Professional Documents
Culture Documents
بحث حول ماهية الخطأ والاهمال في المجال الطبي
بحث حول ماهية الخطأ والاهمال في المجال الطبي
عرض من انجاز
ياسين وركوش
محاور البحث
ماهية المسؤولية و الخطأ واإلهمال المحور األول
العمل الطبي والتمريضي عمل انساني محض مرتبط بعلوم ترسخ مفهوم الحق في الصحة من خالل ما هو وقائي
وعالجي وتلطيفي وتستوجب هذه المهن التفاني في العمل بمسؤولية تلبية لحاجيات المريض من خالل حسن
االستقبال بالمرفق حتى نهاية مرحلة االستشفاء ,لكن في بعض الحاالت يقع خطأ أو اهمال بقصد أو عن غير قصد,
ماهية الخطأ واإلهمال على ضوء القوانين المنظمة لمهنة الطب والتمريض ؟
مفهوم المسؤولية
يقصد بالمسؤولية بوجه عام تحمل الشخص نتائج وعواقب التقصير الصادر منه
بتعبير اخر هي المؤاخذة عن األخطاء التي تضر بالغير وذلك بالزام المخطئ بأداء التعويض للطرف المتضرر ووفق الطريقة والحجم
الذي يحددها القانون
ففي حالة خالف مرتكب الفعل قاعدة من القواعد األخالقية كانت المسؤولية أدبية وهي ال تتعدى سوى استنكار واستهجان المجتمع لهذا
الفعل
أما المسؤولية القانونية فهي الحالة التي يرتكب فيها الشخص فعال يسبب ضررا للغير فيتوجب محاسبة القانون له
وتنقسم الى نوعين مسؤولية مدنية و مسؤولية جنائية
المسؤولية بالمعنى القانوني تعني القواعد التي يجب فيها على الشخص الطبيعي أو االعتباري التصرف وتحمل العواقب الضارة لفعله
أو امتناعه عن الفعل,
فالمسؤولية هي التزام بالقيام باألعمال الموكلة أو ضمان شيء ما أو الوفاء بالعهود
ُتعرف المسؤولية بأنها الدور الذي يلعبه كل منا بمؤسسة معينة ،وفقًا لما يتصل هذا الدور من حقوق وواجبات .ويتوقف تحقيق
,المسؤولية بوعي الشخص ،وإدراكه لماهية الكيان ،وموقعه بالنسبة لهذا الكيان أو تلك المؤسسة
فمسؤولية الطبيب والممرض تنشأ عن التزام ببذل العناية بصفتها مبدأ أساسي مفاده ان المسؤولية الطبية مسؤولية عن الخطأ أي
أن الطبيب والممرض ال يدان اال أذا أفادت الضحية بوجود خطأ ضده و اال اعتبر الضرر نتاج خطأ المرفق الذي تم فيه
الضرر
والمسؤولية حاضرة ليس في حالة الخطأ التقني ,ولكن أيضا في حاالت الخطأ الماس بمبادئ اإلنسانية التي تجد ترجمتها
المتكررة في خرق التزام وحق المريض في االعالم والموافقة بطريقة واضحة قبل أي اقدام على اإلجراءات الطبية
أنواع المسؤولية
عندما نتحدث عن المسؤولية فالبد من تحديد نوعها فيمكن ان تكون مسؤولية ينتج عنها عقاب أو مسؤولية ينتج عنها
تعويض
فاألولى تعني معاقبة السلوك الغير الالئق بالمجتمع والثانية تقتضي تعويض الضحية عن الضرر الذي تسبب فيه الغير
وعبر التاريخ كان التفريق بين المسؤوليات مسألة صعبة فمثال باإلنجيل نجد قانون "تاليون" العين بالعين أي بمعنى اذا تسبب
شخص في فقدان عين شخص اخر فيعاقب بفقدان عينه وهو نفس الشيء في بعض التفاسير الضيقة لبعض مقتضيات الشريعة
اإلسالمية من خالل اعتماد العين بالعين والسن بالسن ,لكن اليوم أصبح األمر محسوما وأصبح التمييز بين المسؤوليات سهال
لكن الصعوبة تكمن في اثبات هذه المسؤولية ,فاذا خالف مرتكب الفعل قاعدة من القواعد األخالقية كانت المسؤولية أدبية ,في
حين أن المسؤولية القانونية هي مخالفة احد القواعد القانونية المعمل بها أو خرق لمقتضيات قانونية نص عليها المشرع مما
يتوجب معها التعويض والعقاب عن مخالفتها
أنواع المسؤولية
المسؤولية المدنية .I
يقصد بالمسؤولية المدنية بوجه عام المسؤولية عن تعويض الضرر الناجم عن االخالل بالتزام مقرر في ذمة المسؤول وقد
يكون مصدر هذا االلتزام عقدا يربطه بالمتضرر فتكون مسؤوليته عقدية يحكمها ويحدد مداها من جهة والقواعد الخاصة
بالمسؤولية العقدية من جهة أخرى وقد يكون مصدر هذا االلتزام القانون في صورة تكاليف عامة كااللتزام بعدم تجاوز سرعة
معينة عند قيادة سيارة
المسؤولية المدنية تعني الزام الطبيب أو الممرض المسؤول عن أداء التعويض للمريض وال تحمل معنى الردع الذي
تنطوي عليه المسؤولية الجنائية بل تفيد معنى جبر الضرر الذي تسبب فيه الممارس
المسؤولية المدنية هي األعمال اإليجابية والسلبية التي يرتكبها األطباء أو القائمون بالعمل الطبي أثناء الممارسة التي
تتوجب المؤاخذة والمساءلة المنصوص عليه في القانون عند حدوث الضرر للمريض عن طريق جبر الضرر بالتعويض و
االخالل بااللتزام الموجب للتعويض من قبل الطبيب قد يكون مصدره اتفاق أو عقد طبي الذي ليس بعقد مكتوب بل هو
ضمني في غالب األحيان الذي يتعهد فيه الطبيب بإيجاب ضمني بتقديم العالج والعناية بالمريض
فأي اخالل بهذا االلتزام ونتج عنه ضرر للمريض يكون الطبيب أمام مسؤولية عقدية تستوجب التعويض
أنواع المسؤولية
المسؤولية المدنية
.1المسؤولية التقصيرية
المسؤولية التقصيرية ناشئة عن التزام بين المريض والطبيب الذي يتجسد في القانون أو أنظمة المستشفى أو نظام معين ,,,,يتم
االخالل به ,,وقد ذهب القضاء الفرنسي مدة من الزمن الى اعتبار أن المسؤولية الطبية مسؤولية تقصيرية فقد صدر حكم في
عام
1838م من احدى المحاكم الفرنسية وعرض على محكمة النقض الفرنسية موضوع مسؤولية الطبيب فقررت انها تقصيرية
استنادا للمادتين ( )1383_1382من القانون المدني الفرنسي باعتبار ان هاتين المادتين واجبتي التطبيع عندما يصدر خطأ من
شخص معين يسبب ضرر للغير دون تمييز بين طبيب او غيره ,وقد استند انصار المسؤولية التقصيرية في مجال المسؤولية
الطبية الى عدة حجج منها أن كل فعل يقوم به االنسان وينشأ عنه ضرر للغير فانه يوجب المسؤولية التقصيرية ,واعتبار ان
المساس باإلنسان وجسمه هو مساس بالنظام العام ,
أنواع المسؤولية
أساسها العقد الصحيح والضرر الناتج يكون عن عدم تنفيذ واخالل بااللتزامات التي رتبها هذا العقد
وأن تقوم المسؤولية في اطار العالقة التي تربط بين المتعاقدين
وكان القضاء المصري يعتبر مسؤولية الطبيب مسؤولية تقصيرية الى أن أصدرت محكمة النقض المصرية حكما شهيرا
لها في 22يونيو عام 1962ذكرت ان مسؤولية الطبيب هي مسؤولية عقدية والطبيب وان كان ال يلتزم بمقتضى العقد الذي
بينه وبين مريضه بشفائه أو بنجاح العملية التي يجريها له اال أن العناية المطلوبة منه تقتضي أن يبذل منه جهود صادقة
يقظة تتفق مع األصول العلمية المستقرة في علم الطب فيسأل الطبيب عن كل تقصير في مسلكه الطبي بمعنى أن مِس ؤولية
الطبيب هي مسؤولية عقدية ألنها تنشا عن اخالل الطبيب بالتزام العالج الذي تعهد به بمجرد قبوله مباشرة العالج ,وأنه ال
يغير من طبيعة هذه المسؤولية أن يكون المريض مطالبا بإثبات خطأ الطبيب ,
أنواع المسؤولية
المسؤولية الجنائية
يستند القانون الجنائي الى مبدأ ال جريمة اال بنص أي بدون وجود نص يحدد العقوبة وبدون مسؤولية شخصية وبدون وجود الخطأ فالمسؤولية
الجنائية غير واردة بمعنى اخر المسؤولية الجنائية يقصد بها الحكم على الشخص الذي ارتكب جريمة بصفة شخصية ,وهو مفهوم ينطبق على
جميع األطباء والممرضين
والمشرع المغربي لم يفرد األطباء والممرضين بأحكام خاصة بشأن المسؤولية الجنائية ,فالمادتين 432و 433من القانون الجنائي المتعلقتين بالقتل
العمد والجرح الخطأ هما اللتان ينبغي تطبيقهما على الجميع بدون استثناء بما في ذلك األطباء والممرضون في كل حالة يتسببون فيها في موت
المريض أو اصابته بجروح
واستنادا للفصلين 432و 433نجد ان المشرع ذكر بعض الصور التي يقوم عليها الخطأ الذي يمكن على أساسهما مساءلة الطبيب والممرض
جنائيا ,وهذه الصور هي
عدم التبصر ,التي تعني غياب الحذق ,أو الدراية ونقص المهارة
عدم االحتياط ,يقابلها في االصطالح في بعض التشريعات العربية عدم االحتراز وهي اقدام طبيب على عمل طبي خطير مدركا لخطورته ومتوقعا
للترتبات السلبية
اإلهمال وعدم االنتباه يقصد باإلهمال أو عدم االنتباه أن يقف الفاعل موفقا سلبيا ,فال يتخذ واجبات الحذر التي من شأنها الحيلولة دون وقوع النتيجة
االجرامية ,واإلهمال قد يقع بفعل الترك واالمتناع
عدم مراعاة النظم والقوانين تعتبر مخالفة القوانين واألنظمة صورة مستقلة من صور الخطأ ,ويكفي ثبوتها لقيام المسؤولية الجنائية في حق الفاعل
أنواع المسؤولية
المسؤولية التأديبية تشمل جميع العقوبات التي يتم تطبيقها على الطبيب والممرض بمنتسبة ممارسة مهنهم داخل الوظيفة
العمومية أو في القطاع الخاص
فمخالفة االلتزامات الوظيفية للمهني تعرضه لعقوبات منصوص عليها في قانون الوظيفة العمومية ,كما ان مخالفة الممارسة
بالقطاع الخاص تجعل المخالف يتعرض لعقوبات تأديبية قد تصل لدرجة المنع من المزاولة
فالقانون األساسي العام للوظيفة العمومية ل 1958نص على عدة التزامات وعلى عقوبة تأديبية في حالة المخالفة ,كما أن
سلطة التعيين هي من لها صالحية األديب من خالل المادة 65من نفس القانون في اطار احترام معايير المحاكمة العادلة ,
وقد تم النص على هذه العقوبات وفق تراتبية تتناسب ونوع المخالفة
أنواع المسؤولية
المسؤولية التأديبية
التنصيص على احداث المحاكم اإلدارية جاء نتيجة تفاعل المشرع مع مفهوم المسؤولية اإلدارية
بحيث كل قرار اتخذ في المجال اإلداري سواء كان تنظيميا أو فرديا يمكن الطعن فيه أمام الهيئة القضائية اإلدارية المختصة
خصوصا بعد احداث المحاكم اإلدارية
والملموس من هذه المسؤولية هو ليست مسؤولية مطلقة بل جاءت لخلق توازن بين استمرارية المرفق العام وحماية حقوق
االفراد والجماعات في اطار احترام القرارات القضائية
فالمسؤولية اإلدارية شملت مجموعة من االحكام التي تهدف تحقيق التوازن بين المصلحة العامة ومقتضيات تسيير للمرافق
العامة ,وحتمية الحفاظ على حقوق وحريات االفراد في مواجهة االعمال اإلدارية الضارة
وهنا وجب التمييز بين الخطأ الشخصي للموظف والخطأ المرفقي الناتج عن أعمال اإلدارة
الخطأ الطبي
. كما أن هذا االتجاه يأخذ بعني االعتبار الظروف والمالبسات المحيطة بالطبيب المخطئ ومن ذلك مثال
بعده عن المستشفى وعدم توفره على جميع الوسائل الطبية الالزمة والحالة الخطيرة للمريض .والجدير
بالذكر أن الرأي الراجح فقها وقضاء هو األخذ بالمعيار الموضوعي باعتباره معيارا تقتضيه ظروف
العدالة والذي على أساسه ال يسأل الطبيب إال إذا كان قد أخل بواجبات الحيطة والحذر اللذين تقتضيهما
أصول وقواعد المهنة .أما المعيار الشخصي فقد ارتأى البعض األخذ به حيث يقوم على األخذ بعني
االعتبار ما كان من الواجب على الطبيب فعله ـ ولم يفعله ـ في الظروف التي أحاطت به سواء أكانت
ظروفا داخلية أو خارجية .فهم يعتمدون باألساس على درجة إهمال الطبيب وإغفاله مال كان يجب عليه
القيام به حني حدوث الضرر .وعليه يطالب مؤيدو هذا االتجاه بوجوب األخذ به باعتباره أكثر تحقيقا
للعدالة ،ويسير القضاء المصري في هذا المسار معتمدا باألساس في تحديد الخطأ على مركز الطبيب
العلمي.
تجليات الخطأ الطبي
تختلف حاالت الخطأ الطبي باختالف المراحل التي مر منها المريض أثناء فترة العالج أو باألحرى منذ الوهلة التي يدعو
فيها المريض الطبيب لعالجه .ومن األخطاء الطبية نذكر ما يلي :
األخطاء الناجمة عن عدم التبصر وعدم اليقظة :هاته األخطاء تكون واضحة للمحكمة حيث ال يحتاج القاضي إلى طلب
إجراء خبرة طبية لتبيان وجود الخطأ الطبي من عدمه كأن يقوم الطبيب الجراح بإجراء العملية الجراحية على العضو
السليم بدل العضو المريض أو كان يعطي الطبيب مريضه دواء غير سليم ومنتهي الصالحية.
امتناع الطبيب عن العالج :ال غرو أن الوظيفة االجتماعية مهنة الطب والمبادئ النبيلة التي تقوم عليها تقتضي أن يمد
الطبيب يد المساعدة إلنقاذ المريض وذلك بالرغم من انتفاء التزام قانوني يحتم عليه ذلك.
تجليات الخطأ الطبي
إال أن بعض الظروف قد تجعل من رفضه للعالج التزاما قانونيا ما دام تدخله ال يعرضه ألي خطر ومثل هذه الظروف:
الحالة التي يندر فيها وجود أكثر من طبيب واحد في منطقة معزولة أو نائية ،أو في الحالة التي يتأخر فيها طبيب معني
للحضور مال له من مؤهالت شخصية في تخصص ما تقتضي الحاجة إلى تدخله بنفسه دون سواه .وفي كلتا الحالتين فإن
الطبيب لكي يدفع عنه المسؤولية عليه أن يثبت السبب المانع من تدخله ويبقى للقضاء تقدير خطورة الحالة المرضية
للمتضرر ،ومقارنتها مع الحجة التي منعت الطبيب من التدخل بما لديه من سلطة تقديرية في هذا المجال.
الخطأ الطبي في التشخيص :
عند تقدير خطأ الطبيب يجب مراعاة مستواه المهني من جهة ،وتخصصه من جهة أخرى ،إذ ال جدال في أن الخطأ
الصادر عن الطبيب األخصائي يعتبر أدق من خطأ الطبيب العام وال يسأل هذا األخير عن خطئه بنفس الحدة وإن كان
هذا ال يعفيه من االسترشاد برأي األخصائي في أي مجال ليتمكن من القيام بتشخيص صحيح للحالة التي تدخل في إطار
تخصصه وال مسؤولية عليه إذا كان الخطأ ناجتا عن استعمال وسيلة طبية ال زالت محل نقاش داخل الوسط الطبي
تجليات الخطأ الطبي
إن أية عملية جراحية تستدعي القيام بعدة فحوصات وتحاليل شاملة لمعرفة العضو الذي يجب استئصاله أو مداواته ولالحتياط مما
قد يحدث من مضاعفات أثناء العملية الجراحية ،وينبغي قبل مباشرة العملية الجراحية أن يشرف طبيب متخصص على عملية
التخدير وأن بالزام المريض حتى استفاقته من العملية ثم إن مهمة الطبيب الجراح ال تنحصر في حدود جناح العملية وشفاء
المريض بل ينبغي أن يستمر في العناية والرعاية إلى حدود الشفاء التام والترخيص له في نهاية المطاف بالمغادرة.
:نرى الصور التي تتمثل فيها قيام المسؤولية الجنائية للطبيب ,وهي
حالة عدم التبصر :وتعني نقصان المهارات الطبية ,كأن يقوم الطبيب بعملية جراحية للمريض دون مساندة من قبل طبيب مختص 1-
في التخدير
عدم االحتياط :عدم اتخاذ االجراءات الالزمة ,كان يقوم الطبيب بعمل طبي وهو مدرك لمدى خطورته 2-
االهمال :كان يقوم بعالج شخص دون ادنى انتباه لألمراض االخرى التي يعاني منها والتي قد تؤثر على مسرى العالج عكسيًا 3-
عدم مراعاة األنظمة القانونية لمهنة الطب 4-
تجليات األخطاء التمريضية
األخطاء التمريضية يمكن أن تتضمن االتي:
اإلهمال الطبي هو مصطلح قانوني يصف درجة معينة من ارتكاب ذنب من قبل الطبيب ،الطاقم الطبي أو المؤسسة الطبية ،بحق
.المعاَلج خالل تلقيه للعالج
ما الفرق بين اإلهمال والخطأ الطبي ؟
الخطأ الطبي :هو الخطأ الذي ينتج بدون قصد من الطبيب مثال أن يرتكب الطبيب خطأ أثناء إجراء العمليات الجراحية لعدم
.الدراية بالحالة الصحية للمريض ،أو الشعور بالتوتر
.اإلهمال الطبي :هو الخطأ الذي ينتج عن إهمال الطبيب التعقيم الجيد ،أو عدم امتالك الخبرة الكافية
وهذا المواقف وغيرها من اإلهمال لها عواقب سيئة جدا على المريض صحيا و نفسيا وخاصة بما يخص إعطاء و كتابة التقرير
حيث أن تلك المعلومات يعتمد عليها في توجه العالج و العناية على مدى األربعة وعشرون ساعة فقد تودي هذه التقارير إذا كانت
ناقصة أو غير صادقه أو غير دقيقه إلي:
* التأخر في الشفاء
* تقديم العناية الخاطئة
* معاناة المريض نفسيا وإحساسا باأللم
* مضاعفات وتدهور الحالة الصحية للمريض ،قد تصل إلي القضاء على حياة المريض ،وفي حالة الوفاة بسبب اإلهمال يعاقب
كما يعود اإلهمال لدى الممرضين كاآلتي:
* الكسل
*النسيان
* فقد المقدرة علي التركيز
* ضعف المتابعة والمالحظة
* أرجاء األعمال لوقت أخر
* االحتمال الكبير للوقوع في الخطأ
* الشك في صحة ما يقدم من ذلك الممرض
* استسهال األمور و االتكالية واالعتماد على الغير
* فقد النظرة الجدية في الحكم على األمور المحيطة
* االحتمال الكبير للجوء للكذب لتفادي المواقف الصعبة
وتلك المواقف التي تعود على المريض والممرض بسبب اإلهمال والخطأ يمكن تفاديها والتخلص منها بتعويد النفس على اتخاذ األمور بجديه والتفكير
بها بالتفكير المناسب ووضع الحلول المناسب لها باهتمام واعتبار شخصي والشعور بالمسئولية دائما وعدم التهرب منها وإلقاء اللوم على اآلخرين
وعدم اللجوء في التبريرات والتخلص من المواقف ألنها تعود الممرض إلي االستمرار باإلهمال والخطأ.
ولتفادي عواقب األخطاء الوخيمة يجب على الممرضين:
-1التصرف المناسب السريع المنقذ للخطأ الذي تم
- 2تبليغ الطبيب المعالج والممرض المسئول عن نوع الخطأ
- 3متابعة حالة المريض متابعة مكثفه مستمرة إلي زوال فترة الخطورة
- 4كتابة الخطأ ونوعه ووقته وكل ما يدور من معلومات في ورقة مالحظه المريض التوصيات المهمة لتفادي
اإلهمال وتكرار وقوع األخطاء.
-1زيادة عدد الممرضين/ات
-2رفع رواتب الممرضين/ات كتحفيز
-3فتح برامج تمريضية تخصصية
-4عدم السماح بدوام المناوبة المزدوجة
-5تطبيق الوصف الوظيفي لمختلف طاقم التمريض
- 6التوثيق الدقيق في وقته وتطبيق أساليب التوثيق الحديثة
- 7التعليم المستمر وأهميته في التقليل من حدوث األخطاء الطبية
-8أي فجوات أو ثغرات أن وجدت يجب أن تصبح فرص جديدة للتعليم
-9مراجعة الالئحة التنفيذية لمزاولة مهنة الطب والمهن المساعدة أذا كان بها بعض الثغرات.
- 11عقد ندوات تنويرية للممرضين وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم والتركيز علي أخالقيات الممارسات الطبية
- 12من الضروري إنشاء نظام يتولى مراقبة سالمة هذه المهنة كنظام لتوثيق األخطاء الطبية واالستفادة منها لتفاديها مستقبال.
المحور الثاني
القوانين المنظمة لمهنة الطب والتمريض
ان الطب مهنة ال يجوز بأي صفة أو بأخرى أن تمارس باعتبارها نشاطا تجاريا ,بل يزاولها طبيب مجرد من كل تأثير بل
يحكم فيها علمه ومعرفته وضميره و أخالقه المهنية ويجب عليه ان ينصاع ويحترم مبدأ األخالق في كل الظروف
وطبقا للظهير الشريف رقم 1,15,26صادر في 29من ربيع االخر 19(1436فبراير )2015
بتنفيذ القانون رقم 113,13المتعلق بمزاولة مهنة الطب والذي نسخ احكام القانون رقم 10,94المتعلق بمزاولة مهنة الطب
الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1,96,123بتاريخ 21أغسطس 1996
قانون 131,13المتعلق بمزاولة مهنة الطب جاء بمجموعة من المواد منها ما يتعلق ب أحكام مزاولة المهنة من لدن
أطباء مغاربة و أجانب وأخصائيين وكيفية مزاولة المهنة في القطاع الخاص وكيفية انشاء العيادات الطبية وكيف
يمر التفتيش وكذا طب الشغل وطب الخبرة
والطب عن بعد الذي هو وضع تشخيص أو طلب رأي متخصص أو تحضيرا لقرار عالجي أو انجاز لخدمات أو
اعمال عالجية أو تتبع حاالت المرضى ,أو التأطير والتكوين السريري مع مراعاة أحكام المادة المحددة ألعمال
الطب عن بعد,
قوانين المحددة لمزاولة مهنة التمريض
الظهير الشريف رقم1,57,008الصادر في 19فبراير 1960المتعلق بحمل صفة ممرض ومزاولة مهنة التمريض
الفصل ( 1الجزء األول الممرضون الفصل 1يعتبر مزاوال لمهنة ممرض كل شخص يباشر عادة اما في المنزل واما في
منظمات خصوصية لالستشفاء او للوقاية أو االستشارة عالجات يأمر بها طبيب أو يشير بها)
مع قدوم قانون 43,13ألغي القانون السالف الذكر
قانون 43,13الصادر بظهير شريف رقم 1,16,82صادر في 16من رمضان 1437الموافق (22يونيو)2016
النص القانوني الجديد الذي ينظم ألول مرة في تاريخ المغرب مهنة يزاولها حوالي 32ألف ممرض وممرضة بمختلف
فئاتهم ،والذين يقدمون خدمات جليلة ،جد حساسة ودقيقة تتعلق بحياة ومصير المواطنين كلهم .فال يعقل أن أحدا منا لم يكن
في حاجة إلى ممرض أو ممرضة في يوم من األيام ( ،قبل الخوض) وجب علينا استذكار مقتطفات من تاريخ هذه المهنة
النبيلة بالمغرب ،وهي التي صنفها المجمع األمريكي للبحوث العلمية كأنبل المهن لسنة 2014في الواليات المتحدة
األمريكية .مهنة ظلت تكابد النسيان والتيه طيلة عقود دون إطار قانوني أو مرجع محّين تستند إليه ،وذلك رغم تطور عدد
المزاولين لها وتعدد تخصصاتهم وكذا تزايد عدد الممرضين والممرضات المتابعين قضائيا بسبب غياب نص قانوني يحدد
نماذج من القضايا المرتبطة بالمسؤولية التمريضية
قضية رقم 1تعود لسنة 2013وتحديدا من شهر يونيو محكمة االستئناف بني مالل ملف جنحي 1968/2010
التهم اإلمساك عمدا عن تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر ,الحكم قضت ببراءتها بعدما دينت ابتدائيا بشهرين نافدا ,في
قضية جمعتها بطبيب توليد أدين بأربعة أشهر حبسا نافدا بتهمة القتل الخطأ والرشوة
القضية رقم 2الغرفة الجنحية بالمحكمة االبتدائية بالعرائش يونيو 2019لممرضة تعمل بقسم الوالدة بالعرائش ,في تهمة
قضية تلقي رشوة 1000درهم,تم الحكم عليها شهرين نافذة
القضية رقم 3المركز االستشفائي الحسن الثاني قسم الوالدة 26يوليو ,2018في تهمة قضية تسليم طفلة حديثة الوالدة
وهي مصابة بعاهة نتيجة ألة شفط الجنين ,عدم المتابعة القضائية للقابلة التي أشرفت على العملية بفعل عدم مباشرة
المسطرة القضائية
القضية رقم 4المحكمة اإلدارية بوجدة حكم رقم , 03_15التهمة اثارة مفهوم الخطأ المرفقي باعتبار أن عدم بدل المصحة
للعناية الالزمة للتكفل بصحة األم والطفل ودون االستعانة بدوي الخبر والتقنيات الحديثة وترك القابلة وحدها تتكفل بالحامل
دون اشراف أي طبيب مختص ,الحكم تمت متابعة مصحة صندوق الضمان االجتماعي تعويض للمدعي قدره 1000000
درهم
الفراغ القانوني وأهمية االجتهاد القضائي الصحي
ارتفع في اآلونة األخيرة حجم القضايا التي وجد عدد من مهني الصحة انفسهم متابعين فيها سواء تعلق
االمر بأطباء او ممرضين ,فخالل سنة واحدة باآلونة األخيرة تم تسجيل ازيد من 60متابعة قضائية
اغلبهم ممرضون كما ان السواد األعظم من القضايا كان بسبب اعمال ليست من صميم اختصاصات
الممرضات والممرضين ,الذين وجدو انفسهم امام القضاء لغياب التوصيف وتحديد قانوني يحدد طبيعة
مهامهم الفعلية االمر الذي يطرح اكتر من عالمة استفهام في ظل التخوف الكبير الذي ترتفع مستوياته
يوما عن يوم ,مخافة التعرض لمتابعة يكون لها عواقب وخيمة على القطاع.
فالفراغ القانوني الذي يؤثر سلبا على المسؤولية التمريضية وعدم اخراج لوائح أعمال الممرضين يجعل
مهامهم وأعمالهم تتداخل مع تلك التي تهم األطباء ,سواء في الحاالت العادية غير المستعجلة أو في
حاالت االستعجال.
الفراغ القانوني وأهمية االجتهاد القضائي الصحي
حيث أشار أحد المختصين في تصريح بأحد الجرائد الوطنية ان هناك قاعدة قانونية أسس لها منشور
وزارة الصحة رقم 100م.ت.م 11/10/بتاريخ 6يوليوز 2011بكون المهام واألعمال الخاصة
بالممرضين ال تتعدى ما تلقوا فيه تكوينا مبرزا ان الممرضين اصبح لزاما عليهم ان يقوموا بكل ما
درسوه ,سواء بحضور الطبيب أو في غيابه وهو ما يؤدي بالضرورة الى تنازع االختصاص بين األطباء
والممرضين من جهة ,ويجعل هذه الفئة تحت طائلة الفصل 431من القانون الجنائي المتعلق بعدم تقديم
المساعدة لشخص في خطر كلما كان الممرضون أمام حالة مستعجلة ,لكونهم تلقوا ابجديات التشخيص
والتدخالت االستعجالية في تكوينهم ,وهو ما بات يسمح لوزارة الصحة بأن تجعل من الممرضين
والقابالت -أطباء – في كل وقت وحين.
فالممرضون يقومون بعدة اعمال تستوجب بعدة مهام وأعمال تستوجب الحضور الفعلي للطبيب العام
والمتخصص ,كنتيجة حتمية لغياب قواعد قانونية تحدد أعمال كل فئة وكل تخصص على حدة .
الفراغ القانوني وأهمية االجتهاد القضائي الصحي
وتحت طائلة القانون الجنائي ,كما أن القابالت مطالبات بالقيام بالتوليد غير العسير حسب المادة 5من
مرسوم 2.17.535
علما بأن جميع الوالدات عسيرة الى ان يثبت العكس ,وممرضو التخدير مطالبون بتخدير المرضى الذين
حالتهم مستعجلة في غياب أطباء التخدير ,وممرضو الصحة النفسية يتعين عليهم مراقبة عدد كبير من النزالء
ووصف األدوية وحقنها لحاالت الهيجان في المستشفيات ألن الخدمة اإللزامية ال تفرض على األطباء
النفسيين التواجد الفعلي بالمصلحة بل تتم المناداة عليهم بالهاتف .فالمعالجون بوزارة الصحة وخاصة
الممرضين ,ال يطالبون الحصانة من المتابعات القضائية بل بتوفير شروط المحاكمة العادلة التي تبدا بتحديد
مهامهم وأعمالهم بدقة ,وتمر عبر توفير األعداد الكافية من المهنيين وفق المعايير الدولية في غياب لمعايير
وطنية .
فاالجتهاد القضائي الصحي بالمغرب واجب وحق لحماية الممرضين والممرضات ببالدنا السعيدة من
الوقوع في ما ال يحمد عقباه والمنظومة الصحية بقصور تشريعاتها القانونية تتحمل حصة األسد في هذا
الصدد
المراجع
مصطفى جعى " المسؤولية الطبية والتمريضية على ضوء االجتهاد القضائي "مطبعة سليكي أخوين طنجة ص 157,91,51,49,45,40
موقع عرب نورس /س /http://www.arabnurses.com/2015/01/Mistakes-and-Negligence-in-nursing.html 2/ 3/2024/20.30