Download as pptx, pdf, or txt
Download as pptx, pdf, or txt
You are on page 1of 100

‫العقـــــــــــــــــود‬

‫الريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاضيـــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫‪2023‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

on ne peut plus imaginer la vie de notre planète « •


sans le sport, sans l’initiation à sa riche culture »
.Vladimir Poutine, le Président russe
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫• األخالق ‪ ،‬القوة ‪ ،‬التنافس ‪ ،‬والفوز ‪ ،‬هي قيم نبيلة ‪ ،‬وثمار يانعة‬


‫تجنيها شعوب العالم من بستان الرياضة ‪ ،‬وهي جزيرة السالم بين‬
‫الشعوب ‪ ،‬فهي تجمع دول العالم في ود وسالم وتفاهم ‪ ،‬بغض النظر‬
‫عن الرؤى السياسية ‪ ،‬فالرياضة هي رمز القوة المتشحة باألخالق‬
‫والتنافس الشريف ‪ ،‬ولطالما كانت مثاراً للشعور بالوطنية عندما‬
‫يرتفع علم الدولة الفائزة منتزعا لقبا رياضيا عن استحقاق وجدارة‬
‫وبتقدير الجميع الذي يرى أن الفريق الفائز قد توج نصره المستحق‬
‫برفع علم دولته‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫• كذلك حيث تمثل الرياضة احد اهم المجاالت االكثر جاذبية لرؤوس‬
‫االموال واهتمام القوى االقتصادية ‪ ،‬اذ تحولت من مجرد نشاط يمارسه‬
‫الهواة وتستمتع به جماهير المتفرجين الى صناعة تقوم على اسس علمية‬
‫متخصصة في الترويج االعالمي واالحتراف و التسويق الرياضي الذي‬
‫يدر اموال طائلة على االندية المحترفة‪ .‬بمرور الوقت‪،‬اصبحت الرياضة‬
‫ظاهرة اجتماعية ذات تأثير واضح على االنسان بما انها تطورت من‬
‫الممارسة كهواية لتصل الى ما يسمى باالحتراف‪ ،‬فاالحتراف يعني به‬
‫االستثمار في مجال الرياضة وجعل الالعب او المدرب او الحكم كعامل‬
‫يتلقى اجرة مقابل التزامه بتحقيق نتيجة‪.‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬
‫وتشير دراسة علمية لتحليل إحصائيات االقتصاد األمريكي أن حجم الدخل السنوي لقطاع الرياضة في أمريكا بلغ‬ ‫•‬
‫«‪ » 212,5‬مليار دوالر‪ ،‬وهو يمثل ضعف قطاع الصناعة وسبعة أضعاف اإلنتاج السينمائي‪ .‬ويعتبر كأس العالم هو‬
‫الحدث الرياضي األهم في العالم حيث يوفر هذا الحدث الرياضي العالمي فرصة تاريخية للبلد المضيف الستقطاب‬
‫استثمارات أجنبية مباشرة‪ ،‬وتمكنت جنوب إفريقيا في السنوات القليلة الماضية بتعزيز موقعها على خريطة‬
‫االستثمارات األجنبية المباشرة مستفيدة من الفرص التي يوفرها كأس العالم‪ .‬فحسب أرقام مؤتمر األمم المتحدة‬
‫للتجارة والتنمية والمعروف اختصاًرا باسم «أونكتاد»‪ ،‬ارتفعت قيمة االستثمارات األجنبية المباشرة الواردة إلى‬
‫جنوب إفريقيا من ‪ 10,4‬مليار دوالر في ‪ 2006‬إلى ‪ 18,7‬مليار دوالر في ‪ 2007‬م ومن ثم ‪ 27,1‬مليار دوالر في‬
‫‪ 2008‬م وكانت هي آخر سنة تتوفر لها إحصاءات‪.‬‬
‫لقد أصبحت الرياضة اآلن مصدر دخل هائل في العالم كله وتجارة كرة القدم حدث فيها تغيرات هائلة على مر‬ ‫•‬
‫الزمن ففي عام ‪ 1928‬م قام أمين الصندوق لالتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا ويدعى هيرش وأعلن أن االتحاد لديه‬
‫عجز في الميزانية قدره ‪ 6‬آالف فرنك سويسري‪ ،‬أما اآلن فإن االتحاد الدولي لكرة القدم يعطي إعانة سنوية لكل‬
‫دولة من أعضائه تزيد على ‪ 1,5‬مليون دوالر علمًا بأن عدد أعضائه يزيد على ‪ 200‬دولة أي أن االتحاد الدولي‬
‫يعطي مساعدات تتراوح بين ‪ 250‬مليون دوالر و‪ 300‬مليون دوالر سنويًا وذلك لتطوير كرة القدم وهذا يعكس‬
‫حجم ومدى نجاح اقتصاد كرة القدم في العصر الحديث‪ .‬لذلك يجب علينا معرفة مقومات االستثمار األمثل في‬
‫المجال الرياضي حتى نتمكن من مواكبة الدول المتقدمة في هذا المجال‪.‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫• وقد تم تعريف الرياضة ضمن القاموس الفرنسي"الروس" على انها مجموعة‬


‫تدريبات جسدية تؤدي في شكل فردي او جماعي وتهدف الى الترويح عن النفس‬
‫او مجرد اللعب او المنافسة وتمارس من خالل قواعد معينة تعرف بقواعد اللعبة‬
‫ومن يمارسها ال يهدف من ورائها الى تحقيق غرض نفعي مباشر‪.‬‬
‫• في المقابل ‪،‬اتجه الفقه الفرنسي الحديث الى تعريف الرياضة بأنها نشاط ترويحي‬
‫يهدف الى تنمية القدرات البدنية ويعد في ان واحد لعبا وعمال ويخضع الرياضي‬
‫في ممارسته للوائح واألنظمة الخاصة ويمكن ان يتحول الى نشاط حرفي‪ .‬ويمتاز‬
‫هذا التعريف بأنه ينظر الى الرياضة نظرة حديثة تقاس مع الواقع الموجود بالفعل‬
‫في المجال الرياضي‪ ،‬فلم تعد الرياضة مجرد لعبة وتسلية بل اصبحت بمثابة عمل‬
‫يقوم به الرياضي لحساب النادي او الجهة التي يلعب باسمها‪.‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫• كما عرفت الرياضة و ممارستها تطورا واسعا و قفزات نوعية‬


‫بالموازاة مع تقدم االنسان عبر مراحل حياته‪ ،‬الى ان اصبحت اليوم‬
‫ظاهرة اجتماعية ذات ابعاد اقتصادية و سياسية ‪ ،‬وبمرور الوقت‬
‫مثلت حيزا هاما من حياته‪ ،‬فتطورت من الممارسة كهواية لتصل‬
‫اليوم الى ما يسمى باالحتراف ‪ .‬ولقد سيطر االحتراف على جميع‬
‫االصعدة الرياضيةمما ادى الى ظهور ما يسمى باالحتراف‬
‫الرياضي الذي اعتبر منظومة كاملة مبنية على اسس استراتيجية و‬
‫فكر واحد و سياسة و عمل واحد تطبق على الالعب و المدرب و‬
‫االدارة بلوائح و قوانين لتحقيق و تطوير اللعبة‪.‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬
‫• و يمكن تعريف االحتراف الرياضي كمهنة يباشرها الشخص الرياضي في نشاط متخصص‬
‫بصفة منتظمة و مستمرة من خالل ممارسته لنشاط رياضي معين بهدف تحقيق ربح مادي‬
‫يعتمد عليه مع التفرغ التام و االلتزام بتنفيذ بنود العقد المتفق عليه و المحدد المدة‪.‬‬
‫‪.‬ومع التطور التاريخي للرياضة وتحول الهواية الى احتراف ظهر التسويق الرياضي و‬ ‫•‬
‫االستثمار مما فتح المجال شاسعا امام شركات تجارية كبرى للدخول الى عالم الرياضة‬
‫كرعاة ومن هنا يمكن ان نفسر سبب اهتمام الدول الحديثة بالرياضة و المكانة التي توليها‬
‫اياها و االموال التي ترصدها لتنميتها وتطويرها و تعميمها ‪ ،‬و باعتالء الحق في الرياضة‬
‫مرتبة دستوريةاصبحنا نتحدث عن الرياضة كحق من حقوق االنسان بل اصبحت حقا‬
‫اساسيا لجميع االفرادسيما وانها مثلت ظاهرة اجتماعية ذات ابعاد اقتصادية و سياسية و‬
‫اجتماعية‪ .‬نص الفصل ‪ 43‬من الدستور التونسي الجديد على انه "تدعم الدولة الرياضة ‪،‬و‬
‫تسعى الى توفير االمكانيات الالزمة لممارسة االنشطة اللرياضية و الترفيهية"‪.‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫• ونظرا للمكانة التي تتبوأها الرياضة على المستوى الداخلي‬


‫والخارجي ‪ ،‬المحلي و الدولي ‪،‬اضحت هذه االخيرة في حاجة اكيدة‬
‫و ملحة الى التقنين خدمة للمصلحة العامة والخاصة‪ ،‬فهي عالم من‬
‫القواعد و القوانين ‪،‬فالقواعد تنظم سير المنافسة الرياضيةوتضبط‬
‫قواعد اللعبة في حين ان القانون ينظم بمختلف فروعه العالقات التي‬
‫تنشا عن ممارسة الرياضة‪.‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫ومما ال شك فيه ان الرياضة تعد نواة اقتصادية بامتياز لكونها تدر امواال •‬
‫طائلة على الهياكل الرياضية بصفة خاصة و على الدولة بصفة عامة على‬
‫المستويين الوطني و الدولي ‪ ،‬وفي هذا االطار فقد قدر المنتدى‬
‫االقتصادي العالمي مساهمة الرياضة في الناتج القومي الخام على‬
‫المستوى العالمي بـ‪ 2‬بالمائة‪ ،‬وفي االتحاد األوروبي قدرت سوق كرة القدم‬
‫بـ‪ 16.3‬مليار يورو سنتي ‪ ، 2010-2009‬كما ان عديد االندية الرياضية‬
‫مدرجة ببورصات االوراق المالية ‪ ،‬فكانت بالتالي الحاجة ملحة لحماية‬
‫حقوق الالعبين من جهة و حقوق الهياكل الرياضية من جهة ثانية وذلك‬
‫من خالل تاطير العالقات بينهما و االتفاقات من الناحية القانونية و‬
‫المالية ضمن عقود متنوعة تختلف حسب نوع النشاط الرياضي‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫• يمكن تعريف العقد الرياضي بأنه"عقد يلتزم به شخص رياضي‬


‫بأداء عمل رياضي تحقيقا للهدف الرياضي االساسي الذي من اجله‬
‫ابرم العقد"ولعل دراســة العقــد فــي الميــدان الرياضــي يوجــب‬
‫علينــا طــرح عــدة تســاؤالت ونقاط استفهام حــول المعـــايير‬
‫الممكـــن االســـتناد عليهـــا فـــي بيـــان رياضـــية العقـــد‪ :‬فهـــل‬
‫العقـــد يعـــد رياضـــيا بأشخاصه‪ ،‬أم بطبيعته او بموضوعه‪.‬‬
‫• اذ يمكن القول أن هناك ثالثة معايير هامة وهي المعيار الشخصي و‬
‫المعيار الموضوعي و معيار طبيعة العقد لتحدي ان كان العقد‬
‫رياضيا ام ال‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫وقد تساؤل الكثير حول الطبيعة القانونية للعقد الرياضي فهناك جانب من الفقه من‬ ‫•‬
‫يرى ان العقد الرياضي هو عقد عمل يخضع الى قانون الشغل في حين يرى‬
‫البعض االخر خالف ذلك ويصنفه على اساس انه عقد مدني‪ ،‬بينما يرى شق ثالث‬
‫انه عقد تجاري نظرا لطابعه المالي الغالب عليه وهو ما ادى الى ظهور عديد‬
‫االختالفات الفقهية حول التكييف القانوني للعقد الرياضي‪.‬‬
‫• وقد تنوعت و تعددت العقود الرياضية اذ نجد عقود االحتراف و عقود انتقال‬
‫الالعبين و عقود الرهان وعقود االستشهار و الدعاية وعقود التدريب‪ ،‬الى غير‬
‫ذلك من صور وأنواع العقد الرياضي نظرا للتطور الحاصل في عالم الرياضة‬
‫الذي ادى بدوره الى كثرة و تشعب النزاعات الرياضية بين الفاعلين في الحقل‬
‫الرياضي من العبين و هياكل و جمعيات و منظمات و شركات تجارية ورقة عمل‬
‫الندوة العلمية حول النزاعات الرياضية و سبل فضها‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬
‫• يمكن تعريف المنازعة الرياضية بأنها " هي كل نزاع أو خالف قانوني بصدد عالقة‬
‫قانونية ذات طابع رياضي من أي نوع كانت" ‪ ،‬وعلى ذلك فإن كثير من المنازعات يمكن‬
‫تصنيفها بالمنازعة الرياضية ‪ ،‬وذكر من بين هذه النزاعات ‪،‬الخالفات الواقعة بين االندية‬
‫حول االتفاق على رعاية الالعبين و مسألة تعاطي المنشطات أثناء ممارسة الرياضة و‬
‫الخالف حول تنفيذ عقود التحاق أو احتراف الالعبين باألندية و نضيف ايضا الخالف‬
‫حول حصرية حقوق البث التلفزيوني أو الفضائي بين األندية أو الكيانات الرياضية الى‬
‫جانب الخالفات الحاصلة حول حقوق الالعبين المالية قبل األندية ثم الخالفات حول‬
‫مسائل انتقال الالعبين من وإلى األندية ‪ ،‬زد على ذلك الخالف حول تنفيذ عقود الوكالء‬
‫الرياضيين وعقود الوكالة بصفة عامة في المجال الرياضي و الشكاوى أو الطلبات التي‬
‫تقدم للتعويض والمقامة بين الالعبين ضد نواديهم بشأن التعسف في استعمال الجزاء قبلهم‬
‫‪.‬ونتيجة لما سبق بسطه ‪،‬كان من الطبيعي أن تكون هناك وسيلة لفض المنازعات‬
‫الرياضية سواء على المستوى الدولي أو على المستوى الوطني ‪.‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬
‫ونظرا لما تكابده الساحة الرياضية من مشاكل و خالفات سواء على المستوى العالمي او‬ ‫•‬
‫المستوى المحلي‪ ،‬فان الحاجة قد اصبحت ملحة لوجود نظام قانوني للفصل بين االطراف‬
‫المتنازعة في المجال الرياضي و ايجاد الحلول الكفيلة التي تقدم الية ثابتة مستمدة من القوانين‬
‫بكل حيادية وشفافية ونزاهة ‪،‬لحماية الساحة الرياضية من المشاكل والصعوبات التى تعترضها‪.‬‬
‫وفي ظل عدم وجود الية قضائية معترف بها لحل النزاعات الرياضية تكون النتيجة الحتمية هي •‬
‫لجوء الرياضيين الى قضاء الدولة المتمثل في المحاكم العادية رغم المآخذ والمساوئ التي‬
‫تشوبها من طول لإلجراءات القضائية وبطئها وعدم مالئمتها مع خصوصية الواقع الرياضي‬
‫ككل والذي يتميز بالحركية والسرعة في ان واحد‪،‬وأمام هذه المفارقة الصعبة اصبحت الحاجة‬
‫اكيدة الى تأسيس محكمة رياضية مختصة تفصل وتبت في النزاعات التي يمكن ان تنشا عن‬
‫الرياضة بصفة عامة وعن العالقات التعاقدية بصفة خاصة طبقا لالتفاقيات الدولية والقوانين‬
‫الوطنية والعقود المبرمة بين االطراف الرياضية باعتبار وان العقود الرياضية تتميز‬
‫‪.‬بخصوصية متفردة وبأهمية كبيرة ال تقل قيمة عن بقية العقود التجارية و المدنية‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬
‫هناك عدة معايير للتمييز بين المنازعات الرياضية والمنازعات غير الرياضية وهذه المعايير هي ‪:‬‬ ‫•‬
‫اوال‪-‬المعيار الشخصي ‪ :‬بمقتضاه ُتَع د المنازعة رياضية إذا كان أطرافها من الرياضيين إال أن هذا‬ ‫•‬
‫المعيار منتقد إذ قد تقع بعض المنازعات بين الرياضيين وتكون خارجة عن نطاق الرياضة زمانًا أو مكانًا‬
‫أو موضوعًا ‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬المعيار الزماني‪ :‬بمقتضاه ُتَع د المنازعة رياضية إذا ما وقعت في أثناء ممارسة الرياضة في وقتها‬ ‫•‬
‫المحدد إال أن هذا المعيار منتقد إذ قد تقع بعض المنازعات في أثناء ممارسة الرياضة في وقتها المحدد‬
‫بين أشخاص ال عالقة لهم بالرياضة‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬المعيار المكاني ‪ :‬بمقتضاه ُتَع د المنازعة رياضية إذا ما وقعت في األماكن الخاصة بالرياضة إال أن‬ ‫•‬
‫هذا المعيار منتقد إذ قد تقع بعض المنازعات في األماكن الخاصة بالرياضة إال أنها تقع خارج أوقات‬
‫ممارسة الرياضة من أو على أشخاص ليسوا رياضيين وال عالقة لهم بالرياضة ‪.‬‬
‫رابعا‪-‬المعيار الموضوعي‪ :‬بمقتضاه ُتَع د المنازعة رياضية إذا ما اتصلت بأحد مواضيع الرياضة بغض‬ ‫•‬
‫النظر عن عناصر هذه المنازعة وظروفها إال أن هذا المعيار منتقد إذ ال يمكن االستغناء عن عناصر‬
‫وظروف المنازعة لوصفها بأنها رياضية من عدمه‪.‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬
‫خامسا‪-‬المعيار التشريعي ‪ :‬بمقتضاه ُتَع د المنازعة رياضية إذا نص التشريع الرياضي على ذلك إال أن هذا‬ ‫•‬
‫المعيار منتقد ألنه معيار غامض فهناك مشكلة حقيقية في تحديد المقصود بالقانون الرياضي كما أن هناك‬
‫مشكلة أخرى تظهر في حالة وجود التشريع الرياضي وعدم نصه على طبيعة المنازعات ‪.‬‬
‫• سادسا‪-‬معيار الحماية ‪ :‬بمقتضاه ُتَع د المنازعة رياضية إذا ما شّك لت المنازعة تهديدًا وخطرًا على المصلحة‬
‫التي ترعاها قواعد الرياضة وهذا المعيار منتقد على أساس أنه يقوم على إعطاء إعتبار لصفة المجنى عليه‬
‫دون الجاني في حين أن العكس هو الصحيح ‪.‬‬
‫سابعا‪-‬معيار طبيعة المنازعة‪ :‬بمقتضاه ُتَع د المنازعة رياضية استنادًا إلى مجموعة من العناصر التي‬ ‫•‬
‫يكتشفها القاضي أو المعنيين بالتحكيم الرياضي ومن أهمها‪:‬أشخاص المتنازعين‪ ،‬زمان وقوع‬
‫المنازعة ‪،‬مكان وقوع المنازعة ‪،‬ارتباط المنازعة بممارسة اللعبة الرياضية و اتصال المنازعة بمبادئ‬
‫الرياضة وأهدافها ‪.‬‬
‫و تبعا لكل ما تم بسطه ‪،‬اعتبر المعيار األخير االفضل في تحديد رياضية المنازعة من عدمها ‪ ،‬إذ أنه‬ ‫•‬
‫يترك المجال واسعا أمام المختصين لتحديد هذه الصفة ومن ثمة تحديد الجهة المختصة لفض النزاعات‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق ظهرت الحاجة الى التحكيم كآلية بديلة عن قضاء الدولة لفض النزاعات الرياضية •‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬
‫واذا كانت المؤسسات االقتصادية و الشركات التجارية و المجموعات االستثمارية‬ ‫•‬
‫الدولية هي اول من بادر بصياغة الية التحكيم المعاصر لفض النزاعات الناشئة بينها‬
‫بالسرعة والنجاعة المرجوتين من ضمان العدل والكفاءة والحياد من قبل المحكمين‪ ،‬فانه‬
‫من باب اولى واحرى ان يتطور التحكيم في القطاع الرياضي الذي يشهد اتساعا محليا‬
‫وعالميا و تأثيرا على الشعوب وعلى سياساتها ال يقل اهمية على المؤسسات االقتصادية‬
‫‪ ،‬زد على ذلك ‪ ،‬فان التحكيم في المجال الرياضي يختلف عن التحكيم في المجال‬
‫التجاري وعن التحكيم في النزاعات الشغلية باعتبار انه يستمد تفرده من خصوصية‬
‫القانون الرياضي برمته‪ ،‬كما يختلف ايضا عن التحكيم الرياضي سيما وانه قد وقع‬
‫الخلط بين التحكيم في النزاعات الرياضية و التحكيم الرياضي‪ .‬والبد هنا من التمييز بين‬
‫التحكيم الرياضي بوصفه طريقًا قانونيًا لتسوية المنازعات القانونية المتعلقة بالرياضة ؛‬
‫والتحكيم في اللعبة الذي يخرج عن هذا الوصف وُيَع ُد عمًال فنيًا محضًا خاصًا بالقواعد‬
‫الفنية للعبة ‪.‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫• حيث اعتبر الفصل االول من نظام التحكيم الرياضي الصادر عن مجلس‬


‫التحكيم في ‪ 13‬أكتوبر‪ 2010‬أن"التحكيم الرياضي طريقة لفض النزاعات‬
‫الرياضية بصفة نهائية من قبل الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي المنبثقة عن‬
‫اللجنة الوطنية االولمبية التونسية‪ ،"...‬فالتحكيم الرياضي اذن هو التحكيم‬
‫الرياضي هو عرض المنازعات القانونية المتعلقة بالرياضة على محكمين‬
‫من أجل البت فيها ‪.‬‬
‫وفي هذا االطار‪،‬لنا ان نميز بين المحكم الرياضي و الحكم الرياضي الن •‬
‫االول تتمثل مهمته في البت في النزاعات المتعلقة بالرياضة فهو عبارة عن‬
‫قاضي خاص إال ان الثاني ال يمارس مهمة قضائية بل يتمثل دوره في‬
‫مراقبة اللعبة‪ ،‬هو حارس اللوائح و القوانين االنضباطية للعبة‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬
‫• للتحكيم الرياضي طابعًا خاصًا يميزه عن التحكيم التجاري استنادًا إلى طبيعة المنازعات‬
‫التي يختص بتسويتها ‪ ،‬إذ بالرغم من أن بعض العقود في المجال الرياضي ُتَك َيف على‬
‫أنها عقود تجارية إال أن الغالبية العظمى من هذه العقود هي عقود مدنية وإن كانت ذات‬
‫طبيعة مالية‪.‬فلنا ان نضيف أن التحكيم الرياضي ُيَع د من قبيل التحكيم المتخصص ألنه‬
‫يتخصص في تسوية نوع معين من المنازعات أال وهي المنازعات القانونية – الرياضية‪.‬‬
‫• وأما تحديد ما إذا كان التحكيم الرياضي تحكيمًا خاصًا أم منظمًا ‪ ،‬فبوصفه يتم بوساطة‬
‫هيئات تحكيمية متخصصة ‪ ،‬فانه يعد تحكيمًا منظمًا ‪ ،‬ألن هذه الهيئات لها أنظمة أساسية‬
‫وقواعد إجرائية للتحكيم خاصة بها ‪ ،‬وهذه األنظمة والقواعد هي التي تحدد كيفية التحكيم‬
‫وكيفية اختيار المحكمين ‪ ،‬وذلك عن طريق وضع قائمة خاصة بالمحكمين تضم أشخاصًا‬
‫من ذوي الخبرة واالختصاص في المجال القانوني والرياضي على حد سواء ‪ ،‬يتم اختيار‬
‫المحكمين منها ‪.‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫• لقد أدى االهتمام المتزايد بالتحكيم إلى عقد العديد من االتفاقيات الخاصة‬
‫بالتحكيم (مثل بروتوكول جنيف المتعلق بشروط التحكيم لسنة ‪، 1923‬‬
‫واتفاقية جنيف الخاصة بتنفيذ أحكام التحكيم األجنبية لسنة ‪ ،1927‬واتفاقية‬
‫نيويورك الخاصة باالعتراف وتنفيذ أحكام التحكيم األجنبية لسنة ‪، 1958‬‬
‫واالتفاقية العربية للتحكيم التجاري لعام لسنة ‪..… ،1987‬الخ)‪.‬‬
‫• اما على الصعيد الدولي ‪،‬فقد تم سن مجلة التحكيم الرياضي التي دخلت حيز‬
‫التنفيذ في جانفي ‪ 2016‬لتنظم اجراءات التحكيم في المادة الرياضية ‪ ،‬وعلى‬
‫خالف ذلك‪ ،‬لم يفرد المشرع التونسي الية التحكيم الرياضي بقانون خاص‬
‫مكتفيا بمجلة التحكيم الى جانب دليل التحكيم الرياضي الذي تم تكريسه من‬
‫طرف مجلس التحكيم سنة ‪. 2010‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫• الى جانب ذلك ‪،‬أنشئت هيئات التحكيم في الرياضة لفض النزاعات‬


‫الرياضية بوساطة محكمين يختارهم األطراف‪ .‬والسؤال الذي يطرح هنا‬
‫هو ‪ :‬ما هي هذه الهيئات ؟ لإلجابة عن هذا السؤال وجب القول بداية بان‬
‫دراستنا لهذه الهيئات ستقتصر على الهيئات التي نظمّها القانون النافذ في‬
‫‪ ، 22/11/1994‬وهو ما يسمى بقانون التحكيم المتعلق بالرياضة ‪،‬‬
‫وهمــــا هيئتـــان أولهمـــا المجـلس الـــدولي للتحكيم في اـلرياضـــة (‪The‬‬
‫‪ )International council of Arbitration for sport‬ويطلق‬
‫عليـهـ اختصـارًا (‪ ، )ICAS‬وثـانيهمــا محكمـة التحكيم اـلرياضـية (‪Court‬‬
‫‪ )of Arbitration for sport‬ويطلق عليها اختصارًا (‪ )CAS‬او‬
‫(‪. )TAS‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫وقد اصبح التحكيم الرياضي اليوم على هذا المنوال‪ ،‬االلية العادية لفض النزاعات‬ ‫•‬
‫الرياضية ويعود الفضل في ذلك الى الندوة الدولية حول القانون و الرياضة ‪Le‬‬
‫‪ Droit et le Sport‬الملتئمة بلوزان بسويسرا سنة ‪ 1993‬حيث وقع عرض‬
‫الهيكلة الجديدة لمحكمة التحكيم الرياضي ‪Le Tribunal d’Arbitrage du‬‬
‫)‪ Sport(TAS‬التي تأسست منذ سنة ‪ 1984‬و التي تعتمد على انشاء المجلس‬
‫الدولي للتحكيم في المادة الرياضية ‪Conseil International d’Arbitrage‬‬
‫‪ en matière de Sport‬وهو مجلس يشرف على محكمة التحكيم الرياضي و‬
‫يهتم بتمويلها ايضا ‪.‬‬
‫ترجع فكرة احداث محكمة رياضية دولية ترتبط عضويا باللجنة االولمبية الدولية‬ ‫•‬
‫الى مبادرة قادها كل من "خوان انطونيو سامارنش "رئيس اللجنة االولمبية انذاك‬
‫و المحكم الدولي الشهير القاضي السينغالي "كيبا مباي"‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫• وتتألف محكمة التحكيم الرياضي من وحدتين ‪ ،‬وحدة التحكيم العادي‬


‫التي تنظر في حسم النزاعات العادية اعتمادا على اتفاقية تحكيم‬
‫سابقة تجمع اطراف النزاع ووحدة التحكيم االستئنافي وهي التي‬
‫تنظر في اخر مرحلة في الطعون المرفوعة اليه ضد القررات و‬
‫العقوبات التاديبية الصادرة عن الجامعات او الجمعيات او التنظيمات‬
‫الرياضية‪ ،‬وتضم محكمة التحكيم الرياضي حاليا اكثر من ‪150‬‬
‫محكما مختصين في التحكيم في قانون الرياضة ينتمون الى ‪ 55‬بلدا‬
‫و تنظر في قرابة ‪ 50‬قضية سنويا‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫• وتتولى محكمة التحكيم الرياضي الفصل في النزاعات الرياضية و تصدر‬


‫قرارات تحكيمية لها نفس الحجية القانونية و الصيغة التنفيذية التي تتمتع‬
‫بها احكام قضاء الدولة‪ .‬كما تسعى هذه المحكمة الى ايجاد تسوية رضائية‬
‫بين المتخاصمين كلما كانت االجراءات و الظروف تسمح بذلك‪.‬‬
‫• وعلى غرار نجاح التجربة السويسرية ‪ ،‬ظهرت عدة محاكم و هيئات‬
‫تحكيم رياضية في عديد البلدان نذكر منها اللجنة البلجيكية للتحكيم‬
‫الرياضي التي تأسست سنة ‪ 1981‬كذلك الهيئة الريطانية لتسوية النزاعات‬
‫تم انشائها سنة ‪ ، 1997‬ثم سنة ‪ ،2000‬تكونت الغرفة االيطالية للتسوية‬
‫والتحكيم في الميدان الرياضي‪.‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫• اما على الصعيد الوطني‪ ،‬فقد برزت الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي ‪CNAS‬‬
‫وذلك بتاريخ ‪ 5‬مارس ‪ 2010‬اذ يعتبر القانون االساسي للجنة االولمبية الوطنية‬
‫التونسية في ‪ 5‬مارس ‪ 2010‬محطة هامة في تاريخ القانون الرياضي التونسي اذ‬
‫تم بموجبه احداث هذه الهيئة بعد الغاء لجنة االحتكام للرياضة وذلك بتاريخ ‪27‬‬
‫ماي ‪ 2005‬بعد ما اثارته قراراتها من اللغط خصوصا بعد قرارها في قضية‬
‫الالعب ماهر عامر التي حسمت امر بطولة كرة القدم لموسم ‪.2005- 2004‬‬
‫واقتداء بالتجربة التونسية في مجال التحكيم الرياضي ‪ ،‬تم انشاء هيئة تحكيم‬
‫للنظر في المنازعات الرياضية بالكويت بمقتضى تعديل القانون الرياضي سنة‬
‫‪ 2012‬وبصفة الحقة تم تأسيس لجنة شؤون الالعبين في مصر بمقتضى الئحة‬
‫وذلك بتاريخ ‪ 4/6/2013‬إال ان هذه اللجنة ليس لها طابع قضائي بل مهمتها‬
‫تقتصر على التسيير االداري فقط ‪.‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬
‫اعتماد الية التحكيم في النزاعات المتعلقة بالعقود الرياضية كان الهدف من ورائه هو‬ ‫•‬
‫استبعاد قضاء الدولة من جهة واتباع اجراءات مرنة وبسيطة تضمن السرعة في الحسم‬
‫والحياد والسرية من جهة ثانية ثم ومن جهة ثالثة ‪ ،‬من خالل اتجاه نية المشرع الى‬
‫المحافظة على الخصوصية والتفرد الذي يميز المجال الرياضي ‪.‬‬
‫فالتحكيم الرياضي يوفر الفرصة لألطراف الرياضية لعرض نزاعاتهم الناشئة بمناسبة •‬
‫ممارستها للرياضة على محكمين اكفاء مختصين في الحقوق و القوانين الرياضية و‬
‫يفصلون النزاع وفقا إلجراءات مرنة و مبسطة تضمن الحياد و السرية و السرعة في‬
‫الحسم‪ .‬ومع مراعاة خصوصيات الميدان الرياضي والمحافظة على االسرار الرياضية من‬
‫ان تنشر في اروقة المحاكم في جلسات علنية تتسم بتشعب االجراءات و طول امد التقاضي‬
‫و تنزيلها منزلة النزاعات المدنية العامة في ظل عدم وجود دوائر مختصة في النزاعات‬
‫الرياضية في المحاكم العدلية على غرار انشاء الدوائر التجارية او الدوائر الشغلية في‬
‫المحاكم االبتدائية‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫• عالوة على اهمية اللجوء الى التحكيم في النزاعات الناشئة عن‬


‫العقود الرياضية لحماية حقوق الرياضي كطرف ضعيف في العالقة‬
‫التعاقدية امام هيئة مختصة من ناحية اولى ثم و المحافظة على‬
‫خصوصية المجال الرياضي ‪.‬‬
‫• ‪ -‬الفصل االول‪ :‬خصوصية العقود الرياضية‪.‬‬
‫• ‪ -‬الفصل ‪ :2‬جدوى التحكيم في المنازعات الرياضية‪.‬‬
‫الفصل ‪ :1‬خصوصية العقود الرياضية‬

‫• رغم الغموض والضبابية اللذين يحيطان بمفهوم العقد الرياضي‬


‫بشتى صوره ‪ ،‬كعقد ذو خصوصية متفردة‪ ،‬سواء من حيث مفهومه‬
‫أو طبيعته القانونية أو نظامه القانوني‪ ،‬وما يترتب على ذلك من‬
‫إشكاليات قانونية وفقهية‪ ،‬فإنه لم يحظى بعد باالهتمام المطلوب من‬
‫قبل الفقه العربي واألجنبي على حد السواء لقد استندت عديد األحكام‬
‫الى خصوصية الميدان الرياضي‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬صعوبة تحديد الطبيعة‬
‫القانونية للعقود الرياضية‬
‫يرتبط الرياضي بفريقه أو بجمعيته من خالل عالقة تعاقدية منظمة ومقننة‪ ،‬أين يحتل العقد‬ ‫•‬
‫الرياضي مكانة مركزية في صلب اهتمام اغلب التشريعات والفقه بصفة خاصة‪ .‬كما يتضح لنا‬
‫أن العنصر المميز والرئيسي بين الرياضي المحترف‪ ،‬والرياضي الهاوي يتمثل في كون األول‬
‫يرتبط بعقد احتراف مع ناديه أو جمعيته ‪ ،‬بينما يمارس الثاني النشاط الرياضي على سبيل‬
‫التسلية والهواية وتنمية قدراته البدنية ال غير‪ ،‬ويترتب عن هذا العقد التزامات وحقوق قانونية‬
‫محمولة على الطرفين على قدم المساواة ‪ ،‬تتمثل أساسا في أداء الالعب للنشاط الرياضي المعين‬
‫بالعقد وفقا لشروطه وبنوده المحددة سلفا‪ ،‬مقابل التزام وتعهد النادي بدفع األجر المحمول عليه‬
‫قانونا‪.‬‬
‫هنا تتجلى بوضوح طبيعة عالقة الالعب المحترف أو الرياضي بناديه من خالل ثالثة عناصر‬ ‫•‬
‫هامة أولها ضرورة وجود عقد بين الالعب والنادي‪ ،‬وثانيها أن يضع الالعب كل إمكانياته البدنية‬
‫تحت وصاية وإمرة النادي ‪ ،‬مقابل تحصل الالعب على مقابل مالي لما يؤديه من خدمة لفائدة‬
‫فريقه أو ناديه ويشكل العنصر الثالث ‪،‬وهنا تبرز ميزة وخصوصية العقود الرياضية عن بقية‬
‫العقود األخرى‪.‬‬
‫رياضية العقود الرياضية‬

‫• استند بعض الفقهاء الى ثالثة معايير لبيان رياضية العقد من عدمه ‪،‬‬
‫فهل يعد رياضيا بأشخاصه ‪ ،‬ام بموضوعه‪ ،‬او بطبيعته ‪ ،‬بحيث‬
‫يمكن القول ان هناك ثالثة معايير لتحديد ان كان العقد رياضيا ام ال ‪،‬‬
‫وقد اعتمد البعض من الفقهاء المعيار الشخصي ( فقرة اولى) ‪ ،‬في‬
‫حين اعتمد شق اخر المعيار الموضوعي (فقرة ثانية) في المقابل‬
‫يوجد معيار ثالث يتمثل في طبيعة العقد (فقرة ثالثة)‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬صعوبة تحديد الطبيعة‬
‫القانونية للعقود الرياضية‬
‫• المعيار الشخصي‬
‫• اقترح بعض الفقهاء المعيار الشخصي لتحديد ان كان العقد رياضيا‬
‫ام ال ‪ ،‬وحسب هذا المعيار يعـــد العقـــد رياضـــيا إذا قـــام‬
‫بإبرامـــه شـــخص رياضي أيا كان محل العقد ومهما كانت طبيعته‪،‬‬
‫ولكن التساؤل الذي يطرح في هذا الصدد من هو الشخص‬
‫الرياضي ؟ هـل يشترط فيه أن يكون فردا ( أي شخص طبيعي )؟‪،‬‬
‫أم ممكـن أن يتمثـل فـي هيئـة نـادي او جمعية او جامعة رياضية أي‬
‫شـخص معنـوي)؟ وهـل أن الرياضـي هـو الممـتهن لمهنـة‬
‫الرياضـة أم مجـرد هـاو لهـا ؟ أم البـد ان يكون محترفا للرياضة ؟‬
‫المبحث األول‪ :‬صعوبة تحديد الطبيعة‬
‫القانونية للعقود الرياضية‬
‫• أ‪ -‬ماهية الشخص الطبيعي الرياضي‪ :‬نقصد بالرياضـي هو ذلك الشخص الـذي‬
‫يـمارس الرياضـة ‪ ،‬وال يشـترط فيـه أن يكـون خريجـا مـن إحـدى كليـات او‬
‫معاهد التربيـة الرياضـية‪ ،‬إال أنـه مـن المفتـرض أن يكـون ملمـا بقواعـد نوعية‬
‫الرياضة التي يمارسها ‪ ،‬ويتصف هذا الفرد أو الشخص الطبيعي باللياقـة البدنيـة‬
‫الحسـنة والصحة الجيدة والخلو من األمـراض والمـرح والقـدرة علـى االسـتمتاع‬
‫بمبـاهج الحيـاة وأداء الواجــب بكفــاءة وحــب النظافــة وحســن المظهــر‪ ،‬ومــا‬
‫إلــى ذلــك مــن الصــفات النبيلــة ‪ .‬والشخص الرياضـي قـد يكـون ممتهنـا لمهنـة‬
‫رياضـية معينـة كما لـو كـان مـدربا رياضـيا أو حكمـا رياضـيا ‪ ،‬وقـد يكـون‬
‫هاويـا للرياضـة‪ ،‬باعتبار أن له وظيفـة أو مهنـة يسـترزق منهـا ‪ ،‬ومـع ذلـك فهـو‬
‫يـزاول الرياضـة كهـاو لهـا‪ ،‬و قـد يكون محترفـا للرياضـة يسـترزق منهـا‬
‫ويتخـذها حرفـة يعـيش عليهـا هـو وأسـرته ‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬صعوبة تحديد الطبيعة‬
‫القانونية للعقود الرياضية‬
‫• ب‪ -‬الشخص المعنوي الرياضي‪ :‬هو عبارة عن مجموعـــة مــن األشـــخاص‬
‫(الطبيعيــة) أو مجموعـــة مـــن األموال يجمعها غرض وهدف واحد‪ ،‬ويكون‬
‫لهذه المجموعة شخصية قانونية الزمة لتحقيق هذا الغـرض منفصـلة عـن‬
‫شخصـية المكـونين لهـا أو المنتفعـين بهـا‪ ،‬كمـا هـو الحـال بالنسـبة للجمعيـــات‬
‫والشـــركات والمؤسســـات والـــوزارات والحكومـــات والـــدول والمنظمـــات‬
‫اإلداريـــة والدولية‪ ،‬وتسمى تلك باألشخاص المعنوية أو االعتبارية ألنهـا عبـارة‬
‫عـن كيانـات قانونيـة ال يمكن إدراكها بالحس و إنما تدرك بالفكر واألشـخاص‬
‫المعنويـة الرياضـية قد تشـمل‪ :‬الجمعيات الرياضية و المنظمـات الرياضـية‬
‫الدوليـة و اإلقليميـة والوطنيــة وكــذلك اللجــان األولمبية واللجنــة االولمبيــة‬
‫الدوليــة‪ ،‬وغيرها من المؤسســات التــي تعنــي بأمور الرياضة واإلعالم‬
‫الرياضي ‪ ،‬والنوادي الرياضية‪...‬‬
‫المبحث األول‪ :‬صعوبة تحديد الطبيعة‬
‫القانونية للعقود الرياضية‬
‫• ومن هذه الزاوية يعد كــل شــخص طبيعــي او معنــوي رياضــيا إذا‬
‫كــان مهتمــا بعمــل رياضي أو مباشر لنشاط رياضي‪ ،‬ويبدو أن‬
‫المعيـار الشخصـي فـي تحديـد رياضـية العقـد ال يكفي في اعتبار العقد‬
‫رياضيا‪ ،‬بل البد من النظر إلى محل العقد وطبيعته ‪ ،‬فهل يعد العقد‬
‫رياضيا عندما يقوم العب رياضي بيع قميصه إلى العب رياضي أخر‬
‫على أساس أن كـل مـن طرفـي العقـد رياضـي؟ االجابة طبعا بالنفي‬
‫فهـذا العقـد ال يمكـن أن نعـتبره عقدا رياضـيا ‪ ،‬بـل هـو عقـد بيـع‬
‫اعتيـادي يخضـع شـانه شـأن بقية عقود البيع ‪ ،‬ألحكـام القـانون‬
‫المـدني ‪ ،‬كمـا يعد الشخص رياضيا من عدمه باالستناد إلى نوعية‬
‫وطبيعة العمل الذي يقوم به ‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬صعوبة تحديد الطبيعة‬
‫القانونية للعقود الرياضية‬
‫• المعيار الموضوعي‬
‫• على خالف المعيار الشخصي هناك شق كبير من الفقهاء من يتبنى المعيار الموضوعي في‬
‫تعريف العقد الرياضي ‪ ،‬حيث يرى انصار هذه النظرية ان العقـد يعد رياضـيا ‪ ،‬إذا كـان‬
‫محلـه (موضـوعه) عمـال رياضيا متمثال إما في لعبة رياضية أو عمل غرضه و هدفه‬
‫رياضـي محض‪ ،‬ومثال ذلك أشـكال الرياضـة المنصوص عليها فـي القـوانين االولمبيـة‪،‬‬
‫وهـي األلعـاب المعتـرف بهـا أولمبيـا والتـي يمكـن أن تكـون موضـوعا لتنظـيم الـدورات‬
‫األولمبية ‪ ،‬غير انه قـد ينشـأ نمطـا إضـافيا مـن الرياضـة فـي دولـة مـا يكـون محـال لعقـد‬
‫آو اتفـاق معـين ‪ ،‬األمـر الـذي سـيجعل مـن هـذا الـنمط رياضـيا ال لشيء سوى أن محلـه‬
‫وموضوعه هو لعبـة رياضـية باألساس‪ .‬أمـا العمــل الــذي غرضــه أو هدفــه أو ســببه‬
‫نشــاط رياضــي مهمــا كــان مأتاه ‪ ،‬فهــو يعــد ايضا رياضــيا ‪ ،‬كمــا هــو الشأن‬
‫بالنســبة ألعمــال النــوادي والمالعــب والمؤسســات المتخصصــة باإلعالم الرياضي‬
‫والثقافي والتربية الرياضية‪...‬‬
‫المبحث األول‪ :‬صعوبة تحديد الطبيعة‬
‫القانونية للعقود الرياضية‬
‫• ومهما يكن من أمر فان هذا المعيار على أهميته ‪ ،‬تعتريه بعض‬
‫المآخذ والنقائص والهنات لكونه اصبح عاجزا عن تفسير رياضية‬
‫العقد لوحده بصفة موضوعية وقانونية ‪ ،‬فقـد يكـون محـل العقـد‬
‫لعبـة رياضـية أو عمـل رياضـي‪ ،‬ومـع ذلـك ال يعـد رياضـيا ‪ ،‬فعقـد‬
‫الرهان – على سبيل المثال – بين شخصين غير رياضيين من‬
‫الجمهـور علـى سـباق الخيـل ال يعد عقدا رياضيا‪ ،‬على الرغم من‬
‫أن موضوعه لعبة رياضية بدرجة اولى‪،‬مما حدى ببعض الفقهاء‬
‫اللى اعتماد طبيعة العقد لوقف الجدل القائم‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬صعوبة تحديد الطبيعة‬
‫القانونية للعقود الرياضية‬
‫معيار طبيعة العقد‬
‫يستند رواد هذه النظرية في تفسيرهم للعقد الرياضي على طبيعة العقد نفسه‪ ،‬فالعقد يعد عقدا‬ ‫•‬
‫رياضيا إذا كانت طبيعته تقتضي ذلك ‪ ،‬وقـد يبـدو هـذا المعيـار للوهلة االولى غامضـا نوعـا‬
‫مــا ‪ ،‬غير انه يمكن تجاوز هذا النقص وهذا الغموض باالعتماد على ثالث ضـوابط إلعمـال‬
‫وتفعيل هــذا المعيار وتتمثل أوال في أن يكون احد طرفي العقد علـى األقل شخصـا رياضـيا‪،‬‬
‫على معنى نظرية المعيار الشخصي ‪ ،‬وثانيا أن يتصل العقد بنشاط رياضي من حيث سيره‬
‫وتنظيمه ‪ ،‬وأخيرا أن يكون أحد أهداف العقد أو أحد أسبابه رياضيا‪ ،‬وشريطة أن يكون متجانسا‬
‫مع أهداف الرياضة ذاتها‪ ،‬وأن يكون ذلك الهدف أو السبب الرياضي هـو العنصـر األساسـي من‬
‫بين بقية األهداف أو األسباب‪.‬‬
‫يعد هـذا المعيـار االفضل واألرجح فـي تحديـد مفهوم رياضـية العقـد بصفة دقيقة ‪ ،‬ويجـدر بنـا‬ ‫•‬
‫تسـميته ( بالمعيـار المخـتلط) لكونه يسـتند ويجمع كـل مــن المعيـارين الشخصــي والموضوعي‬
‫ويــدرك أهميــة معرفة السبب من ابرام العقد وهدفه كي يكون متصفا بالصفة الرياضية‪.‬‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬

‫• اختالف خصائص العقد الرياضي عن بقية العقود االخرى‬


‫• بحكم طبيعة العقد الرياضي المتميزة والمتفردة عن بقية العقود‬
‫االخرى ‪ ،‬كالعقود التجارية والعقود الطبية والعقود المدنية‪ ،‬فمن‬
‫البديهي جدا ان يجمع هذا العقد في نفس الوقت بين عديد الخصائص‪،‬‬
‫فاعتبره عديد الفقهاء عقد رضائي في حين اعتبره البعض االخر‬
‫عقد من عقود االذعان (ا) وقد وصف ايضا بالعقد التبادلي الملزم‬
‫لجانبيه (ب) وقد تسائل البعض عن امكانية ادراجه ضمن العقود‬
‫المسماة(ج)‪.‬‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬

‫تخلى القضاء الفرنسي في بعض قضاياه عن نظریة عقد المقاولة (ا) وكیف العقد الرياضي بأنه عقد شغل(ب)‬ ‫•‬
‫وهذا التذبذب الصارخ من طرف الفقه حول تكييف العقود الرياضية اضفى على العقد الرياضي طابع خاص‬
‫‪( sui generis‬ج) لتمييز عن بقية العقود االخرى‪.‬‬
‫ا‪-‬نظریة عقد المقاولة‬ ‫•‬
‫تبنى القضاء الفرنسي في بعض قراراته ال سیما القدیمة منها‪ ،‬نظریة عقد المقاولة لتصنيف بعض العقود‬ ‫•‬
‫الرياضية ‪ ،‬فكیف يمكن اعتبار العقد المبرم بین النادي الریاضي والعب كرة القدم بأنه عقد مقاولة ؟‬
‫في احدى قراراتها واعتبرت ان الالعب المحترف‪ ،‬یعد فنانًا مستقًال یسعى من خالل ( )‪Can‬قضت محكمة •‬
‫ممارسة فنه الى لفت النظر الى اهمیة الریاضة الجسدية‪ ،‬وإظهار قدراته ومهاراته ومواهبه الشخصیة‪ ،‬وهو‬
‫یضع في لعبته اصالة خاصة‪ .‬وفي قضیة اخرى اعتبر القضاء الفرنسي‪ ،‬في تكییفه لعقد احتراف كرة القدم ‪،‬‬
‫بأنه عقد مقاولة ‪ ،‬بسبب عدم استفادة الالعب المحترف من نصوص قانون العمل المتعلقة بالتعویض عن‬
‫‪ Trib.civ.24 suin 1936 ,D.P.1937.11.36 ,‬االصابات التي تلحق بالعامل في اثناء مدة العمل‬
‫‪SEINE 16 JUIN 1932,h .d 1932,406 h Gaz.Pal ,1932.11.507.‬‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬

‫• وقد شایع بعض الفقه الفرنسي هذا االتجاه ‪ ،‬واستند في تبنیه لنظریة عقد‬
‫المقاولة‪ ،‬الى المادة ‪ 1779‬من القانون المدني الفرنسي و صور عقد‬
‫المقاولة ثالث ‪:‬عقد اجارة األشخاص أي اجارة شخص يتعهد بخدمة‬
‫اخر ‪،‬عقد اجارة الناقل‪ ،‬أي اجارة شخص يتعهد بنقل شخص او شيء‪،‬عقد‬
‫اجارة مقاول االعمال‪ .‬وفي رأي هذا الشق من الفقه ‪ ،‬فان عقد احتراف‬
‫العب كرة القدم ‪ ،‬يدخل في الصورة االولى ‪ ،‬الن العب كرة القدم‬
‫المحترف الذي يبرم عقدا مع نادي رياضي ویتعهد بموجب هذا العقد‪،‬‬
‫باالشتراك في مباریات ومسابقات كرة القدم‪ ،‬انما هو في مركز المقاول‬
‫بالنسبة الى رب العمل‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬

‫• غير انه البد من االشارة ان تبني التكییف المشار الیه ال یعطي الحق في التعویض لالعب كرة‬
‫القدم المحترف‪ ،‬اذا ما تعرض إلصابة اثناء سریان العقد ‪ ،‬زد على ذلك ‪ ،‬فان المقاول عندما‬
‫یقوم بالعمل المكلف به فهو یفعل ذلك باسمه الخاص ولیس باسم صاحب العمل او بالنیابة عنه‪،‬‬
‫وهذا على خالف العب كرة القدم المحترف‪ ،‬الذي یشترك في مباریات ومسابقات كرة القدم‬
‫الوطنیة او الدولیة باسم نادیه ولیس باسمه الشخصي ‪ .‬فنظریة عقد المقاولة ال تنسجم مع المركز‬
‫القانوني لالعب كرة القدم المحترف‪ ،‬الذي یخضع دائما لألشراف والتوجیه االداري والفني‬
‫لنادیه ‪.‬‬
‫من جهة اخرى فان العب كرة القدم المحترف له الحق في الحصول على راتبه وبدالته عند‬ ‫•‬
‫تعرضه لإلصابة مع التزام نادیه الریاضي بمعالجته‪ ،‬وهو امر ال یتماشى مع احكام عقد‬
‫المقاولة‪.‬‬
‫•‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬

‫•‬
‫نظرية عقد الشغل‬ ‫•‬
‫اعتبر فقه القضاء االوروبي الالعب بمثابة أجير مرتبط مع النادي بموجب عقد شغل و ليس مجرد شيء يشترى •‬
‫ويباع وراس مال تتكالب وتتنافس عليه االندية فيما بينها ‪ ،‬ففي قضية "دونا" اعتبرت محكمة العدل االوروبية‬
‫ان جميع القواعد الرامية الى الحد من ممارسة االنشطة داخل االتحاد االوروبي على اساس الجنسية تعتبر الغية‬
‫لمخالفتها لمبادئ االتحاد االوروبي ‪ ،‬و ان التراتيب التي تحد من حرية تنقل الالعبين داخل الفضاء االوروبي‬
‫ألسباب اقتصادية وليست رياضية بحتة تعد مخالفة لمعاهدة االتحاد االوروبي وفي قضية "ليثونان" ‪ ،‬اكدت‬
‫المحكمة االوروبية ان الالعب الذي ابرم مع ناديه عقدا ينص على تقاضيه اجرة شهرية مع جملة من المنح يعدا‬
‫‪. CJCE,14 juillet 1976,affaire 13-76 gaetano Donà c .Mario‬عامال‬
‫‪Mantero ,EuropeanCourt Reports 1976-1333‬‬
‫‪• CJCE(6 échambre), 13 avril 2000 ,Jyri Lehtonen et CastorsCanada Dry Namur-‬‬
‫‪Braine ASBL c .Féderation royale belge des sociétés de basket-ball ASBL , affaire‬‬
‫‪n C-176/96 ?Receuil de jurisprudence 2000PAGE 1-02681.‬‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬

‫في المقابل فان الفقه العربي المقارن اعتبر أن عقد االحتراف الرياضي هو عقد مدني حتى لو توفرت فيه نية تحقيق‬ ‫•‬
‫األرباح وهو من العقود النموذجية التي تغلب عليها صفة اإلذعان ‪ ،‬إضافة إلى أنه عقد عمل تتوفر فيه جميع عناصر‬
‫عقد الشغل ‪،‬اما من ناحية تكييف عقد االحتراف الرياضي فهو أوًال وأخيرًا عقد عمل يتميز بسمات ذات طبيعة خاصة‬
‫ويترتب عنه التزامات متبادلة على الطرفين ‪ ،‬وهو عقد ينتهي بمضي مدته ويعود االختصاص بفض النزاعات التي‬
‫تنشأ عنه إلى لجان رياضية متخصصة غير أن هذا ال يمنع أيًا من طرفي العقد الى اللجوء إلى القضاء العادي‪.‬‬
‫وقد تبنى فقه القضاء التونسي نظرية عقد الشغل في عدة قرارات تحكيمية و كيف اغلب العقود الرياضية على انها‬ ‫•‬
‫عقود عمل ‪ ،‬على غرار قرار الشريف الحمروني ضد الجامعة التونسية لكرة القدم و النجم الرياضي الساحلي حيث‬
‫اعتبرت الهيئة التحكيمية ان العقد الرابط بين الطرفين له طبيعة عقد الشغل ضرورة ان الالعب يؤدي خدمات للجمعية‬
‫التي ينتمي اليها تحت ادارتها و رقابتها مقابل اجر يتقاضاه‪ .‬غير انه في قرار برتان مرشان ضد الجامعة التونسية‬
‫لكرة القدم و النادي االفريقي الصادر بتاريخ ‪ 1‬مارس ‪ 2008‬لم تعتبر هيئة التحكيم عقد التدريب عقد شغل بل كيفته‬
‫بصفة ضمنية كعقد مدني خاصة وانه يتضمن شرط تغريمي ‪ ،‬وقد رأت هذه الهيئة ان الشرط التغريمي ولئن كان يعبر‬
‫عن ارادة االطراف إال ان العمل به و تحديد مداه يكون مرتبطا بمدى تنفيذ االلتزامات طبقا لطبيعة العقد و العرف و‬
‫االنصاف وهو ما يستشف من تأويل احكام الفصلين ‪ 242‬و ‪ 243‬من مجلة االلتزامات و العقود‪.‬‬
‫انظر قرار عدد ‪ 26/2009‬جلسة يوم ‪ 15‬ماي ‪. 2009‬‬ ‫•‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬

‫وقد بارك وناصر شق كبير من الفقه الفرنسي هذه التوجه‪ ،‬معتبرا العقد الرياضي عقد تتوافر فیه العناصر االربعة لعقد العمل‬ ‫•‬
‫والمتمثلة في ‪:‬‬
‫*العنصر االول ‪ :‬وهو العمل ‪ ،‬اذ ینصرف مفهوم العمل الى كل عمل مأجور یقوم به العامل لحساب رب العمل وتحت‬ ‫•‬
‫توجیهه واشرافه ‪ ،‬فعمومیة العمل الى هذا النحو‪ ،‬تفید ان اشتراك العب كرة القدم في التدریبات ومباریات ومسابقات كرة‬
‫التي یكون نادیه طرفًا فیها‪ ،‬یدخل ضمن مفهوم العمل ‪.‬‬
‫العنصر الثاني ‪ :‬األجر ویتمثل هذا العنصر في المبالغ التي یحصل علیها الالعب لقاء ممارسته للعبة‪ ،‬اي تلك المبالغ التي‬ ‫•‬
‫یحصل علیها من نادیه الریاضي‪ ،‬لقاء اشتراكه في التدریبات ومباریات ومسابقات كرة القدم التي یكون نادیه طرفًا فیها ‪.‬‬
‫العنصر الثالث ‪ :‬التبعیة القانونیة‪ ،‬اذ یكون للنادي الریاضي سلطة فعلیة على الالعب المحترف تتمثل في رقابته وتوجیهه‪،‬‬ ‫•‬
‫فثمة خضوع فني واداري‪ ،‬ومثل هذا الخضوع ال شك فیه‪ ،‬وأول مظاهره من الناحیة الفنیة‪ ،‬خضوعه لتوجیهات مدرب‬
‫النادي الریاضي‪ ،‬سواء كانت التوجیهات قبل بدء المباراة او في اثناء سیرها ‪.‬‬
‫العنصر الرابع ‪ :‬الزمن‪ ،‬اذ یعد الزمن عصرا جوهریًا في عقد احتراف العب كرة القدم‪ ،‬فهذا العقد هو من العقود الزمنیة‪• ،‬‬
‫وتتضمن العقود المبرمة في هذا الشأن عبارة(تعهد الالعب ‪..‬ان یلعب كرة القدم‪ ،‬كالعب محترف باسم ولحساب ‪ ..‬بدءًا من‬
‫تاریخ ‪ ...‬وذلك لمدة ‪...‬وینتهي هذا العقد بنهایة الموسم الریاضي ‪ )...‬وقد تواترت احكام القضاء الفرنسي على اعتبار عقد‬
‫العب كرة القدم المحترف من العقود الزمنیة محددة المدة‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬
‫ويعد من هذه الناحية العقد بين العب كرة القدم المحترف والنادي أو الجهة الرياضية عقد عمل محدد المدة أي‬ ‫•‬
‫يبرم لمدة معينة وهذا جائز بمقتضى المادة ‪ L.1221- 1‬من قانون العمل الفرنسي ‪ ،‬فهنالك خصوصیة معینة لعقد‬
‫احتراف كرة القدم التي تظهر في الطبیعة الخاصة لاللتزام الذي یقع على عاتق هذا الالعب‪ ،‬مما یقتضي‬
‫خضوعه لقواعد خاصة تختلف عن تلك القواعد التي یخضع لها غیره من العمال‪ ،‬فاحترافه لعبة كرة القدم ال‬
‫تعتمد فقط على قدراته البدنیة‪ ،‬بل یتمثل ایضًا في دراسات وبحوث عملیه وفنیة‪ ،‬یقف في مقدمتها الخطط التي‬
‫یرسمها المالك التدریبي للنادي الریاضي وهو ما یتطلب من الالعب المحترف قدرا كبيرا من الجهد الذهني ‪ ،‬حتى‬
‫یتمكن من تنفیذ التزاماته على الوجه المطلوب‪ .‬فیفرض على العب كرة القدم بموجب عقد أالحتراف بعض‬
‫االلتزامات التي تفوق تلك التي تفرض على سواه من العمال ‪ ،‬وهذه االلتزامات لیست ریاضیة فحسب ‪ ،‬بل ثمة‬
‫التزامات اداریة وأخرى صحیة‪ ،‬وثالثة تتعلق بالسلوك واألخالق ‪.‬‬
‫في قرار شمس الدين الذوادي و الجامعة التونسية لكرة القدم و النادي الرياضي لحمام االنف ضد التادي الرياضي‬ ‫•‬
‫الصفاقسي ‪ ،‬في ‪ 12‬مارس ‪ 2012‬تقر الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي بالصبغة الشغلية للعقد الرياضي‪ .‬اذ بتم‬
‫تطبيق كافة القوانين و المبادئ المتعلقة بقانون الشغل نذكر على سبيل الحصر اقرار السلطة التاديبية للمؤجر على‬
‫اجرائه ومنحه الحق في فسخ العقد متى ارتكب العامل هفوة خطيرة ومن الهفوات الخطيرة استهالك الالعب لمواد‬
‫مخدرة مثالما تم اقراره في قرار الالعب ادريان موتو الذي تم تغريمه بتعويض مشط لقاء ثبوت التهمة في جانبه‬
‫و المتمثلة في تعاطيه للمخدرات‪.‬‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬

‫ولقد حسمت محكمة التعقيب الفرنسية األمر واعتبرت أن الالعب المحترف عامالوبالتالي كيفت عقد‬ ‫•‬
‫احتراف الالعب بأنه عقد شغل لمدة محدودة‪ ،‬وذلك على أساس عنصر التبعية‪ .‬فعنصر التبعية هو الذي يميز‬
‫عقد الشغل عن بقية العقود المدنية األخرى‪ ،‬غير أن هذا العنصر المتمثل في التبعية هو أكثر اتساعا في‬
‫عقود االحتراف منها العقود الشغلية األخرى فهو فضال عن اتساعه للمعيار االقتصادي للتبعية‪ ،‬فان الالعب‬
‫بموجبه يعد ملزما بإتباع توجيهات جمعيته التي تعاقد معها بوصفها مؤجره ‪ ،‬إضافة إلى توجيهات الجامعة‬
‫المختصة لرياضة كرة القدم الن هاته األخيرة هي التي تقوم بتوقيع الجزاءات على المخالفات المرتكبة من‬
‫قبل الالعب في سير المباراة عبر ممثلها أال وهو حكم المباراة‪.‬‬
‫وفي ضوء ما سبق نالحظ ان العقد الرياضي ال یتوافق مع العقود التقلیدیة‪ ،‬كعقد المقاولة‪ ،‬وعقد العمل ‪ ،‬حقا‬ ‫•‬
‫ان بعض عناصر هذا العقد االخیر تبدو متوافرة في عقد احتراف العب كرة القدم‪ ،‬وال سیما التبعیة‬
‫القانونیة‪ ،‬فهو یعمل ضمن تبعیة معینة للنادي الریاضي‪ ،‬بید ان لهذه التبعیة القانونیة خصوصیة معینة تتمثل‬
‫في وجهین لعملة واحدة‪ ،‬فني وإداري ‪ ،‬مما یعني ان الوضع القانوني لالعب كرة القدم المحترف‪ ،‬هو وضع‬
‫خاص وان عقده هو من نوع خاص‪ ،‬وقائم بذاته وانه قد ان االوان لرجال القانون ولرجال الرياضة ان‬
‫یعترفوا بذلك‪ ،‬فثمة عقد له طابعه (‪)sui generis‬الخاص‪.‬‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬

‫• ج‪-‬العقد الرياضي‪ :‬عقد ذو طابع خاص ‪sui generis‬‬


‫يرتبط الرياضي المحترف بناديه او بفريقه بعالقة تعاقدية قد تنطبق •‬
‫عليها مبادئ قانون العقود التقليدي الذي يتمثل في القانون المدني وقد‬
‫يرتبط النادي او الجمعية بإحدى الشركات لتكوين عالقة تجارية كما‬
‫يمكن ان تنطبق على بعض العقود الرياضية االحكام القانونية‬
‫االخرى كالقانون االداري و الجزائي و الجبائي و المحاسبي‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬
‫فالعالقة التي تربط الالعب بناديه شانها شان العالقة التي تربط ناديا بناد اخر وخصوصا‬ ‫•‬
‫عقود تنقل الالعبين و اعارتهم هي عالقات مدنية باألساس تكيف كعقود مدنية و يمكن‬
‫استثنائيا ان تكون لها الصبغة التجارية‪.‬ففي كال الحالتين فهي تخضع الى القانون المدني الذي‬
‫يتم تحديده وفق قواعد تنازع القوانين اذاكانت للمعاملة صبغة دولية بالنظر الى مقرات‬
‫االطراف او جنسياتهم او مكان تنفيذ العقد وتخضع ايضا الى جملة من المبادئ التي يجمعها‬
‫الفقه تحت مصطلح ‪Lex sportiva.‬‬
‫• بالنسبة لعقد انتقال العب كرة القدم المحترف الذي يختلف عن عقد االحتراف ‪ ،‬فقد عرفته‬
‫المادة الخامسة من لوائح الفیفا بانه عقد بین النادي الریاضي االصلي‪ ،‬والنادي الجدید بموافقة‬
‫الالعب المحترف‪ ،‬و بإشراف االتحاد الریاضي المعني ‪،‬ویستفاد من هذا النص ما یأتي ‪:‬‬
‫• اوًال ‪ :‬ان عقد انتقال العب كرة القدم‪ ،‬ال یكون اال بعد انقضاء عقد االحتراف‪ ،‬وذلك ایًا كان‬
‫سبب االنقضاء ‪.‬‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬

‫ویلتزم النادي الجدید بموجب عقد االنتقال‪،‬بان یدفع للنادي االصلي مبلغًا معینًا من المال‪،‬یسمى‬ ‫•‬
‫مقابل االنتقال او تعویض االنتقال‪،‬وال یؤخذ في تحدید هذا المقابل راي الالعب المحترف‪،‬وانما‬
‫یتحدد عبر المفاوضات التي تتم بین النادي االصلي‪،‬والنادي الجدید‪.‬‬
‫والجدیر بالمالحظة ان لوائح احتراف العبي كرة القدم تنص على صورتین لعقد االنتقال‪:‬‬ ‫•‬
‫الصورة االولى ‪ :‬عقد االنتقال الداخلي‪ ،‬وهو یكون بین نادیین ریاضیین تابعین التحاد ریاضي‬ ‫•‬
‫وطني واحد‪ ،‬وفي هذه الصورة فان اتحاد كرة القدم الوطني هو الذي یشرف على هذا العقد ‪.‬‬
‫الصورة الثانیة ‪ :‬عقد االنتقال الخارجي‪ ،‬وهو یكون بین نادیین ریاضیین تابعین ألكثر من اتحاد‬ ‫•‬
‫ریاضي واحد‪ ،‬وفي هذه الصورة فان اتحاد كرة القدم الدولي‪،‬هو الذي یشرف على هذا العقد‪.‬‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬

‫• كما يختلف التكييف القانوني لعقد االعارة باعتبار انه في اطار عقد‬
‫اعارة العب كرة القدم المحترف‪ ،‬یقوم النادي الریاضي بعمل من‬
‫اعمال االدارة على منفعة الالعب المحترف‪ ٤‬فعندما یعیر النادي‬
‫الریاضي العبه المحترف الى ناد جدید‪ ،‬فانه یعیره ضمن مدة‬
‫سریان عقد االحتراف ‪ ،‬والتي تكون مدة عقد االعارة بضمنها‪ ،‬وهذا‬
‫وجه من اوجه االختالف بین عقد اعارة العب كرة المحترف وعقد‬
‫انتقاله‪ ،‬فهذا العقد االخیر ال یكون اال اذا انقضى عقد احتراف العب‬
‫كرة القدم مع نادیه‪.‬‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬

‫• على غرار سائر العقود ‪،‬يخضع العقد الرياضي الى شروط الصحة المنصوص‬
‫عليها بالفصل ‪ 2‬من مجلة االلتزامات و العقود و المتمثلة في االهلية و الرضا و‬
‫المحل و السبب الى جانب امكانية ادراج بعض الشرط كالغرامات العقابية التي‬
‫تقوم على المبدأ التعويضي الذي يرتكز عليه العقد في القانون المدني شانه شان‬
‫الشرط التسريحي الذي يعتبر بمثابة الشرط الجزائي وهي من العادات التعاقدية‬
‫التي ترتكز على الفصل ‪ 242‬من م اع‪.‬‬
‫في نفس الوقت‪،‬استقر جانب من فقه القضاء على اعتبار ان العقود الرياضية‬ ‫•‬
‫تخضع الى نظام ذي خصوصية وذلك بتطبيق القواعد الرياضية التي قررتها‬
‫الفيفا مما يجعلها من هذه العقود ذات طبيعة متوازنة‪.‬‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬

‫التكييف القانوني للعقد الرياضي وفقا للعقد النموذجي‪.‬‬ ‫•‬


‫•‬ ‫عرف الفصل ‪ 17‬من االنظمة العامة للجامعة التونسية لكرة القدم الالعب المحترف بأنه ذلك الذي يجعل ممارسة كرة القدم حرفته‬
‫‪ ، est non amateur tout‬اما الفصل ‪ 5‬من االنظمة العامة فانه يعرف الالعب غير الهاوي بذلك الالعب المرتبط مع ناديه بعقد‬
‫‪joueur lié à son club par un contrat de joueur non amateur.‬‬
‫وقد بين المشرع التونسي عن وجهة نظره بخصوص التكييف القانوني لعقد احتراف العب كرة القدم كمثال لبعض العقود‬ ‫•‬
‫الرياضية في الفصل االول من العقد النموذجي المعد من قبل الجامعة التونسية لكرة القدم ‪ ،‬حيث نص على أنه‪ :‬يلزم النادي‬
‫السيد ‪ ...........‬كالعب كرة قدم محترف تطبيقا ألنظمة كرة القدم المحترفة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من وصف هذا العقد بأنه عقد عمل‪ ،‬إال أنه ليس عقد عمل عادي‪ ،‬شأنه شأن سائر عقود العمل‪ ،‬وانما هو عقد عمل‬ ‫•‬
‫بامتياز اذ انه يمتاز بخصائص فريدة من نوعها ‪ ،‬تميزه عن غيره من عقود العمل‪ ،‬وتتضح هذه الخصائص المميزة من عدة أوجه‬
‫تتمثل في‪:‬‬
‫أوال‪ :‬من حيث اطراف العقد ‪.‬‬ ‫•‬
‫ثانيا‪ :‬من حيث ابرام العقد ‪.‬‬ ‫•‬
‫ثالثا‪ :‬من حيث نطاق التبعية ‪.‬‬ ‫•‬
‫رابعا ‪ :‬من حيث األحكام القانونية التي تحكم العقد ‪.‬‬ ‫•‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬

‫وقد نص الفصل ‪ 23‬من قانون الجامعة التونسية لكرة القدم على ان يقع تحرير العقد في ستة نظائر نظيرا‬ ‫•‬
‫يتسلمه الالعب حين امضائه اياه و نظيرا اخر يحتفظ به النادي الرياضي و االربعة المتبقية يقع ارسالها‬
‫بواسطة رسالة مضمونة الوصول او البريد السريع الى الرابطة الوطنية لكرة القدم او الى مقر الجامعة‬
‫التونسية لكرة القدم اذا تعلق االمر بانتقال العب للمصادقة عليها‪.‬‬
‫ولتفادي رفض المصادقة يجب ان يرفق مع العقد عقد تامين الالعب و اجازة الولي بالنسبة للذين سنهم اقل من‬ ‫•‬
‫‪ 20‬سنة اضافة الى شهادة طبية مسلمة من المركز الوطني او الجهوي للطب الرياضي ‪ ،‬ونسخة من القانون‬
‫االساسي للنادي‪.‬‬
‫ولقد حدد الفصل ‪ 58‬من قانون الجامعة التونسية لكرة القدم من خالل عقد نموذجي الى وضع حد ادنى من‬ ‫•‬
‫الناحية القانونية لالعب و الجمعية على السواء وحتى تضمن وحدة العقود و عدم تضاربها بين مختلف‬
‫الجمعيات الرياضية‪ ،‬غير انه من خالل وضع عقد نموذجي ال يعني ذلك تقييد ارادة االطراف ‪ ،‬بل ان المشرع‬
‫ترك الباب مفتوحا امام الجمعية و الالعب إلبرام اتفاقية مكملة للعقد وذلك عبر تحرير ملحق ‪ ،‬ولعل هذا ما‬
‫يتوافق مع الفقرة الرابعة من المادة الخامسة من لوائح الفيفا التي نصت على انه "لكل اتحاد وطني ان يشترط‬
‫نصوصا اضافية تضاف الى اي عقد يبرم بين النادي و الالعب المسجل لدى اإلتحاد"‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬

‫• إذا فإمكانية تحرير ملحق بين النادي والالعب وردت بالفصل ‪ 24‬من قانون الجامعة‬
‫التونسية لكرة القدم‪ ،‬ولقد نظم الفصل المذكور أعاله هذا الملحق"‪" l’Avenant‬‬
‫وعرفه بكونه كل تغييرات أو اتفاق خاص أو اتفاقية الحقة للعقد يجب أن تكون‬
‫موضوع ملحق‪ .‬غير ان هذا الملحق ال يكون نافذ المفعول إال إذا تمت المصادقة عليه‬
‫من طرف الجامعة التونسية لكرة القدم ‪ ،‬ووجب االشارة في هذا الصدد الى ان القانون‬
‫قد خول للجامعة فقط سلطة المصادقة على الملحق واالتفاقية بين الطرفين وأقصى‬
‫الرابطة من هذا االختصاص‪ .‬لكن يمكن للجامعة في بعض الحاالت االمتناع عن‬
‫المصادقة على الملحق المبرم بين الالعب والنادي باعتبار ان لها السلطة المطلقة في‬
‫المصادقة من عدم ذلك ‪ ،‬وفي هذه الحالة فان الملحق يعتبر باطال وال يمكن بأي حال‬
‫أن يأخذ بعين االعتبار طبقا لمنطوق الفقرة األخيرة من الفصل ‪.24‬‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬
‫فالمشرع لم يشترط شروطا شكلية في عقد الشغل على عكس عقود االحتراف التي ال تنعقد إال بإتباع شكل‬ ‫•‬
‫معين ‪ ،‬وتحدد هاته الشكلية قوانين الجامعة التونسية لكرة القدم‪،‬‬
‫مصادقة الجامعة على عقد االحتراف‬ ‫•‬
‫ظلت الجامعة التونسية لكرة القدم تستأثر بصالحية المصادقة على عقود االحتراف وهي صالحية تجد‬ ‫•‬
‫أساسها القانوني في الفصل ‪ 18‬من قانون الجامعة ‪ ،‬غير ان هاته السلطة قد تم التخلي عنها بعد التغييرات‬
‫المدخلة على قانون الجامعة بمناسبة اجتماع المجلس الفيدرالي بتاريخ ‪ 22‬جوان ‪ 2003‬والتي دخلت حيز‬
‫التنفيذ ابتداء من ‪ 1‬جويلية ‪ 2003‬والتي بموجبه تم تفويض للرابطة سلطة المصادقة التي كانت هي جوهر‬
‫اختصاص الجامعة التونسية لكرة القدم‪ .‬وبالتالي أصبحت الرابطة الوطنية لكرة القدم بواسطة سلطة‬
‫المصادقة على العقود تراقب مشروعيتها‪ ،‬والمالحظ انه هاته الصالحية وبقية الصالحيات المخولة الرابطة‬
‫الوطنية لكرة القدم تخص الرياضيين التونسيين الذين يمارسون نشاطهم ضمن األندية التونسية‪.‬‬
‫وبواسطة لمصادقة يصبح عقد االحتراف نافذ المفعول ‪ ،‬والتصديق على العقد هو شرط لنفاذه‪ ،‬أما إذا انعدم‬ ‫•‬
‫التصديق فان العقد ال يمكن االحتجاج به أمام لجنة فض النزاعات التي تنشا بين طرفيه كما ان المصادقة ال‬
‫تتسلط فقط على العقد المبرم بين الالعب وناديه بل تتسلط كذلك على الملحق المبرم بين الطرفين والذي‬
‫يكون مكمال إلرادتهما وهو ما أباحه الفصل ‪ 24‬من قانون الجامعة‪.‬‬
‫الخصائص المميزة للعقود الرياضية‬

‫• ويخضع منح اإلجازات الرياضية إلى بعض الشروط التي تحددها التراتيب‬
‫العامة للجامعات الرياضية ويقع إرسال مطالب الحصول على إجازة إلى‬
‫الرابطة الوطنية لكرة القدم من قبل الجمعية التي يرغب الرياضي في الحصول‬
‫على إجازة لفائدتها ‪ ،‬وال يعطي منح اإلجازة حقا مطلقا للرياضي للمشاركة في‬
‫المنافسات مع الجمعية التي ينتمي إليها بل يؤهله فقط لذلك لكنه يحمله في نفس‬
‫الوقت واجب الخضوع لسلطة وتراتيب الجامعة المختصة‪ .‬إذا يمثل إسناد‬
‫التراخيص في المادة الرياضية من طرف الجامعة بواسطة الرابطة الراجعة لها‬
‫بالنظر تطبيقا فعليا لجملة التراتيب التي تتخذها لغاية تنظيم األنشطة الرياضية‬
‫في نطاق اختصاصها‪ ،‬تراجع التراتيب العامة للجامعة التونسية لكرة القدم‪.‬‬
‫الطبيعة االستثنائية للتحكيم في العقود‬
‫الرياضية‬
‫الطبيعة االتفاقية للتحكيم الرياضي‪ :‬المشرع التونسي اتجهت نيته نحو المحافظة على الخصوصية‬ ‫•‬
‫والتفرد الذي يميز المجال الرياضي واإلقرار به وسحب جميع النزاعات المحتملة بين األطراف من‬
‫تدخل القضاء العدلي خشية التأثير سلبا على تطور الميدان الرياضي أساسا و روح المنافسة خاصة‪.‬‬
‫ولذلك أرسى المشرع التونسي "الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي" للنظر في سائر النزاعات المتصلة‬
‫بالميدان متى وجد بين األطراف المعنية شرط تحكيمي طبق نظامها المصادق عليه من طرف أعضاء‬
‫اللجنة الوطنية االولمبية التونسية وهم الجامعات الرياضية في مختلف الميادين الرياضية‪.‬‬
‫وبذلك تؤكد المحكمة أن التحكيم الرياضي يستند بالضرورة إلى سند تعاقدي يتمثل في اتفاقية تحكيم‬ ‫•‬
‫تتخذ شكل شرط تحكيمي أو اتفاق على التحكيم (مشارطة)‪ .‬كما تعتمد النظرية المرنة لشكل الشرط‬
‫التحكيمي حيث تجيز أن يتخذ شكل ‪Compromis‬شرط باإلشارة مكتفية بان تكون هذه اإلشارة أو‬
‫اإلحالة واردة في القانون األساسي أو نظام صادر عن إحدى الجمعيات الرياضية (األندية) ثم على‬
‫الالعبين والمدربين والفنيين المتعاقدين مع تلك الجمعيات‪.‬‬
‫•‬
‫الطبيعة االستثنائية للتحكيم في العقود‬
‫الرياضية‬

‫كرست الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي هذا المبدأ في قضية هيئة الدفاع عن النادي االفريقيحيث‬ ‫•‬
‫الحظت فيها االطار ان النزاع القائم بين الخصوم يخرج عن اختصاصها و ذلك بسبب غياب‬
‫شرط تحكيمي سواء تعلق بشرط كالسيكي مدرج بصفة سابقة في عقد مبرم ين اطراف النزاع‬
‫او بشرط تحكيمي باإلشارة مدرج في وثيقة تقر اللجوء الى التحكيم في مثل هذا النوع من‬
‫النزاعات‪.‬‬
‫حيث رفضت الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي النظر في الكثير من النزاعات الرياضية بسبب‬ ‫•‬
‫انعدام شرط تحكيمي او اتفاق تحكيمي طبق للفصل ‪ 6‬من م التح ينص صراحة على اسنادها‬
‫االختصاص المطلق للبت في هذه النزاعات‬
‫ويبرز تطبيق مبدأ سلطان اإلرادة بوضوح من خالل اشكال االتفاقية التحكيمية كمظهر من‬ ‫•‬
‫مظاهر هذه اإلرادة‪.‬‬
‫قرار نزيهة ذويب ضد النادي االفريقي‪ 16 ،‬اوت ‪ 2010‬القضية عدد ‪ ، 72/2010‬غير منشور‪.‬‬ ‫•‬
‫الطبيعة االستثنائية للتحكيم في العقود‬
‫الرياضية‬

‫• اللجوء القسري إلى التحكيم في العقود الرياضية‬


‫• االختصاص اإلجباري لهيئات التحكيم في العقود الرياضية هو اختصاص‬
‫وجوبي للنزاعات الناشئة أو التي يمكن أن تنشا عن العقود الرياضية‪ .‬مبدئيا‪،‬‬
‫يقتضي ابرام عقد صحيح توفر ركن الرضا الذي يكون حرا و صريحا‪ ،‬إال‬
‫انه وفي اطار العقود الرياضية يلتزم الرياضي بالخضوع الى الية التحكيم‬
‫دون صدور رغبة منه و ما يجرنا الى اعتبار التحكيم في مادة الرياضة‬
‫اجباريا وملزما مقارنة ببعض المجاالت االخرى التي يكون فيها اللجوء الى‬
‫التحكيم اختياريا‪ .‬و بالتالي فان التحكيم االجباري او القسري هو التحكيم الذي‬
‫يتم في اطاره تغييب ارادة االطراف‬
‫الطبيعة االستثنائية للتحكيم في العقود‬
‫الرياضية‬

‫مظاهر تغييب ارادة االطراف‬ ‫•‬


‫في غالب االحيان ‪،‬يقرر الخصوم اللجوء الى التحكيم بصورة اختيارية من •‬
‫خالل االتفاق على طرح النزاع امام هيئة تحكيمية من خالل ادراج شرط‬
‫تحكيمي ضمن العقد المبرم بينهم او بصفة الحقة اي في وثقية مستقلة عن‬
‫العقد‪ .‬فإذا كان التحكيم في االصل اختياريا ‪،‬إال ان المشرع قد يوجب في‬
‫بعض االحوال االلتجاء اليه بحيث ال يجوز اطالقا االلتجاء الى القضاء‬
‫العادي وال يجوز االلتجاء الى قضاء الدولة إال بعد مراعاة ما نص عليه‬
‫المشرع من وجوب طرح النزاع على هيئة التحكيم وهذا هو التحكيم‬
‫االجباري‬
‫الطبيعة االستثنائية للتحكيم في العقود‬
‫الرياضية‬

‫• حيث انه في االطار النزاعات الرياضية بصفة عامة و النزاعات‬


‫الناشئة عن بالعقود الرياضية بصفة خاصة ‪،‬يلزم االطراف على‬
‫اللجوء الى الية التحكيم لفض النزاع دون رضاهم ‪.‬و يقصد بالتحكيم‬
‫االجباري او القسري الزام الخصوم على اللجوء الى التحكيم لفض‬
‫النزاع المطروح وهو ما يفسر غياب االرادة الحرة لألطراف في‬
‫اختيار االلية التي سيتم عن طريقها البت في اصل النزاع ‪..‬‬
‫الطبيعة االستثنائية للتحكيم في العقود‬
‫الرياضية‬
‫في الميدان الرياضي ‪،‬ال يمكن لألطراف المتعاقدة اللجوء الى قضاء الدولة لفض النزاع بل هم مجبرون على اللجوء‬ ‫•‬
‫الى التحكيم بقوة القانون حيث تفرض القوانين و اللوائح الرياضية على الرياضي وعلى الطرف االخر سواء كان‬
‫جمعية او منظمة رياضية قبول الشرط التحكيمي اذ ليس لهم اي خيار اخر سواء الخضوع لتلك االلية‪.‬‬
‫فال يمكن للرياضي ان يعبر عن رغبته في رفض او قبول الخضوع بعبارة اخرى‪،‬الشخص الذي يريد ممارسة‬ ‫•‬
‫رياضة االحتراف عليه ان يقبل الشروط المفروضة من طرف الهيئات الرياضية‪.‬‬
‫وقد تحدث احد الفقهاء عن صورية الرضاسيما وانه ال يمكن للرياضي ان يعبر عن رغبته او رضاه لقبول او رفض •‬
‫الخضوع للتحكيم عند ابرامه العقد الرياضي او عند صدور نزاع بينه وبين الجمعية او النادي الرياضي خاصة وان‬
‫المنظمات و الهيئات الرياضية هي مجبرة ايضا على ادراج الشروط التحكيمية ضمن لوائحها و نظمها االساسية اذ ال‬
‫‪ L’article 60 du statut de l’UEFA « les associations doivent inscrire‬مهرب للرياضي سوى القبول‬
‫‪dans leurs status une disposition selon laquelle les litiges de dimension nationale‬‬
‫‪découlant de l’application de leurs status ou réglements en rapport avec ceux-ci sont ,‬‬
‫‪sous réserves de leur législation nationale , soumis en dernier ressort à un tribunal‬‬
‫‪arbitrale indépendant et impartial, à l’exclusion de toute tribunal ordinaire ».‬‬
‫الطبيعة االستثنائية للتحكيم في العقود‬
‫الرياضية‬

‫• على سبيل المثال ‪،‬يجبر الميثاق االولمبي االتحادات الرياضية‬


‫الدولية باحترام المجلة العالمية لمكافحة المنشطات التي تجعل من‬
‫المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي ‪ TAS‬االختصاص المطلق في‬
‫فض النزاعات الدولية المتعلقة بمكافحة المنشطات‪.‬تفرض ايضا‬
‫لوائح الفيفا على اعضائها الخضوع للتحكيم امام نفس المحكمة للبت‬
‫في النزاعات الرياضية‪.‬‬
‫‪• Article 13-2-1 de code mondiale antidopage.‬‬
‫الطبيعة االستثنائية للتحكيم في العقود‬
‫الرياضية‬
‫في ميدان الرياضة ‪ ،‬ينخرط الرياضيين في االنظمة االساسية لالتحادات الرياضية بصفة ضمنية‬ ‫•‬
‫وذلك حال ابرامهم للعقود الرياضية ‪،‬اذ يمكن اعتبارهم اعضاء غير مباشرين خاصة وأنهم يلتزمون‬
‫باحترام الواجبات المضمنة باألنظمة االساسية لالتحادات الرياضية الدولية و بالتالي فان هذه االحالة‬
‫تمتاز بالخصوصية سيما وان االتفاق المبرم بين الطرفين يحيل مباشرة وبصفة ضمنية الى وجود‬
‫شرط تحكيمي سابق و مضمن بوثيقة اخرى ملحقة بالعقد قد تتخذ شكل نظام اساسي او نظام داخلي‬
‫يتعلق باحدى االتحادات او الجامعات الرياضية‪.‬‬
‫حيث تجيز الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي ان يتخذ الشرط التحكيمي شكل شرط باإلشارة‪ ،‬مكتفية‬ ‫•‬
‫بان تكون هذه االشارة او االحالة واردة في القانون االساسي او نظام صادر عن احدى الجامعات‬
‫الرياضية ليمضي بالتالي على اعضاء تلك الجامعة اي الجمعيات الرياضية و االندية ثم و باألحرى‬
‫على الالعبين و الفنيين و المدربين المتعاقدين مع تلك الجمعيات‪ ،‬و يقصد بذلك احالة الى االنظمة‬
‫االساسية والى الوثائق التي تحتوي الشرط التحكيمي وعلى سبيل الذكر‪،‬قد ورد الشرط التحكيمي‬
‫بالفصل ‪ 56‬من النظام االساسي للجامعة التونسية لكرة القدم‪.‬‬
‫الطبيعة االستثنائية للتحكيم في العقود‬
‫الرياضية‬
‫في احدى القرارات طرحت مسالة مدى مشروعية الشرط التحكيمي باإلحالة او باإلشارة في حالة ابرام‬ ‫•‬
‫الرياضي لعقد نموذجي مع احدى الهياكل الرياضية فهو بالتالي يقبل بصفة ضمنية بذلك الشرط الذي يؤكد على‬
‫اختصاص محكمة التحكيم الدولية للرياضة للبت في النزاع الحاصل‪.‬‬
‫في قرار ‪ Roberts‬بتاريخ ‪ 7‬فيفري ‪ ،2001‬ايضا تم اقرار مشروعية الشرط التحكيمي باإلحالة‪،‬حيث تعتبر‬ ‫•‬
‫موافقة الالعب على النظام القانوني للنادي او الجمعية الرياضية المنخرط بها بدون اي تحفظ قبوال ضمنيا‬
‫وغير مباشر للشرط التحكيمي الذي قير اختصاص المحكمة لفض النزاع الناشئ بينه و بين الطرف االخر‪ .‬و‬
‫تتمثل وقائع هذه القضية في صدور قرار بإيقاف الالعب االمريكي المحترف في كرة السلة عن ممارسة نشاطه‬
‫الرياضي وحرمانه من المشاركة في مسابقة البطولة العالمية المنظمة من طرف الجمعية الوطنية لكرة‬
‫السلة(‪ )NBA‬وذلك لمدة عامين كاملين‪.‬وقد تم اعالم الالعب المذكور بذلك القرار من طرف االتحاد الدولي‬
‫(‪ )FFI‬عن طريق رسالة بتاريخ ‪ 10‬ديسمبر ‪ 1999‬التي تحدد بصفة صريحة الجهة المختصة للطعن في ذلك‬
‫القرار أال وهي اجراءات االستئناف المحددة بنظامه الداخلي ‪.‬وتقتضي االحكام المتعلقة بإجراءات االستئناف‬
‫ضرورة اللجوء الى لجنة االستئناف وعند االقتضاء يتم اللجوء الى محكمة التحكيم الدولية للرياضة‪.‬‬
‫‪• Arrêt Nagel rendu le 31 octobre 1996‬‬
‫الطبيعة االستثنائية للتحكيم في العقود‬
‫الرياضية‬

‫• اصبح التحكيم اليوم االلية المعتادة لفض النزاعات الرياضية الدولية‬


‫وكذلك الوطنية حيث انه ضرورة ان اغلب االنظمة الداخلية و‬
‫اللوائح الرياضية قد تتضمن شرطا تحكيمي باإلحالة الذي يشير الى‬
‫وجوب فض النزاع امام محكمة التحكيم الرياضة الدولية ‪.TAS‬‬
‫الطبيعة االستثنائية للتحكيم في العقود‬
‫الرياضية‬

‫• ففي جل القضايا‪ ،‬ال ينازع أحد في وجود اتفاقية التحكيم وال في شكلها وال في إلزاميتها‬
‫لألطراف وخصوصا الالعبين الذين يجهل أغلبهم كل المعطيات والمعلومات المتعلقة‬
‫بالتحكيم الرياضي‪ ،‬الذي يقع تقديمه إليهم غالبا على أنه المسلك اإلجرائي الوحيد‪ ،‬فيندمجون‬
‫فيه دون لجاجة‪ .‬لكن‪ ،‬في بعض الحاالت‪ ،‬يختار العب أو مدرب اللجوء إلى القضاء العدلي‬
‫نذكر على سبيل مثال قضية أسامة البوغانمي ضد الترجي الرياضي التونسي ‪ ،‬فيتمسك‬
‫النادي بوجود شرط تحكيمي في العقد الذي يربطه بالالعب شخصيا أو بوجود إشارة في‬
‫العقد إلى وثيقة أخرة تنص على اختصاص الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي‪ ،‬بما يدفع‬
‫القاضــــــي إلى البحث فـي مســــــألة الشــــــرط التحكـيمي باإلحالــــــة (باإلشــــــارة ‪clause‬‬
‫‪ )compromissoire par référence‬ومدى توفر الشروط المنصوص عليها بالفصل ‪6‬‬
‫من مجلة التحكيم‪ ،‬الذي يقتضي أنه ‪":‬ال تثبت اتفاقية التحكيم إال بكتب سواء كان رسميا أو‬
‫خط يد أو محضر جلـسة أو محـضر محررا لدى هيئة التحكيم التي وقع اختيارهـا‪.‬‬
‫اختصاص هيئات التحكيم‬

‫محكمة التحكيم الرياضية الدولية ‪CAS‬‬ ‫•‬


‫• من المتفق عليه في مجال التحكيم الرياضي أن محكمة التحكيم الرياضية‬
‫هي محكمة دولية‪ ،‬وتأكيدًا لذلك يذهب األمين العام للمحكمة إلى القول‪:‬‬
‫أُنِش َئت محكمة التحكيم الرياضية لحسم النزاعات القانونية المتعلقة" •‬
‫بالرياضة حتى لو كان بإمكان المحاكم العادية حسم تلك النزاعات ‪ ،‬إذ‬
‫أن محكمة دولية مثل محكمة التحكيم الرياضية بإمكانها أن تقدم معرفة‬
‫متخصصة وكلفة اقل وعمًال أسرع‬
‫اختصاص هيئات التحكيم‬

‫تأسست محكمة التحكيم الرياضية ‪TAS-CAS‬خالل سنة ‪ 1984‬في لوزان بسويسرا‬ ‫•‬
‫وانضمت إليها‪ 87‬دولة يشرف عليها المجلس الدولي للتحكيم في المادة الرياضية‪ .‬وتختص‬
‫هذه المحكمة بالنظر في الدعاوى التي ترفع في شان النزاعات الرياضية‪ ،‬وتتشكل من أكثر‬
‫من ثالثمائة قاض أو محكم من مختلف دول العالم‪ ،‬وتطبق النظام األساسي لالتحاد لكرة القدم‬
‫الدول ‪ ،FIFA‬إضافة للقانون السويسري ودول العالم‪ ،‬وقراراتها ملزمة على جميع‬
‫المؤسسات الرياضية‪.‬‬
‫كما أن محكمة التحكيم الدولية مؤسسة مستقلة عن اي منظمة رياضية تابعة إداريا وماليا •‬
‫الدولي)‪ (ICAS‬للمجلس ويمكن القول انه ال يجوز تقديم النزاع إلى محكمة التحكيم الدولية‬
‫للتحكيم الرياضي إال إذا كان هناك اتفاق تحكيم بين الطرفين المتنازعين يحدد اللجوء إلى‬
‫هذه المحكمة ويعترف بالوالية القضائية لها‬
‫اختصاص هيئات التحكيم‬

‫غير انه من الناحية العملية نجد أن جميع االتحادات االولمبية الدولية واالتحادات االولمبية‬ ‫•‬
‫الوطنية للدول قد اعترفت بالوالية القضائية لمحكمة التحكيم الدولية للنظر في النزاعات‬
‫الناشئة عن ممارستها ألنشطتها‪.‬‬
‫وتتمثل أهداف المحكمة الرياضية في حل المشكالت والقضايا الرياضية على اختالف‬ ‫•‬
‫مستوياتها‪ ،‬وتسوية النزاعات بين األطراف الرياضية‪ ،‬وتحقيق االستقرار اإلداري للهيئات‬
‫الرياضية على اختالف مستوياتها‪ ،‬وسرعة الفصل في النزاعات بين األطراف الرياضية‪.‬‬
‫•‬ ‫مقرها لوزان في سويسرا باعتماد قرار اللجنة التأديبية السعودية لقضايا المنشطات الصادر‬
‫قررت محكمة التحكيم الرياضية ‪ CAS‬بتاريخ‬
‫والقاضي بإيقاف الالعب حسين جمعان آل حمضه العب المنتخب السعودي ‪• 15/11/2013‬‬
‫‪.‬أللعاب القوى عن المشاركة في المنافسات الرياضية داخليا وخارجيا لمدة سنتين وستة أشهر‬
‫اختصاص هيئات التحكيم‬

‫تشكيل المحكمة‬ ‫•‬


‫• تعد محكمة التحكيم الرياضية مؤسسة تحكيمية تكمن مهمتها في البت في‬
‫المنازعات ذات الطبيعة القانونية ‪ -‬الرياضية عن طريق الوساطة أو‬
‫التحكيم ‪،‬وذلك بتكليف الوسطاء أو المحكمين بواجب الوساطة أو إصدار‬
‫القرار التحكيمي فيها‪.‬‬
‫• وتضم المحكمة قسمين للتحكيم ‪ :‬أولهما قسم التحكيم االعتيادي ‪ ،‬وثانيهما‬
‫قسم التحكيم االستئنافي‪ ،‬وكال القسمين يتم وضعه تحت مسؤولية رئيس‬
‫قسم‪.‬‬
‫اختصاص هيئات التحكيم‬

‫• ومنذ إنشاء المحكمة عام ‪ 1983‬تطورت بشكل مستمر واليوم تعد‬


‫مؤسسة راسخة الجذور في عالم الرياضة ‪ ،‬كما اعترفت بذلك‬
‫المحكمة الفدرالية السويسرية عام ‪ 1993‬بوصفها أعلى هيئة قضائية‬
‫في سويسرا‪ .‬فالمحكمة الرياضية تعد محكمة تحكيم حقيقية توفر‬
‫الضمانات الكافية الستقاللية وموضوعية قراراتها لتكون نهائية‬
‫وملزمة‪ ،‬لذلك فان القرارات الصادرة عن هذه المحكمة لها نفس قوة‬
‫األحكام القضائية الصادرة عن المحاكم العادية‪.‬‬
‫اختصاص هيئات التحكيم‬

‫و تعتبر محكمة التحكيم الرياضية مؤسسة مستقلة عن أي منظمة رياضية وتقدم خدماتها من اجل‬ ‫•‬
‫تسهيل تسوية المنازعات المتعلقة بالرياضة من خالل التحكيم أو الوساطة عن طريق قواعد إجرائية‬
‫طبقًا للحاجات الخاصة للعالم الرياضي‪ .‬وقد ُو ِض َع ت المحكمة ‪ ،‬بعد اإلصالحات التي شهدتها عام‬
‫‪ ، 1994‬تحت السلطة اإلدارية والمالية للمجلس الدولي للتحكيم في الرياضة‪.‬‬
‫• ويعهد مكتب المحكمة بإجراءات التحكيم المقدّم ة إلى محكمة التحكيم الرياضية ‪ ،‬إلى أحد القسمين وفقًا‬
‫لطبيعتها ‪ .‬وال يمكن لألطراف الطعن في مثل هذه اإلسناد أو التمسك به كسبب للدفع بعدم المشروعية‬
‫"‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن القسمين المذكورين آنفًا تم إاستحداثهما عقب اإلصالحات التي شهدتها محكمة •‬
‫التحكيم الرياضية التي ُتِّوَج ت بصدور قانون التحكيم المتعلق بالرياضة النافذ في ‪، 22/11/1994‬‬
‫وذلك من اجل التمييز الدقيق بين النزاعات التي تنظرها المحكمة بصفة أصلية وبدرجة واحدة ‪،‬‬
‫والمنازعات التي تنظرها بصفة استئنافية (أي تتضمن استئنافًا ضد قرار أحد اإلتحادات أو الهيئات‬
‫الرياضية المختصة‬
‫اختصاص هيئات التحكيم‬

‫• كما يجدر التذكير بان رؤساء قسمي المحكمة ونوابهم يختارهم‬


‫المجلس الدولي للتحكيم في الرياضة من بين أعضائه العشرين لمدة‬
‫أربع سنوات قابلة للتجديد ‪ ،‬وفقًا لنص المادة السادسة من قانون‬
‫التحكيم المتعلق بالرياضة‪ ،‬إّال أن هذا القانون لم يبين عدد التجديدات‬
‫ومدة كل تجديد ‪.‬‬
‫•‬
‫اختصاص هيئات التحكيم‬

‫• المادة(‪)28‬اذجاء فيها ‪ ":‬يكون مقر محكمة التحكيم الرياضية وكل هيئات‬


‫التحكيم في لوزان بسويسرا ‪ .‬وعلى أية حال إذا سّو غت الظروف وبعد‬
‫استشارة جميع األطراف قد يقرر رئيس الهيئة أو ‪ ،‬في حالة عجزه عن‬
‫ذلك ‪ ،‬رئيس القسم المختص عقد الجلسات في مكان آخ "‪.‬‬
‫وإذا كان المركز الرئيسي للمحكمة في لوزان بسويسرا فان لها مكاتب •‬
‫المركزية في عدد من دول العالم وأهمها الدائرتان الدائمتان‬
‫الالمركزيتان اللتان أنشئت إحداهما في سدني باستراليا وأنشئت األخرى‬
‫في نيويورك بالواليات المتحدة‬
‫اختصاص هيئات التحكيم‬

‫• اختصاص محكمة التحكيم الرياضي‬


‫‪-‬مجال تدخل واسع‬ ‫•‬
‫تتولى محكمة التحكيم الرياضي الفصل في جميع النزاعات التي لها عالقة مباشرة •‬
‫او غير مباشرة بقطاع الرياضة و التي يعرضها عليها اطراف النزاع وذلك لدى‬
‫وحدة التحكيم العادي ‪ :‬اذا ماوجدت اتفاقية تحكيم بين االطراف تتيح تلك االلية ‪ ،‬و‬
‫يمكن ان تشمل اتفاقية التحكيم في هذه الصورة مختلف العقود التي تبرمها‬
‫االطراف الرياضية بشان االستشهار او التغطية االعالمية او عقودج التدريب او‬
‫عقود االحتراف او عقود االقامة بنزل او بمراكز التدريب وغيرها من العقود‬
‫االخرى‬
‫اختصاص هيئات التحكيم‬

‫• كما يمكن ان يعرض اطراف النزاع امام وحدة التحكيم االستئنافي‬


‫طعونا ضد القرارات الصادرة ضدهم عن الجامعات الرياضية التي‬
‫يرجعون اليها بالنظر شرط ان تنص االنظمة االساسية او القوانين‬
‫الداخلية لتلك الجامعات على امكانية الطعن في قراراتها من قبل‬
‫منظوريها لدى محكمة التحكيم الرياضي‬
‫اختصاص هيئات التحكيم‬

‫• وهذا ما أَّك دته المادة الثالثة من قانون التحكيم المتعلق بالرياضة ‪ ،‬حيث‬
‫جاء فيها ‪:‬‬
‫• " أن محكمة التحكيم الرياضية التي لها قائمة محكمين تتوصل إلى الحل‬
‫التحكيمي للنزاعات الناشئة في مجال الرياضة من خالل وسيط التحكيم‬
‫الذي يتكون من هيئات تتألف من محكم واحد أو ثالثة محكمين‪.‬‬
‫وتستطيع المحكمة أيضًا أن تتوصل إلى حل النزاعات المتعلقة بالرياضة •‬
‫‪ ".‬عن طريق الوساطة‪ .‬وتحكم إجراء الوساطة قواعد منفصلة‬
‫اختصاص هيئات التحكيم‬

‫ومن بين مسؤولية مثل هذه الهيئات‪:‬‬ ‫•‬


‫آ‪ .‬حل النزاعات المشار إليها عن طريق التحكيم االعتيادي‪.‬‬ ‫•‬
‫• ب‪ .‬حل النزاعات ‪( ،‬وبضمنها النزاعات المتعلقة بالمنشطات) ‪ ،‬المتعلقة بقرارات اللجان‬
‫اإلنضباطية أو الهيئات المشابهة التابعة لإلتحادات أو الجمعيات أو الهيئات الرياضية‬
‫األخرى عن طريق إجراءات التحكيم االستئنافي إلى الحد الذي تنص عليه األنظمة األساسية‬
‫أو التعليمات للهيئات الرياضية المذكورة أو اتفاقية خاصة‪.‬‬
‫أو ‪ (IOC) ،‬جـ‪ .‬تقديم آراء استشارية غير ملزمة بناًء على طلب اللجنة األولمبية الدولية •‬
‫أو ‪ (NOCS) ،‬أو اللجان األولمبية الوطنية الرياضية ‪ (IFS) ،‬الإتحادات الرياضية الدولية‬
‫الجمعيات التي تعترف بها اللجنة األولمبية الدولية ‪ ،‬واللجان الُم َنِّظَم ة لأللعاب األولمبية‬
‫)‪(OCOGS‬‬
‫هيئات التحكيم الرياضية التونسية‬

‫• تتكون هيئات التحكيم الرياضية في تونس من الهيئة الوطنية للتحكيم‬


‫الرياضي ‪ CNAS‬ومن المحكمة الرياضية ‪ ،‬و لفهم وضعية‬
‫التحكيم الرياضي كان ال بد من دراسة مجال تدخل هذه الهيئاتوفي‬
‫هذا االطار سنقتصر على بيان مجال تدخل الهيئة الوطنية للتحكيم‬
‫الرياضي ‪ – CNAS‬الكناس فقط (فقرة اولى) مع ابراز مدى‬
‫نجاعة التحكيم الرياضي في تونس (فقرة ثانية)‪.‬‬
‫هيئات التحكيم الرياضية التونسية‬

‫‪ :‬مجال تدخل الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي ‪ -CNAS‬الكناس‬ ‫•‬


‫لقد كان المشرع الفرنسي سباق في إحداث غرفة التحكيم الرياضي في ‪• 23‬‬
‫ماي ‪ 2007‬من قبل اللجنة االولمبية وذلك على عكس المشرع التونسي الذي‬
‫لم يعطي لإللية التحكيم اي قيمة في القطاع الرياضي إال في االونة االخيرة ‪،‬‬
‫فلم تعرف الهياكل الرياضية التونسية التحكيم في عالقاتها المدنية التي‬
‫تجمعها مع عديد األطراف في الساحة الرياضية و التي يكون منشأها عقود‬
‫واتفاقيات ملزمة للجانبين ‪ ،‬مثل عقود التدريب أو االستشهار أو‬
‫التزود ‪ ...‬الخ ‪ ،‬إذ عادة ما يتم اللجوء إلى المحاكم العدلية أو محاكم الحق العام‬
‫لفض النزاعات الناشئة بمناسبة تطبيق تلك العقود أو تفسيرها أو تأويلها‬
‫هيئات التحكيم الرياضية التونسية‬

‫أما في خصوص القرارات الرياضية الصادرة عن الجامعات الرياضية فقد تم احداث االمر عدد‬ ‫•‬
‫‪ 148‬لسنة ‪ 1966‬المؤرخ في ‪ 4‬افريل ‪ 1966‬لجنة احتكام للرياضة مكلفة بالبت في الشكاوى‬
‫الموجهة ضد جميع القرارات او اإلجراءات الفردية آو الجماعية المتخذة من طرف سائر الهيئات‬
‫الرياضية ضد منخرطيها ‪ ،‬وهي لجنة ذات صبغة ادارية وال يمكن الطعن في قراراتها االدارية‬
‫اال عن طريق المحكمة اإلدارية عن طريق دعوى تجاوز السلطة‪.‬ثم وقع احداث هيئة المحكمين‬
‫الرياضيين بموجب الفصل ‪ 57‬و ما بعده من القانون عدد ‪ 104‬لسنة ‪ 1994‬المؤرخ في ‪ 3‬أوت‬
‫‪ 1994‬المتعلق بتنظيم و تطوير التربية البدنية و النشطة الرياضية‪.‬و في سنة ‪ 2006‬تم تنقيح‬
‫النظام األساسي للجنة الوطنية االولمبية التونسية التي ادخل الية التحكيم الرياضي ضمن الواقع‬
‫الرياضي اعتمادا على مجلة التحكيم التونسية من جهة اولى و على القواعد و المبادئ المنظمة‬
‫للتحكيم الدولي الرياضي من جهة ثانية و على االنظمة االساسية و القوانين الداخلية لمختلف‬
‫الجامعات الرياضية المنخرطة في اللجنة الوطنية االولمبية التونسية من جهة ثالثة‪.‬‬
‫هيئات التحكيم الرياضية التونسية‬

‫• ولقد اقتضى الفصل ‪ 13‬من مجلة التحكيم ان التحكيم اما ان يكون‬


‫حرا او مؤسساتيا فال يشترط المشرع التونسي في مؤسسة التحكيم ان‬
‫تكون ذات شكل قانوني معين و بالتالي فانه ال يشترط فيها ان تكون‬
‫شخصا معنويا بل يمكن ان تكون مجرد هيئة او فرع تابع لشخص‬
‫معين ذي اختصاصات اوسع من مجرد فض النزاعات عن طريق‬
‫الية التحكيم‪.‬‬
‫هيئات التحكيم الرياضية التونسية‬

‫• لقد نظمت الفصول ‪ 48‬و ‪ 49‬و ‪ 50‬و ‪ 51‬و ‪ 52‬و ‪ 53‬و ‪ 54‬من النظام‬
‫األساسي للجنة الوطنية االولمبية التونسية المنقح في ‪ 5‬مارس ‪ 2010‬كيفية‬
‫تسوية النزاعات الرياضية من خالل الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي‪ ،‬اذ‬
‫تمثل هذه الهيئة هيكال منبثقا عن اللجنة الوطنية االولمبية وذلك طبقا للفصل‬
‫‪ 43‬من قانونها األساسي باعتبار وأنها خصت نفسها حصريا بالبت في‬
‫النزاعات الرياضية و ذلك عن طريق آلية التحكيم ‪.‬وقد أشار الفصل ‪ 54‬من‬
‫النظام االساسي لهذه االخيرة الى ان الجامعات الرياضية الوطنية تنص‬
‫ضمن انظمتها الداخلية على وجوب الرجوع في النزاعات الرياضية إلى‬
‫الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي‬
‫هيئات التحكيم الرياضية التونسية‬

‫تركيبة الهيئات التحكيمية‬ ‫•‬


‫• لقد نص الفصل ‪ 8‬من القانون االساسي للجنة الوطنية االولمبية التونسية‬
‫نثلما تم تنقيحه خالل الجلسة العامة الخارقة للعادة المنعقدة في ‪ 5‬جانفي‬
‫‪ 2013‬على ان " تحدث اللجنة الوطنية االولمبية التونسية الهياكل التالية ‪:‬‬
‫هيكل تقاضي مستقل يطلق عليه اسم الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي •‬
‫بصفة باتة عن طريق التحكيم وفقا لهذا النظام االساسي و التشريع الجاري‬
‫به العمل بالبالد التونسية و التراتيب المعمول بها لدى اللجنة الدولية‬
‫" االولمبية‬
‫هيئات التحكيم الرياضية التونسية‬

‫• تتكون الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي من مجلس التحكيم الرياضي‬


‫الذي يتألف من أربعة أعضاء يعينهم رئيس اللجنة الوطنية االولمبية‬
‫التونسية ثم من المحكمة الرياضية وهي تتركب من عشرين محكما‬
‫يقوم بتعيينهم مجلس التحكيم الرياضي و يساعد هذه الهيئة هيكل‬
‫إداري يتولى مهام الكتابة‪.‬‬
‫هيئات التحكيم الرياضية التونسية‬

‫• وتتألف هيئات المحكمة الرياضية طبقا للفصل السادس من نظام‬


‫التحكيم الرياضي من ثالثة محكمين يقع اختيارهم من بين قائمة‬
‫المحكمين التي يضبطها مجلس التحكيم الرياضي‪.‬ويجب ان يكون‬
‫المحكم رشيدا ومتمتعا بكامل حقوقه المدنية ومتحليا باالستقاللية و‬
‫الحياد‪.‬‬
‫هيئات التحكيم الرياضية التونسية‬

‫طبقا للفصل ‪ 46‬من القانون االساسي للجنة االولمبية تختص الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي‬ ‫•‬
‫بالنظر في النزاعات الناشئة عن تطبيق عقود الوكالء الرياضيين و وكالء المقابالت‬
‫الرياضية و كذلك في النزاعات التعاقدية ذات الصلة بالميدان الرياضي الناشئة بين طرفين او‬
‫اكثر ‪ ،‬يكون احدهما رياضيا بموجب شرط تحكيمي مضمن بكتب ثابت التاريخ او بموجب‬
‫اتفاق على التحكيم ‪.‬‬
‫كما اكد الفصل ‪ 2‬من دليل نظام التحكيم الرياضي على انه "تختص الهيئة الوطنية للتحكيم‬ ‫•‬
‫الرياضي بالبت في جميع الطعون المرفوعة اليها من كل من له الصفة و المصلحة ضد‪-...‬‬
‫القرارات النهائية الصادرة عن المكتب الجامعي او عن احدى الهياكل الرياضية و بين‬
‫معاقديها من العبين او مدربين او غيرهم ‪ ،‬كما تنظر الهيئة في سائر النزاعات المتصلة‬
‫بالميدان الرياضي متى وجد بين االطراف المعنية شرط تحكيمي او اتفاق تحكيمي يسند‬
‫االختصاص الى الهيئة‪"...‬‬
‫هيئات التحكيم الرياضية التونسية‬

‫• و يفهم من هذا الفصل "ان نية المشرع اتجهت نحو المحافظة على‬
‫الخصوصية و التفرد الذي يميز المجال الرياضي و االقرار به و‬
‫سحب جميع النزاعات المحتملة بين االطراف المتداخلة من تدخل‬
‫القضاء العدلي خشية التاثير سلبا على تطور الميدان الرياضي‬
‫وأساس روح المنافسة و لذلك ارسى الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي‬
‫لالحتكام اليها طبق نظامها المصادق عليه من طرف اعضاء اللجنة‬
‫الوطنية االولمبية التونسية وهم الجامعات الرياضية في مختلف‬
‫الميادين الرياضية‬
‫هيئات التحكيم الرياضية التونسية‬

‫• و باإلطالع على هذه الفصول نالحظ ان المشرع التونسي لم يستثني‬


‫اي نزاع ناشئ عن العالقات التعاقدية بين االطراف من اختصاص‬
‫الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي حيث يعد هذا االختصاص شامال ال‬
‫قيود له وذلك بهدف استبعاد اي تدخل لقضاء الدولة في المجال‬
‫الرياضي ‪.‬وبالتالي فان تعهد الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي للنظر و‬
‫البت في تلك النزاعات هو استثناء الختصاص القضاء العدلي في‬
‫النظر في جميع النزاعات وإفراد الميدان الرياضي وخاصة ميدان‬
‫العقود الرياضية بالية التحكيم للفصل فيها مرده خصوصية هذا المجال‪.‬‬
‫هيئات التحكيم الرياضية التونسية‬

‫• في قضية شمس الدين الذوادي ضد النادي الرياضي الصفاقسي وضد النادي‬


‫الرياضي بحمام االنف تم اقرار اختصاص محكمة التحكيم الرياضي التابعة‬
‫للهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي تطبيقا للفصل ‪ 56‬من القانون االساسي‬
‫للجامعة التونسية لكرة القدم المصادق عليه من قبل الجلسة العامة الخارقة‬
‫للعادة بتاريخ ‪ 2‬اكتوبر ‪ 2009‬و الذي تمنح فقرته الفرعية االولى االختصاص‬
‫في النزاعات الرياضية الداخلية الى الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي و الفقرة‬
‫الثانية من الفصل ‪ 6‬من مجلة التحكيم و الفصل ‪ 45‬من النظام االساسي للجنة‬
‫االولمبية التونسية و الفصل الثاني من نظام التحكيم الرياضي الصادر عن‬
‫الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي المصادق عليه في ‪ 13‬افريل ‪.2010‬‬
‫هيئات التحكيم الرياضية التونسية‬

‫• اعتبرت دائرة وكيل الرئيس األول لدى محكمة االستئناف بتونس حال انتصابها للقضاء في‬
‫مادة التحكيم بجلستها العلنية المنعقدة يوم الثالثاء في ‪13‬نوفمبر ‪ 2012‬برئاسة السيد‬
‫محمد نجيب الزغالمي وعضوية المستشارتين السيدين ماجدة العبيدي وسلوى سالمة في‬
‫القضية عدد ‪( 39017‬منير المعروفي ضد حّنبعل جغام والجامعة التونسية للكراتي) أن‬
‫أحكام التحكيم الرياضي الصادرة في ظل الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي ‪ CNAS‬تقبل‬
‫الطعن باالبطال كما هو شأن كافة أحكام التحكيم الصادرة في تونس‪ ،‬وذلك استنادا إلى‬
‫أحكام الفصل ‪ 42‬من مجلة التحكيم‪ .‬وبذلك استبعدت المحكمة التحليل القائل بأن الهيئة‬
‫الوطنية للتحكيم الرياضي هي "محكمة تعقيب" أو "محكمة عليا" في المجال الرياضي‪،‬‬
‫واقتدت بسويسرا‪ ،‬التي تمثل فيها الطعون ضّد أحكام التحكيم الرياضي الصادرة عن‬
‫محكمة التحكيم الرياضي ‪ TAS/CAS‬نسبة كبيرة جدا من القضايا المتعلقة بالتحكيم التي‬
‫ترفع أمام المحكمة الفيدرالية (العليا) مباشرة‪.‬‬
‫هيئات التحكيم الرياضية التونسية‬

‫• ويؤكد هذا القرار أن المحتكمين في القطاع الرياضي يتمتعون بنفس‬


‫الضمانات المخولة لكل أطراف التحكيمات و المتمثلة خصوصا في‬
‫"الرقابة الشكلية باالساس" ‪control essentiellemen formel‬التي‬
‫يجريها قاضي اإلبطال على أحكام التحكيم للتأكد من توفر الضمانات‬
‫األساسية للمحاكمة العادلة واحترام النظام العام‪.‬‬
‫• ويشار إلى أن المحكمة الفيدرالية السويسرية ساهمت بفقه قضائها في‬
‫إرساء دعائم منظومة العدالة الرياضية وتوخت منهجا عاما يقتضي عدم‬
‫إبطال أحكام التحكيم إال في صورة وجود إخالالت خطيرة‪.‬‬
‫•‬
‫مدى نجاعة التحكيم الرياضي في تونس‬

‫• مثل ارساء التحكيم في النزاعات الرياضية خطوة هامة نحو تدعيم‬


‫قواعد الحوكمة الرشيدة و ذلك بتقليص االجهزة التنفيذية للرياضة و‬
‫رفع يد السلطة التنفيذية تدريجيا عن هذا القطاع ‪.‬غير ان صدور‬
‫بعض االحكام التحكيمية التي صدمت الراي العام الرياضي او جانبا‬
‫منه ادى خصوصا خالل سنة ‪ 2012‬الى التشكيك في جدوى التحكيم‬
‫الرياضي و مشروعيته و الدعوة الى الغاء الهيئة الوطنية للتحكيم‬
‫الرياضي‪.‬‬
‫مدى نجاعة التحكيم الرياضي في تونس‬
‫‪ ،‬برزت عديد المشاكل بين الجامعة التونسية لكرة القدم و اللجنة الوطنية االولمبية التونسية‬ ‫•‬
‫وخاصة فيما يتعلق بدور هيئة التحكيم الرياضي التي تميزت باتساع اختصاصها حتى انه‬
‫شمل جل الميادين الرياضية باعتبار انها احتكرت هذا المجال و اخرجت النزاعات الرياضية‬
‫من نظر القضاء العادي و القضاء االداري ‪،‬وهو ما دفع بالعديد من رجال الرياضة و رجال‬
‫القانون الى االعتقاد بان قرارات هيئة التحكيم شملها الغموض و التضارب بالرغم من انها‬
‫هي التي ارست تقاليد جديدة في معالجة القضايا الرياضية المطروحة امامها و اصبحت في‬
‫ظرف وجيز مرجعا لكل االطراف‪.‬وقد كانت تلك التساؤالت في خصوص عمل الهيئة ناتجة‬
‫عن تدخل رئيس اللجنة الوطنية االولمبية على مستوى تعيين المحكم الرئيس للهيئة التحكيمية‬
‫او تعيين محكم عند تدخل احد االطراف عند تعيين محكمه وعلى مستوى اكساء القرار‬
‫التحكيمي صيغته التنفيذية بمقتضى التأشير عليه‪،‬وهو ما يدل على عدم استقاللية هيئة التحكيم‬
‫عن اللجنة الوطنية االولمبية‪ .‬و قد الحظ عديد رجال القانون ايضا ان اغلب القرارات‬
‫التحكيمية ال تخضع الى المحاكمة العادلة و قواعد العدل و االنصاف‪.‬‬
‫مدى نجاعة التحكيم الرياضي في تونس‬

‫فلنا ان نتساءل عن مال و وضعية الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي ‪ CNAS‬التي انسلخت‬ ‫•‬
‫عنها الجامعة التونسية لكرة القدم بعد التشكيك من مصداقية قراراتها ومحكميها‪...‬‬
‫حيث قامت الجامعة التونسية لكرة القدم بايداع ثالث مراسالت لدى رئيس المحكمة •‬
‫االبتدائية بتونس قصد اعالمهم انه وقع الغاء اختصاص الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي‬
‫نهائيا و بالتالي لم يعد امكانية التعهد بالنظر في اي ملف يتعلق بالجامعة ‪ ،‬واعلمت هذه‬
‫االخيرة ان قرار الحذف النهائي للشرط التحكيمي المتعلق باللجوء الى الهيئة الوطنية‬
‫للتحكيم تمت المصادقة عليه من قبل ‪ 205‬ناديا من جملة ‪ 207‬نادي التي شاركت في‬
‫اشغال الجلسة العامة الخارقة للعادة للجامعة بتاريخ ‪ 6‬نوفمبر ‪ 2015‬مشيرة الى ان‬
‫االندية صادقت على ان تكون محكمة التحكيم الرياضي الدولية بلوزان ثالث مرحلة من‬
‫مراحل التقاضي الرياضي‬
‫مدى نجاعة التحكيم الرياضي في تونس‬

‫• وقد تم حذف من خالل الفصل ‪ 56‬اتفاقية التحكيم مع الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي‬
‫مقابل اللجوء الى محكمة التحكيم الرياضي الدولية في كل نزاع يتعلق بالجامعة او‬
‫منخرطيها‪.‬كما اكدت الجامعة انه ال يمكن الي هيئة تحكيمية ان تتعهد بالنظر في اي ملف‬
‫نزاع يتعلق بجامعة او جمعية معينة اال اذا اشار القانون االساسي للجامعة المعينة صراحة‬
‫الى امكانية اللجوء الى هذه الهيئة التحكيمية عمال باحكام الفصل ‪ 1‬من القانون االساسي‬
‫لدليل اجراءات محكمة التحكيم الرياضي و الفصل ‪ 68‬من القانون االساسي لالتحاد الدولي‬
‫لكرة القدم فيفا ‪.‬وتبعا لذلك دعت الجامعة التونسية لكرة القدم جميع االطراف الى تحمل‬
‫كامل مسؤولياتها وتداعيات اي قرار قد يصدرعن هيئة غير مختصة ‪.‬في‬
‫المقابل‪،‬صرحت الفيفا بتجميد عضوية الجامعة في حالة اصرار االندية على اللجوء الى‬
‫القضاء البطال الجلستين العامتين المنعقدتين بتاريخ ‪ 29‬جويلية و ‪ 6‬نوفمبر ‪.2015‬‬
‫مدى نجاعة التحكيم الرياضي في تونس‬

‫• النزاع بين الجامعة التونسية لكرة القدم والوزارة من جهة وهيئة التحكيم الرياضي من‬
‫جهة ثانية طغى على سطح االحداث في اآلونة األخيرة وعوض أن ننكب على وضع‬
‫االصبع على أسباب تراجع الرياضة التونسية خطوات الى الوراء انشغلنا بالصراعات‬
‫العلنية و الخفية‪.‬وحرب البيانات فوجدنا المكتب الجامعي لكرة القدم يقصي في جلسته‬
‫العامة األخيرة أي تدخل للكناس واستمر في مسعاه بعد حصوله على التأييد من بعض‬
‫االندية بعد بث فزاعة «الفيفا» في صورة تدخل خارجي أي طرف خارجي‪.‬‬
‫هذه الدوامة التي وجدنا أنفسنا فيها والتي حادت بالرياضة التونسية عن اهدافها جعلت‬
‫فتح ملف القانون األساسي للهياكل الرياضية أمرا ال بد منه حتى ال نجد تملصا في كل‬
‫مرة من جامعة معينة تريد أن تنأى من تدخل هيئة التحكيم الرياضي و تحدث هيئة‬
‫تحكيم خاصة بها فنجد انفسنا أمام فوضى تشريعية نحن في غنى عنها‬
‫مدى نجاعة التحكيم الرياضي في تونس‬

‫يبدو ان الصراع بين المحكمة الرياضية التونسية "كناس" وجامعة كرة القدم لن يعرف طريقا للوّد ‪ ،‬ورغم تحذير الهيكل‬ ‫•‬
‫الدولي " فيفا" للجامعة من تبعات التجاء االندية الى المحاكم المدنية وما يمكن ان يترتب عليه من عقوبات تشمل التحكيم‬
‫والمنتخبات ومشاركات االندية التونسية في المسابقات االفريقية‪ ،‬اال ان المحكمة الرياضية أبت اال ان تواصل‬
‫الصراع ‪،‬حيث اصدرت قرارها الذي يقضي بإبطال الجلسة العامة االنتخابية التي عقدتها الجامعة التونسية لكرة القدم يوم‬
‫‪.2016‬‬ ‫مارس‬ ‫‪18‬‬
‫في هذا االطار ‪ ،‬قررت الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي الغاء جميع آثار الجلسة العامة االنتخابية والزامت المطعون ضده‬
‫وهو جامعة كرة القدم‪ ،‬بمنح الطاعن مبلغ ‪ 3000‬دينار كأتعاب محاماة وحمل بقية المصاريف القانونية عليه‪ .‬وكان فريق‬
‫قرمبالية الرياضية قد تقدم بطعن في إبطال الجلسة العامة االنتخابية وتم القضاء بإلغائها في مرحلة اولى بعد قبول الطعن‬
‫النهائي‪.‬‬ ‫القرار‬ ‫يصدر‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫أصال‬
‫بعد قرار الـ"كناس" في الطعن الذي قدمه فريق قرمبالية الرياضية والقاضي ببطالن الجلسة العامة االنتخابية للجامعة‬
‫التونسية لكرة القدم أصدرت الجامعة بالغا نشرت فيه نص الرد الصادر عن االتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بخصوص‬
‫المراسلة التي وجهتها إليها الـ"كناس" يوم ‪ 19‬أفريل الجاري‪ .‬وذكرت الجامعة هيئة التحكيم الرياضي بأن القرار الذي‬
‫اتخذته سيدفع الـ"فيفا" التخاذ عقوبات صارمة في حق المنتخبات الوطنية واألندية وذلك بحرمانها من المشاركات الدولية‬
‫االفريقية‪ .‬وفي المقابل ‪ ،‬اكدت الـ"فيفا" ان االجراء المتخذ لحّل هيئة التحكيم الرياضي وااللتجاء الى المحكمة الرياضية‬
‫الدولية هو اجراء سليم ومطابق للفصل ‪ 68‬من قانون الـ"فيفا"‪ .‬وبينت الـ"فيفا" انه يجب احترام الفصلين ‪ 13‬و‪ 17‬من‬
‫القانون االساسي للجامعة اللذين يؤكدان على استقاللية الجامعة وبالتالي فان اي قرار ضد الجامعة يعتبر خرقا‪.‬‬
‫شكرا لحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــسن إنتباهكم‬

You might also like