PPTX

You might also like

Download as pptx, pdf, or txt
Download as pptx, pdf, or txt
You are on page 1of 22

‫جامعة قسنطينة‪ 2‬عبد الحميد مهري‬

‫كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‬


‫قسم علوم التسيير‬
‫تخصص ماستر‪ 1‬ادارة اعمال‬

‫بحث حول‪:‬‬

‫نظرية المنشاة المسيرة (مسألة الفصل بين الملكية واالدارة)‬

‫من اعداد الطالبتين‪:‬‬


‫االستاذ‪:‬‬ ‫بحو صفاء‬
‫ناجي بن حسين‬ ‫مسيعد رميساء‬
‫الفوج‪1‬‬
‫السنة الدراسية ‪2018/2019‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫مقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬مفارقات المنشأة النيوكالسيكية‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المنشأة المسيرة‬
‫المطلب الثاني‪ : :‬تكون المنشأة في نموذج التوازن‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الخصائص األساسية للمنشأة النيوكالسيكية‬
‫المطلب الرابع‪ :‬أهداف المنشأة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المسالك الجديدة لتحليل المنشأة‬
‫المطلب األول‪ :‬تعقد وظيفة المنشأة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المنشآت في ظل فرضيات العقالنية المحدودة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مساهمات السلوكيين‬
‫المطلب الرابع‪ :‬الفعالية ‪ X‬عند ‪Liebenstein‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬تحوالت البناء التنظيمي للمنشأة (مساهمة ‪)chandler‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المنشآت الكبرى الحديثة (شركة المساهمة)و حقوق الملكية‬
‫المطلب األول‪ :‬أدولف بيرلي أ و غاردنير مينز‬
‫المطلب الثاني‪ :‬رؤية بيرل ومينز‪1932‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع الرقابة حسب بيرل ومينز‬
‫المطلب الرابع‪ :‬ايجابيات وسلبيات النظرية‬
‫الخاتمة‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫حتى وان كانت لدينا بعض المبادئ األولية في تحليل المنظمات في كتابات " آدم سميث " ‪Smith‬‬
‫‪ , " Adam‬فان النظرية االقتصادية اعتبرت المنظمات لفترة طويلة علب سوداء ففي تحليل الفكر‬
‫االقتصادي الكالسيكي و النيوكالسيكي فان المنظمات ال تشكل كيانات؛ فال يوجد تمييز بين المساهمين‬
‫والمسيرين‪ ،‬والهدف الذي تسعى المنظمة الى تحقيقه هو تعظيم الربح ال غير فهذا التحليل لم يقدم أي‬
‫أهمية تذكر للمنشأة ككيان مستقل فما هو في الواقع إال دراسة لألسواق ولنظرية األسعار فالمنشأة على‬
‫هامش هذا التفكير هي علبة سوداء بدون أبعاد‪ ،‬بهدف واحد تختزل في متعامل واحد هو المقاول‪.‬‬
‫إن المنشأة لم تحظى بأي أهمية تذكر‪ ،‬فالتنظيم الداخلي لها ليس له أي تأثير على عملية اتخاذ القرار‪ ،‬و‬
‫سلوك المنشأة لم يتأثر إال بظروف السوق‪ ،‬وما هو في الواقع إال استجابة لتغيرات السوق‪ ،‬وعليه‬
‫فالمنشأة تتطور في بيئة خالية من حالة عدم التأكد‪ ،‬بحيث يكون المتعاملين يمتلكون المعلومات التامة‬
‫عن حالة السوق أي عن الطلب والتكاليف‪.‬‬
‫وكمحاولة لحل مشكلة سوء التسيير في المنشآت االقتصادية وذلك التساع نطاق توزيع رؤوس أموال‬
‫الشركات التي أضحت كبيرة و عملياتها جد معقدة مما صعب أمر إدارة األموال و أمر إتخاذ القرار فدعت‬
‫الضرورة إلى ظهور فكر اقتصادي جديد يدعو إلى الفصل بين الملكية و اإلدارة وهذا ما جاء به كل من‬
‫بيرل ومينز‪ .‬كل هذا يدفعنا الى طرح االشكالية التالية‪ :‬ماهي أهداف كل من المالكين و المسيرين في ظل‬
‫الفصل بين الملكية و االدارة؟‬
‫المبحث األول‪ :‬مفارقات المنشأة النيوكالسيكية‬
‫المطلب االول‪ :‬مفهوم المنشاة المسيرة‬
‫تعري‪T‬ف المنش‪T‬اة‪ :‬هي عب‪S‬ارة عن اي وح‪S‬دة اقتص‪S‬ادية ت‪S‬زاول نش‪S‬اط تج‪S‬اري او ص‪S‬ناعي او خ‪S‬دماتي به‪S‬دف‬
‫االس‪S‬تغالل االمث‪S‬ل للم‪S‬وارد المتاح‪S‬ة لتحقي‪S‬ق االه‪S‬داف ال‪S‬تي نش‪S‬أت من اجله‪S‬ا وق‪S‬د تك‪S‬ون المنش‪S‬اة مؤسس‪S‬ة او‬
‫ش‪S‬ركة او مؤسس‪S‬ة حكومي‪S‬ة او جمعي‪S‬ة غ‪S‬ير هادف‪S‬ة لل‪S‬ربح ويطل‪S‬ق عليه‪S‬ا ‪ Firm‬باإلنجليزي‪S‬ة و للتوض‪S‬يح ف‪S‬ان‬
‫كلمة المنشاة تشمل كل وحدة اقتصادية سواء شركة او مؤسسة او اي وحدة اقتصادية كما قلنا‪.‬‬
‫مفه‪T‬وم التس‪T‬يير‪ :‬يعت‪S‬بر التس‪S‬يير من العل‪S‬وم الحديث‪S‬ة مقارن‪S‬ة ب‪S‬العلوم االقتص‪S‬ادية واالجتماعي‪S‬ة وكلم‪S‬ة التس‪S‬يير‬
‫العلمي هي كلم‪S‬ة مرادف‪S‬ة لعل‪S‬وم التس‪S‬يير ظه‪S‬رت ب‪S‬دافع الحاج‪S‬ة الى تحس‪S‬ين مردودي‪S‬ة المؤسس‪S‬ات بحث‪S‬ا عن‬
‫مستوى عال من النمو والتطور‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تكون المنشأة في نموذج التوازن‪.‬‬
‫حينم‪S‬ا نتعم‪S‬ق في ع‪S‬الم االقتص‪S‬اد الج‪S‬زئي‪ ،‬تنتابن‪S‬ا الح‪S‬يرة واالرتب‪S‬اك‪ ،‬من ج‪S‬راء الص‪S‬ورة ال‪S‬تي عرض‪S‬ت به‪S‬ا‬
‫المنش‪SS‬أة‪ ،‬ال س‪SS‬يما وأن النظري‪SS‬ة النيوكالس‪SS‬يكية للت‪SS‬وازن الج‪SS‬زئي والكلي‪ ،‬لم تمنح للمنش‪SS‬أة س‪SS‬وى ح‪SS‬يزا‬
‫مح‪S‬دودا‪ ،‬على ال‪S‬رغم من كونه‪S‬ا أك‪S‬ثر النظري‪S‬ات اكتم‪S‬اال‪ ،‬في معالجته‪S‬ا ألداء اقتص‪S‬اد الس‪S‬وق‪ ،‬وفي تحليله‪S‬ا‬
‫للمنشأة‪ ،‬ومحاولة اعادة بناء نظرية نيوكالسيكية لها‪.‬‬
‫ومن المؤكد أن غياب نظرية حقيقة للمنشأة تتوفر على موضوع نوعي في النموذج النيوكالسيكي‬
‫النمطي‪ ،‬يجد تفسيره في أن تحليل المنشأة في اطار هذا النموذج‬
‫يعتبر مكون من مكونات نظرية األسعار وتخصيص الموارد‪.‬‬
‫يتجلى التفس‪SS‬ير الس‪SS‬ابق‪ ،‬في الش‪SS‬كل المهيمن للنم‪SS‬وذج النيوكالس‪SS‬يكي‪ ،‬المتمث‪SS‬ل في النم‪SS‬وذج" القلراس‪SS‬ي"‬
‫‪ ،WALRASSINE‬الذي تميزت فيه المنشأة بالخصائص اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬البحث عن شروط التوازن في حالة المنافسة الكاملة‪ ،‬والمعلومات الخالصة‪ ،‬والتقنية‪.‬‬
‫‪ .2‬العقالنية الخالصة لألعوان الساعين لتنظيم الربح‪.‬‬
‫‪ .3‬أولوية تحليل المبادلة على حساب تحليل االنتاج‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الخصائص األساسية للمنشأة النيوكالسيكية‪.‬‬
‫من المعلوم أن المنشأة النيوكالسيكية تميزت بخاصيتين أساسيتين وهما‪:‬‬
‫‪ ‬المنش‪T‬أة النقط‪T‬ة‪ firme point :‬تنظ‪S‬ر الفرض‪S‬يات العام‪S‬ة لنظري‪S‬ة الت‪S‬وازن‪ ،‬للمنش‪S‬أة كفاع‪S‬ل وليس‬
‫كمؤسس‪SS‬ة‪ .‬بمع‪SS‬نى أن المنش‪SS‬أة له‪SS‬ا س‪SS‬لوك عقالني يه‪SS‬دف الى تعظيم ال‪SS‬ربح‪ ،‬في ظ‪SS‬ل قي‪SS‬ود الق‪SS‬درة‬
‫التكنولوجية‪ ،‬مثل أي عون عند النيوكالسيك‪ .‬وتؤدي وظيفتين وهما‪:‬‬
‫‪ -‬تحويل المدخالت الى مخرجات‬
‫‪ -‬التعبير عن القيم المثلى‬
‫‪ ‬المنش‪T‬أة المس‪T‬يرة ‪ firme automate:‬على ض‪S‬وء فرض‪S‬ية الق‪S‬درة على الحس‪S‬اب واالس‪S‬تعالم‪،‬‬
‫ليس أم‪S‬ام المنش‪S‬أة من فع‪S‬ل ‪ ،‬س‪S‬وى التط‪S‬بيق اآللي لقواع‪S‬د الحس‪S‬اب االقتص‪S‬ادي‪ ،‬وه‪S‬ذا األم‪S‬ر يؤك‪S‬د‬
‫فكرة أن المنشأة النقطة تتصرف آليا وفق برمجتها‪.‬‬
‫واذا ك‪SS‬ان باس‪SS‬تطاعة االقتص‪SS‬اد الج‪SS‬زئي والق‪SS‬ائم على النم‪SS‬وذج النيوكالس‪SS‬يكي المس‪SS‬اهمة في تحلي‪SS‬ل‬
‫األسواق وتحليل بعض مظاهر سلوك المنشأة‪ ،‬فانه محدود في مجال استيعاب المنشأة‪.‬‬
‫• مسألة المنظم‪ :‬كثيرا ما يستأنس االقتصاديين‪ ،‬بفكرة أن "المنظمين" ‪les entrepreneurs‬‬
‫هم أعوان يتخذون القرارات التي تهيمن على الحياة االقتصادية واذا كان كل من ‪J B Say‬‬
‫و‪ js mill‬قد منحا للمنظم نطاق معتبرا في تأمالتهما التي هيمن عليها الفكر النيوكالسيكي فان‬
‫ما يجدر ذكره هنا‪ ،‬هو غياب المنظم في األدبيات النظرية‪ ،‬اذا استثنينا مساهمات‬
‫‪shumpeter‬و ‪knight‬و ‪ ، hayek‬لوجودهم في هامش التيار المهيمن‪.‬‬
‫• وظائف المنظم‪ :‬تكتسي أهمية دور المنظم في الوظائف التي يؤديها وهي‪:‬‬
‫‪ ‬وظيف‪T‬ة ابتك‪T‬ار ‪ création:‬تتص‪S‬رف ه‪S‬ذه الوظيف‪S‬ة للتعب‪S‬ير على أن المنش‪S‬أة التنافس‪S‬ية ال تتكي‪S‬ف‬
‫م‪S‬ع بيئته‪S‬ا‪ ،‬ب‪S‬ل تعم‪S‬ل على تغييره‪S‬ا في اتج‪S‬اه خل‪S‬ق نس‪S‬وج انتاجي‪S‬ة وأس‪S‬واق‪ ،‬وأش‪S‬كال تنظيمي‪S‬ة‬
‫جديدة‪.‬‬
‫‪ ‬وظيف‪T‬ة الحص‪T‬ول على المعلوم‪T‬ات‪ :‬يعتق‪S‬د ‪ knight‬أن المنظم ه‪S‬و "متخ‪S‬ذ ق‪S‬رارات" ‪ ،‬في محي‪S‬ط‬
‫م‪S‬ائج‪ ،‬أي يتم‪S‬يز بدرج‪S‬ة عالي‪S‬ة من الالتأك‪S‬د و الالتأك‪S‬د االحتم‪S‬الي‪ .‬ان المنظم يتعام‪S‬ل م‪S‬ع ق‪S‬رارات‬
‫غير خاضعة في بلورتها للمناهج الروتينية للحساب االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬وظيف‪T‬ة تنظيم وتنس‪T‬يق االنت‪T‬اج‪ :‬اذا ك‪S‬انت المنش‪S‬أة النيوكالس‪S‬يكية تف‪S‬ترض وج‪S‬ود وظيف‪S‬ة لإلنت‪S‬اج‬
‫فان القيام بهذه الوظيفة يتطلب تجميع عوامل ال يوفرها السوق ويتعين مزجها بطريقة فعالة‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬أهداف المنشأة‬
‫• نمو واستمرارية المنشأة‬
‫• تعظيم االرباح‬
‫• تدنية التكاليف‬
‫• االبتكار واالبداع‬
‫• زيادة المبيعات في السوق من خالل جودة ورفع االنتاجية‬
‫• كسب رضا العميل‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المسالك الجديدة لتحليل المنشأة‬
‫المطلب األول‪ :‬تعقد وظيفة أهداف المنشأة‬
‫ألج‪S‬ل اض‪S‬فاء ش‪S‬يئا من الواقعي‪S‬ة ال‪S‬ذي ظلت المنش‪S‬أة تفتق‪S‬ده‪ ،‬ق‪S‬دمت فرض‪S‬يات متنوع‪S‬ة ح‪S‬ول أه‪S‬داف المنش‪S‬أة‪،‬‬
‫وأهداف المنظم‪ .‬لقد سار ‪ Baumol‬في هذا المسعى حين نشر في ‪ 1954‬مؤلفه( ‪Busines‬‬
‫‪ )behaviors value and growth‬بين في‪S‬ه آث‪S‬ار االخ‪S‬تراق الفعلي ال‪S‬ذي مس المنش‪S‬أة‪ ،‬وامت‪S‬داده للعدي‪S‬د‬
‫من الميادين التي كانت مهملة قبل ذلك‪.‬‬
‫الح‪SS‬ظ ب‪SS‬يرل ومي‪SS‬نز (‪ ،)1933‬أن‪SS‬ه من بين خص‪SS‬ائص المنش‪SS‬أة الحديث‪SS‬ة‪ ،‬خاص‪SS‬ية الفص‪SS‬ل بين الملكي‪SS‬ة‬
‫أو بين المس‪M‬اهمين والم‪M‬ديرين ‪ ،Managers‬ال‪S‬ذين يتحمل‪S‬ون ع‪S‬بئ تس‪S‬يير المنش‪S‬أة‪ ،‬وتوجي‪S‬ه أنش‪S‬طتها واتخ‪S‬اذ‬
‫الق‪S‬رارات‪ .‬وكنتيج‪S‬ة ل‪S‬ذلك الفص‪S‬ل‪ ،‬نش‪S‬أ ن‪S‬زاع ح‪S‬ول األه‪S‬داف بين الم‪S‬الكين والم‪S‬ديرين‪ ،‬ف‪S‬اذا ك‪S‬ان ه‪S‬دف‬
‫الم‪S‬الكين(المس‪S‬اهمين) ه‪S‬و تعظيم ال‪S‬ربح‪ ،‬فق‪S‬د يك‪S‬ون ه‪S‬دف الم‪S‬ديرين ش‪S‬يء آخ‪S‬ر مث‪S‬ل االهتم‪S‬ام بدال‪S‬ة(وظيف‪S‬ة)‬
‫منفعتهم والعمل على تعظيمها‪ ،‬وبذلك يكون الهدف المنشود هو تعظيم مصالح فريق االدارة‪.‬‬
‫وامت‪S‬داد للمس‪S‬لك ال‪S‬ذي يفص‪S‬ل بين الملكي‪S‬ة و االدارة‪ ،‬والتمي‪S‬يز بين مص‪S‬الح الط‪S‬رفين‪ ،‬يعتق‪S‬د ‪Baumol‬‬
‫بوج‪S‬ود وض‪S‬عيات يك‪S‬ون فيه‪S‬ا ه‪S‬دف المنش‪S‬أة ه‪S‬و المبيع‪S‬ات الكلي‪S‬ة وقيم‪S‬ة ال‪S‬ربح‪ ،‬ه‪S‬ذا اله‪S‬دف يك‪S‬ون مقب‪S‬وال من‬
‫قبل المديرين‪ ،‬ال سيما اذا اعتقدوا أن دخلهم وسمعتهم تخضع لقيمة المبيعات عوض الربح المحقق‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المنشآت في ظل فرضيات العقالنية المحدودة‪.‬‬
‫يمكن اعتب‪S‬ار ‪ H.Simon‬من أب‪S‬رز الم‪S‬ؤلفين ال‪S‬ذين ج‪S‬ددوا نظري‪S‬ة المنش‪S‬أة واالقتص‪S‬اد الج‪S‬زئي‪،‬‬
‫معتمدا على علم النفس المعرفي‪ ،‬وقد رصد سيرورات اتخاذ القرار‪ ،‬السما داخل المنظمات‪،‬‬
‫وق‪S‬ام بتع‪S‬ديل ج‪S‬وهري في تحلي‪S‬ل الس‪S‬لوكات االقتص‪S‬ادية‪ .‬ان ه‪S‬ذا المؤل‪S‬ف لم ي‪S‬دعم نظري‪S‬ة المنش‪S‬أة فحس‪S‬ب ب‪S‬ل‬
‫وصل الى مقاربة جديدة للعقالنية امتدت لبناء االقتصاد الجزئي‪.‬‬
‫لق‪MMM‬د ع‪MMM‬ارض ‪ H.Simon‬موق‪SSS‬ف ‪ Mason‬الم‪SSS‬دافع عن النظري‪SSS‬ة النيوكالس‪SSS‬يكية‪ ،‬ويمكن اعتب‪SSS‬ار‬
‫‪ M.Friendman‬أحد أنصار هذا الموقف‪ ،‬في أطروحته المناهضة للواقعية في النظرية‪.‬‬
‫على ض‪S‬وء م‪S‬ا تق‪S‬دم ج‪S‬اء مس‪S‬لك س‪S‬يمون القاض‪S‬ي بتب‪S‬ني مقارب‪S‬ة بديل‪S‬ة للعقالني‪S‬ة الخالص‪S‬ة يص‪S‬فها « بالعقالني‪S‬ة‬
‫االجرائي‪S‬ة» أو «العقالني‪S‬ة المح‪S‬دودة» وال ش‪S‬ك أن مث‪S‬ل ه‪S‬ذا المس‪S‬لك ليس نظري‪S‬ة اكتملت هندس‪S‬ة بنائه‪S‬ا‪ ،‬ب‪S‬ل‬
‫ه‪S‬و مج‪S‬رد مجموع‪S‬ة من المب‪S‬ادئ تأسس‪S‬ت عليه‪S‬ا « نظري‪S‬ة وص‪S‬فية» التخ‪S‬اذ الق‪S‬رارات‪ ،‬تعتم‪S‬د ص‪S‬ياغة‬
‫نم‪S‬وذج للس‪S‬لوكيات النوعي‪S‬ة‪ .‬وهي مب‪S‬ادئ تب‪S‬دو مح‪S‬دودة بالمخالف‪S‬ة للتص‪S‬ور الكالس‪S‬يكي‪ ،‬بمع‪S‬نى ص‪S‬ياغة‬
‫عقالنية اجرائية بدال من عقالنية جوهرية (أساسية)‪ ،‬باحالل مبدأ الرضا محل مبدأ التعظيم‪.‬‬
‫ويعت‪S‬بر مب‪S‬دأ’’ الرض‪S‬ا’’ في تحلي‪S‬ل س‪S‬يمون مث‪S‬يرا لالنتب‪S‬اه‪ ،‬ألن‪S‬ه يط‪S‬رح فك‪S‬رة أن الع‪S‬ون ال يبحث عن النش‪S‬اط‬
‫ال‪SS‬ذي يمنح‪SS‬ه أحس‪SS‬ن نتيج‪SS‬ة في ظ‪SS‬ل ش‪SS‬روط معين‪SS‬ة‪ ،‬ب‪SS‬ل يبحث عن النش‪SS‬اط ال‪SS‬ذي يحق‪SS‬ق ل‪SS‬ه النتيج‪SS‬ة‬
‫المرضية(نسبيا) لمستوى طموحه ( الحصول على ربح معقول)‪.‬‬
‫وبن‪S‬اء على ذل‪S‬ك‪ ،‬فنحن أم‪S‬ام ن‪S‬وعين من األس‪S‬باب ال‪S‬تي ت‪S‬برر مب‪S‬دأ الرض‪S‬ا وهم‪S‬ا‪ :‬الس‪S‬بب األول‪ ،‬وه‪S‬و من‬
‫طبيع‪S‬ة معرفي‪S‬ة يخض‪S‬ع لخص‪S‬ائص الف‪S‬رد كالمعلوم‪S‬ات المح‪S‬دودة ال‪S‬تي يت‪S‬وفر عليه‪S‬ا‪ .‬أم‪S‬ا الس‪S‬بب الث‪S‬اني فيتعل‪S‬ق‬
‫بط‪S‬ابع المنظم‪S‬ات في بحثه‪S‬ا عن نتيج‪S‬ة مرض‪S‬ية‪ ،‬على اعتب‪S‬ار أن ه‪S‬ذه النتيج‪S‬ة المرض‪S‬ية هي االج‪S‬راء الوحي‪S‬د‬
‫الذي يحقق التوافق‪.‬‬
‫أ) سيرورة النظام الداخلي للمنشأة‪:‬‬
‫افضى مسلك ‪ simon‬الى منح المزيد من االهتمام لسيرورة القرار الداخلي خاصة وان السعي‬
‫االجرائي يدعم مثل هذا االهتمام شانه شان اعمال المؤلف حول المنظمات‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فنحن امام امكانية‬
‫تطبيق نظرية العقالنية المحدودة على المنشاة باعتبارها عون جماعي وكذا على ادارتها فهي تشكل‬
‫اساس لتحليل السلوكيات الداخلية في اعتماداتها المتبادلة فضال عن تحليل العالقات بين االهداف‬
‫الفردية واهداف المنظمة‪.‬‬
‫ان هذه المسالة من شانها توجيه التحليل نحو اتجاه مغاير تماما من حيث االبتعاد عن المنشاة النقطة‬
‫لصالح المنشاة كمنظمة وحينئذ تكون قد اقتربنا من تحليل ‪ cyert‬و‪ march‬كتطبيق متطور لنموذج‬
‫"الرضى" في نظرية المنشاة‪ ،‬او نظرية "الفعالية‪ "X‬التي سنتناولها الحقا‬
‫ب) طبيعة المنشاة واشكالها التنظيمية‪:‬‬
‫ان ه‪S‬ذه المس‪S‬الة ن‪S‬ادرا م‪S‬ا يش‪S‬ار اليه‪S‬ا وهي تس‪S‬تدعي منحه‪S‬ا االهتم‪S‬ام الك‪S‬افي ال س‪S‬يما وان النظري‪S‬ة العقالني‪S‬ة‬
‫المح‪SS‬دودة تش‪SS‬كل مقارب‪SS‬ة بديل‪SS‬ة للتعام‪SS‬ل م‪SS‬ع طبيع‪SS‬ة المنش‪SS‬اة ت‪SS‬ولي عناي‪SS‬ة معت‪SS‬برة لقض‪SS‬ايا التنس‪SS‬يق بين‬
‫االع‪S‬وان‪ ،‬الن المنش‪S‬اة وبص‪S‬فة اش‪S‬مل المنظم‪S‬ة ‪ ،‬هي اداة او وس‪S‬يلة لمواجه‪S‬ة عج‪S‬ز ‪ Défaillance‬الس‪S‬وق‬
‫كش‪S‬كل متم‪S‬يز للتنس‪S‬يق ويتص‪S‬ور ‪ simon‬ان المنظم‪S‬ات بص‪S‬فة عام‪S‬ة والمنش‪S‬آت بص‪S‬فة خاص‪S‬ة ق‪S‬ادرة على‬
‫مواجه‪S‬ة مظ‪S‬اهر العج‪S‬ز الف‪S‬ردي اي محدودي‪S‬ة الق‪S‬درات البش‪S‬رية في الفهم والحس‪S‬اب‪ ،‬ازاء التعق‪S‬د والالتاك‪S‬د‪.‬‬
‫ان استحداث جهاز لإلدارة يسمح بالتأكيد بتقسيم االنشطة المتضمنة في سيرورة القرار بين‬
‫االخصائيين كإجراء من بين االجراءات التي تالزم العقالنية المحدودة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مساهمة السلوكيين‪.‬‬
‫اضافة الى مسلك ‪ simon‬الذي يعد خروجا عن المألوف في االقتصاد الجزئي فانه يمكن اعتبار‬
‫مساهمة ‪ cyert‬و)‪ march (1963‬من المساهمات التي اغنت نظرية المنشاة وتعد مرحلة رائدة في‬
‫تجاوز المنشاة النقطة‪ ،‬حيث ينظر هذين المؤلفين للمنشاة كمنظمة تجمع بين العديد من الجماعات ذات‬
‫المصالح المتشعبة والمتنوعة والتي تنتقل فيها سيرورة القرار عبر سلسلة من الوحدات التنظيمية‬
‫(مكاتب‪ ،‬مصالح‪ ،‬دوائر‪ ،‬مديريات‪ ،‬قطاعات‪ ،)...‬تتشكل في نهاية المطاف جملة من النتائج تمتد لما‬
‫وراء طبيعة اهداف المنشاة لتشمل التحاليل االصيلة لفاعلية المنشاة وشروط تحقيقها‪.‬‬
‫اذا سلمنا بان كتاب ‪ cyert‬و)‪ march (behavior theory of the firm‬المنشور سنة ‪،1963‬‬
‫يعد مرجعا اساسيا‪ ،‬فان ما يستخلص منه كأفكار جوهرية‪ ،‬شكلت فضاء ثري للتحليل السلوكي للمنشاة‪،‬‬
‫هو ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ان المنشاة منظمة معقدة او تحالف بين العديد من الجماعات‪.‬‬
‫‪ -‬ان المنشاة فضاء لسيرورة اتخاذ القرار والتعليم الجماعي ( التمهين)‪.‬‬
‫لق‪S‬د ح‪S‬ول ‪ cyert‬و‪ march‬ب‪S‬ؤرة االهتم‪S‬ام نح‪S‬و الطريق‪S‬ة ال‪S‬تي تتخ‪S‬ذ به‪S‬ا الق‪S‬رارات‪ ،‬والح‪S‬ا على ان‬
‫الهدف العام للمنشاة ال يمكن التعبير عنه‪ ،‬اال من خالل سلسلة من االهداف الفرعية التي ال يمكن‬
‫التحكم فيها لخضوعها للجماعات الضاغطة داخل المنشاة‪.‬‬
‫ويتف‪S‬ق الم‪S‬ؤلفين م‪S‬ع ‪ simon‬في ان اه‪S‬داف المنش‪S‬اة ليس‪S‬ت تعظيم االرب‪S‬اح‪ ،‬ب‪S‬ل تحقي‪S‬ق النت‪S‬ائج المرض‪S‬ية‬
‫لألفراد والجماعات التي تكونها‪.‬‬
‫ويالح‪S‬ظ ان "التطورات‪S‬يين" يلح‪S‬ون من‪S‬ذ الس‪S‬بعينات على اهمي‪S‬ة ال‪S‬روتين داخ‪S‬ل المنش‪S‬آت المتم‪S‬ايزة فيم‪S‬ا‬
‫بينه‪S‬ا من حيث مس‪S‬توى الفعالي‪S‬ة ال‪S‬تي تواج‪S‬ه ب‪S‬ه البيئ‪S‬ة المائج‪S‬ة (المتس‪S‬مة بالالتاك‪S‬د وس‪S‬رعة التغي‪S‬ير ال‪S‬ذي‬
‫يطبع العصر الحالي‪.‬‬
‫‪ -‬ان اداء المنش‪SS‬آت يتطلب ت‪SS‬وفر " موازن‪SS‬ة تقديري‪SS‬ة" ‪ un budget discrétionnaire‬تش‪SS‬كل‬
‫حص‪SS‬يلته ره‪SS‬ان دائم للتف‪SS‬اوض من خالل مراجع‪SS‬ة اله‪SS‬دف‪ ،‬بفع‪SS‬ل م‪SS‬ا يس‪SS‬ميه ‪ cyert‬و‪" march‬‬
‫االرتخ‪SS‬اء التنظيمي ‪ Relâchement organisationnel‬ال‪SS‬ذي يجس‪SS‬د عملي‪SS‬ا به‪SS‬در كب‪SS‬ير في‬
‫الكفاءة ‪. La efficience‬‬
‫وق‪S‬د اق‪S‬ترح ‪ Williamson‬تق‪S‬دير قيم‪S‬ة تل‪S‬ك الموازن‪S‬ة من خالل مقارن‪S‬ة ربح االس‪S‬تغالل المحتم‪S‬ل ب‪S‬الربح‬
‫المحقق فعليا بعد المفاوضات الداخلية‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪" :‬الفعالية ‪ " X‬عند ‪Liebenstein‬‬
‫يكتس‪S‬ي مس‪S‬لك ‪ Liebenstein‬موقع‪S‬ا معت‪S‬برا على ص‪S‬عيد تحلي‪S‬ل المنش‪S‬اة بترك‪S‬يزه على متغ‪S‬ير "التنظيم"‬
‫في تحقيق فعالية المنشآت وهو ما يسميه المؤلف مفهوم "الفعالية‪" X‬‬
‫ويمكن استعراض مسلك المؤلف فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الح‪S‬ظ المؤل‪S‬ف ان النظري‪S‬ة النمطي‪S‬ة ت‪S‬راعي الفعالي‪S‬ة التخصص‪S‬ية ‪ Allocative‬ال‪S‬تي له‪S‬ا عالق‪S‬ة بآلي‪S‬ات‬
‫الس‪S‬وق وخاص‪S‬ة النظ‪S‬رة النيوكالس‪S‬يكية ال‪S‬تي تس‪S‬لم ب‪S‬ان الس‪S‬وق ه‪S‬و ال‪S‬ذي يق‪S‬وم بتخص‪S‬يص مثل‪S‬وي لعوام‪S‬ل‬
‫االنتاج بين المنشآت والقطاعات اذا لم تقيده الترتيبات التنظيمية‪.‬‬
‫‪ -‬تن‪S‬اول المؤل‪S‬ف مجم‪S‬ل النت‪S‬ائج والمعطي‪S‬ات التجريبي‪S‬ة ‪ Empirique‬مالحظ‪S‬ا م‪S‬دى التن‪S‬اقض في ان‬
‫الفعالي‪S‬ة التخصص‪S‬ية ق‪S‬ادرة على تبي‪S‬ان االنج‪S‬ازات االقتص‪S‬ادية ال‪S‬تي تحققه‪S‬ا المنش‪S‬آت بحيث داف‪S‬ع عن‬
‫وجه‪S‬ة نظ‪S‬ره القاض‪S‬ية بتفس‪S‬ير اختالف النت‪S‬ائج المحقق‪S‬ة في انتاجي‪S‬ة المنش‪S‬آت المتطابق‪S‬ة ظاهري‪S‬ا (من‬
‫حيث المورد البشري والتكنولوجيا) وردها الختالف التنظيم المطبق في كل منشاة‪.‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬تحوالت البناء التنظيمي للمنشأة (مساهمة ‪)chandler‬‬
‫قام ‪ chandler‬بدراسة تاريخ تطور المنشآت االمريكية‪ ،‬حيث سلط الضوء على تحوالت‬
‫هياكلها واستراتيجياتها‪ ،‬مما مكنه من فهم المنطق الذي يحكم اشكالها وكذا محدداتها المختلفة‪،‬‬
‫االمر الذي ادى الى تطور النظرة للمنشأة من كونها منظمة الى كونها مؤسسة‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬تعد اعماله مرجعا اساسيا في تنظيم المنشآت وهياكلها‪ ،‬السيما المؤلفات التالية‪:‬‬
‫• (‪ : strategy and structure )1961‬حيث تناول فيه التحوالت التنظيمية التي رافقت‬
‫نمو بعض المنشآت في الواليات المتحدة االمريكية (نهاية القرن ‪ 19‬ومنتصف القرن ‪.)20‬‬
‫• (‪ : the visible hand )1977‬فقد عالج فيه االرتباط بين تحوالت المنشاة وبين‬
‫التغيرات التكنولوجية واالسواق الموجهة نحو االنتاج والتوزيع الكبيرين‪.‬‬
‫• (‪ : scale and scope )1990‬حيث حلل في ديناميكية اشكال التنظيم الصناعي‬
‫ومحدداته القائمة على فكرة اللجوء الى ‘’اقتصاد النفقات’’ وتكاليف الصفقة موسعا مجال‬
‫رصده الى بريطانيا والمانيا‪.‬‬
‫ويمكن االشارة الى ‪ 3‬محاور اساسية للتامل‪:‬‬
‫‪ ‬خصائص المنشأة الحديثة‪:‬‬
‫انها منشأة معقدة بعيدة عن فكرة المنشأة النقطة‪ ،‬او المنشأة المارشالية ‪Marchaliénne‬‬
‫ذات المنتوج الوحيد والقطاع الوحيد‪ .‬ومما الشك فيه ان هذا التصور يحمل فكرة جوهرية‬
‫مفادها ان فهم المنشاة يستدعي التعرف على تحوالت هياكل االنتاج على مدار التاريخ‬
‫االقتصادي للمنشآت وتطور االسواق‪.‬‬
‫فالمنشاة الحديثة فرضت نفسها نسبيا على االشكال التنظيمية االخرى بقدرتها على التطور‬
‫الذاتي والتحكم في سير االنتاج والتوزيع وكذا كشل مؤسساتي دائم‪.‬‬
‫ويقدم ‪ chandler‬تصنيف المنشاة في ‪ 3‬تراكيب مؤسساتية اساسية هي‪:‬‬
‫‪ -‬السوق‬
‫‪ -‬المنشاة‬
‫‪ -‬الفيديرالية‬

‫‪ ‬شروط تحقيق مقاربة نظرية للمنشاة‬


‫حاول ‪ chandler‬تقديم بعض التوجيهات حول ما يعتقده انه مسلك في اتجاه نظرية مالئمة‬

‫ومنه تعرف المنشاة كمؤسسة اقتصادية تضم مجموعة متكاملة من الوحدات الوظيفية‬
‫والتشغيلية‪ ،‬يقودها تدرج مناجريالي متعدد المستويات‪.‬‬
‫‪ ‬محددات االشكال الهيكلية‪:‬‬
‫ركز‪ chandler‬في اعماله وخاصة في كتاب ‪ the visible hand‬على العوامل التي ادت‬
‫الى ظهور االشكال التنظيمية الجديدة وكذا منطق تطورها‪ ،‬حيث يعتقد ان السبب االول يرجع‬
‫اساسا الى التحوالت التكنولوجية واتساع االسواق‪.‬‬
‫لمبحث الثالث‪ :‬المنشآت الكبرى الحديثة (شركة المساهمة)و حقوق الملكية‬
‫المطلب األول‪ :‬أدولف بيرلي أ و غاردنير مينز‬
‫أدولف بيرلي أ‪ 1971 – 1895 Adolf A. Berle ::‬هو دبلوماسي‪ ،‬وبروفيسور أستاذ جامعي‪،‬‬
‫ومحام‪ ،‬وعالم اقتصاد من الواليات المتحدة األمريكية ولد في يناير ‪ 1895 27‬ببوسطن‪ ،‬تعلم في‬
‫كلية هارفارد للحقوق‪.‬‬
‫غاردنير مينز‪ :‬هو اقتصادي أمريكي عمل في جامعة هارفارد حيث التقى بأدولف بيرل‪ .‬كتبوا معًا‬
‫كتابًا أساسيًا عن حوكمة الشركات‪ :‬المؤسسة الحديثة والملكية الخاصة‪ .‬ولد في ‪ 8‬جوان ‪1896‬م ب‬
‫ويندهام‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬رؤية بيرل ومينز‪1932‬‬
‫ظهور شركات المساهمة وانتشارها في البلدان الرأسمالية قادت العديد من الكتاب إلى اإلشارة إلى‬
‫الفصل المتنامي بين الملكية وتسيير الشركة‪ ،‬وسابقا أشار آدم سميث إلى نتائج هذا التطور في هيكل‬
‫المؤسسات "مديرو هذه الشركات القيمون على أموال الغير ‪ ...‬يديرونها بتهاون وتكلفة مرتفعة وليس‬
‫مع هذا االهتمام الكامل الذي يقدمه الشركاء بالشركة في إدارة أموالهم الخاصة" هذا الفصل سيكون أكثر‬
‫ضررا للمساهمين؛ كلما كان تبعثر رأس مال شركة المساهمة أكبر؛ ففي حالة االنتشار الشديد لرأس‬
‫مال الشركة‪ ،‬ال يمتلك أعضاء مجلس اإلدارة (جهاز الرقابة الموضوع من قبل المساهمين لمراقبة‬
‫الشركة) سلطة مراقبة العقد في ظل كون الملكية ليست محددا للسلطة؛ وعليه يحرم جانب من‬
‫المساهمين من سلطتهم الرقابية لصالح المديرين التنفيذيين‪ ،‬وذلك حسب درجة تبعثر ملكية األسهم‪.‬‬
‫تكمن س‪SS‬لطة الم‪SS‬الكين في ش‪SS‬ركة مس‪SS‬اهمة أساس‪SS‬ا في ق‪SS‬درتهم على تس‪SS‬مية‪ ،‬مراقب‪SS‬ة‪ ،‬ومعاقب‪SS‬ة الم‪SS‬ديرين‬
‫التنفي‪S‬ذيين ال‪S‬ذين يمتلك‪S‬ون س‪S‬لطة إدارة أص‪S‬ول الش‪S‬ركة؛ س‪S‬لطة المس‪S‬اهمين تم‪S‬ارس انطالق‪S‬ا من منظ‪S‬ور ح‪S‬ق‬
‫التص‪S‬ويت المتعل‪S‬ق باألس‪S‬هم ال‪S‬تي يملكونه‪S‬ا‪ ،‬وال‪S‬ذي يم‪S‬ارس داخ‪S‬ل الجمعي‪S‬ة العام‪S‬ة للش‪S‬ركة؛ ه‪S‬ذه األخ‪S‬يرة‬
‫تص‪S‬ادق على تقري‪S‬ر التس‪S‬يير المق‪S‬دم من قب‪S‬ل مجلس اإلدارة المنتخب أعض‪S‬اؤه (لف‪S‬ترة مح‪S‬ددة) من ط‪S‬رف‬
‫المساهمين في الجمعية العمومية‪.‬‬
‫في حالة االنتشار الشديد لرأس المال‪ ،‬سيكون المساهمون أقل تحفيزا للتنقل للجمعيات العمومية لعلمهم‬
‫المسبق بأنه م ال يملكون أي سلطة؛ حقهم في التصويت سيكون "ضائعا"؛ وعليه؛ ال يمارس "صغار‬
‫المساهمين "هذا الحق تاركين الطريق مفتوحا للتحكم في الشركة لمالكين لحصة قليلة من رأس المال ؛‬
‫ففي هذه الحالة‪ ،‬غالبا ما يكون مجلس إدارة الشركة مكونا من المديرين التنفيذيين للشركة‪ ،‬و‪/‬أو مديرين‬
‫تنفيذيين لشركات أخرى صديقة ‪ ،‬كما أن المساهمين ليس لهم رقابة على ملكياتهم‪.‬‬
‫منـذ ‪، 1932‬قدم الكاتبان ‪"Berle Adolf & Means Gardiner‬أدولف بيـرل و غارديني مينز"؛‬
‫ومن خالل * كتـاب "المؤسسة الحديثة والملكية الخاصة" سلسلة مستمرة من خمسة أنواع من الملكية‬
‫في المؤسسة‪ ،‬حيث أوضح الكاتبان بأّن خصائص الشركة التسييرية (ضياع سيطرة المساهمين)‬
‫متواجدة بكثرة في الشركات األمريكية الكبرى؛ وقد درسا انتشار رأس المال لتمييز مختلف أنواع‬
‫الرقابة في الشركة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع الرقابة حسب بيرل ومينز‬
‫خمسة أنواع من الرقابة تم رصدها‪:‬‬
‫‪ -1‬الرقابة عن طريق حقوق الملكية الكلية (أكثر من ‪ %80‬من رأس المال)‪":‬شخص واحد‪ ،‬أو‬
‫مجموع‪S‬ة ص‪S‬غيرة من الش‪S‬ركاء يمتلك‪S‬ون ك‪S‬ل األس‪S‬هم‪ ،‬أو عملي‪S‬ا ك‪S‬ل األس‪S‬هم المتداول‪S‬ة"؛ في ه‪S‬ذه الحال‪S‬ة‪،‬‬
‫المالكون في وضعية تسمح لهم باختيار المديرين التنفيذيين وتعيين إدارة الشركة‬
‫‪ -2‬الرقاب‪T‬ة عن طري‪T‬ق مش‪T‬اركة باألغلبي‪T‬ة (من ‪%50‬إلى ‪%80‬من رأس الم‪T‬ال)‪ :‬الملكي‪S‬ة ألغلب األم‪S‬وال‬
‫من قب‪S‬ل ف‪S‬رد واح‪S‬د أو مجموع‪S‬ة ص‪S‬غيرة من األف‪S‬راد تعطى له‪S‬ذه المجموع‪S‬ة الص‪S‬الحية والس‪S‬لطة للقي‪S‬ام‬
‫بالمراقبة القانونية‪.‬‬
‫‪ -3‬الرقاب‪TT‬ة عن طري‪TT‬ق مش‪TT‬اركة باألقلي‪TT‬ة (من ‪% 20‬إلى ‪%50‬من رأس الم‪TT‬ال)‪" :‬ف‪SS‬رد أو مجموع‪SS‬ة‬
‫أف‪S‬راد بمش‪S‬اركة معت‪S‬برة في رأس الم‪S‬ال ؛يس‪S‬يطرون على المؤسس‪S‬ة‪ ،‬بن‪S‬اء على كف‪S‬اءتهم في نياب‪S‬ة اآلخـرين‬
‫في حال‪SS‬ة الملكي‪SS‬ة المج ‪S‬زأة وال‪SS‬تي تض‪SS‬اف إلى مش‪SS‬اركتهم القيم‪SS‬ة؛ ه‪SS‬ذه المجموع‪SS‬ة تس‪SS‬يطر على أغلبي‪SS‬ة‬
‫األص‪S‬ول؛ وكلم‪S‬ا ك‪S‬انت الش‪S‬ركة كب‪S‬يرة؛ كلم‪S‬ا ك‪S‬انت الحص‪S‬ص ك‪S‬ذلك ؛ وبالت‪S‬الي من الص‪S‬عب تنحي‪S‬ة األقلي‪S‬ة‬
‫ذات النف‪S‬وذ والثق‪S‬ل داخ‪S‬ل المؤسس‪S‬ة ؛ وق‪S‬د الح‪S‬ظ ‪Means et Berle‬ب‪S‬يرل ومي‪S‬نز" أن‪S‬ه ينبغي إع‪S‬ادة توجي‪S‬ه‬
‫التف‪S‬ويض بالتص‪S‬ويت للمس‪S‬اهمين من قب‪S‬ل المش‪S‬اركين باألقلي‪S‬ة ب‪S‬دل حص‪S‬رها بين أي‪S‬دي أعض‪S‬اء المديري‪S‬ة‬
‫العامة للشركة كتصويت بالنيابة‪.‬‬
‫‪ 4 .‬الرقاب‪T‬ة عن طري‪T‬ق وس‪T‬يلة قانوني‪T‬ة‪ :‬مث‪S‬ل "ال‪S‬تراكم اله‪S‬رمي على س‪S‬بيل المث‪S‬ال؛ مض‪S‬اعفة مس‪S‬اهمات‬
‫األقلي‪S‬ة خاص‪S‬ة عن طري‪S‬ق الش‪S‬ركات القابض‪S‬ة ‪ holdings‬؛ تس‪S‬مح للم‪S‬الكين بممارس‪S‬ة رقاب‪S‬ة على الم‪S‬ديرين‬
‫التنفي‪S‬ذيين م‪S‬ع مش‪S‬اركة اس‪S‬مية ض‪S‬عيفة في رأس الم‪S‬ال؛ نش‪S‬ير إلى أن ه‪S‬ذا الن‪S‬وع من المض‪S‬اربة الهرمي‪S‬ة ك‪S‬ان‬
‫محظورا في الواليات المتحدة‬
‫مش‪S‬اركة باألقلي‪S‬ة للس‪S‬يطرة على أعم‪S‬ال الش‪S‬ركة"‪ .‬في الحال‪S‬ة األخ‪S‬يرة تص‪S‬نف الش‪S‬ركة بأنه‪S‬ا تحت الرقاب‪S‬ة‬
‫التس‪SS‬ييرية‪( ،‬تحكم الط‪SS‬اقم اإلداري) حيث تك‪SS‬ون فيه‪SS‬ا الملكي‪SS‬ة مقس‪SS‬مة للغاي‪SS‬ة؛ وحس‪SS‬ب ‪Means et‬‬
‫‪ "Berle‬ب‪S‬يرل و مي‪S‬تر" ف‪S‬إّن الس‪S‬لطة والنف‪S‬وذ تنتق‪S‬ل بين أي‪S‬دي اإلدارة العلي‪S‬ا‪ ،‬وق‪S‬د أدرج الباحث‪S‬ان سلس‪S‬لة من‬
‫األمثل‪S‬ة لمؤسس‪S‬ات تحت رقاب‪S‬ة اإلدارة العلي‪S‬ا على س‪S‬بيل المث‪S‬ال؛ في ش‪S‬ركة للس‪S‬كك الحديدي‪S‬ة بس‪S‬لنفانيا؛ حيث‬
‫وفي س‪S‬نة ‪، 1929‬ك‪S‬ان المس‪S‬اهم األك‪S‬ثر أهمي‪S‬ة واألك‪S‬بر حص‪S‬ة‪ ،‬يمل‪S‬ك ‪ %3.0‬من مجم‪S‬وع األس‪S‬هم؛ وك‪S‬ذا في‬
‫حال‪S‬ة ش‪S‬ركة أخ‪S‬رى؛ أين يمل‪S‬ك ك‪S‬ل المس‪S‬اهمين أك‪S‬ثر من ‪ 500‬س‪S‬هم (ع‪S‬دد المس‪S‬اهمين ‪ 236‬مس‪S‬اهم) ال تمث‪S‬ل‬
‫حتى ‪%5‬من رأسمال الشركة‪.‬‬
‫ا لتحكم التسييري يسمح للمديرين التنفيذيين باإلضرار بمصالح المساهمين ؛فالمديرون من غير‬
‫المساهمين في الشركة ال يهتمون بربح الشركة المحول للمساهمين (أرباحهم)؛ فهم يستفيدون من مزايا‬
‫أخرى من وضعيتهم ؛مكافئاتهم ؛الشهرة والجاذبية الشخصية‪.‬‬
‫إذا كانت رقابة المساهمين ضعيفة أو معدومة؛ سيكرس المديرون التنفيذيون جزءا مهما من موارد‬
‫المؤسسة في إشباع هذه الحاجيات؛ سلوك تقديري يضر بنجاعة أداء الشركة والقيمة المالية لألسهم؛‬
‫فقيمة السهم في سوق مالي فعال (يستجيب للشروط) تساوي ثمن القيمة الحالية لألرباح المستقبلية‬
‫المتوقعة في التاريخ المعطى ‪ .‬كل عمل من قبل المدير التنفيذي ال يسمح بتعظيم الربح؛ يؤدي إلى‬
‫اإلضرار بالمالك الذي يتحصل على حصص أقل‪ ،‬وبالتالي تنخفض قيمة السهم في السوق المالي؛‬
‫وهناك العديد من األعمال التي حاولت البحث عن توصيف أو إلثبات عدة فرضيات حول سلوك‬
‫المديرين التنفيذيين في الحالة التي تخضع فيها الشركة للتحكم التسييري‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬ايجابيات وسلبيات النظرية‬
‫ايجابياتها‪:‬‬
‫• ‪ -‬بنيت هذه النظرية على سلبيات النظريات الكالسيكية التي لم تولي اهتماما كبيرا بالمؤسسة ولم‬
‫تعتبرها كائن دينلميكي‪.‬‬
‫‪ -‬شجعت على العمل التسيري وكذا اهتمت بفئة المسيرين بدرجة كبيرة‪.‬‬
‫‪ -‬تخلصت ﻣن فكرة تناقض المساهمين و عدم قدرتهم على السيطرة و اتخاذ القرار ‪.‬‬
‫‪ -‬فصل الملكية عن التسيير لزيادة فعالية المؤسسات جعلها حجر األساس للنظريات التي تلتها‪.‬‬
‫السلبيات‪:‬‬
‫‪ -‬ضياع سيطرة المساهمين على أموالهم ‪.‬‬
‫‪ -‬انحراف المسيرين عن الهدف الرئيسي و هو تعظيم األرباح و االلتفات إلي مصالحهم الخاصة ‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة أجور المسيرين أدت بالضرورة إلي انخفاض أرباح المساهمين مما أدى إلى وجود صراعات ‪.‬‬
‫‪ -‬تعرضت النظرية لعدة انتقادات مما دعي إلى ظهور نظريات جديدة‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫من خالل ما قدمناه في بحثنا نجد ان تعارض اهداف كل من المالكين‬
‫والمسيرين من اهم االسباب التي ادت الى ضرورة فصل الملكية عن‬
‫االدارة حيث يهدف المالكين بالدرجة االولى الى تحقيق اقصى ربح‬
‫بينما يهدف المسيرين الى البحث عن االستمرارية‪ ،‬خاصة في ظل كبر‬
‫المؤسسات و التطورات السوق الحاصلة في السوق وكذا البيئة التي‬
‫اصبحت سريعة وديناميكية‪ ،‬وبالتالي وجوب وجود نظام تسييري فعال‬
‫يمكن من التحكم في كل هؤالء المتغيرات‪ ،‬بحيث يرون ان تحقيق الربح‬
‫مجرد تحصيل حاصل يتحقق على المدى الطويل‪.‬‬

You might also like