Professional Documents
Culture Documents
9الصدق
9الصدق
9الصدق
الصدق..
أ .تعريف الصدق :أنه قول الحق وبأنهُ القول المطابق للواقع والحقيقة
ويعرف بعضهم الصدق أنه ( الكالم المطابق إلعتقاد المتكلم سواء طابق الواقع والحقيقة أو لم يطابق )
وهذا التعريف معترض عليه بأنه لو جاز أن نسمي ما طابق اعتقاد المتكلم صدقا لكان قول المشركين فيما
يعتقدون لشركائهم كالما صدقا مع انه كذب ظاهر ،مخالف للواقع والحقيقة
قال تعالى(( :وهللا يشهد ان المنافقين لكاذبون)) وإن كانوا يقولون الحق أمام أهل الحق لكن سماهم هللا
كاذبون ألنهم يقولون قوال ال يعتقدونه .فالذي يحل االشكال أن نفرق بين الكالم والمتكلم فالكالم هنا صدق
والمتكلم كاذب .
و الكاذب هو الذي يفتري افتراء,،قال تعالى(( :انما يفتري الكذب الذين اليؤمنون باهلل واولئك هم
الكاذبون)) .أو يخبر خبرا وهو اليعلم أنه كاذب لكن األدلة العقلية والنقلية على خالف كالمه فهو
كاذب أيضا ألنه يخبر بال دليل بل األدلة خالفه قال تعالى « :وأقسموا باهلل جهد أيمانهم ال يبعث هللا
من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس اليعلمون* ليبين لهم أكثر الذي يختلفون فيه
وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين»
وكما يكون الصدق والكذب في األقوال يكونان في
األفعال ،فقد يصدق الناس في تعبيراتهم الفعلية
وقد يكذبون فإذا كانت تعبيراتهم الفعلية مطابقه
في داللتها للحقيقة والواقع فإنما تكون أفعال
صادقه وإذا كانت غير مطابقه فإنما تكون أفعال
كاذبه ..
ومن أمثله ذلك ماحكاه هللا لنا من أقوال وأفعال أخوه يوسف عليه السالم
إذا جاؤوا أباهم عشاء يبكون بكاء كاذبا ً وقالوا كذبا يا ابانا انا ذهبنا
نستبق وتركنا يوسف عن متاعانا فأكله الذئب وجاؤوا على قميص يوسف
بدم كذب ،فجمعوا بين كذب القول وكذب الفعل ..فبكائهم فعل كذب
وقصتهم التي اخبروا عنها قصه مفتراه من عند انفسهم واقوالهم فيها
أقوال كاذبه ..
ولما كان الصدق مطلوبا من المؤمنين في اقوالهم واعمالهم امر هللا
المؤمنين ان يكونوا مع الصادقين (يأيها الذين امنوا اتقوا هللا وكونوا مع
الصادقين) والصادقون:هم الذين صدقوا في اسالمهم وصدقوا في ايمانهم
وصدقوا في اقوالهم وصدقوا في اعمالهم ان يبتغوا بها وجه هللا تعالى ال
رياء فيها وال سمعه وال نفاق
ال يكون الكذب من االخالق الفطرية التي يطبع
عليها االنسان .
يظهر من مالحظه الصغار انهم مفطورون في أساس تكوينهم على حب الحق
وعلى حب الصدق وان خلق الكذب اليكون اصيال في طبع االنسان بحسب فطرته
وانما يكتسبه بعد ذلك في حياته اكتسابا ،بعوامل شتى ،منها البيئة ومؤثرات
الشهوات واالهواء ومنها االعتياد بتكرار الخبرات ،ثم تتحول العادة فتكون خلقا
مكتسبا ..
روى االمام أحمد عن ابي امامه قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم (..يطبع
المؤمن على الخالل كلها اال الخيانة والكذب)
فهذا الحديث يدل على أن االنسان مفطور على اساس تكوين حب الحق ال على
الكذب..
وذكر الحديث المؤمن ولم يذكر االنسان اال ان كل انسان مفطور على االيمان فهو
مؤمن بالفطرة وقد دل ذلك قول الرسول صلى هللا عليه وسلم(:كل مولود يولد
على الفطرة ،فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه أو يتركانه مسلما ً)
موقف اإلسالم من الصدق والكذب
أمر اإلسالم بالصدق ونهى عن الكذب ،وأعلن أن الصدق أحد األسس الحضارية التي يقوم عليها بناء المجتمع
واتخذ كل الوسائل الكفيلة بغرس هذا الخلق في نفوس أفراده
ومن النصوص الدالة على ذلك
-1قول النبي « إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر »..................الكتاب ص535
ما معنى البر ؟ وكيف يهدي الصدق إلى البر ثم إلى الجنة؟ وكيف يهدي الكذب إلى الفجور؟
« - 2إنما يفتري الكذب الذين ال يؤمنون بآيات هللا وأولئك هم الكاذبون»...
قيل لرسول هللا « : أيكون المؤمن جبانا؟ قال نعم....قيل أيكون كاذبا ؟ قال :ال»
فدل الحديث على أن المؤمن ال يكون كاذبا وكذلك اآلية حصرت افتراء الكذب بالذين ال يؤمنون ،أما الكذب الذي
يكون عارضا الذي ال يكون مدبرا وال مقصودا وال عن خلق أصيل فربما يقع من المسلم ،فافتراء الكذب إنما يفعله
الذين ال يؤمنون.
« اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة :اصدقوا إذا حدثتم ،وأوفوا إذا عاهدتم»... mm، -3قال النبي
-4وقال « إذا كذب العبد تباعد عنه الملك ميال من نتن ما جاء به» فدل الحديث أن الكذب لها رائحة منتة ال
يدركها إال من له إدراك ذلك ،وهذا فيه تحريض على البعد عن الكذب.
-5وقال« : كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق وأنت به كاذب» وقد جعله خيانة ألن سامعك قد
استأمنك على فكره وموطن المعرفة عنده ليجعل فيها الصدق ال الكذب...
-6وقال « : كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع» ألنه بتهاونه وإهماله وعدم تحريه الصادق من األخبار
يساهم في نشر األكاذيب وإشاعتها .
الكذب على هللا وعلى الرسول
من أشنع صور الكذب الكذب على هللا ألنه إفتراء في الدين وتالعب بشريعة هللا وتجرؤ على النار
لذلك كان من صفات النبي الصدق في تبليغ الرسالة لذلك لما طلب الكفار من النبي تغيير بعض ما جاء به
ليوافق أهواءهم فأنزل الله « :ولو تقول علينا بعض األقاويل ألخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين»
وكذلك الكذب من آحاد الناس هو من أظلم الظلم قال تعالى « :فمن أظلم ممن افترى على هللا الكذب ليضل الناس
بغير علم إن هللا ال يهدي القوم الظالمين»
ويفضحهم هللا على رؤوس األشهاد قال تعالى « :ومن أظلم ممن افترى على هللا كذبا أولئك يعرضون على ربهم
ويقول األشهاد هؤالء الذين كذبوا على ربهم أال لعنة هللا على الظالمين* الذين يصدون عن سبيل هللا ويبغونها
عوجا»
ونظير الكذب على هللا الكذب على الرسول ألن أقوال الرسول حجة في الدين ومصدر من مصادر التشريع
فالكذب عليه تالعب بالدين لذلك جاء في الحديث «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» ومن يروي
األحاديث الموضوعة هو أحد الكاذبين قال « من حدَّث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين»رواه
مسلم
حكم الكذب إلضحاك الناس
قال « ويل لمن يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له
ألنه يجر إلى وضع أكاذيب ملفقة على أشخاص معينين يؤذيهم الحديث عنهم كما أنه يعطي ملكة
التدرب على الكذب فيختلط في المجتمع الحق بالباطل
•الحاالت التي يجوز فيها الكذب:
األصل في الكذب عدم الجواز ولكن توجد حاالت
تجوز فيها ألجل دفع الضرر ..
-1الكذب على العدو في الحرب لتضليله
( وال يدخل في ذلك الغدر به ونقض العهد ولكن يكتم عنهم الحقيقة ال يدلهم على مواقع المسلمين الحربية)
-2االصالح بين فريقين متخاصمين
-3حديث الرجل إلمرأته
عن أم كلثوم بنت عقبة قالت « :لم أسمع النبي يرخص في شيء من الكذب مما تقول الناس إال في
الحرب واإلصالح بين الناس وحديث الرجل امرأ4ته وحديث المرأة زوجها»
من أقبح أنواع الكذب بين الناس
أ-شهادة الزور :
هو اقبح نوع من انواع الكذب ألن األصل في الشهادة أن تكون سنداً لجانب
الحق,ومعينة للقضاء على إقامة العدل فشهادة الزور تحمل اثم جريمتين وهما :
-1عدم تأديتها وظيفتها الطبيعية األولى
-2هضم الحقوق وظلم البراء
قال تعالى ( فاجتنبوا الرجس من األوثـــن واجتنبوا قول الزور )
أال أنبئكم بأكبر الكبائر »....اكملي الحديث من الكتاب
القذف بالباطل :
من أقبح الكذب اتهام البرآء بالفاحشة وبما لم يرتكبوه من آثام,ففيه ظلم
للناس,وعدوان على أعراضهم,وإشاعة للفاحشة واإلثم,وتهوين ألمرهما
وتشجيع عليهما,وذلك ألن من كان في نفسه الرغبة بارتكاب الفاحشة
والوقوع في اآلثام يحجبه ويكفه خوف الفضيحة بين الناس,فإذا سمع
أقوال الناس بعضهم ببعض,واتهام بعضهم لبعض بمثل ذلك,هان عليه
سن الناس الظن األمر,وتجرأ على اإلثم,ورأى أنه هو واآلخرون ممن يح َ
بهم سواء .
ولذلك وضع اإلسالم عقوبة القذف ثمانين جلدة لمن رمى المحصنات ثم لم
يثبت أقواله بأربعة شهداء,قال هللا تعالى في سورة النور:
اجلِ ُدو ُه ْم ثَ َما ِن َ
ين ش َه َدا َء فَ ْ ت ثُ َّم لَ ْم يَْأتُوا بَِأ ْربَ َع ِة ُ
صنَا ِ ون ا ْل ُم ْح َ ( َوالَّ ِذ َ
ين يَ ْر ُم َ
ين تَابُوا ِمن ون* ِإاَّل الَّ ِذ َاسقُ َ ش َها َدةً َأبَ ًدا َوُأولَِئ َك ُه ُم ا ْلفَ ِ َج ْل َدةً َواَل تَ ْقبَلُوا لَ ُه ْم َ
صلَ ُحوا فَِإنَّ هَّللا َ َغفُو ٌر َّر ِحي ٌم). بَ ْع ِد َذلِ َك َوَأ ْ
* الصدق في العهد والوعد والكذب فيهما :
كيف يكون الصدق والكذب في الوعد والعهد ؟
- 1من الناس من يعدون او يعهدون ويردون ان يوفوا بما وعدmو او عاهدوا فهم صادقون
-2ومن الناس من يعدون او يعهدون وهم اليريدون ان يوفوا به فهم كاذبون
والصدق في الوعد والعهد من الفضائل التي يتحلى بها المسلم والكذب بهما يعتبر من الرذائل
مالفرق بين الوعد والعهد؟
يشترك الوعد والعهد بأن كالً منهما إخبار بأم ٍر َج َزم المخبر بأن يفعله,ويفترقان بأن العهد يزيد
أيمان مؤكدة .
ٍ على الوعد بالتوثيق الذي يقدمه صاحب العهد,من