Professional Documents
Culture Documents
العقود الرياضية
العقود الرياضية
الريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاضيـــــــــــــــــــــــــــــــة
2023
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
• كذلك حيث تمثل الرياضة احد اهم المجاالت االكثر جاذبية لرؤوس
االموال واهتمام القوى االقتصادية ،اذ تحولت من مجرد نشاط يمارسه
الهواة وتستمتع به جماهير المتفرجين الى صناعة تقوم على اسس علمية
متخصصة في الترويج االعالمي واالحتراف و التسويق الرياضي الذي
يدر اموال طائلة على االندية المحترفة .بمرور الوقت،اصبحت الرياضة
ظاهرة اجتماعية ذات تأثير واضح على االنسان بما انها تطورت من
الممارسة كهواية لتصل الى ما يسمى باالحتراف ،فاالحتراف يعني به
االستثمار في مجال الرياضة وجعل الالعب او المدرب او الحكم كعامل
يتلقى اجرة مقابل التزامه بتحقيق نتيجة.
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
وتشير دراسة علمية لتحليل إحصائيات االقتصاد األمريكي أن حجم الدخل السنوي لقطاع الرياضة في أمريكا بلغ •
« » 212,5مليار دوالر ،وهو يمثل ضعف قطاع الصناعة وسبعة أضعاف اإلنتاج السينمائي .ويعتبر كأس العالم هو
الحدث الرياضي األهم في العالم حيث يوفر هذا الحدث الرياضي العالمي فرصة تاريخية للبلد المضيف الستقطاب
استثمارات أجنبية مباشرة ،وتمكنت جنوب إفريقيا في السنوات القليلة الماضية بتعزيز موقعها على خريطة
االستثمارات األجنبية المباشرة مستفيدة من الفرص التي يوفرها كأس العالم .فحسب أرقام مؤتمر األمم المتحدة
للتجارة والتنمية والمعروف اختصاًرا باسم «أونكتاد» ،ارتفعت قيمة االستثمارات األجنبية المباشرة الواردة إلى
جنوب إفريقيا من 10,4مليار دوالر في 2006إلى 18,7مليار دوالر في 2007م ومن ثم 27,1مليار دوالر في
2008م وكانت هي آخر سنة تتوفر لها إحصاءات.
لقد أصبحت الرياضة اآلن مصدر دخل هائل في العالم كله وتجارة كرة القدم حدث فيها تغيرات هائلة على مر •
الزمن ففي عام 1928م قام أمين الصندوق لالتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا ويدعى هيرش وأعلن أن االتحاد لديه
عجز في الميزانية قدره 6آالف فرنك سويسري ،أما اآلن فإن االتحاد الدولي لكرة القدم يعطي إعانة سنوية لكل
دولة من أعضائه تزيد على 1,5مليون دوالر علمًا بأن عدد أعضائه يزيد على 200دولة أي أن االتحاد الدولي
يعطي مساعدات تتراوح بين 250مليون دوالر و 300مليون دوالر سنويًا وذلك لتطوير كرة القدم وهذا يعكس
حجم ومدى نجاح اقتصاد كرة القدم في العصر الحديث .لذلك يجب علينا معرفة مقومات االستثمار األمثل في
المجال الرياضي حتى نتمكن من مواكبة الدول المتقدمة في هذا المجال.
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
ومما ال شك فيه ان الرياضة تعد نواة اقتصادية بامتياز لكونها تدر امواال •
طائلة على الهياكل الرياضية بصفة خاصة و على الدولة بصفة عامة على
المستويين الوطني و الدولي ،وفي هذا االطار فقد قدر المنتدى
االقتصادي العالمي مساهمة الرياضة في الناتج القومي الخام على
المستوى العالمي بـ 2بالمائة ،وفي االتحاد األوروبي قدرت سوق كرة القدم
بـ 16.3مليار يورو سنتي ، 2010-2009كما ان عديد االندية الرياضية
مدرجة ببورصات االوراق المالية ،فكانت بالتالي الحاجة ملحة لحماية
حقوق الالعبين من جهة و حقوق الهياكل الرياضية من جهة ثانية وذلك
من خالل تاطير العالقات بينهما و االتفاقات من الناحية القانونية و
المالية ضمن عقود متنوعة تختلف حسب نوع النشاط الرياضي
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
وقد تساؤل الكثير حول الطبيعة القانونية للعقد الرياضي فهناك جانب من الفقه من •
يرى ان العقد الرياضي هو عقد عمل يخضع الى قانون الشغل في حين يرى
البعض االخر خالف ذلك ويصنفه على اساس انه عقد مدني ،بينما يرى شق ثالث
انه عقد تجاري نظرا لطابعه المالي الغالب عليه وهو ما ادى الى ظهور عديد
االختالفات الفقهية حول التكييف القانوني للعقد الرياضي.
• وقد تنوعت و تعددت العقود الرياضية اذ نجد عقود االحتراف و عقود انتقال
الالعبين و عقود الرهان وعقود االستشهار و الدعاية وعقود التدريب ،الى غير
ذلك من صور وأنواع العقد الرياضي نظرا للتطور الحاصل في عالم الرياضة
الذي ادى بدوره الى كثرة و تشعب النزاعات الرياضية بين الفاعلين في الحقل
الرياضي من العبين و هياكل و جمعيات و منظمات و شركات تجارية ورقة عمل
الندوة العلمية حول النزاعات الرياضية و سبل فضها
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
• يمكن تعريف المنازعة الرياضية بأنها " هي كل نزاع أو خالف قانوني بصدد عالقة
قانونية ذات طابع رياضي من أي نوع كانت" ،وعلى ذلك فإن كثير من المنازعات يمكن
تصنيفها بالمنازعة الرياضية ،وذكر من بين هذه النزاعات ،الخالفات الواقعة بين االندية
حول االتفاق على رعاية الالعبين و مسألة تعاطي المنشطات أثناء ممارسة الرياضة و
الخالف حول تنفيذ عقود التحاق أو احتراف الالعبين باألندية و نضيف ايضا الخالف
حول حصرية حقوق البث التلفزيوني أو الفضائي بين األندية أو الكيانات الرياضية الى
جانب الخالفات الحاصلة حول حقوق الالعبين المالية قبل األندية ثم الخالفات حول
مسائل انتقال الالعبين من وإلى األندية ،زد على ذلك الخالف حول تنفيذ عقود الوكالء
الرياضيين وعقود الوكالة بصفة عامة في المجال الرياضي و الشكاوى أو الطلبات التي
تقدم للتعويض والمقامة بين الالعبين ضد نواديهم بشأن التعسف في استعمال الجزاء قبلهم
.ونتيجة لما سبق بسطه ،كان من الطبيعي أن تكون هناك وسيلة لفض المنازعات
الرياضية سواء على المستوى الدولي أو على المستوى الوطني .
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
ونظرا لما تكابده الساحة الرياضية من مشاكل و خالفات سواء على المستوى العالمي او •
المستوى المحلي ،فان الحاجة قد اصبحت ملحة لوجود نظام قانوني للفصل بين االطراف
المتنازعة في المجال الرياضي و ايجاد الحلول الكفيلة التي تقدم الية ثابتة مستمدة من القوانين
بكل حيادية وشفافية ونزاهة ،لحماية الساحة الرياضية من المشاكل والصعوبات التى تعترضها.
وفي ظل عدم وجود الية قضائية معترف بها لحل النزاعات الرياضية تكون النتيجة الحتمية هي •
لجوء الرياضيين الى قضاء الدولة المتمثل في المحاكم العادية رغم المآخذ والمساوئ التي
تشوبها من طول لإلجراءات القضائية وبطئها وعدم مالئمتها مع خصوصية الواقع الرياضي
ككل والذي يتميز بالحركية والسرعة في ان واحد،وأمام هذه المفارقة الصعبة اصبحت الحاجة
اكيدة الى تأسيس محكمة رياضية مختصة تفصل وتبت في النزاعات التي يمكن ان تنشا عن
الرياضة بصفة عامة وعن العالقات التعاقدية بصفة خاصة طبقا لالتفاقيات الدولية والقوانين
الوطنية والعقود المبرمة بين االطراف الرياضية باعتبار وان العقود الرياضية تتميز
.بخصوصية متفردة وبأهمية كبيرة ال تقل قيمة عن بقية العقود التجارية و المدنية
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
هناك عدة معايير للتمييز بين المنازعات الرياضية والمنازعات غير الرياضية وهذه المعايير هي : •
اوال-المعيار الشخصي :بمقتضاه ُتَع د المنازعة رياضية إذا كان أطرافها من الرياضيين إال أن هذا •
المعيار منتقد إذ قد تقع بعض المنازعات بين الرياضيين وتكون خارجة عن نطاق الرياضة زمانًا أو مكانًا
أو موضوعًا .
ثانيا-المعيار الزماني :بمقتضاه ُتَع د المنازعة رياضية إذا ما وقعت في أثناء ممارسة الرياضة في وقتها •
المحدد إال أن هذا المعيار منتقد إذ قد تقع بعض المنازعات في أثناء ممارسة الرياضة في وقتها المحدد
بين أشخاص ال عالقة لهم بالرياضة.
ثالثا-المعيار المكاني :بمقتضاه ُتَع د المنازعة رياضية إذا ما وقعت في األماكن الخاصة بالرياضة إال أن •
هذا المعيار منتقد إذ قد تقع بعض المنازعات في األماكن الخاصة بالرياضة إال أنها تقع خارج أوقات
ممارسة الرياضة من أو على أشخاص ليسوا رياضيين وال عالقة لهم بالرياضة .
رابعا-المعيار الموضوعي :بمقتضاه ُتَع د المنازعة رياضية إذا ما اتصلت بأحد مواضيع الرياضة بغض •
النظر عن عناصر هذه المنازعة وظروفها إال أن هذا المعيار منتقد إذ ال يمكن االستغناء عن عناصر
وظروف المنازعة لوصفها بأنها رياضية من عدمه.
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
خامسا-المعيار التشريعي :بمقتضاه ُتَع د المنازعة رياضية إذا نص التشريع الرياضي على ذلك إال أن هذا •
المعيار منتقد ألنه معيار غامض فهناك مشكلة حقيقية في تحديد المقصود بالقانون الرياضي كما أن هناك
مشكلة أخرى تظهر في حالة وجود التشريع الرياضي وعدم نصه على طبيعة المنازعات .
• سادسا-معيار الحماية :بمقتضاه ُتَع د المنازعة رياضية إذا ما شّك لت المنازعة تهديدًا وخطرًا على المصلحة
التي ترعاها قواعد الرياضة وهذا المعيار منتقد على أساس أنه يقوم على إعطاء إعتبار لصفة المجنى عليه
دون الجاني في حين أن العكس هو الصحيح .
سابعا-معيار طبيعة المنازعة :بمقتضاه ُتَع د المنازعة رياضية استنادًا إلى مجموعة من العناصر التي •
يكتشفها القاضي أو المعنيين بالتحكيم الرياضي ومن أهمها:أشخاص المتنازعين ،زمان وقوع
المنازعة ،مكان وقوع المنازعة ،ارتباط المنازعة بممارسة اللعبة الرياضية و اتصال المنازعة بمبادئ
الرياضة وأهدافها .
و تبعا لكل ما تم بسطه ،اعتبر المعيار األخير االفضل في تحديد رياضية المنازعة من عدمها ،إذ أنه •
يترك المجال واسعا أمام المختصين لتحديد هذه الصفة ومن ثمة تحديد الجهة المختصة لفض النزاعات.
ومن هذا المنطلق ظهرت الحاجة الى التحكيم كآلية بديلة عن قضاء الدولة لفض النزاعات الرياضية •
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
واذا كانت المؤسسات االقتصادية و الشركات التجارية و المجموعات االستثمارية •
الدولية هي اول من بادر بصياغة الية التحكيم المعاصر لفض النزاعات الناشئة بينها
بالسرعة والنجاعة المرجوتين من ضمان العدل والكفاءة والحياد من قبل المحكمين ،فانه
من باب اولى واحرى ان يتطور التحكيم في القطاع الرياضي الذي يشهد اتساعا محليا
وعالميا و تأثيرا على الشعوب وعلى سياساتها ال يقل اهمية على المؤسسات االقتصادية
،زد على ذلك ،فان التحكيم في المجال الرياضي يختلف عن التحكيم في المجال
التجاري وعن التحكيم في النزاعات الشغلية باعتبار انه يستمد تفرده من خصوصية
القانون الرياضي برمته ،كما يختلف ايضا عن التحكيم الرياضي سيما وانه قد وقع
الخلط بين التحكيم في النزاعات الرياضية و التحكيم الرياضي .والبد هنا من التمييز بين
التحكيم الرياضي بوصفه طريقًا قانونيًا لتسوية المنازعات القانونية المتعلقة بالرياضة ؛
والتحكيم في اللعبة الذي يخرج عن هذا الوصف وُيَع ُد عمًال فنيًا محضًا خاصًا بالقواعد
الفنية للعبة .
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
• لقد أدى االهتمام المتزايد بالتحكيم إلى عقد العديد من االتفاقيات الخاصة
بالتحكيم (مثل بروتوكول جنيف المتعلق بشروط التحكيم لسنة ، 1923
واتفاقية جنيف الخاصة بتنفيذ أحكام التحكيم األجنبية لسنة ،1927واتفاقية
نيويورك الخاصة باالعتراف وتنفيذ أحكام التحكيم األجنبية لسنة ، 1958
واالتفاقية العربية للتحكيم التجاري لعام لسنة ..… ،1987الخ).
• اما على الصعيد الدولي ،فقد تم سن مجلة التحكيم الرياضي التي دخلت حيز
التنفيذ في جانفي 2016لتنظم اجراءات التحكيم في المادة الرياضية ،وعلى
خالف ذلك ،لم يفرد المشرع التونسي الية التحكيم الرياضي بقانون خاص
مكتفيا بمجلة التحكيم الى جانب دليل التحكيم الرياضي الذي تم تكريسه من
طرف مجلس التحكيم سنة . 2010
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
وقد اصبح التحكيم الرياضي اليوم على هذا المنوال ،االلية العادية لفض النزاعات •
الرياضية ويعود الفضل في ذلك الى الندوة الدولية حول القانون و الرياضة Le
Droit et le Sportالملتئمة بلوزان بسويسرا سنة 1993حيث وقع عرض
الهيكلة الجديدة لمحكمة التحكيم الرياضي Le Tribunal d’Arbitrage du
) Sport(TASالتي تأسست منذ سنة 1984و التي تعتمد على انشاء المجلس
الدولي للتحكيم في المادة الرياضية Conseil International d’Arbitrage
en matière de Sportوهو مجلس يشرف على محكمة التحكيم الرياضي و
يهتم بتمويلها ايضا .
ترجع فكرة احداث محكمة رياضية دولية ترتبط عضويا باللجنة االولمبية الدولية •
الى مبادرة قادها كل من "خوان انطونيو سامارنش "رئيس اللجنة االولمبية انذاك
و المحكم الدولي الشهير القاضي السينغالي "كيبا مباي"
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
• اما على الصعيد الوطني ،فقد برزت الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي CNAS
وذلك بتاريخ 5مارس 2010اذ يعتبر القانون االساسي للجنة االولمبية الوطنية
التونسية في 5مارس 2010محطة هامة في تاريخ القانون الرياضي التونسي اذ
تم بموجبه احداث هذه الهيئة بعد الغاء لجنة االحتكام للرياضة وذلك بتاريخ 27
ماي 2005بعد ما اثارته قراراتها من اللغط خصوصا بعد قرارها في قضية
الالعب ماهر عامر التي حسمت امر بطولة كرة القدم لموسم .2005- 2004
واقتداء بالتجربة التونسية في مجال التحكيم الرياضي ،تم انشاء هيئة تحكيم
للنظر في المنازعات الرياضية بالكويت بمقتضى تعديل القانون الرياضي سنة
2012وبصفة الحقة تم تأسيس لجنة شؤون الالعبين في مصر بمقتضى الئحة
وذلك بتاريخ 4/6/2013إال ان هذه اللجنة ليس لها طابع قضائي بل مهمتها
تقتصر على التسيير االداري فقط .
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
اعتماد الية التحكيم في النزاعات المتعلقة بالعقود الرياضية كان الهدف من ورائه هو •
استبعاد قضاء الدولة من جهة واتباع اجراءات مرنة وبسيطة تضمن السرعة في الحسم
والحياد والسرية من جهة ثانية ثم ومن جهة ثالثة ،من خالل اتجاه نية المشرع الى
المحافظة على الخصوصية والتفرد الذي يميز المجال الرياضي .
فالتحكيم الرياضي يوفر الفرصة لألطراف الرياضية لعرض نزاعاتهم الناشئة بمناسبة •
ممارستها للرياضة على محكمين اكفاء مختصين في الحقوق و القوانين الرياضية و
يفصلون النزاع وفقا إلجراءات مرنة و مبسطة تضمن الحياد و السرية و السرعة في
الحسم .ومع مراعاة خصوصيات الميدان الرياضي والمحافظة على االسرار الرياضية من
ان تنشر في اروقة المحاكم في جلسات علنية تتسم بتشعب االجراءات و طول امد التقاضي
و تنزيلها منزلة النزاعات المدنية العامة في ظل عدم وجود دوائر مختصة في النزاعات
الرياضية في المحاكم العدلية على غرار انشاء الدوائر التجارية او الدوائر الشغلية في
المحاكم االبتدائية
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
• استند بعض الفقهاء الى ثالثة معايير لبيان رياضية العقد من عدمه ،
فهل يعد رياضيا بأشخاصه ،ام بموضوعه ،او بطبيعته ،بحيث
يمكن القول ان هناك ثالثة معايير لتحديد ان كان العقد رياضيا ام ال ،
وقد اعتمد البعض من الفقهاء المعيار الشخصي ( فقرة اولى) ،في
حين اعتمد شق اخر المعيار الموضوعي (فقرة ثانية) في المقابل
يوجد معيار ثالث يتمثل في طبيعة العقد (فقرة ثالثة).
المبحث األول :صعوبة تحديد الطبيعة
القانونية للعقود الرياضية
• المعيار الشخصي
• اقترح بعض الفقهاء المعيار الشخصي لتحديد ان كان العقد رياضيا
ام ال ،وحسب هذا المعيار يعـــد العقـــد رياضـــيا إذا قـــام
بإبرامـــه شـــخص رياضي أيا كان محل العقد ومهما كانت طبيعته،
ولكن التساؤل الذي يطرح في هذا الصدد من هو الشخص
الرياضي ؟ هـل يشترط فيه أن يكون فردا ( أي شخص طبيعي )؟،
أم ممكـن أن يتمثـل فـي هيئـة نـادي او جمعية او جامعة رياضية أي
شـخص معنـوي)؟ وهـل أن الرياضـي هـو الممـتهن لمهنـة
الرياضـة أم مجـرد هـاو لهـا ؟ أم البـد ان يكون محترفا للرياضة ؟
المبحث األول :صعوبة تحديد الطبيعة
القانونية للعقود الرياضية
• أ -ماهية الشخص الطبيعي الرياضي :نقصد بالرياضـي هو ذلك الشخص الـذي
يـمارس الرياضـة ،وال يشـترط فيـه أن يكـون خريجـا مـن إحـدى كليـات او
معاهد التربيـة الرياضـية ،إال أنـه مـن المفتـرض أن يكـون ملمـا بقواعـد نوعية
الرياضة التي يمارسها ،ويتصف هذا الفرد أو الشخص الطبيعي باللياقـة البدنيـة
الحسـنة والصحة الجيدة والخلو من األمـراض والمـرح والقـدرة علـى االسـتمتاع
بمبـاهج الحيـاة وأداء الواجــب بكفــاءة وحــب النظافــة وحســن المظهــر ،ومــا
إلــى ذلــك مــن الصــفات النبيلــة .والشخص الرياضـي قـد يكـون ممتهنـا لمهنـة
رياضـية معينـة كما لـو كـان مـدربا رياضـيا أو حكمـا رياضـيا ،وقـد يكـون
هاويـا للرياضـة ،باعتبار أن له وظيفـة أو مهنـة يسـترزق منهـا ،ومـع ذلـك فهـو
يـزاول الرياضـة كهـاو لهـا ،و قـد يكون محترفـا للرياضـة يسـترزق منهـا
ويتخـذها حرفـة يعـيش عليهـا هـو وأسـرته .
المبحث األول :صعوبة تحديد الطبيعة
القانونية للعقود الرياضية
• ب -الشخص المعنوي الرياضي :هو عبارة عن مجموعـــة مــن األشـــخاص
(الطبيعيــة) أو مجموعـــة مـــن األموال يجمعها غرض وهدف واحد ،ويكون
لهذه المجموعة شخصية قانونية الزمة لتحقيق هذا الغـرض منفصـلة عـن
شخصـية المكـونين لهـا أو المنتفعـين بهـا ،كمـا هـو الحـال بالنسـبة للجمعيـــات
والشـــركات والمؤسســـات والـــوزارات والحكومـــات والـــدول والمنظمـــات
اإلداريـــة والدولية ،وتسمى تلك باألشخاص المعنوية أو االعتبارية ألنهـا عبـارة
عـن كيانـات قانونيـة ال يمكن إدراكها بالحس و إنما تدرك بالفكر واألشـخاص
المعنويـة الرياضـية قد تشـمل :الجمعيات الرياضية و المنظمـات الرياضـية
الدوليـة و اإلقليميـة والوطنيــة وكــذلك اللجــان األولمبية واللجنــة االولمبيــة
الدوليــة ،وغيرها من المؤسســات التــي تعنــي بأمور الرياضة واإلعالم
الرياضي ،والنوادي الرياضية...
المبحث األول :صعوبة تحديد الطبيعة
القانونية للعقود الرياضية
• ومن هذه الزاوية يعد كــل شــخص طبيعــي او معنــوي رياضــيا إذا
كــان مهتمــا بعمــل رياضي أو مباشر لنشاط رياضي ،ويبدو أن
المعيـار الشخصـي فـي تحديـد رياضـية العقـد ال يكفي في اعتبار العقد
رياضيا ،بل البد من النظر إلى محل العقد وطبيعته ،فهل يعد العقد
رياضيا عندما يقوم العب رياضي بيع قميصه إلى العب رياضي أخر
على أساس أن كـل مـن طرفـي العقـد رياضـي؟ االجابة طبعا بالنفي
فهـذا العقـد ال يمكـن أن نعـتبره عقدا رياضـيا ،بـل هـو عقـد بيـع
اعتيـادي يخضـع شـانه شـأن بقية عقود البيع ،ألحكـام القـانون
المـدني ،كمـا يعد الشخص رياضيا من عدمه باالستناد إلى نوعية
وطبيعة العمل الذي يقوم به .
المبحث األول :صعوبة تحديد الطبيعة
القانونية للعقود الرياضية
• المعيار الموضوعي
• على خالف المعيار الشخصي هناك شق كبير من الفقهاء من يتبنى المعيار الموضوعي في
تعريف العقد الرياضي ،حيث يرى انصار هذه النظرية ان العقـد يعد رياضـيا ،إذا كـان
محلـه (موضـوعه) عمـال رياضيا متمثال إما في لعبة رياضية أو عمل غرضه و هدفه
رياضـي محض ،ومثال ذلك أشـكال الرياضـة المنصوص عليها فـي القـوانين االولمبيـة،
وهـي األلعـاب المعتـرف بهـا أولمبيـا والتـي يمكـن أن تكـون موضـوعا لتنظـيم الـدورات
األولمبية ،غير انه قـد ينشـأ نمطـا إضـافيا مـن الرياضـة فـي دولـة مـا يكـون محـال لعقـد
آو اتفـاق معـين ،األمـر الـذي سـيجعل مـن هـذا الـنمط رياضـيا ال لشيء سوى أن محلـه
وموضوعه هو لعبـة رياضـية باألساس .أمـا العمــل الــذي غرضــه أو هدفــه أو ســببه
نشــاط رياضــي مهمــا كــان مأتاه ،فهــو يعــد ايضا رياضــيا ،كمــا هــو الشأن
بالنســبة ألعمــال النــوادي والمالعــب والمؤسســات المتخصصــة باإلعالم الرياضي
والثقافي والتربية الرياضية...
المبحث األول :صعوبة تحديد الطبيعة
القانونية للعقود الرياضية
• ومهما يكن من أمر فان هذا المعيار على أهميته ،تعتريه بعض
المآخذ والنقائص والهنات لكونه اصبح عاجزا عن تفسير رياضية
العقد لوحده بصفة موضوعية وقانونية ،فقـد يكـون محـل العقـد
لعبـة رياضـية أو عمـل رياضـي ،ومـع ذلـك ال يعـد رياضـيا ،فعقـد
الرهان – على سبيل المثال – بين شخصين غير رياضيين من
الجمهـور علـى سـباق الخيـل ال يعد عقدا رياضيا ،على الرغم من
أن موضوعه لعبة رياضية بدرجة اولى،مما حدى ببعض الفقهاء
اللى اعتماد طبيعة العقد لوقف الجدل القائم.
المبحث األول :صعوبة تحديد الطبيعة
القانونية للعقود الرياضية
معيار طبيعة العقد
يستند رواد هذه النظرية في تفسيرهم للعقد الرياضي على طبيعة العقد نفسه ،فالعقد يعد عقدا •
رياضيا إذا كانت طبيعته تقتضي ذلك ،وقـد يبـدو هـذا المعيـار للوهلة االولى غامضـا نوعـا
مــا ،غير انه يمكن تجاوز هذا النقص وهذا الغموض باالعتماد على ثالث ضـوابط إلعمـال
وتفعيل هــذا المعيار وتتمثل أوال في أن يكون احد طرفي العقد علـى األقل شخصـا رياضـيا،
على معنى نظرية المعيار الشخصي ،وثانيا أن يتصل العقد بنشاط رياضي من حيث سيره
وتنظيمه ،وأخيرا أن يكون أحد أهداف العقد أو أحد أسبابه رياضيا ،وشريطة أن يكون متجانسا
مع أهداف الرياضة ذاتها ،وأن يكون ذلك الهدف أو السبب الرياضي هـو العنصـر األساسـي من
بين بقية األهداف أو األسباب.
يعد هـذا المعيـار االفضل واألرجح فـي تحديـد مفهوم رياضـية العقـد بصفة دقيقة ،ويجـدر بنـا •
تسـميته ( بالمعيـار المخـتلط) لكونه يسـتند ويجمع كـل مــن المعيـارين الشخصــي والموضوعي
ويــدرك أهميــة معرفة السبب من ابرام العقد وهدفه كي يكون متصفا بالصفة الرياضية.
الخصائص المميزة للعقود الرياضية
تخلى القضاء الفرنسي في بعض قضاياه عن نظریة عقد المقاولة (ا) وكیف العقد الرياضي بأنه عقد شغل(ب) •
وهذا التذبذب الصارخ من طرف الفقه حول تكييف العقود الرياضية اضفى على العقد الرياضي طابع خاص
( sui generisج) لتمييز عن بقية العقود االخرى.
ا-نظریة عقد المقاولة •
تبنى القضاء الفرنسي في بعض قراراته ال سیما القدیمة منها ،نظریة عقد المقاولة لتصنيف بعض العقود •
الرياضية ،فكیف يمكن اعتبار العقد المبرم بین النادي الریاضي والعب كرة القدم بأنه عقد مقاولة ؟
في احدى قراراتها واعتبرت ان الالعب المحترف ،یعد فنانًا مستقًال یسعى من خالل ( )Canقضت محكمة •
ممارسة فنه الى لفت النظر الى اهمیة الریاضة الجسدية ،وإظهار قدراته ومهاراته ومواهبه الشخصیة ،وهو
یضع في لعبته اصالة خاصة .وفي قضیة اخرى اعتبر القضاء الفرنسي ،في تكییفه لعقد احتراف كرة القدم ،
بأنه عقد مقاولة ،بسبب عدم استفادة الالعب المحترف من نصوص قانون العمل المتعلقة بالتعویض عن
Trib.civ.24 suin 1936 ,D.P.1937.11.36 ,االصابات التي تلحق بالعامل في اثناء مدة العمل
SEINE 16 JUIN 1932,h .d 1932,406 h Gaz.Pal ,1932.11.507.
الخصائص المميزة للعقود الرياضية
• وقد شایع بعض الفقه الفرنسي هذا االتجاه ،واستند في تبنیه لنظریة عقد
المقاولة ،الى المادة 1779من القانون المدني الفرنسي و صور عقد
المقاولة ثالث :عقد اجارة األشخاص أي اجارة شخص يتعهد بخدمة
اخر ،عقد اجارة الناقل ،أي اجارة شخص يتعهد بنقل شخص او شيء،عقد
اجارة مقاول االعمال .وفي رأي هذا الشق من الفقه ،فان عقد احتراف
العب كرة القدم ،يدخل في الصورة االولى ،الن العب كرة القدم
المحترف الذي يبرم عقدا مع نادي رياضي ویتعهد بموجب هذا العقد،
باالشتراك في مباریات ومسابقات كرة القدم ،انما هو في مركز المقاول
بالنسبة الى رب العمل
الخصائص المميزة للعقود الرياضية
• غير انه البد من االشارة ان تبني التكییف المشار الیه ال یعطي الحق في التعویض لالعب كرة
القدم المحترف ،اذا ما تعرض إلصابة اثناء سریان العقد ،زد على ذلك ،فان المقاول عندما
یقوم بالعمل المكلف به فهو یفعل ذلك باسمه الخاص ولیس باسم صاحب العمل او بالنیابة عنه،
وهذا على خالف العب كرة القدم المحترف ،الذي یشترك في مباریات ومسابقات كرة القدم
الوطنیة او الدولیة باسم نادیه ولیس باسمه الشخصي .فنظریة عقد المقاولة ال تنسجم مع المركز
القانوني لالعب كرة القدم المحترف ،الذي یخضع دائما لألشراف والتوجیه االداري والفني
لنادیه .
من جهة اخرى فان العب كرة القدم المحترف له الحق في الحصول على راتبه وبدالته عند •
تعرضه لإلصابة مع التزام نادیه الریاضي بمعالجته ،وهو امر ال یتماشى مع احكام عقد
المقاولة.
•
الخصائص المميزة للعقود الرياضية
•
نظرية عقد الشغل •
اعتبر فقه القضاء االوروبي الالعب بمثابة أجير مرتبط مع النادي بموجب عقد شغل و ليس مجرد شيء يشترى •
ويباع وراس مال تتكالب وتتنافس عليه االندية فيما بينها ،ففي قضية "دونا" اعتبرت محكمة العدل االوروبية
ان جميع القواعد الرامية الى الحد من ممارسة االنشطة داخل االتحاد االوروبي على اساس الجنسية تعتبر الغية
لمخالفتها لمبادئ االتحاد االوروبي ،و ان التراتيب التي تحد من حرية تنقل الالعبين داخل الفضاء االوروبي
ألسباب اقتصادية وليست رياضية بحتة تعد مخالفة لمعاهدة االتحاد االوروبي وفي قضية "ليثونان" ،اكدت
المحكمة االوروبية ان الالعب الذي ابرم مع ناديه عقدا ينص على تقاضيه اجرة شهرية مع جملة من المنح يعدا
. CJCE,14 juillet 1976,affaire 13-76 gaetano Donà c .Marioعامال
Mantero ,EuropeanCourt Reports 1976-1333
• CJCE(6 échambre), 13 avril 2000 ,Jyri Lehtonen et CastorsCanada Dry Namur-
Braine ASBL c .Féderation royale belge des sociétés de basket-ball ASBL , affaire
n C-176/96 ?Receuil de jurisprudence 2000PAGE 1-02681.
الخصائص المميزة للعقود الرياضية
في المقابل فان الفقه العربي المقارن اعتبر أن عقد االحتراف الرياضي هو عقد مدني حتى لو توفرت فيه نية تحقيق •
األرباح وهو من العقود النموذجية التي تغلب عليها صفة اإلذعان ،إضافة إلى أنه عقد عمل تتوفر فيه جميع عناصر
عقد الشغل ،اما من ناحية تكييف عقد االحتراف الرياضي فهو أوًال وأخيرًا عقد عمل يتميز بسمات ذات طبيعة خاصة
ويترتب عنه التزامات متبادلة على الطرفين ،وهو عقد ينتهي بمضي مدته ويعود االختصاص بفض النزاعات التي
تنشأ عنه إلى لجان رياضية متخصصة غير أن هذا ال يمنع أيًا من طرفي العقد الى اللجوء إلى القضاء العادي.
وقد تبنى فقه القضاء التونسي نظرية عقد الشغل في عدة قرارات تحكيمية و كيف اغلب العقود الرياضية على انها •
عقود عمل ،على غرار قرار الشريف الحمروني ضد الجامعة التونسية لكرة القدم و النجم الرياضي الساحلي حيث
اعتبرت الهيئة التحكيمية ان العقد الرابط بين الطرفين له طبيعة عقد الشغل ضرورة ان الالعب يؤدي خدمات للجمعية
التي ينتمي اليها تحت ادارتها و رقابتها مقابل اجر يتقاضاه .غير انه في قرار برتان مرشان ضد الجامعة التونسية
لكرة القدم و النادي االفريقي الصادر بتاريخ 1مارس 2008لم تعتبر هيئة التحكيم عقد التدريب عقد شغل بل كيفته
بصفة ضمنية كعقد مدني خاصة وانه يتضمن شرط تغريمي ،وقد رأت هذه الهيئة ان الشرط التغريمي ولئن كان يعبر
عن ارادة االطراف إال ان العمل به و تحديد مداه يكون مرتبطا بمدى تنفيذ االلتزامات طبقا لطبيعة العقد و العرف و
االنصاف وهو ما يستشف من تأويل احكام الفصلين 242و 243من مجلة االلتزامات و العقود.
انظر قرار عدد 26/2009جلسة يوم 15ماي . 2009 •
الخصائص المميزة للعقود الرياضية
وقد بارك وناصر شق كبير من الفقه الفرنسي هذه التوجه ،معتبرا العقد الرياضي عقد تتوافر فیه العناصر االربعة لعقد العمل •
والمتمثلة في :
*العنصر االول :وهو العمل ،اذ ینصرف مفهوم العمل الى كل عمل مأجور یقوم به العامل لحساب رب العمل وتحت •
توجیهه واشرافه ،فعمومیة العمل الى هذا النحو ،تفید ان اشتراك العب كرة القدم في التدریبات ومباریات ومسابقات كرة
التي یكون نادیه طرفًا فیها ،یدخل ضمن مفهوم العمل .
العنصر الثاني :األجر ویتمثل هذا العنصر في المبالغ التي یحصل علیها الالعب لقاء ممارسته للعبة ،اي تلك المبالغ التي •
یحصل علیها من نادیه الریاضي ،لقاء اشتراكه في التدریبات ومباریات ومسابقات كرة القدم التي یكون نادیه طرفًا فیها .
العنصر الثالث :التبعیة القانونیة ،اذ یكون للنادي الریاضي سلطة فعلیة على الالعب المحترف تتمثل في رقابته وتوجیهه، •
فثمة خضوع فني واداري ،ومثل هذا الخضوع ال شك فیه ،وأول مظاهره من الناحیة الفنیة ،خضوعه لتوجیهات مدرب
النادي الریاضي ،سواء كانت التوجیهات قبل بدء المباراة او في اثناء سیرها .
العنصر الرابع :الزمن ،اذ یعد الزمن عصرا جوهریًا في عقد احتراف العب كرة القدم ،فهذا العقد هو من العقود الزمنیة• ،
وتتضمن العقود المبرمة في هذا الشأن عبارة(تعهد الالعب ..ان یلعب كرة القدم ،كالعب محترف باسم ولحساب ..بدءًا من
تاریخ ...وذلك لمدة ...وینتهي هذا العقد بنهایة الموسم الریاضي )...وقد تواترت احكام القضاء الفرنسي على اعتبار عقد
العب كرة القدم المحترف من العقود الزمنیة محددة المدة
الخصائص المميزة للعقود الرياضية
ويعد من هذه الناحية العقد بين العب كرة القدم المحترف والنادي أو الجهة الرياضية عقد عمل محدد المدة أي •
يبرم لمدة معينة وهذا جائز بمقتضى المادة L.1221- 1من قانون العمل الفرنسي ،فهنالك خصوصیة معینة لعقد
احتراف كرة القدم التي تظهر في الطبیعة الخاصة لاللتزام الذي یقع على عاتق هذا الالعب ،مما یقتضي
خضوعه لقواعد خاصة تختلف عن تلك القواعد التي یخضع لها غیره من العمال ،فاحترافه لعبة كرة القدم ال
تعتمد فقط على قدراته البدنیة ،بل یتمثل ایضًا في دراسات وبحوث عملیه وفنیة ،یقف في مقدمتها الخطط التي
یرسمها المالك التدریبي للنادي الریاضي وهو ما یتطلب من الالعب المحترف قدرا كبيرا من الجهد الذهني ،حتى
یتمكن من تنفیذ التزاماته على الوجه المطلوب .فیفرض على العب كرة القدم بموجب عقد أالحتراف بعض
االلتزامات التي تفوق تلك التي تفرض على سواه من العمال ،وهذه االلتزامات لیست ریاضیة فحسب ،بل ثمة
التزامات اداریة وأخرى صحیة ،وثالثة تتعلق بالسلوك واألخالق .
في قرار شمس الدين الذوادي و الجامعة التونسية لكرة القدم و النادي الرياضي لحمام االنف ضد التادي الرياضي •
الصفاقسي ،في 12مارس 2012تقر الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي بالصبغة الشغلية للعقد الرياضي .اذ بتم
تطبيق كافة القوانين و المبادئ المتعلقة بقانون الشغل نذكر على سبيل الحصر اقرار السلطة التاديبية للمؤجر على
اجرائه ومنحه الحق في فسخ العقد متى ارتكب العامل هفوة خطيرة ومن الهفوات الخطيرة استهالك الالعب لمواد
مخدرة مثالما تم اقراره في قرار الالعب ادريان موتو الذي تم تغريمه بتعويض مشط لقاء ثبوت التهمة في جانبه
و المتمثلة في تعاطيه للمخدرات.
الخصائص المميزة للعقود الرياضية
ولقد حسمت محكمة التعقيب الفرنسية األمر واعتبرت أن الالعب المحترف عامالوبالتالي كيفت عقد •
احتراف الالعب بأنه عقد شغل لمدة محدودة ،وذلك على أساس عنصر التبعية .فعنصر التبعية هو الذي يميز
عقد الشغل عن بقية العقود المدنية األخرى ،غير أن هذا العنصر المتمثل في التبعية هو أكثر اتساعا في
عقود االحتراف منها العقود الشغلية األخرى فهو فضال عن اتساعه للمعيار االقتصادي للتبعية ،فان الالعب
بموجبه يعد ملزما بإتباع توجيهات جمعيته التي تعاقد معها بوصفها مؤجره ،إضافة إلى توجيهات الجامعة
المختصة لرياضة كرة القدم الن هاته األخيرة هي التي تقوم بتوقيع الجزاءات على المخالفات المرتكبة من
قبل الالعب في سير المباراة عبر ممثلها أال وهو حكم المباراة.
وفي ضوء ما سبق نالحظ ان العقد الرياضي ال یتوافق مع العقود التقلیدیة ،كعقد المقاولة ،وعقد العمل ،حقا •
ان بعض عناصر هذا العقد االخیر تبدو متوافرة في عقد احتراف العب كرة القدم ،وال سیما التبعیة
القانونیة ،فهو یعمل ضمن تبعیة معینة للنادي الریاضي ،بید ان لهذه التبعیة القانونیة خصوصیة معینة تتمثل
في وجهین لعملة واحدة ،فني وإداري ،مما یعني ان الوضع القانوني لالعب كرة القدم المحترف ،هو وضع
خاص وان عقده هو من نوع خاص ،وقائم بذاته وانه قد ان االوان لرجال القانون ولرجال الرياضة ان
یعترفوا بذلك ،فثمة عقد له طابعه ()sui generisالخاص.
الخصائص المميزة للعقود الرياضية
ویلتزم النادي الجدید بموجب عقد االنتقال،بان یدفع للنادي االصلي مبلغًا معینًا من المال،یسمى •
مقابل االنتقال او تعویض االنتقال،وال یؤخذ في تحدید هذا المقابل راي الالعب المحترف،وانما
یتحدد عبر المفاوضات التي تتم بین النادي االصلي،والنادي الجدید.
والجدیر بالمالحظة ان لوائح احتراف العبي كرة القدم تنص على صورتین لعقد االنتقال: •
الصورة االولى :عقد االنتقال الداخلي ،وهو یكون بین نادیین ریاضیین تابعین التحاد ریاضي •
وطني واحد ،وفي هذه الصورة فان اتحاد كرة القدم الوطني هو الذي یشرف على هذا العقد .
الصورة الثانیة :عقد االنتقال الخارجي ،وهو یكون بین نادیین ریاضیین تابعین ألكثر من اتحاد •
ریاضي واحد ،وفي هذه الصورة فان اتحاد كرة القدم الدولي،هو الذي یشرف على هذا العقد.
الخصائص المميزة للعقود الرياضية
• كما يختلف التكييف القانوني لعقد االعارة باعتبار انه في اطار عقد
اعارة العب كرة القدم المحترف ،یقوم النادي الریاضي بعمل من
اعمال االدارة على منفعة الالعب المحترف ٤فعندما یعیر النادي
الریاضي العبه المحترف الى ناد جدید ،فانه یعیره ضمن مدة
سریان عقد االحتراف ،والتي تكون مدة عقد االعارة بضمنها ،وهذا
وجه من اوجه االختالف بین عقد اعارة العب كرة المحترف وعقد
انتقاله ،فهذا العقد االخیر ال یكون اال اذا انقضى عقد احتراف العب
كرة القدم مع نادیه.
الخصائص المميزة للعقود الرياضية
• على غرار سائر العقود ،يخضع العقد الرياضي الى شروط الصحة المنصوص
عليها بالفصل 2من مجلة االلتزامات و العقود و المتمثلة في االهلية و الرضا و
المحل و السبب الى جانب امكانية ادراج بعض الشرط كالغرامات العقابية التي
تقوم على المبدأ التعويضي الذي يرتكز عليه العقد في القانون المدني شانه شان
الشرط التسريحي الذي يعتبر بمثابة الشرط الجزائي وهي من العادات التعاقدية
التي ترتكز على الفصل 242من م اع.
في نفس الوقت،استقر جانب من فقه القضاء على اعتبار ان العقود الرياضية •
تخضع الى نظام ذي خصوصية وذلك بتطبيق القواعد الرياضية التي قررتها
الفيفا مما يجعلها من هذه العقود ذات طبيعة متوازنة.
الخصائص المميزة للعقود الرياضية
وقد نص الفصل 23من قانون الجامعة التونسية لكرة القدم على ان يقع تحرير العقد في ستة نظائر نظيرا •
يتسلمه الالعب حين امضائه اياه و نظيرا اخر يحتفظ به النادي الرياضي و االربعة المتبقية يقع ارسالها
بواسطة رسالة مضمونة الوصول او البريد السريع الى الرابطة الوطنية لكرة القدم او الى مقر الجامعة
التونسية لكرة القدم اذا تعلق االمر بانتقال العب للمصادقة عليها.
ولتفادي رفض المصادقة يجب ان يرفق مع العقد عقد تامين الالعب و اجازة الولي بالنسبة للذين سنهم اقل من •
20سنة اضافة الى شهادة طبية مسلمة من المركز الوطني او الجهوي للطب الرياضي ،ونسخة من القانون
االساسي للنادي.
ولقد حدد الفصل 58من قانون الجامعة التونسية لكرة القدم من خالل عقد نموذجي الى وضع حد ادنى من •
الناحية القانونية لالعب و الجمعية على السواء وحتى تضمن وحدة العقود و عدم تضاربها بين مختلف
الجمعيات الرياضية ،غير انه من خالل وضع عقد نموذجي ال يعني ذلك تقييد ارادة االطراف ،بل ان المشرع
ترك الباب مفتوحا امام الجمعية و الالعب إلبرام اتفاقية مكملة للعقد وذلك عبر تحرير ملحق ،ولعل هذا ما
يتوافق مع الفقرة الرابعة من المادة الخامسة من لوائح الفيفا التي نصت على انه "لكل اتحاد وطني ان يشترط
نصوصا اضافية تضاف الى اي عقد يبرم بين النادي و الالعب المسجل لدى اإلتحاد"
الخصائص المميزة للعقود الرياضية
• إذا فإمكانية تحرير ملحق بين النادي والالعب وردت بالفصل 24من قانون الجامعة
التونسية لكرة القدم ،ولقد نظم الفصل المذكور أعاله هذا الملحق"" l’Avenant
وعرفه بكونه كل تغييرات أو اتفاق خاص أو اتفاقية الحقة للعقد يجب أن تكون
موضوع ملحق .غير ان هذا الملحق ال يكون نافذ المفعول إال إذا تمت المصادقة عليه
من طرف الجامعة التونسية لكرة القدم ،ووجب االشارة في هذا الصدد الى ان القانون
قد خول للجامعة فقط سلطة المصادقة على الملحق واالتفاقية بين الطرفين وأقصى
الرابطة من هذا االختصاص .لكن يمكن للجامعة في بعض الحاالت االمتناع عن
المصادقة على الملحق المبرم بين الالعب والنادي باعتبار ان لها السلطة المطلقة في
المصادقة من عدم ذلك ،وفي هذه الحالة فان الملحق يعتبر باطال وال يمكن بأي حال
أن يأخذ بعين االعتبار طبقا لمنطوق الفقرة األخيرة من الفصل .24
الخصائص المميزة للعقود الرياضية
فالمشرع لم يشترط شروطا شكلية في عقد الشغل على عكس عقود االحتراف التي ال تنعقد إال بإتباع شكل •
معين ،وتحدد هاته الشكلية قوانين الجامعة التونسية لكرة القدم،
مصادقة الجامعة على عقد االحتراف •
ظلت الجامعة التونسية لكرة القدم تستأثر بصالحية المصادقة على عقود االحتراف وهي صالحية تجد •
أساسها القانوني في الفصل 18من قانون الجامعة ،غير ان هاته السلطة قد تم التخلي عنها بعد التغييرات
المدخلة على قانون الجامعة بمناسبة اجتماع المجلس الفيدرالي بتاريخ 22جوان 2003والتي دخلت حيز
التنفيذ ابتداء من 1جويلية 2003والتي بموجبه تم تفويض للرابطة سلطة المصادقة التي كانت هي جوهر
اختصاص الجامعة التونسية لكرة القدم .وبالتالي أصبحت الرابطة الوطنية لكرة القدم بواسطة سلطة
المصادقة على العقود تراقب مشروعيتها ،والمالحظ انه هاته الصالحية وبقية الصالحيات المخولة الرابطة
الوطنية لكرة القدم تخص الرياضيين التونسيين الذين يمارسون نشاطهم ضمن األندية التونسية.
وبواسطة لمصادقة يصبح عقد االحتراف نافذ المفعول ،والتصديق على العقد هو شرط لنفاذه ،أما إذا انعدم •
التصديق فان العقد ال يمكن االحتجاج به أمام لجنة فض النزاعات التي تنشا بين طرفيه كما ان المصادقة ال
تتسلط فقط على العقد المبرم بين الالعب وناديه بل تتسلط كذلك على الملحق المبرم بين الطرفين والذي
يكون مكمال إلرادتهما وهو ما أباحه الفصل 24من قانون الجامعة.
الخصائص المميزة للعقود الرياضية
• ويخضع منح اإلجازات الرياضية إلى بعض الشروط التي تحددها التراتيب
العامة للجامعات الرياضية ويقع إرسال مطالب الحصول على إجازة إلى
الرابطة الوطنية لكرة القدم من قبل الجمعية التي يرغب الرياضي في الحصول
على إجازة لفائدتها ،وال يعطي منح اإلجازة حقا مطلقا للرياضي للمشاركة في
المنافسات مع الجمعية التي ينتمي إليها بل يؤهله فقط لذلك لكنه يحمله في نفس
الوقت واجب الخضوع لسلطة وتراتيب الجامعة المختصة .إذا يمثل إسناد
التراخيص في المادة الرياضية من طرف الجامعة بواسطة الرابطة الراجعة لها
بالنظر تطبيقا فعليا لجملة التراتيب التي تتخذها لغاية تنظيم األنشطة الرياضية
في نطاق اختصاصها ،تراجع التراتيب العامة للجامعة التونسية لكرة القدم.
الطبيعة االستثنائية للتحكيم في العقود
الرياضية
الطبيعة االتفاقية للتحكيم الرياضي :المشرع التونسي اتجهت نيته نحو المحافظة على الخصوصية •
والتفرد الذي يميز المجال الرياضي واإلقرار به وسحب جميع النزاعات المحتملة بين األطراف من
تدخل القضاء العدلي خشية التأثير سلبا على تطور الميدان الرياضي أساسا و روح المنافسة خاصة.
ولذلك أرسى المشرع التونسي "الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي" للنظر في سائر النزاعات المتصلة
بالميدان متى وجد بين األطراف المعنية شرط تحكيمي طبق نظامها المصادق عليه من طرف أعضاء
اللجنة الوطنية االولمبية التونسية وهم الجامعات الرياضية في مختلف الميادين الرياضية.
وبذلك تؤكد المحكمة أن التحكيم الرياضي يستند بالضرورة إلى سند تعاقدي يتمثل في اتفاقية تحكيم •
تتخذ شكل شرط تحكيمي أو اتفاق على التحكيم (مشارطة) .كما تعتمد النظرية المرنة لشكل الشرط
التحكيمي حيث تجيز أن يتخذ شكل Compromisشرط باإلشارة مكتفية بان تكون هذه اإلشارة أو
اإلحالة واردة في القانون األساسي أو نظام صادر عن إحدى الجمعيات الرياضية (األندية) ثم على
الالعبين والمدربين والفنيين المتعاقدين مع تلك الجمعيات.
•
الطبيعة االستثنائية للتحكيم في العقود
الرياضية
كرست الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي هذا المبدأ في قضية هيئة الدفاع عن النادي االفريقيحيث •
الحظت فيها االطار ان النزاع القائم بين الخصوم يخرج عن اختصاصها و ذلك بسبب غياب
شرط تحكيمي سواء تعلق بشرط كالسيكي مدرج بصفة سابقة في عقد مبرم ين اطراف النزاع
او بشرط تحكيمي باإلشارة مدرج في وثيقة تقر اللجوء الى التحكيم في مثل هذا النوع من
النزاعات.
حيث رفضت الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي النظر في الكثير من النزاعات الرياضية بسبب •
انعدام شرط تحكيمي او اتفاق تحكيمي طبق للفصل 6من م التح ينص صراحة على اسنادها
االختصاص المطلق للبت في هذه النزاعات
ويبرز تطبيق مبدأ سلطان اإلرادة بوضوح من خالل اشكال االتفاقية التحكيمية كمظهر من •
مظاهر هذه اإلرادة.
قرار نزيهة ذويب ضد النادي االفريقي 16 ،اوت 2010القضية عدد ، 72/2010غير منشور. •
الطبيعة االستثنائية للتحكيم في العقود
الرياضية
• ففي جل القضايا ،ال ينازع أحد في وجود اتفاقية التحكيم وال في شكلها وال في إلزاميتها
لألطراف وخصوصا الالعبين الذين يجهل أغلبهم كل المعطيات والمعلومات المتعلقة
بالتحكيم الرياضي ،الذي يقع تقديمه إليهم غالبا على أنه المسلك اإلجرائي الوحيد ،فيندمجون
فيه دون لجاجة .لكن ،في بعض الحاالت ،يختار العب أو مدرب اللجوء إلى القضاء العدلي
نذكر على سبيل مثال قضية أسامة البوغانمي ضد الترجي الرياضي التونسي ،فيتمسك
النادي بوجود شرط تحكيمي في العقد الذي يربطه بالالعب شخصيا أو بوجود إشارة في
العقد إلى وثيقة أخرة تنص على اختصاص الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي ،بما يدفع
القاضــــــي إلى البحث فـي مســــــألة الشــــــرط التحكـيمي باإلحالــــــة (باإلشــــــارة clause
)compromissoire par référenceومدى توفر الشروط المنصوص عليها بالفصل 6
من مجلة التحكيم ،الذي يقتضي أنه ":ال تثبت اتفاقية التحكيم إال بكتب سواء كان رسميا أو
خط يد أو محضر جلـسة أو محـضر محررا لدى هيئة التحكيم التي وقع اختيارهـا.
اختصاص هيئات التحكيم
تأسست محكمة التحكيم الرياضية TAS-CASخالل سنة 1984في لوزان بسويسرا •
وانضمت إليها 87دولة يشرف عليها المجلس الدولي للتحكيم في المادة الرياضية .وتختص
هذه المحكمة بالنظر في الدعاوى التي ترفع في شان النزاعات الرياضية ،وتتشكل من أكثر
من ثالثمائة قاض أو محكم من مختلف دول العالم ،وتطبق النظام األساسي لالتحاد لكرة القدم
الدول ،FIFAإضافة للقانون السويسري ودول العالم ،وقراراتها ملزمة على جميع
المؤسسات الرياضية.
كما أن محكمة التحكيم الدولية مؤسسة مستقلة عن اي منظمة رياضية تابعة إداريا وماليا •
الدولي) (ICASللمجلس ويمكن القول انه ال يجوز تقديم النزاع إلى محكمة التحكيم الدولية
للتحكيم الرياضي إال إذا كان هناك اتفاق تحكيم بين الطرفين المتنازعين يحدد اللجوء إلى
هذه المحكمة ويعترف بالوالية القضائية لها
اختصاص هيئات التحكيم
غير انه من الناحية العملية نجد أن جميع االتحادات االولمبية الدولية واالتحادات االولمبية •
الوطنية للدول قد اعترفت بالوالية القضائية لمحكمة التحكيم الدولية للنظر في النزاعات
الناشئة عن ممارستها ألنشطتها.
وتتمثل أهداف المحكمة الرياضية في حل المشكالت والقضايا الرياضية على اختالف •
مستوياتها ،وتسوية النزاعات بين األطراف الرياضية ،وتحقيق االستقرار اإلداري للهيئات
الرياضية على اختالف مستوياتها ،وسرعة الفصل في النزاعات بين األطراف الرياضية.
• مقرها لوزان في سويسرا باعتماد قرار اللجنة التأديبية السعودية لقضايا المنشطات الصادر
قررت محكمة التحكيم الرياضية CASبتاريخ
والقاضي بإيقاف الالعب حسين جمعان آل حمضه العب المنتخب السعودي • 15/11/2013
.أللعاب القوى عن المشاركة في المنافسات الرياضية داخليا وخارجيا لمدة سنتين وستة أشهر
اختصاص هيئات التحكيم
و تعتبر محكمة التحكيم الرياضية مؤسسة مستقلة عن أي منظمة رياضية وتقدم خدماتها من اجل •
تسهيل تسوية المنازعات المتعلقة بالرياضة من خالل التحكيم أو الوساطة عن طريق قواعد إجرائية
طبقًا للحاجات الخاصة للعالم الرياضي .وقد ُو ِض َع ت المحكمة ،بعد اإلصالحات التي شهدتها عام
، 1994تحت السلطة اإلدارية والمالية للمجلس الدولي للتحكيم في الرياضة.
• ويعهد مكتب المحكمة بإجراءات التحكيم المقدّم ة إلى محكمة التحكيم الرياضية ،إلى أحد القسمين وفقًا
لطبيعتها .وال يمكن لألطراف الطعن في مثل هذه اإلسناد أو التمسك به كسبب للدفع بعدم المشروعية
".
ومن الجدير بالذكر أن القسمين المذكورين آنفًا تم إاستحداثهما عقب اإلصالحات التي شهدتها محكمة •
التحكيم الرياضية التي ُتِّوَج ت بصدور قانون التحكيم المتعلق بالرياضة النافذ في ، 22/11/1994
وذلك من اجل التمييز الدقيق بين النزاعات التي تنظرها المحكمة بصفة أصلية وبدرجة واحدة ،
والمنازعات التي تنظرها بصفة استئنافية (أي تتضمن استئنافًا ضد قرار أحد اإلتحادات أو الهيئات
الرياضية المختصة
اختصاص هيئات التحكيم
• وهذا ما أَّك دته المادة الثالثة من قانون التحكيم المتعلق بالرياضة ،حيث
جاء فيها :
• " أن محكمة التحكيم الرياضية التي لها قائمة محكمين تتوصل إلى الحل
التحكيمي للنزاعات الناشئة في مجال الرياضة من خالل وسيط التحكيم
الذي يتكون من هيئات تتألف من محكم واحد أو ثالثة محكمين.
وتستطيع المحكمة أيضًا أن تتوصل إلى حل النزاعات المتعلقة بالرياضة •
".عن طريق الوساطة .وتحكم إجراء الوساطة قواعد منفصلة
اختصاص هيئات التحكيم
أما في خصوص القرارات الرياضية الصادرة عن الجامعات الرياضية فقد تم احداث االمر عدد •
148لسنة 1966المؤرخ في 4افريل 1966لجنة احتكام للرياضة مكلفة بالبت في الشكاوى
الموجهة ضد جميع القرارات او اإلجراءات الفردية آو الجماعية المتخذة من طرف سائر الهيئات
الرياضية ضد منخرطيها ،وهي لجنة ذات صبغة ادارية وال يمكن الطعن في قراراتها االدارية
اال عن طريق المحكمة اإلدارية عن طريق دعوى تجاوز السلطة.ثم وقع احداث هيئة المحكمين
الرياضيين بموجب الفصل 57و ما بعده من القانون عدد 104لسنة 1994المؤرخ في 3أوت
1994المتعلق بتنظيم و تطوير التربية البدنية و النشطة الرياضية.و في سنة 2006تم تنقيح
النظام األساسي للجنة الوطنية االولمبية التونسية التي ادخل الية التحكيم الرياضي ضمن الواقع
الرياضي اعتمادا على مجلة التحكيم التونسية من جهة اولى و على القواعد و المبادئ المنظمة
للتحكيم الدولي الرياضي من جهة ثانية و على االنظمة االساسية و القوانين الداخلية لمختلف
الجامعات الرياضية المنخرطة في اللجنة الوطنية االولمبية التونسية من جهة ثالثة.
هيئات التحكيم الرياضية التونسية
• لقد نظمت الفصول 48و 49و 50و 51و 52و 53و 54من النظام
األساسي للجنة الوطنية االولمبية التونسية المنقح في 5مارس 2010كيفية
تسوية النزاعات الرياضية من خالل الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي ،اذ
تمثل هذه الهيئة هيكال منبثقا عن اللجنة الوطنية االولمبية وذلك طبقا للفصل
43من قانونها األساسي باعتبار وأنها خصت نفسها حصريا بالبت في
النزاعات الرياضية و ذلك عن طريق آلية التحكيم .وقد أشار الفصل 54من
النظام االساسي لهذه االخيرة الى ان الجامعات الرياضية الوطنية تنص
ضمن انظمتها الداخلية على وجوب الرجوع في النزاعات الرياضية إلى
الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي
هيئات التحكيم الرياضية التونسية
طبقا للفصل 46من القانون االساسي للجنة االولمبية تختص الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي •
بالنظر في النزاعات الناشئة عن تطبيق عقود الوكالء الرياضيين و وكالء المقابالت
الرياضية و كذلك في النزاعات التعاقدية ذات الصلة بالميدان الرياضي الناشئة بين طرفين او
اكثر ،يكون احدهما رياضيا بموجب شرط تحكيمي مضمن بكتب ثابت التاريخ او بموجب
اتفاق على التحكيم .
كما اكد الفصل 2من دليل نظام التحكيم الرياضي على انه "تختص الهيئة الوطنية للتحكيم •
الرياضي بالبت في جميع الطعون المرفوعة اليها من كل من له الصفة و المصلحة ضد-...
القرارات النهائية الصادرة عن المكتب الجامعي او عن احدى الهياكل الرياضية و بين
معاقديها من العبين او مدربين او غيرهم ،كما تنظر الهيئة في سائر النزاعات المتصلة
بالميدان الرياضي متى وجد بين االطراف المعنية شرط تحكيمي او اتفاق تحكيمي يسند
االختصاص الى الهيئة"...
هيئات التحكيم الرياضية التونسية
• و يفهم من هذا الفصل "ان نية المشرع اتجهت نحو المحافظة على
الخصوصية و التفرد الذي يميز المجال الرياضي و االقرار به و
سحب جميع النزاعات المحتملة بين االطراف المتداخلة من تدخل
القضاء العدلي خشية التاثير سلبا على تطور الميدان الرياضي
وأساس روح المنافسة و لذلك ارسى الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي
لالحتكام اليها طبق نظامها المصادق عليه من طرف اعضاء اللجنة
الوطنية االولمبية التونسية وهم الجامعات الرياضية في مختلف
الميادين الرياضية
هيئات التحكيم الرياضية التونسية
• اعتبرت دائرة وكيل الرئيس األول لدى محكمة االستئناف بتونس حال انتصابها للقضاء في
مادة التحكيم بجلستها العلنية المنعقدة يوم الثالثاء في 13نوفمبر 2012برئاسة السيد
محمد نجيب الزغالمي وعضوية المستشارتين السيدين ماجدة العبيدي وسلوى سالمة في
القضية عدد ( 39017منير المعروفي ضد حّنبعل جغام والجامعة التونسية للكراتي) أن
أحكام التحكيم الرياضي الصادرة في ظل الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي CNASتقبل
الطعن باالبطال كما هو شأن كافة أحكام التحكيم الصادرة في تونس ،وذلك استنادا إلى
أحكام الفصل 42من مجلة التحكيم .وبذلك استبعدت المحكمة التحليل القائل بأن الهيئة
الوطنية للتحكيم الرياضي هي "محكمة تعقيب" أو "محكمة عليا" في المجال الرياضي،
واقتدت بسويسرا ،التي تمثل فيها الطعون ضّد أحكام التحكيم الرياضي الصادرة عن
محكمة التحكيم الرياضي TAS/CASنسبة كبيرة جدا من القضايا المتعلقة بالتحكيم التي
ترفع أمام المحكمة الفيدرالية (العليا) مباشرة.
هيئات التحكيم الرياضية التونسية
فلنا ان نتساءل عن مال و وضعية الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي CNASالتي انسلخت •
عنها الجامعة التونسية لكرة القدم بعد التشكيك من مصداقية قراراتها ومحكميها...
حيث قامت الجامعة التونسية لكرة القدم بايداع ثالث مراسالت لدى رئيس المحكمة •
االبتدائية بتونس قصد اعالمهم انه وقع الغاء اختصاص الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي
نهائيا و بالتالي لم يعد امكانية التعهد بالنظر في اي ملف يتعلق بالجامعة ،واعلمت هذه
االخيرة ان قرار الحذف النهائي للشرط التحكيمي المتعلق باللجوء الى الهيئة الوطنية
للتحكيم تمت المصادقة عليه من قبل 205ناديا من جملة 207نادي التي شاركت في
اشغال الجلسة العامة الخارقة للعادة للجامعة بتاريخ 6نوفمبر 2015مشيرة الى ان
االندية صادقت على ان تكون محكمة التحكيم الرياضي الدولية بلوزان ثالث مرحلة من
مراحل التقاضي الرياضي
مدى نجاعة التحكيم الرياضي في تونس
• وقد تم حذف من خالل الفصل 56اتفاقية التحكيم مع الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي
مقابل اللجوء الى محكمة التحكيم الرياضي الدولية في كل نزاع يتعلق بالجامعة او
منخرطيها.كما اكدت الجامعة انه ال يمكن الي هيئة تحكيمية ان تتعهد بالنظر في اي ملف
نزاع يتعلق بجامعة او جمعية معينة اال اذا اشار القانون االساسي للجامعة المعينة صراحة
الى امكانية اللجوء الى هذه الهيئة التحكيمية عمال باحكام الفصل 1من القانون االساسي
لدليل اجراءات محكمة التحكيم الرياضي و الفصل 68من القانون االساسي لالتحاد الدولي
لكرة القدم فيفا .وتبعا لذلك دعت الجامعة التونسية لكرة القدم جميع االطراف الى تحمل
كامل مسؤولياتها وتداعيات اي قرار قد يصدرعن هيئة غير مختصة .في
المقابل،صرحت الفيفا بتجميد عضوية الجامعة في حالة اصرار االندية على اللجوء الى
القضاء البطال الجلستين العامتين المنعقدتين بتاريخ 29جويلية و 6نوفمبر .2015
مدى نجاعة التحكيم الرياضي في تونس
• النزاع بين الجامعة التونسية لكرة القدم والوزارة من جهة وهيئة التحكيم الرياضي من
جهة ثانية طغى على سطح االحداث في اآلونة األخيرة وعوض أن ننكب على وضع
االصبع على أسباب تراجع الرياضة التونسية خطوات الى الوراء انشغلنا بالصراعات
العلنية و الخفية.وحرب البيانات فوجدنا المكتب الجامعي لكرة القدم يقصي في جلسته
العامة األخيرة أي تدخل للكناس واستمر في مسعاه بعد حصوله على التأييد من بعض
االندية بعد بث فزاعة «الفيفا» في صورة تدخل خارجي أي طرف خارجي.
هذه الدوامة التي وجدنا أنفسنا فيها والتي حادت بالرياضة التونسية عن اهدافها جعلت
فتح ملف القانون األساسي للهياكل الرياضية أمرا ال بد منه حتى ال نجد تملصا في كل
مرة من جامعة معينة تريد أن تنأى من تدخل هيئة التحكيم الرياضي و تحدث هيئة
تحكيم خاصة بها فنجد انفسنا أمام فوضى تشريعية نحن في غنى عنها
مدى نجاعة التحكيم الرياضي في تونس
يبدو ان الصراع بين المحكمة الرياضية التونسية "كناس" وجامعة كرة القدم لن يعرف طريقا للوّد ،ورغم تحذير الهيكل •
الدولي " فيفا" للجامعة من تبعات التجاء االندية الى المحاكم المدنية وما يمكن ان يترتب عليه من عقوبات تشمل التحكيم
والمنتخبات ومشاركات االندية التونسية في المسابقات االفريقية ،اال ان المحكمة الرياضية أبت اال ان تواصل
الصراع ،حيث اصدرت قرارها الذي يقضي بإبطال الجلسة العامة االنتخابية التي عقدتها الجامعة التونسية لكرة القدم يوم
.2016 مارس 18
في هذا االطار ،قررت الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي الغاء جميع آثار الجلسة العامة االنتخابية والزامت المطعون ضده
وهو جامعة كرة القدم ،بمنح الطاعن مبلغ 3000دينار كأتعاب محاماة وحمل بقية المصاريف القانونية عليه .وكان فريق
قرمبالية الرياضية قد تقدم بطعن في إبطال الجلسة العامة االنتخابية وتم القضاء بإلغائها في مرحلة اولى بعد قبول الطعن
النهائي. القرار يصدر أن قبل أصال
بعد قرار الـ"كناس" في الطعن الذي قدمه فريق قرمبالية الرياضية والقاضي ببطالن الجلسة العامة االنتخابية للجامعة
التونسية لكرة القدم أصدرت الجامعة بالغا نشرت فيه نص الرد الصادر عن االتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بخصوص
المراسلة التي وجهتها إليها الـ"كناس" يوم 19أفريل الجاري .وذكرت الجامعة هيئة التحكيم الرياضي بأن القرار الذي
اتخذته سيدفع الـ"فيفا" التخاذ عقوبات صارمة في حق المنتخبات الوطنية واألندية وذلك بحرمانها من المشاركات الدولية
االفريقية .وفي المقابل ،اكدت الـ"فيفا" ان االجراء المتخذ لحّل هيئة التحكيم الرياضي وااللتجاء الى المحكمة الرياضية
الدولية هو اجراء سليم ومطابق للفصل 68من قانون الـ"فيفا" .وبينت الـ"فيفا" انه يجب احترام الفصلين 13و 17من
القانون االساسي للجامعة اللذين يؤكدان على استقاللية الجامعة وبالتالي فان اي قرار ضد الجامعة يعتبر خرقا.
شكرا لحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــسن إنتباهكم