‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫الجامعة المستنصرية‬
‫كلية االدارة واالقتصاد‬

‫العالقة بين التفكير‬

‫االستراتيجي والتخطيط‬
‫االستراتيجي‬

‫األستاذ المساعد الدكتورة‬

‫شهيناز‬
 ‫‪ :‬المقدمة‬
‫تطورت الدراسـات فـي مجال التخطيـط االسـتراتيجي وشهدت نقلـة نوعية‬
‫متطورة سـعى مـن خاللهـا الباحثيـن والمختصـين الـى االرتقاء بالتخطيط‬
‫االسـتراتيجي واالعالء مـن شأنـه ‪ ،‬حيـث أصـبح هناك مفاهيم كثيرة وعديدة‬
‫ومتداخلـة معـه سـاعدت فـي اغنائـه والرفـع مـن شأنـه ومـا لهذه المفاهيـم من‬
‫عالقـة جدليـة مـع التخطيـط االسـتراتيجي ومـن بينهـا التفكيـر االسـتراتيجي وما‬
‫لهذا الحقـل مـن دور فـي تطويـر العمليـة التخطيطيـة وجعلهـا اكثـر علميـة ودقة‬
‫لذلـك فأـن للتفكيرـ االسـتراتيجي عالقـة جدليـة وطيدة مـع التخطيط‬
‫االسـتراتيجي مـن خالل االضافـة العلميـة التـي قدمهـا التفكيـر االستراتيجي‬
‫لعمليـة التخطيـط مـن خالل اسـتناده علـى بنـى فكريـة اسـاسية وقاعدة فلسفية‬
‫نابعـة مـن عمـق تطلعات الدولـة للنهوض بواقعهـا عـن طريـق التخطيط‬
‫‪ .‬لمستقبلها القريب والمتوسط والبعيد‬
 ‫‪:‬العالقة بين التفكير االستراتيجي والتخطيط االستراتيجي‬
‫لمعرفة العالقة بين التفكير االستراتيجي والتخطيط‬
‫االستراتيجي ‪ ،‬البد من معرفة ما المقصود بالمصطلحين التفكير‬
‫االستراتيجي والتخطيط االستراتيجي‪.‬‬
‫التخطيط االستراتيجي ‪:‬‬
‫هو دراسة الواقع بكل ابعاده ومظاهره من قوة وضعف وتحديات‬
‫وفرص ‪ ،‬ورسم رؤى واهداف مستقبلية بناء على ذلك ‪ .‬ثم وضع‬
‫برامج عملية تساعد على االنتقال الى المستقبل المنشود ‪.‬‬
‫التفكير االستراتيجي ‪:‬‬
‫فهو ينطلق من التأمل العميق الستشراف المستقبل وتحديد‬
‫االتجاه الذي يقود المنظمة لالستفادة من الفرص ومواجهة‬
‫التحديات والمتغيرات المستقبلية ‪.‬‬
‫فالعالقة بين االثنين هي واضحة في االدبيات ‪ ،‬فكثيرا ما يستخدم‬
‫التخطيط االستراتيجي لإلشارة الى البرمجة والتحليل بينما‬
‫التفكير االستراتيجي يشير الى االبداع والتركيب (‪zahn ,‬‬
‫‪.)2010 : 13‬‬
‫واشار ( حسين ‪ ،‬وحيدر مهدي ‪ )124 : 2014 ،‬بأن العالقة بين‬
‫التفكير االستراتيجي والتخطيط يمكن مالحظتها من خالل االتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الرؤيـة ‪ :‬يسـتطيع التفكيـر االسـتراتيجي التنبـؤ بمالمـح الصـور الحاملة‬
‫للمسـتقبل ‪ ،‬فـي حيـن يسـهم التخطيـط االسـتراتيجي بتفاصـيل المستقبل‬
‫المتنبئ به ‪.‬‬
‫‪ -2‬الرسـالة ‪ :‬يحدد التفكيـر االسـتراتيجي المالمـح العامـة الرسـالة المنظمة‬
‫بينما يترجم التخطيط االستراتيجي الرسالة ويحولها الى محاور عمل ‪.‬‬
‫‪-3‬االهداف االسـتراتيجية ‪ :‬التفكيـر االسـتراتيجي يؤدي الى اشتقاق االهداف‬
‫االسـتراتيجية مـن الرسـالة فـي حيـن ينقلهـا التخطيـط الـى ممارسـات عمل‬
‫تنفيذية‪.‬‬
‫‪ -4‬صـياغة االسـتراتيجية ‪ :‬التفكيـر االسـتراتيجي يتيـح مشاركـة وتفاعـل كل‬
‫المسـتويات االداريـة فـي صـياغة االسـتراتيجية ‪ ،‬بينمـا التخطيـط االستراتيجي‬
‫يقدم بصياغة الخطة ونشرها على المستويات االدنى لتنفيذها ‪.‬‬
‫‪ -5‬مرجعيـة الحكـم ‪ :‬مرجعيـة التفكيـر االسـتراتيجي الحـس االستراتيجي‬
‫والهدف العام الراسـخ فـي االذهان بينمـا مرجعيـة التخطيـط االسـتراتيجي هي‬
‫ادوات قياس واضحة ومحددة ‪.‬‬
 ‫ومـن هنـا نرى ان العالقـة بيـن التخطيـط االسـتراتيجي والتفكير‬
‫االسـتراتيجي همـا محوران اسـاسيان ال يمكـن ان يسـتغنيان عن‬
‫بعضهمـا ‪ ،‬حيـث تربطهمـا عالقـة وثيقـة وقويـة نابعـة مـن حاجة‬
‫المفهوميـن الـى التمازج لكـي تتولـد لدينـا خطـط اسـتراتيجية ناجحة‬
‫نابعة من فكر ناجح ‪.‬‬
‫لذا ان التخطيـط االسـتراتيجي الناجـح هـو الذي يقوم علـى اسسـ‬
‫فكريـة استراتيجية نابعة مـن فلسـفة الدولـة ولذا فأن هذه العالمـة بين‬
‫المفهوميـن هـي عالقـة تعاضديـة قائمـة علـى مبدأ الوجهان لعملة‬
‫واحدة ‪.‬‬
‫اذن العالقـة بيـن التخطيـط االسـتراتيجي والتفكيـر االسـتراتيجي هي‬
‫عالقة تكاملية احدهما يكمل االخر وهما طريقتان للتفكير ‪.‬‬
‫وهناك بعـض االختالفات بيـن التفكيـر االسـتراتيجي والتخطيـط االستراتيجي عندمـا يتـم تجزئتهـا الى ابعاد او‬
‫عناصر وكما مبين بالجدول رقم(‪)1‬‬
‫جدول رقم (‪)1‬‬
‫بعض االختالفات بين التفكير االستراتيجي والتخطيط االستراتيجي‬
‫ت‬ ‫البعد او العنصر‬ ‫التفكير االستراتيجي‬ ‫التخطيط االستراتيجي‬
‫‪1‬‬ ‫رؤية المستقبل‬ ‫من الممكن توقع المستقبل‬ ‫التوقع او التنبؤ بالمستقبل يكون محدد‬
‫‪2‬‬ ‫صياغة وتنفيذ االستراتيجية‬ ‫ادوار صـياغة وتنفيـذ االسـتراتيجية مـن الممكـن ان يكون مقسم فـي التفكيـر االسـتراتيجي عمليـة التنفيـذ تفاعليـة وليست‬
‫منفصلة ‪.‬‬ ‫بدقة‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫دور االدارة في صناعة‬ ‫كبار المديريـن التنفيذييـن يحصـلون علـى المعلومات الالزمـة من المدراء فـي المسـتوى االدنـى يكون لهـم مسـاحة اكـبر في‬
‫االستراتيجية‬ ‫مديري المسـتوى االدنـى ‪ ،‬السـتخدامها لوضـع خطـة لتوزع على عمليـة انتهاز الفرـص ومشاركـة اكـبر فـي عمليـة صياغة‬
‫االستراتيجية ‪.‬‬ ‫المديرين لتنفيذها‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫الرقابة‬ ‫هـي هدف اسـتراتيجي والغرض هـو جزء ال يتجزأ من عقول‬ ‫يؤكد السيطرة من خالل انظمة القياس‪.‬‬
‫المديريـن فـي جميـع انحاء المنظمـة والتـي مـن الصعب‬
‫توجيهها او قياسها عن طريق المستويات العليا‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫دور االدارة في التنفيذ‬ ‫المدراء مـن المسـتوى االدنـى يحتاجون فقـط لمعرفة الدور الذي جميـع المديريـن يفهمون النظام االكـبر والعالقـة بيـن ادوارهم‬
‫وعمـل هذا النظام فضال عـن الترابـط بيـن االدوار المختلفة‬ ‫يقومون به ويمكن ان يتوقع منه ان يدافع عن موقعه فقط ‪.‬‬
‫التي تشكل النظام‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫صياغة االستراتيجية‬ ‫التحدي االكبر يكون او يتمثل في تحديد االتجاه االستراتيجي في ان تنفيـذ االسـتراتيجية بنجاح هـو اكثـر اهميـة واصـعب من‬
‫عمليـة تقييمهـا وترتبـط االسـتراتيجية والتغييـر ارتباطا ال‬ ‫المقام االول ‪.‬‬
‫ينفصل‪.‬‬
 ‫يسبق َم ْن ‪ ..‬التفكير االستراتيجي ام التخطيط االستراتيجي ؟؟‬
‫ُ‬ ‫َم ْن‬
‫ان عمليـة التفكيـر االسـتراتيجي هـي التـيـ تسـبق عمليـة التخطيـط االسـتراتيجي ‪ ،‬اذ ال يمكن ان‬
‫يكون هناك تخطيـط اسـتراتيجي مالـم يكـن هناك تفكيـر سـابق لـم نريـد ان نخطـط لـه‪ ،‬والفكرة هي‬
‫التـي تسـهم فـي صـياغة الخطـة وليـس الخطـة هـي التـي تولـد الفكرة وهذا يدل علـى ان كـل خطة‬
‫اسـتراتيجية ناجحـة بدأـت بعمليـة تفكيريـة ذهنيـة مـن قبـل المفكـر االسـتراتيجي ‪ ،‬بمعنى ان‬
‫التخطيـط االسـتراتيجي هـو نتاج التفكيـر االسـتراتيجيـ الذي يحدث ذهنيـا ويترجـم علـى شكل‬
‫خطط نظرية وعملية ‪.‬‬
‫المفكّر االستراتيجي والمخطط االستراتيجي‪:‬‬ ‫التميز بين ُ‬
‫‪-1‬يفترض ان يكون االسـتراتيجيون مخططيـن ولكـن ليس بالضرورة ان يكون المخططون‬
‫استراتيجيين ‪.‬‬
‫‪-2‬المخططون بارعون فـي ترجمـة االهداف الـى خطـط والخطـط الـى برامـج وانعكاس الـبرامج في‬
‫مجموعـة سـياسات وقواعـد وانظمـة ‪ ،‬واالسـتراتيجيون يفعلون كـل ذلـك مـن خالل رؤية‬
‫استراتيجية ناتجة عن منهج التفكير االستراتيجي ‪.‬‬
‫‪-3‬المخططون يعملون وفـق آليـة يغلـب عليهـا الجانـب االجرائـي الرسـمي واالستراتيجيون‬
‫يفكرون وفق منهج التفكير واالدراك والتوجه االستراتيجي ‪.‬‬
‫‪-4‬المخططون يتعاملون مـع االرقام واالحصـاءات والمعلومات واالسـتراتيجيون يتعاملون ليس‬
‫فقـط مـع دالالت االرقام واالحصـاءات لكـن يتعاملون مـا وراء هذه االرقام والمعلومات وذلـك وفق‬
‫توجـه اسـتراتيجيـ مرن يسـتوعب المواقـف ويتفاعـل مـع االحداث بمـا يحقـق رسـالة المنظمة‬
‫واهدافها ‪.‬‬
 ‫العالقة التحاورية بين التفكير االستراتيجي والتخطيط االستراتيجي‪:‬‬
‫مـن هانـ اقترح (‪ ) )Heacleous,1998‬عالقـة تحاوريـة بيـن التخطيـط االسـتراتيجي والتفكريـ االسـتراتيجي تمكن‬
‫المنظمـة مـن التقدم والتطور اسـتراتيجيا ً مـن خالل وضع اهـ فـي اطار المحصـالت المرغوبـة مـن هذه العالقـة بين‬
‫وكمـ موضـح في‬‫ا‬ ‫التفكيرـ االسـتراتيجي والتخطيـط االسـتراتيجي فـي اطار نظام متكامـل لإلدارة االسـتراتيجية‬
‫الشكل (‪ )1‬باعتبار ان التفكير االستراتيجي والتخطيط االستراتيجي جانبين يكمالن بعضهما البعض في االدارة‬
‫االستراتيجية ‪.‬‬

‫الشكل (‪ )1‬العالقة بين التفكير االستراتيجي والتخطيط االستراتيجي‬

‫‪Source : Heracleous L.. (1998) , "Strategic Thinking or Strategic planning " , Long Range Planning Vol.(31), No.(3), P:487.‬‬
 ‫العالقة التكاملية بين التفكير االستراتيجي والتخطيط االستراتيجي‪:‬‬
‫وقدـ اشار (‪ )Nicholas et al.,2010 :59‬الـى ان عمليـة التفكريـ االسـتراتيجي والتخطيـط االسـتراتيجي هي "‬
‫السـلوك االسـتراتيجي " التـي تشكـل االسـتراتيجية الناجمـة عـن ذلـك ‪ .‬والشكـل (‪ )2‬يوضـح الترابـط والتكامـل بين‬
‫التفكير االستراتيجي والتخطيط االستراتيجي ‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2‬التكامل بين التفكير االستراتيجي والتخـطيط االستراتيجي‬

‫‪Source : Fiona , 2002) , p: 457‬‬
 ‫‪ :‬المصادر‬
‫‪ -1‬عل ي بشار بك ر ‪ ،‬جدلي ة العالق ة بي ن التخطي ط االس تراتيجي والتفكير‬
‫االستراتيجي ‪ ،‬جامعة النهرين ‪ ،‬كلية العلوم السياسية ‪.2011 ،‬‬
‫‪ -2‬احمد كامل نصيف ‪ ،‬دور التفكير االستراتيجي في تمكين الموارد البشرية‪-‬‬
‫رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬كلية االدارة واالقتصاد ‪.2018 ،‬‬
‫‪ - 3‬هاشم فوزي العبادي ‪ ،‬واخرون ‪ ،‬التفكير االستراتيجي ‪ ،‬ط‪، 2019 ،1‬‬
‫دار صفاء للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪.‬‬
‫‪4-Heracleous L.. (1998) , "Strategic Thinking or‬‬
‫‪Strategic planning " , Long Range Planning Vol.‬‬
‫‪(31), No.(3).‬‬

‫‪5-Baloch , Q., Inam , M., (2007) , Strategy Thinking :‬‬

‫‪Catalyst to Competitive Advantage , Journal of‬‬
‫‪Managerial Sciences, Volume I, Number 2 .‬‬