Professional Documents
Culture Documents
Inbound 1887506868913765357
Inbound 1887506868913765357
Inbound 1887506868913765357
اتفق المختصون على اعتبار التربية على المواطنة هدفا أسمى لكل نظام تربوي ،
ويختلفون حول تعريف التربية على المواطنة فبينما عرفها شيرلي إنجل Shirley
Angelسنة ” 1960على أنها عملية صنع القرار“ ،عرفها جيمس شيفر James
Sheafferسنة 1967على أنها ”إعداد المواطن لالشتراك الفعال في المجتمع
الديمقراطي“ .أما ريتشارد ريمج ) Richard Remage(1979فيعتبر ”أنها تتمثل في
الحقوق والمسؤوليات و الواجبات المصاحبة لحم مجموعة بشرية مختلفة ينتمي إليها
الفرد نفسه“ .لئن تعددت التعاريف فيمكن حصرها في كون التربية على المواطنة نشاط
تربوي هادف إلى تنشئة التلميذ وتنمية شخصيته بشكل شمولي ليكون مواطنا ذا شخصية
متوازنة ،يشارك بشكل فاعل في بناء وطنه ويدافع عنه و يحافظ على
ممتلكاته ،ويمارس حقوقه وواجباته التي كفلها الدستور من خالل
االنخراط في العمل و المساهمة بفاعلية في الحياة اليومية.
التربية على المواطنة :االهمية و االبعاد
االهمية :
تظهر أهمية التربية على المواطنة من حيث أنها عملية متواصلة لتعميق الحس والشعور
بالواجب :
على المستوى الوطني :وذلك بالمحافظة على مكتسباته ومنجزاته ،وإدراك طبيعة
النظام السياسي ،واحترام القوانين والتشريعات في الدولة ،وتقدير أهمية المحافظة على
الوحدة الوطنية ،وحب الصالح العام واالهتمام بالقضايا العامة.
على المستوى االجتماعي :ويهدف إلى إدراك طبيعة النظم االجتماعية والثقافية
للجماعات المختلفة في المجتمع ،والوعي بالعادات والتقاليد والقضايا و المشكالت السائدة
في المجتمع إلدراك معنى المسؤولية الجماعية.
على المستوى الشخصي :من خالل بناء قدرات األفراد على ضبط النفس ،والتسامح
سواء على مستوى الفكر والسلوك والثقة بالنفس ،وتحمل المسؤولية ،والوعي بالحقوق
الشخصية ،والقدرة على االندماج في المجتمع بما يتطلب ذلك من
مواقف وسلوكيات تنفتح على ثقافات المجتمعات المختلفة.
على المستوى المهاري :ويعنى بالتدريب على مهارات التفكير
العلمي ،وحل المشكالت واتخاذ القرار ،والحوار البناء ،وتقبل نقد
اآلخرين ،والتعلم الذاتي لتوظيف المعارف و المهارات المكتسبة
في مواقف جديدة.
.2أبعاد التربية على المواطنة :
تتسم بأربعة أبعاد رئيسية :
معرفة الحقوق والواجبات :ويشمل الجوانب التشريعية التي تنظم عالقة المواطن مع
الحكومة ،وعالقته مع مؤسساتها والحقوق التي يحصل عليها ،وهي حقوق متعددة:
سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية وثقافية في مقابل الواجبات التي يلتزم بها.
مجموعة والواجبا
معرفة الحقوق فهم الهوية الوطنية :حيث أن كل مجتمع له هويته الوطنية التي
تتكون من
متعددة من العناصر المادية والمعنوية ،وتبرز من هذه العناصر العادات والتقاليد ،واليات
التفاعل بين الناس ،والقيم التي تحكم هذا التفاعل
تعزيز االنتماء :حيث يتسم أي مجتمع بتعدد انتماءات أفراده ،ويكمن دور مؤسسات
الدولة في نقل الفرد من االنتماءات الفرعية إلى االنتماء الوطني ،ومن حق الفرد أن
يحتفظ باالنتماءات الدينية والمذهبية ،والقبلية ،لكن حق المجتمع
والدولة أن يكون االنتماء الوطني في قمة هذه االنتماءات.
تعزيز المشاركة :وهي تعتبر بمثابة أحد واجبات المواطن التي
تساهم في الحفاظ على حقوقه ،وتعطيه دورا القرارات المتعلقة به.
.IIIدور الحياة المدرسية في
التربية على المواطنة
دور
األصدقاء دور المعلم دور اإلدارة المدرسية
إن االدارة التي تمنح التلميذ الوعي
وذلك عن طريق القدوة الحسنة أمام
بالدور المنوط به وتشجعه على
يمكن للصداقات اإليجابية أن تشجع تالميذه وقيامه بدور المربي الذي
ممارسته باشراكه في فرص العمل
األطفال على تطوير قيم العدالة تتجسد في شخصيته تلك القيم حيث
الجماعي ،االعتناء بنظافة الهندام
واالهتمام باآلخرين ،مما يسهم في يكون عالقة ديمقراطية معهم
والقسم ،رفض السرقة والغش
بناء جيل يلعب دوًرا فّع ااًل .اضافة ويحترمهم ويلتمس مشكالتهم يحترم
والخمول ،التصدي بحزم للعيوب
الى تطوير تعزيز قيم المسؤولية آرائهم ويتقبلها حتى يستطيع ان
المتفشية في الوسط
واالحترام المتبادل للتنوع ،وتشجيع يساهم في تنمية االنتماء في نفوسهم
المدرسي ،تعويده على التحلي
التعاون والتفاعل اإليجابي بين نحو المدرسة وبالتالي نحو المجتمع
بالمسؤولية والجد في تعلمه وبناء
المتعلمين .االمر الذي يمكنهم من والوطن ما يقتضي ذلك تطوير
شخصيته ،اإلسهام في ترقية بيئته
بناء الهوية الوطنية واالهتمام قدراتهم ومعارفهم والتمكن من
احترام اآلخر وعدم االنتقاص منه ال
بالمجتمع ،مساهمين في تشكيل أفراد المادة المدّر سة حيث يسهم في غرس
شك أنها بذلك تزرع في نفوس
يعتنون بالمصلحة العامة وبناء بيئة روح الوالء للهوية الوطنية و
المتعلمين روح المواطنة الحقيقية
داعمة لاللتزامات المجتمعية اكتساب مبدأ العمل و التعاون
التي لن تتأخر عن التجلي في
الجماعي من خالل طرق التدريس
شعوره باالفتخار واالعتزاز بانتمائه
الحديثة.
إلى هذا الوسط
بعض األنشطة التي يمكن ان تكرس التربية على المواطنة :
•التنسيق بين المدرسة و عدة متدخلين آخرين الجمعيات و
المنظمات من اجل تنظيم مهرجانات ثقافية ورياضية .
•عرض مقاطع فيديو تاريخية و اشراطة وثائقية في مادة
التاريخ مثال لتعزيز االنتماء بمقومات الهوية الوطنية .
•تنظيم حمالت التشجير وتجميل مرافق المدرسة بإشراك كافة أفراد األسرة التربوية .
•انشاء مجلة مدرسية تنشر فيها أخبار المدرسة وأنشطة و انجاز التالميذ و نجاحاتهم.
•الحث على السلوكيات الحضرية كضبط النفس واالنضباط و التواضع والتسامح و االحترام .
•المشاركة في الفعاليات الصحية بالتعاون مع المؤسسات المهتمة باألنشطة التوعوية والتحسيس
لمكافحة التدخين تعاطي المخدرات.
.IVتحديات المدرسة في التربية على قيم
المواطنة في ظل العولمة
إن ما تفرزه العولمة وتدعو إليه من توحيد للثقافات وإحداث تغييرات في الحراك
االجتماعي وإخالل بالعادات واألطر المجتمعية ،كل ذلك وغيره من التداعيات له أثره
السلبي على ضعف االنتماء واعتباره معوقا لتنمية المواطنة.
ان العولمة الثقافية تتضمن إدماج العالم في قالب واحد وبمقوالت واحدة ،عالم يشكل مدينة
واحدة ،عالم ال حدود له ،يتعلق األمر هنا بتداخل الثقافات والتكنولوجيات واالقتصادات.
ففي ظل العولمة يصعب تحديد الهوية الوطنية نتيجة التأثيرات الثقافية المتعددة ،لذلك