‫الفصل األول‬

‫مفهوم نظام التعليم والعوامل المؤثرة فيه‬

 ‫الدولة الحديثة دولة مؤسسات‪ ،‬وتكون الدولة قوية بقوة مؤسساتها‪.‬‬ ‫•‬
‫تتعدد مؤسسات الدولة فهناك المؤسسات الدينية واالقتصادية والصحية واألمن‬ ‫•‬
‫والدفاع ومؤسسات اإلعالم ومؤسسات التعليم‪.....‬الخ‪ ،‬ولكل مؤسسة وظائف‬
‫تقوم بها‪.‬‬
‫وتعد المؤسسة التعليمية من أهم المؤسسات في المجتمع ويرجع ذلك لعدة‬ ‫•‬
‫عوامل منها‪ ،‬تعتبر من أكبر مؤسسات المجتمع حجما بحكم عدد تالميذها‬
‫ومعلميها‪ ،‬وبحكم ضخامة ميزانياتها مقارنة بغيرها‪ ،‬وبحكم دورها في الحفاظ‬
‫على المجتمع وثقافته وتطوير أفراده‪.‬‬
‫وتعتبر مؤسسة التعليم نظاما من نظم الدولة‪ ،‬وأفضل أسلوب لدراسة نظام‬ ‫•‬
‫التعليم وقضاياه ومشكالته هو أسلوب تحليل النظم ‪System Analysis‬‬
 ‫أسلوب تحليل النظم ‪System Analysis‬‬

‫مفهوم النظام‬
‫• ترجع نشأة أسلوب تحليل النظم إلي الحرب العالمية الثانية‪ ،‬فقد استخدمه‬
‫اإلنجليز ثم انتقل إلي الواليات المتحدة‪.‬‬

‫• النظام ‪ :‬أي كيان مادي أو غير مادي يضم بداخله مجموعة من األجزاء ترتبط‬
‫فيما بينها بعالقات‪ ،‬ويقوم كل جزء بوظيفة تتكامل بدورها مع وظائف األجزاء‬
‫األخرى‪ .‬وهذا يعني أن النظام شبكة من العالقات واألنظمة بين مدخالت‬
‫ومخرجات تتجه نحو هدف واحد أو مجموعة من األهداف‪.‬‬

‫• وقد أشار إليه رسولنا صلى هللا عليه وسلم بقوله [ مثل المؤمنين في توادهم‬
‫وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد‪] ....‬‬
 ‫خصائص النظام‬

‫• له حدود تميزه عن غيره من النظم‪ ،‬له عالقاته ووظائفه‪ .‬وقد يكون تابعا أو‬
‫رئيسا‪ ،‬فهو تابع لما فوقه من النظم ورئيس لما يضمه بداخله من نظم‪.‬‬

‫• للنظام بيئة تحيط به خارج حدوده يتأثر بها ويستمد منها مدخالته ويؤثر فيها‬
‫بما يقدمه من مخرجات‪.‬‬

‫• العالقات داخل النظام ليست عشوائية وإنما هي سببية ووظيفية‪ ،‬تعاونية‬

‫وتكاملية‪.‬‬
 ‫• أجزاء أي نظام مرتبطة مع بقية األجزاء‪ ،‬لذا يصعب دراسة جزء بعزل عن‬
‫بقية األجزاء‪.‬‬

‫• تتميز العناصر التي يتكون منها النظام بعضها عن بعض بما يقوم به كل‬
‫عنصر من وظائف تجعله مميزا عن غيره‪.‬‬

‫• أي نظام يقوم بوظيفة أو عدة وظائف لحقيق الهدف الذي يسعى إليه النظام بكل‬
‫عناصره‪.‬‬
 ‫أنواع النظم‬
‫نظم مفتوحة‪ :‬وهي تتبادل العالقات والتأثيرات مع النظم األخرى المحيطة بها‪.‬‬
‫• نظم الحياة سواء كانت حيوية أم اجتماعية أم سلوكية فكلها نظم مفتوحة‪.‬‬

‫نظم مغلقة‪ :‬وهي التي تتقوقع على ذاتها وال تتبادل التأثير مع بيئتها‪ ،‬أي أنها ال‬
‫تؤثر وال تتأثر بالوسط المحيط بها‪.‬‬
‫• النظم المغلقة هي حدود ومجال عمل العلوم الطبيعية بقوانينها‪ .‬فقانون الجاذبية‬
‫األرضية يعمل في كل الظروف البيئية وال يغير من نفسه بتغير البيئات‪.‬‬

‫• التعليم بكل مؤسساته يمثل نظاما مفتوحا‪ ،‬أي أنه يستمد كل مقوماته من البيئة‬
‫المحيطة به‪.‬‬
 ‫تعريف نظام التعليم‬
‫• ” هو اإلطار الذي يضم كل عناصر العملية التعليمية ومكوناتها من الغايات‬
‫واألهداف واألنظمة‪ ،‬والطالب والمعلمين وشتى العاملين في قطاع التعليم‪،‬‬
‫والمباني المدرسية واإلمكانات المادية‪ ،‬والمناهج والمقررات‪....‬وما يربط بين‬
‫هذه المكونات جميعها من عالقات وظيفية‪ ،‬وما يحدث بينها من تفاعل وتعاون‬
‫وتكامل بقصد تحقيق غايات وأهداف معينة مرسومة سلفا هي أهداف التعليم‬
‫في بلد ما ”‬
‫خصائص نظام التعليم ‪:‬‬
‫• هو كيان مستقل له حدود تميزه عن البيئة المحيطة به‪.‬‬
‫• يؤثر ويتأثر بالبيئة الموجود فيها‪.‬‬
‫• عناصره مترابطة‪ ،‬متفاعلة‪ ،‬متكاملة‪ ،‬تربطها عالقات وظيفية وسببية‪.‬‬
‫• له هدف معين ”تحويلي“ أي يحول مدخالته من خالل وظائفه إلي حالة أخرى‬
‫هي المخرجات‪ ،‬مثل تحويل التالميذ إلي خريجين‪.‬‬
 ‫• مما سبق يتضح أن أي نظام تعليمي يتضمن العناصر التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬األهداف‪ Objective‬فالهدف هو النواة التي ينمو النظام ويدور حولها‬

‫ويسعى إلي تحقيقها‪ .‬والبد من تحديد األهداف قبل بناء النظام نفسه‪.‬‬

‫ب‪ .‬الوظائف ‪ Functions‬فنظام التعليم له وظائف تختلف عن غيره من‬

‫النظم‪.‬فهناك وظائف عامة تتفق فيها كل النظم منها التنظيم‪ ،‬التمويل‪ ،‬التوجيه‪،‬‬
‫الرقابة‪ .‬ووظائف خاصة تخص التعليم وحده منها‪ :‬التدريس‪ ،‬اإلشراف‬
‫التربوي‪ ،‬واإلرشاد الطالبي‪.‬‬

‫ج‪ .‬المكونات ‪ Contents‬تحدد أهداف التعليم ووظائفه مكوناته‪ .‬فمكونات كلية‬

‫التربية تختلف عن مكونات كلية الطب‪.‬‬
 ‫عناصر نظام التعليم‬

‫‪ .1‬المدخالت ‪Inputs‬‬
‫ويقصد بها اإلمكانات البشرية والمادية الالزمة لعمل النظام‪ ،‬وقد تكون‬
‫رمزية أو إنسانية أو مادية‪.‬‬

‫‪ .2‬األنشطة ‪Processes‬‬
‫وهي اآللية التي تتحول بها المدخالت إلى مخرجات وتشمل كل ما يحدث‬
‫داخل النظام من إدارة وتخطيط وتنظيم وتنسيق واتخاذ قرار‪ ،‬إلى جانب‬
‫التفاعالت المختلفة بين األفراد بعضهم البعض‪ ،‬وبين األفراد والنظام‪ ،‬وبين‬
‫النظام وبيئته الداخلية والخارجية‪ .‬والمعايير الموضوعة سلفا‪.‬‬
 ‫‪ .3‬المخرجات ‪Outputs‬‬
‫هي ناتج العمليات المختلفة التي تحدث داخل النظام وبها تتحول المدخالت‬
‫إلى مخرجات‪ ،‬ويمكن اعتبارها الهدف من عمل النظام‪.‬‬

‫‪ .4‬التغذية الراجعة ‪Feedback‬‬

‫وهي المقارنة بين النتائج التي تم الحصول عليها وبين المعايير الموضوعة‪،‬‬
‫وتمثل الرقابة على النظام وبواسطتها يمكن تصحيح االختالفات واالنحرافات‬
‫بين النتائج المحققة والمعايير الموضوعة سلفا‪.‬‬
 ‫تطبيق أسلوب تحليل النظم على التعليم‬
‫• العالقة بين مدخالت ومخرجات النظام وهي ‪:‬‬

‫‪ .1‬إن ما يتحقق من نتائج ومخرجات هو نتيجة حتمية لنوعية وكفاءة المدخالت‬

‫واألنشطة بالنظام‪.‬‬

‫‪ .2‬إن المخرجات هي حصيلة التفاعل بين المدخالت واألنشطة‪ ،‬فمثال كفاءة‬

‫خريجين الجامعة ومستواهم العلمي يتوقف على نوعية الطالب الذين يلتحقون‬
‫بالجامعة‪.‬‬
 ‫‪ . 3‬كفاءة األنشطة يتأثر بجودة المدخالت‪.‬‬

‫‪ .4‬المدخالت التعليمية يمكن أن تتحقق عنها مخرجات متباينة في الجودة تبعا‬

‫لكفاءة وفاعلية األنشطة‪.‬‬

‫‪ .5‬إن ما يحققه النظام التعليمي من مخرجات يعود ليؤثر في قدرة النظام على‬
‫استقطاب موارد ومدخالت جديدة تؤثر في أنواع األنشطة التي يقوم بها‪.‬‬
 ‫العوامل المؤثرة في نظام التعليم‬
‫‪ .1‬العوامل الثقافية ‪:‬‬
‫لكل مجتمع ثقافة تميزه عن غيره‪ ،‬وهي دينه ولغته‪ ،‬وعاداته وتقاليده وقيمه‬
‫وأخالقه وآدابه وفنونه‪ .‬والتربية هي وسيلة المجتمع للمحافظة على ثقافته‪ .‬لذا‬
‫تعد ثقافة المجتمع أهم عامل يؤثر في تربيته‪.‬‬

‫‪ .2‬العوامل السكانية ‪:‬‬

‫وتؤثر في نظام التعليم من زاويتين هما‪:‬‬
‫أ‪.‬التكوين العنصري ويعني تعدد األجناس العرقية كما في جنوب إفريقيا‪.‬‬
‫ب‪.‬التكوين الديمغرافي للسكان ويعني توزيع السكان على فئات عمرية‪.‬‬
 ‫‪ . 3‬العوامل االقتصادية ‪:‬‬
‫فالعالقة بين نظام التعليم واالقتصاد عالقة تبادلية‪.‬فالدول الغنية ذات االقتصاد‬
‫القوى تكون أنظمتها التعليمية قوية تبعا لذلك‪ ،‬ويظهر هذا في نوع الخدمات‬
‫التعليمية من مباني وأجهزة وأدوات‪.‬‬

‫‪ .4‬العوامل الجغرافية ‪ :‬تؤثر في نظام التعليم من ثالث زوايا ‪:‬‬

‫أ‪ .‬المناخ ويحدد السن المالئم لبدء التعليم مواسم اإلجازة وشكل المباني‪.‬‬
‫ب‪ .‬طبيعة البيئة تحدد محتوى البرامج الدراسية‪ ،‬فالبرامج الدراسية مطالبة‬
‫بأن تكون مالئمة ألوجه النشاط السائدة في البيئة الجغرافية‪.‬‬
‫ج‪ .‬مصادر الثروة مثل اتساع األراضي الزراعية والمناجم والمعادن‪ ،‬تساعد‬
‫على قيام صناعة معدنية وهذا بالتالي يحدد اإلنفاق على التعليم‪.‬‬
 ‫‪ .5‬العوامل السياسية ‪:‬‬
‫تؤثر في نظام التعليم من ناحيتين هما ‪:‬‬
‫أ‪ .‬األيدلوجية ‪ :‬وتعني األفكار والمبادئ واألهداف التي تقوم عليها الدولة‪،‬‬
‫ولكل مجتمع أفكاره ومبادئه التي تتبناها السلطة السياسية في المجتمع‪ ،‬ولكن‬
‫تظل هذه األفكار شعارات ما لم تتدخل التربية وتحولها إلى أعمال وممارسات‪.‬‬

‫ب‪ .‬الظروف السياسية المؤقتة أو الطارئة‪.‬‬