‫قيمة المواطنة‬

‫قيمة المواطنة‬
‫جيب ان نعرف ان بث قيمة املواطنة داخل املؤسسة اجلامعية يعد امر هام‬
‫جدا وذلك ألهنا حتقق االنسجام بني أفراد اجملتمع ‪ ،‬وحتفظ احلقوق‬ ‫ً‬
‫الفكري بني‬
‫=عقائدي و ّ‬
‫ّ‬ ‫=عرقي وال‬
‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫التنوع‬
‫و‬ ‫االختالف‬ ‫ام‬
‫رت‬ ‫اح‬ ‫وتساهم‬ ‫ات‪،‬‬ ‫ي‬
‫ّ‬‫ر‬‫احل‬‫و‬
‫‪.‬أفراد اجملتمع‬
 ‫أوال‪ :‬تعريف المواطنة‬
‫قال ابو النور " ان املواطنة هي صفة الفرد الذي يعرف حقوقه ومسؤولياته جتاه اجملتمع‬
‫الذي يعيش فيه‪ ،‬والذي يشارك بفعالية يف اختاذ القرارات وحل املشكالت اليت تواجه‬
‫‪ .‬اجملتمع‬
‫وأكد نصار على أن املواطنة هي " وجود الفرد يف الدولة أو اجملتمع السياسي‪ ،‬وهي اليت متنح الفرد‬
‫اإلحساس باهلوية وتتيح له ممارسة حقوقه السياسية واالجتماعية‪ ،‬وتؤهله ألداء أدواره وحتمل مسؤولياته‬
‫"والوفاء بالتزاماته يف احلياة العامة يف جمتمعه‬
 ‫‪:‬هناك الكثير من االمثلة على المواطنة منها‬
‫ا= = =لتصويتيف = = = ا= = =النتخابات‪-‬‬
‫=ش==كة ا= = ==لفع=ا = ==لة يف = = = ا= = ==حلياة ا= = ==لع==امة ل = ==لمجتمع ب= = = = ==طر==يقة و=ا==عية ‪-‬‬
‫ا= = =مل = = ار‬
‫‪ .‬ا= = =مل = = ا=سمه ==ة يف = = = خ=دمة ا= = =جمل = = ==تمع ‪-‬‬
‫ا==ح ا=رت=م ا= = =ألنظمة و=ا= = ==لقو=ا==نني‪-‬‬
‫=ش==كة ف= = = = ==يه=ا ‪-‬‬
‫=بات= ==لوط=نية ا= = =هل=اد==فة و=ا= = =مل = = ار‬
‫حبا= = =مل=ناس ا=‬
 ‫اشار جمال السويدي لهذا الفهم الخاطئ من خالل تميزه ألربعة انواع من المواطنة‬
‫‪ :‬هي‬

‫‪:‬المواطنة اإليجابية‬
‫اليت يشعر فيها الفرد بقوة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪:‬المواطنة المطلقة‬
‫وفيها جيمع املواطن بني الدور‬ ‫‪1‬‬
‫انتمائه الوطين وواجبه‬ ‫اإلجيايب والسليب جتاه اجملتمع‬
‫بالقيام بدور إجيايب ملواج=هة‬ ‫‪.‬ومؤسساته الرمسية املختلفة‬
‫‪.‬السلبيات‬
‫‪:‬المواطنة السلبية‬
‫‪:‬المواطنة الزائفة‬
‫وفيها حيمل الفرد شعارات جوفاء ال‬
‫‪4‬‬ ‫وهي شعور الفرد بانتمائه‬
‫للوطن ولكن الفرد هنا‬
‫‪3‬‬
‫تعكس الواقع‪ ،‬وميتاز بعدم اإلحساس‬ ‫يتوقف عند حدود النقد‬
‫‪.‬باعتزازه بالوطن‬ ‫السليب‪ ،‬وال يقدم أي عمل‬
‫‪.‬إجيايب لوطنه‬
‫‪:‬ومن الضروري التنبه لمثل هذه الحاالت ومعالجتها من جانبين‬

‫‪ ‬اواًل ‪:‬يتعلق فيما إذا كانت ناجتة عن جمرد فهم خاطئ وعدم‬
‫معرفة الفرد مبا له وما عليه‪.‬‬

‫‪ ‬ثانيًا ‪ :‬هو ما إذا كان الفرد ال يرى فعال يف املواطنة إال حقوقه‬
‫هو دون مراعاة لواجباته أو احرتام حلقوق اآلخرين‪ ،‬إما لتعصبه‬
‫ملعتقد أو مجاعة ‪.‬‬
 ‫‪ :‬عالقة المواطنة ببعض أبعادها‬
‫‪:‬ا ‪BB B‬لمساواة ‪1-‬‬
‫أي املساواة بني مجيع أفراد اجملتمع مبختلف أعراقهم‬
‫‪ .‬وأجناسهم ومعتقداهتم أمام القانون‬
‫‪:‬ا ‪BB B‬لدي‪B‬مقرا‪B‬ط‪B‬ية ‪2-‬‬
‫يتحدد البعد الثاين للمواطنة من خالل ارتباط املواطنة بالدميقراطية‪ ،‬وذلك باعتبار‬
‫أن= الدميقراطية هي احلاضنة األوىل ملبدأ املواطنة‪ ،‬إذ ال ميكن القول مبجتمع يعرتف‬
‫باملواطنة دون اعرتافه بالدميقراطية وافرازاهتا‪ ،‬حيث ال يستطيع األفر=اد املشاركة= يف‬
‫بناء جمتمعاهتم‪ ،‬دون أن يتحقق هلم امتالك احلقوق واحلريات واملساواة السياسية‬
‫‪.‬والقانونية‬

‫ا‪ B B B‬نال‪B‬تماء ‪3-‬‬

‫ويف حال حتقق الدميقراطية الصحيحة يف الدولة لألفراد‬
‫فإن النتيجة الطبيعية لذلك هو شعور الفرد باالنتماء هلذه‬
‫‪ .‬الدولة‪ ،‬وتنامي حسه باملسؤولية جتاهها‬
 ‫‪ :‬التربية على المواطنة‬

‫هي تلك الرتبية اليت هتدف إىل إعداد الفرد للمواطنة الصاحلة يف بلده من خالل‬
‫تزويده باملعارف والقيم واملهارات املرتبطة باجملاالت القانونية واالقتصادية والتارخيية‬
‫والسياسية والثقافية ومبهارات حل املشكالت‪ .‬والبد ان نذكر أن الرتبية على‬
‫املواطنة هلا أثر كبري يف بلورة فكرة املواطنة بوصفها صفة يتحلى هبا األفراد‬
‫واملواطنون‪ ،‬كما هلا أثرا فعال يف مقاومة العنف والتعصب‪ ،‬مبعىن أهنا جتسد النزعة‬
‫إىل تربية الشباب على فن العيش املشرتك مع املختلفني‪ ،‬وقبول اآلخر ومن مث فإن‬
‫الرتبية على املواطنة ضرورة ال غىن عنها‪ ،‬ذلك أنه جيب أن نعلم أن املواطنة الفعالة‬
‫ضرورية جذا من أجل مستقبل اجملتمع اإلنساين‬
 ‫‪ :‬أبعاد التي تعمل عليها التربية من اجل المواطنة‬

‫البعد السياسي ‪ :‬وفيه يتم االشتغال على تنمية ثقافة احلكم الدميقر=اطي لدى الناشئة‪،‬‬
‫حبيث يكون بطريقة دميقراطية‬

‫البعد القانوين ‪ :‬من خالله يتم الرتكيز على احرتام القانون وااللتزام به‪ ،‬فاملعروف أن‬
‫عالقة الفرد املواطن بالقانون يف املنطقة العربية عالق=ة خوف أكثر منها عالقة اقتناع بدور‬
‫‪.‬القانون يف تنظيم احلياة العامة‬

‫البعد االخالقي‪ :‬من خالل هذا البعد تتم تربية الناشئة على تغليب املصلحة العامة على‬
‫املصلحة الشخصية الضيقة‪ ،‬وتغليب املصلحة العامة إمنا يقتضي االنفتاح على أفكار اآلخرين‬
‫وآرائهم‪ ،‬واالستفادة منها يف حتديد املصلحة العامة‪ ،‬ألن هذه األخرية حتدد بطريقة تفاعلية‬
‫‪.‬تشاركيه ال بطريقة فردية وذاتية‬

‫البعد العاطفي يتم من خالله الرتكيز على تنمية الرغبة يف العيش املشرتك‪،‬‬
‫‪.‬وذلك عرب تنمية الشعور باالنتماء إىل الوطن وحبه‪ ،‬ونبذ الكراهية والعنصرية‬
 ‫‪:‬مك‪B‬ونات النموذج الديمقراطي للتربية على المواطنة‬

‫على أن النموذج الديمقراطي مكون من أربعه مكونات‬ ‫‪patrick‬‬ ‫‪ :‬أشار‬

‫‪-١ :‬المعرفة الوطنية‬
‫تشتمل على جمموعة املبادئ الشاملة اليت ميكن من خالهلا تعريف الدميقراطية ‪ ،‬و تتضمن‬
‫مفاهيم و مبادئ الدميقراطية والقضايا املتعلقة باستخدامها‪ ،‬والتعرف على تارخيها و‬
‫ممارستها‬

‫‪ -٢:‬المهارات العقلية‬
‫تشتمل على حتديد املعلومات املتعلقة باحلياة السياسية ووصفها وحتليلها وتفسريها‪ ،‬وتقييم‬
‫املوضوعات واألحداث العامة‪ ،‬إضافة اىل التفكري الناقد بشأن ظروف املواط=نة واحلياة املدنية‬

‫‪ -٣:‬مهارات المشاركة المدنية‬

‫تشتمل على التفاعل مع اآلخرين واملشاركة يف االحداث العامة ‪ ،‬واختاذ القرارات بشأن قضايا‬
‫‪.‬السياسة العامة وتطبيقها ‪ ،‬إضافة اىل اختاذ اإلجراءات املناسبة لتحسني احلياة السياسية واملدنية‬

‫‪ -٤:‬النظام المدني‬
‫يؤكد النظام املدين على املساواة وكرامة الفرد واحرتام ومحاية حقوق األفراد‪ ،‬وحيث على‬
‫املشاركة املسؤولة يف احلياة املدنية‪ ،‬وتعزيز صالح احلياة العامة‬
 ‫‪:‬أهداف التربية على المواطنة‬
‫يتمثل في إعداد المواطن الصالح الذي‪ B‬يعرف حقوقه وواجباته تجاه مجتمعه والقادر على‬
‫‪ .‬مواكبة متطلبات الحياة المستقبلية‬
‫‪ :‬وميكن تلخيص اجململ يف‬
‫‪ o‬تزويد األفراد بفهم إجيايب وواقعي للنظام السياسي يف جمتمعهم وتعليمهم القيم‬
‫وأمهية مشاركتهم يف القرارات السياسية‬
‫‪ o‬فهم االفراد حلقوقهم وواجباهتم‪ ،‬وللنظام التشريعي يف جمتمعهم ‪،‬واحرتام وتقدير‬
‫القوانني واالنظمة‬
‫‪ o‬التعرف على القضايا العامة اليت يعاين منها اجملتمع ‪ .‬وفهم التعامل معها وحلها‬
‫‪ o‬اح= رتام دستور الدولة‪ ،‬االلتزام مببادئ احلرية والدميقراطية والعدالة االج=تماعية‪،‬‬
‫واالعتزاز و االنتماء‬
‫‪ o‬توج=يه األفراد يف اجملتمع حنو املواطنة الصاحلة وحثهم على اإلميان باملساواة بني‬
‫افراد الشعب الواحد‪ ،‬وبني الشعوب العامل عامة‬
‫ويف اجململ ميكن القول‪ :‬إن الرتبية على املواطنة تدور ح=ول متكني األفراد من اختاذ‬
‫‪.‬قراراهتم بأنفسهم وحتمل مسؤولياهتم يف حياهتم وجمتمعاهتم‬
 ‫‪:‬المكون الوجداني لقيمة المواطنة‬

‫ان املكون الوجداين جيب ان يشكل جزءا من احملتوى الذي يدرس يف اجلامعات‪ .‬ومن مث‬
‫حيتاج الطالب اىل املساعدة ليفهموا اجلوانب االنفعالية من حياهتم وليتقبلوا ويعدلوا‬
‫مشاعرهم حنو منظومة القيم عموما وقيمة املواطنة بشكل خاص‪ .‬لذلك البد للجامعة ان‬
‫تتبىن طريقة التدريس عن املثال‪ ،‬ودراسات احلالة‪ ،‬والتوقعات اليت حتددها لطالهبا‪ .‬وهي‬
‫حني تعمل هذا تضع الطلبة يف مواقف خيربون فيها ويشاهدون شروطا وظروفا ذات صبغة‬
‫قيمية وانفعالية يف احملتوى ويف االستجابة ‪ .‬وهي حني ترتب خربات الطالب تطلب منهم‬
‫‪:‬أن‬
‫• يفكروا يف القيم واملشاعر واحلساسيات واالختيارات‬
‫• يقارنوا أفكارهم و عواطفهم او انفعاالهتم مع افكار اآلخرين وانفعاالهتم‬
‫• خيربوا املشاعر املتضمنة يف املواقف وخباصة تلك اليت يغلب ان تكون هلا صبغة انفعالية‬
 ‫‪:‬المكون السلوكي‬
‫وهذا البعد ميكن تسميته بالنهايات املستدامة هلذه الرتبية‪ ،‬فكما انه ال جدوى من تعليم‬
‫املواطنة اال بالقدر الذي يستفيد منه الطلبة على صعيد التحصيل املعريف اجلامعي‪ ،‬فيجب‬
‫‪.‬حتويل القيمة اىل معايري داخلية تعكس توجه سلوكهم اليومي‬
‫وال شك أنه كلما مسحت الربامج التثقيفية غري الصفية بوضع املتعلم أمام وضعيات ومواقف‬
‫اجتماعية أو فكرية أو سلوكية مشاهبة للمواقف والوضعيات احلياتية‪ ،‬كلما أمكن لألستاذ‬
‫اجلامعي وللمتعلم‪ ،‬على حد سواء‪ ،‬أن يرصدا ويتتبعا بالتعديل مدى استحضار املستهدفني‬
‫بقيمة املواطنة وإذا كانت املؤسسة اجلامعية تؤدي أدوارها التقليدية يف التدريس فعليها تقع‬
‫‪:‬مسؤولية الرتبية على املواطنة كي يصبح املتعلم قادر على‬
‫‪ ‬أن يشارك بآرائه يف املواقف اليت تتطلب املشاركة‬
‫‪ ‬وأن يتحدث جبرأة وأن ميارس حكما أخالقيا أو نقديا‬
‫وكل ذلك بناء على استعماله للحوار العقلي واملنطقي‪ ,‬وهكذا فإن الطلبة داخل املؤسسة‬
‫اجلامعية ينبغي أال يتعلموا قيمة املواطنة فقط‪ ،‬وإمنا ينبغي هلم أن يعيشوها يف تعليمهم‬
‫شكرا على حسن‬ ‫فاطمة عبدالرحمن األمين ‪4252268 -‬‬
‫منار مرزوق الحسيني – ‪4252180‬‬

‫استماعكم‬