كلية الحقوق والعلوم السياسية فسم الحقوق دروس االعمال الموجهة في مقياس القانون الدستوري سنة اولى ل م د
من اعداد :االستاذة كياللي زهرة
مقدمة تكمن اهمية دراسة القانون الدستوري في المواضيع التي يتناولها هذا االخير من خالل دراسة نظرية الدولة من حيث اركانها وخصائصها و انواعها ،والسيما دستورها من حيث وضعه وتعديله والغاءه ،ايضا يهتم بتحديد اجهزتها وطرق ممارستها لسلطاتها الذي يحدد في االخير بطبيعة نظام حكمها بناء على ما سبق نقسم دراستنا الى ثالث فصول الفصل األول:نخصصه لنظرية الدولة الفصل الثاني :لنظرية الدساتير الفصل الثالث :لطرق ممارسة السلطة وانواع النظم السياسية الفصل األول :نظرية الدولة نخصص هذا الفصل للبحث في ماهية الدولة من خالل التعرض ألصل نشأتها وأركانها ثم خصائصها وأخيرا أنواعها.
المبحث األول :أصل نشأة الدولة
الدولة تعني في الالتينية االستقرار STATUSبينما اختلف الفقه في تحديد معناها االصطالحي من عدة نواحي باختالف االزمنة . فقد عرفها الفقيه Carre de Malbergمن خالل تحديد أركانها على أنها : (مجموعة من االفراد تستقر على اقليم معين تحت تنظيم خاص ،يعطي جماعة معينة فيه سلطة عليا تتمتع باالمر واالكراه) الفصل األول :نظرية الدولة ويعرفها سليمان محمد الطماوي على أنها :مجموع كبير من الناس يقطن على وجه االستقرار إقليما معينا ويتمتع بالشخصية المعنوية والنظام واالستقالل السياسي. لكن الدولة بالرغم من وضوح اركانها اال أنها من اعقد الظواهر االجتماعية اختلف الفقه التقليدي في تأصيل نشأتها وتزاحمت عدة نظريات في تحليل مفهومها واصل انقسام المجتمع إلى حكام و محكومين،فماهي هذه النظريات ؟ الفصل األول :نظرية الدولة المطلب األول :النظريات غير عقدية ترجع هذه النظريات نشأة الدولة الى غير االرادة الشعبية وتتضمن: أوال :النظريات الدينية ثانيا :القوة والغلبة ثالثا :نظرية التطور أوال :النظريات الدينية تتفق هذه النظريات على أن أصل وجود الدولة هو الهوتي يقوم على وجود إرادة االهية تعلو ارادة البشر ولها ثالث صور: -1الصورة األولى:نظرية تأليه الحاكم :بحيث يعتبر الحاكم اله يعبد ويطاع وال يجوز مخالفة إرادته وارتبطت هذه النظرية بالحضارات القديمة كالحضارة الفرعونية الفصل األول :نظرية الدولة حيث كان رع يعتبر نفسه االها معبودا ،وانتشرت نفس االفكار في الحضارة .اليونانية حيث اعتبر الملوك من اصل االهي -2الصورة الثانية :نظرية الحق االالهي المباشرأو المقدس:تعلقت هذه النظرية بالديانة المسيحية ،في القرنين 17و18م حيث اعتبر الحاكم أو الملك مختارا من االله ويستمد سلطته المطلقة منه وهو وزير عنه ،فالسلطة المدنية للحاكم اودعها اياه الرب اما السلطة الدينية فهي بيد البابا . -3الصورة الثالثة :نظرية الحق االالهي غير المباشر:العناية االالهية هي من وجهت االرادة البشرية الختيار ذلك الحاكم دون غيره ،وهو االخر ال يجوز مخالفة أوامره واال ارتكب معصية . الفصل األول :نظرية الدولة ثانيا :نظرية القوة والغلبة يرجع أصحاب هذه النظرية فكرة الدولة الى القوة على اعتبار أن هناك صراع قام واسفر عن استحواذ المنتصر سواء فرد أو جماعة على السلطة واخضاع المغلوبين لهذه السلطة ،وقد اختلف الفقه في تحليل مصدر هذه القوة هل هي بدنية أو اقتصادية أو انها فكرية:وتقسامها ثالث مفكرين: -1ابن خلدون :ويؤسس فكرته على الخروج من الشريعة االسالمية واالتجاه نحو الحكم االستبدادي. -2النظرية الماركسية:الذي يؤسس هذا الصراع على ظهور الملكية الخاصة وظهور طبقة مالكة مستغلة واخرى عبيد مما أدى الى عدم المساواة االقتصادية بين الطبقتين. -3نظرية التضامن االجتماعي:يرى Degueitان القوة التكمن في القوة المادية وانما أشمل من ذلك فهي تكمن في النفوذ األدبي والقوة االقتصادية والحنكة السياسية. لفصل األول :نظرية الدولة ثالثا :نظرية التطور تعتمد هذه النظرية في تأصيلها لفكرة الدولة على التطور دون أن تحصره في عامل واحد فقد يكون هذا العامل العامل االسري أو نتيجة التطور التاريخي نوضح ذلك في: -1نظرية التطور العائلي :أساس نشأة الدولة هو التطور الذي عرفته االسرة والسلطة األبوية ،بحيث كونت األسرة العشيرة ثم كون مجموع العشائر قبيلة وباستقرار هذه القبائل في منطقة واحدة نشأت المدن السياسية ،إما السلطة السياسية فهي امتداد للسلطة األبوية.وتؤيد هذه الفكرة كل االديان التي ترى ان االسرة تكونت بزواج آدم بحواء . الفصل األول :نظرية الدولة المطلب الثاني :النظريات العقدية تتفق هذه النظريات على أن أساس نشأة الدولة هو عقد أو اتفاق بين افراد المجتمع،أي اتفاق بين طائقة تملك السلطة وطائفة أخرى تخضع لها وذلك كحل للخروج من حالة الفوضى التي كان يعيشها المجتمع الفطري الى حالة النظام ،وأهم رواد هذه النظريات هم: أوال :نظرية العقد االجتماعي صاحبها الفيلسوف توماس هوبز الذي يرى حياة االنسان قبل العقد كانت تقودها الصراعات ورعاية المصالح الشخصية مما ادى الى سواد قانون الغاب وبغرض الخروج من هذه الفوضى كان البد من ابرام عقد لالتقال من حياة الفوضى اللى حياة االستقرار ،وبموجب هذا العقد تنازل االفراد عن جزء من حقوقهم وحرياتهم لصالح الملك الذي يملك سلطة االمر من أجل أن يحقق لهم األمن. الفصل األول :نظرية الدولة ثانيا :نظرية العقد السياسي يرى جون لوك ان االنسان كان يعيش في حياة الفطرة التي تسودها المساواة والعدل لكن اختالفه مع بني جنسه في تكييف قوانين الطبيعة جعلت منه ينتقد هذه الحياة وينتقل الى حياة المجتمع السياسي . ثالثا :نظرية العقد االجتماعي عند جون جاك روسو يؤصل الفيلسوف نشأة المجتمع السياسي في كتابه العقد االجتماعي الى عكس ما قاله سابقوه ان اإلنسان خير لكن الحياة االجتماعية هي من أفسدت سلوكه بسبب الملكية الخاصة وتطور المخترعات وتشابك مصالح االفراد كان سبب في اضطراب هذه العالقات وبالتالي التوجه نحو التعاقد من اجل حياة افضل يسودها لعدل والفضيلة ، الفصل األول :نظرية الدولة متنازلين عن حقوقهم الطبيعية الفردي مقابل التمتع بالحقوق المدنية في اطار الجماعة ،فالدولة أو الجماعة في نظره ملمة باحترام الحقوق والحريات األقدم منها والدولة ماوجدت اال لحمايتها.انتقدت هذه النظريات من زاوية ان هذا التعاقد محظ افتراض لم يحكي التاريخ عن ابرام هذا النوع من العقود. الفصل األول :نظرية الدولة المبحث الثاني :أركان الدولة يكاد الفقه يتفق حول تعريف الدولة من خالل اركانها على أنها جماعة من األفراد تقيم على رقعة جغرافية معينة بصفة دائمة ومستقرة تكون خاضعة لسلطة سياسية عليا ذات سيادة. وعليه نسنتج أن الدولة لها ثالث اركان متفق عليها وهي الشعب واالقليم والسلطة السياسية وركن رابع مختلف فيه هو االعتراف الدولي, المطلب األول :الشعب الشعب هو العنصر الجوهري لقيام اي مجتمع سياسي أو دولة ،فال يتصور قيامها بدونه مهما كان عدده . الفصل األول :نظرية الدولة اوال :مفهوم الشعب يقصد بالشعب مجموع االفراد الذين يعيشون ويقيمون على أرض الدولة ويحملون جنسيتها . ويعرف ايضا مجموع الوطنيون الذين يتمتعون بجنسية دولة واحدة وخضوعهم لسيادتها مقابل حمايتهم من اعتداءات الغير. وعلى ذلك فالجنسية هي رابطة سياسية وقانونية تفيد انتماء فرد لدولة ما ،على أن تحدد هذه االخيرة شروط اكتساب جنسيتها . ويفرق الفقه بين معنيين لمصطلح الشعب: -1التمييز بين الشعب االجتماعي والشعب السياسي الشعب بمفهومه االجتماعي هو مجموع االفراد الخاضعين لسلطة الدولة والمتمتعين بجنسيتها بغض النظر عن أصلهم وجنسهم وال قدرتهم العقلية على القيام بالتصرفات القانونية والسياسية. الفصل األول :نظرية الدولة أما المعنى السياسي للشعب فيصد به جموع المواطنين الذين يتمتعون بممارسة .الحقوق السياسية كحق االنتخاب وحق الترشح -2التمييز بين الشعب وبعض المصطلحات المشابهة :الشعب والسكان ،الشعب واألمة. الشعب والسكان :السكان كل االفراد الذين يقيمون فوق اقليم الدولة بما فيهم المواطنين واألجانب والمعيار المعتمد في هذه الحالة هو االقامة على اقليم الدولة أما الشعب فكا أشرنا سابقا هو مجموع االفراد الذين يرتبطون بالدولة عن طريق رابطة الجنسية. الفصل األول :نظرية الدولة ب-الشعب واألمة: االمة من منظور الفقه هي مجموعة من االفراد عاشوا زمنا فنشأت بينهم روابط وعالقات تميزهم عن غيرهم من الشعوب كوحدة االرض أة األصل أو اللغة أو الدين ممايولد لديهم الرغبة في العيش معا وفقا لتلك المقومات. وقد ظهرت عدة نظريات لتحديد مفهوم األمة: النظرية األلمانية :تعتبر هذه النظرية االمة هي ارتباط مجموعة االفراد في الجغرافيا واللغة والعرق أو الجنس ،وانقسمت الى اتجاهين ،اتجاه ساد فكره في القرن 18م يعتبر عامل اللغة هو االساس في تكوين االمة ،وعلى ذلك يكون مجموع من السكان يتكلمون نفس اللغة أمة واحدة ،أما االتجاه الثاني فيرى أن روح القومية مصدرها اتحاد العرق وهو المعيار المميز بين الشعب واالمة . الفصل األول :نظرية الدولة النظرية الفرنسية:يرى انصار هذه النظرية أن ما يميز ين األمة والشعب يس العرق وال اللغة وال دة الملوك وا الدين وال حتى المصالح االقتصادية وانما الماضي المشترك لمجموعة من االفراد والرغبة في العيش معا هما العامالن الذين يكونان االمة . النظرية الماركسية :أساس تكوينم االمة في هذه النظرية هو وحدة المصالح االقتصادية بحسب كارل ماكس وأن تطور كل مجتمع لم يكن سوى تاريخ للصراع القائم بين الطبقات. مما سبق يتضح التمييز بين مصطلح األمة والشعب فاالولى تربط بينهم عوامل مشتركة بينما قد ال يتحقق هذه االشتراك في مصطلح الشعب الذي ينصرف الى مجموع االفراد الذين يحملون جنسية الدولة ويخضعون لنفس السلطة السياسية . الفصل األول :نظرية الدولة المطلب الثاني :االقليم االقليم عنصر جوهري لقيام الدولة فال يتوقع وجودها من دون رقعة من األرض يستقر عليها افراد الشعب ليمارسو حياتهم السياسية واالقتصادية واالجتماعية...الخ. اوال :مفهوم االقليم يقصد به النطاق االرضي والمائي والجوي الذي تباشر فيه الدولة سلطتها وسيادتها دون منازعة من دول أخرى . الفصل األول :نظرية الدولة ثانيا :مشتمالت أو عناصر االقليم يتضمن ثاللثة عناصراالقليم البري أو اليابسة ،االقليم المائي ،واالقليم الجوي -1االقليم البري :يقصد به اليابسة أو االفليم االرضي الذي تمارس فسه الدولة سيادتها وهي محددة في حدوده ويتحدد االقليم األرضي بحدود طبيعية كالبحار والجبال ،أو حدود اصطناعية كاالسالك واألبراج او االسوار ،وقد ترسم هذه الحدود بخطوط وهمية . وقد تعتمد الدول المتجاورة ابرام االتفاقيات الدولية لتحديد الحدود وقد تتعمد مباتدئ القانون الدولي في ذلك. وال يشترط في االقليم أن يكون متصال فيمكن أن تفصل بين أجزاءه بحر أو نهر مثل اليابان التي هي عبارة عن مجموعة من الجزر كما اليشترط أن يكون او واسعا فيكفي أن يكون على مساحة معينة. الفصل األول :نظرية الدولة -2االقليم المائي :يقصد به الجزء من البحر المالسق لشواطئ الدولة،ويطلق عليه البحر االقليمي ،باالضافة الى ما يوجد داخل الدولة من مسطحات مائية ،أودية وأنهار وقد اختلف الفقه في تحديد مداه من 3اميال و 6والى 12 ميل. -3االقليم الجوي :هو جزء الهواء الذي يعلو االقليم البري واالقليم المائي ،وقد اختلف الفقه أيضا في تحديد سيادة على اقليمها الجوي بين سيادة مطلقة للدولة وبين الحرية ورأي ثالث توسطهما بضرورة احترام قواعد المرور البرئ الفصل األول :نظرية الدولة ثالثا:طبيعة حق الدولة على اقليمها تساءل الفقه حول طبيعة العالقة التي تربط الدولة باقليمها فانقسم الى ثالث اتجهات ،فهناك من اعتبر هذا الحق هو حق الملكية على اعتبار أن الملك يملك اقليم الدولة ،بيتما اعتبرها اتجاه ثان أن هذا هو حق مليكة ولكن ذو طبيعة خاصة يعلو الملكية الفردية واليتعارض معها ،يتنمااعتبرها اتجاه ثالث الى أنه حق عيني نظاميي يحدد مضمون هذا الحق0 الفصل األول :نظرية الدولة المطلب الثالث:السلطة السياسية ال يكفي لقيام الدولة من الناحية القانونية توفر الركنين السابقين فقط وانما يجب أن تكون هناك سلطة حكم ،وهي اهم عنصر في قيام الدولة ،مادفع الفقه الى تعريف الدولة بأنها هي تنظيم لسلطة القهر. والسلطة السياسية ضرورية أقرتها الحماية والمحافظة على الجماعة البشرية كما هي مايميز الدولة عن غيرها من الجماعات التي لم ترقى الى مستوى الدولة العشيرة والقبيبلة. أوال :تعريف السلطة السياسية:هي قوة ارادة تتجلى لدى الذين يتولون عملية حكم جماعة من البشر فتتيح لهم فرض أنفسهم بفضل التاثير المزدوج الفصل األول :نظرية الدولة -5هي سلطة مشروعة وشرعية يقصد بالمشروعية تطابق السلطة مع آمال المجتمع أما الشرعية فتطلق على السلطة التي تستند في أعمالها على الدستور. تعتبر االركان السابقة الذكر العناصر المتفق عليها بين الفقه الدستوري ويضيف البعض اآلخر من الفقه ركن آخر مختلف فيه وهو ركن االعنراف وذلك هل يكفي توافر العناصر الثاللث السابقة لقيام الدولة أم يشترط اعتراف الدول بها حتى تكون موجودة من الناحية القانونية والدولية ؟ اختلف الفقه الدستوري في االجابة عن هذا السؤال الى اتجاهين: -1االعتراف المنشىء :الذي يعتبره شرط لقيام الدولة وتمتعها بالشخصية الدولية بمعنى توفر األركان الثالث ال يكفي لوجود الدولة. الفصل األول :نظرية الدولة االعتراف المقرر :الذي يعتبر الدولة موجودة ضمن المجتمع الدولي متى 2- حازت على األركان الثالث والعتراف ليس ضروري اال من ناحية ربط العالقات الدبلوماسية مع هذه الدولة كما هو الحال بالنسبة لدولة فلسطين .واسرائيل الفصل األول :نظرية الدولة المبحث الثالث :خصائص للدولة للدولة عدة خصائص فهناك ما تنفرد بها وأخرى تشترك مع غيرها من التجمعات في هذه الخصائص. المطلب األول :الشخصية المعنوية أوال :تعريفها :يعرفها على انها مجموهة من االشخاص أو مجموعة من األموال تتكاتف وتتعاون أو ترصد لتحقيق غرض معين مشروع بموجب اكتساب الشخصية القانونية التي يقصد بها القدرة أو المكنة على اكتساب الحقوق والتحمل بااللتزامات وابرام التصرفات القانونية . ثانيا :نتائج اكتساب الدولة للشخصية المعنوية :ترتبط فكرة الشخصية القانونية بفكرة األهلية في تحمل الواجبات واكتساب الحقوق ومن اهم هذه النتائج مايلي: الفصل األول :نظرية الدولة -1انصراف التصرفات التي ييقوم بها الدولة اليها ال للحكام الذين يعبرون عن ارادتها. -2استمرار الدولة بغض النظر عن التحوالت السياسية وما ينتج عنها من تغير قي الحكام. 3بقاء االلتزامات على عاتق الدولة رغم تغير الحكام. -4شكل الدولة بمعنى وحدتها فالقرارات التي يتخذها ممثلوا ادولة تعتبر صادرة عن الدولة ككل وال تستطيع أي هيئة التحلل منها. -5امة المالية المستقلة للدولة عن الذمة المالية لممثليها. -6المساواة بين الدول فبمجرد توفر االركان الثالث للدولة تثبت الشخصية القانونية لها وتعتبر عضوا في المجتمع الدولي ومايميز بين الدول هو طاقتها االقتصادية السياسية او العسكرية. الفصل األول :نظرية الدولة المطلب الثاني :السيادة نتطرق الى تعريفها ثم مظاهرها واهم النظريا ت الفقهية التي قيلت فيها أوال :المقصود بالسيادة :يقصد بها مجموعة االختصاصات التي تنفرد بها السلطة السياسية في الدولة تجعل منها سلطة عليا آمرة بحيث تمكنها من فرض ارادتها على غيرها من االفراد والهيئات كما تجعلها غير خاضعة لغيرها في الداخل أو الخارج. ثانيا :مظاهر السيادة -1السيادة القانونية :ومعناها الشخص صاحب السيادة وهو الهيئة التي خولها الدستور سلطة ممارسة السيادة في الدولة . -2السيادة السياسية :هي مجموع القوى التي تساند القانون وتكفل تنفيذه واحترامه وهي ملك للشعب. -3السيلدة الفعلية:تتحقق هذه السيادة عندما تتحقق طاعة المواطنين ألوامرها سواء اكانت مستندة للقانون أو ال وقد تكون عسكرية او شعبية. الفصل األول :نظرية الدولة وقد تساءل لبفقه الدستوري في موضوع السيادة كخاصية مميزة للدولة عن من هو صاحب هذه السيادة؟حيث طرح عدة نظريات أهمها: ثانيا:النظريات التي قيلت في مصدر السيادة في الدولة :اهم هذه النظريات هي: -1نظرية سيادة الحاكم :فالى غاية القرن 18م كان الملك هو صاحب السيادة الذي يتسلمها من االله وهي مطلقة ثلي الفقه عن هذه النظرية بعد قيام الثورة الفرنسية -2نظرية سيادة األمة :باعتبار االمة شخصا معنويا متميزا عن االفراد المكونين لها ،وباعتبارها عير قادرة عن التعبير عن نفسها يعين نائب لها هو الحاكم الذي يعبر عن ارادتها. الفصل األول :نظرية الدولة -3نظرية سيادة الشعب :والتي تعبر السيادة ملك للشعب وحده باعتبارهم افراد ولدوا احرارا ومتساوون وهي تقسم بينهم بشكل متساوي وقد اخذت غالبية دساتير العالم بهذه النظرية على غرار الدستور الجزائري. المطلب الثالث :خضوغ الدولة للقانون لكي نسمي دولة ما بالدولة القانونية يجب خضوع جميع انشطة الدولة للقنون سواء التشريع أو التنفيذ أو القضاء لكن ماه اساس خضوع الدولة للقانون؟ لالجابة عن هذا السؤال طرح الفقه عدة نظريات . أوال :النظريات المفسرة لخضوع الدولة للقانون :طرح الفقه عدة نظريات أهمها: الفصل األول :نظرية الدولة -1نظرية القانون الطبيعي أو العدالة :صاحبها الفقيه لوفيير حيث يرى أن الدولة تتقيد بالقواعد الطبيعية التي يضعها المشرع الذي بدوره يخضع لقوة خارجة عنه وهي العدالة المطلقة وتأثر هذا الفقيه بأفكار أرسطو الذييعتبر أن الطبيعة هي مصدر العدالة. -2نظرية الحقوق الفردية :أساسها وجود حقوق فردية أصلية تولد مع الفرد وسابقة للدولة وهذه األخيرة لم تنشأ اال لحماية هذه الحقوق ،وباعتبارها سابقة ألي تنظيم سياسي فهي تخرج عن سلطان الدولة ،ومايترتب عن ذلك هو أن الدولة تتقيد بهذه الحقوق فال تنقص منها وقد تبنى هذه النظرية رجال الثورة الفرنسية وعلى اثرها صدر اعالن حقوق االنسان والمواطن الفرنسي سنة .1789 الفصل األول :نظرية الدولة وما ترتب عن هذه النظرية مبدا المساواة في الحقوق والواجبات والزام الدولة بحمايتها. -3نظرية التحديد الذاتي:صاحبها الفقيه األلماني جينيلنك ثم انتقلت الى فرنسا على يد كاري دو مالبرج وتقوم هذه النظرية على أن الدولة ال تخضع للقيود اال اذا كانت نابعة من ارادتها الذاتية وهو جوهر السيادة فالدولة حسب تصورهم ال تكون ذات سيادة اال عندما تضع القوانين بنفسها. -4نظرية التضامن االجتماعي :صاحبها الفقيه دوجي حيث أسس فكرته على ان الدولة لم تقم على أساس ارادي وانما على أساس التضامن االجتماعي ومستلزمات العدالة وأن االنسان يعيش داخل الجماعة ويحتاج للتضامن االجتماعي الشباع حاجاته عن طري التبادل والقاعدة القانونية توجد بمجرد استقرارها في ضمير الجماعة وال دخل للدولة بوضعها. الفصل األول :نظرية الدولة ثانيا:عناصر دولة القانون أهم مايميز دولة القانون عن الدولة البوليسية –حيث تكون السلطة مطلقة وتقديرية حسب اهدافها -مايلي: -1وجود دستور :من أهم ضمانات دولة القانون حيث يحدد االطار العام للدولة من حيث نظام حكمها وسلطاتها العامة واختصاصاتها فال يجب أن تتعدى احداها على اختصاصات األخرى وما يميزه هو سموه على باقي النصوص القانونية البأخرى. -2الفصل بين السلطات يعتبر هذا المبدأ أهم مقومات دولة القانون لصاحبه الفقيه مونتسيكيو وذلك منعا لالستبداد والتعسف في استعمال السلطة. -3تدرج القوانين :حيث يرى كلسن أن القوانين ال توجد في نفس المستوى وهي مرتبطة ببعضها البعض . الفصل األول :نظرية الدولة والقاعدة االدنى تخضع للقاعدة األعلى. -4االعتراف بالحقوق والحريات:الدولة القانونية هي التي تكرس مبدأ حماية الحقوق والحريات الفردية ويقع على عاتقها حمايتها وتفعيلها. -5الرقابة على دستورية القوانين :التي تضمن حماية مبدأ سمو الدستور. -6الرقابة القضائية واستقاللها :فالى جانب الرقابة التشريعية واالدارية البد نم يتوفر في دولة القانون قضاء مستقل يضمن تطبيق القوانين وحماية الفرد من تعسفات السلطة على أشكالها وأجهزتها. الفصل األول :نظرية الدولة المبحث الرابع:اشكال الدولة ركز الفقه في تقسيم الدول الى ذولة بسيطة أو موحدة وأخرى مركبة انطالقا من معيار السلطة السياسية وعناك من قسمها الى دول كاملة السيادة وأخرى ناقصة السيادة انطالقا من معيار السيادة ،وهذا تقسيم منتقذ بسبب أن الذول أصبحت تخضع للقانون الدولي النضواءها ضمن مجتمع دولي تتساوى فيه الدول. أوال :الذولة البسيطة ي قصد بالدولة البسيطة الدولة التي تظهر كوحدة واحدة من الناحيتين الخارجية والداخلية حيث تباشر فيها السلطة التنفيذية من طرف هيئة واحدة وكذا السلطة التشريعية من طرف سلطة واحدة وكذلك األمر بالنسبة للسلطة القضائية. الفصل األول :نظرية الدولة والدولة البسيطة بهذا المفهوم هي الدولة التي لها نظام سياسي واحد تمارسه سلطة سياسية مركزية تمثل شؤنها الداخلية والخارجية ولها دستور واد يطبق على كامل اقليم الدولة بغض النظر عن طبيعة النظام االداري المطبق سواء مركزي أو المركزي. مقومات الدولة البسيطة:وتتمثل في : -من حيث السلطة توجد سلطة سياسية مركزية واحدة تفرض سيادتها على كامل اقليم الدولة ،حيث تقوم بالوظائف الثالث التشريعية والتنفيذية والقضائية. -من حيث الجماعة البشرية حيث يشكلون وحدة واحدة ويخضعون لنظام قانوني وسياسي واداري واحد. الفصل األول :نظرية الدولة ثانيا :الدولة المركبة أو االتحادية هي اتحاد عدة دول مع بعضها البعض بقصد تحقيق أهداف مشتركة ،وعلى العكس الدولة البسيطة فالدولة المركبة تتعدد فيها الدساتير وكذلك السلطات العامة بعدد الدول المكونهة لالتحاد وتتخذ هذه االتحادات عدة صور أهمها: -1االتحاد الشخصي :ما يميز هذا النوع من االحاد هو أضعف أنواع االتحادات ، ينشأ من حق وراثة عرش دولتين فأكثر بيد أسرة واحدة مع احتفاظ كل دولة بكامل سيادتها الداخلية والخارجية ،بحجيث يكون لها كامل االستقالل في التمثيل الدبلوماسي والقيام بالتصرفات الخارجية كالدخول في المعاهدات. -كل دولة من هذا التحاد لها صالحياتها بحيث تباشر شؤونها دون أن تخضع لسلطة أخرى فال توجد قوانين أو مصلح وال هيئة سياسية مشتركة الفصل األول :نظرية الدولة -ظاهرة مؤقتة تزول بزوال قوانين الوراثة. مع االشارة أن هذه التحادات قد تكون ملكية وقد تكون جمهورية مثل البيرو وكولومبيا سنة .1814ومن أمثلة هذه االتحادات اتحاد انجلترا سنة -1714 1837وتولى العرش ملك انجلترا والباقي حاليا هو اتحاد دول الكومنلوث المتكون من استراليا نيوزلندا كندا ايرلندا تحت رئاسة ملكة انجلترا. -2االتحاد الفعلي أو الحقيقي :ينشا هذا االتحاد بين دولتين أو أكثر ينتج عنه ذواب شخصية الدول االعضاء الخارجية في شخصية دولية جديدة دولة االتحاد بموجب معاهدة دولية حيث تخضع لرئيس واحد يمثل سياستها الخارجية من أجل تحقيق المصالح المشتركة مع احتفاظ كل دولة بدستورها وتشريعاتها وادارتها المحلية مع سلطتها السياسية ويعتبر هذا االتحاد الفصل األول :نظرية الدولة أكثر متانة وقوة من سابقه ،ويختلف هذا االتحاد عن التحالف الذي ال تخضع فيه لسلطة رئيس واحد واستقالل كل دولة عن األخرى. ومن مميزات هذا االتحاد ةأن الحرب بين دوله تعتبر حربا أهلية -لها تمثيل دبلوماسي واحد بالنسبة لدولة االتحاد. -االتفاقية التي تبرمها التي تبرمها دولة االتحاد تنصرف لكا الدول وقد تنحصر الى دولة واحدة. -3االتحاد الكونفدرالي التعاهدي :هو تحالف عدة دول بقصد تنظيم بعض االمور المشتركة االقتصادية أو العسكرية مع احتفاظ كل دولة بسيادتها ورئيسها ، ينشأ هذا االتحاد بمعاهدة دولية تقودها لجنة مكونة من الدول األعضاء تسهر على تحقيق األهداف المشتركة . الفصل األول :نظرية الدولة تنحصر صالحية هذا االتحاد في حدود وظيفته التي أنشأ من أجلها دون أن يتدخل في الشؤون الداخلية للدول األعضاء تسير هذا االتحاد لجنة على أن يتم تنفيذ قراراته من طرف الدول االعضاء مثل االتحاد االفريقي واالتحاد االوروبي ،والجامعة العربية. -4االتحاد المركزي أو الفدرالي هو اتحاد عدة دول تحت حكومة مركزية واحدة من أجل تحقيق اهداف معينة وهو اقوى أنواع االتحادات على االطالق وهو بعكس سابقيه يخضع لدستور اتحادي وليس للقانون الدولي .مثل اتحاد الواليات م أ استراليا البرازيل األرجنتين.وقد ينشأ بانضمام مجموعة من الدول الصغيرة الى دولة اتحادية أو تطور لالتحاد التعاهدي أو تفكك دولة بسيطة بسبب عدم استقرارها السياسي بسبب تركيبتها البشرية مثل االقليات.ويتميز هذا االتحاد بمايلي: الفصل األول :نظرية الدولة -عدم تمتع الدول المكونة لالتحاد بالشخصية الدولية وكذلك عدم استقاللها الخارجي وتمثلها دولة االتحاد. -تتولى الدولة االتحادية الشؤون الخارجية -احتفاظ دوليات االتحاد ببعض مظاهر السيادة الداخلية. ويقوم هذا االتحاد على ثالث مبادئ هي: -1مبدأ االستقاللية:تتمتع هذه الدويالت بنوع من االستقاللية الداخلية مع االشارة أنها ال تتمتع بأي نوع من االستقاللية الخارجية ،وتتجلى هذه االستقاللية الداخية في القضاء واالدارة والتشرع وهي استقاللية ضيثة اذا ما قورنت مع الدولة البسيطة ،.تعد اجهزتها هيئات حاكمة وليست مجرد هيئات المركزية ادارية.تمارس اختصاصاتها بموجب الدستور االتحادي. الفصل األول :نظرية الدولة -2مبدأ المشاركة :تشارك كل الدوياللت في الحياة السياسية للدولة االتحادية من حيث تعديل الدستور االتحادي من حيث اقتراح تعديله أو اقراره.كما تشارك هذه الدويالت في تكوين البرلمان االتحادي مثل الكونغرس االمريكي. -3مبدا االزدواجية :ويقصد به االزدواجية في ممارسة االختصاصات التشريعية والتنفيذية والقضائية بين دولة االتحاد والدويالت فنجد مثال سلطة تشريعية لالتحاد وسلطة لدويالت وكذا سلطة تنفيذية لالتحاد وسلطة تنفيذية للدويالت وكذلك األمر للسلطة القضائية .على أن يحدد الدستور االتحادي صالحيات كل واحدة.