Professional Documents
Culture Documents
علم النفس التجريبي
علم النفس التجريبي
التجريبي
361نفس
أهداف المقرر
أن يدرك الطالب أن السبب في تطور علم النفس
يرجع إلى الدراسة التجريبية للسلوك.
2 ـ أن يتعرف الطالب على أسس المنهج التجريبي.
3 ـ أن يتعلم الطالب كيفية تصميم التجربة ،وأنواع
التصميمات التجريبية ،واختيار مشكلة البحث
وصياغة الفروض والتحقق من صحتها.
الموضوعات
-1العلم وخصائصه وأهدافه0
مدخل إلى علم النفس التجريبي:
تطور علم النفس التجريبي.
تعريف علم النفس التجريبي.
-2الطريقة التجريبية في علم النفس:
مفهوم التجربة.
أنواع العالقات بين المتغيرات.
أنـواع التجارب.
المسئوليات األخالقية للباحث.
3ـ أنواع التصميمات التجريبية :
(أ) التصميمات التجريبية :
.1تصميم داخل األفراد ( البسيط والعاملى ) 0
.2تصميم بين األفراد ( البسيط والعاملى ) 0
.3التصميم المختلط 0
(ب) التصميمات شبة التجريبية :
.1تصميم المجموعة الواحدة 0
.2تصميم المجموعة الضابطة غير المكافئة 0
.3تصميم السالسل الزمنية 0
.4التصميم المتعدد للسالسل الزمنية
– 4مراحل إجراء التجربة العلمية:
التخطيط أو اإلعداد للتجربة العلمية.
خطوات إجراء التجربة.
كتابة التقرير العلمي عن التجربة.
نموذج تقرير علمي عن التجربة0.
5ـ السيكوفيزيقا :
معنى السيكوفيزيقا ومجاالتها.
طرق قياس اإلدراك الحسي للمنبهات.
طريقة الحدود.
طريقة المنبهات الثابتة.
طريقة التعديل.
طريقة اكتشاف اإلشارة.
زمن الرجع:
الجذور التاريخية لموضوع لزمن الرجع.
تصنيف تجارب زمن الرجع.
تعريفات زمن الرجع.
أنواع زمن الرجع.
تحديد طبيعة أزمنة الرجع والعوامل المؤثرة فيها.
أهمية عامل الزمن وفائدة دراسة زمن الرجع.
6ـ اإلدراك:
اإلدراك الحسي وأهميته.
إدراك العمق البصري أو المسافة.
الخداع البصري.
تعريف الخداعات اإلدراكية.
المراجع
النفس0 عبد الفتاح القرشي ومحمد نجيب الصبوة ( : )1994التجريب فى علم
التقييم
تقرير عن التجربة األولى. 10
تقرير عن التجربة الثانية. 10
تقرير عن التجربة الثالثة. 20
درجة اختبار فصلي 20
درجة اختبار نهائي 40
الفصل األول
العلم وخصائصه وأهدافه:
أوالًـ الفرق بين العلم واألفكار الشائعة:
1ـ يميل اإلنسان العادي للتمسك بآراء ليس لها سند علمي ،بينما
ال يتقبل الباحث العلمي أي فكرة دون إخضاعها للتجريب إلثبات
صحتها أو خطئها.
2ـ يبحث اإلنسان العادي عن الشواهد التي تؤيد صحة تفسيره
للظواهر ،ويهمل التي تتعارض مع تفسيره .أما الباحث العلمي
فيبحث عن كافة الشواهد التي تؤيد تفسيره والتي تتعارض معه،
ويقبلها ،ويخضعها للبحث.
أفكار مسبقة ويحاول إثباتها بشتى
3ـ يحمل اإلنسان العادي ًا
الطرق ،حتى لو وجد دالئل ضعيفة على صحتها .أما الباحث
العلمي فإنه يتجرد من أفكاره المسبقة ،ويبحث وموضوعية.
4ـ ينظر الشخص العادي إلى الحوادث المتالزمة على أنها
طا السبب بالنتيجة ،حتى لو كان هذا التالزم ترتبط ارتبا ً
نتيجة للصدفة ،أما الباحث العلمي فيحرص على التدقيق
في هذا التالزم بطرق علمية منهجية.
5ـ يلجأ الباحث العلمي الستخدام أساليب الضبط التجريبي
للتحقق من دقة العالقة بين المتغيرات ،وهو ما ال
يستخدمه الشخص العادي.
6ـ يستخدم الباحث العلمي النظريات والفروض في تفسير
الظواهر ،ثم يخضعها للفحص والتجريب ،أما اإلنسان
العادي فيكتفي باستخدام انطباعاته الذاتية عن الظواهر.
الفكرة المركزية في هذه الفروق أن العلم منظم ومضبوط.
ثانيًاـ مفهوم العلم :ما هو العلم:
وعمومــا فإــن للعلــم
ً ـم،ـللعل ـعـمان ـعـجام ـفـتعري ـعـوض ـعبـص ي
ُ
جانبين:
األول :مضمون المعرفـة ،أـو المعلومات التـي تت اركـم وتتكامـل عـن
أحد مجاالت االهتمام.
ويعرف العلـ ــم وفقًـ ــا لمضمون المعرفـ ــة علـ ــى أنـ ــه " منظومـ ــةُ
المعارف المتناســقة ،أــو مجموعــة المفاهيــم المترابطــة الناتجــة
عن تراكم التراث العلمي عبر السنين".
الثاني :المنهج العلمي الذي يتمثل في طرـيقة التفكير وفى
األساليب التي يتبعها العلماء سعياً الكتشاف المتغيرات في
الطبيعة وفى اإلنسان.
ويعرف العلـم وفقًـا للعمليـة أـو النشاط العلمـي علـى أنـه " ذلـك
النوع مـن النشاط الذي يسـاعد فـي اكتشاف المتغيرات المهمـة
ف ــي الطبيع ــة ،والرب ــط بي ــن هذه المتغيرات ،وتفس ــير العالقات
القائمــة بينهــا مــن خالل اكتشاف المبادئ والقوانيـن األسـاسية
التي تنتظمها".
وتَجم ــع تعرـيفات أخرى بي ــن ك ــل م ــن المضمون والعملي ــة ف ــي
ويعرف العلـ ــم وفقًـ ــا لهذا علـ ــى أنـ ــه" سـ ــلسلة
تعريـ ــف العلـ ــمُ ،
مترابطــة مــن المفاهيــم واإلطارات النظريــة التــي نشأــت نتيجــة
الستخدام المنهج العلمي دون سواه".
وتتمث ــل أهمي ــة الجم ــع بيــن ك ــل م ــن المضمون والعمليــة فــي
التأكيـد علـى أـن الت اركـم الكمـي للمعارف اإلنسـانية ليـس الشرط
الوحيـد لبناء العلـم ،إـذ أـن الطريقـة التـي تـم التوصـل بهـا إلـى
هذه المعارف هي أساس بناء الحقائق العلمية.
العلم: ثالثًاـ وظائف
تتجسـد وظائـف العلـم فـي اإلجابـة عـن األسـئلةـ التاليـة:
ما أو ماذا؟ وكيف ؟ ولماذا ؟.
وتظهــــر وظيفـ ــة العلـ ــم فـ ــي ضوء المحاوالت المتعمدة
لوصــف الســلوك اإلنســاني وصــفاً كمياً أــو كيفياً بهدف
تحديــــد مختل ـ ــف المتغيرات المتضمنــــة فــــي تشكيل ـ ــه،
واكتشاف العالقات القائمــة بينهــا ،ثــم محاولــة اكتشاف
األســــــباب الكامنـ ـ ــة وراء حدوث الســــــلوك ،وصـ ـ ــياغة
التفسيرات المـحتملة باستخدام المنهج العلمي.
راب ًعاـ أهداف العلم:
1ـ الفهم :ينطوي فهم الظواهر على جانبين أساسيين ،هما:
أ ـ ـ الوصــف :ويشيــر إلــى التحقــق مــن طبيعــة الظاهرة ( مثــل التحصــيل
الدراســي ،أــو التأخــر العقلــي ،أــو الغــش المدرســي ،أــو العنــف ،أــو
التدخيـن) عـن طريـق معرفـة خصـائصها ،أـو مكوناتهـا ،أـو المتغيرات
التـي تشكلهـا ،ومعدالت انتشارها .ومثال هذا مـا هـي معدالت انتشار
التدخيـن ،ومـا هـي أنواع المواد التـي يتـم تدخينهـا ،ومعدالت اسـتهالك
كــل مادة منهــا ،وأــي الفئات العمريــة أكثــر تدخي ًنــا ،ومــا هــي معدالت
انتشار التدخين بين الجنسين ( الذكور و اإلناث )؟
ورغـــم أهميـــة وصـــف الظاهرة إال أـــن وصـــفنا للظاهرة ال يؤدي إلـــى
فهمنـا لهـا ،فوصـفنا لسـلوك التدخيـن بمختلـف جوانبهـا ال يعنـي فهمنـا
لـه ،وهنـا يأتـي دور تفسـير الظاهرة ،ففهـم الظاهرة ال يكتمـل بوصـفها
بل البد من تفسيرها.
ب ـ التفسـير :يشيــر التفســير إلــى التحقــق مــن األســباب التــي أدت
إلـ ــى حدوث الظاهرة ،وكيفيـ ــة حدوثهـ ــا ،واألسـ ــباب المترتبـ ــة علـ ــى
حـدوثها .وبمعنــى آخــر التحقــق مــن العالقــة بيــن الظاهرة موضــع
الدراس ــة وغيره ــا م ــن الظـواه ــر األخرى .وتُع ــد ص ــياغة التعميمات ـــ
التصــورات النظرية .التــي تفســر الظواهــر مــن أهــم النتائــج المرتبــة
علـى فهمها .وتتفاوت التعميمات مـن حيـث مسـتويات تفسـيرها ،فقـد
ـور يفســر مجموعــة محدودة مــن الظواهر. يقدم أحــد التعميمات تصـ ًا
ورغـم فائدتـه ،إال أـن الهدف األهـم للعلـم هـو التوصـل إلـى تصـورات
يتس ــع مداه ــا باس ــتمرار .فالفروض ،والنظريات ،والقواني ــن جميعه ــا
تعميمات تتزايــد درجــة عموميتهــا بالتدريــج ،ولمــا كان التعميــم الذي
يعطينــا أشمــل تفســير هــو أعظمهــا قيمــة ،فإــن القانون إذن أعظــم
أهميـة مـن النظريـة أـو الفرض .فعلـى الرغـم مـن فائدة التعميـم الذي
يفس ــر حرك ــة كوك ــب واح ــد إال أ ــن التعمي ــم الذي يفس ــر حرك ــة ك ــل
الكواكب أعظم قيمة وأكثر فائدة (فان دالين ،1977 ،ص.)59 :
2ـ التنبؤ:
سير معي ًنا،
ويقصد بالتنبؤ القدرة على توقع ما قد يحدث إذا سارت األمور ًا ُ
أيضا
أـو إذا ُوجدت الظروف المسـئولة عـن حدوث ظاهرة ما .ويشيـر التنبـؤ ًـ
إلـى قابليـة القانون أـو القاعدة العامـة للتطـبيق فـي مواقـف أخرى غيـر تلـك
التي نشأ فيها.
هـو فقـد اسـتطاع مندلييـف سـنة 1871التنبـؤ بوجود عنصـرـ جديـد
الجرمانيوم قبــل اكتشافــه لــه بخمســة عشــر ســنة ،وذلــك بعــد أــن
الحــظ وجود ثغرات فــي الجدول الدوري الذي صــنف فيــه العناصــر
الكيميائية المعروفة.
وتُختـبر صـحة التنبـؤ بخطوتيـن :تتمثـل الخطوة األولـى فـي القيام
بعملي ــة اس ــتنتاج عقل ــي ع ــن طري ــق االس ــتدالل .وتتمث ــل الخطوة
الثانيـة فـي االختبار التجريـبي للتحقـق ممـا إذا كان هذا االسـتنتاج
صحيح أم ال.
3ـ الضبط:
يشيـرـ الضبـط إلـى التحكـم فـي المتغيرات األسـاسية التـي تؤدي إلـى
وقوع حدث مـ ــا ،وذلـ ــك بهدف زيادة احتماالت وقوع هذا الحدث،
أ ــو من ــع حدوثه .وال يتحق ــق ضب ــط الظواه ــر بدون فه ــم كيفي ــة
حدوثهـ ــا ،والتحقـ ــق مـ ــن المتغيرات المؤديـ ــة لحدوثهـ ــا ،والتنبـ ــؤ
اضحا مـن أـن عجـز اإلنسـان عـن باحتماالت حدوثها .ويبدو هذا و ًـ
فهــم بعــض األمراض المســتعصية يقــف حائالً دون التوصــل إلــى
عالجات مالئم ــة لهذه األمراض ،أم ــا إذا ُعرف ــت أس ــباب انتشار
المرض ،فيمكنـا حينئـذ البحـث عـن العالجات المناسـبة ،وتجريـب
مدى فاعليتها ،إو ن أمكن هذا ُيتاح التحكم في معدالت انتشاره.
الضبط غير ممكن في كل الحاالت ( الكسوف والخسوف).
ساـ خصائص العلم:
خام ً
-1الموضوعيـة :تشيـر الموضوعيـة إلـى البعـد عـن األهواء والميول
الذاتية عند الحكم علي المواقف ،أو للتأكيد على اشتراك أكثر من
شخـ ــص فـ ــي إدراك وتسـ ــجيل خصـ ــائص الظاهرة بنفـ ــس الدرجـ ــة
تقريبا.
ً
-2القابليــة للتحقــق :وتعنــي إثبات صــحة الفروض والنظريات ،أــو
دحضهـا عـن طريـق المشاهدة المضبوطـة والقياس والتجريـب ،ومـا
نهائيا ،أو تعديلها ،أو تغييرها.
ً يتبع ذلك من حذف الفروض
-3القياس :اسـتخدام التقديـر الكمـي لوصـف مـا يوجـد مـن خصـائص
األشياء واألحداث وخص ــال األشخاص ــ .ويزي ــد القياس م ــن دق ــة
تقويــم مـا تتسـم بـه الظواهـر مـن خصـائص ،إـذ أنـه يوحـد المعيار
الذي يتم به تناول هذه الظاهرة (.التعريف اإلجرائي ).
-4الطابــع التراكمــي ( غيـرـ الشخصــي )ُ :ينســب العمــل فــي بداياتــه
لشخـص مـا ،ثـم إذا كان قابـل للتحقـق واإلعادة يضاف إلـي التراث
نوعا من التقدم واالرتقاء. العلمي اإلنساني مما يحقق ً
-5العالقــة الديناميــة بيــن المشاهدات الواقعيــة والنظريات العلميــة:
وجود عالقـة ديناميـة بيـن المشاهدات الواقعيـة والنظريات العلميـة،
فالنشاط العلمــي نشاط دينامــي متتابــع الحلقات تتفاعــل فيــه كــل
م ــن المشاهدة والمفاهي ــم النظري ــة الت ــي تمث ــل النماذج النظري ــة
المجردة.
-6قابليــة العلــم ألــن يصــحح نفســه :كــل الباحثيــن يتبعون طريقــة
واحدة فـي التفكيـر ومنهـج واحـد فتصـحح البحوث التحققيـة أخطاء
سابقتها.
7ـ ـ القابليــة لالســتعادة :وتعنــي الحصــول علــى نفــس النتائــج عنــد
إعادة إجراء التجربة مرة أخرى في ظل تطابق الموقف التجريبي.
مدخل إلى علم النفس التجريبي:
أوالًـ تاريخ علم النفس التجريبي:
جمــــع هيرمان فون هيلمهولتــــز(1894 -1821م) فــــي نشاطــــه بيــــن
الفيزياء والفيزيولوجيــا وعلــم النفــس ،فقام بإجراء دراســات تتعلــق بســرعة
حدوث الدفعـة العصـبية( .)1850فقام بإثارة أحـد األعصـاب الحركيـة لدى
الضفدع بواســطة تيار كهربائــي ضعيف .وأعاد هذه العمليــة مرات عديدة
كل ـ ـ مرة كان يحسـ ــب ومـ ــن نقاط مختلفـ ــة مـ ــن العصـ ــب الحركي .وفـ ــي ّ
المســافة الفاصــلة بيــن النقاط المثارة ويســجل اســتجابة الضفدع(انقباض
العضلـة) عـن طريـق جهاز خاص أعده خصـيصاً لهذه الغايـة(كيموجراف).
والحـظ المجرب أـن ثمـة فروقاً زمنيـة بيـن االسـتجابات الحركيـة التـي تصـدر
أن هذه الفروق تتناسـب والفروق بيـن المسـافات الفاصـلة عـن الضفدع ،و َّـ
بيــن النقاط المثارة والعضلة .ومــن خالل تعييــن الفروق المكانيــة ومعرفــة
الفروق الزمنيـة تمكـن هيلمهولتـز مـن تحديـد سـرعة حدوث االسـتثارة ووجد
أنها مساوية لـ 25مت ارً في الثانية.
ويرى دونديرس(1889 -1818م) أــن تصــورات اإلنســان
عــن العالــم الخارجــي تتكون نتيجــة نشاط العقــد العصــبية
الناتـ ــج عـ ــن المثيرات الخارجيـ ــة التـ ــي تسـ ــتقبلها أعضاء
الحســــ .وقام بقياس الزمــــن الذي يفصــــل بيــــن التنــــبيه
حدا
واالســتجابة .وقــد وضعــت النتائــج التــي انتهــى إليهــا ً
إلدعاءات بعـض العلماء بأـن العمليـة النفسـية غيـر قابلـة
للقياسـ .وأظهرت أنهـا ظاهرة موضوعيـة تحدث فـي الزمان
والمكان .وبهذا فتــح دونديرس الباب أمام الحقيــه ليقدموا
دراس ـ ــات اتخذت م ـ ــن االس ـ ــتجابات الحركي ـ ــة والكالمي ـ ــة
موضوعا لها بوصفها وقائع نفسية. ً
اهتــم إرنســت فيــبر(1878 -1795م) فــي بدايــة نشاطــه
العلمــي بدراســة حاســة اللمســ .ونشــر حول هذا الموضوع
كتابيـ ــن ،أولهمـ ــا "اللمـ ــس" ( ،)1834وثانيهمـ ــا "اللمـ ــس
والحس ــاسية العام ــة"( .)1846وحاول في ــبر ف ــي مؤلفي ــه
عرض نتائــج مشاهداتــه وتجاربــه التــي تركزت حول آليات
ظاهرة اللمـــــس ومواقـــــع وجودهـــــا فـــــي جســـــم اإلنســـــان
ـاسية العامة .وزيادة عل ـ ــى هذا اهت ـ ــمومقارنته ـ ــا بالحس ـ ـ ّ
بمسـ ـ ــألة قدرة اإلنسـ ـ ــان علـ ـ ــى اإلحسـ ـ ــاس بالفرق بيـ ـ ــن
المنبهات اللمس ــية والبص ــرية والس ــمعية .فدرس االختالف
بيــن البشــر مــن حيــث قدراتهــم علــى التمييــز بيــن األوزان
واألصـوات واألشكال بطريقـة تجريـبية .فقـد كان يطلـب مـن
مفحوصيه ،مثالً ،مقارنة شيئين من حيث الوزن.
اشتغـ ــل جوسـ ــتاف فخنـ ــر(1887 -1801م) خالل حياتـ ــه فـ ــي
الفلسـفة والفيزياء والفيزيولوجيـا والسـيكوفيزياء .وقدم إلـى جامعـة
ليبزيــخ لدراســة الطــب عام .1817وهــو العام الذي وصــل فيــبر
إليهـا لتدريـس التشريح .ومـن ث ّمـ قام فخنـر بتدريـس الفيزياء منـذ
عام .1834ويرى فخنـر أـن الظاهرة الحسـية تمـرـ بأربـع م ارحـل:
التنــــــــــــبيه ( المرحلــــــــــــة الفيزيائيــــــــــــة ) ،واإلثارة ( المرحلــــــــــــة
الفيزـيولوجي ــة ) ،واإلحس ــاس ( المرحل ــة النفس ــية ) ،والمحاكم ــة
( المرحلـ ــة المنطقيـ ــة ) .وأـ ــن العتبـ ــة هـ ــي نقطـ ــة االنتقال مـ ــن
المرحلــــــة الثانيــــــة ( الفيزيولوجيــــــة ) إلــــــى المرحلــــــة الثالثــــــة
( النفس ــية ) .وقام فخن ــر بص ــياغة نتائ ــج دراس ــاته ف ــي شك ــل
قانون رياض ،وأطلق عليه فخنر بتواضع "قانون فيبر".
بدأ ويليام فونـــــت(1920 -1832م) حياتـــــه العلميـــــة كطـــــبيب ثـــــم
كاختصــاصي فــي الفيزيولوجيا .ولعــل أهــم مــا قدمــه فونــت هــو كتابــه
"مبادئ علــم النفــس الفيزيولوجــي" الذي نشره عام ،1874وتأســيسه
ألول مخـبر سـيكولوجي عام ،1879تحول بعـد فترة قصـيرة إلـى معهـد
زاره ودرس فيـه العديـد مـن رواد علـم النفـس فـي العالم .وتركزت البحوث
التجريبي ــة ف ــي المخ ــبر عل ــى محاور ثالث ــة :أ-دراس ــة الح ــس واإلدراك
البصـري واللمسـي والسـمعي ،ب-السـيكوفيزياء ،ج-د ارسـة زمـن الرجع.
ولكــي يتســنى نشــر نتائــج هذه البحوث أســس فونــت مجلــة "الدراســات
الفلسـفية" عام .1881و أرـى فونـت إـن علـم النفـس ،يجـب أـن يدرس
الخـ ــبرة الداخليـ ــة المباشرة للفرد .وقـ ــد حدد الخـ ــبرة علـ ــى هذا النحـ ــو،
وألحـق بهـا تلـك الصـفات كـي يكسـبها خصـوصية تميزهـا ،بـل وتفصـلها
عــن خــبرة الفرد الخارجية .وبعــد أــن أجرى فونــت ســلسلة مــن التجارب
ـتخدما طريقـة االسـتبطان اعترضتـه صـعوبات كثيرة بسـبب المعمليـة مس ً
تفاوت قدرة المفحوصين على التعبير عما يدور في داخلهم.
أخضـــــــع عالـــــــم النفـــــــس األلمانـــــــي هيرمان ابنجهاوس
( )1909-1850إحدى الوظائــــــــف النفســــــــية المعقدة،
جديدا
ً عهدا
وهـي التذكـر ،للد ارسـة التجريبيـة ،مدش ًنـا بذلـك ً
ف ــي تاري ــخ عل ــم النف ــس التجري ــبي .وف ــي إحدى زيارات ــه
لفرنسـا ،وبينمـا كان يطوف شوارع باريـس عثر بالمصادفة
فـي أحـد المحالت الصـغيرة لـبيع الكتـب علـى كتاب "عناصـر
الس ــيكوفيزياء" .وق ــد أعج ــب بهذا المؤل ــف ّأيم ــا إعجاب،
والسـ ـ ــيما برهان صـ ـ ــاحبه علـ ـ ــى إمكانيـ ـ ــة قياس الظاهرة
كميا .وقرر المضـ ــي فـ ــي هذا قياس ـ ـا ً
ً ـس)ـ ـ(الح ـيةـ ـالنفس
المنهج ،فوقع اختياره على موضوع التذكر.
واشتمل ـ ــت دراس ـ ــة ابنجهاوس عل ـ ــى 2300مقط ٍعـ ـ ـ عديم ـ ــة
المعن ــى ،ولقـــد س ــاعدته لغتـــه األلماني ــة المعروفـــة بكلماتهـــا
الطويلـ ــة مـ ــن وضـ ــع هذا العدد مـ ــن المقاطع .ويكمـ ــن سـ ــبب
اختياره للمقاطـع عديمـة المعنـى فـي أنـه أراد أـن تكون عناصـر
مادة تجربت ــه متس ــاوية ف ــي درج ــة ص ــعوبتها بالنس ــبة لكاف ــة
األشخاصـ .وزيادة علـى هذا حرص علـى اسـتبعاد أـي تصـور
أـو تداع محتمـل يمكـن أـن يثيره المقاطـع لدى الشخصـ .ثـم قام
ابنجهاوس بترتيـــــب هذه المقاطـــــع فـــــي ســـــالسل ذات أطوال
متدرجــة ،تتألــف أوالهــا مــن ثالثــة مقاطــع والثانيــة مــن أربعــة
مقاطـع ،وهكذا إلـى أـن يصـل عدد مقاطـع السـلسلة األخيرة إلـى
ثالثــة عشرـ .وبهذا توصــل ابنجهاوس إلــى وضــع العديــد مــن
المهمات التي تتألف كل واحدة من مجموعة من السالسل.
طردا مـع
وتوصـل إلـى أـن عدد المرات الالزم السـترجاع مادة مـا يتناسـب ً
طولهــا ،فكلمــا كانــت المادة طويلــة تطلبــت مهمــة حفظهــا واســترجاعها
عددا أك ــبر م ــن المرات .ووج ــد أ ــن عدد فيم ــا بع ــد عل ــى نح ــو ص ــحيح ً
المرات الالزم إلعادة حفـظ موضوع مـا يتناقـص مـع مرور الزمـن ،إـذ أـن
الجزء األكــبر مــن المادة المنســية يقــع فــي الفترة الزمنيــة التــي تعقــب
الحفظ مباشرة.
وسـ ـ ــمحت آراء ابنجهاوس باالنتقال مـ ـ ــن مجال النظريـ ـ ــة إلـ ـ ــى ميدان
تطبيقهـــا وتعميمهـــا علـــى أرض الواقع .ولهذا الســـبب الجوهري يمكـــن
نظر
اعتبار طريقـــــــة ابنجهاوس أول طريقـــــــة ســـــــيكولوجية علميـــــــةً ،ا
الســتخدامه طريقــة موضوعيــة فــي بحــث واحدة مــن الوظائــف العقليــة
العليا ،وتأكيده على قياس الفعل وليس القول مثلما فعل فونت.
ويكاد يجمع النقاد والمؤرخون من المهتمين بعلم النفس على أن كتاب
"حول التذكــر" الذي نشره ابنجهاوس عام 1885هــو واحــد مــن أكثــر
المؤلفات في علم النفس التجريبي دقة وأصالة.
ثانيًاـ تعريف علم النفس التجريبي:
" هـ ــو أحـ ــد فروع علم النفس األسـ ــاسية التـ ــي تسـ ــتهدف
ابتكار طرق جديدة للبحــث العلمــي ،وتطويــر أســاليب إجراء
وتصميم التجارب العلمية".
ويكشــــــف هذا التعريــــــف عــــــن الموقــــــع المركزي للمنهــــــج
التجريــبي بالنســبة لهذا الفرع مــن فروع علــم النفــس :حيــث
يتركـ ــز االهتمام علـ ــى طرق معالجـ ــة المتغيرات المسـ ــتقلة،
وقياس تأثيراتهـا فـي المتغيرات التابعـة ،باإلضافـة إلـى ضبـط
تأثيرات المتغيرات الدخيلة .ويتمث ــل الهدف األس ــاسي لمث ــل
هذه اإلجراءات فـي الوصـول إلـى أقصـى درجات التحكـم فـي
الموق ــف التجري ــبي ،مم ــا يؤدي ف ــي النهاي ــة إل ــى اس ــتنتاج
عالقـة سـببية بيـن المتغيرات ،ويمكـن للباحـث حينئـذ أـن يزعـم
أــن أــي تغيــر ط أر علــى المتغيــر التابــع هــو نتيجــة للمعالجــة
التجريبية للمتغير المستقل ،وليس لغيره من المتغيرات.
ُينظـر إلـى علـم النفـس التجريـبي علـى أنـه القاسـم المشترك األعظـم بيـن مختلـف فروع
علـم النفـس ،فاسـتخدام التقنيات التجريبيـة المنضبطـة هدف نموذجـي تسـعى إليـه كـل
فروع العلم.
يعكـس تطور علـم النفـس التجريـبي مدى التطور فـي مناهـج البحـث المسـتخدمة فـي
شتى فروع علم النفس.
يقوم على استخدام المنهج العلمي القائم على المشاهدة والتجربة والقياس واالستدالل
االسـتقرائي ،ويهدف مـن ذلـك إلـى تحقيـق أعلـى معدالت التوافـق اإلنسـاني واإلنتاج كماً
وكيفاً.
يبحــث الظواهــر الســيكولوجية بالطرق التجريبيــة ،أــي إتباع قواعــد معينــة فــي تصــميم
إو جراء التجارب وتفســيرها مثلــه فــي ذلــك مثــل العلوم الطبيعيــة ،ويســتخدم عادة أجهزة
معملية ويفيد من النتائج التجريبية التي يحصل عليها.
من المشكالت التي يهتم به عالم النفس التجريبي:
كيف نتعلم ،كيف نحتفظ بما نتعلمه ،كيف نتذكر ،وماذا يجعلنا ننسى ؟
ما هي العوامل المؤثرة في دقة االنتباه؟
ما هي الكيفية التي يتم بها اإلدراك ( الشكل ،اللون ،العمق ،الكالم)؟
لماذا يصعب علينا التركيز في أحيان كثيرة ؟
الطريقة التجريبية في علم النفس:
أوالًـ مفهوم التجربة:
مثال أول :أثر عدد ساعات النوم في كفاءة التذكر.
مثال ثانـي :أثـر المكافأـة الماليـة فـي كفاءـة حـل المشكالت الحسـابية وعلـى سـبيل
المثال ،إذا افترضـ الباحـث الفرض التالـي" :تزداد كفاءـة حـل التالميـذ للمشكالت
الحس ــابية م ــع زيادة قيم ــة المكافأ ــة المالي ــة عل ــى األداء الجيــد" .يمك ــن اختبار
صــحة هذا الفرضـ عــن طريــق التوزيــع العشوائــي للعينــة علــى ثالث مجموعات
تجريبيــة ،تتعرضـ كــل منهــا لظرف تجريــبي يختلــف عــن الظـرف التجريــبي الذي
تتعرضـ لــــه المجموعــــة األخرى علــــى النحــــو التالــــي :يتلقــــى األشخاصـ فــــي
ـحيحا،
المجموعـ ــة األولـ ــى عشرة جنيهات عـ ــن كـ ــل مشكلـ ــة يحلونهـ ــا حالً صـ ـ ً
ويتلقون فــي المجموعــة الثانيــة خمســة جنيهات عــن كــل مشكلــة يحلونهــا حالً
ـحيحا ،وال يتلقون فـي المجموعـة الثالثـة أـي مكافأـة ماليـة عـن المشكالت التـي ص ً
ويقاس بعـد هذا األداء الفعلـي لألشخاصـ للتحقـق ممـا إذا ـحيحاُ .
يحلونهـا حال ص ً
كانت زيادة المكافأة المالية قد زادت من كفاءة األداء أم ال.
مثال ثال ــث :تل ــك التجرب ــة الت ــي أجراه ــا هارلــو س ــنة 1958
حول ارتباط الطف ــل بأمه .وحاول ــت هذه التجرب ــة اإلجاب ــة ع ــن
الس ـؤال التالــي :هــل يرجــع االرتباط بيــن الطفــل وأمــه لالتصــال
الجســدي أــم لإلرضاع .وتضمنــت العينــة التجريبيــة مجموعتيــن
م ــن القردة ،ونموذجي ــن ص ــناعيين لألم .وت ــم تغطي ــة النموذج
شكـل النموذج الثانـي األول بالقماش ليمثـل االتصـال المريح .و ُ
لالتصــــال غيــــر المريــــح مــــن الســــلك فقط .وتعرضــــت القردة
الصــغيرة لكال النموذجيــن فــي ظــل تقديمهمــا للحليــب أــو عدم
تقديمه.
واكتشــف هارلــو مــن خالل تســجيل الوقــت الذي يلتصــق فيهــا
القرد بنموذج األـم ،أـن االرتباط اعلـي باألـم القماش سـواء كانـت
تقدم الحليب أم ال .ويعني هذا أن االتصال المريح هو األهم.
مثال راب ــع :تجرب ــة جريس ــيل ع ــن تأثي ــر الضغ ــط الجوي
الذي تتعرض لـه األـم الحامـل علـي صـحة الوليـد ونشاطـه
الحركي .وق ــد اس ــتعان ف ــي هذه التجرب ــة بمجموع ــة م ــن
الفئران الحوامل .مثل ــت إحداهم ــا المجموع ــة الضابط ــة،
حيـــــث تتعرض للضغـــــط الجوي العادي .ومثلـــــت األخرى
المجموعـــــة التجريبيـــــة ،حيـــــث تتعرض للضغـــــط الجوي
المرتفـــــع 7مرات فـــــي اليوم لمدة 20دقيقـــــة لمدة 20
يوم.
وتــم فحــص اللياقــة الصــحية لكــل وليد .وكشفــت النتائــج
عــن أــن نســل المجموعــة التــي تعرضــت للضغــط المرتفــع
اقـل مـن حيـث الوزن والنشاط الحركـي مقارنـة بالمجموعـة
األخرى.
ثانيًاـ تعريف التجربة:
ه ــي محاول ــة للتحق ــق م ــن فرض علم ــي ع ــن طري ــق المعالج ــة
التجريبيــة للمتغيــر المســتقل ،ثــم رصــد أثــر هذه المعالجــة فــي
المتغيـر التابـع مـع ضبـط أـو تثـبيت جميـع الظروف األخرى التـي
يمكن أن تؤثر في نتائج التجربة.
أ ــو أنه ــا مالحظ ــة مقص ــودة يحدثه ــا الباح ــث عمداً ف ــي ظروف
صـناعية لجمـع وتنظيـم المعلومات تنظيماً يسـمح بإثبات أـو نفـى
فرض من الفروض.
وتبدأ عادة بتساؤل يريد الباحث أن يعرف إجابته.
مشكلة ( نظرية – عملية ) يريد حالً لها 0
مثال :التذكر والعوامل المؤثرة فيه (مشكلة نظرية ).
فعالية برنامج لعالج الخوف ( مشكلة عملية ).
عناصر التجربة:
تتضمن التجربة ثالث عناصر أساسية ،هي:
1ـ المعالجة التجريبية للمتغيرات.
2ـ ضبط المتغيرات الدخيلة.
3ـ قياس المتغير التابع.
المتغيرات:
يجدر بنا قبل عرض العناصر األساسية للتجربة ،شرح ما نعنيه بالمتغيرات:
المتغير هو أي شيء يمكن أن تتغير قيمته كمياً وكيفياً.
كميــا عــن طريــق عدد الســاعات التــي
حيــث يمكــن التحكــم فــي النوم -علــى ســبيل المثالً -
كيفيــا فــي ضوء التدعيــم المعنوي
ُيســمح فيهــا للشخــص بالنوم .ويمكــن التحكــم فــي التدعيــم ً
والتدعيم المادي.
وتنقسم المتغيرات إلى كل من:
المستقل: أ -المتغير
هــو المتغيــر الذي يتحكــم الباحــث فــي قيمتــه بالزيادة والنقصــان للتحقــق مــن
تأثيره فــي المتغيــر التابع .مثــل تأثيــر زيادة معدالت التدريــب فــي كفاءــة التعلم.
ويطلـق عليـه مصـطلح مسـتقل أل نـه ال يرتبـط بمـا يفعلـه الشخصـ .وتوجـد العديـد ُ
من المتغيرات التي يمكن دراسة تأثيرها في السلوك.
ُوتصــــنف المتغيرات المســــتقلة وفقًــــا لقدرة الباحــــث علــــى إخضاعهــــا للمعالجــــة
التجريبية إلى نوعين ،هما:
-1متغيرات مستقلة تصنيفية:
وهــي متغيرات ال تخضــع للتحكــم التجريــبي مــن قبــل الباحــث ،ويمكــن تناولهــا
بالد ارسـة بشكـل غيـر مباشـر أـي باالنتقاء والتصـنيف ،مثـل خصـائص األشخاص
كالجنس والنوع ،والعمر ،والذكاء .ولهذا تسمى متغيرات تصنيفية.
-2متغيرات مستقلة تجريبية:
وهـي متغيرات تخضـع للتحكـم التجريـبي مـن قبـل الباحـث ،حيـث يمكـن التحكـم فـي
قيمتهـا بالزيادة والنقصـان ،تبعـا لتصـميم التجربـة فتسـمي المتغيرات التجريـبية.
مثل شدة الصوت ،والضوء ،وحجم التنبيهات ،ونوعها.
ب -المتغيرات الدخيلة:
تتمثــل فــي أــي متغيــر يمكــن أــن يؤثــر فــي المتغيــر التابــع دون أــن
يكون مس ــتهدف بالدراس ــة .وق ــد ترج ــع لخص ــائص األشخاص أ ــو
ظروف التجربة أو ظروف خارجية.
ويتداخـل تأثيـر المتغيرات الدخيلـة مـع تأثيـر المتغيرات المسـتقلة ممـا
يجعــل مــن الصــعب التحقــق مــن ســبب التغيرات التــي ط أرــت علــى
المتغير التابع ( المستقل ،أم الدخيل).
مثال :س ـ ــرعة اس ـ ــتجابة المفحوص للمنبهات البص ـ ــرية البس ـ ــيطة
والمركبة.
متغيرات دخيلـة هنـا مثـل ( الذكاء – اإلضاءـة – الضوضاء – العمر
ـ النضج ـ الخبرات السابقة).
ج -المتغير التابع:
هـو التغيـر الذي ط أر علـى أداء الشخـص نتيجـة تعرضـه للمعالجـة التجريبيـة ،والتـي
تعـبر عنهـا اسـتجابات األشخاصـ .وهـي متغيرات تابعـة ألنهـا تتبـع المتغيـر المسـتقل
فـي التغير .وتعـبر المتغيرات التابعـة عادة عـن بعـض مقاييـس السـلوك .وتُسـتخدم
عادة صـيغة " س دالـة ص " للدال لـة علـى اعتماد التغيـر فـي متغيـر مـا علـى التغيـر
في قيمة متغير آخر.
ويتوقـف وصـف متغيـر بأنـه مسـتقل أـو دخيـل أـو تابـع بحسـب وضعـه فـي التصـميم
التجريبي .مثال :متغير القلق يمكن أن يكون :
مسـ ــتقل :عندمـ ــا يكون هـ ــو المقصـ ــود بالدراسـ ــة ( أثـ ــر القلـ ــق علـ ــى التحصـ ــيل
الدراسى ).
دخيل :عندما يكون غير مقصود بالدراسة ولكنه يؤثر على النتيجة.
تابع :عندما يكون الهدف دراسة العوامل التي تؤثر على القلق.
وترجــع أهميــة وصــف المتغيــر التابــع والتدقيــق فــي قياســه ،إلــى أــن مشاهدة مــا
يحدث لالســتجابة مــن تغييــر منتظــم نتيجــة تغييــر المتغيرات المســتقلة هــو الهدف
من إجراء التجربة.
العنصر األول :المعالجة التجريبية للمتغيرات:
تشيـر إلـى تدخـل الباحـث بالتغييـر والتعديـل فـي المتغيـر المسـتقل .وتأخـذ المعالجـة التجريبيـة
أكثر من شكل:
ال
-1تقديــم المتغيــر المســتقل أــو حجبــه :مثــل تقديــم مكافأــة ماليــة عنــد حــل المشكالت ح ً
صحيحا ،أو عدم تقديمها.
ً
-2تقديــم المتغيــر بدرجات مختلفــة :مثــل التحكــم فــي قيمــة المكافأــة الماليــة التــي تقدم عنــد
الحل الصحيح للمشكالت الحسابية ،خمسة جنيهات ،أو عشرة ،أو خمسة عشر.
-3تقدي ــم المتغي ــر بكيفيات مختلف ــة :مث ــل التحك ــم ف ــي نوعي ــة التدعي ــم ،بأ ــن ُيقدم ألحدى
معنويا.
ً تدعيما
ً ويقدم لألخرى مادياُ ،
تدعيما ً
ً المجموعات
أساليب المعالجة التجريبية:
غالبا عندما تجرى البحوث على عينات غير -1اسـتخدام العقاقير لمعرفة أثرها ،ويحدث هذا ً
آدمية ،مثل الفئران.
-2اســتخدام أســاليب جراحيــة مثــل اســتئصال أجزاء مــن مــخ حيوان لمعرفــة تأثيــر هذا علــى
جانب محدد من جوانب السلوك.
-3أساليب ميكانيكية والكترونية مثل أجهزة المختبر.
-4أساليب سلوكية حيث يقدم المجرب سلوك ما أو تقدير أثره علي المفحوص (تشجيع).
العنصر الثاني :ضبط المتغيرات الدخيلة:
مشكل ــة هذا النوع م ــن المتغيرات أ ــن تأثيره ــا يختل ــط م ــع تأثي ــر المتغي ــر
التجريــبي المقصــود بالدراســة ،ويمنــع هذا مــن إمكانيــة تحديــد مــا إذا كان
التغيــر الذي ط أر علــى المتغيــر التابع .يرجــع إلــى المتغيرات المســتقلة ،أــم
إلى الدخيلة ،أم إلى تأثيرهما معاً.
يجـــب علـــى الباحـــث أـــن يتخـــذ إجراءات معينـــة لضبـــط تأثيـــر المتغيرات
الدخيلة.
الفشــل فــي ضبــط هذه المتغيرات يهدد الصــدق الداخلــي للدراســة ويضعــف
الثقة في نتائجها.
مصادر المتغيرات الدخيلة وأساليب ضبطها:
أ -خصـائص األفراد :مثــل العمــر –الجنــس – الخــبرة الســابقة – مســتوى
الذكاء – الدافعيــة وعلــى الباحــث ضبــط تأثيرهــا بحيــث يحقــق التكافــؤ بيــن
المجموعات فيمـا يتعلـق بخصـائص األفراد ويمكـن ضبـط تأثيرهـا باسـتخدام
األساليب التالية:
-1تصميم داخل األفراد:
اسـتخدام نفـس األفراد فـي جميـع الظروف التجريبيـة المختلفـة بحيـث يتعرض كـل فرد
م ـ ــن العين ـ ــة لك ـ ــل ظرف تجري ـ ــبي ويت ـ ــم قياس أدائه .ويعن ـ ــي هذا عدم وجود مجال
الختالف خص ــائص األفراد ،حي ــث أ ــن األفراد ه ــم أنفس ــهم الذي ــن يشاركون ف ــي ك ــل
الظروف التجريبية.
تعت ــبر أفض ــل الطرق لتحقي ــق الضب ــط الكام ــل لجمي ــع المتغيرات الدخيل ــة المرتبط ــة
بخصائص األفراد.
عيوبهـا :امتداد تأثيـر المعالجات وصـعوبة تقديـر تأثيـر كـل معالجـة علـىـ حدة ( مثال
تأثير عقار في دقة االنتباه).
-2طريقة التجانس ( أو االستبعاد):
يتحقـ ــق ذلـ ــك باختيار مجموعات متجانسـ ــة ،ومـ ــن مسـ ــتوى واحـ ــد للمتغيـ ــر الدخيـ ــل
المطلوب ضبطه.
مثال :الجنس ( المجموعة كلها من الذكور )
العمر ( فئة عمرية واحدة ) – الذكاء ( مستوى ذكاء متقارب).
يمكــن للباحــث بهذه الطريقــة أــن يتحكــم فــي أكثــر مــن متغير .ولكــن مــن عيوبهــا:
تضييق نطاق التجربة – تقلل من إمكانية تعميم النتائج.
يتحقق التناظر باستخدام إحدى الطريقتين التاليتين: -3التناظر:
طريقـة األزواج المتناظرة :توزيـع األفراد علـى المجموعات وفقاً
لمسـتوياتهم فـى الخاصـية المطلوب ضبطهـا بحيـث يتوفـر فـى كـل
مجموعة نفس المستويات تقريباً من الخاصية.
مثال :متغيرـ الذكاء.
طريقـــــة المجموعات المتناظرة :قياس الخاصـ ـ ــية المطلوبـ ـ ــة
ضبطهـا في المجموعتيـن ،ويتحقـق التناظر إذا كانت المجموعتين
اعتمادا على بعض المؤشرات اإلحصائية ً متقاربتان في الخاصية
مثل المتوسط ،واالنحراف المعياري.
وتحقــق طريقتــا التناظ ـرـ التكافــؤ فيمــا يتعلــق بمتغي ـرـ أــو اثنيــن،
ولكن من الصعب أن تستخدما لضبط أكثرـ من متغيرين.
-4التوزيع العشوائي لألفراد على مجموعات البحث:
تسـ ــاعد علـ ــى توزيـ ــع خصـ ــائص األفراد بطريقـ ــة متكافئـ ــة علـ ــى
مجموعات البحــث ،بحيــث ال تتركــز خاصــية معينــة فــي مجموعــة
دون أخرى.
ويشمل التوزيع العشوائي كافة المتغيرات الدخيلة.
ويضم إمكانية ضبط جميع خصائص األفراد.
عيوبها :قد ال يتحقق هذا في حالة العينات الصغيرة.
-5 الضبط اإلحصائي:
يتـم قياس المتغيـر الدخيـل وتسـتخدم أسـاليب إحصـائية مثـل تحليـل
التغاير ،واالرتباط الجزئى.
نســتطيع الحصــول مــن تحليــل التغايــر علــى تقديــر التأثيــر الذي
يرجع إلى المتغير المستقل بعد عزل تأثير المتغير الدخيل.
ب -متغيرات دخيلة ترجع إلى الظروف الخارجية:
يظهـ ـ ــر تأثيـــــرـ هذه المتغيرات إذا اسـ ـ ــتمرـ إجراء التجربـ ـ ــة مدة
طويلــــة ،بمعنـ ــى أــــن يتضمــــن التصــــميم التجريــــبي عدد مــــن
الجلسات التجريبية عبر مدد زمنية ممتدة.
مثال :دراســة تأثيــر برنامــج إرشادي ،قــد تؤثــر فــي هذه الحالــة
الظروف االجتماعية ،والخبرة ،واإلعالم.
ويظه ـرـ تأثيرهــا بوضوح فــي حالــة المجموعــة الواحدة مــع عدة
قياسات.
ويضب ـ ــط تأثي ـ ــر هذه المتغيرات الدخيل ـ ــة باس ـ ــتخدام مجموع ـ ــة ُ
ضابطـة مـع المجموعـة التجريبيـة أـو مجموعتيـن تجريـبيتين تقدم
لكل منهما معالجة تجريبية مختلفة.
ج -متغيرات دخيلة ترجع إلى ظروف التجربة:
-1توقعات المشاركيــن :تؤث ــر توقعات المشـاركي ــن نتيج ــة لمعرفته ــم أنه ــم يشاركون ف ــي
التجربة في أدائهم إما بالسلب إو ما باإليجاب ،وهذا بصرف النظر عن طبيعة المعالجة التجريبية.
مثال أول :تجربة هورثون :دراسة تأثير فترات الراحة في كفاءة اإلنتاج.
التصـميم التجريـبي :وضعـت إحدى المجموعات فـي خاصـة ،وبقيـت المجموعات األخرى فـي موقعهـا،
وقدمت معالجات مختلفة لفترات الراحة وتوزيعها للمجموعات المختلفة.
النتائج :
كان مســتوى كفاءـة أداء المجموعـة التــي ُعزلـت فـي حجرة خاصـة أفضـل دائماً بصـرف النظـر عـن
وعرف هذا بمسمى تأثير هورثون. نوع المعالجة وحتى بدون تقديم معالجةُ .
مثال ثاني :إعطاء عقاقير طبية ليس لها تأثير .placebo
ويتـم التحكـم فـي هذا المتغيـر الدخيـل باسـتخدام أسـلوب الحجـب البسـيط simple – blindويعنـي
هذا األســلوب عدم معرفــة المجموعات بطبيعــة المعالجــة التجريبيــة ،مــع التأكيــد علــى ضرورة عدم
شعور المشاركين في مختلف المجموعات بأي فروق نتيجة لوجودهم في مجموعة ما.
أيض ا تأثيـر التوقـع بالنسـبة للمجرب ،حيـث تؤدي معرفـة بهدف التجربـة ،وتحديـد المجموعـة ويظهـر ًـ
التجريبية إلى زيادة حماسه للطريقة التي تتفق مع توقعاته.
ويتــم ضبــط تأثيـر التوقــع فــي هذه الحالـة باســتخدام أســلوب الحجـب المزدوج ،double – blind
حيث تُحجب المعلومات عن المشاركين والمجربين.
-2الظروف الفيزيقية للتجربة:
متغي ارتـ دخيلـ ــة ترجـ ــع إلـ ــى الخصـ ــائص الفيزيائيـ ــة لمكان إجراء
التجربــة ،مثــل شدة الضوء ،والضوضاء ،ودرجــة الحرارة ،واأللوان،
وترتيب الحجرة ،واألثاث.
وتُعــد طريقــة التثــبيت أفضــل طريقــة لضبــط هذه المتغيرات .بحيــث
تتساوى الظروف فى المجموعتين التجريبية والضابطة.
أمــا فــي حالــة وجود بعــض المتغيرات الت ـيـ ال يمكــن تثبيتهــا مثــل
اســتخدام أكثــر مــن مجرب ،أــو إجراء التجربــة فـيـ أوقات مختلفــة،
فإن أفضل طريقة للضبط في هذه الحالة هي طريقة الموازنة.
وتتضمــن هذه الطريقــة تعريــض المشاركيــن فــي كــل ظرف تجريــبي
للصـور المختلفـة للمتغيـر الدخيل .فمثالً وقـت اإلجراء :يعمـل نصـف
المشاركيــن فــى كــل ظرف تجريــبى فــى وقــت مبكــر ويعمــل النصــف
اآلخر فى وقت متأخر.
-3تأثيــر العوامــل العارضــة :هــي العوامــل التــي يمكــن أــن تؤدي
إلـى تذبذب األداء مـن محاولـة إلـى أخرى ( تشتـت االنتباه – الحالـة
النفسية).
وللتغلـ ــب علـ ــى تأثيرهـ ــا يجـ ــب تكرار التجربـ ــة لعدد مـ ــن المحاوالت
واالعتماد على متوسط أو وسيط هذه المحاوالت.
ثالثا ً :قياس المتغير التابع:
إـن أـي تجربـة تظهـر نتائجهـا فـي صـورة سـلوك قابـل للقياس ،وهـو مـا يعـبر عنـه بالمتغيـر
التابع .واالسـتجابة يكون لهـا أكثـر مـن مظهـر كتكرارهـا وشدتهـا ومدتها .ويتوقـف مظهـر
االستجابة الذي يتم قياسه على صياغة الفرض الذي تُجرى الدراسة للتحقق منه.
وتتمثل أهم طرق قياس االستجابة فيما يلي:
1ــ ســعة االســتجابة :تشيــر إلــى قوة االســتجابة أــو شدتها .مثــل شدة التوتــر كمــا يقاس مــن خالل
مقياس الس ــيكوجلفانوميتر ،أ ــو حي ــن نكون بص ــدد اختبار متدرج للشدة كم ــا ف ــي قياس االتجاهات .م ــن
أمثلتها :
الـقوة التـي يسـتخدمها الحيوان فـي الضغـط علـى الرافعـة للحصـول علـى الطعام وكلمـا زادت قوة الضغـط كان
ذلك مؤش ارً علـى سعة االستجابة.
شدة ضغط القلم على الورقة أثناء الكتابة كمؤشر للتوتر0
اتس ــاع حدق ــة العي ــن كمؤش ــر للفرح ،زيادة كمي ــة اللعاب عن ــد س ــماع ص ــوت الجرس ف ــي تجارب اإلشراط
الكالسيكى 0
تستخدم مقاييس سعة االستجابة بكثرة في تجارب التعلم والدافعية.
قد تستخدم مقاييس التقدير أحياناً لقياس السعة ومنها :
الشكل المعروض يسبب لي الضيق بدرجة :
كبيرة – متوسطة – قليلة 0
-2مدة االسـتجابة :تشيـر إلـى الوقـت الذي يسـتغرقه الشخـص فـي الوصـول
إلــى نهايــة االســتجابة ،أــي الوقــت الفاصــل بيــن بدء االســتجابة ونهايتها.
مثل الوقت الالزم الجتياز المتاهة.
تستخدم في أنواع السلوك الذي يستمر لفترة زمنية معينة.
يكثر استخدامها في تجارب اإلدراك والتعلم والمهارات الحركية.
من أمثلتها:
الزمن المستغرق في الوصول إلى نهاية المتاهة – كتابة نص
تعتبر المدة مؤشر على سرعة األداء.
تستخدم ساعات اإليقاف لقياس زمن االستجابة.
-3كمون االسـتجابة :وهـو الوقـت الفاصـل بيـن ظهور التنـبيه وبدء صـدور
االس ــتجابة .الوق ــت الذي ينقـض ــي بي ــن ظهور المنب ــه أ ــو المثي ــر وبداي ــة
االس ــتجابة ( ويشارـ إلي ــه أحياناً زم ــن الرج ــع) ،غي ــر أ ــن زم ــن الرج ــع ق ــد
يتضمــن الوق ــت الذى يس ــتغرقه المفحوص ف ــى االســتجابة ،باإلضاف ــة إل ــى
الوقت الذى ينقضى بين ظهور المنبة وبداية االستجابة.
-4تكرار االسـتجابةُ :يسـتخدم هذا المقياس فـي العلوم االجتماعيـة ،ويشيـر إلـى عدد
مرات إقبال عينــة مــن األشخاص علــى إصــدار ســلوك مــا ،مثــل الصــالة والتدخين.
تقاس بعدد مرات حدوث االستجابة.
تُستخدم في السلوك الذي ال يستغرق سوى فترة زمنية قصيرة جداً.
يمكن تحويل التكرار إلى نسبة مئوية.
مـ ــن أمثلتهـــا :قياس التذكـــر بنســـبة الكلمات التـــي تذكرهـــا الشخـــص مـــن مجموع
الكلمات التي قدمت له ،وتكرار االستجابات الخطأ كمؤشر لقياس الدقة.
-5معدل االسـتجابة :هـو عدد وحدات االسـتجابة التـي يحصـل عليهـا المفحوص فـي
وحدة مــن الزمن .وتُقاس بعدد مرات االســتجابة التــي تصــدر فــي مدة زمنيــة معينــة
( فى اليوم أو الساعة أو الدقيقة ) مثل عدد نوبات الغضب ،وعدد نبضات القلب.
قـد يؤثـر معدل االسـتجابة أحياناً فـي جودة األداء ،أل نـه كلمـا زاد معدل سـرعة األداء
زاد احتمال وقوع الفرد فى الخطأ 0
الفرق بي ــن مؤش ــر التكرار ومؤش ــر معدل االس ــتجابة أ ــن األول يع ــبر ع ــن مجموع
تك اررات حدوث االس ــتجابة أثناء وق ــت التجرب ــة ،أم ــا المعدل فيعتم ــد عل ــى متوس ــط
تك اررات االستجابة فى وحدات زمنية محددة.
-6مسـتوي االسـتجابة :تُسـتخدم هذه الطريقـة إذا تمكـن الباحـث مـن
تدري ـ ــج مس ـ ــتوى ص ـ ــعوبة االختبار الذي يتعرض ل ـ ــه األشخاص،
ومثال هذا اختبارات الذكاء .ويسـتخدم عنـد قياس المسـتوى الكيفـي
لألداء ،عندمـا يكون الزمـن المتاح لالسـتجابة غيـر محدد ،كقياس
مستوى القدرة على حل المشكالت الصعبة.
تستخدم بكثرة في تقدير االستجابات الحركية واألعمال الفنية.
-7دقة االستجابة :مثل عدد األخطاء في اختبارات الشطب
أنواع العالقات بين المتغيرات
في الدراسات النفسية
تُصنف المتغيرات موضع الدراسة في علم النفس ثالثة أنواع هي:
1ـــ متغيرات التنــبيهُ :يقص ــد بمتغيرات التن ــبيه أ ــي تغيرات ف ــي البيئ ــة الخارجي ــة
المحيطـة بالكائـن تؤثـر فـي وعيه .وتُعـد معظـم المتغيرات المسـتخدمة فـي تجارب علـم
النفـس مـن نوعيـة متغيرات التنـبيه هذه .ويسـتخدم مفهوم التنـبيه هنـا بالمعنـى الواسـع
الذي يشمـل أـي جانـب مـن جوانـب البيئـة الفيزيائيـة ،أـو االجتماعيـة التـي تثيـر أجهزة
االســتقبال الحســي فــي الكائــن أــو تؤثــر فــي ســلوكه ،واألمثلــة البســيطة لهــا الضوء
والصــوت والحرارة ،والضغط....الخ .وهذه المتغيرات يمكــن تحديــد مقدراهــا أــو درجــة
شدتها مثالً.
2ـ متغيرات الكائنُ :يقصد بها أي متغيرات تمثل خاصية أو سمة مميزة للكائن أو
شخـ ـ ــص المشارك وتتسـ ـ ــم بالثبات النسـ ـ ــبي .وتشمـ ـ ــل هذه المتغيرات الخصـ ـ ــائص
الجسـمية أـو الفسـيولوجية مثـل :النوع،السـاللة ،الطول والوزن ...الخ ،أـو خصـائص
ســيكولوجية مثــل :الذكاء ،وســمات الشخصــية ،واالتجاهات ،والميول ،أــو المتغيرات
الديموجرافيـة مثـل المسـتوى االجتماعـي واالقتصـادي ،ومسـتوى التعليم .وهذه متغيرات
ال تخضع للمعالجة التجريبية.
3ــــ متغيرات االســـتجابة :تشي ـ ــر إل ـ ــى أــــي نشاط يقوم ب ـ ــه
ونادر مــا تســتخدم هذه المتغيرات كمتغيرات مســتقلة فــيًا الشخصــ.
س ــياق إجراء التجارب المعملية ( .مثال :التحق ــق م ــن فرض مفاده
أــن الناجحيــن فــي اختبارات قيادة الســيارة لديهــم درجــة أعلــى مــن
التآزر البصري).
ويشار إل ــى العالق ــة بيــن المتغيرات بكلمــة وظيفــة أــو دالــة ( د )،
ُ
فعندمــا نقول أــن التحصــيل الدراســي دالــة للذكاء والمثابرة ،فمعنــى
كميا حسب مستوى الذكاء والمثابرة. هذا أن التحصيل يتغير ً
أنواع العالقات:
1ـ العالقة بين االستجابة والمنبه (س= دم):
االستجابة دالة للمنبه ،أي أنها تتغير تبعا له ،مثل:
حدقة العين والضوء.
ســرعة التنفــس (اســتجابة ظاهرة ) دالــة لكميــة ثانــى أكســيد الكربون
(منبه داخلى ) (دراسات تجريبية).
إفراز اإلدرينالي ــن ( اس ــتجابة داخلي ــة ) دال ــة للتعرض لموق ــف مثي ــر
( منبه خارجى ).
جفاف الحل ــق ( اس ــتجابة داخلي ــة ) دال ــة لكمي ــة الماء ف ــى أنس ــجة
الجسم ( منبه داخلى ).
هذا النوع مـن العالقات هـى األكثـر اسـتخداماً فـى الد ارسـات التجريـبية.
-2العالقة بين االستجابة وخصائص الكائن (س= دك):
االســتجابة دالــة لخاصــية الكائــن الحــي ،أــي أــن أــي تغيــر فــي الكائــن
ينتـج عنـه تغيـر فـي االسـتجابة ،مثـل القلـق واألداء الحركـي ،أـو الذكاء
والتحصيل الدراسي(دراسات ارتباطية).
من أمثلتها :
األخطاء في األداء الحركي ( استجابة ) دالة القلق (صفة).
التحصيل (استجابة ) دالة الذكاء والدافعية (صفتان).
العالقات االجتماعية (استجابة) دالة االتجاهات (صفة ).
هذا النوع من العالقات يدخل في نطاق الدراسات الوصفية.
-3عالقة استجابة باستجابة (س= دس):
االسـتجابة دالـة لالسـتجابة ،أـي أـن اسـتجابة مـا يقوم بهـا الكائـن
الحــي تتوقــف علــى اســتجابة أخرى ،مثــل تقلــص المعدة ناتــج مــن
اإلحساس بالجوع (دراسات وصفية).
من أمثلتها :
الوقوع في الحوادث (استجابة ) دالة السرعة (استجابة).
تقلصات المعدة (استجابة ) دالة اإلحساس بالجوع (استجابة).
عدد األخطاء (استجابة) دالة سرعة االستجابة (استجابة).
هذا النوع من العالقات موضوع الدراسات الوصفية اإلرتباطية.
-4العالقة بين خصائصـ الكائن الحي والمنبهات (ك=ـدم):
خاصـية الكائـن الحـي دالـة للمنبـه ،أـي تتغيـر خصـائص الكائـن الحـي نتيجـة
للتغير في منبه معين.
الحالة الجسمية للوليد (جسمية ) دالة لتغذية األم الحامل (منبه).
اإلبتكاري ـ ــة لدى األبناء (معرفي ـ ــة) دالـ ـ ــة ألس ـ ــلوب التنشئ ـ ــة االجتماعي ـ ــة
(منبه ).
االكتئاب (وجدانية ) دالة لمواقف اإلحباط ( منبه ).
-5العالقة بين مختلف صفـات الكائن الحي(ك=دك):
أ ــي أــن التغيــر فــي خاصــية معينــة لدى الكائــن الحــي دالــة لخاصــية
أخرى.
االبتكارية (معرفية ) دالة للذكاء (معرفية ).
مفهوم الذات (وجدانية ) دـالة مالمح الوجه ( جسمية ).
الميول المهنية ( وجدانية ) دـالة لالستعدادات العقلية ( معرفية ).
أنـواع التجارب
تُصنف التجارب النفسية إلى عدد من األنواع:
أوالًـ وفقًا لنوع المفحوص:
-1تجارب تجرى عل ـ ـ ـ ــى اإلنس ـ ـ ـ ــان :واإلنس ـ ـ ـ ــان ه ـ ـ ـ ــو المس ـ ـ ـ ــتهدف
بالتجارب النفس ـ ــية ،وتشم ـ ــل هذه التجارب ك ـ ــل جوان ـ ــب الس ـ ــلوك
ويس ــتفاد منه ــا ف ــي عمليات التفس ــير والتنب ــؤ والضب ــط اإلنس ــانيُ .
للسـلوك اإلنسـاني .وتحول اعتبارات أخالقيـة إو نسـانية دون إجراء
بعض التجارب على اإلنسان.
-2تجارب تجرى علـ ــى الحيوان :ويتـ ــم اللجوء إليهـ ــا عندمـ ــا يتعذر
تنفيـذ التجارب علـى اإلنسـان .وتتميـز هذهـ التجارب بدرجـة عاليـة
م ــن الضب ــط للمتغيرات الدخيل ــة ،غي ــر أ ــن نتائ ــج التجارب عل ــى
الحيوان ال تصلح للتعميم على اإلنسان.
ثانيًاـ وفقًا لمكان إجراء التجارب:
-1ميدانيـة :تُجرى فـى واقـع الحياة العمليـة خارج المختـبر ،وتتميـز بأنهـا تدرس
الظاهرة ف ــي الواقع .ويختار الباح ــث هن ــا مجموعات البح ــث م ــن الواق ــع مث ــل
األسـرة ،أـو المدرسـة .وتتميـز بإمكانيـة تعميـم نتائجهـا واإلفادة منهـا فـي الجوانـب
التطبيقية.
عيوبهــا :صــعوبة التحكــم فــى المتغيرات الدخيلــة ،أــو التوزيــع العشوائــى لألفراد
على مجموعات البحث.
-2مختبريـة :تُجرى داخـل المختـبر ،حيـث يمكـن فصـل الظواهـر وتحديـد المتغيرات
تحديدا دقيقًـا ،وضبـط المتغيرات الدخيلـة ممـا يزيـد مـن الصـدق الداخلـي والثقـة ً
في نتائجها.
عيوبها :صعوبة تعميم النتائج.
-3المحاكاة :تُجرى التجارب بهذا األســلوب عندمــا يســتحيل دراســة الظاهرة فــي
المواقـ ــف العمليـ ــة العتبارات عمليـ ــة أـ ــو أخالقية .وتتضمـ ــن تصـ ــميم مواقـ ــف
اصـطناعية تشبـه إلـى حـد كـبير الموقـف أـو الظاهرة المقصـود د ارسـتها ( ب ارمـج
المحاكاة بواسطة الحاسب اآللى).
ثالثًاـ تصميم التجارب بحسب مجال الدرـاسة:
-1النفس ـ ــي الفس ـ ــيولوجي وال ـ ــبيولوجي :تدرس العالق ـ ــة بي ـ ــن
الظواهر النفسية وأساسها الفسيولوجي والبيولوجي.
-2اإلدراك :مجاالت اإلحسـ ــاس واالنتباه واإلدراك (مجلـ ــة علـ ــم
النفس التجريبى لإلدراك اإلنسانى).
-3النمــو :مظاه ـرـ النمــو المختلفــة ومراحلــه المتعاقبــة (مجلــة
علم النفس التجريبى لسيكولوجية الطفل).
-4المعرفـي :الذاكرة والتعلـم ومختلـف العمليات المعرفيـة (مجلـة
علم النفس التجريبى للتعلم والذاكرة والمعرفة).
– 5علـ ــم النفـ ــس االجتماعـ ــى :موضوعات اإلدراك االجتماعـ ــى
واالتجاهات (مجلة علم النفس االجتماعى التجريبى).
-6اإلكلينيك ــي :عالج األمراض النفس ــية والمشكالت الس ــلوكية
(مجلة البحوث اإلكلينيكية التجريبة المتنوعة).
راب ًعاـ وفقًا لهدف التجربة:
1ـــ اس ــتكشافية :تبدأ بمجموع ــة م ــن المالحظات الت ــي تثي ــر اهتمام
الباحـث ،فيبدأ بإجراء تجارب للتعرف علـى الظاهرة والعوامـل المؤثرة
فيها.
2ــ التحقــق :تمثــل غالبيــة التجارب فــى مجال علــم النفــس ،وتصــمم
للتحقق من فـرض علمى فـى محاولة لتفسير ظاهرة معينة.
3ــ ـ حاس ــمة :حيـــن تجـــئ نتائـــج التجارب متعارضـــة ،ويصـــبح مـــن
الصــعب التوفيــق بيــن التفســيرات المتضاربــة لنفــس الظاهرة .ومثال
هذا التجارب عن دافع الجوع.
4ـ منهجيـة :تهتـم بدراسـة األسـاليب والطرق المسـتخدمة فـى دراسـة
الظواهر وـالمقارنة بينها وابتكار أجهزة جديدة لدراسة الظواهر.
وال بـد مـن التأكيـد علـى أـن التصـنيفات السـابقة متداخلـة فـقـد تكون
التجربـة الواحدة اسـتطالعية مـن حيـث الهدف وتجرى علـى الحيوـان
من حيث نوع المفحوص وتتعلق بالمجال الفسيولوجي.
المسئوليات األخالقية للباحث في إجراء التجارب
يجـب علـى كـل باحـث يجري تجارب نفسـية علـى اإلنسـان أـو الحيوان أـن يدرك
أنـه يتعامـل مـع كائنات حيـة لهـا حقوقـهـا التـي ينبغـي أـن تُحترم .لكـن هذا ال
دائما ،وتوجد أمثلة لتجارب لم ُيلتزم فيها بالجانب األخالقي: يحدث ً
تجرب ــة ملجرام :Milgramزع ــم أـنه ــا تجرب ــة للتعل ــم ،س ــيقوم فيه ــا بع ــض
المشاركين بتعليم قوائم من الكلمات لمتعلمين من خالل توصـيالت كهربائية.
وتمثـل الهدف الحقيقـي للتجربـة فـي التعرف علـى مدى إطاعـة الفرد للسـلطة
بصرف النظر عن اقتناعه بالعمل الذي يطلب منه.
طلــب مــن المعلميــن إعطاء المتعلــم الذي يخطــئ صــدمات تتزايــد فــي درجــة
شدته ــا ويس ــتحيل عل ــى المتعلمي ــن تحملها .وهذا ف ــي ظ ــل س ــماع المعلمي ــن
لصـ راخ المتعلمين الناتج عن تألمهم من التعرض للصدمات الكهربائية.
ونتيجــة لهذا توقــف بعــض المشاركيــن عــن زيادة شدة الصــدمة الكهربائيــة،
ورفضـوا إطاعة األوامر ،واستمر آخرون في تنفيذ األوامر.
وفــي حقيقــة األمــر ،فلــم تتضمــن التجربــة تعريــض أشخاص للصــدمات الكهربيــة ،إو نمــا
مجرد لتسجيالت صوتية لصرخات.
التجربـة عموماً مصـحوبة بكثيـر مـن االنفعاالت والصـراع النفسـي الذي يتعرض لـه الفرد
بين اقتنـاعه بخطأ ما يطلب منه إو طاعته لأل وامر.
تجربـــــة زمباردو :Zimbardoقام بدراســـــة اآلثار النفســـــية
المترتبـ ــة علـ ــى التعرض لظروف السـ ــجن ،واختار عدداً مـ ــن
المتطوعيـن وأخضعهـم لظروف مماثلـة تماماً لظروف السـجن.
ولـ ــم يتحملوا االسـ ــتمرار فـ ــى هذه الظروف القاسـ ــية ،وظهـ ــر
عليهـــــم الهياج واإلحباط وااللتهابات الجلديـــــة ،ممـــــا اضطره
لإلفراج عنهم إو نهاء التجربة.
تجربــة كالفــى :Clafeeاســتخدم بعــض الجنود المســتجدين،
حيــث أخذوا إلــى منطقــة منعزلــة وأعطوا تعليمات مضللــة ،ثــم
أخـ ــبروا أنهـ ــم تسـ ــببوا بتصـ ــرفاتهم فـ ــى أـ ــن تقذف المدفعيـ ــة
وحداته ــم الت ــي به ــا زمالئه ــم ،مم ــا تس ــبب ف ــي مقت ــل الكثي ــر
منهم .أصــــــــابت هذه المعلومات هؤالء الجنود بألــــــــم كــــــــبير
وانخرطوا فى البكاء والصراخ ،ولم تفلح محاوالت تهدئتهم.
وقـــــد وضعـــــت الجمعيـــــة النفســـــية األمريكيـــــة American
) Psychological Association (APAمجموع ــة م ــن
المبادئ ،تمثل ميثاقاً أخالقياً ينبغي أن يلتزم به الباحثون:
أوالًـ المبادئ األخالقية الخاصة بمشاركة األشخاص في التجارب:
1ـ الحصول على موافقة صريحة من الفرد باستعداده للمشاركة في التجربة:
يح ــق للمشارك معرف ــة طبيع ــة البح ــث ،وأهداف ــه ،والظروف الت ــي س ــيتعرض له ــا،
وما تتضمنه من أضرار أو مخاطر.
وال يتحقـق ذلـك أحياناً ،ويضطـر الباحـث إلـى إخفاء الهدف الحقيقـى مـن التجربـة،
او يستخدم نوعاً من الخداع Deceptionللمشارك
ومن صور الخداع:
إعطاء معلومات مضلله عن هدف التجربة ومتغيراتها.
إدخال شخص في التجربة على أنه مشارك بينما يكون عميل للمجرب.
إعطاء معلومات غير صحيحة عن متغيرات التجربة.
أهم ضوابط وقواعد استخدام الخداع:
أهميــة مشكلــة البحــث ،وأــن يوازن بيــن الفوائــد المتوقعــة والمخاطــر الناجمــة عــن
الخداع.
استحالة إجراء التجربة بدون إخفاء طبيعتها وأهدافها.
الكشف عن حقيقة التجربة للمشاركين بعد االنتهاء منها مباشرة.
2ـ أـ ــن يكون للفرد حريـ ــة اتخاذ القرار بالمشاركـ ــة فـ ــي التجربـ ــة أـ ــو عدم
المشاركـة فيهـا ،كمـا يكون لـه الحـق فـى ان ينسـحب مـن التجربـة فـى أـى
وقـت يشاء .وخاصة عندما يكون الباحـث فـي مركز سلطة ونفوذ بالنسبة
للمشاركين.
مثـل نزالء السـجون ،والجنود ،والموظفون ،والطالب.....الـخ مـع مـن هـو
في موضع سلطة بالنسبة إليهم.
-3عدم تعريض األفراد المشاركين ألي آالم جسمية أو نفسية.
مثـــل الصـــدمات الكهربائيـــة ،والحرمان م ــن النوم والطعام .إو ن اضطـــر
الباحــث لهذا فالبــد مــن أخــذ موافقــة صــريحة مــن المشارك ،وأــن يتخــذ
اإلجراءات المناســـبة لتخفيـــف اآلثار الســـلبية المترتبـــة علـــى المعالجـــة
التجريـبية .أمـا إذا تعذر إ ازلـة هذه اآلثار فيجـب عدم إجراء التجربـة علـى
اإلنسان.
-4حمايــة حــق المشارك فــي المحافظــة علــى أس ـراره وخصــوصياته التــي
يمكن أن تظهر من خالل التجربة أو الدراسة.
ثانيا ً :المبادئ األخالقية الخاصة بمشاركة األطفال فى التجارب :
1ـ احترام حقوق الطفل.
2ـ موافقة الطفل أو ولى أمره.
3ـ تجنب أي الم جسمي أو نفسي.
4ـ المحافظة على خصوصيات الطفل.
ثالثا ً :القواعد األخالقية الستخدام الحيوانات فى التجارب :
1ـ أن يكون مدرباً على التعامل مع حيوانات التجارب ،وان يشرف بنفسه عن
قرب على جميع إجراءات حماية الحيوانات ورعايتها.
2ـ أن يبذل أقصى جهود ممكنة للتقليل من المتاعب واأللم.
3ــــــــ مشورة جمعيات رعاي ـ ـ ــة حقوق الحيوان ف ـ ـ ــي مدى مالئم ـ ـ ــة اإلجراءات
المستخدمة في التجربة.
راب ًعاـ قواعد خاصة بأبحاث العقاقير والمواد المخدرة:
تحذر مـ ــن إجراء الطالب لهذه التجارب ،وأـ ــن تترك للباحثيـ ــن المتمرسـ ــين
لحماية المشاركين لآلثار السلبية الناتجة عن استخدام هذه العقاقير.
أنواع التصميمات التجريبية
يشير مفهوم التصميم التجريبي ألمرين مختلفين ،هما:
األول :ويشم ــل ترتي ــب الخطوات الالزم ــة إلجراء التجرب ــة كوض ــع الفروض ،واختيار
العين ــة ،وطريق ــة جم ــع ال ــبيانات ،واألدوات ،واإلجراءات وغيرها .....وهذا مفهوم
غـير محدد ،يترادف مع مفهوم خطة البحث.
ويقصــد بــه الطريقــة التــي تُســتخدم فــي توزيــع أفراد العينــة علــى مختلــف
الثانــيُ :
تحديدا ،وهــو مــا ســيتم اســتخدامه فيمــا
ً الظروف التجريــبية .وهذا المفهوم أكثــر
يلي.ـ
وتُصنف التصميمات التجريبية إلى نوعين:
1ـ تصــميمات تجريبيــة :وتشم ــل تصــميم داخــل األفراد ،وبي ــن األفراد ،والتصــميم
المختلط0
2ـ ـ ـ تصـ ــميمات شبـ ــه تجريبيـ ــة :وتشمـ ــل تصـ ــميم المجموعـ ــة الواحدة ،وتصـ ــميم
المجموعة الضابطة غير المتكافئة ،وتصميمات السالسل الزمنية.
وتتوقـف دقـة التصـميم ومدى الثقـة فـي نتائجـه علـى األسـاليب التـي تسـتخدم فـي
ضبـط تأثيـر المتغيرات العارضـة التـي يمكـن أـن تؤثـر فـي نتائـج التجربـة ،وتهدد
الصدق الداخلي للدراسة.
التصميمات التجريبية:
هـي األعلـى مـن حيـث مسـتوى الدقـة والضبـط ،واألكثـرـ تحقيقاً
ويطلـ ـ ــق عليهـ ـ ــا التصـ ـ ــميمات
لمقتضيات الصـــ ــدق الداخليُ .
التجريبية الحقيقية.
مزاياها:
1ـ ـ تضبــط المتغيرات الدخيلــة المتعلقــة بالظروف والخــبرات التــي
يمكــن أــن يتعرض لهــا األفراد أثناء التجربــة ،وذلــك باســتخدام
مجموعة ضابطة.
2ـــــ توفــــر الضبــــط للمتغيرات الدخيلــــة المتعلقــــة بالفروق بيــــن
خص ــائص األفراد ،وذل ــك م ــن خالل التوزي ــع العشوائ ــى لألفراد
بيـن مجموعات البحـث ،او اسـتخدام المجموعات المتناظرة ،أـو
استخدام نفس األفراد فى الظروف التجريبية المختلفة.
وفيما يلي عرض ألنواع التصميمات التجرـيبية:
أوالًـ تصميم داخل األفراد:
يت ــم في ــه تعري ــض نف ــس األفراد لمختل ــف الظروف التجري ــبية.
ويسمى بتصميم القياسات المتكررة .وينقسم إلى قسمين ،هما:
أ -تصميم بسيط داخل األفرـاد وفيها:
يس ــتخدم متغيـ ـرـ مس ــتقل واح ــد (عام ــل واح ــد) ،لذل ــك يس ــمى
بتص ــميم العام ــل الواح ــد ،وقــد يتضم ــن هذا المتغيــر المســتقل
أكثر من مستويين أو ظرفين تجريبين.
مثال :أث ــر شدة الضوضاء علـــى الســـرعة ف ــي حـــل المســـائل
الحسابية.
المتغير المستقل :الضوضاء ( وجود ضوضاء – عدم وجود)
المتغير التابع :سرعة حل المسائل الحسابية.
اإلجراءات :مجموعــة واحدة تتعرض لحــل المســائل الحســابية فــي
ظل التعرض للظرفين ،وتُقاس سرعة الحل.
استخدام اختبار ت للمجموعة المترابطة.
ُ يسمى تصميم بسيط داخل األفراد 2×1
مثال :أثر شدة الضوء في سرعة التعرف على الحروف.
يتعرض كــل فرد هنــا لثالثــة مســتويات مــن شدة الضوء ،وتُقاس
سرعة تعرف الشخص على الحروف.
يستخدم أسلوب تحليل التباين أحادى االتجاه.
وفيما يلي عرض للتصميم التجريبي لهاتين الدراستين:
المتغير شدة الضوء
األفراد منخفضة متوسطة مرتفعة
األول
الثاني
الثالث
الرابع
األخير
المتغير شدة الضوضاء
األفراد منخفضة متوسطة مرتفعة
األول
الثاني
الثالث
ب ـ تصميم عاملي داخلـ األفراد:
يتضمـن هـذا التصـميم وجود متغيريـن مسـتقلين أـو أكثـر ،ولكـل متغيـر مسـتقل مسـتويين
أـو ظرفيـن تجريـبيين أـو أكثر .ويطلـق علـى المتغيرات المسـتقلة عوامـل ،ولهذا يسـمى
تصميم عاملي .ويتعرضـ فيه كل األفراد لكل الظروف التجريبية.
مزاياه:
1ـ يتفــق مــع الطبيعــة المعقدة للســلوك اإلنســاني ،فال يتأثــر ســلوك الفرد فــي موقــف مــا
بعامل واحد ،بل بعدة عوامل.
أيضـ ا
2ــ ال يقتصــر علــى توضيــح التأثيــر األســاسي للمتغيرات المســتقلة ،إو نمــا يكشـفـ ً
عن تأثير التفاعل بين هذهـ المتغيرات.ـ
3ـ يتطلب عينات أقل عدداً بالمقارنة باستخدـام التصميمات البسيطة.
4ـ االقتصـاد فـي الوقـت ،والجهـد المبذول فـي التدريـب إو عطاءـ التعليمات ،ونفقات إجراء
البحث.
مثال :أثرـ كل من صعوبة المادة وطريقة التدريب على التذكر.
المتغيرات المســتقلة :صــعوبة المادة ( ســهلة – صــعبة) ،طريقــة
التدريب ( مكثف – موزع ).
المتغير التابع :كفاءة التذكر ويقاس بعدد الكلمات.
يتعرض كل فرد من أفراد العينة للظروف التجريبية األربع:
عمـل سـهل +تدريـب مكثـف ،عمـل سـهل +تدريـب موزع ،عمـل
صعب +تدريب مكثف ،عمل صعب +تدريب موزع
يتم قياس درجة الحفظ لكل فرد في الظروف التجريبية األربع.
اسـتخدام تحليـل التبايـن المتعدد للتحقـق مـن التأثيـر األسـاسي لكـل
متغيـ ــر مـ ــن المتغيرات ،وتأثيـ ــر التفاعـ ــل بيـ ــن مختلـ ــف الظروف
التجريبية.
وفيما يلي عرض لنماذج لهذا التصميم:
نماذج للتصميم التجريبي:
أثر كل من صعوبة المادة وطريقة التدريب في سرعة حل المشكالت
الحسابية.
صعوبة سهلة صعبة
المادة
فرد 1
فرد 2
فرد 3
فرد 30
مثال :أث ــر ك ــل م ــن مس ــتوى الدافعي ــة ،وص ــعوبة المادة ،وطريق ــة
التدريب على سرعة حل المسائل الحسابية.
األفراد مستوى الدافعية مرتفعة منخفضة
صعوبة المادة سهلة صعبة سهلة صعبة
طريقة التدريب مكثف موزع مكثف موزع مكثف موزع مكثف موزع
فرد 1
فرد 2
فرد 3
فرد 30
مميزات تصميم داخل األفراد:
1ـ يضمن التكافؤ التام بين خصائص األفراد في مختلف الظروف التجريبية.
2ـ يساعد على التقليل من تباين الخطأ مما يزيد الفرصة لكشف تأثير المتغير التجريبي.
3ـ يحقق االقتصاد في الوقت والجهد والنفقات لصغر حجم العينات المستخدمة ( من 20ـ .) 40
عيوب تصميم داخل األفراد:
يمث ــل تأثي ــر الترتي ــب أه ــم مشكل ــة يواجهه ــا هذا النوع م ــن التص ــميمات ،وذل ــك لتعرض
ويحتمـل فـي هذه الحالـة أـن
المشاركيـن فـى التجربـة للظروف التجريبيـة واحداً تلـو اآلخـرُ ،
يختلـف أداء األشخاص فـي كـل ظرف تجريـبي نتيجـة الختالف ترتيـب التعرض له .ويظهـر
تأثير الترتيب فى عدة أشكال ،هي:
1ـ الممارسـة :يظهر فى صورة زيادة فى مسـتوى األداء فى الظروف التجريبية التى تقدم فى
الترتيـب التالـي ،نتيجـة الكتسـاب المشارك لقدر مـن الخـبرة أثناء ممارسـته للعمـل وبالتالـى
يتحسن أداؤه.
ويتـم ضبـط تأثيـر الممارسـة عـن طريـق إعطاء عدد مـن المحاوالت التدريبيـة قبـل التعرض
للظرف التجريبي ،باإلضافة إلى تغيير ترتيب التعرض للظروف التجريبية.
2ـ الحس ــاسية :حي ــث يكتســـب المشاركون فـــي التجربـــة نتيجـــة لمرورهـــم بمختلـــف الظروف
نوعـا مــن التبصــر بطبيعــة التجربــة ممــا يزيــد حســاسيتهم إلدراك الفروق الدقيقــة التجريبيــة ًـ
بي ــن مختل ــف المعالجات التجريـــبية .وتأثيـــر الحســـاسية أكثـــر عموميـــة إـــذ تأخ ــذ الطابـــع
المعرفى الشمولى أكثر من كونها مجرد اكتساب مهارات معينة نتيجة للممارسة.
ويتوصــل المشاركون فـي هذه الحالــة إلــى توقعات وفروض معينـة عـن هدف التجربـة يمكـن
أن تؤثر على استجاباتهم للمعالجات التجريبية.
-3التعــب والملــل :تناقــص األداء فــي المحاوالت األخيرة ،وبخاصــة فـى األعمال الصــعبة
أو التى تستمر لمدة طويلة.
ويمك ـ ــن التقلي ـ ــل من ـ ــه بإعطاء فترات كافي ـ ــة لل ارح ـ ــة بي ـ ــن ك ـ ــل ظرف تجري ـ ــبي واآلخ ـ ــر،
باإلضافة إلى تغيير ترتيب الظروف التجريبية.
-4التأثيــر الممتــد ( تأثيــر المدى ) :يظهــر فــى حالــة اســتمرار تأثيــر ظرف تجريــبى معيــن
على الفرد ،بحيث يمتد تأثيره إلى الظرف التجريبى التالى.
طرق التغلب على تأثير الترتيب:
1ـ الموازنـة المتقابلـة :تعتمـد علـى تغييـر ترتيـب تقديـم المتغيـر التجريـبى
لبعـض المشاركيـن بصـورة مختلفـة عـن ترتيـب التقديـم للبعـض اآلخـر
بحيث يتعادل تأثيره.
ال تس ــتبعد هذه الطريق ــة التأثي ــر الممت ــد إو نم ــا توازن ــه ع ــن طري ــق
وينظ ــر إل ــى الموازن ــة
توزيع ــه عل ــى مختل ــف المعالجات التجري ــبيةُ .
عل ــى أنه ــا أم ارً ضرورياً ف ــي تص ــميم داخ ــل األفراد لضمان الص ــدق
الداخلي للنتائج.
الموازنـة مـن أثـر الترتيـب أم ارً يسـي ارً فـي حالـة التصـميم البسـيط داخـل
األفراد لمتغيـر مسـتقل واحـد لـه ظرفان تجريـبيان ،حيـث يقدم الظرف
” أ ” لنصف العينة أوالً ،ويقدم الظرف ” ب ” لنصف العينة أوالً.
وتزداد صعوبة مشكلة الترتيب إذا كان التصميم التجريبي يتضمن
أكثر من متغير مستقل لكل منها أكثر من مستوى.
ويتوقــف عدد االحتماالت الممكنــة لترتيــب تقديــم الظروف التجريبيــة علــى
عدد هذه الظروف.
احتماالت الترتيب =
ك × ( ك ( × )1-ك ( × )2-ك )1(000)3-
ك عدد الظروف التجريبي ــة أ ــو عدد العوام ــل مضروباً ف ــي عدد مس ــتويات
لكل عامل.
تتضاع ــف عدد احتماالت الترتي ــب كلم ــا زادت الظروف التجريبي ــة ،ويعن ــي
جدا مـ ــن االحتماالت ،ويتطلـ ــب هذا عدد كـ ــبير مـ ــن
هذا وجود عدد كـ ــبير ً
األفراد ،وهـ ــو مـ ــا يزيـ ــد مـ ــن النفقات والجهـ ــد ،لهذا أرـ ــى العلماء االكتفاء
بتطبيق أسلوب الموازنة غير الكاملة.
2ـ الموازنــة غيــر الكاملــة :بأــن يتــم االكتفاء فقــط بتطــبيق عدد
محدود م ــن االحتماالت الممكن ــة لترتي ــب التقدي ــم ،وم ــن أشه ــر
األساليب المتبعة ما يعرف بتصميم المربع الالتينى وفيها:
يتــم اســتخدام عدد محدود فقــط مــن االحتماالت الممكنــة للترتيــب
في التجربة.
ويراعـى فـي احتماالت الترتيـب عدد مـن الشروط ،بأـن يظهـرـ كـل
ظرف تجريـبي نفـس العدد مـن المرات فـى كـل موضـع مـن مواضـع
الترتيــــــب فيظهــــــر مثالً الظرف (أ) مثالً مرة اوالً ثــــــم ثانياً وثالثاً
ورابعاً وهكذا.
ويوضح الشكل التالي تصور للمربع الالتيني:
الظرف التجريبي
الفرد
أوالً ثانياً ثالثاً رابعاً
المجموعات
المجموعة األولى
المجموعة الثانية
مثال :2أثر وقت عرض األشكال ( بطئ – متوسط – سريع ) على
التذكر.
المتغيرات وقت عرض األشكال
بطيء متوسط سريع
المجموعات
المجموعة األولى
المجموعة الثانية
المجموعة الثالثة
ب ـ تصميم عاملي بين األفراد :
يتضمـن متغيريـن مسـتقلين أـو أكثـر لكـل متغيـر مسـتويين أـو أكثر .ومـن نماذجـه ،مـا
يلي:
1ـ التصـميم العاملى بين األفراد لدراسة عاملين:
يتناول متغيريـن مسـتقلين ،لكـل منهمـا مسـتويينـ أـو أكثر .وقـد يكون أحـد المتغيريـن
تجريــبياً ( يخضــع للمعالجــة) مثــل التعزيــز ،واآلخــر تصــنيفى (ال يخضــع للمعالجــة)
مثـ ـ ـ ــل الذكاء .وربمـ ـ ـ ــا يكون المتغيريـ ـ ـ ــن معاً يخضـعان للمعالجـ ـ ـ ــة مثـ ـ ـ ــل الضـوء
والضـوضاء.
اإلجراءات:
توزيع األشخاص على المجموعات.
توزيع الظروف التجريبية.
قياس المتغير التابع.
اســتخدام تحليــل التبايــن المتعدد ،للحصــول علــى معلومات عــن التأثيــر األســاسي
للمتغيرات ،وتأثير التفاعل بين هذه المتغيرات.
مثال :1تصميم عاملي :2×2أثر الضوء ( ضعيف – شديد )
والضوضاء ( ضعيف – شديد ) في سرعة االستجابة.
شدة الضوضاء
منخفضة مرتفعة
شدة الضوء
ضعيف
مرتفع
مثال :2تص ـ ــميم عامل ـ ــي : 3 ×3أث ـ ــر الضوء ( ضعي ـ ــف ،متوس ـ ــط،
شدي ـ ــد ) والضوضاء ( ضعي ـ ــف ،متوس ـ ــط ،شدي ـ ــد ) عل ـ ــى ســــرعة
االستجابة.
شدة الضوضاء
منخفضة متوسطة مرتفعة
شدة الضوء
ضعيفة
متوسطة
مرتفعة
2ـ تصميم عاملي لدراسة ثالثة عوامل:
يتناول دراسـ ـ ــة تأثيـ ـ ــر ثالث متغيرات مسـ ـ ــتقلة لكـ ـ ــل متغيـ ـ ــر
مستويين أو أكثر.
مثال :1تصـميم عاملـي :2×2×2أثـر صـعوبة العمـل (سـهل،
صــعب) والضوضاء ( ضعيــف ،شديـد ) وبيئـة العمــل ( فرديـة،
جماعية ) على معدل إنتاج العمال.
صعوبة العمل سهل صعب
الضوضاء
فردي
جماعي
مثال :2تصميم عاملي : 3×3×3أثر صعوبة العمل (سهل،
متوسط ،صعب ) وشدة الضوضاء ( ضعيف ،متوسط ،شديد )
ومستوى الدافعية ( مرتفعة ،متوسطة ،منخفضة ) على
اإلنتاجية لدى العمال.
صعوبة العمل سهل متوسط صعب
شدة الضوضاء
مستوى الدافعية منخفضة متوسطة مرتفعة منخفضة متوسطة مرتفعة منخفضة متوسطة مرتفعة
منخفض
متوسط
مرتفع
3ـ تصميم عاملي لدرـاسة أربعة عوامل:
مثال :تصـميم عاملـي :2×2×2×2أثـر صـعوبة العمـل (سـهل ،صـعب )
وشدة الضوضاء ( ضعيفـــــة ،شديدة ) ومســـــتوى الدافعيـــــة ( مرتفعـــــة،
منخفضة ) وبيئة العمل ( فردية – جماعية ) في معدل إنتاج العمال.
صعوبة العمل سهل صعب
شدة الضوضاء منخفضة مرتفعة منخفضة مرتفعة
منخفضة مرتفعة منخفضة مرتفعة منخفضة مرتفعة منخفضة مرتفعة
مستوى الدافعية
بيئة العمل
فردي
جماعي
تقويم تصميم بين األفراد:
المزايا:
1ـ يتغلب على مشكالت تصميم داخل األفراد ومنها تأثير ترتيب تقديم المعالجات التجريبية
كتأثير التعب ،والملل ،والممارسة ،حيث يستخدم مجموعات مستقلة.
أثر ف ــي
2ــ ـ ُيع ــد أنس ــب التص ــميمات ف ــي الحاالت الت ــي تترك فيه ــا المعالج ــة التجريبي ــة ًا
المفحوص ال يمكن تعديله.
أمر ضرورياً عنـــد دراســـة المتغيرات التصـــنيفية كالجنـــس والعمـــر
3ــــ يصـــبح اســـتخدامه ًا
والذكاء.
العيوب :
ـبير مـن األفراد للمشاركـة فـي التجربـة ،ويزيـد هذا مـن التكلفـة ووقـت وجهـد
عددا ك ًا
1ـ يتطلـب ً
إجراء البحث.
2ـ ـ يصــعب فــي كثيــر مــن األحيان القطــع بتحقيــق التكافــؤ التام بيــن المجموعات فــي كــل
الخصائص.
ثالثًاـ التصميم المختلط:
يجمــع هذا التصـميم بيـن تصـميمي داخـل األفراد ،وتصـميم بيـن األفراد .ويصـبح اسـتخدام
هذا التص ـ ــميم ضرورة حتمي ـ ــة إذا كان أح ـ ــد المتغيرات المس ـ ــتقلة ف ـ ــي التجرب ـ ــة م ـ ــن النوع
التصنيفي ( الجنس ،العمر ،الذكاء).
والتصـ ــميم المختلـ ــط بطـ ــبيعته تصـ ــميم عاملـ ــي ،ألنـ ــه يشمـ ــل متغيريـ ــن مسـ ــتقلين أحدهمـ ــا
تجريـبي واآلخـر تصـنيفي ،ويمكـن أـن يسـتخدم أكثـر مـن متغيريـن مسـتقلين بشرط أـن يكون
أحدها أو بعضها تصنيفياً.
اإلجراءات:
.1توزيع األشخاص وفقًا للمتغير التصنيفي على المجموعات (ذكور ،إو ناث)ـ
.2تعريض كل مجموعة من المجموعتين لمختلف مستويات المتغير المستقل.
.3قياس المتغير التابع.
.4استخدام تحليل التباين متعدد العوامل ،للتحقق من التأثير األساسي لكل متغير مستقل،
وتأثير التفاعل بين مختلف المتغيرات.
مثال :أثــر نوع المنبــه ( ســمعى ،بصــرى ) والجنــس ( ذكــر ،أنثــى )
في زمن الرجع.
المتغير التجريبي :نوع المنبه.
المتغير التصنيفي :الجنس.
إناث
ثانيا ً :التصميمات شبه التجريبية:
تُســتخدم هذه التصــميمات حينمــا ال يســتطيع الباحــث ضبــط الظروف الخارجيــة
باستخدام مجموعة ضابطة أو تحقيق التكافؤ بين مجموعات البحث.
وهذه التصـميمات ليسـت تصميمات تجريبيـة بالمعنـى الحقيقي ،أل نـه يفتقد ألهم
خصــائص التصــميمات التجريبيــة وهــو ضبــط المتغيرات ،ولذلــك ُيطلــق عليهــا
تصميمات شبه تجريبية.
وتُستخدم هذه التصميمات بكثرة في الدراسات الميدانية.
أنواع التصميمات شبه التجريبية:
1ـ تصميم المجموعة الواحدة بقياس قبلي وقياس بعدى:
تُستخدم فيه مجموعة واحدة ويتم إجراء قياس قبلي ثم تقديم المعالجة
التجريبية ثم قياس بعدى ومقارنة القياسين.
مثال :أثر برنامج إرشادي على التوافق الدراسي لدى الطالب
لدراســة المشكلــة الســابقة يتــم تطــبيق اســتبانة علــى عينــة مــن
الطالب لمعرف ــة غي ــر المتوافقي ــن دراس ـ ًـيا منه ــم ،وبع ــد ذل ــك يت ــم
اسـتخدام غيـرـ المتوافقيـن كعينـة للد ارسـة ،ثـم يتعرضون للـبرنامج
اإلرشادي .وفـي نهايـة الدراسـة يتـم مقارنـة مسـتوى توافقهـم بعــد
التعرض للـــــبرنامج اإلرشادي بمســـــتوى توافقهـــــم قبـــــل التعرض
للبرنامج اإلرشادي.
عيوبه:
1ــ ال يمكــن عزو التغيــر فــي القياس البعدي للمتغيــر التابــع إلــى
المتغي ــر التجري ــبي فق ــط ،فق ــد يرج ــع إل ــى متغيرات دخيل ــة مث ــل:
الخبرة ،الظروف البيئية ،النضج ،التعلم نتيجة إعادة االختبار.
2ـ يفتقرـ إلى القدرة على ضبط كثير من المتغيرات الدخيلة.
2ـ تصميم المجموعة الضابطة غير المتكافئة:
يختار الباحـث مجموعتيـن ،تُسـتخدم إحداهمـا كمجموعـة تجريبيـة
(تتعرض للظروف التجريبيــة) ،وتترك األخرى دون معالجــة وهــي
المجموعة الضابطة.
مثال :أث ـ ــر مشارك ـ ــة الطالب ف ـ ــى إدارة الفص ـ ــل عل ـ ــى خف ـ ــض
المشكالت السلوكية لديهم.
إجراءات إعداد التصميم:
اختيارـ مجموعتين ،مثل فصلين دراسيين.
تطبيق استبانة لقياس المشكالت السلوكية لديهم (قياس قبلي).
تقديم المعالجة التجريبية ألحد الفصلين (المجموعة التجريبية).
قياس المشكالت السلوكية بعد تطبيق البرنامج (قياس بعدي).
حساب المتوسطات وداللة الفروق لمجموعات غير المرتبطة.
عيوبه:
ُ .1يص ـ ــعب التوص ـ ــل إل ـ ــى تفس ـ ــير س ـ ــببي ،بإرجاع الفروق بي ـ ــن
القياس ــين القبل ــي والبعدي لدى المجموع ــة التجريبي ــة للمتغي ــر
التجريبي.
نظر ألـن هذا التصـميم لـم .2وجود تأثيـر دخيـل لخصـائص األفرادً ،ا
يحقـق التكافـؤ بيـن المجموعتيـن ،عـن طريـق مبدأ العشوائيـة ،أـو
بالتناظـ ـ ــر بيـ ـ ــن المجموعات ،إـ ـ ــذ أنـ ـ ــه يقوم علـ ـ ــى اسـ ـ ــتخدام
مجموعات موجودة سلفاً.
.3تأثيــر ظاهرة االنحدار اإلحصــائي ( ميــل القيــم المتطرفــة س ـواء
زيادة أو نقصان إلى االتجاه نحو المتوسط ).
-3تصميم السالسل الزمنية:
تت ــم مالحظ ــة الس ــلوك المقص ــود بالدراس ــة وقياسـ ـهـ عل ــى مدد زمني ــة متس ــاوية ،ث ــم تقدم
المعالجة التجـريبية ،وبعدها تتم مالحظة السلوك وقياسه عدة مرات على مدد زمنية.
ويطل ــق علي ــه تص ــميم الس ــالسل المعترض ــة أل ــن المعالج ــة التجريبي ــة تعترض الس ــلسلة ُ
المنتظمة من القياسات وتحدث فيها تغيي ارً.
مثال :أثر استخدام العقوبة المالية في خفض معدالت تجاوز السرعة.
اإلجراءات:
1ـ إجـ راء عدد من القياسات القبلية على مدد زمنية منتظمة لمعدل مخالفات تجـاوز السرعة.
2ـ تطبيق العقوبة المالية.
3ـ إجراء عدد من القياسات البعدية على مدد زمنية منتظمة لمـعدل مخالفات تجاوز السرعة.
4ـ مقارنة مـتوسط عدد المخالفات قبل المعالجة وبعدها.
عيوبه:
1ـ عدم تحقيق ضبط مناسب للمتغيرات التي يمكن أن تؤثر على نتائج التجربة.
2ـ ـ عدم وجود مجموعــة ضابطــة تعرضــت لنفــس الظروف الخارجيــة بحيــث يمكــن
مقارنة نتائج مع التجريبية.
-4تصميم السالسل الزمنية المتعددة :
يجمع هذا التصميم بين تصميم المجموعة الضابطة غير المتكافئة
وتصميم السالسل الزمنية ،حيث يتضمن إجراء سلسلة من القياسات
القبلية والبعدية ،في ظل وجود مجموعة ضابطة.
مثال :أثر استخدام العقوبة المالية في خفض معدالت تجاوز السرعة.
اإلجراءات:
1ـ ـ اســتخدام منطقتيــن مختلفتيــن فــي مدينــة مــا ،إحداهمــا مجموعــة ضابطــة
واألخرى تجريبيةـ
2ـ إجراء عدد مـن القياسـات القبليـة علـى مدد زمنيـة منتظمـة لمعدل مخالفات
تجاوز السرعة.
3ـ تطبيق العقوبة المالية.
4ـ إجراء عدد مـن القياسـات البعديـة علـى مدد زمنيـة منتظمـة لمعدل مخالفات
تجاوز السرعة.
5ـ مقارنة متوسط عدد المخالفات قبل المعالجة وبعدها.
5ـ تصميم السالسل الزمنية المتكافئة:
يتم فيه تقدم معالجتين بالتناوب ،ويتم بعد تقديم كل منهما إجراء قياس
أو أكثر على مدد زمنية متساوية.
قياس – 1معالجة أ – قياس – 2معالجة ب – قياس – 3معالجة أ-
وهكذا.
مثال :أثر الزيارات الميدانية وعرض األفالم على التحصيل فى مادة علم
النفس.
اإلجرـاءات:
استخدام مجموعة من طالب علم النفس. .1
إجراء قياس قبلي لمعدل التحصيل. .2
تعريضهم لزيارة ميدانية. .3
إجراء قياس لمعدل التحصيل. .4
تعريضهم لمشاهدة فيلم تعليمي في علم النفس. .5
قياس معدل التحصيل. .6
يجــــب عنــــد اســــتخدام هذا التصــــميم تعريــــض األشخاص لمختلــــف
الظروف التجريبية بشكل عشوائي ،وليس بنظام ثابت.
تسـمح جميـع تصـميمات السـالسل الزمنيـة باكتشاف مسـار التغيـر فـي
المتغير التابع عبر الزمن.
عيوبه:
ممتدا م ــن ظرف لظرفً يص ــعب اس ــتخدامه إذا كان تأثي ــر المعالج ــة
تجريـبي آخـر ،ومن ثـم يتداخل التأثيـر بيـن الظرفين ،مما يجعل تفسير
النتائج صعب.
مراحل إجراء التجربة العلمية
أوالًـ التخطيط أو اإلعداد للتجربة العلمية:
التخطيـط هـو إعداد تصـور كامـل للعناصـر األسـاسية للتجربـة ،وهـى:
تحديـــد المشكلـــة ،وصـــياغة الفروض ،واختيار التصـــميم التجريـــبى،
والعينات ،واألسلوب اإلحصائي المستخدم.
فوائد التخطيط في التجارـب:
تحديد المشكلة وصياغتها صياغة علمية دقيقة. 1ـ
صياغة فرض علمي يمثل حل مؤقت للمشكلة. 2ـ
تجنب الوقوع في أخطاء عند إجراء التجربة. 3ـ
تفادى ضياع الوقت والجهد والمال دون عائد حقيقي. 4ـ
إمكان عرض الخطة على المتخصصين وتقويمها. 5ـ
ثانياً :خطوات إجراء التجربة المعملية:
ومحددا.
ً 1ـ تحديد عنوان التجربة :وينبغي أن يكون شامالً
2ـ مراجعة الدراسات السابقة:
وتتمثـل أهميتهـا فـي حصـول الباحـث علـى معلومات تسـاعده فـي صـياغة
المشكلـة ،وتحديـد إجراءات البحـث ،والحصـول علـى قائمـة بأهـم الم ارجـع
المتصلة بموضوع البحث.
3ـ تحديد المشكلة:
وتنبـع المشكلـة العلميـة مـن نقـص فـي المعلومات حول ظاهرة معينـة،
أـو تعارض النتائـج فيمـا يتصـل بتفسـيرها ،أـو وجود فجوة فـي النتائج.
وال بد أن تكون المشكلة قابلة للدراسة.
4ـ تحديد الفروض:
والفرض جملــة خبريــة تربــط بيـن متغيريــن أـو أكثر .وهـو تفسـير مؤقـت
للعالق ــة بي ــن هذه المتغيرات .ويج ــب أ ــن يكون الفرض قاب ــل لالختبار.
ويص ــاغ ف ــي شك ــل جمل ــة شرطي ــة إذا ......إذن .أ ــو ف ــي شك ــل جمل ــة
ُ
تقريرية يوجد عالقة بين كل من.
5ـ تحديد المتغيرات وتعريفها إجرائياً:
عمليـــا ،وطبيعـــة
ً يحدد التعريـــف اإلجرائـــي قيـــم المتغيرات المســـتقلة ومـــا تعنيـــه
مقاييـس المتغيرات التابعة .وتتمثـل أهميتـه فـي منـع الخلـط بيـن المتغيرات ،كمـا أنـه
يحدد طبيعـ ــة المعالجـ ــة التجريبيـ ــة للباحثيـ ــن اآلخريـ ــن إذا مـ ــا أرادوا إعادة إجراء
التجربة.
6ـ تحديد المتغيرات الدخيلة وأساليب ضبطها:
ويتــــم ذلــــك مــــن خالل مراجعــــة البحوث الســــابقة ،واإلطالع علــــى الطرق التــــي
ونظرا لكثرة المتغيرات الدخيلــة،
ً اســتخدمها الباحثون فــي ضبــط المتغيرات الدخيلة.
فينصــــح بالبدء بضبــــط المتغيرات المتصــــلة بالموقــــف التجريــــبي ،ثــــم المتغيرات
ُ
المتصلة بخصائص العينة.
7ـ اختيار التصميم التجريبي:
يجــب علـى الباحـث أـن يكون علـى درايــة بمزايـا وعيوب كــل تصــميم تجريـبي ،وأـن
يختار التنظيم التجريبي الذي يتناسب مع طبيعة المشكلة التي يهتم بدراستها.
8ـ تحديد العينات ووصفها:
لهذه الخطوة أهمي ــة ك ــبيرة ف ــي تحدي ــد مدى الثق ــة ف ــي نتائ ــج البح ــث وف ــي مدى
تعميمها .ولهذا يجـب علـى الباحـث أـن يقوم بتحديـد المجتمـع المسـتهدف بالد ارسـة،
وحج ــم العين ــة ،وأنس ــب طرق اختياره ــا ،ونختل ــف خص ــائصها ( العم ــر ،مس ــتوى
اقتصادي ،بيئة).
9ـ وصف األجهزة ال ُمستخدمة:
تســتخدم األجهزة لتقديــم المعالجات التجريبيــة ،أــو لقياس المتغيرات
التابعة .والبـد للباحـث أـن يكون علـى درايـة كاملـة بمزايـا وعيوب كـل
أداة يستخدمها ،وطرق استخدامها.
10ـ تحديد خطوات إجراء التجربة تفصيليًا:
ويعنـى بهـا كـل الخطوات التـي سـيقوم بهـا الباحـث بدايـة مـن اختيار
ُ
انتهاءـا بقياس المتغيـر التابـع ،وذلـك لتجنـب أـي خلـل يمكـن
ً العينـة و
أن يحدث أثناء إجراء التجربة.
11ـ اختيار أنسب األساليب اإلحصائية لتحليل البيانات.
12ـ تحديد مدى حدود تعميم النتائج في ضوء العينة.
ثالثاًـ طريقة كتابة تقرير علمي عن التجربة:
أهداف كتابة التقرير:
1ـ توصـيل مـا انتهـى إليـه البحـث مـن نتائـج إلـى المجتمـع لالسـتفادة
منها.
2ـ اكتساب مهارة الكتابة العلمية وقواعدها.
3ـ تغطية كل جوانب التجربة بحيث يتيح ألي باحث آخرـ تكرارها.
4ـ إجراء مقارنة بين نتائج مختلف البحوث.
عناصر التقرير:
1 ــ ـ العنوان2 ،ــ ـ المقدم ــة3 ،ــ ـ المنه ــج ( التص ــميم التجري ــبى،
العين ــة ،األدوات ،اإلجراءات ،أس ــاليب التحلي ــل اإلحص ــائي)4 ،ـــ
النتائج5 ،ـ المناقشة6 ،ـ الملخص7 ،ـ المراجع.
السيكوفيزيقا
ُ يقصــد بهــا دراســة العالقــة بيــن الخصــائص الطبيعيــة للمنبهات
وتأثيراتهــا النفســية ،وبذلــك فإــن المصــطلح يجمــع بيــن الجانــب
الطـ ــبيعى الموضوعـ ــى المتعلـ ــق بخصـ ــائص المنبهات والجانـ ــب
النفسى الذاتى المتعلق بإحساساتنا بهذه المنبهات.
ويختل ــف القياس الس ــيكوفيزـيقي ع ــن القياس النفس ــي ف ــي أ ــن
األول يهتــم بتقديــر األبعاد النفســية التــي يقابلهــا منبهات علــى
مقياس فيزيق ــي متص ــل ،أم ــا القياس النفس ــي فيخت ــص بقياس
الظواهـر النفسـية التـى ال يوجـد لهـا مقابـل علـى مقياس فيزـيقـي
متصل.
ومن أمثلة القياس السيكوفيزيقي زمن الرجع ،ومن أمثلة
القياس النفسي مقاييس القدرات العقلية.
الموضوعات األساسية للسيكوفيزيقا:
تتضمن هذه الموضوعات أربع عمليات أساسية ،هي:
1ـ اكتشاف المنبه:
ويتمثـل السـؤال هنـا فـي الدرجـة التـي ينبغـي أـن تصـل إليهـا شدة
المنبـه حتـى يمكـن للشخـص أـن يكتشـف وجوده؟ ويتركـز االهتمام
هنا على مجرد اإلحساس بوجود المنبه.
ومثال هذا التعرض لمنبـه صـوتي يتفاوت فـي درجـة شدتـه ،وهنـا
تتفاوت قدرة األشخاص على سماعه بتفاوت مستوى الشدة.
ويعن ــي هذا وجود نقط ــة عل ــى مقياس شدة المنب ــه يبدأ عنده ــا
اإلحساس بوجوده وال نحس بوجوده قبلها.
وأطلــق فخنــر علــى النقطــة التــي تصــل إليهــا شدة المنبــه بحيــث
تكون كافي ــة لإلحس ــاس بوجوده مص ــطلح العتب ــة المطلق ــة ،أ ــو
عتبة االكتشاف.
2ـ تحديد طبيعة المنبه:
وتتعلـق العمليـة هنـا باإلجابـة عـن السـؤال التالـي :مـا طبيعـة هذا
المنبـه؟ ويتركـز االهتمام علـى مقدار المعلومات التـي تنقلهـا إلينـا
الحواس عن هذا المنبه.
وتختل ــف عملي ــة تحدي ــد المنب ــه ع ــن عملي ــة اكتشاف ــه ،فالط ــبيب
عندمــا يســمع صــوت مــن خالل ســماعته يكون قــد اكتشــف وجود
ص ــوت م ــا ،أم ــا حي ــن يحاول أ ــن يتعرف عل ــى نوع هذا الص ــوت
ومصـدره وهـل يمثـل عالمـة مرضية أـم ال ،فإنه يكون بصـدد عملية
تحديد طبيعة هذا الصوت.
ويعنـي هذا أـن عمليـة اكتشاف المنبـه هـي مجرد إحسـاس بـه ،أمـا
تحديــد ط ــبيعته فتعنــى إدراك ــه عقلياً إو عطاء ــه معنــى محدد يميزه
عن غيره من المنبهات أو اإلدراكات األخرى.
3ـ تمييز المنبهات:
يتركـز االهتمام هنـا علـى اإلجابـة عـن السـؤال التالـي :مـا المقدار
الذي ينبغــي أــن يصــل إليــه الفرق بيــن شدة منبهيــن حتــى يمكــن
للشخـ ــص أـ ــن يدرك وجود تغييـ ــر أـ ــو فرق بينهمـ ــا؟ فإذا قدمنـ ــا
للشخـــــص خطيـــــن متســـــاويين فـــــي الطول فإنـــــه يدرك أنهمـــــا
متسـاويان ،ولكـن عنـد إطالـة أحـد الخطيـن بمقدار قليـل فـى الطول
فإنـه قـد ال يدرك هذه الزيادة البسـيطة ويحكـم عليهمـا بالتسـاوي،
ولكــن إذا واصــلنا زيادة أحــد الخطيــن فســنصل إلــى نقطــة يدرك
الشخص فيها بوضوح أن أحد الخطين أصبح أطول من اآلخر.
ويطلــق علــى مقدارـ التغي ـرـ فــي المنبــه الذي يكفــى إلدراك وجود ُ
فرق فــي الشدة بيــن منبهيــن ،مصــطلح العتبــة الفارقــة أــو الفرق
الذي نكاد نالحظه.
-4 قياس اإلحساس أو تقديره:
ويتركـ ــز االهتمام هنـ ــا بكيفيـ ــة قياس إحسـ ــاساتنا الذاتيـ ــة بالمنبهات،
بإعطاء أرقام تعبر عن شدة اإلحساس.
إو ذا كانــت العمليات األربعــة الســابقة تتعلــق بالمنبهات الطبيعيــة أــو
الماديــة ،فإــن عمليــة القياس تركــز علــى اســتجاباتنا لهذه المنبهات
ومحاولة التقدير الكمى إلحساساتنا الذاتية عنها.
طرق قياس اإلدراك الحسي للمنبهات
حدودا دني ــا ال يس ــتطيع أ ــن يح ــس قبله ــا،
ً لك ــل عض ــو م ــن أعضاء الح ــس
وحدودا عليـا ال يمكـن أـن يحـس بعدها .وتوجـد فروق نسـبية بيـن األفراد فـي ً
مدى اإلحساس.
ويقدر بعــض العلماء العتبــة المطلقــة لدى اإلنســان الســليم الحواس بصــورة
تقريبية كما يلي:
اإلبصـار :إمكانيـة رؤيـة ضوء شمعـة علـى بعـد ( )30ميـل حوالـى ( )48كيلـو .1
متر .
السـمع :إمكانيـة سـماع سـاعة عاديـة علـى بعـد ( )20قدم حوالـى ( )6متـر .2
تقريباً.
الذوق :إمكانيــة ذوق ملعقــة صــغيرة مــن الســكر مذابــة فــى جالونيــن حوالــى .3
( )9لتر ماء.
الشــم :إمكانيــة شــم نقطــة مــن العطــر المركــز منتشرة فــى شقــة مكونــة مــن .4
ثالث حجرات .
اللمــس :إمكانيــة اإلحســاس بلمــس جناح بعوضــة علــى بعــد ســنتيمتر واحــد .5
تقريبا.
ً
ويعتمـد تحديـد العتبـة المطلقـة أـو الفارقـة علـى إجراء عدد كـبير
مـن المحاوالت تقدم فيهـا منبهات طبيعيـة متفاوتـة فـي مقد ارهـا،
ويطلـ ــب مـ ــن المشارك أـ ــن يعـ ــبر عـ ــن إدراكـ ــه الحسـ ــي لشدة
ُ
المنبهات .وتكرر هذه المحاوالت عدد م ــن المرات ،م ــع ضب ــط
مختلف مصادرـ أخطاء المالحظة والقياس.
وفيمــا يلــي عرض ألهـم الطرق السـيكوفيزيقية المسـتخدمة فـي
قياس كل من العتبة المطلقة والفارقة.
أوالًـ طريقة الحدود:
هي الطريقة التقليدية التي توصل لها فخنر.
وتتمثـل فـي اختيار مقدار للمنبـه يكون أقـل مـن العتبـة ،فـى المنطقـة التـى ال
يح ــس فيه ــا الفرد بوجود المنب ــه ،ث ــم زيادت ــه تدريجياً بوحدات ص ــغيرة ثابت ــة
حتــى يذكــر المفحوص بأنــه قــد أحــس بوجود المنبــه ،ويســتغرق عرض كــل
ويشار إلــى هذه الطريقــة بالتســلسل منبــه وقــت قصــير حوالــى خمــس ثوانيُ .
التصاعدي من األقل إلى األكبر.
كمــا يمكــن اختيار نقطــة البدايــة فوق العتبــة فــي المنطقــة التــي يحــس فيهــا
المفحوص دائماً بوجود المنبـــه ،ثـــم تقليـــل المنبـــه تدريجياً بوحدات صـ ــغيرة
ثابتـة إلـى أـن يذكـر المفحوص أنـه لـم يعـد يحـس بوجود المنبـه ،ويشار لهذه
الطريقة بالتسلسل التنازلي ،من األكبر إلى األصغر.
وينبغ ــي أ ــن تكون الوحدات الت ــي يت ــم به ــا الزيادة أ ــو النقص ــان ف ــي المنب ــه
الطـبيعي صـغيرة ،بحيـث تمثـل أقـل تغيـر يمكـن مالحظته .ولذلـك تسـمى طريقـة
الحدود بطريقـة أقـل تغيـر ،حيـث قـد يؤدى اسـتخدام وحدات كـبيرة مـن المنبـه
إلى صعوبة التحديد الدقيق للعتبة.
وال يشترط أـن يبدأ الفاحـص كـل سـلسلة عنـد أعلـى نقطـة أـو أقـل نقطـة علـى مقياس
شدة المنبــه ،إو نمــا يراعــى أــن تتغيــر نقطــة البدايــة مــن ســلسلة إلــى أخرى حتــى ال
تتأثر استجابة المفحوص بتكوين أنماط ثابتة ليس لها عالقة بتغير المنبهات.
طرق حساب العتبة الفارقة والمطلقة:
1 ـــ نس ــبة ف ــبر :اكتش ــف ف ــبر وجود عالق ــة ثابت ــة ترب ــط بي ــن شدة المنب ــه ودرج ــة
اإلحســاس بالتغيــر فــى شدة هذا المنبــه ،حيــث تتغيــر قيمــة العتبــة الفارقــة بحســب
التغيــر فــى قيمــة المنبــه المعيارى ،فالعتبــة الفارقــة للمنبــه الصــوتي المعياري الذي
شدتـه 20ديسـبل تختلـف عـن العتبـة الفارقـة للمنبـه الذي شدتـه 12ديسـبل .وكلمـا
زادت قيمـة المنبـه المعيارى زادت قيمـة العتبـة الفارقة .وأـن هذه العالقـة تمثـل نسـبة
ثابتة أي:
العتبة الفارقة /المنبة المعيارى = مقدار ثابت
تعرض هذا القانون النتقادات شديدة حيـث أظهرت التجارب أـن النسـبة بيـن العتبـة
الفارقــة ومقدار شدة المنبــه المعياري ليســت ثابتــة عنــد المســتويات المختلفــة مــن
شدة المنبـه ،حيـث أنـه تتغيـر فـي حالتـي القيـم العليـا والدنيـا لشدة المنبـه ،ويصـدق
ذلك على مختلف أنواع اإلحساسات.
2ـ ـ قانون فخنــر :يرى أــن العتبــة الفارقــة يمكــن اســتخدامها كوحدة
معياري ــة لقياس مقدار اإلحس ــاس ،وق ــد حاول أ ــن يض ــع قانون
يحدد العالق ــة بي ــن مقدار المنب ــة م ــن ناحي ــة ومقدار اإلحس ــاس
بهذا المنبة من ناحية أخرى.
وحاول تجنـب االنتقادات التـي وجهـت إلـى نسـبة فـبر ،حيـث الحـظ
أ ــن الزيادة ف ــى شدة المنب ــة ال تقابله ــا زيادة مماثل ــة ف ــى مقدار
اإلحســاس بهذا المنبــه ،فالزيادة فــى شدة المنبــة تســيرـ بمتواليــة
هندسـ ــية ،بينمـ ــا الزيادة فـ ــى مقدار اإلحسـ ــاس تسـ ــير بمتواليـ ــة
عددية وعلى هذا األساس وضع القانون التالى :
S= K Log I أـيح = ك لــو س
حيـث ح مقدارـ اإلحسـاس ،ك نسـبة ثابتـة ،لـو س لوغارتـم الشدة
الطبيعية للمنبة .
4ــ قانون سـتيفنس :توصــل ســتيفنس مــن دراســاته العديدة إلــى أــن قانون
فخنـر ال يصـلح للتعـبير عـن العالقـة بيـن مقدار المنبـه ،ومقدار اإلحسـاس
به ،وأن هذه العالقة يمكن التعبير عنها رياضياً كما يلي:
S= K Ib =b(Log I) + Log K
أي ح = ك س م = األس م ( لو س ) +لو ك
ح مقدار اإلحســاس بالمنبــه ،ك نســبة ثابتــة ،س م مقدار المنبــة مرفوعاً
إلى األس ب
تتعرض طريقة الحدود لنوعين من األخطاء:
1ـ أخطاء التعود :استمرار المفحوص فى تكرار االستجابة المعتادة.
2ـ أخطاء التوقـع :وهـى عكـس أخطاء التعود ،حيـث يسـتجيب المفحوص علـى
أساس توقعاته أكثر مما يستجيب على أساس ما يالحظه فعالً.
ويظهـر تأثيـر هذيـن الخطأيـن بوضوح إذا اعتمدنـا فـي تقديـر العتبـة علـى
التسلسل التصاعدي وحده ،أو التنازلي وحده.
ثانياًـ طريقة المنبهات الثابتة:
تقوم هذه الطريقـة علـى اختيار عدد محدود مـن المنبهات بحيـث يقدم كـل منبـه عدد
كــبير مــن المرات ،لذلــك أطلــق عليهــا طريقــة المنبهات الثابتــة ،ألــن المحاوالت تتــم
فــى إطار مجموعــة ثابتــة مــن المنبهات ،ونظ ارً ألــن تقديــم المنبهات ال يتــم بحســب
الترتيــب الصــاعد أــو النازل إو نمــا يتــم بطريقــة عشوائيــة فقــد عرفــت باســم طريقــة
التقديم العشوائي.
وتتميـ ــز هذه الطريقـ ــة بأنهـ ــا تختصـ ــر عدد المنبهات المقدمـ ــة للمفحوص ،بحيـ ــث
تســتبعد مــن التقديــم المنبهات التــى يكون المفحوص متأكداً بأنهــا أكــبر أــو أصــغر
مـن عتبـة اإلحسـاس ،كمـا أنهـا تضبـط التأثيـر الدخيـل لكـل مـن التعود والتوقـع نتيجـة
لتقديم المنبهات بشكل عشوائي.
وتُقدم المنبهات بطريقـة عشوائيـة لعدد كـبير مـن المرات ،ويتـم اختيارهـا مـن مسـافة
ويطلـب مـن المفحوص أـن يقول ” نعـم ” إذا أحـسـ بالمنبـه ،وأـن يقول عدم التأكدُ .
” ال“ إذا لـم يحـس به .وتحسـب متوسـطات االسـتجابة ب ـ ” نعـم ” لكـل منبـه ،وتقـع
العتبـة المطلقـة عنـد النقطـة مـن شدة المنبـه التـي تصـل فيهـا نسـبة االسـتيجابة بنعـم
.%50
عيوبها :أنها تستغرق وقتًا طويالً.
ثالثاًـ طريقة التعديل:
وتُســتخدم هذه الطرـيقــة فــي تقديــر العتبــة المطلقــة ،ويتــم تقديــر
العتبـة المطلقـة بحسـاب متوسـط قيمـة المنبهات التـي يقرر عندهـا
أنـه قـد بدأ يحـس بالمنبـه فـي حالـة الزيادة ،أـو إلـى النقطـة التـى
بدأ ال يحس فيها بالمنبه فى حالة النقصان.
ويمك ــن اس ــتخدامها لتحدي ــد العتب ــة الفارق ــة بتقدي ــم منب ــه ثاب ــت
(معيارى) باإلضافـة إلـى المنبهات المتغيرة التـى يتحكـم المفحوص
فــى تعديلهــا حتــى يصــل إلــى النقطــة التــى يحــس فيهــا بتســاوى
المنب ــه للمتغي ــر ف ــى الشدة م ــع المنب ــه المعيارى ،ويطل ــق عليه ــا
نقطـة التسـاوى الذاتـى وهذه النقطـة قـد تختلـف عـن نقطـة التسـاوى
الحقيق ــى والت ــى تكون فيه ــا شدة المنب ــه المتغي ــر مس ــاوية تماماً
لشدة المنبه المعيارى.
مزايا هذه الطريقة:
أهــم مــا يميــز هذه الطريقــة أــن المفحوص هــو الذي يتحكــم فــي
تعدي ـ ــل شدة المنب ـ ــه سـ ـ ـواء بالزيادة حت ـ ــى يص ـ ــل إل ـ ــى نقط ـ ــة
اإلحســاس ،أــو بالنقصــان حتــى يصــل إلــى نقطــة عدم اإلحســاس
بالمنبه.
تتطلب وقتًا قليالً بالمقارنة بالطريقتين السابقتين.
تضبط أخطاء التعود والتوقع بصورة أفضل.
رابعاًـ طريقة اكتشاف اإلشارة:
تختل ـ ـ ــف نظري ـ ـ ــة اكتشاف اإلشارة عـــــــن الطـرق الســـــــيكوفيزيقية
التقليديـة فـي أنهـا اسـتطاعت أـن توضـح العالقـة بيـن عمليـة اإلدراك
وعمليـ ــة اتخاذ القرار ،حيـ ــث يتأثـ ــر قرار الفرد بإصـ ــدار اسـ ــتجابة
معينــة بعدة عوامــل مــن أهمهــا :شدة اإلشارة التــي يتلقاهــا ،ومدى
أهميــــة النتائــــج المترتبــــة علــــى القرار ،وتوقعات الفرد فــــى ضوء
خبراته السابقة.
ظهرت نظريـ ـ ــة اكتشاف اإلشارة كثمرة للتقدم العلمـ ـ ــي فــــــي مجال
االتص ــاالت وأجهزة الرص ــد بالرادار ،وم ــن اشه ــر القائلي ــن به ــا ”
أتكنســون ” وزمالؤــه ،وقدمــت هذه النظريــة مجموعــة مــن النماذج
المهمة.
وهذه النظـريــة أكثــر اســتخداماً فــي مجال اإلدراك الســمعي لســهوـلة
قياسه ،وتعدد فوائده العملية.
وتستند عملية اإلدراك في هذه النظرية على أمرين ،هما:
ويقصــد بهــا أــن إدراك المنبــه الحســى يتــم علــى
-1الحسـاسية للمنبـهُ :
ضوء خلفيـة النشاط العصـبى لم اركـز المـخ فـى الجهاز العصـبي المركزي.
فإذا تعرض الشخــص لمنبهات خارجيــة شديدة كضجيــج آالت المصــنع،
أــو لمنبهات داخليــة كصــداع أــو آالم فــى المعدة فهذه المنبهات الشديــد
تؤثر على النشاط العصبى لمراكز اإلحساس في المخ.
ويتسـم الجهاز العصـبي بأنـه فـي حالـة نشاط مسـتمر ،ويعـبر هذا النشاط
عـن مـا يسـمى بالضوضاء ،ويتوقـف إحسـاس الفرد بمنبـه مـا علـى درجـة
الضوضاء التي يتعرض لها النشاط العصبي.
فعندم ــا يجل ــس شخ ــص ف ــى غرف ــة هادئ ــة فإن ــه يس ــمع بوضوح دقات
الســاعة التــي بجواره ،وربمــا دقات قلبــه ،هذا بالرغــم مــن ضآلــة المنبــه
الصـوتى إال أنـه يقـع علـى خلفيـة مـن الهدوء فـى النشاط العصـبى للمـخ
تسـمح بإد اركـه بوضوح .وعلـى العكـس مـن ذلـك قـد تنادى شخـص بصـوت
مرتفع بجوارك ولكنه يشاهد التليفزيون فال يسمعك وال يرد عليك.
-2التحيز في االستجابة ( محكات اتخاذ القرار ):
لعـل هذا الجانـب هـو مـا يميـز طريقـة اكتشاف اإلشارة عـن الطرق
الس ــيكوفيزيقية التقليدي ــة ف ــي تحدي ــد العتب ــة المطلق ــة ،فإذا كان ــت
الطرق التقليديـة ترى أـن هناك عتبـة مطلقـة يمكـن تحديدهـا وتنظـر
إلـى أـى تحيـز فـى االسـتجابة علـى أنـه نوع مـن الخطـأ ينبغـى ضبـط
مصــدره ،فان طريقــة اكتشاف اإلشارة ترفــض فكرة العتبــة المطلقــة
وترى عوامــل التحيــز فــى االســتجابة أمور أســاسية ينبغــى إدخالهــا
فى االعتبار عند تحديد العتبة.
ويعنـ ــي هذا أـ ــن اسـ ــتجابة الفرد للمنبـ ــه الحسـ ــي ،ليسـ ــت ترجمـ ــة
مباشرة لك ــل م ــن شدة المنب ــه الحس ــي ،ودرج ــة حس ــاسية الجهاز
العصـبي فحسـب ،إو نمـا يتوقـف قرار الفرد باالسـتجابة علـى أمريـن
إضافيين،هما:
توقعات الفرد لوقوع منبه معين.
النتائج المترتبة على القرار الذي يتخذه الفرد باالستجابة.
ووفقًــا لهذه النظريــة ،فإــن أــي موقــف يتضمــن أربعــة أنواع مــن
االستجابات ،هي:
.1اإلشارة موجودة ،ويســــتجيب المالحــــظ بأنهــــا موجودة وبذلــــك
يكون قد أصاب.
.2اإلشارة غيـرـ موجودة ،ويسـتجيب المالحـظ بان اإلشارة موجودة
يكون قد أخطأ أو أعطى تحذي ارً زائفاً.
.3اإلشارة موجودة ،ويسـتجيب المالحـظ بأنهـا غيـر موجودة وبذلـك
يكون قد أخطأ.
.4اإلشارة غيــر موجودة ،ويســتجيب المالحــظ بأنهــا غيــر موجودة
وهو ما يعبر عنه بالرفض الصحيح.
زمن الرجع
تـعريــف زمــن الرجــع :الوق ــت الفاص ــل بي ــن بدء ظهور المنب ــه وبدء
ويطلق عليه في بعض األحيان” كمون االستجابة ”. االستجابةُ .
ويتوقـف طول أـو قصـر هذا الوقـت علـى عدد كـبير مـن العوامـل ،منهـا:
شدة المنبــه واأللفــة بــه ،ودرجــة حســاسية العضــو الحســى الذى يقوم
باالس ــتجابة ،وص ــحته وس ــالمته ،وعم ــر الشخ ــص ،وجنس ــه ،وحالت ــه
النفس ــية والعقلي ــة ،وص ــحته العام ــة ،وخ ــبرته وتدريب ــه ،وتعب ــه ،وقل ــة
المنبهات أو كثرتها فى الموقف الطبيعى أو التجريبي الواحد.
أنواع زمن الرجعُ :يصنف في ضوء عدد من المحاور ،منها:
1ـ وفقًـا للحواس المسـتقبلة للتنـبيه :زمـن الرجـع البصـري ،واللمسـي ،والشمـي،
والتذوقي.
2ـ وفقًـا ألنواع وطبيعـة المهمـة التـي سـيؤديها الفرد بسـرعة فائقـة :زمـن الرجـع
الحسي ،والحركي ،والعضلي ،واللفظي ،والعقلي.
3ــ ـ وفقً ــا لبس ــاطة أ ــو تعقي ــد الموق ــف التـجري ــبي ،وبمعن ــى آخ ــر عدد
العلميات العقليــة المتطلبــة إلصــدار االســتجابة .وهنــا يمكــن التمييــز
بين عدد من المهام ،وما تتضمنه من أزمنة رجع:
مثال تجارب زمن الرجع البسيط:
وجود منبه واحد فقط.
االستعداد للمنبه
وقـ ــت التهيـ ــؤ (الفاصـ ــل بيـ ــن بدء صـ ــدور إشارة االسـ ــتعداد ،وبدأ
ظهور المنبـه).
ظهور المنبه.
استجابة المفحوص (اكتشاف المنبه ،ثم االستجابة الحركية).
زمن الرجع في هذه الحالة هو محصلة لكل من:
زم ــن الرج ــع البس ــيط = زم ــن اكتشاف المنب ــه +زم ــن االس ــتجابة
الحركية.
مثال :تجارب زمن الرجع االختياري:
وجود أكثر من منبه.
االستعداد لظهور المنبه.
وق ــت التهي ــؤ (الفاصـــل بيـــن بدء صـــدور إشارة االســـتعداد ،وبدأ ظهور
المنبه).
ظهور المنبه.
اسـتجابة المفحوص ( اكتشاف المنبـه ،والتمييـز بيـن االسـتجابات ،وزمـن
الحركة).
وزمن الرجع االختياري في هذه الحالة هو محصلة لكل من:
زمـن الرجع االختياري = زمن اكتشاف المنبه +زمـن التعرف أو اإلدراك +
زمن االستجابة الحركية.
ويعنـي هذا أـن زمـن التعرف ( كعمليـة عقليـة ) = زمـن االكتشاف فـى زمـن
الرجع االختيارى – زمن االكتشاف فى زمن الرجع البسيط .
طبيعة أزمنة الرجع:
ُ يقصــد بــه مجموعــة االســتجابات التــي يصــدرها الكائــن الحــي عنــد
اسـتثارته أـو تنـبيهه أـو مواجهتـه لموقـف ما .ويتضمـن زمـن الرجـع
سـلسلة مـن العمليات بعضهـا حسـي ،واآلخـر عصـبي ،واآلخـر نفسـي
حركي .وس ـ ـواء أكان زمـ ــن الرجـ ــع بسـ ــيطاً أـ ــم مركباً ( اختيارياً أـ ــم
تميزياً ) فإنــه يتضمــن مجموعــة مــن العمليات تبدأ بعمليــة التنــبيه
الت ــى تؤث ــر عل ــى حاس ــة م ــن الحواس المس ــتقبلة ،مم ــا يؤدي إل ــى
اسـ ــتثارة مجموعـ ــة مـ ــن الخاليـ ــا الحسـ ــية ،تقوم بدورهـ ــا باسـ ــتثارة
النهايات العصــــبية لألعصــــاب الحســــية ،وهذه بدورهــــا تنقــــل هذه
المعلومات الحس ــية إل ــى جذع الم ــخ ،حي ــث التكوي ــن الشبك ــى الذى
يقوم بتحليلهــا وتنقيتهــا ،ويســمح لنوع محدد مــن الدفعات العصــبية
بتوصــيل هذه المعلومات العصــبية ذات الطبيعــة الكهرومغناطيســية
إلى مراكز عصبية محددة فى المخ تناظر الحواس.
وتقوم هذه المراكـــز العصـــبية المخيـــة بمعالجـــة هذه المعلومات
إو عطائهـا معنـى ،والحكـم عليهـا ،ثـم إعطاء األوامـر التـي تحملهـا
الدفعات العصـبية داخـل األعصـاب الحركيـة فيقوم الشخـص عـن
طريـق أط ارفـه أـو غيرهـا مـن أعضاء الجسـم بالرد المناسـب علـى
التنبيه وهذا الرد ما هو إال السلوك.
ويتـم كـل هذا فـي زمـن يتراوح بيـن ( ) 250- 180مللـى ثانيـة
إذا ل ــم يتدرب عل ــى هذا الموق ــف عدد ك ــبير م ــن المرات ،وق ــد
يتناقـص زمـن الرجـع السـمعى او اللمسـى البسـيط حتـى يصـل إلـى
( )100مللـى ثانيـة بحيـث يشيـرـ ذلـك إلـى حدود الطاقـة البشريـة
فــى زمــن الرجــع البســيط .أمــا زمــن الرجــع المركــب الذي تشترك
فيــه أكثــر مــن حاســة أــو أكثــر مــن عمليــة ،فيكون أطول كثي ارً
( أى أبطأ من البسيط ).
العوامل المؤثرة في زمن الرجع:
أوالًـ خصائص وأنواع المنبهات:
1ـ ـ وق ــت االس ــتعداد :تم ــر قب ــل ظهور المنب ــه وق ــت االس ــتعدادـ،
وهـو الذي ُيطلـب فيـه مـن المفحوص أـن ينتبـه بشدة ،ويسـتعد
ويوصــى بأــن يتراوح بيــن ( ) 8 : 1.6ثوانى. لظهور المنبهُ .
وـيزداد زمـن الرجـع فـي حالـة زيادة وـقـت االسـتعداد أـو نقصـانه
عن هذه القيمة.
2ـ ـ نوع المنبهات :يختل ــف زم ــن الرج ــع باختالف نوع ــه ،فزم ــن
الرج ـ ـ ــع الس ـ ـ ــمعي ،أس ـ ـ ــرع م ـ ـ ــن اللمس ـ ـ ــي ،وهذا أس ـ ـ ــرع م ـ ـ ــن
البص ــري .وتشي ــر نتائ ــج الد ارس ــات إل ــى أ ــن الفروـق ف ــي زم ــن
الرج ــع ترج ــع إل ــى الفروق الفردي ــة بي ــن األشخاص أكث ــر مم ــا
ترجع لنوعية المنبهات.
3ـ ـ شدة المنب ــه :كلم ــا زادت شدة المنب ــه ،كلم ــا كان تأثيره أك ــبر،
ومــــــــن ثــــــــم تزداد ســــــــرعة زمــــــــن الرجع .ولهذه الزيادة حدود
فســيولوجية معينــة تحكمهــا إمكانات العمليات المرتبطــة بالجهاز
العصـبى الفرعـى وتشمـل الوقـت الذى تسـتغرقه اسـتثارة األعصـاب
المسـتقلة وسـرعة توصـيل النبضـات العصـبية وانقباض العضالت
وغيره ــا ،والت ــى يقدر له ــا زم ــن يتراوح بي ــن ( ) 80 -60ملل ــى
ثانيـ ــة باإلضافـ ــة إلـ ــى الوقـ ــت الذى يسـ ــتغرقه الجهاز العصـ ــبى
المركزى فــــى معالجــــة المدخالت الحســــية والذى يقدر بحوالــــى
( )60-50مللـى ثانية .ومعنى ذلك أن الحد األدنى لزمنـ الرجع
ال يمكن أن يقل عن حوالي ( ) 150- 100مللى ثانية.
-4إذا كان مـن طبيعـة التنـبيه اسـتثارة التوتـر العضلـي للمفحوص
زادت سـرعة زمـن الرجـع ،أمـا إذا كان مـن طـبيعته اسـتثارة األلـم
لدى المفحوص قلت سرعة زمن الرجع وازداد بطئاً.
5ــ عدد المنبهات :كلمــا زاد عدد المنبهات ،وعدد بدائــل االســتجابة
كلمـا زاد زمـن الرجع .إـذ يتناقـص زمـن الرجـع وفقاً للوغاريتـم عدد
البدائل المستخدمةُ ،عرفت هذه العالقة بقانون هيك.
6ـــ وق ــت عرض المنب ــه :كلم ــا كان دوام عرض المنب ــه عبارة ع ــن
زم ــن يدور حول ( )50ملل ــى ثاني ــة ازدادت س ــرعة زم ــن الرج ــع
والعكــس صــحيح إذا قــل دوام عرضــه عــن ( )30مللــى ثانيــة أــو
زاد دوام عرضه عن ( )55مللى ثانية .
7ـ بالنسـبة للمنبهات البصـرية والسـمعية ،تـبين أنـه كلمـا كانـت شدة
التنــبيه علــى كلتــا العينيــن أــو األذنيــن واحدة وفــى نفــس اللحظــة
كان زمـن الرجـع أسـرع ،والعكـس صـحيح عندمـا يتـم تنـبيه عيـن
أــو أذن واحدة أــو عندمــا تختلــف شدة التنــبيه مــن عيــن أــو أذن
إلى أخرى.
8ـ درجـة التشابـه بيـن المنبهات :إذا كانـت المنبهات شديدة التشابـه
احتاج الفرد لزمـن أطول حتـى يسـتطيع االختيار والتمييـز والتعرف
الصــحيح علــى المنبــه الذي ســيستجيب لــه ومــن ثــم يزداد زمــن
الرجع طوالً وبطئاً والعكس صحيح.
9ــ عدد المحاوالت :كلمـا ازدادت سـالسل المنبهات ،ولكمـا كثـر عدد
المحاوالت المطلوب االســـــــتجابة لهـــــــا ،ازداد عدد االســـــــتجابات
الشاذة أو الخاطئة.
ثانياًـ خصائص االستجابة:
ُ يقصد بها مختلف الطرق التي يستجيب بها الشخص.
.1تـبين أـن النمـط الحسـي مـن االسـتجابات أكثـر بطئاً مـن النمـط العضلـي أـو
الحركي.
.2تــبين أــن العضــو المســيطر (اليــد المســيطرة :اليمنــى أــو اليســرى ،القدم
المســيطرة :اليســرى أــو اليمنــى) أســرع فــي االســتجابة مــن العضــو غيــر
المسيطر.
ثالثاًـ العوامل الخاصة بالمفحوص نفسه:
1ـ الذكور أسـرع وأكثـر اتسـاقاً فـي زمـن الرجـع مـن اإلناث وبخاصـة فـي
م ارحـل العمـر التـي تتراوح بيـن ( ) 10 -4سـنوـات ،وبيـن ()60-40
سنة.
2ـ ـ يتســم زمــن الرجــع بالبطــء فــي بدايــة العمــر لدى الجنســين ،ثــم يزداد
سـرعة ،ثـم يزداد تراجعاً وبطئاً وفـقاً لألعمار ( ، 30 -16 ، 15 -3
55 ، 50 -30فـأكثر ).
ذكاءـا فـي زمـن الرجـع ،والمتعلميـن أسـرع مـن 3ـ األذكياء أسـرع مـن األقـل ً
األميين ،والريفيين أسرع من الحضريين.
تركيزا .ومرتفع ــي
ً تركيز لالنتباه أس ــرع م ــن األق ــل
ًا -4األشخاص األكث ــر
الدافعية أسرع من المنخفضين.
5ـ ـ الخــبرة الســابقة واأللفــة والتعلــم والتدريــب تجعــل زمــن الرجــع أســرع
وـالعكـس صـحيح .والمنشطات تجعـل المتعاطيـن أسـرع ،بينمـا المخدرات
تجعلهم أبطأ.
اإلدراك
تعريــف اإلدراك :ويشي ر اإلدراك إل ى س لسلة م ن العمليات المعرفي ة تبدأ
بتحدي د مختل ف المعلومات الحس ية الت ي يس تقبلها النس ق العص بي ،ث م
تنظيم هذه المعلومات ،وتنتهي بتفسيرها.
ويتضم ن اإلدراك عدد م ن الجوان ب ،منه ا :اإلدراك البص ري ،واإلدراك
الس معي ،واإلدراك اللمس ي ،واإلدراك الشم ي ،واإلدراك الذوق ي ،حي ث
يتنوع اإلدراك بتنوع الحواس الت ي تس تقبل الطاق ة الفيزيائي ة المنبعث ة م ن
األشياء التي يتعرض لها الكائن الحي في البيئة المحيطة به.
ويُع د اإلدراك النتيج ة المترتب ة عل ى قيام نس ق معالج ة المعلومات اإلنس اني
بعدد م ن اإلجراءات المعرفية .ويرتب ط مفهوم اإلدراك بعدد م ن الظواه ر
اإلدراكية ،يُطلق عليه التأثيرات العامة لالستثارة ،وسنعرض لها فيما يلي:
-1التقييد الحسي: Sensory restriction
يؤدي عدم تعرض األشخاص ألنواع االستثارة المختلفة إلى تدهور في قدرتهم على
إصدار السلوك الفعال .وقد تبين هذا مما يطلق عليه تجارب الحرمان الحسي
مثال :1تعرض ت عين ة م ن الطالب الجامعيي ن للحرمان الحس ي لمدد زمني ة
متباينة ،وذلك عن طريق بقائهم في غرف محصنة ضد انتقال الصوت ،وفي ظل
ارتدائهم لنظارات تمنع انتقال الضوء ،وربط أطرافهم لمنع أي استثارة لمسية.
مثال :2تعريض عدد من األشخاص للبقاء في غرف مغمورة تحت الماء ،في ظل
مناخ شديد البرودة ،مع تعمية أعينهم ،واستخدامهم ألجهزة تنفس اصطناعي.
كشف ت نتائ ج هذه البحوث ع ن تعرض األشخاص لمس توى شدي د م ن اإلجهاد
العقلي :حيث لم يكن بمقدور أي من هؤالء األشخاص ،بعد تعرضهم لمثل هذه
اإلجراءات التجريبي ة ،أ ن يفك ر تفكيراً منطقياً واضحاً ،كم ا كانوا مندهشي ن
باستمرار ،ووصلوا إلى مرحلة لم يستطيعوا فيها تبين إن كانوا مستيقظين أم نائمين،
وظهر على بعض األشخاص أعراض الهالوس السمعية ،والبص رية .واستمرت مثل
هذه األعراض لمدة أكثر من يومين من تعرضهم إلجراءات الحرمان الحسي.
-2ثبات الصور الشبكية : Stabilized retinal image
يُجري الشخص سلسلة مستمرة من حركات الرأس والعينين عند تعرضه لمشهد
بصري محدد ،بهدف تغيير موضع تركيز اإلبصار .وحتى إن أمكن تثبيت حركة،
وإجبار الشخ ص عل ى تركي ز بص ره عل ى هدف ص غير ،إال أ ن العي ن تتعرض
لس لسلة م ن االهتزازات الحركي ة الت ي ال يعيه ا الشخ ص ،وال يس تطيع أيضاً
السيطرة عليها ،وتتم على نحو الإرادي.
وتتمثل أهمية اهتزازات العين ،وتحركها في أنها تسمح بالحصول على أكثر من
ص ورة للشي ء المرأ ي ،مم ا يس هم ف ي إدراك كاف ة أبعاد هذا الشي ء ،ومختل ف
تفاصيله بدقة عالية.
وقد كشفت نتائج بعض البحوث أن استخدام أجهزة مانعة لحركة العين سرعان
ما يؤدي إلى عدم إدراك الشخص ألجزاء من التنبيهات البصرية التي يتعرض لها.
وربما يرجع السبب في هذا إلى نوع من الكف العصبي ،أو التعب العصبي.
-3 التكيف الحسي :Sensory adaptation
يشي ر هذا المفهوم إل ى قدرة أ ي جهاز حس ي عل ى التكي ف م ع
مس تويات التن بيهات الت ي يتعرض له ا :حي ث ينخف ض مس توى
الحس اسية م ع طول بقاء التن بيه .وعل ى العك س م ن ذل ك ،يزداد
مستوى الحساسية لمختلف التنبيهات مع غياب االستثارة .ويظهر
هذا التأثير بوضوح في حالة الجهاز البصري :فعندما يبدأ الشخص
على سبيل المثال في الدخول إلى حيز مكاني شديد السطوع ،ربما
ال يس تطيع ف ي البداي ة أ ن يرى بوضوح ،لك ن مس توى الرؤي ة يزداد
وضوحاً بعد مدة من تكيفه مع هذا المستوى من السطوع.
-4التكيف اإلدراكي :Perceptual adaptation
يختل ف نم ط التكي ف اإلدراك ي ع ن نم ط التكي ف الحس ي م ن حي ث أ ن
التكي ف الحس ي فس يولوجي المنش أ ،ويأخ ذ مكان ه بشك ل أس اسي داخ ل
عض و الح س ،بينم ا يظه ر التكي ف اإلدراك ي ف ي مس توى مركزي م ن
المعالجة ،ويتضمن في بعض من جوانبه عمليات التعلم .مثل التكيف لنوع
معين من األلم ،كما هو الحال في بعض الطقوس الدينية التي تنصب على
تعريض الجسد لتنبيهات شديدة ،ال يمكن احتمالها في الظروف العادية.
-5الثبات اإلدراكي:
يشي ر هذا المفهوم إل ى عدم تغي ر إدراكن ا لألشياء م ع تغي ر المس افة الت ي
تفصل بيننا وبينها .فمن المعروف ،أنه كلما بعدت مسافة الشيء كلما صغر
حجمه على الشبكية ،ومع هذا يستمر إدراكنا له ثابتا دون تغير.
اإلدراك البصري
يتضمن اإلدراك البصري العديد من الجوانب ،مثل إدراك الشكل ،وإدراك
اللون ،وإدراك العمق.
ويتضم ن النس ق البص ري عددا م ن القنوات الت ي تنق ل المعلومات الخاص ة
بكل بُعد من أبعاد التنبيه ،مثل الحجم ،واللون ،والنُقلة ،والعمق .وتتوقف
فاعلية اإلدراك البصري على إحداث التكامل بين هذه المصادر المتعددة
للمعلومات إلنتاج تمثيل معرفي واحد لكل شئ يتعرض له الشخص
ويقوم اإلدراك البصري على ثالث عمليات أساسية ،هي:
-1اكتشاف الحدود الفاصلة بين مختلف األشياء الموجودة في حيز مكاني
محدد.
-2تمييز األشياء عن بعضها البعض.
-3تحديد ماهية الشيء.
إدراك العمق
تتمثل إحدى المشكالت التي تواجه عملية اإلدراك البصري
في تحديد مواقع األشياء في الحيز البيئي الذي توجد فيه.
ولب هذه المشكلة أن التنبيهات البص رية تظهر على جدار
شبكية العين في شكل ثنائي البعد ،ومن ثم فإنها ال تتماثل
مع أبعاد األشياء كما توجد في البيئة الواقعية.
وتبرز أهمية إدراك العمق من كون التصرف بكفاءة ،وإصدار
ردود أفعال تتس م بالدق ة والس رعة ،يقتض ي ضرورة معرف ة
الشخ ص لموق ع الشي ء ف ي حي ز ثالث ي األبعاد ،وبناء
تمثيالت عقلية لألشياء تتطابق مع مثيلتها في البيئة الواقعية.
ويُستخدم مصطلح " إدراك العمق" لإلشارة إلى كل من:
-1إدراك المس افة الفاص لة بي ن موق ع المشاه د وبي ن موق ع
الشي ء الذي يشاهده ،وه و م ا يشار إلي ه بمص طلح "
المسافة المطلقة ".
-2إدراك المس افة الفاص لة بي ن ش ئ وش ئ آخ ر ،أ و بي ن
مختل ف األجزاء الت ي تكون شيئاً واحداً ،وه و م ا يشار إلي ه
بمصطلح " المسافة النسبية ".
ويمكن للنسق البصري إصدار هذين النوعين من األحكام المتصلة بإدراك
العم ق باس تخدام هاديات العمق .وتُص نف هاديات العم ق ف ي ضوء مص در
الرؤي ة إل ى الهاديات أحادي ة العيني ن ،والهاديات مزدوج ة العي ن ،وفيم ا يل ي
عرض لهذين النوعين من هاديات العمق:
أوالً :هاديات العمق مزدوجة العين:
تتمثل الفكرة األساسية وراء هذه الهاديات في وجود مسافة تفصل بين موضع كل عين من
العينين في الوجه ،مما يسمح بوصول نوعين من المعلومات عن األشياء المرئية إلى المخ
البشري ،يستخدمان في إدراك العمق ،هما:
-1هادي التفاوت بين العينين :يشير التفاوت بين العينين إلى الفارق النسبي في موضع
إحدى قس مات الص ورة عل ى شبكيت ا كلت ا العينين .فعل ى الرغ م م ن أ ن ص ور األشياء عل ى
الشبكية تُمثل في شكل ثنائي األبعاد ،إال أن نسق اإلبصار الطبيعي يستخدم عينين في رؤية
هذه األشياء ،وم ن ث م يتضم ن هذا النس ق وجود ص ورتين شبكيتي ن غي ر متماثلتي ن ،وذل ك
لوجود مس افة تفص ل بي ن موضع ي العيني ن ف ي الرأس .ويؤدي الجم ع بي ن هاتي ن الص ورتين
الشبكيتي ن إل ى إدراك ص ورة مجس مة لألشياء المرئية .ويمك ن إنتاج هذا التأثي ر تجري بياً
باس تخدام جهاز العرض المجهري المجس م ،وكذل ك م ن خالل العرض المتوال ي الس ريع
لصور عديدة لشيء واحد ،تختلف عن بعضها من حيث زاوية الرؤية الجانبية.
وال يعي الشخص وجود فروق في الرؤية التي تقدمها كل عين من العينين ،وذلك ألن المخ
البشري يدم ج المعلومات الواردة م ن ك ل عي ن م ن العيني ن بطريق ة تخف ي هذه الفروق،
وبشك ل يؤدي إل ى إنتاج ص ورة واحدة ،ثالثي ة األبعاد للشي ء المرئ ي ،وه و م ا يطل ق علي ه
مصطلح التجسيم.
-1هادي التقارب بي ن العيني ن :ويقوم هادي التقارب بي ن العيني ن عل ى أس اس
ضرورة وضع األشياء المرئية في مركز الشبكية لكل عين من العينيين ،للحفاظ
على الصورة الشبكية حادة الرؤية ،ويتحقق هذا عن طريق التحكم في كل من
قيم ة اس تدارة عضالت محجر العين ،واتجاه هذه االس تدارة (التجويف العظم ي
الذي تستقر فيه العين ،حيث تستدير عضالت كل عين من العينين إلى الداخل
في حالة قرب مسافة الشيء المرئي من موقع المشاهد ،ويستنتج المخ من هذه
الحركات مسافة الشيء بالنسبة للمشاهد .وعندما تركز العين على موقع شئ ما
يزداد تواءم عضالت العينين على شكل معين من االستدارة ،يتناسب مع مسافة
عرض التنبيه
ثانيًا :هاديات العمق أحادية العين:
تتيح هاديات العمق أحادية العين الحكم على عمق األشياء ثنائية األبعاد،
باس تخدام عي ن واحدة ف ي المشاهدة .ويُطل ق عل ى هذه الهاديات مص طلح
هاديات العم ق التص ويرية أل ن الفناني ن ف ي عص ر النهض ة ه م أول م ن
اكتشفوها ،ووظفوها في رسومهم ،إلعطاء انطباعات عن مدى عمق األشياء
المصورة.
ويطل ق عل ى هذه الهاديات التص ويرية ف ي بع ض األحيان مص طلح هاديات
العمق الساكنة ،وذلك ألن المعلومات الناتجة عن هذه الهاديات تتاح فقط
لمشاهد ساكن يشاهد مناظر ساكنة .وفيما يلي عرض لهذه الهاديات:
-1هادي الحجـب :ويقدم هادي الحج ب معلومات ع ن ترتي ب األشياء ف ي
العم ق ،لكن ه ال يعط ي دليال عل ى المس افة المطلق ة ،أ و المس افة النس بية.
ويُنظر إلى هاد الحجب على أنه أحد من الهاديات التصويرية التي تشير إلى
وصف سطح ما يقع على سطح آخر
-2هادي الحجــم النســبي :يمي ل األشخاص عن د تعرضه م لمص فوفات م ن األشياء
المتماثلة إلى إدراك األشياء األصغر حجماً على أنها األبعد مسافة ،حيث يتغير حجم
ص ورة الشي ء عل ى الشبكي ة م ع تغي ر المس افة الفاص لة بي ن هذا الشي ء وبي ن موق ع
فعال إلدراك العم ق ف ي حال ة غياب المشاهد .ويُع د الحج م النس بي بمثاب ة هاد َّ
المعلومات الناتج ة ع ن هاديات العم ق األخرى ،وتتوق ف فاعليت ه عل ى مدى دراي ة
الشخص بالحجم المألوف لهذا الشيء.
-3هادي الموقـع فـي سـطح الصـورة :يمي ل األشخاص إل ى إدراك األشياء الت ي تق ع
أعلى المحور األفقي على أنها األبعد مسافة.
-4هادي بنيـة سـطح النسـيج :تتسم معظم األسطح بوجود نسيج له بنية خاصة ،وألن
هذه األس طح ال تتعام د عل ى خ ط األبص ار لدى الشخ ص ف ي كثي ر م ن األحيان ،فإ ن
كثافة سطح النسيج تتباين مع تباين المسافات ،ويقدم هذا التباين معلومات عن عمق
األشياء ،حيث تتجه مكونات السطح إلى أن تصبح أصغر كلما بعدت مسافتها.
-5هادي منظور الرؤيـة :يشي ر مص طلح المنظور إل ى التغيرات ف ي طريق ة
ظهور األسطح ،أو األشياء مع تراجعها عبر المسافات بعيداً عن المشاهد.
وينقس م هذا الهادي إل ى ك ل م ن :أ -المنظور الخط ي :تص بح الخطوط
المتوازي ة (مث ل قضبان القطارات) أقرب إل ى بعضه ا البع ض كلم ا زاد
امتداده ا ع بر المس افة .ب -المنظور الهوائ ي :تبدو األشياء البعيدة جداً
مختلف ة إل ى ح د م ا م ن حي ث لونه ا ،ودرج ة نص وعها ،ودرج ة وضوحه ا
بالمقارن ة باألشياء القريبة .وذل ك نتيج ة لتأثي ر الشوائ ب الجوي ة الت ي تعوق
انتقال األشع ة الضوئي ة الص ادرة ع ن هذه األشياء م ع زيادة مس افة بعده ا،
ولهذا يدركها الشخص على أنها أبعد مسافة.
-5هادي التظليـل :يُس تخدم التباي ن ف ي مس تويات الضوء والظالل إلعطاء
انطباع بكون الشيء المرئي ثالثي األبعاد.
-7هادي النُقلــة ( الحركــة) :يُالح ظ أ ن هاديات العم ق الس ابقة ترك ز عل ى
شخ ص س اكن ،يشاه د منظرا ال يتغير .ورغ م أهمي ة هذه الهاديات ف ي
إدراك العم ق ،إال أ ن مشاه د الحياة الواقعي ة تحف ل بالعدي د م ن األشياء
المتنقلة .وال تظه ر النُقل ة ف ي المص فوفة البص رية بس بب تنق ل األشياء
الموجودة في البيئ ة الخارجية فقط ،بل تظه ر أيض ا نتيجة لنُقلة الشخص،
منتجة ما يعرف بالتدفق البصري.
وعندم ا تتنق ل األشياء ف ي البيئ ة المحيط ة بن ا ،فإ ن ص ور هذه األشياء ه ي
األخرى تتنقل على الشبكية .وحتى لو كان العالم من حولنا ساكنا فإن تنقل
كل من الرأس والعينين يُنتج نُقالً مستمرة لصور األشياء على الشبكية .ومن
ثم تظهر النُقلة نتيجة للتغيرات في مواقع األشياء عبر الوقت .لهذا يقتضي
إدراك النقلة تعريف الشيء المرئي ،ثم تحديد الموقع الذي يوجد فيه ،ثم
تحديد التغيرات التي تطرأ على موقع الشيء من لحظة إلى أخرى.
الذاكرة
تعريفهـ ــا ” :هـــي تلـــك المنظومـــة التـــي تحدث مـــن خاللهـــا
عمليات ترميز وتخزين واسترجاع المعلومات.
وتشترك تعريفات الذاكرة ،رغ ــم تعدده ــا ،ف ــي التأكي ــد عل ــى الجوان ــب
التالية:
.1توصف الذاكرة بأنها نشاط عقلي معرفي.
.2تضم الذاكرة عدد من المستويات (مباشرة ،قصيرة ،طويلة).
.3تتضمـ ــن الذاكرة عدد مـ ــن عمليات المعالجـ ــة (الترميـ ــز ،التخزيـ ــن،
االسترجاع).
.4تتحدد دقــة التذكــر فــي ضوء مدى التطابــق بيــن كــل مــن المعلومات
المسترجعة والصورة األصلية لهذه المعلومات عند تخزينها.
عمليات الذاكرة:
ينهـض نموذج معالجـة المعلومات بثالث عمليات أسـاسية فيمـا يتصـل
بالتذكر ،هي:
أـ عملية الترميز:
يشيــر الترميــز إلــى " عمليــة تحويــل المدخالت الحســية إلــى رموز أــو
صـور يسـهل االحتفاظ بهـا فـي الذاكرة ".ويتـم ترميـز المدخالت الحسـية
علـى شكـل نبضات عصـبية كهرومغناطيسـية لكـي تنتقـل عـبر األلياف
العص ــبية إل ــى مختل ــف مناط ــق القشرة المخي ــة ،وتســتقبل مــن جهاز
الذاكرة في ــه ،وتمث ــل هذه الرموز المص ــادر الحس ــية للمنبهات تمثيالً
دقيقًا .وتوجد أكثر من صورة للترميز.
الترميـ ــز البصـ ــري :ويتضمـ ــن تمثيـ ــل الخصـ ــائص البصـ ــرية .1
للمنبهات فــي شك ــل ص ــورـ ،مثــل الشك ــل ،واللون ،والحج ــم،
والموقع.
الترميـ ــز السـ ــمعي :ويتضمـ ــن تمثيـ ــل الخصـ ــائص الصـ ــوتية .2
للمنبهات ف ــي شك ــل أص ــداء ص ــوتية ،مث ــل التردد ،والشدة،
والنغمة.
الترميـ ــز اللمسـ ــي :ويتضمـ ــن تمثيـ ــل الخصـ ــائص اللمسـ ــية .3
المميزة للمنبهات ،مثل الخشونة ،والنعومة.
الترميــز الداللــي :ويتضمــن تمثيــل الكلمات فــي ضوء مــا تدل .4
عليه من معان.
الترميـز الحركـي :ويتضمـن تمثيـل األفعال الحركيـة مـن حيـث .5
طبيعتها ،وتسلسلها ،وكيفيـة تنفيذهــا.
ب ـ عملية التخــزين:
يشيــر التخزيــن إلــى " عمليــة االحتفاظ بالمعلومات التــي تــم ترميزهــا
فــي الذاكرة ،بصــورة منظمــة تيســر عمليــة اســترجاعها عنــد الحاجــة
إليها".
وتتأثــر عمليــة التخزيــن بمدى تهيــؤ الشخــص واســتعداده ،وبالمجهود
الذي يبذلـه فـي حفـظ المادة التـي يتعرض لهـا ،وبكون المادة واضحـة،
وسهلة ،ومفهومة ،وبمعنى أدق ذات معنى.
ج ـ االسترجاع:
تشي ـ ــر عملي ـ ــة االس ـ ــترجاع إل ـ ــى " قدرة الشخ ـ ــص عل ـ ــى اس ـ ــتعادة
المعلومات الت ــي س ــبق ل ــه أ ــن قام بترميزه ــا ،وتخزينه ــا ،عل ــى نح ــو
يتطابق مع الشكل األصلي لهذه المعلومات".
طرق قياس التذكر:
-1االسـتدعاء :ويُطل ب في ه م ن الشخ ص اس تعادة أك بر قدر م ن المعلومات
التي سبق له تعلمها.
ويت م تقدي ر الدرج ة عل ى أس اس إعطاء درج ة واحدة ع ن ك ل بن د ص حيح
يتذكره الشخص .ونسبة االستدعاء تساوي عدد البنود التي أمكن للشخص
تذكرها على عدد البنود التي تم تعلمها في مائة.
-2التعرف :يشي ر إل ى قدرة الشخ ص عل ى تميي ز المنبهات الت ي س بق ل ه
تعلمها حينما تعرض عليه ضمن مجموعة من المنبهات.
-3إعادة التعلـم والتوفيـر :وتعتمد هذه الطريقة على تدريب الشخص لعمل ما حتى
يصل لمرحل ة اإلتقان المطلوب ،وبعد فترة زمني ة يُطل ب من ه أن يعي د تعلم هذا العمل
حت ى يص ل لمرحل ة اإلتقان الس ابق .ويُنظ ر إل ى النق ص ف ي وق ت التعل م أ و عدد
المحاوالت في المرة الثانية على أنه دليل على مقدار ما تم االحتفاظ به من معلومات.
أنظمة الذاكرة:
يتم التمييز بين أنظمة الذاكرة في ضوء المحكات التالية:
السـعة :وتتمثـل فـي كميـة المعلومات التـي يسـتطيع النظام االحتفاظ
بها في لحظة من اللحظات.
شكــل التمثيالت :ويشيــر إلــى طبيعــة التحويالت التــي تجري علــى
المعلومات لتيسير عملية االحتفاظ بها.
التنشيـ ــط :ويشي ـ ــر إل ـ ــى مدة االحتفاظ بالمعلومات قي ـ ــد مسـ ــتوى
المعالجة.
وتشيـ ــر إلـ ــى األسـ ــباب المسـ ــئولة عـ ــن فقدان أس ــباب النس ــيان:
المعلومات.
أوالًـ الذاكرة الحسية:
تُعرف الذاكرة الحســية " باســم المخزن الحســي أــو المســجل الحســي وتختــص
بنق ــل المعلومات ف ــي ص ــيغـة خام غي ــر معالج ــة نســبيا لفتـ ــرة قص ــيرة ٍ
جدا م ــن ً
الزمــن بعــد اختفاء الصــورة التــي يكـــون عليهــا المثيـــر" .وتســتقبل هذه الذاكرة
كميـة كـبيرة وغيـر محدودة مـن المدخالت الحسـية ،وتمتاز بالسـرعة الكـبيرة فـي
نقـل هذه المدخالت ،إال أـن وقـت احتفاظهـا بهذه المدخالت ال يزيـد عـن نصـف
ثانية.
أسباب عدم االحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة الحسية:
عدم القدرة على االنتباه لجميع المدخالت الحسية. .1
تجاهل الشخص للعديد من المدخالت الحسية العتقاده في عدم أهميتها. .2
غموض بعــض المدخالت الحســية ،ممــا يعجــل بتالشيهــا دون اســتخالص أــي معنــى .3
منها.
تعد هذه الذاكرة بمثابة محطة لنقل المدخالت الحسية إلى مراحل أخرى من المعالجة. .4
وتوجــد عدة أنواع للذاكرة الحســية ،مثــل الذاكرة الحســية البصــرية ،والســمعية،
واللمسية ،والتذوقية ،والحركية.
الذاكرة قصيرة المدى:
تُعـد هذه الذاكرة بمثابـة المحطـة الثانيـة لالحتفاظ بالمدخالت الحسـية التـي
تــم اســتقبالها مــن الذاكرة الحســية .وتســتقبل المعلومات التــي يتــم االنتباه
مســـــتودعا مؤقتًـــــا للتخزيـــــن ،يتـــــم فيـــــه االحتفاظ
ً إليهـــــا فقط .وتشكـــــل
جدا ال يتجاوز نصـ ــف دقيقة .ويتـ ــم فـ ــي هذه بالمعلومات لوقـ ــت قصـ ــير ً
الذاكرة معالجـة المدخالت الحسـية بشكـل يتيـح اسـتخالص بعـض المعاني.
وال تزيد الطاقة االستيعابية لهذه الذاكرة عن ما يقرب من سبعة وحدات.
الذاكرة طويلة المدى:
تشكـــــل هذه الذاكرة المســـــتودع الثالـــــث فـــــي نظام معالجـــــة المعلومات،
وتســتقر فيهــا المعلومات بصــورتها النهائيــة بعــد معالجتهــا وترميزهــا فــي
الذاكرة قصــيرة المدى ،وتمتاز هذه الذاكرة بســعتها الهائلــة علــى التخزيــن
بعــد تكرارهــا للمعلومات مرات عديدة ،وال تكون آثار هذه الذاكرة فعالــة إال
إذا تدعمــت وفقًــا لقوانيــن التعلــم ،وتبقــى الخــبرات المخزنــة فترة أطول قــد
تمتد إلى سنوات أو إلى آخر العمر وهي أكثر ميالً لمقاومة االنطفاء.
أنواع الذاكرة طويلة المدى:
ذاكرة المعانــي :وتخزن فيهــا شبكات مــن المعانــي التــي ترتبــط باألفكار،
والحقائــــق ،والمفاهيــــم ،والعالقات .وقــــد تكون هذه المعانــــي فــــي شكــــل
فروض ،أو صور ذهنية ،أو مخططات مجردة.
ذاكرة األحداث :وتُخزن فيهـــــا جميـــــع المعلومات المرتبطـــــة بمختلـــــف
الخ ــبرات الشخص ــية الت ــي م ــر به ــا الشخ ــص خالل حياته .وتُس ــمى هذه
زمنيـا مـن األقدم
ترتيبـا ًالذاكرة بالذاكرة التسـلسلية ،ألـن األحداث تُرتـب فيهـا ً
إلى األحدث.
الذاكرة اإلجرائي ــة :وتخت ــص بتخزي ــن المعرف ــة المرتبط ــة بكيفي ــة تنفي ــذ
اإلجراءات والقيام بعمــل مــا ،كالســباحة أــو قيادة الســيارة أــو اســتخدام آلــة
معينة .
نموذج كريك ولوكهارت لمستوى معالجة المعلومات:
يرك ز هذا النموذج عل ى مس توى معاجل ة املعلومات .ويتضم ن
التمييز بني نوعني من املعاجلات ،مها:
-1معالجـة المعلومات مـن النوع األول :وهي عبارة عن تدوير املعلومات عند
مس توى معني لإلبقاء عليه ا يف الوع ي لفرتة معين ة ،ع ن طري ق تكرارها.
وميك ن أ ن تتعرض املعلومات للفق د يف هذا املس توى مبجرد أ ن يتحول
االنتباه عنها.
-2معالجـة المعلومات مـن النوع الثانـي :ويتضمن هذا النوع معالجة تفصيلية
للمعلومات ،تقوم عل ى التحلي ل الدالل ي للمعلومات ،مم ا يس اعد
على تثبيتها في الذاكرة طويلة المدى.
االستراتيجيات المساعدة على التذكر:
تشي ــر اس ــتراتيجيات التذك ــر إل ــى " األس ــاليب أ ــو الطرق الت ــي يمك ــن
اس ـ ــتخدامها ف ـ ــي تقوي ـ ــة وتعزي ـ ــز عملي ـ ــة االختزان أ ـ ــو االس ـ ــتدعاء
للمعلومات الموجودة في الذاكرة" .
ويتضمن هذا التعريف جانبين من جوانب عمليات الذاكرة هما :
.1حفظ وتخزين المعلومات .
.2تذكر واستدعاء المعلومات المخزنة .
وتسهم استراتيجيات التذكر في تحقيق هدفين ،هما:
.1زيادة وعـي الفرد بعمليات الذاكرة ،ويترتـب علـى هذا زيادة احتماالت
النجاح فـي تطـبيق اسـتراتجيات التذكـر ،وتنشيـط المعلومات المخزنـة
بالذاكرة بشكل آلي ،وجعل مستوى األداء أكثر فاعلية.
.2زيادة وعي الفرد بنواحي القوة والضعف في قدرات ذاكرته.
أوالًـ إستراتيجية التسميع الذاتي:
ويقصــد بهــا ” التســميع العلنــي أــو الصــريح للمعلومات المراد االحتفاظ ُ
بها " .ويسـاعد هذا التسـميع علـى تنظيـم المادة المتعلمـة ،ويجعلهـا أكثـر
وضوحا ،ويضفـي عليهـا معنـى ،األمـر الذي ييسـر مـن عمليـة اسـترجاعها ًـ
عنـد الحاجـة إليها .وهذه اإلسـتراتيجية سـهلة التعلـم وقابلـة للتطـبيق علـى
مدى واســع مــن األشخاص ،فعلــى ســبيل المثال يســهل اســتخدامها مــع
أيض ا ذوي صـعوبات التعلم. التالميـذ العادييـن وكذلـك المتأخريـن د ارسـيا ،و ًـ
ويوجد في نظام الذاكرة اثنتان من عمليات التسميع هما :
.1عملي ــة تس ــميع ف ــي الذاكرة قص ــيرة المدىُ :
ويلج ــأ إليه ــا عندم ــا يكون
الهدف هو االستخدام الفوري أو اآلني للمعلومات.
.2عملي ــة تس ــميع ف ــي الذاكرة طويل ــة المدىُ :
ويلج ــأ إليه ــا عندم ــا يكون
الهدف هـ ــو االحتفاظ بالمعلومات لمدة طويلـ ــة ،لذلـ ــك يعيـ ــد الشخـ ــص
تردي ــد المعلومات ،وربطه ــا ببعــض األشياء المألوفــة بالنس ــبة لــه كــي
تساعده على تذكرها بسهولة فيما بعد.
ثانيًاـ إستراتيجية التنظيم أو التحزيم:
تشيــــر هذه اإلســــتراتيجية إلــــى " عمليـ ــة تجميـ ــع أـ ــو تصـ ــنيف العناصـ ــر
المتشابهـة وفـق تنظيـم معيـن ،يتمثـل فـي تحديـد نمـط مـن العالقات بيـن
وحدات المعرفـة المراد االحتفاظ بها ".فعلـى سـبيل المثال يمكـن القول أـن "
األسـ ــد ،والضبـ ــع ،والفهـ ــد ،واألبـ ــل ،الخراف ،واألبقار" حيوانات ،لكـ ــن " األسـ ــد،
والضبـ ـ ــع ،والفهـ ـ ــد" حيوانات مفترسـ ـ ــة ،أمـ ـ ــا األبـ ـ ــل ،والخراف ،واألبقار" فإنهـ ـ ــا
حيوانات.......
وتتمثل طرق التنظيم في كل من:
.1اســتراتيجيات تنظيــم مهام التعلــم البســيطة :تُســتخدم لتحويــل المعلومات
ـاسا معي ًنــا
نظامــا أــو أسـ ً
فهمــا ،كأــن يســتخدم المتعلــم ً
إلــى صــيغة أخرى أســهل ً
لتنظيم العناصر أو المعلومات غير المرتبة.
.2اسـتراتيجيات تنظيـم مهام التعلـم المعقدة :وتتضمـن تكويـن خريطـة معرفيـة
للمعلومات توض ــح العالقات فيم ــا بينه ــا ،أ ــو عم ــل تنظي ــم هرم ــي ،أ ــي تحدي ــد
النقطـة األسـاسية والنقاط التـي تتفرع منهـا ،أـو رسـم يوضـح العالقـة السـببية بيـن
عدة متغيرات.
وتتوقف كفاءة عملية التنظيم على العوامل التالية:
قابلية المادة للتنظيم أو التصنيف أو الربط بين مكوناتها. .1
مدى ألفة الشخص بالمادة. .2
كيفية عرض المادة موضوع الحفظ والتذكر أو تنظيمها. .3
النشاط الذات ـ ـ ـ ــي الذي يبذل ـ ـ ـ ــه الفرد ف ـ ـ ـ ــي حفظه ـ ـ ـ ــا وتجهيـ ـ ـ ـ ـــزها .4
واسترجاعــها.
الخطوات اإلجرائية لتطبيق إستراتيجية التنظيم :
.1إدراك الشخص لوجود عالقات بين مكونات المادة التي يتعلمها.
.2محاولـة الشخـص التوصـل إلـى المبدأ الذي يمكـن فـي ضوئـه تصـنيف
هذه المادة.
.3تكرار الشخـص للعناصـر المتضمنـة فـي كـل فئـة ممـا يؤدي إلـى حفـظ
القائمة كلها .
ثالثًاـ إستراتيجية التصور أو التخيل:
ويقصـد بهـا " :إنتاج صـور عقليـة مبتكرة ترتبـط بالمادة المقروءـة،
مم ــا يؤدي إل ــى تحس ــن ف ــي عملي ــة تذكــرـ هذه المادة " .ويشي ــر
مفهوم التصــور الذهنــي إلــى حدوث تمثيــل عقلــي أــو صــورة ذهنيــة
للشي ــء الذي س ــبق للمرء أ ــن تعرض ل ــه ،وال يكون ل ــه وجود فعل ــي
لحظة تصوره.
وتظهـر أهميـة هذه اإلسـتراتيجية مـن أـن الكلمات العيانيـة ذات الكيان
الملموس يســهل تصــورها مثــل كلمتــي (حصــان أــو شجرة ) ،ويكون
تعلمه ــا أس ــهل م ــن تعل ــم الكلمات المجردة الت ــي لي ــس له ــا ترميزات
نظر ألـ ــن
حسـ ــية ملموسـ ــة ،مثـ ــل كلمتـ ــي (حقيقـ ــة ،حريـ ــة) ،وهذا ًا
الكلمات المحسـوسة يتـم تذكرهـا مـن وجهتيـن ككلمات أوال ،ثـم كصـور
لفظيا فقط.
ثانيا ،بينما تمثل الكلمات المجردة ً ذهنية ً