اسم األستاذ :نجالء محمد عبد الجواد الفرقة :الرابعة القسم العلمى :تاريخ – شعبة عامة الواليات المتحدة و القضايا العربية استغلت الواليات المتحدة األمريكية الظروف االقتصادية الصعبة التي كانت تمر بها السودان للتدخل في شئونها الداخلية فأتفقت الحكومة األمريكية مع الحكومة البريطانية علي عدم استيراد القطن من السودان للضغط عليها و لذلك اعلن رئيس الوزراء السودان حاجة السودان لألموال للنهوض بالتنمية في السودان .فأستغلت الواليات المتحدة هذه الفرصة و قدمت في أكتوبر 1957م بعثة بقيادة بوب كتشن Bob Kitchenيضم العديد من الخبراء في مجاالت الزراعة و التجارة و المواصالت و بعد كتابة التقرير قدمت السفارة األمريكية بالخرطوم في بداية عام 1958م مشروع المعونة األمريكية . و قد تضمن هذا المشروع عدة نقاط أهمها تقديم المعونة المالية للسودان حسب قوانين الحكومة األمريكية .و قد قدم المشروع للبرلمان السوداني و قد وافق عليه و أعلن وزير الخارجية السوداني " محمد محجوب " قبول المعونة و لكن في 14/5/1958م و أثناء انعقاد الهيئة البرلمانية رفض أعضاء حزب الشعب الديموقراطي موافقة الحكومة علي المعونة األمريكية .مما أدي إلي أعادة تصويت في البرلمان علي مشروع المعونة و قدم طلب آخري في المجلس البرلماني في يونية 1958م لمناقشة المشروع علي البرلمان و قد وافقت الحكومة السودانية و بررت موقفها بالمشاكل اإلقتصادية التي تتعرض لها السودان و عرضت الحكومة ميزانية المشروعات اإلنشاء و التعمير التي حددت ميزانيتها ب مائة مليون جنية كحد أدني تقريبًا . و أثناء عرض المشروع للمرة الثانية في البرلمان السوداني كانت الواليات المتحدة تسعي للحصول علي الموافقة حتي يسهل عليها السيطرة علي منطقة الشرق األوسط .و قد تبع قبول المعونة ردود أفعال من قبل حزب الوطني التحادي و حزب الشعب و اتحاد نقابات العمال و اتحاد المزارعين و بعض النواب المنشقين عن حزب األمة و هؤالء كونوا جبهة وطنية مضادة و برروا موقفهم بأن قبول المعونة تؤدي إلي تبعية السودان للغرب .و لم يتمكن رئيس الوزراء " عبد هللا خليل " من اقناع المعارضين بالكف عن المظاهرات و تهيج الرأي العام السوداني علي الحكومة .و لذلك في نوفمبر 1958م قرر عبد هللا خليل التصال بالعسكرين بقيادة الفريق " إبراهيم عبود " و تنازل عن السلطة لإلدراكة بعدم السيطرة علي المظاهرات و تهدأة الرأي العام . و قد نجح الفريق إبراهيم عبود و اقنع المتظاهرين بأهمية المعونة للنهوض بالسودان و عرض عليهم الموقف المالي الضعيف في السودان و في 30/11/1958م وافقت الحكومة السودانية و قبول مشروع المعونة األمريكية . خالصة القول ان المعونة اإلمريكية لم يكن هدفها اقتصادي فقط بل كان لها أهداف عسكرية و سياسية في السودان و تطورت هذه العالقات فترة إبراهيم عبود . مشكلة مثلث حاليب 1958م تقع حاليب شمال خط عرض 22درجة علي خط عرض 22,14شماًال و خط طول 36,38شرقًا كانت حاليب قبل اإلستقالل جذء من مصر حتي اتفاقية الحكم الثنائي للسودان بين مصر و بريطانيا عام 1899م .و بعدها اطلق لفظ السودان علي بعد خط 22عرض و ظل الخالف علي الحدودبين االتفاقية و اعالن استقالل السودان في عام 1956م و قد انشغلت مصر بالعدوان الثالثي علي مصر .و بدأت االزمة عندما راسلت مصر الحكومة السودانية بعدم ضم حاليب إلي الدوائر االنتخابية للسودان .و لكن الحكومة السودانية رفضت . بمحاولة الواليات المتحدة وضع قاعدة أمريكية جنوب مصر و كانت هذه األطماع سبب في حسم الرئيس جمال عبد الناصر القضية و خاصة عندما أعلنت حكومة عبدهللا خليل السودانية قبولها للمعونة األمريكية و علي أثر ذلك تأزم الموقف الدولي و العسكري بين مصر و السودان .في فبراير 1958م . و قد استغلت الواليات المتحدة األمريكية و تعاونت مع حزب األمة السوداني للقضاء علي الوجود المصري في السودان و في عام 1958م حدثت ازمة اعالمية كبيرة بين البلدين . و حاولت الحكومة المصرية مساعدة احزاب المعارضة السودانية ضد حزب األمة الموالي للغرب و في نفس الوقت قامت الواليات المتحدة في مساعدة حزب األ؟مة السوداني .و حاول عبد هللا خليل تأخيل عرض مشروع المعونة األمريكية علي البرلمان بسبب المظاهراتالمعارضة ضده .و منذ 19/8/1958م قدم األتحاد السوفيتي معونة مساعدة للسودان و لكن حكومة عبد هللا خليل رفضت للضغط علي مصر .و في مايو 1958 .م وافقت الحكومة السودانية بقبول مشروع المعونة األمريكية في 14/7/1958م حدثت ثورة في العراق و اعتقدت الحكومة السودانية أن مصر بتدبير انقالب عسكري في السودان .و استغلت الواليات األمريكية هذه الظنون لتصعيد األزمة بين الدولتين .و علي أثر ذلك فكر عبد هللا خليل بالتنازل علي السلطة .للعسكريين بقيادة إبراهيم عبود . الواليات المتحدة و العالم األشتراكي أسفرت الحرب العالمية الثانية عن وجود معسكرين مختلفين في االيدلوجية ،األولي المعسكر الشرقي و الذي يقوده األتحاد السوفيتي و الثاني المعسكر الغربي و يقوده الواليات المتحده األمريكية و قد نظرت الواليات المتحدة إلي األتحاد السوفيتي بأنه دكتاتوري مستبد يسعي للسيطرة علي العالم فكريًا و عسكريًا و داره بين المعسكرين حرب سميت بالحرب الباردة .و حاول كل معسكر تشكيل منظمات دفاعية حول كًال منهما للمحافظة علي كيانه و لذلك فكرت الواليات المتحدة األمريكية السيطرة علي الشرق األوسط عن طريق مشاريع دفاعية في منطقة الشرق األوسط .و كان أبرزها مشروع قيادة الشرق األوسط في عام 1951م و مشروع الحزام الشمالي في عام 1953م و لكن هذه المشاريع بأت بالفشل بسبب عدم قبولها الحكومة المصرية و لذلك فكرت الواليات المتحدة األمريكية في جذب السودان لهذه المشاريع لتوريط الحكومة المصرية . حلف بغداد 1955م في الوقت التي كانت فيه الحكومة المصرية رافضة فكر األحالف و عدم التورط في األنضمام إلي أي حلف .تبنت العراق فكرة أنضمامها إلي األحالف .و في أكتوبر1954م زار رئيس الوزراء العراق ي" نوري السعيد " تركيا و أجري مباحثاته مع " عدنان مندريس " و اتفق الطرفين أن الحل هو عقد حلف مع تركيا و باكستان و إيران و محاولة اقناع الحكومة المصرية األنضمام إلي الحلف .ثم توجه نوري السعيد إلي بغداد في يناير عام 1955م .ثم أعلن في 1/1955 /12كًال من تركيا و العراق توقيع معاهدة .للدفاع المشترك و هذه المعاهدة تهدد كيان جامعة الدول العربية .و لكن العراق قررت دخول الحلف مع تركيا و عرف الحلف بأسم حلف بغداد .و قد تم عقد ميثاق ثالثي ضد هذا التحالف سمية بالميثاق الثالثي بين مصر و السعودية و سوريا في مارس 1955م .و قد قامت بريطانيا لربط السودان بمشاريع الدفاع الغربية حتي يستقل السودان و يتخلص من سيطرة مصر .و لكن نتيجة لرفض عبد الناصر األنضمام لحلف بغداد سعت الواليات المتحدة لجزب أحزاب السودان .لها و مساعدتها لكي تقف ضد الحكومة المصرية