Professional Documents
Culture Documents
BADI'
BADI'
ال ُم ْحسِ َن ُ
المـَُق َابلَةُ
هي أن يؤتى بمعنيين غير متقابلين أو أكثر ،ثم يؤتى بما يقابل ذلك على
الترتيب ،مثل قوله تعالى﴿ :فليضحكوا قليال وليبك'وا كثيرا﴾ التوبة82 :
معان متوافقة ،ثم يؤتى بما يقابل ذلك على ٍ هي أن يؤتى بمعنيين م'توافقين أو
الترتيب،
ق بِ ْال ُح ْسنَى * فَ َسنُيَ ِّس ُرهُ لِ ْليُ ْس َرى ص َّد َ ك'قوله تعالى :فَأ َ َّما َم ْن أَ ْعطَى َواتَّقَى * َو َ
ب بِ ْال ُح ْسنَى * فَ َسنُيَ ِّس ُرهُ لِ ْل ُع' ْس َرى * َوأَ َّم'ا َم ْن بَ ِخ َل َوا ْستَ ْغنَى * َو َك َّذ َ
ث. ت َويُ َحرِّ ُم َعلَ ْي ِه ُم ْال َخبَائِ َوكقوله تعالى :ي ُِحلُّ لَهُ ُم الطَّيِّبَا ِ
وقال عليه الصالة والسالم لألنصار« :إنكم لتكثرون عند الفزع ،وتقلُّون عند
الطمع».
المـَُق َابلَةُ
وقال خالد بن صفوان يصف رجاًل :ليس له صديق في السر وال عدو في
العالنية .وكقوله:
فتًى كان فيه ما يسر صديقه #ولكن فيه ما يسوء األعاديا
وكقوله:
وباسط خير فيكم بيمينه #وقابض شر عنكم بشماله
وكقوله:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمع'ا #وأقبح الكفر واإلفالس بالرجل
وكقوله:
يا أُ َّمة كان قُبح الجور بسخطها #ده ًرا فأصبح حُسن العدل يرضيها
اعاةُ الن ِ
َّظ ْيرِ ُم َر َ
مراعاة النظير :هي الجمع بين أمرين أو أمور متناسبة ،ال على جهة التضاد،
صيرُ. وذلك إما بين اثنين ،نحو قوله تعالىَ :وهُ َو ال َّس ِم'ي ُع ْالبَ ِ
ضاَل لَةَ بِ ْاله'ُ َدى فَ َما
ين ا ْشتَ َر ُوا ال َّ ك الَّ ِذ َوإم'ا بين أكثر ،نحو قوله تعالى :أُولَئِ َ
ت تِ َجا َرتُهُ ْم.َربِ َح ْ
ويلحق بمراعاة النظير ما بُني على المناسبة في «المعنى» بين طرفي
الكالم ،يعني :أن يُختم الكالم بم'ا يناسب أوله في المع'نى،
صا َر َوهُ َو اللَّ ِط ُ
يف ك اأْل َ ْب َصا ُر َوهُ َو يُ ْد ِر ُ نحو قوله تعالى :اَل تُ ْد ِر ُكهُ اأْل َ ْب َ
ْال َخبِيرُ.
فإن «اللطيف» يناسب عدم إدراك األبصار له ،و«الخبير» يناسب إدراكه
سبحانه وتع'الى لألبصار.
اعاةُ الن ِ
َّظ ْيرِ ُم َر َ
وما بُني على الم'ناسبة في «اللفظ» باعتبار معنًى له غير المع'نى المقصود
في العبارة ،نحو قوله تعالى :ال َّش ْمسُ َو ْالقَ َم ُر بِ ُح ْسبَ ٍ
ان * َوالنَّجْ ُم َوال َّش َج ُر
ان ،فإن المراد «بالنجم» هنا النبات ،فال يناسب «الشمس» و«القمر» يَ ْس ُج َد ِ
ولكن لفظه يناسبهما باعتبار داللته على الكواكب ،وهذا يقال له« :إيهام
التناسب» كقوله:
كأن الثريا ُعلقت في جبينها #وفي نحرها الشعرى وفي خ ِّدها القمر
والطل في سلك الغضون كلؤلؤ #رطب يصافحه النسيم فيسقط
والطير يقرأ والغدير صحيفة #والريح تك'تب والغمام ينقط
اد
صُ ِ
اال ْر َ
اإلرصاد :هو أن يذكر قبل الفاصلة «م'ن الفقرة ،أو القافية من
الروي،ِ البيت» م'ا يدل عليها إذا عرف
نحو قوله تعالى:
س َوقَ ْب َل ْال ُغرُو ِ
ب. وع ال َّش ْم ِ ك قَ ْب َل طُلُ ِ َ و َسبِّحْ بِ َح ْم ِد َربِّ َ
ونحو قوله تعالى :
ون٧ ظلِ َم'هُ ْم َولَ ِك ْن َكانُوا أَ ْنفُ َسهُ ْم يَ ْ
ظلِ ُم' َ ان هللاُ لِيَ َْ و َما َك' َ
اد ص
ْ َُ ر ِ
اال
وكقول الشاعر:
أحلت دمي من غير جُرم وح َّرم'ت #بال سبب عند اللقاء ك'الم'ي
بمحلل #وليس الذي حرَّمته بم'حرم ٍ فليس الذي حللته
ونحو:
إذا لم تستطع شيئًا فدعه #وجاوزه إلى ما تستطيع
الروي ،نحو قوله تعالى : ِّ وقد يُستغنى عن مع'رفة
َ ولِ ُك ِّل أُ َّم ٍة أَ َج ٌل فَإ ِ َذا َجا َء أَ َجلُهُ ْم اَل يَ ْستَأْ ِخر َ
ُون َسا َعةً َواَل يَ ْستَ ْق ِد ُم َ
ون.
اج م د ِ
اال
َْ ُ
اإلدماج :هو أن يُض َّمن كالم قد سيق لم'عنًى ،معنًى آخر لم
يصرح به كقول الم'تنبي:
أقلِّب فيه أجفاني ك'أني #أعد بها على الدهر الذنوبا
ساق الشاعر هذا الكالم «أصالة» لبيان طول الليل و«أدمج»
الشكوى م'ن الدهر في وصف الليل بالطول
ِ
ب ال َكاَل م ُّيه ذ
ْ ـ مال
َ
َ ُ
المذهب الكالمي :هو أن يورد المتكلم على صحة دعواه ُحجَّة قاطعة مسلمة
عند المخاطب ،بأن تك'ون المقدم'ات' بعد تسليمها مستلزمة للمطلوب ،كقوله
ان فِي ِه َما آلِهَةٌ إِاَّل هللاُ لَفَ َس َدتَا والالزم وهو الفساد باطل ،فكذا تعالى :لَ ْو َك َ
الملزوم وهو تعدد اآللهة باطل ،وليس أدل على ذلك من الحقيقة والواقع.
ب ِم َن ْالبَ ْع ِ
ث فَإِنَّا َخلَ ْقنَا ُك ْم ِم ْن وكقوله تعالى :يَا أَيُّه'َا النَّاسُ إِ ْن ُك ْنتُ ْم فِي َر ْي ٍ
ب ،ونحو قوله تعالىَ :وهُ َو الَّ ِذي يَ ْب َدأُ ْال َخ ْل َ
ق ثُ َّم يُ ِعي ُدهُ َوهُ َو أَ ْه َو ُن َعلَ ْي ِه؛ أي: تُ َرا ٍ
وكل م'ا هو أهون عليه فهو أدخل تحت' اإلمكان ،فاإلعادة مم'كنة.
وس ِّمي هذا النوع «بالم'ذهب الك'المي»؛ ألنه جاء على طريقة «علم الك'الم
والتوحيد» وهو عبارة عن إثبات «أصول الدين» بالبراهين العقلية القاطعة
الت ْعلِ ْي ِل
ُح ْس ُن َّ
حُسن التع'ليل ٨:هو أن ينكر األديب — صراحة أو ضمنًا — علة الشيء
المعروفة ،ويأتي بعلة أخرى أدبية طريفة ،لها اعتبار لطيف ،ومشتملة على
دقة النظر ،بحيث تُناسب الغرض الذي يرم'ي إليه.
يعني أن األديب يدعي لوصف علة مناسبة غير حقيقية ،ولكن فيها حسن
وطرافة ،فيزداد بها المعنى المراد الذي يرمي إليه جمااًل وشرفًا ،كقول
المعري في الرثاء:
وما كلفة البدر المنير قديمة
ولكنها في وجهه أثر اللطم
يقصد أن الحزن على «المرثي» شمل كثي ًرا من مظاهر الكون؛ فهو لذلك
ي َّدعي أن كلفة البدر (وهي ما يظه'ر على وجهه من كدرة) ليست ناشئة عن
سبب طبيعي ،وإنم'ا هي حادثة من «أثر اللطم على فراق المرثي».
الت ْعلِ ْيلِ
ُح ْس ُن َّ
ومثله قول الشاعر اآلخر:
أما ذكاء فلم تصفَ َّر إذا جنحت #إال لفرقة ذاك المنظر الحسن
يقصد أن الشمس لم تصفر عند الجنوح إلى المغيب للسبب المعروف ،ولكنها
«اصفرت مخافة أن تفارق وجه الممدوح» .ومثله قول الشاعر اآلخر:
ما قصر الغيث عن مصر وتربتها #طب ًعا ولكن تعداكم من الخجل
وال جرى النيل إال وهو معترف #بسبقكم فلذا يجري على مهل
يُنكر هذا الشاعر األسباب الطبيعية لقلة المطر بمصر ،ويلتمس لذلك سببًا آخر،
وهو «أن المطر يخجل أن ينزل بأرض يعمها فضل الممدوح وجوده»؛ ألنه ال
يستطيع مباراته في الجود والعطاء ،وال بد في العلة أن تكون ادعائية ،ثم إن
الوصف أعم من أن يكون ثابتًا فيقصد بيان علته ،أو غير ثابت فيراد إثباته.
الت ْعلِ ْي ِل
ُح ْس ُن َّ
فاألول( :أ) وصف ثابت' غير ظاهر الع'لة،
كقوله:
بين السيوف وعينيه'ا مشاركة #من أجلها قيل لألجفان أجفان
وقوله:
ت به فصبيبها الرُّ حْ َ
ضاء٩ لم يحك نائلك السحاب وإنماُ #ح َّم ْ
وقوله:
زعم البنفسج أنه كع'ذاره ُ #ح ْسنًا ،فسلوا من قفاه لسانه
فخروج ورقة البنفسج إلى الخلف ال علة له ،لكنه ادعى أن علته االفتراء
على المحبوب.
الت ْعلِ ْي ِل
ُح ْس ُن َّ
(ب) أو وصف ثابت ،ظاهر العلة ،غير التي تذكر،
كقول المتنبي:
ما به قت ُل أعاديه ولكن #يتقي إخالف ما ترجو ال ِّذئاب
فإن قتل األعادي عادة للملوك؛ ألجل أن يسلموا من أذاهم وضرهم ،ولكن
«الم'تنبي» اخترع لذلك سببًا غريبًا ،فتخيل أن الباعث له على قتل أعاديه
لم يكن إال ما اشته'ر و ُعرف به ،حتى لدى الحيوان األعجم من «الكرم
الغريزي ،وم'حبته إجابة طالب اإلحسان» ومن ثم فتك به'م؛ ألنه علم أنه
إذا غدا للحرب رجت الذئاب أن يتسع عليها رزقها ،وتنال من لحوم
أعدائه القتلى ،وما أراد أن يخيب لها م'طلبًا.
الت ْعلِ ْيلِ
ُح ْس ُن َّ
والثاني :وصف غير ثابت ،وهو(:أ) إما ممكن ،كقول مسلم بن الوليد:
يا واشيًا حسنت فينا إساءته #نجَّى حذارك إنساني من الغرق
فاستحسان إساءة الواشي ممكن ،ولكنه لما خالف الناس فيه عقبه بذكر سببه ،وهو
أن حذاره من الواشي منعه من البكاء ،فسلم إنسان عينه من الغرق في الدموع.
(ب) وإما غير ممكن ،كقول الخطيب القزويني:
لو لم تكن نية الجوزاء خدمته #لما رأيت عليها عقد منتطق
فقد ادعى الشاعر أن الجوزاء تريد خدمة الممدوح ،وهذه صفة غير ممكنة ،ولكنه
ضا ادعا ًء أدبيًّا مقبواًل ؛ إذ تصور أن «النجوم التي تحيط
عللها بعلة طريفة ادعاها أي ً
بالجوزاء إنما هي نطاق شدته حولها على نحو ما يفعل الخدم؛ ليقوموا بخدمة
الممدوح»
الت ْعلِ ْي ِل
ُح ْس ُن َّ
والثاني :وصف غير ثابت ،وهو(:أ) إما ممكن ،كقول مسلم بن الوليد:
يا واشيًا حسنت فينا إساءته
نجَّى حذارك إنساني من الغرق
فاستحسان إساءة الواشي ممكن ،ولكنه لما خالف الناس فيه عقبه بذكر سببه ،وهو
أن حذاره من الواشي منعه من البكاء ،فسلم إنسان عينه من الغرق في الدموع.
(ب) وإما غير ممكن ،كقول الخطيب القزويني:
لو لم تكن نية الجوزاء خدمته
لما رأيت عليها عقد منتطق
فقد ادعى الشاعر أن الجوزاء تريد خدمة الممدوح ،وهذه صفة غير ممكنة ،ولكنه
عللها بعلة طريفة ادعاها أيضًا ادعا ًء أدبيًّا مقبواًل ؛ إذ تصور أن «النجوم التي تحيط
بالجوزاء إنما هي نطاق شدته حولها على نحو ما يفعل الخدم؛ ليقوموا بخدمة
الممدوح»١٠.