Professional Documents
Culture Documents
الكفالة و الرهن
الكفالة و الرهن
الكفالة و الرهن
مقدمة:
• تعتبر الضمانات البنكية وسيلة من خاللها يمكن للمتعاملين تقديمها للحصول على قروض من البنك ،هذا من جهة،ومن
جه ة اخرى فه ي اداة اثبات ح ق البن ك إل ى الحص ول عل ى أموال ه الت ي اقرضه ا بالطريق ة القانوني ة،و ذل ك ف ي حال ة عدم
تس ديد العمالء أ و الزبائ ن لديونهم. .اذا كان االم ر يتعل ق بقروض قص يرة االج ل م ن حي ث اجال التس ديد ،م ا ان هذه
القروض ليست كبيرة،في هذه الحالة يمكن ان يكتفي البنك بطلب كفالة من شخص آخر كضمان.ولكن عندما يتعلق االمر
بالقروض متوسطة و طويلة االجل حيث اجال التسديد بعيدة فإن البنك يطلب ضمانات تتوافق و طبيعة القرض ،ويمكن
ان تكون هذه الضمانات متجسدة في أشياء ملموسة ،و ذات قيمة وتأخذ شكل رهن.
• الفصل األول :الكفالة
• المبحث األول :الكفالة قانونيا
• المبحث الثاني :الكفالة اقتصاديا
• المبحث الثالث :الكفالة شرعا
• تعتبر (الكفالة) من أهم منتجات التمويل الت ي يكثر الطلب عليه ا وخصوصا من طرف مقاوالت البناء واألشغال العمومية
والشركات التجاري ة والص ناعية وغيره ا ،ولذل ك س نحاول م ن خالل هذا المقال معرف ة الممارس ة البنكي ة المس تمدة م ن
القانون والعرف البنكي في هذا المجال
• من الناحية القانونية:
• خطاب الضمان الذي يصدره البنك هو التزام منه بأداء ما بذمة المتعامل في حالة عدم وفاء هذا األخير بالتزاماته اتجاه المستفيد ،وبالتالي فهو يكيف
من الناحية القانونية على أساس أنه كفالة بنكية.
• وقد ورد بالفصل 1117من قانون االلتزامات والعقود بالمغرب{ :الكفالة عقد بمقتضاه يلتزم شخص للدائن بأداء التزام المدين ،إذا لم يؤده هذا األخير
نفسه}.
• والبنك هو شخص معنوي يكفل بموجب نص خطاب الضمان المتعامل معه ،ومن المفروض حسب التجربة العملية أن ينص هذا الخطاب بطلب من
اإلدارة المستفيدة أن كفالة البنك تقتضي التضامن مع المدين وبالتالي تخضع للقواعد القانونية المتعلقة بالتضامن بين المدينين.
• واألصل في االلتزامات التجارية هو افتراض التضامن بين المدينين الذين يتسببون بتعاملهم في نشوء هذه االلتزامات .وهو ما قررته المادة 335من
مدون ة التجارة ،الت ي جاء ت لتعزز م ا ورد ف ي المادة 165م ن قانون االلتزامات والعقود م ن أن ه يقوم التضام ن بحك م القانون ف ي االلتزامات المتعاق د
عليها بين التجار ألغراض المعامالت التجارية ،وذلك ما لم يصرح السند المنشئ لاللتزام أو القانون بعكسه وخطاب الضمان (الكفالة) الصادر عن
البنوك ال يصرح بعكس ذلك وإال رفضه المستفيد.
• وبالتال ي ،للحرص عل ى مص داقية الكفال ة ف ي الممارس ة البنكي ة ،م ن المفروض عن د المطالب ة بالكفال ة ف ي حال ة عدم وفاء المتعام ل بالتزامات ه ،أ ن يقوم
البنك بالتسديد فورا للجهة المستفيدة مع قيد المبلغ على حساب المتعامل ومتابعته في حالة عدم توفره على تغطية الكفالة أو على تسهيالت أخرى.
المبحث الثاني :الكفالة اقتصاديا
• مثال للكفالة في عقد المرابحة(ضمان الجدية ):يجوز للمؤسسة أن تحصل من العميل ـ اآلمر بالشراء ـ على كفالـة حسن
أداء البائع األصلي؛ اللتزاماته تجاه المؤسسة بصفته الشخصية ،وليس بصفته آمرًا بالشراء ،وال وكياًل للمؤسسة ،وعليه؛
فلو لم يتم عقد المرابحة تظل كفالته قائمة ،وال تطلب مثل هذه الكفالة إال في الحاالت التي يقترح فيها العميل بائعًا معينًا
تشتري المؤسسة منه السلعة موضوع المرابحة ،ويترتب على هذا الضمان تحمل العميل الضرر الواقع على المؤسسة
نتيجة عدم مراعاة البائع لمواصفات السلعة ،وعدم الجدية في تنفيذ التزاماته؛ مما يؤدي إلى ضياع جهود المؤسسة
وأموالها ،أو يترتب عليه الدخول في منازعات ومطالبات باهظة
المبحث الثالث :الكفالة شرعا
• الكفالة في الشرع :هي ضم ذ َّمة الضامن إلى ذ َّمة المضمون عنه في التزام الحق؛ أي :في ال َّدين ،فيثبت في ذ َّمتهما جميعًا.
ين أو عين كمغصوب ونحوه ،فال يثبت ال َّدين في ذمة الكفيل وال يسقط عن األصل. وقيل :هي ض ُّم ذ َّمة إلى ذمة في المطالبة مطلقًا؛ أي :مطالبة بنف ٍ
س أو ب َد ٍ
• مشروعيتها ودليلها:
الكفالة مشروعة في اإلسالم ،ولقد استدل العلماء على مشروعيتها بالكتاب والسنة واإلجماع
أ-أما الدليل من القرآن الكريم :فقوله تعالى حكاية عن يوسف عليه السالم":ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم" قال ابن عباس :الزعيم الكفيل
ب-وأما الدليل من السنة فأحاديث منها
ً-1عن سلمة بن األكوع قال ":كنا جلوس ا ً عند النبي صلى هللا عليه وسلم إذ أتي بجنازة فقالوا :صل عليها فقال :هل عليه دين؟ قالوا :ال ،قال :فهل ترك
شيئاً؟ قالوا :ال ،فصلى عليه .ثم أتي بجنازة أخرى ،فقالوا :يا رسول هللا صل عليها ،قال :هل عليه دين؟ قيل :نعم ،قال :فهل ترك شيئاً؟ قالوا :ثالثة دنانير،
فصلى عليها ،ثم أتي بالثالثة فقالوا :صل عليها ،قال :هل ترك شيئاً؟ قالوا :ال ،قال :فهل عليه دين؟ قالوا :ثالثة دنانير ،قال :صلوا على صاحبكم ،فقال أبو
قتادة :ص ّل عليه يا رسول هللا وعل ّي دينه ،فصلى عليه" رواه البخاري.
والحكمة في ترك النبي صلى هللا عليه وسلم الصالة على من عليه دين تحريض الناس على قضاء الديون في حياتهم ،والتوصل إلى البراءة لئال تفوتهم
صالة النبي صلى هللا عليه وسلم.
ج -وأما الدليل من اإلجماع :أجمع المسلمون على جواز الضمان في الجملة ،وإنما اختلفوا في فروع.
أركان الكفالة وشروطها
-أركان الكفالة خمسة :الصيغة ،والكفيل ،والمكفول له ،والمكفول عنه ،والمكفول به.
وصيغتها تتم بإيجاب الكفيل وحده ،وال تتوقف على قبول المكفول له.
أما الكفيل :فيشترط فيه أن يكون أهالً للتبرع سواء كان رجالً أو امرأة؛ ألن الكفالة من التبرعات.
وعلى ذلك ال تصح الكفالة من المجنون أو المعتوه أو الصبي ،وكذلك المحجور عليه لسفه ،فال تصح كفالته ،وال ضمانه.
وأما المكفول عنه :فال يشترط رضاه لصحة الكفالة ،بخالف الكفيل فإن رضاه شرط لصحة الكفالة.
أما محل الكفالة :فقد تكون الكفالة بالمال ،ويطلق عليها الضمان ،وقد تكون بالنفس ،ويطلق عليها كفالة البدن والوجه.
-يشترط لصحته :رضا الضامن ،فإن أكره على الضمان لم يصح ،وال يشترط رضا المضمون عنه ،وال رضا المضمون له.
كما يشترط لصحته :أن يكون الضامن جائز التصرف ،بأن يكون :بالغا ً عاقالً رشيداً
• حكمة مشروعيتها:
الحكمة من مشروعيتها حاجة الناس إليها ،فإنه قد ال يطمئن البائع إلى المشتري فيحتاج إلى من يكفله بالثمن ،أو ال يطمئن المشتري إلى
البائع ،فيحتاج إلى من يكفله في المبيع .وهي عقد وثيقة وغرامة ،شرعت لدفع الحاجة ،وهو وصول المكفول له إلى إحياء حقه ،وأكثر ما
يكون أولها مالمة وأوسطها ندامة وآخرها غرامة.
الفصل الثاني :الرهن
المبحث االول :الرهن قانونيا
• يعت بر الره ن م ن الحقوق العيني ة التبعي ة المنص بة عل ى عي ن تخص ص لضمان تنفي ذ االلتزام األص لي حي ث يثب ت للدائ ن ح ق األفضلي ة ف ي
اقتضاء دينه من ثمن هذه العين وهي الرهن الحيازي والرهن الرسمي.
• أوال :الرهن الرسمي :
الرهن الرسمي هو حق عيني يترتب على عقار يبقى في حوزة صاحبه ويخصص لضمان الوفاء بالتزام وبمقتضاه يمنع الدائن – في حالة عدم
أداء المدين التزامه -حق نزع ملكية العقار محل الرهن ،أيا كان حائزه واستيفاء دينه من الثمن باألفضلية على سائر الدائنين وبالرجوع إلى نص
الفصل 157من ظهير 2يونيو 1915يعرف الرهن الرسمي بأنه " :حق عيني عقاري على العقارات المخصصة ألداء التزام ،وهو بطبيعته
غير قابل للتجزئة ويبقى بكامله على العقارات المخصصة له وعلى كل عقار منها وعلى كل جزء من هذه العقارات ،ويتبعها في يد تنتقل إليها
العقارات"
إنشاء الرهن الرسمي :انطالقا من الفصل 173من ظهير 19رجب 1333يتضح أن عقد الرهن الرسمي سواء كان رضائي أو مؤجل ينعقد
إما في محرر رسمي أو عرفي ,كما يشترط لصحة الرهن الرسمي نفس الشروط المتطلبة في الرهن الحيازي سواء في ظهير 19رجب أم في
مشروع القانون رقم ، 19-01باستثناء المقتضى المتعلق بالقيد في الرسم التجاري حتى يبقى محتفظا برتبته دون أي إجراء جديد.
وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع في الفصل 181أعطى لألطراف إمكانية إبرام عقد الرهن الرسمي خارج المغرب شريطة أن تالئم مقتضياته
النصوص القانونية التي تنظم هذا النوع من العقود ،مع العلم أن هذه العقود التي تبرم خارج المغرب تطرح العديد من اإلشكاالت حول القانون
الواجب التطبيق
• ثانيا :الرهن الحيازي
فالره ن الحيازي ق د يق ع عل ى منقول وق د يق ع عل ى عقار ،فره ن المنقول يخض ع ألحكام الره ن الحيازي الواردة أحكامه ا ف ي قانون االلتزامات
والعقود في الفصول 1170إلى ،1240في حين أن الرهن العقاري يخضع لألحكام الواردة في الفصول 1170إلى 1183من ق.ل.ع ،كما
يخض ع أيض ا إل ى األحكام الواردة ف ي ظهي ر 2يوني و 1915إذا كان واقع ا عل ى عقار محف ظ فبالرجوع إل ى الفص ل 1170م ن ق.ل .ع نجده
يعرف الرهن الحيازي بأنـه " :عقد بمقتضاه يخصص المدين أو أحد من الغير بعمل لمصلحته شيئا منقوال أو عقاريا أو حقا معنويا لضمان
االلتزام ،وهو يمنح الدائن حق استيفاء دينه من هذا الشيء باألسبقية على جميع الدائنين اآلخرين إذا لم يف به المدين ".
وعليه فإنه يمكن تعريف الرهن الحيازي بأنه حق عيني يقع على منقول أو عقار يضعه مالكه في حيازة الدائن أو حيازة من اتفق عليه العاقدان
ضمان ا اللتزام علي ه أ و عل ى غيره ،ويخول الدائ ن ح ق حبس ه حت ى وفاء االلتزام بتمام ه وح ق بيع ه ع ن طري ق القضاء ف ي حال ة عدم الوفاء
باإلستحقاق وحق استيفاء الدين من الثمن مقدما باألفضلية على سائر الدائنين اآلخرين.
انشاء الرهن الحيازي :ل ابد إذن لقيام عقد الرهن من متعاقدان (راهن ومرتهن) مع ضرورة توفر كل منهما على األهلية الكاملة حسب الفصل
, 1171يشترط في المدين أن يكون مالكاً للشيء المرهون باستثناء يتعلق بإمكانية رهن ملك الغير شريطة من رضى مالك الشيء المرهون
بهذا العقد أما بالنسبة للدين المضمون بمقتضى عقد الرهن ،فليس من الالزم أن يكون من األشياء المادية كما قد يتبادر إلى األذهان ،إنما يمكن
أن يكون عبارة عن ديون موثوقة بسندات إسمية أو لحاملها,أنه إذا تجاوزت قيمة كل من الدين المضمون والشيء المرهون كل على حدة 200
درهم تصبح الكتابة إلزامية لقيام عقد الرهن ،ويمكن أن تكون إما بعقد رسمي أو بسند عرفي شريطة كونه ثابت التاريخ ,أما بالنسبة للرهن
الحيازي العقاري فتعتبر الكتابة إلزامية لقيام عقد الرهن وذلك حسب الفصل 100من ظهير 19رجب 1333حيث جاء فيه " ال يقرر الرهن
الحيازي إال بعق د كتاب ي…" ،و ف ي المشروع رق م 19-01ف ي مادت ه 291عل ى أن ه يشترط لص حة عق د الره ن الحيازي أ ن ي برم ف ي محرر
رسمي.
المبحث الثاني :الرهن اقتصاديا
• تقوم البنوك التجارية بتقديم القروض والتسهيالت المالية التي يطلبها العمالء لمقابلة التزاماتهم وأعمالهم التجارية ويعتبر تقديم القروض وغيرها
من التسهيالت المالية لعمالء البنوك من أهم النشاطات واألعمال المصرفية ،إن لم نقل األهم .ونظير تقديم القروض والتسهيالت يجب على البنوك
التجاري ة أ ن تطل ب م ن المقترضي ن تقدي م الضمانات القانوني ة الت ي تراه ا مناس بة ويت م االحتفاظ بهذه الضمانات إل ى حي ن الس داد التام لك ل المبال غ
المقترضة ،أو تسييل الضمانات لتغطية الديون التي يفشل المقترض في سدادها وفق االتفاق المبرم
• تعريف الرهن :
وهناك نوعان من الرهن تجاري و عقاري
• الرهن التجاري هو عقد بموجبه يمنح الدائن قرضاً للمدين مقابل ضمان .قد يكون هذا الضمان أمواالً أو صكوكاً أو سندات أو ممتلكات ذات قيمة
أو غيرها .ويعد الضمان تأمينا ً للدائن بأن المدين سيقوم بسداد الدين .فإذا تأخر المدين عن السداد ،يصبح الضمان ملكا ً للدائن
• الرهن العقاري هو قرض يُ َم ّك ن المقترض سوا ًء كان فرداً أو مؤسسة من أن يقترض نقوداً ليشتري منزالً أو أي عقار آخر ،وتكون ملكيته لهذا
العقار ضمانا ً للقرض ،أي أنه في حال عجزه عن سداد القرض فإن من حق ال ُمقرض اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بتملكه لهذا العقار ،وبصورة أخرى
فإن العقار يبقى مرهونا ً حتى يتم سداد القرض ولذلك يسمى ال ُمقرض مرتهنا ،ويسمى ال ُمقترض راهنا
• طراف الرهن التجاري :
ُ قصد بأطراف الرهن التجاري المدين الراهن ،وهو التاجر الذي يرهن ماله ضمانا ً لسداد دينه و الدائن المرتهن ،وهو
الذي يعطي القرض مقابل هذا الضمان .وقد يكون الدائن مصرفا ً أو تاجراُ
المبحث الثالث :الرهن شرعا
• الرهن شرعا :جعل عين مالية أو ما في حكمها وثيقة بدين يستوفى منها أو من ثمنها إذا تعذر الوفاء.
أحكام الرهن: •
حكم عقد الرهن :الرهن مشروع بالكتاب و السنة و اإلجماع.
ان َّم ْقب َ
ُوضةٌ} ( )283سورة البقرة. -فأما بالكتاب فقوله تعالىَ { :وِإن ُكنتُ ْم َعلَى َسفَ ٍر َولَ ْم تَ ِج ُد ْ
وا َكاتِبًا فَ ِرهَ ٌ
-وأم ا الس نة فبم ا روى البخاري ومسلم م ن حدي ث عائش ة رض ي هللا عنه ا :أ ن الن بي صلى هللا علي ه وس لم اشترى م ن يهودي طعاما ً إل ى أج ل معلوم
وارتهن منه درعا من حديد".
-وأما باإلجماع :فقد انعقد على ذلك.
• أركان عقد الرهن:
لعقد الرهن أركان كغيره من العقود ،ال يوجد وال يقوم إال بوجودها ،كما أن لتلك األركان شروطًا ال يصح العقد وال تترتب عليه آثاره المعتبرة شر ًعا إال بتوافرها.
وأركان عقد الرهن هي: •
-1العاقدان :وهما الراهن والمرتهن اللذان يقومان بإنشاء هذا العقد.
-2الصيغة :وهو الكالم الذي يصدر عن المتعاقدين ليد َّل على إنشاء هذا العقد.
-3ال َّدين :وهو المرهون به ،وهو سبب هذا العقد ،والذي يكون في دين الراهن للمرتهن.
-4المرهون :الرهن ،وهو العين التي توضع لدى المرتهن وثيقة بدينه