‫المعهد العالي للدراسات التطبيقية في اإلنسانيات بتوزر‬

‫دور المهارات الحياتية في تنمية قدرات‬

‫التالميذ في تحسين النتائج وفي‬
‫االندماج المدرسي والعائلي‬
‫واالجتماعي‬
‫بحث من إنجاز‪ :‬صفوان الحجري ويسري بوبكر‬
‫تحت إشراف‪ :‬األستاذ سامي حمادي‬
 ‫الفهرس‪:‬‬

‫‪ .I‬تعريف المهارات الحياتية‬

‫‪ .II‬دور المهارات الحياتية في تنمية قدرات التالميذ‬
‫على االندماج المدرسي والعائلي واالجتماعي‬
 ‫المقدمة‪:‬‬

‫تحظى المهارات الحياتية بأسوة كبيرة في حياة االنسان عامة والطفل‬

‫خاصة‪ ،‬لما لها من مزايا مست العديد من الجوانب الحياتية‪.‬‬
‫فأين يتجلى دورها؟‬
 ‫عرفت المنظمة العالمية للشباب المهارات الحياتية على أنها ” مجموعة شاملة من‬
‫المهارات والقدرات اإلدراكية وغير اإلدراكية العامة‪ ،‬وسلوكيات االتصال‪،‬‬
‫والتوجهات الشخصية التي ينميها الشباب ويحتفظون بها طوال حياتهم”(المنظمة‬
‫الدولية للشباب‪ ،2014 ،‬صفحة ‪.)3‬‬

‫عرفت منظمة الصحة العالمية ”مهارات الحياة ”بأنها القدرة على التكيف؛ واألداء‬
‫االيجابي الذي يمكن الفرد من العيش بفاعلية والتعامل مع التحديات التي تواجهه‪ .‬وفي‬
‫تعريف آخر لمنظمة الصحة العالمية؛ تم تعريف ”مهارات الحياة ”على أنها القدرة‬
‫على التكيف والسلوك اإليجابي؛ التي تمكن الفرد من التعامل بفاعلية مع متطلبات‬
‫الحياة وتحدياتها اليومية‪.‬‬
 ‫وقيل في تعريف المهارات الحياتية للتالميذ‪" :‬إَّنها مجموعٌة من المهارات التي‬
‫يحتاُجها التلميذ إلدارة حياِته‪ ،‬وتكسُبه االعتماَد على الَّنفس‪ ،‬وَقبول اآلراء األخرى‪،‬‬
‫وتحِّقُق الِّر ضا النفسي له‪ ،‬وتساعُد ه في التكيف مع متغيراِت العصر الذي يعيُش‬
‫فيه‪ ،‬مثل مهاراِت الَّتواصل‪ ،‬والقيادة‪ ،‬والعمِل الجماعي‪ ،‬وحِّل المشكالت‪ ،‬واتخاذ‬
‫القرار"‪.‬‬
 ‫كما تعرف منظمة "اليونسكو" (‪2000‬م) على موقِع ها اإللكتروني‬
‫المهاراِت الحياتية بالنسبة لمرحلِة المراهقة بأنها‪" :‬وسيلٌة لتمكيِن‬
‫الَّش باب من مواجهِة ما يتعَّرضون له من مواقف‪ ،‬ويشير هذا الَّتعليم‬
‫إلى عمليٍة تفاعلية من التعليم والتعُّلم تمِّك ن المتعِّلمين من اكتساِب‬
‫المعارف‪ ،‬وتطوير التوُّج هات التي تدعُم تبِّني األنماِط الُّسلوكية‬
‫الَّصحيحة والَّسليمة"‪.‬‬
 ‫تؤّك د مجموعة من الدراسات على أن ” أهم الخبرات والتجارب االجتماعية لألطفال‬
‫تحدث في المحيط المدرسي‪ ،‬وأن نوعية هذه التفاعالت االجتماعية هي التي تحدد‬
‫اندماجهم وتوفقهم في حياتهم الدراسية‪ ،‬ذلك أن مهارات التواصل والمشاركة والتعاون‬
‫والضبط االنفعالي‪ ،‬واستعمال استراتيجيات الحوار والتفاوض والتساؤل والمبادرة‬
‫بالحديث والتواصل في مختلف المواقف المدرسية الصفية والالصفية ومواقف التعليم‬
‫بالخصوص‪ ،‬ذات أهمية كبرى في التحصيل الدراسي”‪ [15]،‬والتوافق االجتماعي‪،‬‬
‫والتوازن النفسي للمتعلمين‪ .‬مما يعني أن وظيفة المدرسة اليوم ال يمكن أن تختزل في‬
‫المعارف والمهارات األكاديمية الصرفة‪ ،‬بل تتعدى ذلك إلى تحقيق االندماج االجتماعي‬
‫والتوازن النفسي‪ ،‬بفضل العالقات التي ينسجها المتعلم(ة) مع األشخاص الذين يتعامل‬
‫معهم في المحيط المدرسي أو لنقل مع مجتمع المؤسسة المدرس‪.‬‬
‫• ولهذا السبب يرى الباحث أن “التعلم أثناء الحياة المدرسية يتطلب‬
‫تفاعال إيجابيا مع اآلخرين‪ ،‬حيث تشكل المهارات االجتماعية عامال‬
‫رئيسيا إلنجاح هذا التفاعل‪ ،‬إذ تساعد في تحقيق األهداف الشخصية من‬
‫جهة واألهداف المدرسية من جهة أخرى”]‪ .[16‬يرتبط هذا النجاح‬
‫بتنمية المهارات االجتماعية التي يمكن تصنيفها إلى ثالثة أصناف‬
‫أساسية وهي]‪:[17‬‬

‫• المهارات العاطفية‪ :‬وتشمل مهارات تقدير الذات‪ ،‬وإدارة المشاعر‪،‬‬

‫وإدارة الوقت والتوتر؛‬
‫• المهارات اإلدراكية‪ :‬وتتضمن مهارات التفكير بطريقة إبداعية‪،‬‬
‫والتفكير الناقد‪ ،‬واتخاذ القرار وحل المشكالت؛‬
‫• المهارات االجتماعية‪ :‬وتتألف من مهارات التواصل بشكل فعال‪ ،‬إدارة‬
‫النزاع والتفاوض‪ ،‬العمل كفريق وكسب التأييد‪.‬‬
 ‫بعض وظائف المهارات الحياتية للمتعلمين‬
‫إن البيداغوجيا المعاصرة تسعى إلى تمكين المتعلمين من مهارات الحياة اليومية‪ ،‬الشيء‬
‫الذي من شأنه أن يعزز التوجه نحو ترسيخ التعلم الذاتي والتعلم مدى الحياة‪ ،‬والحد من‬
‫الطرق التقليدية التي كبلت المتعلمين ومنعتهم من اإلبداع والتفكير النقدي‪ .‬باعتبار أن‬
‫المهارات الحياتية هي “مجموعة من القدرات العاطفية واإلدراكية واالجتماعية‪ ،‬التي‬
‫تساعد األشخاص عموما‪ ،‬والشباب خصوصًا‪ ،‬على اتخاذ قرارات مدروسة‪ :‬حل‬
‫المشكالت‪ ،‬التفكير بصورة ناقدة وخالقة‪ ،‬التواصل بفعالية وإقامة عالقات سليمة‪ ،‬تسيير‬
‫شؤون حياتهم ومواجهة ما يعيقهم بصورة صحية ومنتجة”‪[23].‬‬
‫و تتسم هذه المهارات الحياتية بمجموعة من الوظائف‪ ،‬حيث تمكن‬
‫األشخاص من‪:‬‬
‫• التعرف واالستجابة ألحداث الحياة اليومية المهم‪.‬‬
‫• التصرف بفعالية ضمن عالم متغير‪.‬‬
‫• إدارة أنفسهم وحياتهم بشكل منتج وفعال‪.‬‬
‫• المساهمة في المجتمع‪.‬‬
‫• كما أنها تؤثر إيجابا في نوعية الحياة‪.‬‬
‫هذه الوظائف تسعى إلى تمكين المتعلمين من االندماج في مجتمعهم اندماج الفاعلين المنتجين‬
‫الواثقين من أنفسهم والمتصرفين بفعالية في عالم متغير‪ .‬ويقتضي ذلك على المستوى التربوي‬
‫اعتبار المتعلم ذاتا فاعلة في العمل التربوي‪ ،‬وينبغي التعامل معها انطالقا من بيداغوجيا تقّيم‬
‫ذاتها على أساس التشارك والتفاعل والتواصل داخل “مدرسة فعالة”‪ ،‬يتعلم فيها الطفل ذاتيا‬
‫باختياره قدر اإلمكان ما يتعلمه وطرق هذا التعلم‪ ،‬مع ضرورة التمييز بين أنشطة التدريس‬
‫وأنشطة التعلم‪ ،‬باعتبار هذه األخيرة تهتم بتنمية المهارات الحياتية والقدرات العقلية والمواقف‬
‫الوجدانية بغرض االندماج االجتماعي‪[24].‬‬
 ‫المصادر‬

• https://www.alukah.net/social/0/31771/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A
7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8
%AA%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC
%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%88%D9%
8A/
-D-

• https://jilrc.com/archives/14016