الزواج في مصر القديمة

You might also like

Download as pptx, pdf, or txt
Download as pptx, pdf, or txt
You are on page 1of 15

‫عادات تراثية موروثة‬

‫‪/‬إعداد‬

‫مريم محمد أحمد‬


‫نيرة هاني قرني‬
‫عادات الزواج في مصر القديمة‬

‫إن الزواج في مصر القديمة يمثل رباًطا مقدًس ا يجمع بين المرأة والرجل فقد قدس المصري القديم الزواج‪،‬‬
‫وحفظ للمرأة المصرية جميع حقوقها الزوجية‪.‬‬
‫"أحبب زوجتك كما يليق بها‪ ،‬قدم لها الطعام والمالبس‪ ،‬وأسعد قلبها ما حييت"‬
‫دعوة حكيم من مصر القديمة إلعالء شأن المرأة في القلوب‪ ،‬تأكيدا على دورها الذي لم يكن أقل من دور‬
‫الرجل الذي اتخذها شريكة له في جميع شؤون حياته‪ ،‬فأصبحت معلما بارزا في بناء حضارة تليدة ٌك تب لها‬
‫األبدية‪.‬‬
‫فطن المصريون القدماء إلى أهمية الترابط األسري‪ ،‬لذا شجعوا الزواج المبكر بمجرد بلوغ الشاب والفتاة‬
‫السن الذي يسمح بالزواج وتحمل المسؤولية‪ ،‬حفاظا على نسيج المجتمع وتماسكه‪.‬‬
‫سن الزواج لدى المصريين‬
‫القدماء‬

‫كان سن الزواج لدى النساء عند المصريين القدماء هو ‪ 14‬عاًم ا تقريًبا‪ ،‬وأحيانًا‬

‫كانت النساء يتزوجن في عمر أقل من ذلك مثل عمر ‪ 12‬سنة‪ ،‬أما الرجال فكانوا‬

‫يتزوجون عادة في أواخر سن المراهقة‪ ،‬أو أوائل العشرينات من العمر‪ ،‬وعادة إذا‬

‫كان الزوج أكبر عمرًا فهذا يعني أن هذا الزواج هو الزواج الثاني له بعد وفاة أو‬

‫طالق زوجتها‪.‬‬
‫اتفاقات الزواج‬

‫وأشار الباحثون إلى أن المهر كان ُيسمى بـ"شبن سحمة"‪ ،‬أو "هبة البكر"‪ ،‬وهو صداق يتناسب مع‬

‫مستواهما وعصرهما‪ ،‬سواء كان معجال أو مؤجال‪ ،‬وتدخل الزوجة بيت الزوجية بمنقوالت مناسبة تسمى "نكتون‬

‫إرحمة" أو "نكتون سحمة"‪ ،‬تمثل أمتعتها أو جهازها الذي تحتفظ بملكيته الخاصة‪ ،‬ويحق لها استرداده إذا ما‬

‫طلقها زوجها أو مات‪.‬‬

‫وعقب االتفاق على شروط الزواج تقدم دبلة الخطوبة المصنوعة من الذهب‪ ،‬والتي كان يطلق عليها‬

‫"حلقة البعث"‪ ،‬وكانت ترتديها العروس في اليد الُيمنى وُتنقل بعد الزواج إلى اليد اليسرى‪ ،‬وهو ما يتبع في مصر‬

‫إلى اآلن‪.‬‬
‫مراسم الزواج لدى المصريين القدماء‬

‫لم يكن لدى قدماء المصريين مراسم محددة للزواج‪ ،‬وإنما كان الزواج يتم ببساطة عبر انتقال المرأة‬

‫للعيش مع زوجها في منزله بعد إخبار والديها او وجود قرار من والديها بخصوص ذلك‪ ،‬ونقل جميع‬

‫ممتلكاتها‪ ،‬ومالبسها إلى هناك‪ ،‬وبمجرد بدء حياتهما معًا في بيت واحد فإنهما سيعتبران في المجتمع‬

‫وبأعين الناس اآلخرين زوًج ا وزوجة‪.‬‬

‫وترتدي العروس في ذلك اليوم الذي تنتقل فيه من بيت والدها إلى بيت زوجها فستانًا طويًال مصنوعًا‬

‫من الكتان‪ ،‬كما تضع شبكة على رأسها‪ ،‬وترتدي أجمل ما لديها من مجوهرات للتباهي بها أمام زوجها‪.‬‬
‫إمكانية الطالق في حال الخالف‬

‫خالفًا لمعظم المجتمعات القديمة التي كانت تمنع وتعارض الطالق؛ إذ كانت الزوجات يعاملن على أنهّن سلع أو ممتلكات‪،‬‬

‫كان قدماء المصريين يسمحون بالطالق وانفصال الزوجين عن بعضهما البعض في حال وجود سبب يدعو إلى ذلك‪ ،‬كانت‬

‫العالقة الزوجية تنتهي في حالة االتفاق على الطالق أو وفاة أحد الزوجين‪.‬‬

‫وكانت أسباب الطالق ‪ -‬التي أشارت إليها الوثائق المصرية هي‪ :‬حدوث شقاق مستمر وكراهية بين الطرفين‪ ،‬أو عدم‬

‫إنجاب الزوجة‪ ،‬أو ارتكاب الزوجة جريمة الزنا‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن المجتمع منح الزوج حق معاقبة الزوجة‪ ،‬إال أنه اشترط عدم اإلضرار بها أو سّبها‪ .‬وكان الزوج يتعهد‬

‫أمام القضاة بعدم إهانة زوجته وإال عوقب بمئة ضربة أو جلدة‪.‬‬
‫أسباب الطالق‬

‫حث األدب المصري الرجل على احترام المرأة وحرمتها‪ ،‬حتى لو لم تكن زوجته‪ ،‬تفاديا لالنفالت األخالقي‬

‫الذي قد يقود إلى خيانة زوجية ربما تفضي إلى الطالق إن كان متزوجا‪ ،‬كهذا المقتطف من تعاليم "بتاح‬

‫حتب"‪:‬‬

‫"إن كنت ترغب في المحافظة على سالم منزل تزوره‪ ،‬سواء منزل عظيم‪ ،‬أو منزل أخ ‪،‬أو منزل صديق ‪،‬أو‬

‫أي منزل تدخله‪ ،‬تجنب أن تقترب من النساء‪ ،‬فإن المكان الذي هن فيه ال يصلح‪ ،‬فآالف الرجال‬

‫تتبعوا هذه المخلوقات الجميلة‪ ،‬لكنهم تحطموا بسببها‪ ،‬وخدعتهم أجسادهن الرقيقة‪ ،‬التي أصبحت أكثر‬

‫صالبة من الحجر‪ .‬إن الرغبة ال تدوم إال لحظة وتمر كالحلم"‪.‬‬


‫السماح للزواج بين األقارب في األسر الحاكمة‬

‫لم يكن مسموحًا بزواج األقارب بين المصريين القدماء خالفًا لالعتقاد السائد إال بين األسر الحاكمة التي ُس مح فيها‬
‫بالزواج بين االخ وأخته أو األب وابنته‪ ،‬حيث أثارت قضية "زواج الملك بابنته" في عصر الدولة الحديثة تحديدا‪،‬‬
‫وفي عهد ثالثة من أعظم ملوك الفترة هم "أمنحوتب الثالث" و "أمنحتب الرابع (أخناتون)" و"رعمسيس الثاني"‪،‬‬
‫جدال تاريخيا بسبب إطالق لقب "حمت سنو ورت (زوجة الملك العظيمة)" على بنات بعينهن لهؤالء الملوك دون‬
‫بقية األميرات‪.‬‬
‫والثابت أن هذا اللقب حملته األميرة "سات آمون" ابنة "أمنحوتب الثالث"‪ ،‬واألميرتان "مريت آتون" و "عنخ إس‬
‫إن با آتون" في عهد أبيهما "أمنحوتب الرابع (أخناتون)"‪ ،‬واألميرات "نبت عنات" و"مريت آمون" و"نبت تاوي"‬
‫في عهد أبيهن الملك "رعمسيس الثاني"‪.‬‬
‫وربما كانت ترجمة اللقب في حد ذاته سببا رئيسيا في جعل البعض يعتقد أن الملك تزوج زواجا رسميا‬
‫وفعليا بابنته‪ .‬لكن بعض العلماء يرون أنه مجرد لقب شرفي تقاسمته األميرات مع أمهاتهن الملكات في‬
‫حياتهن‪.‬‬
‫وكان اللقب بمثابة رتبة تجعل األميرات قادرات على أداء بعض مهام األم الدينية واالجتماعية والسياسية‬
‫باإلنابة‪ ،‬السيما وأن جميع األميرات المذكورات بنات لملكات بارزات‪ ،‬هن "تي" و"نفرتيتي" و"نفرتاري‪،‬‬
‫و"است نفرت"‪ ،‬وجميعهن لهن أبرز دور في الحياة السياسية والدينية في تاريخ مصر القديم في عهد‬
‫أعظم ملوك الدولة الحديثة‪.‬‬
‫قضية زواج الملك بابنته‬

‫وربما كانت ترجمة اللقب في حد ذاته سببا رئيسيا في جعل البعض يعتقد أن الملك‬

‫تزوج زواجا رسميا وفعليا بابنته‪.‬‬

‫لكن بعض العلماء يرون أنه مجرد لقب شرفي تقاسمته األميرات مع أمهاتهن الملكات‬

‫في حياتهن‪ .‬وكان اللقب بمثابة رتبة تجعل األميرات قادرات على أداء بعض مهام األم‬

‫الدينية واالجتماعية والسياسية باإلنابة‬


‫مكان العيش‬

‫كان الزواج لدى المصريين يتطلب وجود منزل أو مسكن خاص يمتلكه الزوج ليعيش به هو‬

‫وزوجته منفردين‪ ،‬إذ كان من غير المعتاد لديهم أن يعيش الرجل والمرأة بعد زواجهما في منزل‬

‫والديه أو والدي العروس‪ ،‬وإنما يجب عليه امتالك منزل ليعيشا بمفردهما هناك‪ ،‬إذ كان ُيعتبر‬

‫ذلك بمثابة أن الرجل غير قادر على إعالة زوجته وأطفاله في المستقبل‪.‬‬
‫وجود وثائق للزواج تخص المرأة‬

‫يبدو أن الزواج في مصر القديمة لم يعرف التوثيق الرسمي كعقد بين طرفين قبل‬
‫فترة العصر المتأخر (القرن ‪ 11‬إلى القرن الرابع قبل الميالد)‪ ،‬بحسب تقسيم‬
‫عصور تاريخ مصر القديم‪.‬‬
‫ويعود أقدم نص يمكن االطالع عليه إلى عام ‪ 590‬قبل الميالد‪ ،‬كما ُع ثر على عقد‬
‫زواج مكتوب بالخط الهيراطيقي في جزيرة الفنتين جنوبي مصر‪ ،‬يعود إلى عهد‬
‫الملك نختنبو الثاني (‪ 341-359‬قبل الميالد)‪ ،‬وهو محفوظ في المتحف المصري‬
‫بالقاهرة‪ ،‬فضال عن عقد زواج مصري آخر مكتوب باللغة اليونانية‪ ،‬يرجع إلى عام‬
‫‪ 311‬قبل الميالد‪.‬‬
‫تعدد الزوجات‬
‫لم تعرف مصر القديمة تعدد الزوجات إال في أضيق الحدود‪ ،‬على الرغم من عدم وجود نص‬
‫صريح يمنعه أو يشجع على ترسيخه‪ ،‬وأرجع بعض العلماء ذلك إلى أسباب طبقية وربما‬
‫اقتصادية‪ ،‬أسهمت في الحد من انتشار التعدد في المجتمع‪ .‬ورغم إباحة تعدد الزوجات بين‬
‫الملوك والنبالء‪ ،‬إال أنه كان مقيدا بما يبرره‪.‬‬
‫تزوج بعض ملوك مصر بأكثر من زوجة ألسباب سياسية‪ ،‬كالملك "أمنحوتب الثالث"‪ ،‬األسرة‬
‫‪ ،18‬الذي اتخذ إلى جانب زوجته المصرية "تي" زوجات من بابل وميتاني وآشور‪.‬‬
‫كما تزوج الملك رعمسيس الثاني‪ ،‬األسرة ‪ ،19‬بخالف زوجتيه المصريتين "نفرتاري" و‬
‫"إيزيس نفرت"‪ ،‬األميرة ابنة ملك الحيثيين "خاتوسيل" بعد معركة قادش‪ ،‬زواجا سياسيا‬
‫يعرف بمصاهرة سالم بين الدولتين‪ ،‬وأطلق عليها "ماعت نفرو رع"‪.‬‬
‫تظل حضارة مصر القديمة نموذجا لفن الحياة‪ ،‬تلك الحياة فائقة البساطة برفعة‬

‫منزلتها وفلسفتها الفكرية بين حضارات الشرق القديم‪ ،‬وتطرح اللويت تساؤال عن‬

‫أهمية دراسة تاريخ مصر وتقول ‪":‬أهي رحلة في مصر القديمة؟ أم هي عودة إلى‬

‫أصولنا الحقيقة جميعا؟ ليت قراءة هذه النصوص تجعل مصر الغابرة تحيا من‬

‫جديد‪".‬‬

You might also like