منتدبة قضائية من الدرجة الثانية مكلفة بمهام المساعد االجتماعي .بقسم قضاء االسرة مقدمة لقد حضي موضوع حماية الطفل بإهتمام كبير من المشرع المغربي وهو يعيد النظر في المقتضيات القانونية المنظمة للرابطة األسرية وما يترتب عنها من آثار تجاه األطفال مراعيا في ذلك مضامين الدستور واإلتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب في هذا الموضوع. فبمقتضى نصوص المدونة اصبح من واجب القضاء تقصي مصلحة الطفل و مراعاتها متى كان للدعوة مساس بوضعية الطفل و حقوقه ،سواء في ما يخص النسب والحضانة و النفقة وغيرها من القضايا التي يرجع االختصاص فيها لقضاء األسرة. فالطفل ينبغي ان يحاط بالعناية الالزمة منذ والدته الى بلوغ سن الرشد ،بل و حتى قبل والدته عندما يكون جنينا في بطن أمه .و تتجسد الحماية بعد الوالدة في حقه في النسب و في اإلنفاق عليه سواء أثناء قيام العالقة الزوجية او بعد انفصامها
:أثناء قيام العالقة الزوجية
:و تتجسد حماية األطفال من خالل نص المادة 54من المدونة التي تأكد على ان لألطفال على أبويهم حقوقا تتمثل في • حماية حياتهم و صحتهم منذ الحمل الى حين بلوغ سن الرشد • العمل على تثبيت هويتهم و الحفاظ عليها بالنسبة لإلسم و الجنسية و التسجيل في الحالة المدنية • إتخاذ كل التدابير الممكنة للنمو الطبيعي لألطفال بالحفاظ على سالمتهم الجسدية و كذا السهر على تعليمهم و تكوينهم و أيضا ضمنت مدونة األسرة حماية الطفل في نسبه سواء في الزواج الصحيح او الغير الصحيح ،ففي الزواج الصحيح نجد المادة 150من المدونة تنص على ان النسب لحمة شرعية بين االب و ولده تنتقل من السلف الى الخلف وفي الزواج الغير الصحيح أيضا ضمنت حق الطفل في نسبه فرغم ان المحكمة تصرح ببطالن هذا الزواج اال انه يترتب عليه لحوق النسب بعد البناء عند توفر حسن النية حماية حق الطفل في النسب خارج مؤسسة الزواج فالمشرع هنا كان حريصا على حماية حقوق الطفل حيث إعتبر نسب الحمل او الولد المزداد أثناء الخطبة الحق بالخاطب إذا توفرت الشروط المنصوص عليها في المادة 156من المدونة ،وحتى إذا أنكر الخاطب ان يكون ذلك الحمل منه امكن اللجوء الى جميع الوسائل الشرعية في .إثبات النسب و كذا اإلستعانة بالخبرة الجينية
حماية حق الطفل في ما يخص الحضانة
من المستجدات التي جاءت بها المدونة والتي تتجلى فيها الحماية القانونية للطفل هو تقليص حاالت سقوط الحضانة ذلك ان زواج االم الحاضنة ال :يسقط حقها في الحضانة متى • كان الطفل عمره ال يتجاوز سبع سنوات • كانت به عاهة تجعل حضانته مستعصية على غير االم • كان زوجها قريبا محرما • او نائبا شرعيا للمحضون • او كانت االم الحاضنة نائبا شرعيا للمحضون و ذلك بنص المادة . 175 و أيضا أخذ المشرع بحضانة المؤسسة اذا لم يوجد بين مستحقي الحضانة او وجد ولم تتوفر فيهم الشروط المنصوص عليها في المادة 173من المدونة (االستقامة و األمانة ،القدرة على تربية المحضون و صيانته.)...
حماية حق الطفل في النفقة
تتجلى مظاهر حماية الطفل في ضمان حقه في النفقة بإلزام النفقة على األبناء و إستمرارها الى حين بلوغهم سن الرشد او إتمام خمسة او عشرين سنة لمن يتابع دراسته. • استمرار انفاق االب على أوالده المصابين بإعاقة و العاجزين عن الكسب (المادة 198من مدونة االسرة). • كل توقف على االنفاق لمدة أقصاها شهر دون عذر مقبول تطبق عليه احكام اهمال االسرة. • تحدد المحكمة وسائل تنفيذ الحكم بالنفقة حيت يمكن اقتطاعها من منبع االجر الذي يتقاضاه الملزم بالنفقة . • و من مظاهر الحماية أيضا تم احداث صندوق التكافل العائلي لضمان إستمرار التوصل بالنفقة لفائدة المرأة المهملة و المطلقة عن أبنائها. هذه بعض صور مظاهر الحماية القانونية التي منتها مدونة االسرة لفائدة األطفال . و أخيرا ال يفوتني الحديث عن دور النيابات العامة في السهر على ضمان إحترام هذه الحقوق بإقماتها الدعوة العمومية في مواجهة من يخل بهته المقتضيات الحمائية متى وصل هذا اإلخالل حد الفعل الجرمي الذي يعاقب عليه القانون الجنائية.