Professional Documents
Culture Documents
العالم الرأسمالي في مواجهة الازمات السياسيةppt
العالم الرأسمالي في مواجهة الازمات السياسيةppt
• ساهمت التناقضات العميقة التي عرفها المجتمع الروسي مع بداية القرن العشرين ،وظروف الحرب
العالمية االولى في اندالع الثورة الروسية سنة1917م
وعلى أثرها استولى االشتراكيون على السلطة ،ال انهم اضطروا الى مواجهة تحديات عديدة في الداخل والخارج قبل التمكن من
ارساء دعائم النظام السوفياتي الجديد.
إذا ماهي بعض مظاهر الثورة الروسية والعوامل اتي ساهمت في اندالعها؟ وماهي اهم االجراءات المتخذة لبناء النظام
االشتراكي السوفياتي؟
• ممهدات الثورة
تسببت التحوالت االقتصادية التي عرفتها روسيا مع بداية القرن العشرين في تعميق التناقضات الداخلية للمجتمع الروسي ،حيث
كانت البوادي الروسية ال تزال تحت وقع تفاعالت القيصر ألكسندر الثاني سنة 1861م الذي نص على الغاء نظام القنانة وعلى
حصول الفالحين على جزء من اراضي النبالء مقابل اداء ثمنها بالتقسيط شرط االنتفاع بها في إطار نظام المير.
شهدت البوادي الروسية في أعقاب عجز نظام المشاعات عن سد حاجيات الفالحين ،مجاعات دورية وانتفاضات
تلقائية استهدفت االستيالء على اراضي كبار المالكين .وامام تفاقم االوضاع لجأت الدولة سنة 1906م الى حل
نظام المير ثم أجازت بيع اراضي المشاعات .الشيء الذي أدى الى تحرير أعداد كبيرة من اليد العاملة الضرورية
لحركة التصنيع.
من بين ممهدات الثورة أيضا ضهور حركة التصنيع التي بدأت تشهدها كبريات المدن الروسية مع بداية القرن
العشرين ،ولعبت الدولة دورا اساسيا في الدفع بعجلة التصنيع في روسيا ،لعجز البرجوازية الضعيفة عددا عن
القيام بهذا الدور .واعتمدت الدولة في ذلك على الضرائب الثقيلة المستخلصة من الفالحين وعلى االستثمارات
والقروض األجنبية.
وقد استفادت حركة التصنيع من التوسع الذي عرفته شبكة السكك الحديدية وخاصة خط عابر سيبيريا ،فعرفت
الصناعة تمركزا كبيرا في مناطق معينة مثل أوكرانيا والقوقاز واألورال ،وفي بعض المدن الكبرى مثل موسكو
وبيترسبورك وأوديسا وفي وحدات صناعية ضخمة مثل معمل بوتيلوف إلنتاج األسلحة الذي كان يشغل أكثر من
ألف عامل.
ولم تكن تعبر هذه البنية الصناعية عن مستوى متقدم لالقتصاد العصري في روسيا ،فعدد العمال الصناعيين لم
يكن يتجاوز ثالث ماليين عامل سنة 1913م من مجموع ساكنة بل غت 173مليون نسمة.
أدى تشبه النظام القيصري بأسلوب الحكم الفردي إلى عزلته وتصاعد المعارصة السياسية له:
رفض النظام القيصري مسايرة التحوالت االقتصادية واالجتماعية والسياسية التي بدأت تشهدها روسيا ،وظل
متشبتا بمؤسساته التقليدية القائمة على أربعة ركائز هي أتوقراطية الحكم الفردي للقيصر ،وأرستقراطية النبالء
العقارية المهيمنة على الجهاز اإلداري والكنيسة األرثوذكسية والجيش .ونهج النظام القيصري سياسة االستغالل
والقمع للشعوب واألقليات القومية الخاضعة لإلمبراطورية ،وفرض عليها اللغة الروسية والديانة األرثوذكسية،
إلى أن نعتت اإلمبراطورية الروسية ب سجن الشعوب.
ترتب عن هذا الوضع في ظروف التحوالت التي بدأت تشهدها البالد ،تصاعد موجة عارمة من االستياء العام من
النظام القيصري ,ما لبثت إن تحولت إلى انتفاضة شعبية كبرى عمت المدن والبوادي ,اضطرت القيصر إلى
إعالن عن إصالح سياسي نص على بعض الحريات العامة ,والدعوة إلى انتخاب أول برلمان روسي هو الدوما
غير أنه سرعان ما تراجع عنه وحل مجلس الدوما أربع مرات فتصاعدت حدة المعارضة السياسية للنظام.
شكل الحزب اإلشتراكي الثوري أقوى معارضة سياسية منظمة للنظام القيصري في البوادي,بحكم توجهه
األساسي إلى الفالحين ,بإعتبارهم القوة الوحيدة القادرة على اإلطاحة بالنظام القيصري وإقامة اشتراكية فالحية
بتوزيع أراضي المالكين الكبار على فقراء الفالحين .لكنه لم يعتمد نهجا واضحا لتحقيق برنامجه غير أسلوب
اإلرهاب.كما ظهرت معارضة النظام القيصري في أوساط بعض النبالء اتخدت شكل عرائض طالبوا فيها بإدخال
تحسينات على نظام الحكم .
أما في المدن ,فقد تنوعت المعارضة بتنوع الفئات اإلجتماعية المناهضة للنظام ,فشملت العمال والجنود واالنتلجنسيا والبرجوازية .وكان الحزب
العمالي اإلشتراكي الديمقراطي الروسي أكثر األطراف المعارضة حيوية وتنظيما.وبعد قيام جدل سياسي حول إمكان تطبيق اإلشتراكية في روسيا
المتأخرة إقتصاديا ,إنقسم الحزب سنة 1903م إلى حزبين حزب المناشفة أي األقلية بزعامة مارتوف,وحزب البالشفة أي األغلبية بزعامة لينين.
الثورة الروسية
الحرب العالمية األولى وقيام الثورة
دخلت روسيا الحرب دون أن تكون مستعدة لمواجهة متطلباتها ,إذ إستغرقت التعبئة العامة سنة 1913م ما يزيد عن ثالثة أشهر.
وبالرغم من شمول التعبئة لما يقارب مليون شخص ,فإن ثلث هذا العدد لم يكن يتوفر على أدنى الشروط الضرورية للمشاركة في
أول حرب عصرية.
وإنعكست اثار الحرب على السكان المدنين بعد أن عجزت المعامل عن اإلستمرار في اإلنتاج ,الستحالة تزويدها بالمواد األولية
والمحروقات نتيجة إلغالق المضايق ومصادرة الجيش لوسائل النقل.وشهد اإلنتاج الفالحي تراجعا ملموسا بسبب تجنيد الفالحين,
فأصبحت المواد الغذائية نادرة وإرتفعت أسعارها .وأخد شبح المجاعة يخيم على المدن التي بدأت تعمها حركة اإلضرابات أبتداءا من
سنة1916م.
إنطلقت الثورة في 23فبراير بمظاهرات نضمتها نساء بتروغراد أحتجاجا على إرتفاع األسعار وندرة المواد الغذائية التي سرعان
ماإنضم إليها العمال والجنود ,فإضطر القيصر ألى التنازل عن العرش .وأمام انهيار سلطة الدولة ,سارعت مختلف فصائل
االشتراكين إلى تشكيل سوفييت بتروغراد الذي أصبح هو المحرك الرئيسي للثورة .وإرتفع عدد السوفييتات في مجموع التراب
الروسي من 49سوفييت عند أواسط شهر مارس1917م إلى 77في أواخره.
وإتجه ممثلو مجلس الدوما المنحل إلى تكوين لجنة الحفاظ على النظام والمؤسسات التي إنبتقت عنها حكومة برجوازية
مؤقتة برئاسة األمير لفوف ثم كرينسكي المكونة في أغلبها من عناصر حزب الكاديت ,باإلضافة ألى بعض االشتراكيين
الثوريين والمناشفة.
عارض البالشفة تشكيل الحكومة البرجوازية المؤقتة وبرنامجها ونظموا مسيرات مناوئة للحكومة الجديدة ,فتعرض عدد
من زعمائهم لإلعتقال ومنعت جريدة البرافدا الناطقة بإسمهم عن الصدور ,وإضطر لينين ألى اللجوء إلى فبنلندا ,فتحول
البالشفة من جديد إلى العمل السري.
)2-عجز الحكومة المؤقتة عن االستجابة للمطالب الفورية و إندالع إنتفاضة أكتوبر
تسبب عجز الحكومة المؤقتة عن تحقيق المطالب المستعجلة للفئات الواسعة من الشعب ,وإصرارها على مواصلة الحرب
إلى جانب الحلفاء ,تسبب في حدوث خيبة أمل كبيرة وسط الجنود الذين سئموا الهزائم المتتالية وبين الفالحين المتلهفين
على ملكية األرض والعمال الذين كانوا يتطلعون إلى تحسين ظروف العمل وفرض مراقبتهم عل المعامل.
عل إثر هذه الظروف لقي شعار البالشفة صدى واسعا عند السكان ,فإزدادت شعبيتهم وتقوى نفودهم داخل عدد من
السوفييتات المحلية وخاصة سوفييت بتروغراد .وبعودة لينين من منفاه إلى بيتروغراد إنطلقت في 24أكتوبر اإلنتفاضة
المسلحة للبالشفة بسيطرتهم على أهم النقط اإلستراتيجية للعاصمة ,وإنتهت في اليوم التالي بإستيالئهم على قصر الشتاء
مقر الحكومة المؤقتة ,وإعتقال عدد من أعضائها .وفي اليوم نفسه تشكلت حكومة بولشفية{ مجلس مفوضي الشعب}
برئاسة لينين ,الذي أعلن أمام المؤتمر الروسي الثاني للسوفييتات المنعقد في بتروغراد" :واألن سننتقل إلى بناء النظام
اإلشتراكي"...
ما إن إستولى البالشفة على السلطة حتى أصدروا مجموعة من المراسيم الرامية إلى وضع اللبنات اإلولى للبناء
اإلشتراكي وضمان دعم الجماهير الواسعة من الشعب الروسي للنظام الجديد وترسيخ سلطته في مجموع أنحاء البالد.
وإستهدفت مراسيم أكتوبر ونونبر إقرار مراقبة العمال للمعامل وتأميم األبناك وإلغاء ديون النظام السابق { 16مليار
روبل ذهبي} وإلغاء الملكية العقارية الكبيرة.
كما أصدر جوزيف ستالين مفوض الشعب في شؤون القوميات .مرسوما يمنح القوميات الروسية حق اإلختيار بين
اإلستقالل الذاتي أو اإلنفصال .ولمواجهة العناصر المناهضة للنظام الجديد ,أنشأت الحكومة البولشفية جهازا أمنيا هو
{تشيكا} للحفاظ عل األمن الذاخلي.
ونظرا لموقف الحكومة البولشفية من الحرب وحاجتها إلى متنفس لترتيب أوضاعها الدااخلية,فقد ناشدت كافة الشعوب
والدول المتحاربة إنهاء الحرب وإقرار سلم عاجل وعادل .إال ان مواصلة الجيوش األلمانية زحفها نحو بتروغراد أرغم
البالشفة على قبول الشروط التي أمالها األلمان فى { litiovsik }brsetفي مارس .1918
أثارت قرارات البالشفة ردود فعل داخلية وخارجية معادية للنظام الجديد .إذ لجأ كبار المالكين إلى إتالف المحاصيل
الزراعية والقضاء على الماشية .وتقاعس الفالحون عن اإلنتاج لكون النظام الجديد لم يعمل على تمليكهم األراضي
المصادرة .وقام أرباب العمل بتخريب المنشأت الصناعية ,فتدهورت الحياة اإلقتصادية إنتشرت المجاعة .وإضطرت
الحكومة البولشفية مابين 1918و 1921إلى الخول في حرب أهلية طاحنة مع الجيش األبيض الذي شكلته القوى المضادة
للثورة من مالكين كبار وبرجوازية وضباط في الجيش القيصري ,على أمل اإلطاحة بالنظام البولشفي.
وكان قلق الدول الرأسمالية على مصالحها في روسيا وتخوفها من إنتقال الثورة اإلشتراكية إلى أقطارها وراء تذخلها
إبتدءا من 1919م بتقديم المساعدات المادية والعسكرية للجيش األبيض .ثم مالبثت أن تذخلوا بشكل مباشرة الحتالل عدة
مناطق من روسيا ,مما جعل نفود البالشفة يقتصر على بتروغراد وموسكو وضواحيهما.
ولمواجهة األخطار الذاخلية والخارجية المحدقة بالثورة إتخد البالشفة مجموعة من اإلجراءات الرامية إلنقاد النظام
الجديد من اإلنهيار عرفت بإسم شيوعية الحرب.
إضطرت العواقب اإلقتصادية لشيوعية الحرب الحكومة البلشفية إلى التراجع عن تطبيق اإلشتراكية:
تميزت إجراءات شيوعية الحرب 1921 1918بشمولها كافة الميادين االقتصادية والسياسية والعسكرية .ففي الميدان
االقتصادي ،قامت الحكومة البلشفية بتأميم التجارة الداخلية والخارجية ووسائل النقل ،وفرضت نظام األجور
المتساوية ،ولضمان تموين المدن والجيش بالمواد الغذائية ،لجأت إلى مصادرة فائض النتاج الفالحي من الكوالك.
وعلى المستوى السياسي أقر دستور 1918م نظام الحزب الواحد .فتخلى البالشفة بذلك عن فكرة ديكتاتورية
البروليتاريا لصالح دكتاتورية الحزب البولشفي {الحزب الشيوعي ابتداء من .}1918
أما على المستوى العسكري ،فقد تمكن الجيش األحمر الذي أشرف على إنشائه وتنظيمه ليون تروتسكي { }l trotskyمفوض الشعب في
الدفاع ،تمكن من القضاء على أخر فلول الجيش األبيض ابتداء من سنة .1920واضطرت الدول الرأسمالية إلى االنسحاب من األراضي
الروسية ،بعد أن أحاطت أوربا الغربية بحاجز وقائي شكلته الدول المقامة على األراضي التي فقدتها روسي خالل الحرب.
حقق البالشفة بفضل إجراءات شيوعية الحرب نتائج سياسة وعسكرية إيجابية وذلك بقضائهم على معارضيهم .وبسطهم لنفودهم على مناطق
حيوية من البالد ،عالوة على إرسائهم أسس النظام السوفياتي .في حين شهدت األوضاع االقتصادية تدهورا خطيرا ،إذ أدى تطبيق سياسة
مصادرة الفائض الفالحي إلى تقلص المساحات المزروعة وتناقص قطيع المواشي بشكل ملحوظ .كما أدى تطبيق سياسة األجور المتساوية
وتأميم الصناعة والتجارة إلى هجرة مليون من األطر العليا فانخفض اإلنتاج الصناعي إلى 15مما كان عليه سنة .1913مما اضطر لينين إلى
نهج سياسة اقتصادية جديدة.
تمثلت إجراءات السياسة االقتصادية الجديدة { }1928/ 1921في تشجيع المبادرة الفردية والعودة إلى نظام الحوافز المادية والعمل المأجور.
وعادت المشاريع االقتصادية إلى االنفتاح على التقنيات والرساميل األجنبية .وفي الميدان الفالحي ،وقع التراجع عن مصادرة فائض اإلنتاج
وتعويضه بضريبة عينية مع السماح للفالحين ببيع منتوجهم في األسواق.
وعرفت هذه الفترة كذلك ترسيخ النظام السوفياتي والبناء الفيدرالي للدولة بتكوين اتحاد ضم في البداية جمهورية
روسيا وأكرانيا وبيالروسيا والقوقاز أطلق عليه اسم اتحاد الجمهوريات االشتراكية السوفياتية وتجلت النتائج
اإليجابية للسياسة االقتصادية الجديدة في عودة االقتصاد السوفياتي إلى االنتعاش التدريجي ،فاستعاد اإلنتاج
مستواه الذي كان عليه في سنة 1913م.
وأفرزت السياسة االقتصادية الجديدة من ناحية أخرى مجموعة من التناقضات االجتماعية والسياسية ،إذ
استفادت فئة الكوالك من تحرير التجارة لتزداد غنى ويزداد نفوذها في البوادي .وظهرت في المدن فئة من
الرأسمالين الجدد الذين استفادوا من االنفتاح االقتصادي .واحتد الصراع على المستوى السياسي داخل الحزب
الشيوعي بين أنصار السياسة االقتصادية الجديدة ومؤيدي فكرة العودة إلى تطبيق المبادئ االشتراكية تطبيقا
تاما.
تحول النظام السوفياتي على عهد ستالين من ديكتاتورية الحزب إلى ديكتاتورية ستالين ومن السياسة
االقتصادية الجديدة إلى سياسة التصاميم الخماسية.
فجرت وفاة لينين في يناير 1924م الخالفات السياسة بين أعضاء الحزب الشيوعي حول إجراءات ونتائج
السياسة االقتصادية الجديدة ،وحول الخط السياسي الذي يجب أن يتبناه الحزب في الداخل والخارج .وهكذا دعا
نيكوال بوخارين ممثل الجناح اليمني للحزب إلى االستمرار في نهج السياسة االقتصادية الجديدة خصوصا في
البوادي ،لضمان استمرار تحالف الفالحين مع الطبقة العاملة ،بينما نادى تروتسكي زعيم الجناح اليساري
بالتخلي عن السياسة االقتصادية الجديدة والعمل على تطبيق االشتراكية الحقة ،وربط تروتسكي نجاح النظام
االشتراكي في روسيا المتخلفة اقتصاديا والمعزولة دوليا بتصدير الثورة االشتراكية إلى خارج روسيا {الثورة
الدائمة}.
ومثل ستالين في البداية الجناح المعتدل في الحزب ،واعتبر السياسة االقتصادية الجديدة مرحلة انتقالية وضرورية لتوفير فائض
اإلنتاج الفالحي ،كما أنه ألح على أن اختالف مستوى التطور بين أقطار العالم يفرض ترسيخ االشتراكية في روسيا قبل التفكير في
تصديرها إلى باقي العالم.
وقد اتخذت هذه الخالفات شكل صراع حاد من اجل السلطة بين ستالين وتروتسكي .وتمكن ستالين بفضل موقفه المعتدل من التيارات
المتناحرة داخل الحزب ،ونفوده كأمين عام من حمل أغلب األعضاء على اتخاذ قرار طرد تروتسكي من الحزب ونفيه خارج البالد
سنة 1929م .وقد واصل تروتسكي من منفاه معارضته للنظام الستاليني إلى أن اغتيل في المكسيك سنة 1940م،
اهتم ستالين بعد إقصاء منافسه الرئيسي عل السلطة ،بترسيخ نفوذه داخل جهاز الحزب والدولة ،فعين العناصر الموالية في المناصب
الهامة ،وسخر جهازه األمني الجديد لتعقب معارضيه وتصفيتهم ،فتعرضت مئات االف األسر الكوالكية التي عارضت عملية تجميع
األرض للسجن أو النفي إلى سيبيريا.
وبالرغم من ان الدستور الجديد لسنة 1936م قد نص عل توسيع الحريات العامة وأقر مبدأ االقتراع العام ،فإن الحملة التطهيرية التي
شملت خصوم ستالين ومعارضيه {محاكمات موسكو }1936/1938أسفرت عن سجن االف المعارضين ونفيهم ،عالوة على إعدام
المئات من أطر الحزب واإلدارة والجيش.
تميزت التصاميم الخماسية التي انطلقت على عهد ستالين بشمولها كافة القطاعات االقتصادية واالجتماعية .ففي الميدان
الفالحي ،انصب اهتمام الدولة ،مند انطالق التصميم الخماسي االول ،على تجاوز العراقيل التي كانت تعوق الرفع من
اإلنتاجية والمتمثلة في تجزيئ الملكيات العقارية وتأخر التقنيات الفالحية .فعمدت السلطة السوفياتية إلى إجبار الفالحين
المتوسطين والصغار على تجميع أراضيهم في إطار تعاونيات كبرى تسمى الكولخوزات .وبموازاة ذلك تواصلت عملية
توسيع السوفخوزات ،مما مكن الدولة ،بالرغم من النتائج المتواضعة ،مراقبة فائض اإلنتاج الفالحي وتوجيهه لتطوير
الصناعة.
حقق االنتاج الصناعي نتائج أكثر إيجابية ,إذ أعطت التصاميم الخماسية األولوية للصناعة الثقيلة عل حساب الصناعات
االستهالكية لإلسراع بالرفع من الطاقة الصناعية للبالد واللحاق بالدول الصناعية الكبرى .وساعد على تحقيق نتائج
سياسة التصنيع مضاعفة خطوط السكك الحديدية واالتجاه إلى استغالل المواد االولية ومصادر الطاقة التي تزخر بها
مناطق االتحاد السوفياتي ،مما غير التوزيع الجغرافي للصناعة وأدى انتقالها التدريجي نحو شرق البالد .وأسفر هذا
المجهود الصناعي سنة 1939م عن احتالل االتحاد السوفياتي للمرتبة الثالثة عالميا في ميدان الصناعة الثقيلة.
على المستوى االجتماعي:
عرفت التشكيلة االجتماعية السوفياتية تحوالت جذرية .فبعد تالشي فئة الكوالك ،أصبح
الكولخوزيون والسوفخوزيون يشكلون الفئة السائدة في البوادي .وعرفت الساكنة الريفية تقلصا
ملحوظا بعد هجرة ما يزيد على 20مليون قروي إلى المدن لدعم المجهود الصناعي .مما أدى إلى
تسارع حركة التمدين وارتفاع نسبة سكان المدن من 18فالمئة سنة 1929م إلى 30فالمئة سنة
1939م .واختفت في المدن فئة المستفيدين من السياسة االقتصادية الجديدة ،وتعاظم حجم الطبقة
والدولة ومن التقنين ومسيري دواليب االقتصاد ،الدعامة الرئيسية لنظام الحكم الستاليني.
خالصة
تمخض عن الثورة الروسية ميالد أول دولة اشتراكية في العالم .استطاعت في ظرف عقدين من
الزمن أن تغير من تركيبة المجتمع الروسي وتتحول إلى قوة عظمى ،وذلك بفضل سياسة
التصاميم الخماسية واعتماد أسلوب اإلنتاج الموسع المرتكز على استغالل الثروات الضخمة
للبالد .إال أن طبيعة النظام السياسي وطريقة التسيير البيروقراطي لدواليب االقتصاد لعبت دورا
كبيرا في رسم حدود تطور هذا النظام.
العالم الرأسمالي في مواجهة االزمات
السياسية
اعتبر الحلفاء انتصارهم في الحرب العلمية األولى انتصارا لألنظمة الديمقراطية التي تجسدها
الواليات المتحدة وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا ،على األنظمة االستبدادية التي تمثلها إمبراطوريتي
النمسا-هنغاريا وألمانيا .وتعزز هذا االعتقاد على إثر تحول دول المانيا والنمسا وهنغاريا غداة
الحرب الى جمهوريات برلمانية ،وقيام الدول التي تكونت على أنقاضها (دول البلطيق) بمجاورة
أنظمة الحكم في الديمقراطيات العريقة وتبني دساتيرها .واتجهت بعض الديمقراطيات الى توسيع
مظاهر مشاركة مواطنيها في الحياة السياسية بتعميم االقتراع العام وتقليص سن التصويت من
30سنة الى 21سنة ،واالعتراف بحق المرأة في التصويت.
أصبحت الحكومات المتعاقبة عاجزة عن تنفيذ أي برنامج لحل المشاكل االقتصادية واالجتماعية
التي شهدتها فترة ما بين الحربين .ولم تكن أزمة المؤسسات التنفيذية في األنظمة البرلمانية سوى
مرآة عكست أزمة المؤسسة التشريعية وعجزها عن تشكيل أغلبية برلمانية متجانسة بفعل توزع
أصوات الناخبين بين عدة أحزاب سياسية متناحرة .مما كان يضطرها الى تكوين تحالفات
برلمانية مؤقتة ،غالبا ما أفضت إلى تشكيل حكومات ائتالفية ضعيفة وعاجزة عن الصمود
طويال أمام عنف االزمات االقتصادية واالجتماعية المتالحقة.
بروز العنف السياسي مع صعود األحزاب اليسارية الثورية واليمينية المتطرفة.
• افرزت التحوالت االقتصادية واالجتماعية وااليديولوجية لفترة ما بعد الحرب ،أحزابا ونقابات ثورية
وأخرى يمينية متطرفة عبرت جميعها عن عدائها للديموقراطية الليبرالية .وتبنت في برامجها وممارستها
أسلوب العنف السياسي للوصول الى السلطة ،فاتخذت بذلك الحياة السياسية في الديمقراطيات البرلمانية
صبغة الحرب األهلية.
• ساهم تدهور األوضاع االقتصادية واالجتماعية للطبقة العاملة في األقطار الرأسمالية ،م ما احدثه نجاح
الثورة البولشفية من صدى خارج روسيا ،ساهما في تعاظم نفوذ النقابات الماركسية واألحزاب الشيوعية
في تلك األقطار فتحولت النضاالت العمالية من المطالبة باإلصالحات إلى العمل على اإلطاحة باألنظمة
الرأسمالية .وكان لتأسيس األممية الشيوعية في مسكو سنة 1919دور بارز في انشقاق األحزاب
الشيوعية والنقابات الماركسية عن األحزاب االشتراكية اإلصالحية في اغلب األقطار الرأسمالية
وتصاعد المد الثوري فيها.
ففي المانيا قاد ادولف هتلر حركة اليمين المتطرف حيس أسس سنة 1920الحزب القومي
االشتراكي األلماني للعمل المختزل في مفردة النازي ،واستغل الحزب النازي عواقب التضخم
النقدي وظروف االزمة االقتصادية لتوسيع قاعدته السياسية بعناصر من الفئات الوسطى ومن
جماهير العاطلين والمهمشين .كما سخر شبح الخطر البولشفي لكسب تأييد البرجوازية الصناعية
والمالية .وفي جو تفاقمت فيه االزمة االقتصادية واالجتماعية والسياسية مع بداية الثالثينيات،
تمكن التحالف البرجوازي-النازي من اقناع رئيس الجمهورية هندنبورغ بتعيين هتلر مستشارا
للرايخ األلماني في اكتوبر .1930
بداية تقلص المجال الديموقراطي في أوربا لصالح األنظمة الديكتاتورية مع أوائل العشرينيات
• اختلفت الديكتاتوريات التي ظهرت في أقطار أوربا الشرقية والجنوبية عن األنظمة الفاشية في
انها كانت مجرد العودة الى األنظمة األوتوقراطية التقليدية مع بعض التحديثات المستعارة من
الفاشية .ويرجع ذلك الى حداثة عهد تلك األقطار بالنظام التمثيلي ،والى افتقارها لتقاليد
ديمقراطية تجعل مؤسساتها التمثيلية قادرة على الصمود في وجه االزمات المتالحقة .كما ان
دخولها المتأخر الى ميدان التصنيع وطغيان الفالحة على اقتصادها حال دون ظهور فئات
وسطى قادرة على فرض النهج الليبيرالي .وقد سهل ذلك على الفئات المحافظة من كبار
المالكين ورجال الكنيسة مهمة تصفية المؤسسات الديموقراطية الفتية وإقامة أنظمة
ديكتاتورية محافظة لحماية مصالحها وفرض االصالحات االجتماعية التي كانت تطالب بها
شعوب تلك األقطار.
وتميزت الديكتاتورية الفاشية في إيطاليا وألمانيا عن باقي الديكتاتوريات االوربية ،بظهورها في
مجتمع صناعي متقدم وبقيامها عل اساس التراضي بين الفئات االجتماعية المساندة لها وبالطبع
الكلياني لتدخل الدولة في الشؤون العامة والخاصة للمواطنين .كما تميزت بنمونها المذهبي وان
اختلفت الفاشية اإليطالية من الناحية المذهبية عن مثيلتها األلمانية .اذ أحاطت الفاشية اإليطالية
الدولة بهالة من التقديس وأكدت اسبقيتها لالمة ،بينما اعتبرت الفاشية األلمانية الدولة مجرد
ركيزة أساسية أليديولوجيتها العنصرية واداة لتوحيد المجموعة العرقية غير ان الدولة الفاشية لم
تصر مذهبا وإنجاز تاما اال في حالة المانيا الهتلرية.
خصائص النظام النازي:
• من الناحية السياسية :إقرار نظام ديكتاتوري يرتكز على الحزب الواحد والزعيم الواحد وال
يعترف بالحريات العامة وال بالنظام البرلماني واالنتخابات ويقمع المعارضة ،وعلى سياسة
عنصرية تقوم على تمجيد العنصر االري ،وكره لليهود ويؤمن بالنقاء العنصري.
• من الناحية االقتصادية واالجتماعية :تتحكم الدولة في الحياة االقتصادية وتعتمد على سياسة
التخطيط ،حيث تم إعطاء األولوية للصناعة التجهيزية والحربية .وبمأن البالد شملت نمو سكاني
هائال فقد اعتمدت المانيا سياسة المجال الحيوي.
في إيطاليا في فرنسا
الوضع السياسي -ظهور جماعات متطرفة استقطبت الغاضبين وضحايا األزمة " :جماعة -محدودية سلطات الملك.
-تعدد وتفكك األحزاب وضعف الحكومات. الصليب النازي " و "حركة فرنسا ".
-ظهور تكتالت حزبية للتصدي للخطر األلماني أو ظهور حزب فاشي " :الكتلة -وجود حزب اشتراكي قوي يمارس المعارضة دون القدرة على الوصول إلى
السلطة. الوطنية " " ،1919الحزب الشيوعي الفرنسي " المساند للثورة الروسية.
-تجمع أقلية ثورية في حزب شيوعي ضعيف.
-صراع دائم بين قوى المعارضة داخل البرلمان.
الوضع االقتصادي -نقص في المواد األولية ومصادر الطاقة. -خروج فرنسا من الحرب بخسائر مادية وبشرية فادحة.
-نقص حاد في المواد الغذائية. -ارتفاع قوي لسعر الفرنك نتيجة تخفيض قيمة الجنيه اإلسترليني والدوالر.
-ارتفاع األسعار. -تراجع مداخيل الصادرات بفعل ارتفاع قيمة الفرنك.
-تضرر السوق الداخلية بسبب عجز الصناعة عن سد الحاجات الداخلية وغزو
السلع األجنبية رخيصة الثمن.
الوضع االجتماعي -خيبة آمال اإليطاليين من نتائج الحرب التي لم تحقق طموحاتهم. -تغيير البنية العمرية والجنسية للسكان نتيجة الحرب.
-تدهور أوضاع الفالحين وفشل الوعود باإلصالح الزراعي. -انخفاض كبير في نسبة المواليد وارتفاع نسبة الشيوخ والنساء.
-تزايد أعداد العمال واستياؤهم من الوضع وفقدانهم الثقة في الخطابات -تضرر كافة الفئات من نتائج الحرب.
اإلصالحية. -تفاقم أوضاع سكان البوادي بفعل التهميش.
-تعدد الحركات العمالية المتأثرة بالفكر االشتراكي. -انتشار وتفاقم البطالة بفعل استفحال األزمة االقتصادية.
-تزايد المظاهرات واإلضرابات العمالية. -تزايد الخوف والقلق من المستقبل.
-اندالع أعمال العنف واحتالل العمال للمصانع.
-ظهور الفاشية كحركة معادية للشيوعية واالشتراكية ،تؤمن بالقومية والحرب أشكال مواجهة األوضاع -ظهور أحزاب يسارية تتبنى برامج اشتراكية لصالح الطبقة العاملة.
-تكتل األحزاب اليسارية" :الحزب الشيوعي" و"الحزب االشتراكي" و"الحزب كأداة لتقوية الشعب اإليطالي.
-وصول الفاشية إلى السلطة بزعامة موسوليني. الراديكالي" في إطار " الجبهة الشعبية "
-وصول الجبهة الشعبية إلى السلطة للوقوف في وجه الفاشية والنازية ونهج -نهج سياسة ديكتاتورية قائمة على قمع الحريات وتصفية المعارضة وإلزام
كافة فئات المجتمع باالنخراط في الفاشية. سياسة على غرار النموذج السوقياتي