Professional Documents
Culture Documents
الفرص والتحديات في صناعة التأمين التكافلي أحمد الصباغ
الفرص والتحديات في صناعة التأمين التكافلي أحمد الصباغ
في
صناعة التأمين التكافلي
إعداد
األستاذ أحمد محمد صبّاغ
المدير العام
لشركة التأمين االسالمية
عمان -األردن
1
المقدمة :
قبل البدء ف ي الحدي ث ع ن الفرص والتحديات ف ي ص ناعة التأمي ن َ
لمين يُعتبران من أهم العلوم وأعرقها، التكافلي ،نَود اإلشارة بإيجاز إلى ِ
ع
َ ُ
لِما لهما من تأثير عميق على العلوم الحديثة والرتباط ٍّ
كل منهما باآلخر
َعبر التاريخ ،إنهما علم االجتماع وعلم االقتصاد .
وف ي الوقت نفسه ،يج ب التأكيد على الدور الك بير الذي تلعبه القوانين
كل م ن قطاع ذات العالق ة ف ي التأثي ر عل ى مدى النجاح الذي يحقق ه ٌ
تبع ا
التأمي ن وقطاع المص ارف .فغالبً ا م ا تتحدد مالم ح هذي ن القطاعي ن ً
لطبيعة القواني ِن التي تنظم أعمالها .
4
ولذلك ليس غريباً أن يكون مبدأ التكافل االجتماعي دعامةً أساسية
من دعائم المجتمع اإلسالمي ،وأن يكون مفهوم التكافل في موضوع التأمين
اإلسالمي قائماً على َجم ِع القوى اإلنسانية في المجتمع بُغيَةَ المحافظة على دفع
األضرار عن البناء االجتماعي وإقامته على أسس سليمة .
ولعل أبلغ صورة للتكافل االجتماعي ما جاء في قوله صلى اهلل عليه
ّ
وسلم " المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يش ّد بعضه بعضاً" وقوله أيضاً
صلى اهلل عليه وسلم " مثَل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثَل الجسد إذا
اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
حث اهلل سبحانه ،على التعاون والتكافل في أكثر من موضع في كتابه العزيز وقد ّ
البر والتقوى
وجل أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم " وتعاونوا على ّ
حيث قال عز ّ
وال تعاونوا عل ى اإلث م والعدوان" ص دق اهلل العظي م ذل ك التعاون الذي تتحق ق
من خالله مبادئ التأمين اإلسالمي التعاوني.
5
المحور االول
فرص شركات التأمين االسالمية في النجاح
أوالً : التأمين اإلسالمي يحظى بقبول فطري من جمهور المتعاملين مع
شركات التأمي ن اإلس المية الت ي تتمث ل بااللتزام
بأحكام الشريعة اإلسالمية في جميع معامالتها ويشمل ذلك :
أ-
المقر شرعاً
ممارسة العمليات التأمينية على أساس التأمين التعاوني ّ
كبديل للتأمين التجاري .
ب- إدارة العمليات التأمينية وأموال التأمين على أساس الوكالة بأجر
كل سنة مالية .ابتداء قبيل بداية ِّ
ً معلوم يحدد
ج- عدم اشتمال وثائق التأمين على شروط باطلة شرعاً .
6
د- أن تكون اتفاقيات إعادة التأمين ِوفق توجيهات
هيئات الرقابة الشرعية .
هـ-
استثمار أموال التأمين بالطرق المشروعة .
و- االلتزام بالمعايير الصادرة عن هيئات المحاسبة والمراجعة اإلسالمية .
ز- االلتزام بالفتاوى الصادرة عن هيئات الرقابة الشرعية .
ح- عدم تأمين الممتلكات المحرمة أو التعامل بها .
ط- إيداع أموال التأمين في المصارف أو المؤسسات المالية اإلسالمية .
ق- تقدي م التحكي م الشرع ي عل ى االحتكام إل ى القضاء ف ي ح ل
المنازعات .
7
ثانيا ً :
تطل ب اإلقبال عل ى الدخول ف ي معامالت شركات التأمي ن اإلس المية نظراً
للتطور العمراني والصناعي والتجاري الذي شهدته المنطقة إلى -:
أ-
زيادة رؤوس أموال شركات التأمين اإلسالمية .
ب-
االقبال على االستثمار المشروع في شركات التأمين اإلسالمية .
ج-
تحويل بعض شركات التأمين التقليدية لشركات تأمين إسالمية .
ثالثا ً : إنشاء معاه د ومؤس سات علمي ة وتدريبي ة متخص صة ف ي علوم
المصارف اإلسالمية والتكافل .
رابعا ً : إ ن األم ن الوظيف ي الذي توفره المؤس سات المالي ة اإلس المية جع ل
االنضمام إلى أسرتها شرفاً يُفتخر به لكل باحث عن الرزق الحالل .
8
المحور الثاني
التحديات والصعوبات التي تواجه شركات التأمين اإلسالمية
أ- التحديات -:
• الدول المتقدم ة أ و النامي ة تس عى دوماً إل ى تحقي ق التنمي ة االقتص ادية
لمجتمعاتها بالمحافظة على رؤوس األموال واستثمارها بايجاد أوعية
استثمارية سليمة .
• إ ن تقيي م رجال المال واالقتص اد ألهمي ة س المة ومتان ة العالق ة بي ن
حد اعتبارهم ا وجهي ن لعمل ة واحدة , شركات التأمي ن والمص ارف إل ى ِّ
ألقى بمسؤولية كبيرة على إدارات هذه المؤسسات.
الس مات الت ي يتمي ز به ا االقتص اد الراق ي أل ي بل د ه و ف ي مدى •أه م ِّ
التناغ م والتراب ط القائمي ن بي ن قطاع التأمي ن والقطاع المص رفي ,مم ا
استوجب استحداث آلية بينهما وهي ال “ “ Bancassuranceأي
التأمين المصرفي . 9
إن نظام التأمي ن يعت بر م ن أه م األنظم ة االقتص ادية الت ي له ا الدور الهام
• ّ
واألساسي في دعم االقتصاد الوطني .
10
ب- الصعوبات -:
أوالً : التنافس بين شركات التأمين ونجد مجاالته في :
أ- أقدمية شركات التأمين التجارية في التأسيس .
ب- أقدمي ة شركات التأمي ن التجاري ة ف ي الخ برات الفني ة وأنواع التغطيات
التأمينية .
ج- ضآلة رؤوس األموال التي ابتدأت بها شركات التأمين اإلسالمية .
د- الممارسات التأمينية الخاطئة في تسعير األخطار ومعالجة الخسائر .
11
ثالثا ً : عدم إدراك الكثيري ن بالفروق الجوهري ة بي ن طبيع ة عم ل
شركات التأمين اإلسالمية وشركات التأمين التجارية .
سادسا ً : إشاعة العدل والمساواة بين حملة الوثائق وبين المساهمين .
12
ج- إعادة التأمين -:
َّ
إن إعادة التأمي ن جزءٌ ال يتجزْأ م ن التأمي ن ،وال ازدهار لشركات التأمي ن
اإلسالمية إالّ بإعادة التأمين وذلك ألنها . -:
ج- تفتيت وتوزيع المخاطر من خالل عدة شركات تأمين أو عدة أسواق تأمين .
13
د- تأس يس عدد م ن شركات إعادة التأمي ن اإلس المية بع د نح و ثالثي ن
عاماً من نشوء أول شركة تأمين إسالمية .
هـ-
لجوء كبرى شركات إعادة التأمين الغربية إلى المشاركة في سوق
التأمين اإلسالمي بإنشاء شركات إعادة تأمين إسالمية .
و-
إن الفقه اإلسالمي ولود في أفكاره ومبدعاً في ابتكاراته وسليماً في
تط بيقاته ,مم ا يوج ب اهمي ة اختيار أعضاء هيئات الرقاب ة الشرعي ة
من ذوي الخبرة الطويلة والعلم الغزير .
14
المحور الثالث
تطلعات شركات التأمين اإلسالمية
المدخل -:
-1 بدأت صناعة التأمين اإلسالمي بأول شركة تأمين إسالمية في السودان
وذلك في عام . 1979
بلغ ت حالياً حوال ي ( )75شرك ة تأمي ن إس المية ف ي العال م العرب ي وقراب ة -2
الـ( )220شركة تأمين في العالم .
15
التطلعات - :
أوالً : إن النهوض بصناعة التأمين يتطلب تضافر جهود القطاع العام مع
القطاع الخاص على أساس -:
أ- تكون رقابة على الممارسات العملية لشركات التأمين وذلك لحمايتها
أن َّ
من التراجع.
ب- وضع قائمة تضم المنشآت الواجب تأمينها لما تمثله من أهمية اقتصادية
واجتماعية وتاريخيه .
ج- إعادة النظر في األنظمة والقوانين السارية والمطبقة على شركات التأمين
.
د- وجود جهات قضائي ة مختص ة بالتأمي ن ولديه ا إلمام عمي ق بالمبادئ
واألسس التي يقوم عليها التأمين.
هـ- نشر الوعي التأميني .
16
ثانيا :
إظهار م ا تتمت ع ب ه شركات التأمي ن اإلس المية م ن خص وصية ف ي إدارة ً
أعمالها المالية والمحاسبية وذلك - :
أ- توحيد المفاهيم واألسس التي تقوم عليها صناعة التأمين التعاوني .
ب- إجراء البح ث والدراس ة النشاء آلي ة محاس بية واس تثمارية تعم ل به ا
شركات التأمين اإلسالمية .
ج- إعطاء توجيهات هيئات الرقابة الشرعية االولوية لتحقيق العدل واالنصاف
د- استحداث بعض المواد القانونية الخاصة بشركات التأمين اإلسالمية .
هـ- استحداث أساليب وتغطيات تتفق مع ثقافة المجتمع .
و- تبادل الخبرات العلمية والعملية بين شركات التأمين اإلسالمية القائمة في
شتى أنحاء العالم .
17
الروافد التي انبثقت عن صناعة شركات التأمين االسالمية في العمل
االقتصادي
-1 إنشاء رابطة تجمع شركات التأمين اإلسالمية وتُعنى بشؤونها -البحرين.
-2 إنشاء االتحاد العالمي لشركات التكافل والتأمين اإلسالمي -السودان .
-3 بروز هيئة المعايير والمحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية -البحرين.
-4 ظهور الحاجة إلى وجود هيئات للرقابة الشرعية.
-5 تكوين مجلس الخدمات المالية اإلسالمية -IFSBماليزيا .
-6 استحداث المركز اإلسالمي الدولي للمصالحة والتحكيم -دبي .
-7 إنشاء المجلس العام للبنوك والمؤسسات اإلسالمية – البحرين .
-8 ظهور الوكالة اإلسالمية الدولية للتصنيف ( - )IIRAالبحرين .
-9 إيجاد مؤشر داو جونز اإلسالمي لخدمة حركة االستثمار في أسهم واكتتابات
18المؤسسات المالية اإلسالمية – نيويورك .
الخـاتمـة :
-1 إن صناعة التأمين اإلسالمي تمثل ركناً أساسياً من أركان االقتصاد اإلسالمي .
تحتل المصارف اإلسالمية مركز الصدارة بين المؤسسات المالية اإلسالمية وتليها -2
مباشرة شركات التأمين اإلسالمية.
تعت بر شركات التأمي ن اإلس المية جزءاً م ن النس يج االجتماع ي واالقتص ادي ف ي -3
بلدها .
وضعت شركات التأمين اإلسالمية األسس والمبادئ للفكر واآللية التي يقوم عليها -4
التأمين اإلسالمي .
إن المبادئ االقتصادية اإلجتماعية اإلسالمية هي تعاليم مأخوذة من كالم اهلل وسنة -5
نبية واجتهاد األئمة .
لقد أثبت االقتصاد اإلسالمي وجوده وقدرته على مواكبة واحتواء جميع متطلبات -6
19الحياة االقتصادية وقدرته على مواجهة األزمات .
-7 أحكام الشريع ة اإلس المية الغراء قائم ة عل ى مبادئ العدل واإلنص اف والص دق ف ي
التعامل والبعد عن المعامالت التجارية التي نهى عنها اإلسالم .
-8 إ ن النجاحات الباهرة والمتالحق ة الت ي حققته ا ص ناعة التأمي ن اإلس المي وإعادة
التأمين دفع بالعديد من الشركات العالمية لالستثمار في هذا المجال .
-9 أص درت العدي د م ن الدول التشريعات الالزم ة العتماد نظام التأمي ن وإعادة التأمي ن
اإلسالمي كبديل عن نظام التأمين التجاري.
الص عد -10
إن هذا النجاح المستمر التأمين يتطلب تضافر جميع الجهود وعلى مختلف ُ
ويشمل ذلك الجهات الرقابية واإلشرافية ،والقائمين على إدارة الشركات والعاملين
فيها والمتعاملين معها وهيئات الرقابة الشرعية و دوائر التدقيق المختلفة .
-11 تشجيع التبادل العلمي والمعرفي بينها وتشجيع الباحثين إليجاد ُمنتجات جديدة
وحلول ألية مستجدات و عوائق طارئة .
20