‫مدخل التزكية العقيدة‪:‬االيمان و‬

‫الغيب‬
‫اعداد و تقديم‪ :‬ياسين كريندة‬
‫‪:‬الوضعية المشكلة‬

‫سمع خالد إمام المسجد في إحدى خطبه‪ ،‬يقول‪“ :‬لو كان إيماننا بالجنة والنار متجذرا في قلوبنا لما وقعنا في‬
‫معصية ما بخلنا بطاعة …”‪ .‬فاستغرب ذلك‪ ،‬وسأل عنه أباه‪ ،‬فقال له‪“ :‬أجل يا بني‪ ،‬لإليمان بالغيب أثر كبير‬
‫في صرف الناس عن المعصية‪ ،‬وتحفيزهم على الطاعة …”‪.‬‬

‫فما هو الغيب؟‬ ‫‪‬‬

‫وما معنى اإليمان بالغيب؟‬ ‫‪‬‬

 ‫المحور األول‪:‬مفهوم االيمان و شروطه‬
‫‪.1.‬مفهوم االيمان‬

‫‪‬‬ ‫‪ .‬اإليمان لغة‪ :‬هو التصديق والوثوق‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪ ( :‬وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ) يوسف ‪ 17‬‬

‫‪‬‬ ‫واصطالحا ‪ :‬هو التصديق بالقلب واإلقرار باللسان والعمل بالجوارح ‪ ،‬وأركانه ستة ( اإليمان باهلل ومالئكته‬
‫وشره)‬ ‫‪ .‬وكتبه ورسله واليوم اآلخر و اإليمان بالقضاء والقدر خيره‬

‫‪‬‬ ‫وتتجلي حقيقة اإليمان في صلة العبد بربه ‪ ،‬بحيث يعتبر المؤمن أن اإليمان أجل نعمة على اإلطالق ‪ ،‬فليس هو‬
‫‪.‬مجرد نطق باللسان واعتقاد بالجنان ‪،‬إنما هو عقيدة تمأل القلب وتصدر عنها آثارها في السلوكات والمعامالت‬
 ‫‪:‬ش‪HH‬روط ا ‪H‬اليمان‪2.‬‬

‫‪.‬العلم المنافي للجهل ‪ :‬فاهلل يعبد بعلم ال بجهل‬

‫‪.‬التصديق المنافي للتكذيب ‪ :‬التصديق الجازم بكل ما جاء في القرآن والسنة‬
‫االتباع المنافي لالبتداع ‪ ( :‬اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم وال تتبعوا من دونه أولياء )‬
 ‫المحور الثاني ‪ :‬مفهوم الغيب وأقسامه وداللة اإليمان به‪:‬‬

‫‪ -1 :‬مفهوم الغيب‬

‫الغيب لغة ‪ :‬هو كل ما غاب عن إدراك حواس اإلنسان‪ .‬واصطالحا ‪ :‬كل ما ال سبيل إلى إدراكه إال عن طريق الخبر‬
‫اليقيني (الوحي أو الحقائق العلمية)‬
‫‪:‬أ‪H‬ق‪H‬سام‪ H‬ا‪HH‬لغيب‪2-‬‬
‫‪.‬أ – غيب نسبي ‪ :‬وهو الذي يتيسر لإلنسان إدراكه ( بالحواس) بعلم أو تجربة أو زمن فيصبح من عالم الشهادة‬

‫باإليمان به ‪ :‬كعلم الساعة‬ ‫ب – غيب مطلق ‪:‬وهو الذي ال يمكن لإلنسان إدراكه ‪ ،‬ألنه مما استأثر هللا بعلمه وأمرنا ‪.‬‬
‫… والموت‬
 ‫‪:‬دال‪HH‬لة ا ‪H‬إليمانب‪HH‬ا‪HH‬لغيب‪3-‬‬

‫هو تصديق كل ما أخبرنا به هللا سبحانه ورسوله عليه الصالة والسالم مما ال سبيل إلى العلم به وإدراكه حسا أو بوسائل بدون شك أو‬
‫تردد ‪.‬وتتجلى عالقة الغيب باإليمان في كون ‪ :‬الغيب يعتبر جوهر الفكرة اإليمانية ‪ ،‬وأساس العقيدة اإلسالمية ‪ ،‬به يتلقى المؤمن‬
‫‪.‬رساالت القرآن المجيد ‪ ،‬توحيدا للخالق ورحمة بالخلق وعمارة لألرض‬
 ‫المحور` الثالث`‪  :‬أثر اإليمان بالغيب على النفس وعاقبة التكذيب به‪.‬‬

‫‪ 1:‬ــ الغيب والوجود اإلنساني‬

‫اإلنسان يعيش في هذه الدنيا وهو عاجز عن اإلحاطة بعلم كل المحسوسات فكيف بعلم الغيب وعوالمه الخفية‪ ،‬ومن أمور الغيب التي شغلت اإلنسان‪  ‬قديما وحديثا حقيقة‬
‫وح ِمنْ َأ ْم ِر َربِّي َو َما ُأوتِيتُ ْم ِمنَ ا ْل ِع ْل ِم ِإاَّل قَلِياًل ” االسراء‪85 :‬‬ ‫وح قُ ِل ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫الر ِ‬ ‫سَألُونَ َك ع ِ‬
‫َن ُّ‬ ‫‪.‬الروح وغموض الموت ‪ ،‬قال تعالى ‪َ ”:‬ويَ ْ‬

‫‪.‬ت‪HH‬أثير ا ‪H‬إليمانب‪HH‬ا‪HH‬لغيبعلىا ‪H‬إلنسان‪2-‬‬

‫منه للقيام بخالفة األرض و عمارتها –‬ ‫‪..‬تحرير فكر اإلنسان من االنشغال بأسئلة و قضايا تتجاوز إمكاناته ووسائله ليشتغل بما هو مطلوب‬

‫‪..‬اإليمان بالغيب يعطي معنى إيجابيا للحياة في هذه الدنيا‪ ،‬فاإليمان باهلل حقيقة يساعد على تقدير األحكام و قبولها –‬

‫ب وال ي‪HH‬حزنعلىما ف‪HHH‬اته‪-H‬‬

‫‪.‬ي‪HH‬جعلا ‪H‬إلنسانال‪ H‬ي‪HH‬صيبه‪ H‬ا‪HH‬ليأسوال ا‪HH‬لقنوط ب‪HH‬سببك‪H‬ثرة ا‪HH‬لمصائ ‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬يشعر اإلنسان أنه ليس مهمال و أنه لم يخلق عبثا و لم يترك سدى فيغدو إيجابيا و يأتي بصالح األعمال إرضاءا لخالقه و طمعا في جنته –‬

‫‪ “. .‬يحصن المسلم من الوقوع في شراك الخرافات و الشعوذة‪ ،‬قال صلى هللا عليه و سلم ‪ ” :‬من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صالة أربعين ليلة –‬
‫‪.‬عاق‪H‬بة ا‪HH‬لتكديبب‪HH‬ا‪HH‬لغيب‪3-‬‬

‫‪.‬عدم اإلحساس بالكرامة ‪ :‬ألن الكافر بالغيب لم يستشعر كمال العبودية له سبحانه الذي يقتضي اإلستغناء عما سواه –‬

‫الخوف وعدم األمن ‪:‬ألن النفس البشرية تنعم باألمن واإلستقرار في رحاب اإليمان وتتحرر من الخوف من فقد األهل والمال –‬
‫…والولد‬
‫‪.‬إشاعة البغضاء والفرقة ‪ :‬ألن ارتكاب ما حرم هللا يفسد الحياة كلها وتنشأ عنه الشقاء والعداوة بين األفراد –‬

‫‪.‬جهل حقيقة الحياة والكون والمصير –‬

 ‫‪THE END‬‬

‫👍‬ ‫‪.‬‬

‫دمتم في رعاية هللا وحفظه‬