجريد هونكه‪ :‬اتسمت كتابتها باإلنصاف وذلك بإبرازها تأثير‬
‫الحضارة العربية على الغرب في مؤلفها الشهير شمس العرب تسطع على الغرب‪.‬‬
‫‪ -‬ومنهم‪ :‬جاك بيرك‪ ،‬أنا ماري شمل‪ ،‬وكاراليل‪ ،‬ورينيه جينو‪ ،‬والدكتور جرينيه‪ ،‬وجوته‬ ‫•‬
‫األلماني‪ -.‬أ‪ .‬ج‪ .‬أربري ‪ ،A.J. Arberry‬من كتبه اإلسالم اليوم صدر ‪1943‬م‪ ،‬وله‬
‫مستشرقون متعصبون‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -‬جولدزيهر ‪1920-1850‬م مجري يهودي‪ ،‬من كتبه تاريخ مذاهب التفسير اإلسالمي‪.‬‬ ‫•‬
‫والعقيدة والشريعة‪ .‬ولقد أصبح زعيم اإلسالميات في أوروبا بال منازع‪ - .‬جون ماينارد‬
‫أمريكي‪ ،‬متعصب‪ ،‬من محرري مجلة الدراسات اإلسالمية‪ -.‬ص م‪ .‬زويمر مستشرق‬
‫مبشر‪ ،‬مؤسس مجلة العالم اإلسالمي األمريكية‪ ،‬له كتاب اإلسالم تحد لعقيدة صدر‬
‫‪1908‬م‪ ،‬وله كتاب اإلسالم عبارة عن مجموعة مقاالت قدمت للمؤتمر التبشيري الثاني‬
‫سنة ‪1911‬م في لكهنئو بالهند‪ -.‬غ‪ .‬فون‪ .‬غرونباوم ألماني يهودي‪ ،‬درَّ س في جامعات‬
‫أمريكا‪ ،‬له كتاب األعياد المحمدية ‪1951‬م ودراسات في تاريخ الثقافة اإلسالمية ‪1954‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬ج‪ .‬فينسينك عدو لإلسالم‪ ،‬له كتاب عقيدة اإلسالم ‪1932‬م‪ .‬وهو ناشر المعجم‬ ‫•‬
‫المفهرس أللفاظ الحديث النبوي في لغته األولى‪ -.‬كينيث كراج أمريكي‪ ،‬متعصب‪ ،‬له كتاب‬
‫دعوة المئذنة ‪1956‬م‪ -.‬لوي ماسينيون فرنسي‪ ،‬مبشر‪ ،‬مستشار في وزارة المستعمرات‬
‫الفرنسية لشؤون شمال أفريقيا‪ ،‬له كتاب الحالج الصوفي شهيد اإلسالم ‪1922‬م‪ .‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬ب‪ .‬ماكدونالد أمريكي‪ ،‬متعصب‪ ،‬مبشر‪ ،‬له كتاب تطور علم الكالم والفقه والنظرية‬ ‫•‬
‫الدستورية ‪1930‬م‪ .‬وله الموقف الديني والحياة في اإلسالم ‪1908‬م‪ -.‬مايلز جرين سكرتير‬
‫تحرير مجلة الشرق األوسط‪ -.‬د‪ .‬س‪ .‬مرجليوث ‪1940 - 1885‬م إنجليزي‪ ،‬متعصب‪،‬‬
‫من مدرسته طه حسين وأحمد أمين‪ ،‬وله كتاب التطورات المبكرة في اإلسالم صدر‬
‫‪1913‬م‪ .‬وله محمد ومطلع اإلسالم صدر ‪1905‬م وله الجامعة اإلسالمية صدر ‪1912‬م‪.‬‬
‫•‬
‫أهداف االستشراق‪:‬الهدف الديني‪:‬‬ ‫•‬
‫كان هذا الهدف وراء نشأة االستشراق‪ ،‬وقد صاحبه خالل مراحله الطويلة‪ ،‬وهو يتمثل في‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ - 1‬التشكيك في صحة رسالة النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬والزعم بأن الحديث النبوي إنما‬ ‫•‬
‫هو من عمل المسلمين خالل القرون الثالثة األولى‪ .‬والهدف الخبيث من وراء ذلك هو‬
‫محاربة ال ُّس نة بهدف إسقاطها حتى يفقد المسلمون الصورة التطبيقية الحقيقية ألحكام اإلسالم‬
‫ولحياة الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وبذلك يفقد اإلسالم أكبر عناصر قوته‪.‬‬
‫‪ -2‬التشكيك في صحة القرآن والطعن فيه‪ ،‬حتى ينصرف المسلمون عن االلتقاء على هدف‬ ‫•‬
‫واحد يجمعهم ويكون مصدر قوتهم وتأى بهم اللهجات القومية عن الوحي باعتباره المصدر‬
‫األساسي لهذا الدين (تنزيل من حكيم حميد) ‪ -3.‬التقليل من قيمة الفقه اإلسالمي واعتباره‬
‫مستمداً من الفقه الروماني‪ -4.‬النيل من اللغة العربية واستبعاد قدرتها على مسايرة ركب‬
‫التطور وتكريس دراسة اللهجات لتحل محل العربية الفصحى‪.‬‬
‫‪ -5‬إرجاع اإلسالم إلى مصادر يهودية ونصرانية بدالً من إرجاع التشابه بين اإلسالم‬ ‫•‬
‫وهاتين الديانتين إلى وحدة المصدر‪ -6.‬العمل على تنصير المسلمين‪.‬‬
‫‪ -7‬االعتماد على األحاديث الضعيفة واألخبار الموضوعة في سبيل تدعيم آرائهم وبناء‬ ‫•‬
‫نظرياتهم‪.‬‬
‫‪ -8‬لقد كان الهدف االستراتيجي الديني من حملة التشويه ضد اإلسالم هوحماية أوروبا من‬ ‫•‬
‫قبول اإلسالم بعد أن عجزت عن القضاء عليه من خالل الحرب الصليبية‪.‬‬
‫‪ -‬الهدف التجاري‪:‬‬ ‫•‬
‫لقد كانت المؤسسات والشركات الكبرى‪ ،‬والملوك كذلك‪ ،‬يدفعون المال الوفير للباحثين‪ ،‬من‬ ‫•‬
‫أجل معرفة البالد اإلسالمية وكتابة تقارير عنها‪ ،‬وقد كان ذلك جل ًّيا في عصر ما قبل‬
‫االستعمار (*) الغربي للعالم اإلسالمي في القرنين التاسع عشر والعشرين‪.‬‬
‫‪ -‬الهدف السياسي يهدف إلى‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ - 1‬إضعاف روح اإلخاء بين المسلمين والعمل على فرقتهم إلحكام السيطرة عليهم‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ - 2‬العناية باللهجات العامية ودراسة العادات السائدة لتمزيق وحدة المجتمعات المسلمة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ - 3‬كانوا يوجهون موظفيهم في هذه المستعمرات إلى تعلم لغات تلك البالد ودراسة آدابها‬ ‫•‬
‫ودينها ليعرفوا كيف يسوسونها ويحكمونها‪.‬‬
‫‪ - 4‬في كثير من األحيان كان المستشرقون ملحقين بأجهزة االستخبارات لسبر غور حالة‬ ‫•‬
‫المسلمين وتقديم النصائح لما ينبغي أن يفعلوه لمقاومة حركات البعث اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ ‬‬ ‫•‬
‫‪ ‬الهدف العلمي الخالص‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -‬بعضهم اتجه إلى البحث والتمحيص لمعرفة الحقيقة خالصة‪ ،‬وقد وصل بعض هؤالء إلى‬ ‫•‬
‫اإلسالم ودخل فيه‪ ،‬نذكر منهم‪:‬‬
‫‪ -1‬توماس أرنولد الذي أنصف المسلمين في كتابة الدعوة إلى اإلسالم‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ -2‬المستشرق الفرنسي رينيه فقد أسلم وعاش في الجزائر وله كتاب أشعة خاصة بنور‬ ‫•‬
‫اإلسالم مات في فرنسا لكنه دفن في الجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬أهم المؤلفات‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -‬تاريخ األدب العربي‪ :‬كارل بروكلمان ت‪1956‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ -‬دائرة المعارف اإلسالمية‪ :‬ظهرت الطبعة األولى باإلنجليزية والفرنسية واأللمانية وقد‬ ‫•‬
‫صدرت في الفترة ‪1938-1913‬م‪ .‬غير أن الطبعة الجديدة قد ظهرت باإلنجليزية‬
‫والفرنسية فقط من عام ‪1945‬م وحتى عام ‪1977‬م‪.‬‬
‫‪ -‬المعجم المفهرس أللفاظ الحديث الشريف والذي يشمل الكتب الستة المشهورة باإلضافة‬ ‫•‬
‫إلى مسند الدارمي وموطأ مالك ومسند أحمد بن حنبل وقد وضع في سبعة مجلدات نشرت‬
‫ابتدا ًء من عام ‪ 1936‬م‪ .‬لقد بلغ ما ألفوه عن الشرق في قرن ونصف قرن (منذ أوائل القرن‬
‫التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين) ستين ألف كتاب‪.‬‬
‫المؤتمرات والجمعيات‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -‬عقد أول مؤتمر دولي للمستشرقين في باريس سنة ‪1873‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ -‬تتابعت المؤتمرات بعد ذلك حتى بلغت أكثر من ثالثين مؤتمراً دول ًّيا‪ ،‬فضالً عن الندوات‬ ‫•‬
‫واللقاءات اإلقليمية الكثيرة الخاصة بكل دولة من الدول كمؤتمر المستشرقين األلمان الذي‬
‫عقد في مدينة درسدن بألمانيا عام ‪1849‬م‪ ،‬وما تزال تنعقد مثل هذه المؤتمرات باستمرار‬
‫حتى اآلن‪.‬‬
‫‪ -‬يحضر هذه المؤتمرات مئات من العلماء المستشرقين‪ ،‬حيث حضر مؤتمر أكسفورد‬ ‫•‬
‫تسعمائة ‪ 900‬عالم من خمس وعشرين دولة وثمانين جامعة وتسع وستين جمعية علمية‪.‬‬
‫‪ -‬هناك العديد من الجمعيات االستشراقية كالجمعية اآلسيوية في باريس تأسست عام‬ ‫•‬
‫‪1822‬م‪ ،‬والجمعية الملكية اآلسيوية في بريطانيا وأيرلندا عام ‪1823‬م‪ ،‬والجمعية الشرقية‬
‫األمريكية عام ‪1842‬م والجمعية الشرقية األلمانية عام ‪1845‬م‪.‬‬
‫‪ ‬‬ ‫•‬
‫‪ ‬المجالت االستشراقية‪:‬‬ ‫•‬
‫للمستشرقين اليوم من المجالت والدوريات عدد هائل يزيد على ثالثمائة مجلة متنوعة‬ ‫•‬
‫وبمختلف اللغات نذكر منها على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ -1‬مجلة العالم اإلسالمي ‪ The Muslim World‬أنشأها صمويل زويمر ت‪1952‬م في‬ ‫•‬
‫بريطانيا سنة ‪1911‬م وقد كان زويمر هذا رئيس المبشرين في الشرق األوسط‪.‬‬
‫‪ -2‬مجلة عالم اإلسالم ‪ Mir Islama‬ظهرت في بطرسبرج عام ‪1912‬م لكنها لم تعمر‬ ‫•‬
‫طويالً‪.‬‬
‫‪ -3‬مجلة ينابيع الشرق أصدرها هامر برجشتال في فيينا من ‪ 1809‬إلى ‪1818‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ -4‬مجلة‪ :‬اإلسالم ظهرت في باريس عام ‪1895‬م ثم خلفتها عام ‪1906‬م مجلة العالم‬ ‫•‬
‫اإلسالمي التي صدرت عن البعثة العلمية الفرنسية في المغرب وقد تحولت بعد ذلك إلى‬
‫مجلة الدراسات اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -5‬في عام ‪1910‬م ظهرت مجلة اإلسالم ‪Der Islam‬‬ ‫•‬
‫االستشراق في خدمة االستعمار ‪:‬‬ ‫•‬
‫كارل هنيريش بيكر ‪1933‬م مؤسس مجلة اإلسالم األلمانية‪ ،‬قام بدراسات تخدم األهداف‬ ‫•‬
‫االستعمارية في أفريقيا‪ - .‬بارتولد ‪1930‬م مؤسس مجلة عالم اإلسالم الروسية‪ ،‬قام ببحوث‬
‫تخدم مصالح السيادة الروسية في آسيا الوسطى‪.‬‬
‫‪ -‬الهولندي سنوك هرجرونج ‪1936-1857‬م قدم إلى مكة عام ‪1884‬م تحت اسم عبد‬ ‫•‬
‫الغفار‪ ،‬ومكث مدة نصف عام‪ ،‬وعاد ليكتب تقارير تخدم االستعمار في المشرق اإلسالمي‪.‬‬
‫وقد سبق له أن أقام في جاوه مدة ‪ 17‬سنة وقد صدرت الصور التي أخذها لمكة واألماكن‬
‫المقدسة في كتاب بمناسبة مرور مائة سنة على تصويرها‪.‬‬
‫معهد اللغات الشرقية بباريس المؤسس عام ‪1885‬م كانت مهمته الحصول على معلومات‬ ‫•‬
‫عن البلدان الشرقية وبلدان الشرق األقصى مما يشكل أرضية تسهل عملية االستعمار في‬
‫تلك المناطق‪.‬‬
‫‪ -‬وهكذا نرى أن مثل هؤالء المستشرقين جزء من مخطط كبير هو المخطط الصهيوني‬ ‫•‬
‫الصليبي لمحاربة اإلسالم‪ ،‬وال نستطيع أن نفهمهم على حقيقتهم إال عندما نراهم في إطار‬
‫ذلك المخطط الذي يهدف إلى تخريج أجيال ال تعرف اإلسالم أو ال تعرف من اإلسالم إال‬
‫الشبهات‪ ،‬وقد تم انتقاء أفراد من هذه األجيال لتتبوأ أعلى المناصب ومراكز القيادة والتوجيه‬
‫لتستمر في خدمة االستعمار ‪.‬‬
‫آراء استشراقية خطرة‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -‬جورج سيل زعم في مقدمة ترجمته لمعاني القرآن ‪1736‬م‪ ،‬أن القرآن إنما هو من‬ ‫•‬
‫اختراع محمد ومن تأليفه وأن ذلك أمر ال يقبل الجدل ‪.‬‬
‫‪ -‬ريتشارد بل يزعم بأن النبي محمد صلي هللا عليه وسلم قد استمد القرآن من مصادر‬ ‫•‬
‫يهودية ومن العهد القديم بشكل خاص‪ ،‬وكذلك من مصادر نصرانية‪.‬‬
‫‪ -‬دوزي ت‪1883‬م‪ :‬يزعم أن القرآن الكريم ذو ذوق رديء للغاية وال جديد فيه إال القليل‪،‬‬ ‫•‬
‫كما يزعم أن فيه إطنابا ً بالغا ً وممالً إلى حد بعيد‪.‬‬
‫‪ -‬جاء في تقرير وزير المستعمرات البريطاني أو مسبي غو لرئيس حكومته بتاريخ ‪ 9‬يناير‬ ‫•‬
‫‪ 1938‬م‪" :‬أن الحرب علمتنا أن الوحدة اإلسالمية هي الخطر األعظم الذي ينبغي على‬
‫اإلمبراطورية أن تحذره وتحاربه‪ ،‬وليس اإلمبراطورية وحدها بل فرنسا أيضاً‪ ،‬ولفرحتنا‬
‫فقد ذهبت الخالفة وأتمنى أن تكون إلى غير رجعة"‪.‬‬
‫‪ -‬يقول شيلدون آموس‪" :‬إن الشرع المحمدي ليس إال القانون الروماني لإلمبراطورية‬ ‫•‬
‫الشرقية معدالً وفق األحوال السياسية في الممتلكات العربية‪ ،‬ويقولكذلك‪" :‬إن القانون‬
‫المحمدي ليس سوى قانون جستنيان في لباس عربي"‪.‬‬
‫‪ -‬قال رينان الفرنسي‪" :‬إن الفلسفة العربية هي الفلسفة اليونانية مكتوبة بأحرف عربية"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ -‬أما لويس ماسينيون فقد كان زعيم الحركة الرامية إلى الكتابة في العامية وبالحرف‬ ‫•‬
‫الالتيني‪.‬‬
‫• ولكن‪ -:‬مما ال شك فيه أن للمستشرقين فضالً كبيراً في إخراج الكثير من كتب التراث‬
‫ونشرها محققة مفهرسة مبوبة‪ -.‬وال شك أن الكثير منهم يملكون منهجية علمية تعينهم على‬
‫البحث‪ -.‬وال ريب في أن لدى بعضهم صبراً ودأبا ً وجلداً في التحقيق والتمحيص وتتبع‬
‫المسائل‪ -.‬وما على المسلم إال أن يلتقط الخير من مؤلفاتهم متنبها ً إلى مواطن الدس‬
‫والتحريف ليتجنبها أو ليكشفها أو ليرد عليها ألن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق‬
‫الناس بها‪ ،‬خاصة وأن الفكر االستشراقي المعاصر قد بدأ يغير من أساليبه وقسماته من أجل‬
‫المحافظة على الصداقة والتعاون بين العالم الغربي والعالم اإلسالمي وإقامة حوار بين‬
‫المسيحية واإلسالم‪ ،‬ومحاولة تغيير النظرة السطحية الغربية إلى المسلمين‪ ،‬وربما كمحاولة‬
‫الستقطاب القوى اإلسالمية وتوظيفها لخدمة أهدافهم فلنكن حذرين‪.‬‬
‫الجذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬
‫• · لقد كان االستشراق وليد االحتكاك بين الشرق اإلسالمي والغرب النصراني أيام‬
‫الصليبيين‪ ،‬وعن طريق السفارات والرحالت‪ .‬ويالحظ دائما ً أن هناك تقاربا ً وتعاونا ً بين‬
‫الثالوث المدمر‪ :‬التنصير واالستشراق واالستعمار ‪ ،‬والمستعمرون يساندون المستشرقين‬
‫والمنصرين ألنهم يستفيدون منهم كثيراً في خططهم االستعمارية‪.‬‬
‫• · كان الدافع األساسي هو الجانب الالهوتي النصراني بغية تحطيم اإلسالم من داخله‬
‫بالدس والكيد والتشويه‪ ،‬ولكن االستشراق بعد ذلك وفي اآلونة األخيرة بدأ يتحلل من هذا‬
‫القيد نوعا ً ما ليتوجه توجها ً أقرب إلى الروح العلمية‬
‫االنتشار ومواقع النفوذ‪:‬‬ ‫•‬
‫· الغرب هو المسرح الذي يتحرك فوق أرضه المستشرقون‪ ،‬فمنهم األلمانومنهم‬ ‫•‬
‫البريطانيون والفرنسيون والهولنديون والمجريون‪ ،‬وظهر بعضهم في إيطاليا وفي أسبانيا‪،‬‬
‫وقد عال نجم االستشراق في أمريكا وصارت له فيها مراكز كثيرة‪.‬‬
‫· لم تبخل الحكومات‪ ،‬وال الهيئات وال الشركات وال المؤسسات وال الكنائس في يوم من‬ ‫•‬
‫األيام في دعم حركة االستشراق وم ّدها بما تحتاجه من مال‪ ،‬وتأييد وإفساح الطريق أمامها‬
‫في الجامعات حتى بلغ عدد هؤالء المستشرقين آالفا ً كثيرة‪.‬‬
‫ُسخرة في خدمة االستعمار‪ ،‬وفي خدمة التنصير وأخيراً في‬ ‫· لقد كانت حركة االستشراق م َّ‬ ‫•‬
‫خدمة اليهودية والصهيونية التي يهمها إضعاف الشرق اإلسالمي وإحكام السيطرة عليه‬
‫بشكل مباشر أو غير مباشر‪.‬‬
‫· استطاع المستشرقون أن يتسللوا إلى المجامع العلمية وقد ُعيِّن عدد كبير منهم أعضاء في‬ ‫•‬
‫هذه المجامع في سوريا ومصر‪ ،‬كما استطاعوا أن يؤثروا على الدراسات العربية‬
‫واإلسالمية في العالم اإلسالمي من خالل تالميذهم ومؤلفاتهم‪.‬‬
‫• ويتضح مما سبق‪:‬‬
‫• · أن االستشراق تيار فكري‪ ،‬يتجه صوب الشرق‪ ،‬لدراسة حضارته وأديانه‬
‫وثقافته ولغته وآدابه‪ ،‬من خالل أفكار اتسم معظمها بالتعصب‪ ،‬والرغبة في‬
‫خدمة االستعمار‪ ،‬وتنصير المسلمين‪ ،‬وجعلهم مسخا ً مشوها ً للثقافة الغربية‪،‬‬
‫وذلك ببث الدونية فيهم‪ ،‬وبيان أن دينهم مزيج من اليهودية والنصرانية‪،‬‬
‫وشريعتهم هي القوانين الرومانية مكتوبة بأحرف عربية‪ ،‬والنيل من لغتهم‪،‬‬
‫وتشويه عقيدتهم وقيمهم‪ ،‬ولكن بعضهم رأى نور الحقيقة فأسلم وخدم العقيدة‬
‫اإلسالمية‪َّ ،‬‬
‫وأث َر في مُحْ دثيهم‪ ،‬فبدأت كتاباتهم تجنح نحو العلمية‪ ،‬وتنحو نحو‬
‫العمق بدالً من السطحية‪ ،‬وربما صدر ذلك عن رغبة من بعضهم في استقطاب‬
‫القوى اإلسالمية وتوظيفها لخدمة أهدافهم االستشراقية‪ ،‬وهذا يقتضي الحذر‬
‫عند التعامل مع الفكر االستشراقي الذي يتدثر اآلن بدثار الموضوعية‪ .‬‬

You might also like