Professional Documents
Culture Documents
3-ضوابط نشر الخبر
3-ضوابط نشر الخبر
مقدمة
• ثمة سؤال يطرح نفسه وهو :هل مجرد الحصول على خبٍر تتوفر فيه
عناصر تؤهله ألن يكون خبرًا كافيًا لنشرِه في صحيفٍة أو بثِه في إذاعة
تخاطب الناس ؟ و اإلجابة بالطبع :ال..ألنه البد أن تكون هنالك ضوابط
أخالقية تحكم عملية النشر أو البث عبر األثير بهدف الحفاظ على هوية
المجتمع وكيانه و قيمه الدينية و عاداته و تقاليده األصيلة الراسخة
وتكوين رأي عام صائب و مستنير في الوقت نفسه ،وتطبيق هذه
الضوابط مسئولية المحرر أوًال ثم قيادات التحرير في الصحيفة أو
اإلذاعة الذين يطلق عليهم "حراس البوابة".
التيقن من صدق األخبار .1
• ويتحقق صدق األخبار و المعلومات عن طريق التدقيق في
إختيار المصادر التي يتعامل بها المندوب أو المحرر و
معرفته الجيدة بسلوك هذه المصادر و مدى إلتزامها بالقيم
األخالقية واضعًا نصب عينيه قول هللا سبحانه وتعالىَ{:يا
أٌّيها الّذ يَن ءآمُنوا إْن َج اَء ُك م فاِس ٌق بنبٍأ فتبينوا أن ُتِص يُبوا
قومًا ِبجهالٍة فتصبحوْا على ما فعلتم نادمين}
اإللتزام بالصدق في نقل األخبار .2
• إذا كان من الضروري أن يدقق المندوب في الحصول على
األخبار و يتيقن من صحتها فهذا وحده ليس كافيًا إذا لم
يلتزم هو نفسه بالصدق في نقل الخبر كما حصل عليه أو
شاهده إلى الصحيفة أو اإلذاعة التي يعمل بها.
قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا و كونوا مع
الصادقين}
األمانة .3
• األمانة قرينة الصدق فال أمانة لمن ال صدق له وال صدق
لمن ال أمانة له وكالهما من أبرز أمارات اإليمان ودالئله
وكل إلتزام بين العبد و ربه أو بينه و بين الناس يعتبر
أمانة يجب أداؤها ألنها من شعب اإليمان ،وتحدد األمانة
من خالل ثالثة معايير :
)1عفة الصحفي عما ليس له به حق .
)2تأدية ما يجب عليه من حق لغيره.
)3اهتمامه بحفظ ما استؤمن عليه من حقوق غيره و عدم التفريط فيها ؛
كما يجب عليه أن يحفظ سر من أستأمنه على سره فال يفشيه إذا كان
السر يضر بالمصلحة العامة أو فيه إعتداء على نفٍس أو عرٍض أو مال
بغير حق ،فاإلتزام بما يؤتمن عليه من أسرار ضرورية دينية وأمر إلهي
مصدق به لقوله تعالى {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئوًال}.
الموضوعية .4
• يقصد بها الدقة و التمييز بين الخبر و الرأي وتقديم كافة
الحقائق التي تمثل جميع األطراف المشتركة في الخبر أو هي
إعطاء فرص متساوية لجميع األطراف المعنية في الخبر وتعرف
أيضا بانها مجرد العرض الموضوعي للحقائق و االحداث بغرض
تقديم كافة المعلومات الضرورية التي تساعد الفرد على أن يكون
لنفسه رأيًا وأن يحدد موقفًا تجاه القضايا المختلفة.
حجب األخبار و المعلومات التي تشيع الفاحشة .5
• حذر القرآن الكريم من نشر األخبار و المعلومات التي من شأنها إشاعة الفاحشة
في المجتمع فقال تعالى{:إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم
عذاب أليم في الدنيا و األخرة وهللا يعلم و أنتم ال تعلمون} ، .وقد يكون من المفيد
أحيانًا على سبيل المثال أن تنشر الصحافة أخبار الجنس ،ولكن شريطة أن
تكون بأسلوب جاٍد يشرح الجريمة وأسباب وقوعها ومسبباتها بجانب إبراز
دوافع الشر وراء هذه الجريمة بأسلوب بعيد عن التفاصيل واستخدام األلفاظ
التي تجرح الذوق العام وتتنافى مع األخالق و القيم مترسمة في ذلك معالم
القرآن الكريم الذي يعرض قصص الفاحشة بطريقة تخلو من إثارة تلذذ القارئ
بمشاعر الجنس المنحرفة.
إحترام حقوق الجمهور .6
• تنشر الصحف واالذاعات كثيرا من أخبار الجرائم متضمنة
أسماء مرتكبيها و عناوينهم وصورهم أحيانًا بجانب
إعتمادها على أسلوب التهويل و المبالغة في عرض
الجريمة مما يترك أثرا سيئًا على الرأي العام ويمثل إنتهاكًا
صارخًا لحقوق الناس ،و الواقع أنه ليس هناك ما يمنع من
نشر أخبار الجريمة ولكن ....
• ولكن أخبار الجريمة يجب أن تراعي حقوق الناس وال تنشر أسماء
و عناوين المتهمين في الجرائم التي لم يفصل فيها القضاُء بعد،
وذلك من منطلق القاعدة القانونية "المتهم برئ حتى تثبت إدانته"
فاألسماء ال قيمة لها ما دام المقصود من النشر نقل موضوع
الجريمة و تصوير األخطاء التي تقع بهدف عالجها من جانب و
إحاطة الناس بما يدور في المحتمع من جانب آخر.
إحترام مبدأ الخصوصية .7
• تكفل القوانين المختلفة حماية الحياة الخاصة وال يوجد مبرر
إلنتهاك حرمة هذه الحياة سوى أن تكون هنالك آثار سلبية
جمة على الحياة العامة أي إذا تحولت الحياة الخاصة إلى
إلحاق الضرر بالشأن العام.