Professional Documents
Culture Documents
Présentation1مكانة المنظومة التشريعية الجزائرية ضمن الشرائع المعاصرة الكبرى
Présentation1مكانة المنظومة التشريعية الجزائرية ضمن الشرائع المعاصرة الكبرى
.قبل تحديد مكانة المنظومة التشريعية الجزائرية ضمن الشرائع الكبرى يتعين معرفة تكوينها في مبح 1ومميزاتها في مبح2
المبحث األول :تكوين المنظومة التشريعية الجزائرية و تطورها
لتحديد هذه الخصائص يتعين معرفة تكوين و تطور هذه المنظومة و نستعرض المراحل التاريخية التي عرفتها المنظومة التشريعية الجزائرية.
قبل جزأرة المنظومة التشريعية الجزائرية عرف هذا البلد عدة أنظمة قانونية مما يستوجب التميز بين مرحلة ما قبل االستقالل و ما بعدها.
المطلب األول :مرحلة ما قبل االستفالل :عرفت الجزائر عدة حضارات نتيجة الغزوات التى كانت تسلط عليها؛ من الرومان و البزنطيين إلى الفرنسيين مرورا
بالعثمانيين .فتأثرت الجزائر بهذه الغزوات و حضاراتها بدرجات متفاوتة .فمنها ما ُأستقر عليه كالشريعة اإلسالمية و بقايا المستعمر الفرنسى .ومنها ما اندثر و
تالشى بتالشي المستعمر .لمزيد من التفصيل راجع مؤلفنا.
المطلب الثاني :مرحلة ما بعد اإلستقالل عرفت المنظومة القانونية الجزئرية تطورا معتبرا سواء كان ذلك في ظل دكتاتورية الحزب الواحد و نظام اإلقتصاد
الموجه أو في ظل نظام التعددية و إقتصاد السوق .لمزيد من التفصيل راجع مؤلفنا
تتم\يز ه\ذه الف\ترة بوض\ع أس\س لبن\اء دول\ة قوي\ة و إقتص\اد يغطي حاجي\ات المواط\نين في ظ\روف سياس\ية خاص\ة .تقتض\ي تعزيزالس\يادة الوطني\ة في مج\االت خاص\ة
"أ" قبل وضع منظومة جزائرية مكتملة "ب".
أ-مرحلة تعزيز السيادة الوطنية (:)1975-1962
تب\دأ ه\ذه المرحل\ة ب\إعالن االس\تقالل و اعتم\اد ع\دة نص\وص أساس\ية به\دف اس\ترجاع و تعزي\ز الس\يادة الوطني\ة ،في مرحل\ة أولى .ثم ت\دعيم ه\ذه الس\يادة ببن\اء مؤسسJات "ال تJزول بJزوال
الرجال" .ووضع أسس إلقتصاد يقوم على الملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج .وذلك في ظروف سياسية خاصة.
ب) مرحلة الجزأرة :في سنة 1973أصدر مجلس الثورة توصية ،يحث فيها على ضرورة جزأرة القوانين فى فترة ال تتجاوز ثالث سنوات .وفي هذا الصدد
تطبيقا للتوصية السالفة الذكر ،صدرت مجموعة من األوامر كلها تؤكد اإلتجاه اإلشتراكى للنظام الجزائري .الميثاق الوطني و دستور 1976و قبلها كانت قد صدرت نصوص أخرى
منها القانون المدني و القانون التجاري و غيرها من النصوص لتشمل كل القطاعات و تسد الفراغ الذي تركه استبعاد تطبيق التشريع الفرنسي .و تتسم جل هذه النصوص بأنها مقتبسة من
النظام الفرنسي .و مكيفة حسب إيديولوجية و فلسفة النظام اإلشتراكى خاصة فى المجال االقتصادي و االجتماعي ،دون إهمال تعاليم الشريعة اإلسالمية,
ب -مرحلJة تعزيJز مبJادئ الليبراليJة واقتصJاد السJوق :اع\ادة النظ\ر في كث\ير من النص\وص المعتم\دة في مرحل\ة التك\ريس خاص\ة من\ذ بداي\ة األفي\ة الثالث\ة ،النه\ا التس\تجيب الى التط\ورات
من جه\ة و اتفJاق الشJراكة م\ع اإلتح\اد األوروبي و رغب\ة الجزائ\ر في االلتح\اق بالمنظم\ة العالمي\ة للتج\ارة )OMCمم\ا يس\توجب جع\ل المنظوم\ة ال\تي يعرفه\ا الع\الم في ض\ل العولم\ة
التش\ريعية تنس\جم م\ع متطلب\ات ه\ذه المنظم\ة ومن ه\ذه النص\وص الق\انون الم\دني ، 2005ق\انون التأمين\ات 2006ق\انون النق\د والق\رض ،ق\انون المنافس\ة ،ق\انون حماي\ة المس\تهلك ،ق\انون
اإلعالم ،قانون العمل والضمان االجتماعي الخ
من حيث الشكل :هي مجموعة قانونية مكتوبة تتخذ أشكال مختلفة ( التقنيات ،القوانين ،مراسيم تشريعية ،أوامر ،قرارات ،لوائح ،تعليمات و كل التنظيم الذي يصدره الجهاز التنفيذي
و السلطات العمومية بتفويض من المشرع) ،و تنشر هذه النصوص بهدف إعالم الجمهور في الجريدة الرسمية للجمهورية أو منشورات رسمية خاصة بكل قطاع و يتخذ التشريع
الجزائري نفس االتجاهات المعاصرة للتشريع في رغبة تنظيم كل شيء في المجتمع تحت غطاء حماية النظام العام االقتصادي و االجتماعي والبيئ مما يحد كثيرا في حريات األفراد و
يزيد في سلطة الإدارة و من جهة أخرى تدخل المشرع بكثرة في كل المجاالت يجعل القوانين متغيرة و غير مستقرة ،و كغيره من التشريعات الحديثة فهو ال يكتفي بإصالح األوضاع
االجتماعية و االقتصادية و إنما يتنبأ و يسبق األحداث بوضع أحكام و تنظيم التحوالت و التطورات التي قد يعرفها المجتمع.
-وحدة المصدر القانوني :يعد القانون المكتوب أو البرلماني أو التشريع وما يتفرع عنه من تنظيم المصدر األساسي للمنظومة القانونية الجزائرية ،ويرجع ذلك الى األسباب
التاريخية التي مرت بها الجزائر.
وعلى ض\وء معJايير تصJنيف القJوانين الوضJعية في الشJرائع الكJبرى المعاصJرة و على ض\وء مم\يزات الق\انون الجزائ\ري يمكن إدراج القJانون الجزائJري ض\من قJوانين آسJيا و إفريقيJا
وفقJا للمعي\ار ال\ذي اقترح\ه األس\تاذ فرومJون أو ض من الش ريعة الروم انو جرمانية حس ب معي ار العناص ر الثابة أو مجموعJة األنظمJة القانونيJة للJدول القانونيJة الJتي تفتقJد إلى التقاليJد
القانونية العتيقة .لمزيد من التفصيل راجع مؤلفنا
حيث نج\د أن الق\انون الجزائ\ري م\ركب من عJدة طبقJات ليكJون نظام\ا واح\دا و أرض\ية ه\ذه الطبق\ة ه\و الشJريعة اإلسJالمية و أع\راف األم\ة اإلس\المية و تقالي\دها ال\تي تبقى تلعب دورا
كب\يرا في المجتم\ع الجزائ\ري في مج\ال العب\ادات أو المع\امالت خاص\ة بين األف\راد ،و توج\د إلى ج\انب الش\ريعة اإلس\المية قJوانين حديثJة مقتبسJة أغلبه\ا من األنظمJة الغربيJة و خاص\ة منهJا
شJريعة " "RGو على الخص\وص المدرسJة الالتينيJة و بالتحدي\د الفرنسJية و ك\ذلك بعض األنظم\ة األنجلJو سكسJونية ال\تي انتش\رت في الع\الم كاإلعتمJاد اإليجJار ،عقJد تحويJل الفJاتورة ،عقJد
التسJJيير...الخ ,فهي إذا منظومJة عصJرية و حديثJة حيث هى حصJيلة سياسJة اإلسJتقبال و إلقتبJاس األنظم\ة ال\تى أثبتت نجاعته\ا و هى حوصJلة لمJا توصJلت إليJه
التشJريعات الحديثJة خاص\ة منه\ا األوروبيJة عن طري\ق المنظوم\ة التش\ريعية الفرنس\ية باعتب\ار ه\ذا البل\د عض\و فى اإلتح\اد األوروبى فه\و مل\زم بجع\ل قوانين\ه تنس\جم و
تتالئم م\ع ق\وانين اإلتح\اد األوروبي و الك\ل يعلم أن نظ\ام ه\ذا األخ\ير ه\و في ط\ور التك\وين وكم\ا يس\مى بالقJانون األوروبي Le Droit Communautaireو
يعتبر مخبرا لتطبيق النظريات المستحدثة فى مجال القانون.
تأثرت ه\ذه المنظوم\ة بالق\انون المق\ارن كغيره\ا من ال\دول و معJالم هJذه اآلثJار واضJحة من خالل المؤسسJات القانونيJة المعتم\دة في الجزائ\ر و تنظيماته\ا .كم\ا س\بق وأن أش\رنافإذا ك\انت
سياس\ة اإلس\تقبال و اإلقتب\اس قب\ل أح\داث أكت\وبر 1988يطغى عليه\ا نظ\ام اإلقتص\اد الموج\ه ف\إن ه\ذه السياس\ة من\ذ ه\ذه األح\داث "تحJررت" ب\دورها .وهي تعم\ل على إرس\اء أس\س بن\اء "دولJة
القانون" مستعينة بتجارب دول أخرى سبقتها في هذا المجال .لمزيد من التفصيل راجع مؤلفنا
هذا ال ينفى و ج\ود بعض األنظمJة ال\تي ال تنتمى إلى""RGو لكن معتم\دة في الجزائ\ر ،لثب\ات نجاعته\ا في الع\الم كاإلعتمJاد اإليجJارى ،عقJد تحويJل الفJاتورة نظJام المحلفين ،نظJام الشJهر
العقارين ،عقد التسيير ....إلخ .لمزيد من التفصيل راجع مؤلفنا
وعلى العموم ،تتميز المنظومة التشريعية الجزائرية بطابعها التطوري والمتجدد ،نتيجة المؤثرات المختلفة ومنها على الخصوص ،انتهاجها اقتصاد السوق ،اتفاق الشراكة مع اإلتحاد
األوروبي و'استعدادها' لإلنظمام للمنظمة الدولية للتجارة ويضاف اليها متطلبات العولمة .كل هذه العوامل جعلت الجزائر تقوم بإصالحات وتعيد النظر في منظومتها القانونية وتجعلها
تتالئم مع مستجدات الوضع والواقع الدولي .كما يظهر ذلك بتأثير من القانون المقارن الدولي في النصوص الخاصة بحماية البيئة و ترقية التنمية المستدامة ،كانت الجزائر تهتم أكثر
بالتنمية وذلك على حساب البيئة ،لكن منذ سياسة "االنفتاح" وعلى الخصوص ،منذ مؤتمر ريو دي جنيرو ،1992عرفت السياسة البيئية منعرجا هاما وتحوالت جذرية في موقف
الجزائر الذي أصبح منسجما مع اإلتجاهات الدولية ،بالمصادقة على جل المعاهدات الخاصة بحماية البيئة و ترقية التنمية المستدامة ،وتكييف تشريعها مع الواقع الجديد .كما -ظهرت
مجموعة هامة من النصوص خاصة نظام البيئة وترقية التنمية المستدامة في مختلف القطاعات كالعمران والصناعة المناجم الفالحة السياحة المياه...الخ .وعلى غرار مجال البيئة،،
اإلجراءات المدنية واإلدارية ،التسويق والتوزيع ،حقوق الطفل ،المراة ،الفئات المعوزة وذوي اإلحتياجات الخاصة...الخ .لمزيد من التفصيل راجع مؤلفنا
غير أن\ه و م\ا يمكن مالحظتJه ،ف\إذا ك\ان العمJل البرلمJاني مهم\ا في الجزائ\ر لكن\ه يبقى حJبيس الجهJاز التنفيJذي ،و هيمنJة أفكJار الحJزب الواحJد علي\ه ،و يض\حى بمثاب\ة غرفJة تسJجيل- ،
أدرجت ه\ذه المالحظ\ات إلب\راز التب\اين بين النص\وص القانوني\ة المتم\يزة بالحداث\ة والعص\رنة وانس\جامها وفعاليته\ا في المي\دان والتع\رف على حقيق\ة القاع\دة القانوني\ة المق\ررة .و الصJحافة ،
ال\تي تعت\بر "السJلطة الرابعJة" في أغلب المجتمعJات المعاصJرة ،تتم\يز ب "انفتJاح مغلJق " ،وإن قطعت أشJواطا معت\برة لنيJل اسJتقالليتها ،إال أن تحررهJا يظJل صJوريا وتبقى معالج\ة المشJاكل
الحقيقيJة للمجتم\ع معالجJة سJطحية و هامشJية في أغلب األحيJان ك\ذلك مركزيJة القJرار هي السJائدة في اإلدارة ،و ه\ذه األخ\يرة ال تJزال تسJير بأفكJار اإلقتصJاد الموجJه ،واألخطJر ،كمJا يالحظJه
أالمتتبعين للنظام الجزائري' " ،البلطقية االقتصادية أو العصابة كما يسميها آخرون'،تموقعت في المناطق الحساسة لإلدارة العمومية وأصبح نفوذها يؤثر في القرار السياسي ,
نفس الوضع يعرفه قطاع العدالة ،فالقاضى يتمتع حسب النصوص القانونية بإستقاللية تامة ،ولكنه في الحقيقة و الواقع ،ال يزال حبيس البيروقراطية و سيطرة أفكار و طرق
عمل التي كانت سائدة في عهد الحزب الواحد ,و القاضى الدستوري بدوره كان حبيس القرارات السياسية .حيث أن جل العمل القانوني يبقي خارج الرقابة الدستورية ويبدو أن
المؤسسس الجزائري أخيرا تدارك هذا النقص بتكريس حق الدفع بعدم دستورية القوانين بتمكين المتقاضي بالدفع بعدم دستورية القوانين ومساهمته في الرقابة على دستوريتها.
رجع ،الدفع بعدم الدستورية .مجلة المجلس الدستوري عدد . 2017، 8اشعال الملتقى حول المحكمة الدستورية ودورها في بناء الجزائر الجديدة .عدد خاص مجلة المجلس الدستوري ،
رقم ,2021 – 17لمزيد من التفصيل راجع مؤلفنا