التأثيرات المتبادلة بين السلوك الانساني والبيئة الاجتماعية في

You might also like

Download as pptx, pdf, or txt
Download as pptx, pdf, or txt
You are on page 1of 29

‫التأثيرات المتبادلة بين السلوك االنساني والبيئة االجتماعية في مرحلة‬

‫الطفولة‬
‫إعداد‬
‫أحمد سعـود علي الشيخي ‪2103334‬‬
‫‪2103122‬‬ ‫مشاري فهد السهلي‬
‫‪2101518‬‬ ‫بدر صالح الوادعي‬
‫‪2101546‬‬ ‫محمد مشعل الحربي‬
‫‪2102599‬‬ ‫عبدالشكور عبدالواحد الحجي‬

‫اشراف الدكتور‬
‫احمد صادق احمد فرغلي‬
‫‪ ‬‬
‫‪1442/2020‬م‬
‫يختلف سلوك اإلنسان باختالف مرحلة النمو النفسي والجسمي والعقلي واالنفعالي التي يمر‬
‫بها‪ ،‬فلكل مرحلة من مراحل العمر المختلفة خصائصها التي تميزها عن غيرها من مراحل‬
‫النمو‪ ،‬فمرحلة الطفولة المتأخرة لها من الخصائص وا‪0‬لمظاهر التي تميزها عن مرحلة‬
‫المراهقة‪ ،‬والشباب‪ ،‬وال رجولة‪ ،‬والكهولة‪ ،‬أو ا‪0‬لشيخوخة‪ ،‬وتختلف قدرة ا‪0‬لفرد على السلوك‬
‫والتصرف إزاء ال‪0‬موقف الواحد من مرحلة إل‪0‬ى أخرى‪ ،‬ويبدو ذلك واضحا عند تعبير الفرد‬
‫عن انفعاالته وكذلك قدرته على التعلم وأيضا األساليب ال‪0‬تي يتبعها في تلبية حاجاته‪.‬‬
‫المقدمة‬ ‫ويتناول هذا البحث التأثيرات المتبادلة بين السلوك االنساني وال‪0‬بيئة االجتماعية في مرحلة‬
‫الطفولة‪ ،‬حيث يتم من خالل ا‪0‬لتعريف بالسلوك اإلنساني وأنواعه وخصائصه‪ ،‬كما يتم‬
‫التعريف كذلك بالبيئة االجتماعية والوقوف عند مراحل ال‪0‬طفولة ومن ثم تناول العالقة‬
‫والتأثير المتبادل بين كل من السلوك اإلنساني والبيئة االجتماعية في حياة األطفال ‪.‬‬
‫أنواع األنشطة ال‪0‬تي تصدر عن اإلنسان أثناء تفاعله مع البيئة وتوفقه معها وتنشئته فيها مما‬
‫تتضمن هذه األنشطة صالة اإلنسان بالبيئة وفي تعامله مع غيره من أفراد عند دراسة‬
‫السلوك فإننا ندرسه باعتباره متغيراً للزمن‪ ،‬أي للعمر ومراحل النمو‪ .‬فمثالً مالحظة مراحل‬
‫النمو والمظاهر السلوكية المختلفة أوصلتنا إلى قوانين عامة كثيرة مثل‪ 0‬أن السلوك يتجه في‬
‫النمو من الكل إلى ال‪0‬جزء ومن العام إلى الخاص فإدراك الطفل لألشياء في البداية يكون عاما ً‬
‫مفهوم السلوك‬ ‫غامضا ً ثم يتحدد ويتمايز فيما بعد (حبيب‪ ،2010 ،‬ص‪.)21‬‬
‫اإلنساني‬ ‫وفي موسوعة الخدمة االجتماعية ‪ ،‬يرى هاتشسون ‪ " Hutchison‬أن السلوك اإلنساني‬
‫متعدد األبعاد‪ ،‬التي منها البيولوجية والنفسية والروحية واالجتماعية‪ ،‬حيث أنه في حقيقة‬
‫األمر هو كل هذه ا‪0‬ألشياء ‪ ،‬وهو بصفة عامة معقد إل‪0‬ى درجة كبيرة"‪ .‬وعرفه أيضا ً بدوي‬
‫بأنه‪ " :‬أي فعل يستجيب به الكائن الحي لموقف ما استجابة واضحة للعيان وتكون عضلية أ‪0‬و‬
‫عقلية أو كالهما معا ً" (عوض‪ ،2020 ،‬ص‪.)32‬‬
‫ويعرف السلوك اإلنساني على أنه‪ :‬عبارة عن ذلك النشاط الذي يصدر من الكائن الحي‬
‫كنتيجة لتفاعله مع ظروف بيئة معينة‪ .‬مثيل ذلك في محاوالته ال‪0‬متعددة للتعديل والتغيير‬
‫والتحسين في هذه الظروف حتى تتناسب مع مقتضيات حياته‪ ،‬وحتى يتحقق له البقاء ولجنسه‬
‫االستمرار‪ .‬ويعرف كذلك بأنه ‪ :‬جميع المجمع مع ربطها بخصائصه النفسية المختلفة‬
‫(حبيب‪ ،2010 ،‬ص‪.)23‬‬
‫مفهوم السلوك‬ ‫وفي قاموس الخدمة االجتماعية لباركر (‪ )2014‬تم تعريف السلوك عل‪0‬ى أنه‪ " :‬أي فعل‪ 0‬أو‬
‫اإلنساني‬ ‫استجابة يقوم بها الشخص بما يتضمنه من أنشطة يمكن مالحظتها وقياسها وغيرها من‬
‫األنشطة النفسية أو العاطفية والمعرفية "‪ .‬ويشير باركر من خالل هذا ال‪0‬تعريف إلى أن‬
‫السلوك يمكن أن يكون فعل في حد ذاته أو استجابة (رد فعل)‪ ،‬وأن هذا لسلوك يظهر في‬
‫صورة يمكن مالحظتها وإخضاعه ل‪0‬لقياس‪ ،‬وأنه يتضمن أيضا ً صوراً أخرى قد تكون نفسية‬
‫أو عاطفية أو معرفية (عوض‪ ،2020 ،‬ص‪.)33‬‬
‫كما يعرف أيضا ً ‪ " :‬بأنه كل ما يقوم به الفرد من أنشطة مختلفة ‪ ،‬وما يؤتيه من أفعال وردود‬
‫أفعال في حياته اليومية ‪ ،‬وفي عالقاته مع اآلخرين ‪ ،‬وهو مجموعة التصرفات الخارجية‬
‫والداخلية التي يسعى عن طريقها الفرد لتحقيق عملية التوافق بين مقومات وجوده‬
‫ومقتضيات اإلطار البيئي الذي يعيش داخله " ‪.‬‬

‫مفهوم السلوك‬ ‫والسلوك اإلنساني فطري ال يحتاج إلى تعلم ‪ ،‬فهو مكتسب يتعلمه الفرد نتيجة ا‪0‬حتكاكه بالبيئة‬
‫المحيطة به ‪ ،‬ويتأثر بالقيم واالتجاهات التي يؤمن بها الفرد ‪.‬‬
‫اإلنساني‬ ‫وبالتالي نستطيع القول بأن السلوك اإلنساني يمثل مجموعة التصرفات واألفعال التي‬
‫نشاهدها ونالحظها من الفرد أثناء قيامه بمختلف النشاطات في البيئة المحيطة به ‪ ،‬ويؤثر‬
‫السلوك اإلنساني تأثيراً بالغاً في البيئة ‪ ،‬فيكون إيجابيا ً ومقبوالً كلما كان متفقاً مع اتجاهات‬
‫وقيم اإلنسان (عثمان ‪ ،2012‬ص‪.)80‬‬
‫تفسير السلوك‬
‫اإلنساني من وجهة‬
‫نظر علماء العلوم‬
‫االجتماعية االتجاه البنائي في‬
‫تفسير السلوك‬
‫تفسير السلوك‬
‫اإلنساني من وجهة‬
‫نظر علماء العلوم‬
‫االجتماعية‬
‫الرأي الثاني يفسر سلوك اإلنسان تجاه التعامل‬
‫مع البيئة من خالل‬
‫‪ -‬السلوك البسيط والسلوك المعقد‪:‬‬
‫يفرق العل‪0‬ماء بين السلوك على أنه استجابة كلية بين النشاط الفسيولوجي كاستجابة جزئية‬
‫ويتدرج السلوك بين البساطة وال‪0‬تعقيد وأبسط أنواع السلوك هو ا‪0‬لسلوك االنعكاسي‪ ،‬ومن‬
‫أعقد أنماطه السلوك االجتماعي مثل سلوك الدور االجتماعي فالسلوك االنعكاسي محصور‬
‫أنواع السلوك‬ ‫في الفرد وال يحتاج إلى استخدام المراكز العقلية العليا في الجهاز ال‪0‬عصبي ومعظمه وراثي‬
‫وال إرادي وغير اجتماعي أما السلوك االجتماعي مثل سولك الدور فإنه يتضمن عالقات بين‬
‫اإلنساني‬ ‫أفراد الجماعة وبين الفرد والبيئة االجتم‬
‫اعية والتنشئة االجتماعية ويتضمن اتصاالت جماعية وهو إرادي ومحدود اجتماعيا ً(حبيب‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص‪.)25‬‬
‫السلوك اإلجرائي‪:‬‬
‫السلوك اإلجرائي هو اسلوك الذي يتحدد بفعل العوامل البيئية مثل العوا‪0‬مل االقتصادية‬
‫أنواع السلوك‬ ‫واالجتماعية والتربوية والدينية والجغرافية وغيرها‪ ،‬وهو السلوك الذي يؤثر في البيئة‬
‫فيحدث تغيرات فيها‪ ،‬ويتأثر هذا السلوك بدوره بتلك التغيرات وبخاصة منها التغيرات التي‬
‫اإلنساني‬ ‫تلي السلوك‪ ،‬ول‪0‬هذا نقول إن السلوك اإلجرائي محكوم بنتائجه‪ ،‬فالمثيرات ال‪0‬بعدية قد تضعف‬
‫السلوك اإلجرائي ‪ ،‬وقد تقويه ‪ ،‬وقد ال يكون لها تأثير عليه (منقريوس ومحمد ‪،2018 ,‬‬
‫‪.‬ص‪)14‬‬
‫‪ -‬السلوك الفردي والسلوك الجمعي‪:‬‬
‫السلوك الفردي نشاط يقوم به الفرد تلبية لدافع شخصي غير متأثر بالعوامل االجتماعية‬
‫ويبدو أكثر وضوحاً لدى الحيوانات واألطفال في إشباع غرائزهم الفطرية فهو سلوك يصدر‬
‫أنواع السلوك‬ ‫من الفرد كاستجابة لحاجة فردية أو شخصية يحقق له هدفا ً شخصيا ً‪.‬‬

‫اإلنساني‬ ‫أما السلوك الجمعي فهو يتأثر بعوامل ودوافع ا‪0‬جتماعية ويهدف إلى المحافظة على كيان‬
‫اإلنسان باعتباره عضوا في جماعة كاألسرة والمدرسة والنادي والمهنة وهذا السلوك يشمل‬
‫توافقه الشخصي في تعامله مع غيره من الناس (حبيب‪ ،2010 ،‬ص‪.)27‬‬
‫‪ ‬السلوك اإلنساني يتأثر بمجموعة متوازنة ومتفاعلة من‪:‬‬
‫‪ ‬الجوانب الشخصية عند الفرد وما تتضمنه من أنشطة بيولوجية وانفعالية وإدراكية‪ /‬معرفية باإلضافة إلى الروحية‪.‬‬
‫‪ ‬الجوانب البيئية والظروف المتعلقة بها التي يعيشها اإلنسان‪ ،‬و‪0‬ما تتضمنه من أبعاد جغرافية ومناخية وعادات و‪0‬تقاليد وأعراف‬
‫ونماذج من األشخاص المحيطين به وما إلى ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬إن اإلنسان يتعلم السلوك من خالل احتكاكه اليومي و‪0‬المستمر مع البيئة وما تتضمنه من أنساق مثل (األسرة‪ ،‬الجيران‪ ،‬الحي‪،‬‬
‫المدرسة‪ ،‬دور العبادة‪ ،‬أماكن العمل ‪..‬الخ)‪.‬‬
‫خصائص السلوك‬ ‫‪ ‬أن السلوك اإلنساني يعتبر نشاط موجه و‪0‬مقصود يسعى إلى تحقيق أهداف معينة مثل إشباع االحتياجات ‪ ،‬أو تحقيق غايات معينة‬

‫اإلنساني‬
‫مثل الحصو‪0‬ل على شهادة دراسية‪ ،‬أو‪ 0‬و‪0‬ظيفة‪ ،‬أو‪ 0‬تحقيق نوع من التفاعل مع اآلخرين‪.‬‬
‫‪ ‬أن السلوك اإلنساني يمكن تغييره أو التخلص منه إذا ألحق الضرر بصاحبه وترتب عليه مشكالت‪.‬‬
‫‪ ‬أن التعديل أو التغير في السلوكيات السلبية أو غير السو‪0‬ية – إذا لم تجدي فيها الجهود الذاتية نفعا ً – تحتاج إلى متخصصين في‬
‫هذا األمر وفي بعض األحيان تحتاج إلى التعاون بين أكثر من متخصص‪.‬‬
‫‪ ‬أن تعلم‪ 0‬السلوكيات اإليجابية يحتاج إلى نوع من التوجيه واإلرشاد و‪0‬النمذجة حيث تقوم األنساق مثل األسرة بهذه المهمة‪ ،‬مع‬
‫وجود أنساق أخرى تعنى بتوجيه وتعليم السلوك مثل المدرسة وجماعات األصدقاء وغيرها( عو‪0‬ض‪ ،2020 ،‬ص‪.)34‬‬
‫‪ ‬توجد العديد من التعريفات للبيئة االجتماعية من هذه التعريفات‪ " :‬هي إطار من العالقات‬
‫الذي يحدد ماهية عالقة اإلنسان بغيره ‪ ،‬وذلك اإلطار من العالقات هو أساس في تنظيم أي‬
‫جماعة من الجماعات واستمرار المجتمعات التي ينظمها اإلنسان ‪ .‬وتعرف البيئة بأنها‪" :‬‬
‫المجال الذي يحيط بالبشر بما يكفل لهم الحياة وطيب ال‪0‬عيش وبما تحويه من الموارد‬
‫المائية وا‪0‬لثروات المعدنية وموا‪0‬رد البناء والمصايد ‪ ،‬فإذاً للبيئة معاني كثيرة فناك البيئة‬
‫مفهوم البيئة‬ ‫الوراثية والبيئة االجتماعية وا‪0‬لثقافية والريفية والمناخية والبيئة البحرية والبيئة‬
‫البشرية(منقريوس ومحمد ‪ ،2018 ,‬ص‪.)27‬‬
‫االجتماعية‬ ‫وعرف قاموس علم االجتماع البيئة االجتماعية على أنها ‪ " :‬كل ما يثير سلوك اإلنسان ‪‬‬
‫ويؤثر فيه‪ ،‬وقد أكد علماء االجتماع على أ‪0‬همية دراسة الظروف والحوادث الخارجية عن‬
‫األنسان سواء كانت اجتماعية‪ ،‬أو ثقافية ‪ ،‬أو فيزيقية‪ .‬فيما يرى تعريف آخر البيئة‬
‫االجتماعية هي‪ " :‬كل المؤثرات والظروف وأيضا ً العوا‪0‬مل الطبيعية المحيطة التي تؤثر‬
‫‪.‬على نمو الكائنات‬
‫ويتعلق مفهوم ال‪0‬بيئة االجتماعية بالتفاعالت اإلنسانية التي ترتبط بحياة البشر‪ ،‬ومن أجل ‪‬‬
‫أن يستمر اإلنسان يتواصل وجوده في الحياة فإن عليه أن يوجد وينشغل في عالقات‬
‫مفهوم البيئة‬ ‫اجتماعية فعالة وإيجابية مع البيئة المحيطة به‪ .‬وتتضمن البيئة االجتماعية الكثير من‬
‫العناصر منها العمل أو الوظيفية التي يشغلها الفرد ‪ ،‬والقوانين واالعراف التي يلتزم بها‪،‬‬
‫االجتماعية‬ ‫وتتضمن أيضا ً األفراد والجماعات والمؤسسات واألنظمة ال‪0‬تي يتعامل معها الفرد بما‬
‫تمثله من أسرة ‪ ،‬وأصدقاء‪ ،‬وجماعة عمل ‪ ،‬والجيران ‪ ،‬واآلخرين من المحيطين(عوض‪،‬‬
‫‪ ،2020.‬ص‪)44-43‬‬
‫مفهوم الطفولة‬ ‫قسم ا‪0‬لعلماء الطفولة إلى مرحلتين وهما ‪ :‬مرحلة الطفولة المبكرة‪ ،‬ومرحلة الطفولة ‪‬‬
‫المتأخرة ‪ ،‬وتختلف تأثيرات البيئة االجتماعية لكل مرحلة‪ ،‬وفيما يلي تناول تلك المراحل‬
‫ومراحلها‬ ‫‪.‬وتأثير البيئة االجتماعية على كل منها‬
‫هي الفترة الممتدة من نهاية العام الثاني وحتى نهاية العام الخامس من ميالد الطفل أي هي رحلة الطفل عبر العام‬
‫الثالث والرابع الخامس من عمر الطفل ‪ ،‬وتم اختيار اسم الطفولة المبكرة تبعا لألساس البيولوجي النمائي ‪ ،‬وهناك‬
‫مسميات أخرى تعتمد على األساس الفلسفي للتقسيم ‪ ،‬فمثال هي المرحلة القضيبية تبعا ً لألساس الجنسي عند فرويد‪،‬‬
‫ومرحلة المصلحية والفردية تبعا لألساس األخالقي الكولبرج ‪ ،‬وهي مرحلة المبادأة في مقابل الشعور بالذنب تبعا ً‬

‫أو ًال‪ -‬مرحلة‬


‫لألساس النفسي االجتماعي عند اريكسون‪ ،‬وهي مرحلة ما قبل العمليات تبعا للتقسيم المعرفي لبياجيه ‪ ،‬وهي مرحلة‬
‫طفل ما قبل المدرسة تبعا ً لألساس ا لتربوي ‪ ،‬وأخيراً فهي مرحلة ما قبل التمييز وفقا لألساس الشرعي اإلسالمي‪.‬‬

‫الطفولة المبكرة‬ ‫تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة من المراحل المهمة في حياة اإلنسان والتي بدأها باالعتمادية الكاملة على الغير ثم هو‬
‫يترقى في النمو نحو االستقالل واالعتماد على الذات ‪ ،‬ففي مرحلة الطفولة المبكرة يقل اعتماد الطفل على الكبار‬
‫ويزداد اعتماده على نفسه وذاته ويتم فيها االنتقال من بيئة المنزل إلى بيئة الحضانة ورياض األطفال حيث يبدأ في‬
‫التفاعل مع البيئة الخارجية والمحيطة به ‪ ،‬مما يمكنه من التعامل بوضوح مع بيئته مقارنة بمرحلة المهد‪ .‬وفي هذه‬
‫المرحلة تبدأ التنشئة االجتماعية وإكساب القيم واالتجاهات‪ ،‬والعادات ويتعلم فيها التمييز بين الصواب والخطأ وإن‬
‫‪.‬كان ال يفهم لماذا هو صواب أو خطأ (العزة‪ ،2002 ،‬ص ‪)40‬‬
‫أن البيئة االجتماعية تلعب دوراً كبيراً خالل هذه المرحلة حيث تساهم التقاليد واألعراف و‪0‬األنظمة المجتمعية في تكوين سلوك الطفل‬
‫وتوجيهه‪ .‬و‪0‬يرتكز المحور األساسي للنمو في هذه المرحلة على قيام الطفل بتعلم‪ 0‬وممارسة مجموعة من المهارات الجسمية والعقلية‪،‬‬
‫لذلك فإن الطبيعة المادية واالجتماعية تعتبر أساسية في تهيئة الظروف التي تساعد الطفل على تحقيق هذه المهام التنمو‪0‬ية‪ ،‬فنجد على‬
‫سبيل المثال أن النمو الجسمي للطفل يأخذ طابعا ً متقدما ً حيث يتعلم الطفل القفز والجري وتعلم السباحة وتكرار الحركة و‪0‬ما إلى ذلك‪.‬‬
‫هذه األنشطة تساهم بالضرورة في تحقيق التو‪0‬افق العضلي العصبي عند الطفل (سليمان‪ ،2005 ،‬ص‪.)130‬‬
‫و‪0‬تعتبر هذه المرحلة مهمة للطفل حيث إنه يدرك خاللها طبيعة نو‪0‬عه (ذكر أم أنثى) ويتعلم توقعات المجتمع تجاه األوالد والبنات‪،‬‬
‫و‪0‬تلعب األسرة دوراً أساسيا ً في توضيح وترسيخ هذه المفاهيم بين األطفال حيث أن الطفل سوف يبدأ أسئلته عن الظواهر المحيطة به‬
‫و‪0‬من ضمن هذه األسئلة " ما المقصود باألوالد‪ ،‬وما المقصود بالبنات؟ وما الفارق بينهما؟ إال أنه من المهم أن يتعلم الطفل هذه‬
‫البيئة االجتماعية‬ ‫الفروق بطريقة إيجابية تساعده على االعتزاز بنوعه اإلحساس بالمساواة وذلك ألن الدراسات العلمية لم تثبت حتى اآلن أية فروق‬
‫في القدرات العقلية بين األطفال على اختالف نوعهم‪ ،‬ولذلك نجد أن في بعض المجتمعات تكون التوقعات لما يستطيع األوالد‬

‫ومرحلة الطفولة‬ ‫و‪0‬البنات أن ينجزوه متساوية األمر الذي يقلل من فرص عدم التكيف لدى األطفال بالنسبة لنوعهم‪ ،‬ولذلك نجد أن البرامج التي تصمم‬
‫وتنفذ في إطار رعاية األطفال في هذه المرحلة تعتمد على تنمية القدرات والمهارات الذهنية وخلق نوع من التكيف بين األطفال‬
‫والبيئة االجتماعية المحيطة (سليمان‪ ،2005 ،‬ص‪.)131‬‬
‫المبكرة‬ ‫وفي إطار النمو االنفعالي و‪0‬تنمية العالقات العاطفية‪ ،‬وضحت الدراسات أهمية االرتباط االنفعالي بين الطفل واألم أو شخصية‬
‫الراعي‪ ،‬لذلك فإن توفر البيئة االجتماعية المستقرة واإليجابية التي يسو‪0‬د فيها الحب والتعاطف تساعد على نمو االرتباط العاطفي‬
‫اآلمن حيث يشعر الطفل باألمان و‪0‬الثقة فيبدأ في استكشاف العالم المحيط به ‪ .‬وعلى الجانب اآلخر فإن معايشة الطفل لبيئة اجتماعية‬
‫متوترة و‪0‬غير مستقرة والتي تتمثل في الخالفات األسرية أو‪ 0‬الحرو‪0‬ب ونقص الموارد وعدم االستقرار المجتمعي قد ينتج عه ارتباط‬
‫عاطفي متوتر وغير آمن‪ ،‬وفي هذا السياق فإن اإلخصائي االجتماعي الذي يعمل في مجال األسرة والطفولة يجب أن يقوم‪ 0‬بتقدير‬
‫تأثير ظروف األسرة والبيئة و‪0‬تأثير ذلك على النمو‪ 0‬العاطفي عند األطفال في هذه المرحلة (سليمان‪ ،2005 ،‬ص‪.)132‬‬
‫تعرف الطفولة المتأخرة بأنها المرحلة العمرية بين ‪ 21 -9‬سنة‪ ،‬ويطلق البعض على هذه‬
‫المرحلة مصطلح قبيل المراهقة‪ ،‬حيث يصبح ال‪0‬سلوك بصورة عامة أكثر جدية في هذه‬
‫المرحلة والتي تعتبر مرحلة إعداد للمرا‪0‬هقة‪ .‬وتعريف آخر يرى أنها ‪ :‬مرحلة الطفولة بين‬
‫‪ 21 -9‬سنة‪ ،‬حيث يتم التركيز على المهارات التي يتمتع بها طفل‪ 0‬هذه المرحلة كالمهارات‬
‫ثانياً‪ -‬مرحلة‬ ‫الحركية‪ ،‬والمهارات االجتماعية‪ ،‬والمهارات العقلية والفكرية‪ ،‬وتعريف آخر يرى أن‬
‫مرحلة الطفولة المتأخرة هي‪ :‬المرحلة العمرية التي تمتد من سن التاسعة إلى ا‪0‬لثانية عشر من‬
‫الطفولة المتأخرة‬ ‫العمر‪ ،‬والتي تنتهي ببلوغ الطفل ودخوله مرحلة مختلفة كثيرا عن سابقتها وهي مرحلة‬
‫المراهقة‪ ،‬وتمتاز مرحل‪0‬ة الطفول‪0‬ة المتأخرة باكتساب ال‪0‬مهارات في جميع النواحي المعرفية‬
‫‪.‬واالجتماعية والحركية (الفالح‪ ،2013 ،‬ص‪)487‬‬
‫يواجه األطفال في هذه المرحلة العديد من المشكالت مثل مشكالت البيئة المزدحمة التي يكثر بها عوامل الجذب لالنحراف‪ ،‬أو‪0‬‬
‫األحياء الفقيرة ذات البيوت القديمة الخربة غير الصحية و‪0‬التي يسكن فيها أكثر من أسرة‪ ،‬باإلضافة إلى انتشار الجهل‪ ،‬وعدم‪0‬‬
‫االهتمام بالتعليم في مثل هذه البيئات‪ ،‬والتي غالبا ما تلجأ إلى تشغيل األبناء في سن مبكرة مما يعرضهم لسوء االستغالل أو يدفعهم‬
‫إلى االنحراف‪.‬‬

‫تأثير البيئة‬ ‫كل هذه المشكالت يضاف إليها المشكالت الناتجة عن تأثير وسائل اإلعالم‪ ،‬و‪0‬خاصة الفيديو و‪0‬التلفاز‪ ،‬فقد طغى دورها المؤثر على‬
‫دور كل من البيت و‪0‬المدرسة‪ ،‬وال نبالغ إذا قلنا أن هذا التنافس بين المدرسة كمنشأة رسمية للتعليم‪ ،‬والبيت كمؤسسة مسؤ‪0‬ولة عن ت‬

‫االجتماعية على‬ ‫ربية الطفل و‪0‬تعليمه من جهة‪ ،‬وبين و‪0‬سائل اإلعالم من جهة أخرى على التأثير في شخصيات األطفال و‪0‬تو‪0‬جيه سلوكهم‪ ،‬و‪0‬نخشى أن‬
‫نقول أن تأثير وسائل اإلعالم‪ 0‬في العصر الحديث قد يربو على تأثير البيت و‪0‬المدرسة معا‪ ،‬أو على األقل يتساوى معهما في التأثير‬
‫فيهم (الفالح‪ ،2013 ،‬ص‪. )489‬‬
‫مرحلة الطفولة‬ ‫وهناك ضرو‪0‬رة لتوفير البيئة المالئمة والمناخ المناسب لتدعيم الطفل خالل هذه المرحلة ‪ ،‬ونظراً ألن الطفل خالل هذه المرحلة‬
‫يسعى إلى تعلم وتأدية مهارات بكفاءة‪ ،‬فإن دور البيئة يعتبر مهما ً في إنجاح مهمة الطفل‪ ،‬وعلى مستوى األسرة نجد أن الطفل الذي‬
‫المتأخرة‬ ‫يعيش في بيئة مستقرة اجتماعية تتأكد فيها العالقات المتبادلة بين أفراد األسرة والذي يتمثل في الدعم االجتماعي والنفسي المتبادل‪،‬‬
‫فإن ذلك يمثل المناخ اإليجابي الذي يستمد منه الطفل الثقة في النفس و‪0‬القدرة على تحقيق الذات‪ ،‬ويؤكد العلماء أن الخالفات االسرية‬
‫والطالق بين اآلباء وبما يؤثر في إحساس الطفل خالل هذه المرحلة باالستقرار النفسي ‪ ،‬باإلضافة إلى طبيعة العالقات بين اآلباء‬
‫واألبناء والتي تعتبر قوة دافعة و‪0‬داعمة للطفل خالل هذه المرحلة للسعي نحو النمو اإلدراكي ‪ /‬المعرفي و‪0‬النفسي واالجتماعي‪.‬‬
‫و‪0‬تلعب مؤسسات المجتمع التعليمية والثقافية والدينية أدواراً مهمة في غرس المفاهيم والتقاليد التي يتوارثها المجتمع في نفو‪0‬س‬
‫األطفال خالل هذه المرحلة عن طريق تنقيح المناهج الدراسية بصور مختلفة من هذا المخزون الثقافي‪ ،‬وهناك أجهزة اإلعالم التي‬
‫تسعى إلى تزويد األطفال بأفكار وتصورات ومبادئ تعرفهم بالخصائص الرئيسية واالساسية للمجتمع الذي يعيشو‪0‬ن فيه ‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى المؤسسات الدينية والتي توضح للطفل المفاهيم الدينية والروحية التي تتعلق بالدين و‪0‬ما يتضمنه من حقيقة الحياة وارتباط الفرد‬
‫بأساسية الحياة الكريمة‪ .‬ومن واقع دراسة الجو‪0‬انب المختلفة للنمو خالل هذه المرحلة نجد أن الطفل يكون مستعداً للتعرف على قدر‬
‫تأثير البيئة‬ ‫كبير من المعلومات و‪0‬الخبرات والمهارات‪ ،‬ولذلك فإن اإلعداد المناسب والمراجعة الدقيقة لما يمكن توفيره للطفل من معلو‪0‬مات‬
‫وخبرات و‪0‬قيم يعتبر أهم الواجبات التي يضطلع بها المجتمع (سليمان‪ ،2005 ،‬ص‪.)155‬‬

‫االجتماعية على‬
‫مرحلة الطفولة‬ ‫و‪0‬على الجانب اآلخر فإن عدم توفر الدعم البيئي و‪0‬المجتمعي لمثل هذه األنشطة نتيجة لقلة اإلمكانات أو‪ 0‬عدم‪ 0‬تفهم أهمية هذه البرامج‬
‫والخدمات‪ ،‬قد ينتج عنه مشكالت عديدة‪ ،‬ومن هنا فإن عدم توفر األنشطة الثقافية واالجتماعية والرياضية في المدرسة و‪0‬تحويل‬
‫العملية التعليمية إلى تلقي الدروس فقط و‪0‬اختفاء المالعب و‪0‬حجرات النشاط من المدرسة ربما يؤدي إلى إحساس الطفل بالممل و‪0‬نمو‬
‫المتأخرة‬ ‫مشاعر متباينة وسلبية تجاه المدرسة و‪0‬البيئة بشكل عام منها على سبيل المثال شعور الطفل بالفراغ وإهمال المجتمع الحتياجاته مما‬
‫يؤدي إلى نمو‪ 0‬قيم الالمباالة وعدم‪ 0‬االنتماء‪ ،‬وقد ننتج عن هذا أيضا ً انغماس الطفل في ممارسة سلوكيات ضارة مثل التدخين أو‪0‬‬
‫تعاطي المخدرات أو االنضمام إلى مجموعة من الزمالء ممن يمارسو‪0‬ن سلوكيات عدوانية أو إنحرافية مثل السرقة أو االعتداء على‬
‫الممتلكات الخاصة أو‪ 0‬العامة أو‪ 0‬تعمد مضايقة أفراد المجتمع واالعتداء على حرياتهم (سليمان‪ ،2005 ،‬ص‪.)156‬‬
‫تنطوي‪ 0‬المثيرات البيئية على تأثيرات حاسمة في السلوك اإلنساني‪ ،‬اون هذا السلوك نتاج التفاعل بين إمكانات البيئة و‪0‬إمكانات الفرد‪،‬‬
‫حيث أكد فورسيث‪ ) )Forsyth‬أن قدرة األفراد على التفاعل عادة ما تتأثر بعوامل البيئة المادية كالمكان و‪0‬طبيعة السكن وتنظيمات‬
‫الجلو‪0‬س ومثيرات التوتر وهناك العديد من العو‪0‬امل التي قد تؤثر‪ ،‬في البيئة الطبيعية كاالزدحام والتلوث تأثيراً مباشراً على تفاعل‬
‫الفرد مع غيره من األفراد‪ ،‬ومن أهم هذه العوامل ما يعرف بالحيز الشخصي والحيز المكاني للفرد (ضاهر‪ ،2014 ،‬ص‪.)47‬‬

‫أثر المثيرات البيئية‬ ‫ويعرف الحيز الشخصي بأنه‪ :‬المنطقة أو المساحة المحيطة بجسم الشخص‪ ،‬التي ال يتدخل فيها اآلخرون دون استثارة عدم الراحة‪،‬‬
‫وهي ليست موقعا ً جغرافيا ً ثابتاً‪ ،‬لكنها متغيرة بالنسبة للشخص‪ ،‬إذ تزيد أو تقل حسب المو‪0‬قف‪ .‬وهي غالبا ً ما تو‪0‬صف "بفقاعة الحيز"‬

‫في السلوك وفق‬ ‫التي تحيط بالشخص‪.‬‬


‫كما يتخذ الحيز المكاني معاني مختلفة تبعا ً لمنظو‪0‬ر الفرد له‪ ،‬والذي يعتمد على كيفية شغل الفرد لهذا الحيز‪ ،‬وعلى الكيفية التي‬

‫تفسير (ليفين‬ ‫يمارس فيها نشاطه وانتقاله فيه‪ ،‬حيث عُرف الحيز المكاني بأنه‪ :‬المكان الذي يعيش ويتعامل معه الفرد ‪ ،‬سواء كان ذلك تملكا ً شرعيا ً‬
‫إن األول يمتاز بحدود مرئية و منظورة‪ .‬و يرتبط كل من الحيزين‬ ‫أو غير شرعي‪ .‬ويختلف الحيز المكاني عن الشخصي من حيث ّ‬
‫( الشخصي والمكاني) بشكل مباشر بمركز التحكم الداخلي‪ -‬الخارجي الذي يتحكم بردو‪0‬د األفعال نحو الزحام و‪0‬الزيادة السكانية‪ ،‬فقد‬
‫وآخرين)‬ ‫أشار جوليان رو‪0‬تر إلى أن األشخاص الذين لهم مصدر داخلي للضبط يحتاجو‪0‬ن إلى حيز شخصي أقل من ذوي المصدر الخارجي‪.‬‬
‫وقد يرجع ذلك إلى الشعو‪0‬ر بأنهم أكثر قدرة على مواجهة التهديد إذا ما حدث لهم ذلك‪ ،‬ويتحملون ضغوطات شديدة (عالية) مقارنة‬
‫مع الخارجيين و‪0‬ذلك في شروط الحياة العالية الشديدة‪ .‬في حين أن األشخاص من ذوي التحكم الخارجي يشعرو‪0‬ن بأمان أكثر إذا كانوا‬
‫بعيدين عن أماكن وجو‪0‬د اآلخرين الغرباء الذين يتحكمون بمصيرهم (ضاهر‪ ،2014 ،‬ص‪.)49‬‬
‫تمثل ا‪0‬لبيئة مجموعة الظروف الحقيقية التي يعيشها الفرد وتؤثر فيه ويؤثر فيها‪ ،‬فعالقة‬
‫اإلنسان مع البيئة عالقة متبادلة باتجاهين ال باتجاه وا‪0‬حد‪ ،‬ولهذا تتبوأ البيئة مكانا ً بارزاً في‬
‫علم تعديل السلوك ‪ ،‬فالهدف االساسي الذي يتوخى هذا العمل تحقيقه هو اكتشاف العالقات‬
‫العالقة بين السلوك‬ ‫والوظيفية بين البيئة وال‪0‬سلوك‪ ،‬في حين يجزأ السلوك إل‪0‬ى استجابات ‪ ،‬فإن البيئة تجزأ إلى‬
‫مثيرات وتبعاً لذلك‪ ،‬فإن مفهومي االستجابة والمثير من المفاهيم األساسية في ميدان تعديل‬
‫اإلنساني والبيئة‬ ‫‪.‬السلوك‬

‫االجتماعية‬ ‫العالقة بين اإلنسان والبيئة ليس عالقة من طرف واحد‪ ،‬وإنما عالقة تأثير متبادل‪ 0‬لذا فإنه‬
‫‪:‬عند عرض العالقة ال بد تناولها من جانبين ‪ ،‬وهما (منقريوس ومحمد ‪ ،2018 ,‬ص‪)28‬‬
‫أثير لا‪00‬سلوك‪-‬‬
‫‪ -- -‬ت‪000‬‬ ‫نسان‬
‫أثير لا‪00‬بيئة على ا‪00‬ال ‪.‬‬ ‫ت‪000‬‬
‫‪ .‬ا‪00‬إلنسانيعلى لا‪00‬بيئة‬
‫نجد أن علم الجغرافيا صنف العالقة من حيث تأثير العوامل والمتغيرات الجغرافية على‬
‫تأثير البيئة على‬ ‫السلوك اإلنساني مثل المناخ والتضاريس‪.‬‬

‫اإلنسان‬ ‫وعلم األنثروبولوجيا وجد أن خصائص اإلنسان وعالقتها بالنشاط اإلنساني والبيئة سواء‬
‫باإليجاب أو بالسلب‬
‫تأثير السلوك‬ ‫‪‬‬ ‫أكدت الدراسات أن اإلنسان يملك من القدرات ما يمكنه أن يغير في البيئة والقدرة‬
‫على إنشاء بيئة جديدة مستقلة تماما ً عن الظروف ال‪0‬بيئية التي يعيش فيها‪ ،‬وأنه هو‬
‫اإلنساني على البيئة‬ ‫المسؤول عن حماية البيئة من خالل تعديل سل‪0‬وكياته‬
‫نعني به تغير السلوك غير المرغوب بطريقه مدروسة وهو نوع من العالج السلوكي يعتمد على التطبيق المباشر‬
‫لمبادئ التعلم والتدعيمات اإليجابية والسلبية بهدف تعديل السلوك غير المرغوب‪ .‬ان تعديل السلوك ال يعتمد على‬
‫األدوية ألنها ال تحل المشكلة وال الحد من الحركة ألنها ستخلق عند الطفل عدوانيه وال االعتماد على استدعاء‬
‫شخص لديه القدرة على السيطرة على الموقف مثل األب أو المدير وان اإلهانة أيضا ال تؤدي إلى أي نتائج‪ .‬في أي‬
‫خطة تعديل سلوك يجب أن نعتمد على األهل وعلى مشاركتهم الفعالة‪.‬‬
‫تعديل السلوك‬ ‫وان كان لدى الطفل مجموعه من السلوكيات غير المرغوبة فال يمكن تعديلها دفعة واحده بل ستكون مهمه مستحيلة‬
‫اإلنساني‬ ‫لذلك علينا تقسيم السلوك إلى مراحل واختيار األصعب أو االخطر أو المهم في أو على أو إلى حياة الطفل المعوق‬
‫وندرج مجموعة السلوكيات على سبيل المثال‪ :‬يلعب بالنار‪ -‬يلعب بالسكين‪ -‬يرمي نفسه من النافذة‪ -‬الخ‪....‬نجعل من‬
‫تعديل السلوك حلقه مترابطة ومتسلسله ونبدأ كما ذكرنا باألصعب أو االخطر‪ .‬عندما نريد ان نبدأ في خطة تعديل‬
‫السلوك يجب أن نضع ‪ 3‬مراحل‬

‫‪https://ar.wikipedia.org‬‬
‫وهي تحديد السلوكيات التي تسبب مشكله وتعد هذه الخطوة خطوه هامه الن الخطأ في‬
‫المرحلة األولى‬ ‫تحديده كخطأ الطبيب بالتشخيص‪ .‬مثال‪( :‬الطفل يجلس على األرض ويصرخ ويضرب‬
‫مرحلة ما قبل الخطة‬ ‫رأسه بالحائط) هذا تحديد واضح اما التحديد غير الواضح عندما نقول الطفل منزعج ‪-‬يبكي‬
‫‪ -.‬يصرخ‬
‫لكل طفل مجموعه من المشاكل السلوكية وكلها تحتاج إلى تعديل مثال‪ :‬الطفل يرفض اللعب‬
‫المرحلة الثانية‬ ‫‪ -‬الطفل يمزق االوراق‪ -‬الطفل يرمي كل شيء على األرض أو من النافذة ‪-‬ال يحترم‬
‫تحديد األوليات‬ ‫الضيوف ولتحديد األوليات يجب أن نختار كما سبق وذكرنا المشكلة التي تشكل‪ 0‬خطرا على‬
‫‪.‬الطفل وعلى اآلخرين أو ان تكون غير الئقة اجتماعيا أو ان تكون مسببه في اعاقة التدريب‬
‫المرحلة الثالثة‬ ‫بما أن السلوك يخدم وظيفه كما ذكرنا يجب أن نحدد ما هي الوظيفة التي يخدمها وهذه‬
‫الخطوة قد تكون صعبه لذا‪ 0‬نحتاج إل‪0‬ى التحليل واالستنتاج ليس بناء على خبرة المربي أو‬
‫تحديد وظيفة‬ ‫‪.‬المعلم أ‪0‬و المدرب بل نعتمد عل‪0‬ى المرا‪0‬قبة‬
‫السلوك‬
‫بحمد هلل وصلنا إلى هذا البحث والذي تناول لموضع غاية في األهمية ويتعلق بفئة هامة في المجتمع وذات‬
‫خصوصية في التعامل معها وتقديم الرعاية الالزمة‪ ،‬وهي شريحة األطفال حيث تم تناول التأثيرات المتبادلة بين‬
‫السلوك االنساني والبيئة االجتماعية في مرحلة الطفولة‪ ،‬وخلصنا من البحث إلى أن كل مرحلة من مراحل الطفولة‬
‫لها خصائصها المختلفة عن سابقتها وبالتالي يختلف التأثير بحسب المرحلة العمرية ‪.‬‬
‫كما توصل البحث إلى أن هناك عالقة تبادلية وتأثير متبادل بين كل من البيئة االجتماعية والسلوك لدى األطفال حيث‬

‫الخاتمة‬ ‫أن البيئة االجتماعية تعرف بأنها " كل ما يثير سلوك اإلنسان ويؤثر فيه "‪ ،‬فهي بذلك تمثل مثير جيد لألطفال ويؤثر‬
‫على سلوكهم بشكل إيجابي أو سلبي بحسب المعطيات والظروف المحيطة بالطفل‪.‬‬
‫ولحتمية العالقة التبادلية بين البيئة والسلوك لدى األطفال البد من أن تعمل األسر على توفير بيئة اجتماعية صالحة‬
‫يستطيع الطفل من خاللها أن ينمو في بيئة آمنة ومحفزة لخلق السلوك اإليجابي لديه وتنميته بصورة جيدة حتى يكون‬
‫بمنأى عن الوقوع في المطبات البيئية التي تؤدي في مرحلة من مراحل حياة الطفل إلى اكتساب سلوكيات غير سوية‬
‫قد تؤدي به إلى االنحراف واقتراف بعض أنوا الجرائم التي قد يتحول معها الطفل في مرحلة مبكرة إلى إنسان غير‬
‫‪.‬سوي أو منحرف‬
‫‪ ‬حبيب‪ ،‬جمال شحاته (‪ ،)2010‬السلوك اإلنساني والبيئة االجتماعية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث ‪.‬‬
‫‪ ‬عوض‪ ،‬أحمد محمد (‪ ،)2020‬السلوك اإلنساني والبيئة االجتماعية " مفاهيم ‪ ..‬ونظريات‪ ..‬ومراحل النمو"‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬جدة‪ ،‬خوارزم العلمية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ ‬سليمان‪ ،‬حسين حسن (‪ ، )2005‬السلوك اإلنساني والبيئة االجتماعية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ ‬الفالح‪ ،‬تمارا محمد عبدهللا (‪ ،)2013‬دور أخصائي العمل مع الجماعات في مواجهة مشكالت مرحلة الطفولة المتأخرة‪،‬‬
‫الجمعية المصرية ألصول التربية بالتعاون وكلية التربية ببنها‪ ،‬مج ‪.1‬‬

‫المراجع‬ ‫‪ ‬ضاهر‪ ،‬حنان أحمد (‪ ، )2014‬السلوك البيئي في مرحلة المراهقة وعالقته بالعجز المتعلم ومهنة المستقبل‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة دمشق‪.‬‬
‫‪ ‬عثمان‪ ،‬صالحة شعيب (‪ ، )2012‬بعض القيم االجتماعية وعالقتها بالسلوك البيئي " دراسة ميدانية لعينة من طلبة جامع‬
‫بنغازي بمدينة بنغازي"‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة بنغازي‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫‪ ‬منفريوس‪ ،‬نصيف فهمي‪ ،‬ومحمد فاطمة فؤاد (‪ ،)2016‬االتجاهات النظرية والنماذج المهنية في مجاالت السلوك‬
‫والبيئة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪.‬‬
‫‪ ‬العزة‪ ،‬سعيد حسني ( ‪ 2002‬م)‪ :‬سيكولوجية النمو في الطفولة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الدار العالمية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ ‬مقال بعنوان‪ :‬سلوك‪ :‬متوفر على الرابط‪:‬‬
‫‪https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%84%D9%88%D9%83#%D8%AA‬‬
‫‪%D9%82%D9%86%D9%8‬‬

You might also like