‫حكم الدعوة‬

mirjam nilsson
 ‫إن الدعوة إىل اهلل تعاىل واجبة على كل مسلم ومسلمة بالغ أو بالغة عاقل أو عاقلة‪ ،‬كل على‬
‫قدرعلمه ويف حدود استطاعته ألنه تابع للنيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ .-‬قال اهلل تعاىل‬
‫صي َر‪ٍ 3‬ة َأنَ ۠ا َو َم ِن ٱتَّبَ َعنِيۖ َوس ُۡب ٰ َح َن ٱهَّلل ِ َو َمٓا َأنَ ۠ا ِم َن‬
‫قُ ۡل ٰهَ ِذ ِهۦ َسبِيلِ ٓي َأ ۡد ُع ٓو ْا ِإلَى ٱهَّلل ۚ ِ َعلَ ٰى بَ ِ‬
‫ۡٱل ُم ۡش ِر ِك َ‬
‫ين‬

‫‪.‬‬ ‫فهذه األية تبني بأن الدعوة إىل اهلل تعاىل واجبة‬
‫ولدليل من احلديث الشريف‪ :‬قال الرسول ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪( :-‬من رأى منكم منكرا فليغريه‬
‫بيده‪ ،‬فإن مل يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن مل يستطع فبقلبه‪،‬وذلك أضعف اإلميان)‪.‬‬

‫‪20XX‬‬ ‫‪presentation title‬‬ ‫‪2‬‬

 ‫أحوال أداء هذا الوجوب‪:‬‬
‫يؤدى هذا الواجب بصورتني‪:‬‬
‫الصورة األوىل‪ :‬فردية‪ .‬لقول الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪) :‬من رأى منكم منكرا فليغريه بيده‪،‬‬
‫فإن مل يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن مل يستطع فبقلبه‪،‬وذلك أضعف اإلميان(‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬

‫ف‪َ 3‬ويَ ۡنهَ ۡو َن‪3‬‬

‫ِ‬ ‫ُو‬
‫‪3‬‬
‫ر‬ ‫ۡ‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫ۡ‬
‫ٱل‬ ‫ب‬ ‫‪3‬‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ُو‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫ۡ‬
‫الصورة الثانية‪ :‬مجاعية‪ .‬لقوله تعاىل ‪َ :‬و ۡلتَ ُك‪3‬ن ِّمن ُك ۡم‪ُ 3‬أ َّم ‪ٞ‬ة‪ 3‬يَ ۡد ُعو َن‪ِ 3‬إلَ‪3‬ى ۡٱل َخ ۡي ِر‪َ 3‬ويَ ُ‬
‫أ‬
‫ِ َ‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ ۚ ُأ ٰ ٓ‬
‫َع ِن ٱل ُمن َك ِر َو ْولِئ َ‬
‫ك هُ ُم ٱل ُمفلِح َ‬
‫ُون‬

‫ين‪َ 3‬ولِيُن ِذر ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ٞ‬‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َّ ٗۚ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ُوا قَ ۡو َمه ُۡم‪ِ 3‬إ َذا‬ ‫ِ‬ ‫د‬‫ِّ‬ ‫ٱل‬ ‫‪3‬ي‬‫ف‬
‫ِ‬ ‫ُوا‬ ‫ه‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ة‪3‬‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ِئ‬‫ٓا‬‫ط‬ ‫ُم‪3‬‬
‫ۡ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِّ‬ ‫ة‪3‬‬
‫ٖ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ۡ‬
‫ر‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫لِّ‪3‬‬ ‫ك‬ ‫‪3‬ن‬
‫م‬‫ِ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫اَل‬‫و‬‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪3‬‬
‫ة‬ ‫ف‬‫ٓا‬ ‫ك‬ ‫ُوا‬
‫ر‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ي‬‫ل‬
‫ِ‬ ‫ون‪3‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ؤ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ٱل‬ ‫َو َم‪3‬ا َك َ‬
‫ان‪3‬‬

‫َر َجع ُٓو ْا ِإلَ ۡي ِهمۡ لَ َعلَّهُمۡ يَ ۡح َذر َ‬

‫ُون‬
‫‪20XX‬‬ ‫‪presentation title‬‬ ‫‪3‬‬
 ‫وقد أمجعت األمة سلفاا وخالفا على وجوب الدعوة إىل اهلل تعاىل على األفراد واجلماعات‪.‬‬

‫نوع الوجوب ‪:‬‬

‫اختلف العلماء يف نوع الوجوب‪ ،‬هل وجوب عيين أو وجوب كفائي‪.‬‬

‫سبب االختالف‪:‬‬
‫سبب اختالف العلماء ىف حكم الدعوة أهو وجوب عيين أم وجوب كفائي‬
‫)من( – يف قوله تعاىل‪:‬‬ ‫يكمن ىف فهم كل من الفريقني ملدلول حرف – ِ‬
‫ۡ ۚ ُأ ٰ َٓ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ُوف َويَ ۡنهَ ۡو َن َع ِن ٱل ُمن َك ِر‪َ 3‬و ْولِئ َ‬
‫ك هُ ُم‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ع‬‫ۡ‬ ‫م‬ ‫ٱل‬
‫ِ َ‬ ‫ب‬ ‫ُون‬
‫َ‬ ‫ر‬‫م‬‫ون ِإلَى ۡٱل َخ ۡي ِر َويَ ُ‬
‫أ‬ ‫َو ۡلتَ ُكن ِّمن ُكمۡ ُأ َّم ‪ٞ‬ة يَ ۡد ُع َ‬
‫ۡٱل ُم ۡفلِح َ‬
‫ُون‬
‫هل هو للبيان أو للتبعيض ‪ .‬فبعض العلماء رأى أنه للبيان وبعضهم رأى أنه للتبعيض ‪.‬‬

‫‪20XX‬‬ ‫‪presentation title‬‬ ‫‪4‬‬

 ‫القائلون بالوجوب العيين‪:‬‬
‫رأوا أن حرف الالم يف ق وله تعاىل‪﴿ :‬ولتكن﴾ لألمر واألمر للوجوب ورأوا أن حرف‬
‫﴿من﴾ ىف قوله تعاىل ﴿منكم﴾ للبيان أو لإلستغراق أو للجنس مثل قوله تعاىل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ور‬ ‫ُّ‬
‫ٱلز‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫و‬‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬
‫ُوا‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ۡ‬
‫ٱج‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ٰ‬
‫ث‬ ‫و‬‫ۡ‬ ‫َأۡل‬ ‫ٱ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫س‬‫َ‬ ‫ۡ‬
‫ج‬ ‫ر‬
‫ِّ‬ ‫ٱل‬ ‫ْ‬
‫ُوا‬ ‫فَ ۡ‬
‫ٱجتَنِب‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬

‫تفسير اآلية على رأيهم‪ :‬كونوا أيها املخاطبون هبذه األية وهم مجيع أمة حممد‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬أمة داعية إىل اخلري آمرة باملعروف ناهية عن املنكر‪.‬‬

‫‪20XX‬‬ ‫‪presentation title‬‬ ‫‪5‬‬

 ‫دليلهم على هذا التفسير‪:‬‬
‫‪ :‬قال اهلل تعاىل‪:‬‬
‫صي َر ٍة َأنَ ۠ا َو َم ِن ٱتَّبَ َعنِيۖ َوس ُۡب ٰ َح َن ٱهَّلل ِ َو َمٓا َأنَ ۠ا ِم َن‬
‫قُ ۡل ٰهَ ِذ ِهۦ َسبِيلِ ٓي َأ ۡد ُع ٓو ْا ِإلَى ٱهَّلل ۚ ِ َعلَ ٰى بَ ِ‬
‫ۡٱل ُم ۡش ِر ِك َ‬
‫ين‬
‫كل مسلم تابع للنيب صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫ُوف‪َ 3‬وتَ ۡنهَ ۡو َن‪َ 3‬ع ِن‪ۡ 3‬ٱل ُمن َك ِر‬

‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ۡ‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫ۡ‬
‫ٱل‬ ‫ب‬ ‫‪3‬‬ ‫ُون‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ۡ‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫‪3‬‬ ‫اس‬‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫‪3‬‬ ‫ۡ‬
‫ت‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ۡ‬
‫خ‬ ‫ُأ‬ ‫‪3‬‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ُأ‬ ‫وقال اهلل تعاىل ‪ُ :‬كنتُ ۡم‪َ 3‬خ ۡي َر‪3‬‬
‫ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ون َوَأ ۡكثَ ُرهُ ُم ۡٱل ٰفَ ِسقُ َ‬

‫ون‬ ‫ان َخ ۡي ٗرا لَّهُمۚ ِّم ۡنهُ ُم ۡٱل ُم ۡؤ ِمنُ َ‬ ‫ون بِٱهَّلل ۗ ِ َولَ ۡو َءا َم َن َأ ۡه ُل ۡٱل ِك ٰتَ ِ‬
‫ب لَ َك َ‬ ‫َوتُ ۡؤ ِمنُ َ‬
‫قول النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬من رأى منكم منكرا فليغريه بيده‪ ،‬فإن مل يستطع‬
‫فبلسانه‪ ،‬فإن مل يستطع فبقلبه‪،‬وذلك أضعف اإلميان رواه مسلم‬
‫‪20XX‬‬ ‫‪presentation title‬‬ ‫‪6‬‬
 ‫القائلون بالوجوب الكفائي ‪:‬‬
‫قالوا إن الالم ىف قوله تعاىل‪﴿ :‬ولتكن﴾ لألمر واألمر للوجوب ورأوا أن ﴿من﴾ ىف‬
‫قوله تعاىل ﴿منكم﴾ للتبعيض‪.‬‬
‫تفسري اآلية على رأيهم‪﴿ :‬ليكن بعضكم﴾ أيها املخاطبون وهم بعض أمة حممد‬
‫صلى اهلل عليه وسلم أمة داعية إىل اخلري آمرة باملعروف وناهية عن املنكر ‪.‬‬
‫ۚ‬
‫ُوا َكٓافَّ ٗة فَل ۡواَل نَفَ َر‬
‫َ‬ ‫ون لِيَنفِر‪ْ 3‬‬ ‫ان ۡٱل ُم ۡؤ ِمنُ َ‬‫دليلهم على هذا التفسري‪ :‬قال اهلل تعاىل‪َ ۞ :‬و َما َك َ‬
‫ُوا قَ ۡو َمهُمۡ ِإ َذا َر َجع ُٓو ْا ِإلَ ۡي ِهمۡ لَ َعلَّهُمۡ‬
‫ين َولِيُن ِذر ْ‬
‫ِ‬ ‫د‬‫ِّ‬ ‫ٱل‬ ‫ي‬‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬
‫ُوا‬ ‫ه‬‫َّ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ي‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫‪ٞ‬‬
‫ة‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ِئ‬‫ٓا‬‫َ‬ ‫ط‬ ‫ُمۡ‬ ‫ه‬ ‫ۡ‬
‫ن‬ ‫ِمن ُك ِّل فِ ۡر‪3‬قَ ٖة ِّم‬
‫يَ ۡح َذر َ‬
‫ُون‬

‫‪20XX‬‬ ‫‪presentation title‬‬ ‫‪7‬‬

 ‫الترجيح ‪:‬‬
‫يتضح من شرح الرأيني أن الرأي الراجح األقرب للصواب هو الرأي األول القائل بالوجوب العيين‬
‫على كل مسلم ألن كل مسلم تابع للنيب صلى اهلل عليه وسلم فيدعو إىل اهلل على قدر علمه‬
‫واستطاعته‪.‬‬

‫الدليل على ذلك‪:‬‬

‫عموم األدلة ووضوحها ىف األمر بالوجوب العيين على النيب صلى اهلل عليه وسلم وكل أتباعه ىف‬
‫كل زمان ومكان ُك ل حبسب علمه واستطاعته أو على األقل إن مل يوجد علم وال استطاعة عند‬
‫البعض فيجب عليهم أن خيتاروا مجاعة تتخصص يف حتصيل العلم والدعوة إىل اهلل‪.‬‬
‫وبذلك يتحقق الوجوب العيين على مجيع املسلمني للقيام بأمر الدعوة من كلهم أو‬
‫بعضهم على أن يعاوهنم الكل ماد ي ا ومعنو ي ا وبذلك أيضا يلتقى الوجوب العيين مع الوجوب‬
‫الكفائي‬
‫‪20XX‬‬ ‫‪presentation title‬‬ ‫‪8‬‬