Download as pptx, pdf, or txt
Download as pptx, pdf, or txt
You are on page 1of 23

‫تنمية القيادات اإلدارية في المنشآت الصحية‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‬
‫• تعتبر القيادة شکاًل من أشکال العمليات االجتماعية التي وجدت منذ قديم الزمن و تعد شيًئ ا مهمًا في الحياة لجميع البشر‪،‬‬
‫حيث کان لألمم السابقة من بدايتها قادة يوجهون األفراد ويخططون للعمل ويتقدمون الجماعة‪ ،‬فهى ظاهرة من أعقد‬
‫الظواهر اإلنسانية وأکثرها غموضًا ‪.‬‬
‫• ومن هذا المنطلق ‪  ،‬حظت القيادة باهتمام العديد من العلماء والفالسفة والکتاب الذي بدؤوا بدراستها ودراسة کل ما يرتبط‬
‫بها ‪ ،‬حتى أصبحت اآلن لب العملية اإلدارية وقلبها النابض واألساس الذي يتم بواسطته الحکم على نجاح المنظمة من‬
‫عدمه ‪ ،‬وأصبحت في جوهرها تعني التأثير الذي يمارسه القائد في مرؤوسيه من أجل تحقيق هدف ما المصري وعامر‬
‫( ‪.)2015‬‬
‫وفي ضوء اهتمام العلماء بموضوع القيادة وتشعب تفرعاتها‪ ،‬تفاوتت تعاريف القيادة‪ ،‬فبعض الباحثين يرونها بعض •‬
‫الصفات الشخصية وأخرين يرونها سلطة ورسمية بينما يراها أخرون سلوک وتفاعل وتأثير على اآلخرين بنا ًء على هذا‬
‫أکد األغا وعساف (‪ ) 2014‬إلى ضرورة وجود بناء متسق وفق نظام معين يعتمد عليه في تفسير هذه القيادة‪ ،‬ومن هنا‬
‫ظهر ما يسمى بنظريات القيادة التي غدت دلياًل وموجهًا للقائد ‪ ،‬ومفسرً ا ومسان ًدا لعمله ولتحقيق أهدافه ورغباته ‪،‬‬
‫‪ .‬ومساع ًدا للتوصل إلى تنبؤات وتوقعات أکثر دقة عن عمل المنظمة‬

‫‪2‬‬
έϳγϔΗϭϡϬϔϟΔϘϳέρέϓ ϭΗΎϬϧ΃ :ϲϫϭΔγϳ΋έϥϳΑΑγϟΔϣϬϣΓΩΎ ϳϘϟ΍ ΕΎ ϳέυϧΩόΗΎϧϫϥϣ
ϊ γϭΗϭ ϥϳέΧϵ΍ΓΩΎ Ϙϟ΍ϭ ˯΍έΩϣϠϟΓΩΎϳϘϟ΍ΔγέΎ ˱ Ωέϓ
ϣϣϟϼϳϟ ϭΗΎ Ϭϧ΃Ύϣ̯ˬ ΓΩΎ
Ϙϟ΍ΕΎϓέλ Η
˻ ˹ ˺ ́ (ΓΩϭΩΣϣϟ΍ΔϳϋΎ ϣΟϟ΍ϭ΃ΔϳΩέϔϟ΍ΓέΑΧϟ΍ϰϠϋΩΎ ϣΗϋϻ΍ΏϧΟΗϭϕΎ ϓϵ΍
ΕΎ ϣυϧϣϟ΍ϊ ϓ ΩΗΔϳΟϭϟϭϧ̰ Ηϟ΍Ε΍έϭρΗϟ΍ϭΔϣϟϭόϟ΍ϥ΃Ύ ϣ̯ . ).Bush ,et al ,
ϰϠϋΕΎ ϣυϧϣϟ΍έΑΟΗΔ΋ϳΑϟ΍ϩΫϫϭΔϳ̰ ϳϣΎ ϧϳΩϟ΍ϝΎϣϋϷ΍Δ΋ϳΑϊϣϑ ϳ̰ Ηϟ΍ϰϟ·έ΍έϣΗγΎ Α
ϰϠϋϥϳόΗϳ˭̮ ϟΫϟϭˬΔϔϠΗΧϣϟ΍ ΓΩΎ ϳϘϟ΍ΏϳϟΎγ΃ϊ ΑΗΗϟΓΩΎ
ϳϘϟ΍ΝΫΎ ϣϧΑΔϳϋ΍ϭϥϭ̰ Ηϥ΃
ϲϓΓέϳΑ̯Δϳϣϫ΃ Ύ ϬϟΓΩΎϳϘϟ΍ϥϭ̯ Ω΋΍έϟ΍ΏϭϠγϷ΍ϭέϭΩϟ΍ΔϳϟΎ όϓ
΍ϭ̯ έΩϳϥ΃ΓΩΎϘϟ΍
) . Loo - See & Shafique , ˻ ˹ ˺ ́ (ΕΎ ϣυϧϣϟ΍έϳϭρΗ

3
:ΓΩΎ
ϳϘϟ΍ϡϭϬϔϣ
ϰϠϋΓΩΎϳϘϟ΍ϑ ϳέόΗϰϟ·ϪΟΗ΍ ϥϳΛΣΎΑϟ΍ν όΑϓˬΎ
ϫέϭρΗϝΣ΍ έϣέΑϋΔϳέυϧϟ΍έρϷ΍ϭΕΎ ϫΎΟΗϻ΍ΩΩόΗΑΓΩΎϳϘϟ΍ϡϳϫΎ
ϔϣΕΩΩόΗ
ΔΛϳΩΣϟ΍ΕΎ γ΍έΩϟ΍ϥ΃ΩΟϧΎϣϧϳΑ .ΔϳϣγέΔρϠγϭΔϳϻϭΓΩΎϳϘϟ΍ ϥ΃΍ϭέΑΗϋ΍ϥϳέΧ΁ϭˬΔϳλ Χηϟ΍ΕΎ ϔλ ϟ΍ϥϣΔϋϭϣΟϣΎ Ϭϧ΃
΢ο ϭΗϑ ϳέΎόΗϟ΍ϥϣ΍Ω˱Ωϋ ΔΛΣΎΑϟ΍ν έόΗϑ ϭγ Ύϧϫ ϥϣˬϥϳέΧϵ΍ϰϠϋ έϳΛ΄Ηϭ ϝϋΎϔΗϭ ̭ ϭϠγ ΓΩΎϳϘϟ΍ϥ΃ϰϠϋ Εί ̯έ
.ϥϣί ϟ΍έϣϰϠϋΓΩΎϳϘϟ΍ ϡϭϬϔϣέϭρΗ
Ε΍έΩϘϟ΍ϭΔϳλ Χηϟ΍ΕΎϣγϟ΍ν όΑϰϟ· )˻ ˹ ˹ ́ (ϲϧΎρΣϘϟ΍Ύϫέ̯ ΫΎ
ϣ̯ί ϣέΗΕϧΎ̯ΎϬϧ΃ ΩΟϧϲο Ύ ϣϟ΍ϥέϘϟ΍Δϳ΍ΩΑϲϓ
ΔρϠγϟ΍ϡϭϬϔϣϩΩόΑέϬυ .ΔϳϗϼΧ΃ϭ΃ΔϳΩγΟϭ΃ΔϳϠϘϋΕϧΎ̯˯΍ ϭγι Ύ ΧηϷ΍ν όΑϟϪϧΎ ΣΑγௌ Ύ ϬΣϧϣϲΗϟ΍Δλ ΎΧϟ΍
Ύ
ϫΩΣϭϟΔρϠγϟ΍ϥ΃˯ϻ΅ϫϯ έϳΙ ϳΣΔρϠγϟ΍ ϝ̯ ΓΩΎ ϳϘϟ΍̮ ϠΗϣΗϥ΃ΏΟϳϭˬΔρϠγϟ΍ϝΛϣΗΓΩΎ ϳϘϟ΍ϥ΃ϯ έϳϱΫϟ΍ϭΔϳϣγέϟ΍
.ΔϠ΋Ύ
γϣϠϟΎΑ
˱ϧΟΗΩ΋Ύ
Ϙϟ΍ΓΩ΍έϹΔϋΎ ϣΟϟ΍ωΎο Χ· ϰϠϋ ϩέΩΎ
ϗ

4
‫‪:‬مفهوم النظرية في القيادة‬
‫• ‪      ‬تعددت الدراسات والنظريات خالل العقود الماضية التي تحاول تفسير ظاهرة القيادة‪،‬‬
‫إال أن جذور النظرية في ميدان القيادة التربوية کما يشير بطاح والطعاني ( ‪  ) ۲۰۱6‬يعود‬
‫إلى النظرية في ميادين اإلدارة العامة وإدارة األعمال ‪ ،‬بأنها مجموعة من الفروض نشأت‬
‫عن طريق التجريب و الفحص والمالحظة ‪ ،‬التي توصل إلى مبادئ تفسر طبيعة القيادة‬
‫وتتنبأ بها وتستبصر بما يتعلق بالجديد حوله‬

‫‪5‬‬
‫أواًل ‪ :‬نظرية الرجل العظيم ‪:‬‬
‫• تعد نظرية الرجل العظيم کما أشار البدري (‪ )۲۰۰۱‬أول النظريات التي حاولت تفسير ظاهرة القيادة اإلدارية وتحديد ما إذا‬
‫ً‬
‫مرتبط ا باإلبداع والخبرة أم مزيج منهما ‪ ،‬وعلى الرغم من عدم بناء هذه‬ ‫کانت هذه القيادة علمًا له أصوله وقواعده ‪ ،‬أم ف ًنا‬
‫النظرية على أسس علمية ‪ ،‬إال أنها حظيت بمکانة هامة بين نظريات القيادة ‪ ،‬وقد أطلق عليها البعض کما ذکر المخالفي‬
‫‪ ) ۲۰۰۹ (          ‬األب الشرعي للقيادة ؛ العتبارها األساس األول الذي فتح المجال لبناء نظريات مبنية على أسس علمية ‪.‬‬
‫• تنطلق هذه النظرية کما وضحها المعايطة (‪ )2007‬من االفتراض القائل بأن القادة أشخاص يتمتعون بمواهب خارقة‬
‫تمکنهم من إحداث تغييرات وتأثيرات في حياة أتباعهم ومجتمعاتهم‪.‬‬
‫• کما ذکر جلدة (‪ ) 2009‬أن أصحاب هذه النظرية الرجال العظام في المجتمع يبرزون لما يتمتعون به من قدرات غير‬
‫مألوفة وامتالکهم مواهب عظيمة وسمات وراثية تجعل منهم قادة أيا کانت المواقف التي يواجهونها‪.‬‬
‫• تشير هذه النظرية بأن القادة هم أشخاص يملکون مواهب وصفات ممتازة وقدرات خارقة تمکنهم من إحداث تغييرات‬
‫وتأثيرات في حياة أتباعهم ومجتمعاتهم وهذا التفرد بهذه القدرات يتيح لهم فرصة تبوء مراکز القيادة في مجتمعاتهم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫لمحة تار@يخية حول نظرية الرجل العظيم‪:‬‬
‫• تعود جذور هذه النظرية إلى الفکر القديم المرتبط بالحضارات السابقة مثل الحضارة اإلغريقية والفرعونية والفينيقية‬
‫والتي کانت تميز بين البشر باعتبار أنهم فئات وطبقات ومنهم طبقة القادة والعظماء‪ ،‬حيث اعتقد اإلغريق أن السبب في‬
‫الرخاء واستقرار المدن اليونانية قي ذلک الوقت ال برجع إلى القوانين والدساتير وحدها ‪ ،‬بل يرجع إلى حکمة واضعيها‬
‫الذين ولِدوا بمواهب وقدرات ّ‬
‫فذة غير مألوفة (البستان ‪ ،‬عبد الجواد؛ وبولس ‪.)2010 ،‬‬
‫• وبعد اعتماد مبدأ النظريات في القيادة‪ ،‬برزت هذه النظرية کأولى النظريات التي تفسر القيادة في القرن التاسع عشر‬
‫على يد عالم النفس فرانسيس جالتون عام ‪ ۱۸۷۹‬م الذي قام‪         ‬بالعديد من الدراسات إلثبات هذه النظرية‪ ،‬وقد أثرت‬
‫نتائجها على عدد من الباحثين والمفکرين الذي تبنوا اتجاه الرجل العظيم في القيادة حتى سقوطها وظهور نظرية‬
‫السمات‪ (         ‬المغربي ‪2016،‬؛ محمد‪.)2009،‬‬
‫• ولبعض العلماء رأي مختلف عن ذلک‪ ،‬حيث يرى بعضهم أنها تعود إلى العالم األسکتلندي توماس کارليل عام ‪ ۱۸۵۷‬م‬
‫عندما صرح أن التاريخ حول العام هو التاريخ الذي أنجزه وقاده الرجال الذين ولدوا بصفات عظيمة ميزتهم عن‬
‫غيرهم( ‪.) Khan at el , 2016‬‬

‫‪7‬‬
‫‪:‬رواد نظرية الرجل العظيم‬
‫• تعتبر نظرية الرجل العظيم األساس األول ونقطة االنطالق األولى لنظريات القيادة التي ظهرت‬
‫بعدها ‪ ،‬فقد حظيت باهتمام الکثير من العلماء الذين آمنوا بها ولعل من أبرزهم‪ ‬فرانسيس‬
‫جالتون‪ ‬العالم اإلنجليزي الذي قدم العديد من البيانات اإلحصائية والوراثية ؛ ليثبت بها صحة تأثير‬
‫الصفات التي يرثها األفراد على قوة القيادة( أبو النور ومحمد‪.)2015 ،‬‬
‫• ومن روادها أيضا العالم فردريک آدمز‪ ‬الذي أشار محمد (‪ )2009‬بأنه قام بدراسة الظروف القيادية‬
‫ألربع عشرة أمة عبر فترات طويلة على مر التاريخ‪ ،‬خلص منها أن شخصية القائد الموروثة هي التي‬
‫تصنع وتشکل األمم طب ًقا للقدرات القيادية التي يتسم بها‪ .‬وللعالم‪ ‬جومنين‪  ‬اهتمام مشابه لذلک ‪ ،‬فقد قام‬
‫بدراسات عديدة أکد فيها دور العامل الوراثي في بروز القائد في أي مجتم́ع ‪ ،‬وأثبت ذلک بذکر أسماء‬
‫القيادات کبرى مرت على تاريخ الحياة البشرية واندرجت من نفس ساللة العائلة‪(  ‬المغربي‪.)۲۰16 ،‬‬

‫‪8‬‬
‫مبادئ نظرية الرجل العظيم‪:‬‬

‫‪ ‬مبدأ القادة يولدون وال يصنعون‪ ،‬وأن هؤالء القادة يتميزون عن طريق الوراثة بخصائص وقدرات خارقة ومواهب فذة غير‬
‫عادية ال تتوفر في غيرهم وهو من أهم المبادئ وأولها (الصباب و أخرون‪.)۲۰۱۳ ،‬‬
‫‪ ‬مبدأ أن الخصائص والمواهب الفطرية الموروثة ال تتکرر إال بنسب ضئيلة بين الناس‪ ،‬وبالتالي فالرجال العظماء قليلون على‬
‫مر التاريخ ‪ ،‬وعلى الرغم من قلتهم إال أنهم تمکنوا من التحکم في مجرى التاريخ وتغييره ( أبو النور ومحمد ‪2015 ،‬؛‬
‫البدري ‪. ) ۲۰۰۱‬‬
‫• إضافة إلى ما سبق يرى جلدة(‪ ) 2009‬أن هذه النظرية ترتکز على عدد من االفتراضات أن الرجال العظام ( يمتلکون حرية‬
‫اإلرادة‪ ،‬يتمتعون بالقدرة على رسم مسارات التاريخ الحالية والمستقبلية ‪ ،‬کما يتميزون بقدرة السيطرة بما ينسجم مع رؤيتهم)‪.‬‬
‫• بعد تعدد القراءات حول مبادئ الرجل العظيم ترى الباحثة أن هذه النظرية انطلقت من حقيقة وراثية وهى الصفات الفطرية‬
‫وأن القائد يُولى وال يُصنع ‪ ،‬لذا فليس لها أساس علمي صحيح يبرهن صحتها ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫نقد نظرية الرجل العظيم‪:‬‬

‫• کانت نظرية الرجل العظيم سائدة لسنوات عديدة ومسيطرة على المجتمعات على الرغم من أنها لم تقابل بمميزات‪ ،‬ويرى البستان وآخرون(‪ )2010‬أن الميزة الوحيدة لهذه‬
‫النظرية کانت في اعادتها للتفکير في بناء نظريات قيادية تتسم بالعملية ‪ ،‬ويتسم فيها القائد بخصائص شخصية تمکنه من القيام بأعباء إدارية‪ .‬وتضيف الباحثة أن سيادة هذه‬
‫النظرة لسنوات يعود لسبب أنها کانت النظرية الوحيدة وما أن ظهرت نظرية السمات حتى سقطت نظرية الرجل العظيم‪.‬‬
‫• واجهت نظرية الرجل العظيم هجو ًما من جهات مختلفة‪ ،‬وعليه تم تصنيف الباحثة لهذه اإلنتقادات من عدة جوانب‪:‬‬
‫‪ ‬العنصرية‪ :‬تمادى العلماء في استغالل هذه النظرية لتبرير القهر واالضطهاد الذي کان يمارسه الرجل العظيم على تابعيه‪ ،‬وبعد أن قام بعض الرجال العظماء بتصرفات جرت‬
‫جماعتهم إلى الهالک‪ ،‬إلى جانب أنها کانت نظرية تقوم على عبادة الذات و انتقاء الموضوعية واالستئثار بالسلطة ‪ ،‬وکل هذا أدى إلى ظهور حزب من المعارضين لها‬
‫‪ (          ‬البستان و أخرون ‪.) ۲۰۱۰ ،‬‬
‫‪  ‬تجاهل قيمة التدريب‪ :‬يؤکد‪  ‬الخضر ( ‪ ) ۲۰۱7‬بأن هذه النظرية أهملت جانبًا مهما ‪ ،‬وهو جانب التدريب للقائد وإمکانية تأهيله واکتسابه للقدرات والمهارات ‪ ،‬واقتصرت‬
‫على األفراد ذوي الصفات الموروثة فحسب ‪ ،‬إضافة إلى أن توافر هذه الصفات الموروثة ليس کافيا للقيادة الفعالة‪.‬‬
‫‪       · ‬تجاهل العوامل البيئية‪  :‬ال يتوقف وجود القيادة على ظهور شخص تتوافر فيه سمات قيادية موروثة فحسب‪ ،‬فهذه السمات على فرض وجودها ‪ ،‬فإنها ال تکفي‪ ،‬فهناک‬
‫عوامل أخرى تتعلق بظروف المجتمع‪ ،‬وبطبيعة التنظيم يؤکد المخالفي ( ‪ ) ۲۰۰۹‬بأن هذه النظرية قد اصطدمت بحاالت قللت من صدقها ‪ ،‬کوجود الرجال الذين نجحوا في‬
‫تحقيق قيادة ناجحة لجماعتهم و عجزوا عن تحقيق ذلک مع جماعات أخرى غير جماعتهم وفي ضوء اهتمام هذه النظرية بالصفات الوراثية فقط‪.‬‬
‫• ترى الباحثة بأن نظرية الرجل العظيم کانت نظرية متسلطة؛ ألنها لم تترک الفرصة والحرية ألي فرد بأن يمارس القيادة حتى وإن أثبت قدرته وجديته في ذلک‪ ،‬کما أن مبادئها‬
‫عنصرية؛ القتصارها على ما يتماشى لرجال دون اإلناث‪ ،‬ومن هنا نستطيع أن نخلص إلى أن القيادة صفة غير مطلقة يتمتع بها أفراد دون اآلخرين‪ ،‬وإنما هناک عوامل أخرى‬
‫تؤثر کالظروف الموقف ونوع أفراد الجماعة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪:‬ثان@ ًيا‪ :‬ن@ظرية السمات‬
‫• يرى أصحاب هذه النظرية أن هللا سبحانه وتعالى قد منح قلة من األشخاص بعض‬
‫الخصائص والسمات والمميزات التي ال يتمتع بها غيرهم وهذه السمات هي التي تؤهلهم‬
‫للقيادة (النمر وآخرون‪ .)2019 ،‬وتقوم هذه النظرية على دراسة مميزات القادة من نواحي‬
‫جسمية کالطول والقوة والحيوية وحسن المظهر وصفات عقلية کالذکاء وسعة األفق والقدرة‬
‫على التنبؤ وحتى التصرف والطالقة في الکالم والسرعة في اتخاذ القرارات وصفات‬
‫انفعالية کالنضج االنفعالي وقوة اإلرادة والثقة بالنفس‪ ،‬والصفات االجتماعية کحب التعاون‬
‫والمقدرة على رفع الروح المعنوية للعاملين والقدرة على االحتفاظ بأعضاء الجماعة‪،‬‬
‫وصفات شخصية عامة کالتواضع واألمانة وحسن السيرة (المعايطة‪.)2007 ،‬‬

‫‪11‬‬
‫• تأثرت هذه النظرية بما کان سائ ًدا في منتصف القرن التاسع عشر في الغرب بأن القادة يولدون وال‬
‫يصنعون ألن القائد في تصورهم يتمتع بقدرات تفوق ما يتصف به الشخص العادي‪ .‬ومن هذا المنطلق‬
‫أجريت العديد من الدراسات وتوصل الباحثون أن هناک مجموعة من السمات إذا توفرت في الفرد‬
‫ً‬
‫ناجحا (آل ناجي‪.)2016 ،‬‬ ‫أعطته فرصة کبيرة ليصبح قائ ًدا‬
‫• وفي ضوء ما سبق يمکن تعريف نظرية السمات حسب ما ذکر الصباب وآخرون(‪ )2013‬بأنها النظرية‬
‫التي تقوم على افتراض إمکانية اکتساب السمات والخصائص عن طريق التعلم والتجربة والتدريب مما‬
‫يجعل الفرد قائ ًدا فعااًل ‪ ،‬بشرط تحصيل نسبة محددة البد من توافرها في کل سمة‪  ،‬کما يتفق المخالفي‬
‫(‪ ) 2009‬مع ما سبق بأنها النظرية التي تقوم على اعتبار أن النجاح في القيادة يتوقف على توافر‬
‫واکتساب بعض السمات وأن االفراد الذين‪         ‬تتوفر لديهم هذه السمات يصلحون لألعمال القيادية‬
‫ومن هذه السمات الحماس‪ ،‬والقدرة على اتخاذ القرار ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫رواد نظرية السمات ‪:‬‬

‫• ‪ ‬‬
‫‪ ‬يعتبر‪ ‬جوردن ألبورت‪ ‬من الرواد األوائل الذين قاموا بوضع أسس لهذه النظرية وبدراسة السمات وتحديدها‪ ،‬والذي يُطلق عليه عميد سيکولوجية‬
‫سمات الشخصية‪.‬فقد کان ينظر إلى السمات باعتبارها خصائص متکاملة طبيعية لوصف الشخصية‪ ،‬ويرى بأن السمة الحقيقية هي السمة الفردية‬
‫التي توجد في األفراد بداًل من المجموعة بشکل عام‪ ،‬قسم البورت السمات إلى ثالثة أنواع‪ ،‬هي‪ :‬السمات الرئيسة‪ ‬وهي السمات البارزة‬
‫والمسيطرة على الفرد والتي يُعرف ويُميز بها‪ ،‬والسمات المرکزية‪ ‬وهي المتمثلة في الميول الذي يميز الفرد عن غيره من األفراد وتعد من أکثر‬
‫السمات شيوعًا وظهورً ا‪ ،‬والسمات الثانوية‪ ‬وهي التي تظهر في بعض المواقف والظروف وتعد من أقل السمات وضوحا على شخصية‬
‫الفرد‪(               ‬فليه وعبد المجيد‪. )2014 ،‬‬
‫‪ ‬وللعالم‪  Stogdill (1948) ‬إنجازات ملموسة لهذه النظرية‪ ،‬فقد قام بدراسات مسحية لتحليل ‪ 124‬دراسة سابقة في اإلدارة؛ لمعرفة ماهية‬
‫السمات التي جعلت من األفراد‪        ‬قادة ناجحين مؤثرين في أتباعهم‪ ،‬ومن بعض السمات التي توصل لها‪ :‬اإلحساس ‪          ‬بالحاجة‬
‫لممارسة السلطة ‪ ،‬درجة الذکاء العالية ‪ ،‬التحصيل العلمي المرتفع ‪ ،‬والتفکير ‪          ‬المتعمق وغيرها‪.‬‬
‫• ويجدر بالذکر‪  ‬إلى أن نظرية السمات لها مسميات‪  ‬أخرى ‪ ،‬حيث أشار المخالفي ‪  ) ۲۰۰۹ (            ‬أن العلماء أطلقوا على نظرية السمات‬
‫اسم نظرية القيادة المکتسبة ؛ نظرً ا الختالفها عن نظرية الرجل العظيم في القدرة على اکتساب صفات القائد ‪ ،‬أما المغربي ( ‪ ) ۲۰۱6‬فيطلق‬
‫عليها نظرية مؤهالت القيادة ؛ العتبار هذه السمات مُؤهاًل للحصول على منصب قيادي ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫مبادئ نظرية السمات‪:‬‬

‫• بعد القراءات المتعددة حول نظرية السمات وبعد ما تم طرحه ساب ًق ا حول مفاهيم هذه النظرية‪ ،‬تستخلص الباحثة أن جميع رواد هذه النظرية يؤکدون مب ًدأ واح ًدا تتمحور‬
‫حوله هذه النظرية وهو أن القدرة على القيادة ال يمکن إال إذا توافرت بعض السمات الجوهرية سواء کانت موروثة أو مکتسبة‪ ،‬وما أن توافرت هذه السمات لدى الفرد‬
‫يصبح قادرً ا على القيادة وقادرً ا على أن يکون ناجحً ا فيها‪ ،‬وفي المقابل يؤدي عدم توافر هذه السمات إلى عدم تمکن الفرد من العمل واإلبداع والنجاح في مجال القيادة‪.‬‬
‫• وبالمقابل اختلف العلماء کثيرا حول ماهية هذه السمات حيث أفاد )‪   Stogdill (1948‬من خالل العديد من الدراسات المسحية على مجموعة من السمات المهمة للقيادة‪،‬‬
‫أنه ال يوجد مجموعة متماسکة من السمات التي تميز قائد عن قائد في المواقف المختلفة‪ ،‬فأي شخص لديه سمات القيادة وکان قائد في موقف معين قد ال يکون قائد في‬
‫موقف آخر‪ ،‬وأکد على بعض السمات القيادية الرئيسية وهي الذکاء‪ ،‬الثقة بالنفس‪ ،‬اإلصرار‪ ،‬االستقامة‪ ،‬االجتماعية‪.‬‬
‫• ويرى عالم االجتماع ماکس فيبر عکس ذلک‪ ،‬فهو يحدد سمة ( الکاريزما ) باعتبارها أعظم سمة ثورية يجب أن تتوافر لدى القادة ‪ ،‬فهي برأيه السمة التي تنتج القائد‬
‫وتجعله قادرً ا على القيام بدوره بشکل فعال ‪ ،‬کما تجعل من األتباع أشخاصا متفانين لقائدهم ‪ ،‬متأثرين به ‪ ،‬عاملین برأيه دون جدال ( ‪. ) Khan at el , 2016‬‬
‫• کما حدد عالم النفس األمريکي رنسيس ليکرت أربع مجموعات أساسية لصفات القائد‪ ،‬وهي‪ :‬العالقة بالعاملين والتعاون معهم ومساعدتهم‪ ،‬نشاط المنظمة والحماس له‬
‫والتقدير ألهميته‪ ،‬المهارات الفنية والقدرة على اختيار العاملين الجدد وتدريبهم‪ ،‬وأخيرا الشخصية الحسنة المحبة للغير ( المخالفي ‪. ) ۲۰۰۹ ،‬‬
‫• وفي ضوء ما سبق ‪ ،‬ترى الباحثة اذا کان سوف يتم اختيار القائد بنا ًء على سماته فقط ‪ ،‬فيجب أن تتوفر فيه الخصائص التالية‪ :‬قدرته على اتخاذ القرار مع اشراک‬
‫المعنين معه ‪ ،‬عالقاته االنسانية مع الموظفين ‪ ،‬الحزم مع المرونة ‪ ،‬تقوى هللا ‪ ،‬واالتزان النفسي ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬النقد الموجه لنظرية السمات‪:‬‬

‫• ‪ ‬تعد نظرية السمات من النظريات التي ساعدت في توضيح متطلبات القيادة والسمات الالزمة لنجاحها‪ ،‬وقد استفاد من‬
‫ذلک العديد من المنظمات في وضع المقاييس الالزمة للصفات الذاتية لترشيح واختيار القادة سواء في المجال التربوي أو‬
‫غيره (المخالفي‪.)۲۰۰۹ ،‬‬
‫• وثمة ميزات عديدة بالنظر للقيادة من خالل نظرية السمات کما وضحها المعيوف (‪ )2018‬باآلتي ‪:‬‬
‫‪ ‬إنها مقبولة بديهيًا ؛ ألنها تتوافق بوضوح مع الفکرة الشائعة التي تفيد بأن القادة أناس مميزون یکونوا عاد ًة في الصدارة‪،‬‬
‫ويقودون المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬هناک الکثير من البحوث التي تثبت صحة أساس هذا المفهوم‪.‬‬
‫‪ ‬من خالل الترکيز فقط على القائد‪ ،‬فإن نظرية السمات توفر فهمًا عمي ًقا للقائد في عملية القيادة‪.‬‬
‫‪ ‬لقد ّقدم مدخل السمات بعض المقاييس المعيارية التي يمکن لألفراد في ضوئها تقويم صفاتهم القيادية الشخصية الخاصة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ ‬‬
‫وفيما يتعلق بجوانب القصور لنظرية السمات‪:‬‬

‫‪ ‬فشلت في طرح قائمة شاملة متفق عليها للسمات القيادية‪.‬‬


‫‪ ‬لم تربط النظرية بين عناصر القيادة وهم القادة واالتباع والمواقف حيث تجاهلت احتياج األتباع ومدى قدرة القائد على‬
‫تلبيتها(المعيوف‪.)2018،‬‬
‫‪ ‬فشلت في أن تأخذ تأثير المواقف في عملية القيادة‪ ،‬فأي شخص لديه سمات القيادة‪           ،‬وکان قائد في موقف معين قد ال‬
‫يکون قائد في موقف آخر‪ .‬لذا من الصعب تحديد ‪         ‬مجموعة من السمات القيادية لها صفة الشمول بمعزل عن السياق الذي‬
‫تحدث فيه القيادة‪( .‬المصري وعامر‪.)2015،‬‬
‫‪ ‬بنا ًء على ما سبق وبعد االطالع على بعض السمات التي حددها العلماء ترى الباحثة أن هذه النظرية غير مفيدة في تدريب‬
‫وتطوير القيادات ألن بعض خصائص األفراد ثابته إلى حد کبير مما يجعل سماتهم غير قابله للتغيير‪ ،‬فعلى سبيل المثال ليس من‬
‫المعقول الحاق القادة ببرنامج تدريبي لزيادة مستوى ذکاءهم أو زيادة مستوى سرعة البديهة وذلک؛ ألن السمة بناء نفسي ثابت‬
‫نسبيًا‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬النظرية الموقفية‪:‬‬

‫• ‪ ‬‬
‫• ظهرت نظرية الموقف کردة فعل لنظرية السمات التي رکزت على القائد وأهملت األتباع والموقف‪ ،‬ومن هنا فإن نظرية الموقف ترى بأنه ليس من الضروري أن‬
‫تتوفر نفس الخصائص والسمات الذاتية للقائد في کافة المواقف (القحطاني‪. )2008 ،‬‬
‫• تعتبر النظرية الموقفية نظريات القيادة الحديثة وأکثرها شيو ًعا وانتشارً ا‪ ،‬وترکز هذه النظرية على القيادة في المواقف حيث أن المواقف المختلفة تتطلب أنواعًا‬
‫معينة من القيادة ‪(        ‬أبو ناصر‪2008 ،‬؛ المعيوف ‪.)2018،‬‬
‫• أشار أبو نور ومحمد (‪ ) 2015‬بأن هذه النظرية تقوم على أساس أن القيادة هي وليدة الموقف‪ ،‬وأن المواقف هي التي تبرز القيادات وتکشف عن إمکانياتهم‬
‫الحقيقية في القيادة؛ لذا فهي ال تتوقف على الصفات الشخصية التي يتمتع بها القائد‪ ،‬حيث تعد القيادة نتيجة مباشرة للتفاعل بين الناس في مواقف معينة‪.‬‬
‫• ‪      ‬ويتضح مما سبق‪ ،‬أن هذه النظرية تربط السلوک القيادي بالموقف والظروف المحيطة به‪ ،‬وذکر کل من أبو النور ومحمد ( ‪ )2015‬بأن هذه النظرية تشير‬
‫إلى أن ظهور القادة يتم إذا تهيأت الظروف التي تقتضي استخدام مهارات معينة لتحقيق أهداف محددة ‪ ،‬حيث تصبح بيئة العمل في موقف و تحت ظروف معينة‬
‫بحاجة لظهور قائد يقود الجماعة و يوجهها‬
‫• وترى الباحثة أن النظرية الموقفية تتميز بديمقراطيتها وحريتها فهي ال تقتصر على عدد محدد من األفراد‪ .‬وأن القائد الذي يصلح لقيادة مرحلة ما حسب ظروف ما‬
‫قد ال يصلح ‪       ‬لظروف ومرحلة أخرى‪ ،‬لذا يبرز بعض األفراد کقادة عند توافر الظروف المناسبة لمهاراتهم‪ ،‬أي أن الظروف هي التي تخلق القادة وتبرزهم‪،‬‬
‫وأن نوعية القادة تختلف باختالف الظروف ‪         ‬والمواقف التي يواجهونها فاالرتباط بالسمات الشخصية هو ارتباط نسبي يظهر بموقف او ظرف قيادي معين‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫لمحة تاريخية للنظرية الموقفية‪:‬‬

‫• تطورت النظرة إلى مفهوم القيادة‪ ،‬حيث استطاعت المنظمات إضافة بُعد الموقف القيادي‬
‫وطورت‬‫إلى جانب بعدي العمل والعالقات ‪ ،‬حيث يعد الموقف جزء ال يتجزأ من القيادة ‪ُ ،‬‬
‫نظرية الموقف وفق عدد من النماذج لروادها ‪ ،‬ومن أشهر نماذج هذه النظرية نموذج فيدلر‬
‫الموقفي في القيادة والذي سمي " بنموذج الظروف المتغيرة بفاعلية القيادة " ‪ ،‬حيث يعد‬
‫فيدلر أول من قدم نظرية موقفيه في القيادة بعد دراسة دامت ‪ ۱۷‬عاما ‪ ،‬وبالتالي تصبح‬
‫نظريته من بين نظريات الموقف المتطورة والتي ظهرت في ستينات القرن الماضي‬
‫( المخالفي ‪. ) ۲۰۰۹ ،‬‬

‫‪18‬‬
‫رواد النظرية‪ ‬الموقفية‪:‬‬

‫‪ ‬تعدد رواد هذه النظرية وتعددت مبادئهم حولها ‪ ‬کما ذکرها‪  ‬القحطاني ( ‪ ) 2008‬حيث ‪         ‬يعد فيدلر أبرز رواد هذه النظرية و‬
‫المؤسس الحقيقي ‪  ،‬أکد‪  ‬فيدلر بأن عناصر الموقف تتلخص في الثقة القائمة بين القائد والمرؤوسين ‪ ،‬وطبيعة العالقة التبادلية ‪،‬‬
‫‪            ‬والتحديد الواضح ألهداف ومهام التنظيم ‪ ،‬وحجم وطبيعة الصالحيات الممنوحة للقائد ‪          ‬لمواجهة الموقف ‪.‬‬
‫‪ ‬کما حدد کافي ( ‪ ) 2015‬أهم النماذج التابعة للنظرية الموقفية کنموذج الخط المستمر في القيادة لتاننبوم وشميدت ‪ ،‬ونموذج المسار‬
‫والهدف لهاوس ومتشيل ‪ ،‬ونموذج االحتماالت ‪ (          ‬الظرفية ) لفيدلر‪ ، ‬ونموذج الحاالت القيادية لهرسي وبالنشارد ‪ ،‬ونموذج‬
‫فروم ويتن الموقفي في القيادة ‪.‬‬
‫• ويجدر بالذکر مسميات النظرية الموقفية حيث وضحت العبيد (‪ ) 2019‬سبب تسمية هذه النظرية بهذا االسم؛ وذلک العتمادها على‬
‫الموقف أو الظرف‪ ،‬کما أنها تمکن القائد من فهم األسلوب المناسب لحل مشکالت العمل استنا ًدا إلى ظروف الموقف الذي يواجهه‪،‬‬
‫ومن هنا تمثل المواقف والظروف الصعبة معيار لتشخيص القيادة الناجحة من وجهة نظر هذه النظرية؛ لذلک سميت بنظرية‬
‫الموقف أو النظرية الظرفية‪ ،‬ويسميها کافي ( ‪ )2015‬بالنظرية الشرطية ؛ وذلک الشتراطها خصائص ذات عالقة بموقف معين ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫مبادئ النظرية الموقفية‪:‬‬

‫‪ ‬أنصار هذه النظرية يرون أن المواقف تتطلب صفات يجب توافرها في الشخص ليصبح ً‬
‫قائدا ناجحً ا‪  ‬کما يرون أن القيادة تظهر‬
‫نتيجة لمجموعة ظروف يتواجد بها الفرد ‪ ،‬ف ُتظهر مواهبه وقدارته القيادية وبالتالي فهم يربطون بين السمات الشخصية للقائد‬
‫والموقف الذي يتعرض له ( القحطاني ‪.) ۲۰08،‬وعليه تؤکد العبيد (‪ )2019‬البد أن يتصف القائد الموقفي بمجموعة من‬
‫الخصائص التي تميزه عن غيره ‪.‬‬
‫‪ ‬ترکز هذه النظرية أيضًا على أن التغيرات التي تحدث في البيئة الخارجية يجب أن يقابلها تغيرات داخل المؤسسة تتناسب‬
‫معها ‪ ،‬کما أن نظرية الموقف تتمحور حول ثالث عوامل رئيسية ‪ :‬نوع القائد ‪ ،‬ونوع الجماعة‪ ،‬وطبيعة الموقف (أبو ناصر‪،‬‬
‫‪.) ۲۰۰۸‬‬
‫• تلخص الباحثة أن النظرية الموقفية بمثابة دليل ارشادي واسع االستخدام يوضح کيف تصبح القيادة فاعلة داخل المؤسسات حيث‬
‫ً‬
‫استنادا إلى متطلبات موقف معين‪ .‬وتحدث القيادة الفاعلة حين يستطيع‬ ‫تقدم هذه النظرية نموذجً ا يقترح للقادة کيف يتصرفون‬
‫القائد أن يشخص بدقة مستوى تطور العاملين معه في مهمة محددة ‪ ،‬ثم يتبنى األسلوب القيادي الذي يتناسب‪        ‬مع الموقف‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫نموذج فيدلر للنظر@ية الموقفية ‪:‬‬
‫• ‪ ‬‬
‫• نظرية القيادة الموقفية تؤکد أن تغير الموقف والبيئة والحالة يتطلب تغيرً ا في األدوار واألساليب واألنماط القيادية بما يتناسب مع الظرف الجديد‪ ،‬بنى فيدلر نظريته على ثالث فروض وهى ‪ :‬نمط القيادة يتحدد‬
‫من خالل النظام التحفيزي للقائد ‪ ،‬والتحکم الموقفي يتحدد من خالل مناخ الجماعة وبُنية المهمة وقوة المرکز ‪ ،‬کما أن فاعلية الجماعة متوقفة على نمط القيادة والتحکم بالموقف ‪ ،‬يرکز نموذج فيدلر کما أشار‬
‫له المخالفي (‪  )2009‬ليس هناک نمط واحد‪  ‬فقط للقيادة الفعالة ‪ ،‬و يحکم‪  ‬ذلک ثالث عوامل رئيسة کما حددها فيدلر‪:‬‬
‫‪ ‬نوع القائد ودرجة قوة منصبه القيادي المخول له من السلطة الرسمية‪.‬‬
‫‪ ‬ونوع الجماعة ‪ ،‬وعالقة القائد بالجماعة ومدى ثقتهم وتقديرهم له‪.‬‬
‫‪ ‬طبيعة الموقف ( أبو ناصر‪.)2008 ،‬‬
‫• ‪     ‬وقد أوضح العواشز(‪ )٢٠١٦‬؛ والمعيوف (‪ )2018‬تصنف القيادة الموقفية ألربعة ‪   ‬أساليب يمثل کل منها مزيج مختلف من مستويات السلوک التوجيهي والسلوک المساند المقابلة لمستويات متعددة من‬
‫النضج (في أداء المهام) لدى المرؤوسين‪.‬‬
‫‪ ‬األسلوب االخباري ‪ :‬هذا النوع يعطي تعليمات واضحة إلنجاز المهام ويالئم هذا المرؤوس الذي ما زال غير جاهز لتحمل مسؤولية العمل الذي يقوم به‪.‬‬
‫‪ ‬األسلوب التدريبي ‪ :‬في هذا األسلوب يکون المرؤوس قد تعلم المهام لکنه غير قادر على تحمل مسؤولية أداءها وحده‪ ،‬لذلک يستمر األسلوب االخباري من المدير مع األسلوب التدريبي لخلق الثقة لديه‬
‫وتحفيزه‪ .‬أي يکون االتصال باتجاهين‪.‬‬
‫‪ ‬األسلوب المساند ‪ :‬حالما يشعر المرؤوس بالثقة في إنجاز مهماته فإن المدير ال يحتاج کثيراَ لألسلوب االخباري بل يحتاج إلى فتح االتصال مع المرؤوس واإلصغاء له ودعمه ومساندته‪ .‬وبذلک يتشارک‬
‫المدير والمرؤوس في عملية اتخاذ القرار‪.‬‬
‫ً‬
‫ومحفزا لتحمل المسؤولية کاملة‪ .‬فأنه ما على المدير إال تحديد المهام وتترک‬ ‫‪ ‬األسلوب التفويضي ‪ :‬عندما يکون المرؤوس على درجة عالية من النضج تجاه المهام التي يؤديها‪  ‬وفي ذات الوقت مؤهاَل‬
‫مسؤولية تنفيذها للموظف الذي أصبح ذو خبرة عالية حيث يُمنح صالحية اتخاذ القرار ويُعطيه درجة عالية من الثقة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫راب ًعا‪ :‬نظرية اتخاذ القرار‪:‬‬

‫• ظهرت نظرية اتخاذ القرار کما أشارت بوساق (‪  )2015‬داخل المنظمة کرد فعل لالنتقادات الموجهة للمدرسة الکالسيکية في دراستها للتنظيم ومدرسة العالقات االنسانية‬
‫وقصورها في إعطاء صورة واضحة للسلوک اإلنساني داخل المنظمة ويعتبر‪ ‬هربرت سيمون‪ ‬من أبرز روادها نظرً ا إلنتاجه العلمي في مجال المنظمات حيث يُعرف التنظيم على‬
‫أنه وحدة اجتماعية أو هيکل مرکب من العالقات واالتصاالت التي تتجسد في قيم واتجاهات األفراد التي تحتم عليه اتخاذ القرار ‪.‬‬
‫• لکل فرد مفهومه الخاص بما تعنيه عملية اتخاذ القرارات کما أشار فتيحة (‪ )2016‬فالبعض يعتبرها عملية مشارکة بين األفراد لتوحيد الرأي ‪ ،‬أو أنها محاولة للوصول إلى هدف‬
‫معين أو تبني موقف ال يثير معارضة اآلخرين والبعض اآلخر يعتبرها اختيار البديل المناسب من بين البدائل المتعددة ‪ ،‬و مادامت هناک حاالت تختلف اآلراء في معالجتها و‬
‫إيجاد الحلول لها فإن األمر يستدعي اتخاذ قرار بشأن هذه الحاالت ‪ ،‬يوضح نجاه ( ‪ )2014‬أن نظرية اتخاذ القرارات من بين النظريات التي القت اهتماما کبيرً ا من طرف العديد‬
‫من الباحثين لما لها من أهمية في مجال العمل اإلداري خاصة‪ ،‬وقد جاء بها سيمون الذي أعتبرها األساس في العمليات التنظيمية المختلفة‪ ،‬فالعمل التنظيمي يتم من خالل تقسيم‬
‫العمل على أساس رأسي حيث يتم إنشاء هرم سلطة يندرج من األعلى إلى القاعدة وأن األفراد في مستويات هذا التنظيم يقومون باتخاذ القرارات بدرجات متفاوتة‪ ،‬وهذا ما يحقق‬
‫مزايا التنظيم‪.‬‬
‫• ‪ ‬وفي ضوء ما سبق ‪ ،‬تقوم هذه النظرية کما وضح العنزي (‪ )2018‬على أساس أن اإلدارة نوع من السلوک يوجد به کافة التنظيمات اإلنسانية أو البشرية وهي عملية التوجيه‬
‫والسيطرة على النشاط في التنظيم االجتماعي ووظيفة اإلدارة هي تنمية وتنظيم عملية اتخاذ القرارات بطريقة ودرجة کفاءة عالية ‪ ،‬ومدير المدرسة يعمل مع مجموعات من‬
‫المدرسين والتالميذ وأولياء األمور والعاملين أو مع أفراد لهم ارتباطات اجتماعية وليس مع أفراد بذاتهم ‪.‬‬
‫• يرى‪ ‬سيمون‪( ‬في‪:‬بوساق‪  )2015،‬أن‪  ‬نظرية اتخاذ القرار لب العمل اإلداري‪ ،‬ويؤکد العنزي (‪ )2018‬ذلک حيث اعتبر عملية اتخاذ القرار هي حجر الزاوية في إدارة أي‬
‫مؤسسة تعليمية والمعيار الذي يمکن على أساسه تقييم المدرسة هي ؛ نوعية القرارات التي تتخذها اإلدارة المدرسية والکفاية التي توضعها تلک القرارات موضع التنفيذ ‪ ،‬وتتأثر‬
‫تلک القرارات بسلوک مدير المدرسة وشخصيته والنمط الذي يدير به مدرسته ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫مبادئ نظرية اتخاذ القرار‪:‬‬

‫• تنطلق هذه النظرية کما ذکرت بوساق (‪  )2015‬من مبدأ أساسي هو االختيار بين البدائل لحل‬
‫المشکالت التي تواجه تحقيق أهداف التنظيم وذلک من خالل صنع البدائل والمفاضلة بينها ‪،‬ويعد‬
‫تعبيرا رشي ًدا عن قدرة اإلدارة على المفاضلة واختيار البديل السليم منه ‪.‬‬
‫ً‬ ‫اختيار البديل األفضل‬
‫• ترتکز هذه النظرية کما وضحها (نجاة‪ )2014،‬على ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬المعرفة الکاملة بکل البدائل في ظروف معينة ‪.‬‬
‫‪ ‬المعرفة الکاملة بکل النتائج التي تترتب عن کل بديل ‪.‬‬
‫‪ ‬قدرة متخذ القرار على ترتيب هذه البدائل ‪.‬‬

‫‪23‬‬

You might also like