Download as pptx, pdf, or txt
Download as pptx, pdf, or txt
You are on page 1of 14

‫القراءة البارتية للصورة‬

‫من إنجاز‪:‬‬ ‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬


‫إحسان العروي‬
‫أحمد الجرطي‬
‫نزهة إسكاضي‬
‫أيوب عاطر‬
‫محاور العرض‬
‫منطلقات نظرية‬
‫التعريف بروالن بارت والمرحلة التي ينتمي إليها‬

‫جهود روالن بارت السيميولوجية في تحليل الصورة البصرية‬

‫الصورة الإشهار ية‬

‫الصورة الفوتوغرافية‬

‫القراءة التطبيقية للصورة‬


‫الصورة اإلشهارية‬

‫الصورة الفوتوغرافية‬
‫‪‬منطلقات نظرية‬
‫‪ .1‬التعريف بروالن بارت والمرحلة التي ينتمي إليها‬

‫يحتل الناقد الفرنسي روالن بارت مكانة هامة في تاريخ الدراسات النقدية‪ ،‬ويدرك المعنيون في هذا المجال أهميته‬
‫كواحد من أبرز النقاد والمنظرين االجتماعيين في القرن العشرين‪ ،‬ولد بارت في نوفمبر ‪1915‬م‪ ،‬وتوفي في مارس ‪1980‬‬
‫اتسعت أعماله لتشمل حقول فكرية عديدة‪ ،‬إذ يعتبر أبرز من أثر في تطور مدارس عدة كالبنيوية‪ ،‬والماركسية والوجودية‬
‫باإلضافة إلى تأثيره في تطور علم الداللة‪ ،‬ومن أعمال بارت المترجمة إلى العربية‪:‬‬
‫‪ ‬عناصر السيميولوجيا‬
‫‪ ‬الدرجة الصفر في الكتابة‬
‫‪ ‬لذة النص‬
‫‪ ‬المعنى الثالث‬
‫وينتمي بارت إلى المرحلة التصنيفية وهي تلك المرحلة البنيوية التي كانت ُتْع َنى بتصنيف الصور المرئية‪ ،‬والبحث عن دالالتها‬
‫وفق رؤية لسانية وسيمائية‪ ،‬وقد تشكلت هذه المرحلة ما بين السنوات الستين والسبعين من القرن الماضي مع كل‬
‫من؛ روالن بارت‪ /‬كريستيان ميتنز ‪ /‬أمبيرطوا ايكو ‪ /‬غاروني وغيرهم‪.‬‬
‫ويعد روالن بارت خير من يمثل اتجاه الصورة‪ ،‬ألن البحث السيميولوجي لديه هو دراسة األنظمة الدالة‪ ،‬فجميع األنساق‬
‫والوقائع دات طابع دال‪ ،‬ومن هنا انتقد بارت في كتابه " عناصر السيميولوجيا " أطروحة دوسوسير التي تدعو إلى إدماج‬
‫اللسانيات في قلب السيميولوجيا مبينا أن اللسانيات ليست فرعا‪ ،‬بل السيميولوجيا هي التي تشكل فرعا من اللسانيات‪.‬‬
‫أما عناصر سيمياء الداللة لدى بارت فقد حصرها في كتابه " عناصر السيميولوجيا " في الثنائيات البنيوية التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬الدال ‪ /‬المدلول‬

‫‪ ‬التعيين ‪ /‬التضمين‬

‫‪ ‬اللسان ‪ /‬الكالم‬

‫‪ ‬المحور االستبدالي ‪ /‬المحور التركيبي‬

‫‪ ‬اإليحاء ‪ /‬التقرير‬

‫وقد حاول بارت بواسطة هذه الثنائيات أن يقارب الظواهر السيميولوجية ‪ :‬كأنظمة الموضة‪ ،‬األساطير‪ ،‬الطبخ‬
‫األزياء‪ ،‬الصور‪ ،‬اإلشهار‪...‬‬
‫‪ .2‬جهود روالن بارت السيميولوجية في تحليل الصورة البصرية‬
‫حاول بارت مند بدايته األولى كيفية فهم الصورة واستنطاق الداللة منها‪ ،‬حيث أوالها اهتماما بالغا مند اهتمامه األول‬
‫بالصورة وقراءته للمعنى بدا سيسيولوجيًا متأثرا ببريخت وماركس ‪ ،‬حيث اعتبر الصورة شكال من أشكال التعبير للطبقة‬
‫البورجوازية‪ ،‬فكان انتقاله إلى السيميولوجيا أمرا حتميا حتى يستطيع تفكيك الصورة واكتشاف الخلفيات مستفيدا من علم‬
‫الذي اعتبره جزءا من اللسانيات‪ ،‬ومعتبرا جوهر الدراسة من السيميولوجية للصورة أو غيرها من النظم االتصالية هو‬
‫الكشف عن اإليحاءات والمعاني المتخفية ورائها أي رسالة حقيقية تريد إيصالها‪.‬‬
‫وقد حاول بارت مقاربة الصورة البصرية بمختلف أشكالها‪ ،‬وسنقتصر في عرضنا هذا على نوعين من الصور هي الصورة‬
‫اإلشهارية و الفوتوغرافية‪.‬‬

‫‪ .1‬الصورة الإشهار ية‬


‫نعني بالصورة اإلشهارية تلك الصورة اإلعالمية واإلخبارية التي ُتْسَتْع َم ُل إلثارة المتلقي ذهنيا ووجدانيا‪ ،‬والتأثير فيه‬
‫حسيا وحركيا ودغدغة عواطفه قصد اقتناء بضاعة أو منتج تجاري ما ويعني هذا أن اإلشهار بمثابة بث وإعالن و‬
‫وإخبار وتبليغ بمنتج أو خدمة ما بغية إيصالها إلى المتلقي‪ ،‬وكل إشهار حسب روالن بارت رسالة" يتضمن بالفعل‬
‫رسالة‪ ،‬ومصدر بث هو الشركة ومتلقيا هو الجمهور‪ ،‬وقناة إبالغ‪ ،‬وهي ما يسمى تحديدا ركن اإلشهار"‬
‫ومن هنا فاإلشهار سلوك اجتماعي واقتصادي واعالمي‪ ،‬يراد منه توصيل رسالة استهالكية معينة‪ ،‬ويستعين‬
‫بكل الوسائل المستخدمة في الفنون التعبيرية األخرى( كالسينما‪ ،‬المسرح‪ ،‬التشكيل‪ ،‬التصوير‪)..‬‬
‫وبالتالي يترك اإلشهار أثرا حاسما اجتماعيا ونفسيا‪ ،‬ويطرح عددا كبيرا من العالقات العاطفية والثقافية وغيرها‪..‬‬
‫‪ .2‬الصورة الفوتوغرافية‬
‫تعد الصورة من الفنون البصرية فهي لغة جديدة استحوذت على طاقة البصر‪ ،‬فاعتقلت عقله ومخيلته وتطور‬
‫األمر في تفاعل ال مرئي في الصورة وال في وعي اإلنسان‪ ،‬فغيرت حياة العالم فأزالت القيود وكشفت الحقائق‪ ،‬وكما‬
‫هو معروف في األسئلة هي جوهر المعرفة‪ ،‬فالصورة هي ملتقى الفنون ‪ ،‬وهي العتبة التي يقف عليها المتلقي‪.‬‬
‫وقد جاء خطاب الصورة ليتحدى تلك المعوقات التي كانت تضعها الكلمة والتي تقتضي ضرورة استعمالها من‬
‫أجل تحقيق التواصل بين جميع الفئات اإلنسانية‪ ،‬فخطاب الصورة أبلغ في تحقيق التواصل‪ ،‬فالصورة هي الكل‬
‫المركب الذي يشمل الجانب الحسي والعقلي والمعرفي واإلبداعي‪.‬‬

‫ويعرفها الناقد العربي " عبد هللا الغذامي" في كتابه ‪-‬الثقافة التلفزيونية وسقوط النخبة وبروز الشعبي‪-‬‬
‫" الصورة ثقافة وفكر وإنتاج اقتصادي وتكنولوجي وليست مجرد متعة أو محاكاة فنية وهي لغة عصرية‬
‫يشترط فيها تطابق القول مع الفعل‪ ،‬وتمثل الحقيقة التكنولوجية فهي عالمة تكنولوجية‪ ،‬ومؤشر انتاجي‬
‫ومنطق مستقبلي " يقول روالن بارت " مصرحا " أَّن ما يميز الصورة هو الَّص ْنَع ة المتقنة ولذلك فهي تقدم واقعا‬
‫كامال مركزا ومتقننا‪ ،‬وتقدمه بشكل موضوعي محايد وأكثر واقعية من الواقع الحقيقي‪ ،‬وتعني الموضوعية‬
‫والحياد عدم اعتماد الصورة على رموز وشفرات تحتاج إلى فك مثلما نجذ في اللوحات الزيتية مثال"‪.‬‬

‫إن الصورة الفوتوغرافية هي كل تقليد تمثيلي مجسد أو تعبير بصري معاد‪ ،‬وهي معطى حسي للعضو‬
‫البصري أو إدراك مباشر للعالم الخارجي في مظهره المضيء‪..‬‬
‫‪ ‬القراءة التطبيقية للصورة‬
‫أوال‪ :‬الصورة اإلشهارية‬
‫قام روالن بارت بالتمييز بين مستويين في دراسة الصورة اإلشهارية هما‪ :‬المستوى التقريري و المستوى اإليحائي‬
‫هذان المستويان يبينان حدود تشكل الداللة داخل الصورة‪ ،‬حيث يكون المعنى في األولى واضحا للمشاهد‬
‫يستنبطه دون جهد أو عناء‪ ،‬أما في المستوى اإليحائي يكون غامضا مضمرا وراء الحدود المرئية للصورة فيكون‬
‫بذلك المشاهد على تعليلها ومعرفة جوهر داللتها‪.‬‬
‫وقد اعتبر روالن بارت‪ ،‬كل صورة إشهارية هي رسالة تتضمن بث هو الشركة التجارية التي ينتمي إليها المنتوج‬
‫المشهر أو الممتدح‪ ،‬ومتلقيا هو الجمهور وقناة إبالغ‪ :‬هي ما يسمى تحديدا ركن اإلشهار‬
‫معلوم أن كل رسالة هي اجتماع صعيد العبارة أو الدال‪ ،‬وصعيد المحتوى أو المدلول‪ ،‬يقول بارت في كتابه‬
‫المغامرة السيميولوجية " إننا لو تفحصنا جملة إشهارية ينطبق التحليل نفسه على نصوص شديدة الطول"‬
‫فسيتبين لنا على الفور إحتواء هذه الجملة في الواقع لرسالتين‪ :‬األولى تقريرية مباشرة مكونة من اجتماع دوال‬
‫أما الثانية إيحائية شاملة‪ ،‬تكتسب هذه الشمولية من غرابة مدلولها‪.‬‬
‫فالرسالة األولى مكونة من اجتماع دوال‪ ،‬تغدو مجرد دال للرسالة الثانية وفق عملية تقليص‪ ،‬أما الرسالة الثانية‬
‫تتكون من مدلول واحد هو كنه الرسالة‪ ،‬يستنفد تماما مقصد اإلبالغ حيث يتم بلوغ الغاية اإلشهارية بمجرد‬
‫إدراك المدلول الثاني‪ ،‬وهذا المدلول هو " جودة المنتوج" وقبل الوصول إلى هذه الجودة البد من‪:‬‬
‫"سمات أسلوبية بالغية" فينتج عن ذلك أن الرسالة األولى بكاملها تكون دال للرسالة الثانية‬
‫لذلك يقال "الرسالة الثانية توحي باألولى" ‪ ،‬ونحن نعلم مدى أهمية اإليحائية أو التقليص لدى المتلقي المتمثل‬
‫أساسا في الجانب اللغوي‪ ،‬فالرسالة اإلشهارية الجيدة هي التي " توجز في ذاتها ‪ ،‬بالغة فنية جيدة جدا"‬
‫وتتطرق بدقة للموضوعات‪.‬‬
‫ويمكن توضيح ذلك في الخطاطة التالية‪:‬‬
‫الصورة اإلشهارية‪ :‬بارت "كل صورة اشهارية هي رسالة تتضمن‬

‫قناة إبالغ‬ ‫المتلقي‬ ‫الرسالة اإلشهارية‬ ‫المرسل أو المصدر‬

‫ركن اإلشهار‬ ‫الجمهور‬ ‫الشركة التجارية‬

‫الشركة التي ينتمي إليها‬


‫المنتوج المستشهر و الممتدح‬

‫الرسالة(‪)2‬‬ ‫الرسالة(‪)1‬‬
‫إيحائية شاملة تكتسب هذه الشمولية من غرابة‬ ‫تقريرية مباشرة مكونة‬
‫مدلولها وتتكون من مدلول واحد هو كنه الرسالة‬ ‫من اجتماع دوال‬
‫يستنفد تماما مقصد اإلبالغ‬ ‫(دال للرسالة الثانية)‬

‫بلوغ الغاية اإلشهارية‪ ،‬بمجرد إدراك المدلول الثاني وهذا‬


‫المدلول هو‪ :‬جودة اإلنتاج وقبل الوصول لهذه الجودة‬
‫البد من" سمات أسلوبية بالغية‬
‫(استعارات‪/‬تقطيعات ُج َم لية‪/‬تناسب الكلمات)‬
‫ثم الوصول إلى إشهار إيحائي مقفى موزون‬
‫نموذج(‪)1‬‬
‫نموذج(‪)2‬‬
‫ثانيا‪ :‬أليات اشتغال الصورة الفوتوغرافية ( الستوديوم‪/‬البونتكوم)‬
‫ذهب بارت إلى توظيف(السيميولوجيا)‪ ،‬بكل أدواتها ومنهجياتها في قراءة العناصر البصرية للصورة‬

‫الفوتوغرافية‪ ،‬بما تحمله من رموز ودالالت أنطولوجية وجودية‪ ،‬وتأسيس شكل من أشكال القراءة البصرية‬

‫لما هو أبعد مما نراه في الصورة الفوتوغرافية في تمظهراتها المباشرة‪ ،‬وقد حدد بارت عدة مفاهيم في‬

‫الصورة التي تخضع للقراءة ولكنه ميز بين مفهومين رئيسين فيها‪ ،‬األول هو (الستوديوم) الذي يعني بالالتينية‬

‫من خالل االستدالل التأويلي‬


‫حرفيا" البحث" أو " الدراسة"‪ ،‬ولكنه قصد به " التطبيق" وهو بحسب بارت ما ُي َّم ُن‬
‫ِك‬
‫قراءة ثقافة ولغة الصورة‪ ،‬أما المفهوم الثاني فهو "الـبونتكوم" والمراد به «نقطة الجذب» وهي كلمة التينية‬

‫تعني حرفيا «نقطة حادة»‪ ،‬ولكن بارت استخدمها للقيمة اللغوية الحرفية للكلمة‪ ،‬أي النقطة المدببة التي‬

‫تجرح؛ إذ وصف تأثير المفهوم الثاني عليه بالـ»وخز»‪ ،‬ومن خالل هذين المفهومين تمكن بارت من أن يقدم‬

‫للمتلقي مفاتيح جديدة إلعادة النظر في طريقة استعراض الصور والنظر بعمق أكثر لمحتواها الكامن‪.‬‬

‫انشغل بارت فلسفيا وحسيا بقراءة ما هو غير مرئي في الصورة الفوتوغرافية‪ ،‬وراحت الوجودية لديه تتجلى‬

‫بما يمكن للصورة أن تثير في داخله من تداعيات وجودية تاريخية ذاتية تارة‪ ،‬وعامة تارة أخرى‪.‬‬

‫كانت صورة واحدة‪ ،‬بدالالتها السيميولوجية والوجودية كفيلة بتحريض قريحة بارت على إنجاز كتابه القصير‬

‫حول التصوير الفوتوغرافي ودالالته‪ ،‬والمعنون بـ»الغرفة المضيئة» عام ‪.1980‬‬


‫كان لموت والدة بارت أثر كبير علیه‪ ،‬ومع ذلك حين قام بقراءة صورة أمه القديمة‪ ،‬لم تكن قراءة عاطفية بقدر ما كانت قراءة وجودية ذاتية‪ ،‬حيث‬

‫اتخذ بارت المالبس التي كانت ترتديها أمه في الصورة كإشارة وداللة على عدم وجوده في الحياة وقتئذ‪ ،‬وقد كانت الصورة ألمه في شبابها عام‬

‫‪ ،1913‬أي قبل أن يولد بعامي ن‪ .‬يقول بارت‪ :‬كنت قادرا على قراءة عدم وجودي من خالل رؤيتي لمالبس أمي التي كانت ترتديها في الوقت الذي‬

‫ال يمكنني تذكرها فيها‪ .‬ثمة دهشة عارمة أن ترى إنسانا مألوفا يرتدي مالبس مختلفة»‪.‬لم يكن بارت بحاجة لمعرفة تاريخ الصورة أو مناسبتها‪،‬‬

‫أو عمر أمه حين تم التقاط هذه الصورة لها‪ ،‬ولم يتطرق حتى لمناسبتها أو لمصورها‪ ،‬كل الذي جذبه‪ /‬وخزه ( نقطة الجذب) بصريا لقراءة‬

‫الصورة هي موضة المالبس بدالالتها وصوال لرؤية عمق ما هو أبعد من ظاهر الصورة؛ حيث كانت المالبس أكثر من كافية ليقرأ فيها حقيقة‬

‫«ال وجوده» في تلك اللحظة التاريخية التي التقطت فيها الصورة‪.‬‬

‫ويمكن أن نمثل لهذين المفهومين( الستوديوم والبونتكوم) بالنموذج التالي ‪:‬‬

You might also like