Professional Documents
Culture Documents
2عرض الصفقات العمومية
2عرض الصفقات العمومية
كريمة الوكيلي
مــــقدمـــة
من أبسط األمور التي يمكن أن نبدأ بها ندوتنا هاته التعبير عن امتناننا الشديد ألستاذنا الفاضل
مصطفى حازين لتمكيننا من البحث في الموضوع الذي وقع اختيارنا عليه وأن نتقدم لك
بأسمى عبارات الشكر و التقدير عن الجهود المبذولة في خدمة الطالب الباحث والعرفان بهذا
الدور العظيم ،والجهود الرائعة.
كما نتقدم بكل الحب واالحترام لزمالئنا األعزاء ونطلب منكم إغناء ندوتنا هاته بأسئلتكم
وإضافاتكم وإصالحكم للمعلومات الغير الدقيقة التي يمكن أن تكون قد تسربت الى هذا البحث.
كما تعلمون وقع اختيارنا على موضوع الصفقات العمومية والفساد المالي لذلك سوف
نبدأ أوال بالتأصيل المفاهيم لكل من الصفقة العمومية والفساد المالي الدي يمكن ان
يعتريها
سؤال :ما المقصود بالصفقات العمومية
تعتبر الصفقة العمومية حسب المادة 4عقد بعوض يبرم بين صاحب مشروع من جهة
ويدعى خدماتي أو مقاول أو مورد ،وشخص اعتباري دولة ،جماعات محلية،
ومؤسسات عمومية ،الهدف منها تنفيذ أشغال أو تسليم توريدات أو القيام بخدمات
مقابل ثمن
وعقود الصفقات العمومية لها خصائص تميزها عن باقي العقود لما لها من شروط
وإجراءات وأطار قانوني يخضعها للقانون اإلداري والذي يتمتع فيه الشخص المعنوي
بعدة امتيازات منها وضع شروط العقد ،سلطة الرقابة ،التسيير ،التعديل في بعض
البنود أو الفسخ بشكل انفرادي
هناك اشكال من عقود الصفقات العمومية منها عقود التدبير المفوض عقود كراء
وعقود خدمات ،عقود امتياز وعقود أخرى غير مسماة
اذن فطبيعتها اإلدارية وتعلقها بالمال العام جعل منها وسيلة أساسية تعتمدها الدولة
لتنفيذ سياستها التنموية واعتبارها كذلك آلية استراتيجية ورافعة للنمو االقتصادي
على اعتبار أن مشاريع االستثمار التي تقوم الدولة بإعدادها خصوصا في فترة
الركود االقتصادي تساهم في إعادة االنتعاش والتوازن االقتصادي ودفع عجلة النمو.
اذن فالصفقات العمومية أداة رئيسية للسياسة االقتصادية للدولة.
أما فيما يخص اإلطار القانوني المنظم لها فقد خضعت لمجموعة من المراسيم ابتداء من
ظهير 6غشت 1958الى غاية مرسوم 20مارس ومرسوم رقم 2.22.431صادر بتاريخ
08مارس 2023
مفهوم الفساد المالي في الصفقات العمومية؟
من منظور البنك الدولي فالفساد هو إساءة استخدام السلطة العامة لمصلحة خاصة يؤدي الى
التوجيه الغير الصحيح للموارد المالية أو يزيد من التكلفة
كما عرفه الفريق المتعدد التخصصات انه السلوك الغير القانوني الصادر عن الشخص
أنواعه :المحاباة ،الرشوة ،إعطاء معلومات تفضيلية لبعض المتنافسين الخ...
لذلك سوف نتناول هذا الموضوع على الشكل التالي:
المبحث األول :جرائم الفساد المالي األسباب وطرق المكافحة
المطلب األول :جرائم الفساد المالي في الصفقات العمومية
المطلب الثاني :الفساد المالي في الصفقات العمومية األسباب ووسائل المكافحة
المبحث الثاني :الصفقات العمومية في القانون المغربي والقانون المقارن واآلليات اإلجرائية للكشف عن
الجرائم واليات التحري والتحقيق
المطلب األول :الصفقات العمومية,المغرب,الجزائر,فرنسا
المطلب الثاني :اآلليات اإلجرائية للكشف عن جرائم الصفقات العمومية
المطلب الثالث :اليات التحري والتحقيق للكشف عن جرائم الصفقات العمومية
خاتمة
المبحث األول :جرائم الفساد المالي األسباب وطرق
المكافحة
المطلب األول :جرائم الفساد المالي في
الصفقات العمومية
إن الجريمة هي بعض السلوكيات المخالفة للقاعدة القانونية المحددة لألفعال المتمثلة
في األوامر والنواهي الضارة بالمجتمع والمعاقب عليها بمقتضى القانون.
ومن هنا سوف أتطرق في هدا المحور الى جرائم الفساد المالي في مجال الصفقات
العمومية :جريمة استغالل النفوذ وجريمة الرشوة.
أوال :جريمة استغالل النفوذ
ينص الفصل 250من القانون الجنائي المغربي على مايلي :يعد مرتكبا لجريمة
استغالل النفوذ ,ويعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة من 5000الى
10000درهم من طلب او قبل عرضا أو وعدا أو طلب أو تسلم هبة أو هدية أو أية
فائدة أخرى ,من أجل تمكين شخص أو محاولة تمكينه من الحصول على وسام أو رتبة
شرفية أو مكافأة أو مركز أو وظيفة أو خدمة أو أية مزية أخرى تمنحها السلطة
العمومية أو صفقة أو مشروع أو أي ربح ناتج عن اتفاق يعقد مع السلطة العمومية أو
مع إدارة موضوعة تحت إشرافها,
وبصفة عامة الحصول على قرار لصالحه من تلك السلطة أو اإلدارة ,مستغال بذلك نفوذه الحقيقي أو
المفترض
وإذا كان الجاني قاضيا أو موظفا عموميا أو متوليا مركزا نيابيا ،فان العقوبة ترفع الى الضعف
الركن المادي في جريمة استغالل النفوذ
-1فعل اجرامي يقوم به الجاني:
يظهر هدا الفعل جليا في كل فعل إجرامي يقوم به الجاني والمتمثل أساسا في طلب او قبول عرض
أو وعد أو طلب أو تسلم هبة أو هدية أو أية فائدة أخرى كيفما كان شكل الطلب أو القبول أو التسلم
وسواء ثم ذلك بشكل صريح أو ضمني ،مباشرة أو عن طريق وسيط ويعتبر الطلب أو القبول أو
التسلم مكونا لجريمة تامة وليس مجرد محاولة.
- 2تدرع الجاني بنفوذ حقيقي أو مزعوم:
بمعنى ان الجاني يعتمد في قضاء حاجة مقدم المكافأة على النفوذ الدي له على الموظف أو اإلدارة
المختصة.
يستمد الجاني النفوذ الحقيقي من وظيفته أو مركزه أو عالقته مع الموظف المختص بالعمل أو
االمتناع عنه مما يمكنه من التأثير عليه.
الركن المعنوي في جريمة استغالل النفوذ
يتخذ الركن المعنوي في هده الجريمة صورة القصد الجنائي بعنصريه اإلرادة والعلم أي بكافة
العناصر التي يشترطها نص التجريم وإرادة ارتكاب السلوك االجرامي.
ثانيا :جريمة الرشوة
يمكن تعريف الرشوة على انها اتجار الموظف ومن في حكمه بوظيفته ،أو باألحرى
استغالل السلطات المخولة له بمقتضى تلك الوظيفة لحسابه وذلك بأن يطلب لنفسه أو
لغيره أو يقبل أو يأخذ وعدا أو تتسلم هبة أو هدية ألداء عمل من أعمال وظيفته أو
يزعم أنه من أعمال وظيفته أو يمتنع عم ذلك العمل ولو انه خارج عن اختصاصاته اال
ان وظيفته سهلته او كان من الممكن ان تسهله
جريمة الرشوة تقوم على عنصرين :ينبغي التمييز بين الراشي والمرتشي
جريمة المرتشي:
تطرق المشرع الجنائي المغربي للجريمة التي يرتكبها المرتشي في الفصلين 248و 249من القانون الجنائي
الفصل : 248يعد مرتكبا لجريمة الرشوة ويعاقب بالحبس من سنتين الى خمس سنوات وبغرامة من خمسة آالف درهم الى
مائة ألف درهم من طلب أو قبل عرضا أو وعدا أو طلب او تسلم هبة أو هدية أو أية فائدة أخرى من أجل:
- 1القيام بعمل من أعمال ووظيفته بصفته قاضيا أو موظفا عموميا أو متوليا مركزا نيابيا أو االمتناع عن هدا العمل سواء
كان عمال مشروعا أو غير مشروع طالما أنه غير مشروط بأجر.
- 2إصدار قرار أو إبداء رأي لمصلحة شخص أو ضده ،وذلك بصفته حكما أو خبيرا عينته السلطة اإلدارية أو القضائية أو
اختاره األطراف
- 3االنحياز لصالح أحد األطراف أو ضده ،وذلك بصفته أحد رجال القضاء أو المحلفين أو أحد أعضاء هيئة المحكمة
- 4إعطاء شهادة كاذبة بوجود أو عدم وجود مرض أو عاهة أو حالة حمل أو تقديم بيانات كاذبة عن أصل مرض أو عاهة
أو عن سبب وفاة وذلك بصفته طبيبا أو جراحا أو طبيب أسنان او مولدة
الفصل :249
يعد مرتكبا لجريمة الرشوة ،ويعاقب بالحبس من سنة الى ثالث سنوات وبغرامة من
خمسة االف درهم الى مائة ألف درهم كل عامل أو مستخدم أو موكل بأجرأو بمقابل،
من أي نوع كان طلب أو قبل عرضا أو وعدا ،أو طلب أو تسلم هبة أو هدية أو
عمولة أو مكافأة مباشرة او عن طريق وسيط
إذا كانت قيمة الرشوة تفوق 100.000درهم تكون عقوبة السجن من خمس سنوات
الى عشر سنوات وغرامة من 100.000درهم الى مليون درهم.
الركن المادي لجريمة المرتشي
يقوم الركن المادي على فعل الطلب أو القبول أو تسليم هبة أو هدية مقابل العمل أو
االمتناع عن عمل ولو أنه خارج من اختصاصاته الشخصية ولكن وظيفته أو عمله
سهله أو كان من الممكن أن يسهله.
الركن المعنوي لجريمة المرتشي
تندرج الجريمة التي يرتكبها المرتشي ضمن الجرائم العمدية والتي تستلزم توفر
القصد الجنائي لدى الجاني.
ينبغي أن تتجه إرادة المرتشي إلى اإلتجار بوظيفته وأخد رشوة مقابل القيام بالعمل أو
االمتناع عنه وأن يعلم وقت الطلب أو القبول أو التسلم أن هذا الثمن هو مقابل قيامه
بعمل معين أو االمتناع عنه بصورة مخالفة للقانون.
جريمة الراشي:
الفصل :251من استعمل عنفا أو تهديدا أو قدم وعدا أو عرضا أو هبة أو أية فائدة
أحرى لكي يحصل على القيام بعمل أو االمتناع عن عمل أو على مزية أو فائدة مما
أشير اليه في الفصول 243إلى 250وكذلك من استجاب لطلب رشوة ولو بدون أي
اقتراح من جانبه.
الركن المادي لجريمة الراشي:
استنادا من الى الفصل 251فإن الركن المادي في هذه الجريمة يتخذ ثالث صور:
-استعمال العنف أو التهديد :تتخذ هده الصورة بقيام الجاني باستخدام العنف أو اإلكراه أو التهديد
إلجبار الموظف على القيام بعمل من أعمال وظيفته أو االمتناع عنه عمل يدخل في إطار وظيفته.
-تقديم وعد أو عرض :تتحقق هذه الصورة بقيام الراشي بإغراء الموظف لإلتجار بالوظيفة
المسندة اليه فمجرد تقديم الوعد أو العرض يعتبر كافيا
لقيام الجريمة في جانب الراشي بغض النظر عن قبول الموظف المختص بالعمل أو االمتناع
للوعد.
-االستجابة لطلب الرشوة :على خالف الصورة السابقة ( تقديم الوعد أو العرض) فإن
الراشي ال يقوم بعرض الرشوة من نفوذ أو أي مقابل ,ولكنه يقبل ويستجيب لطلب المرتشي
الركن المعنوي لجريمة الراشي
تعتبر الجريمة التي يرتكبها الراشي جريمة عمدية لذلك ينبغي توفر القصد الجنائي لديه.
يتحقق ذلك باتجاه إرادته إلى إحداث الفعل المادي وتحقيق النتيجة اإلجرامية وأن يكون
عالما بأنه يتجه بفعله إلى موظف عمومي أو من في حكمه من اجل القيام بعمل أو االمتناع
عنه ،عن طريق العنف والتهديد أو من خالل تقديم وعد أو عرض أو هبة أو هدية أو أية
فائدة أخرى ،أو االستجابة لطلب الرشوة مع علمه بطبيعة هذا الطلب.
المطلب الثاني :الفساد المالي في الصفقات العمومية األسباب ووسائل
المكافحة
تقف وراء شيوع ظاهرة الفساد المالي خصوصا في موضوع الصفقات
العمومية عوامل مختلفة تتناسب في شدتها طرديا مع تنامي هذه الظاهرة
داخل األجهزة ،اإلدارية اذ يعد الفساد المالي في الصفقات العمومية ظاهرة
أخالقية وهي أيضا مشكلة إدارية وسياسية وأيضا تنتشر في المجتمعات التي
تتصف بضعف الممارسة الديموقراطية وحرية المشاركة في إدارة شؤونها
العامة اذن ماهي أسباب الفساد في الصفقات العمومية وماهي طرق
مكافحته؟
أوال :أسباب الفساد المالي في الصفقات العمومية:
الفساد له أسباب كثيره منها األسباب السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية
أ -االسباب السياسية:
تتمثل األسباب السياسية فيما يلي:
-مؤسسات وأنظمة حكومية ضعيفة
-إطار تشريعي وتنظيمي غير كاف
-سياسة وقاية غير كافية ال سيما في مجال الصفقات العمومية واالعتمادات المالية
عدم وجود نظام سياسي فعال يستند الى مبدا فصل بين السلطات
-عدم استقاللية القضاء ليأخذ دوره في إشاعة العدل بين افراد المجتمع
-بقاء القيادات لمدة طويلة في المؤسسات
-ضعف المسائلة العامة
:ب -األسباب االقتصادية
:تتمثل األسباب االقتصادية فيما يلي
ارتفاع األسعار وتدهور األجور وأيضا عدم توزيع الثروة بشكل عادل -
غياب الفعالية االقتصادية في الدولة ذلك ان اغلب العمليات االقتصادية هي -
عبارة عن صفقات تجارية مشبوهة
كل ذلك يؤدي الى تشجيع انتشار ظاهرة منح الرشوة وانتشار الفساد وتشويه -
السياسات والقرارات االقتصادية
ج -األسباب االجتماعية والثقافية:
تلعب المنظومة القيمية والموروثات االجتماعية والثقافية بما تتضمنه من معتقدات مشتركة
بين أفراد المجتمع دورا كبيرا في بناء العالقات االجتماعية وتنظيمها على أسس صحيحة
فأصبحت الحدود تتالشى ما بين الخطأ والصواب فالرشوة أصبحت إكرامية والسمسرة
أصبحت استشارية وانتقاء األبناء من وظائف االباء صار حقا مثال
-ضعف الرقابة المجتمعية
-ثقافة إدارية مبنية على المصالح الخاصة
-ضعف الجانب التربوي السليم واألخالقي لدى القائمين باألعمال اإلدارية
ثانيا :سبل الوقاية من الفساد المالي
ان التدابير الوقائية هي جزء ال يتجزأ من السياسة الجنائية والتي تتدخل قبل وقوع الجريمة فهي
اجراء نص عليه المشرع في مجال الصفقات العمومية
أ-على المستوى الوطني:
وتؤكد المادة 11من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد -وهي معاهدة دولية أساسية -تشدد على
الدور الحاسم للسلطة القضائية في مكافحة الفساد ،وتنص على أنه من أجل القيام بهذا الدور بفعالية،
يجب أن يكون الفرع القضائي نفسه خاليا من الفساد ،وأن يتصرف أعضاؤه بنزاهة .وقد ُأدرجت في
االتفاقية مبادئ توجيهية موضوعية بشأن مسائل التنظيم الداخلي ،وهي مبادئ أساسية لمنع الفساد
ومكافحته.
:ويهدف هذا القانون الى ما يلي
وضع شباك الكتروني لطلب الوثائق اإلدارية -
تطبيق للهواتف الذكية للحصول على المعلومات المتعلقة بالصفقات العمومية -
تدعيم وتأهيل اقسام الجرائم المالية -
تمديد حقوق المجتمع المدني لمتابعة األشخاص المشتبه فيهم قضايا الفساد
تعزيز النزاهة ،والشفافية في إطار تسيير القطاعين العام الخاص -
دعم التدابير الرامية الى الوقاية من الفساد ومكافحته-
فالمشرع المغربي حاول من خالل هذه المادة تحديد جملة من القواعد الوقائية الهادفة أساسا الى الحد من
:ظاهرة الفساد المالي ومع ذلك فان هذه التدابير تسري على الصفقات العمومية ومن أبرز مواضعها
التوظيف
لقد فرضت النصوص المتعلقة بهذا الجانب مجموعة من التدابير والشروط التي يتعين
االعتماد واخذها بعين االعتبار حال كل توظيف او تعيين كالنجاعة والشفافية والجدارة
والكفاءة
كما فرضت هذه النصوص كذللك اعتماد أسلوب االنتقاء الموضوعي القائم على شروط
تكافؤ الفرص اعتبارا ان للشخص نفس الحق الذي لغيره في تقلد الوظائف العامة للبالد
هذا فضال على اعداد برامج تكوينية لتحسين المدارك والتحسين من مخاطر الفساد المالي
التصريح بالممتلكات
حيث نصت عليه المادة 262من القانون الجنائي واكدت على ضرورة هذا االجراء
واعتبرته في إطار التدابير الوقائية ضمانا الزما لشفافية الحياة السياسية وسير
المؤسسات العمومية ولصون كرامة األشخاص المكلفين بمهمة ذات منفعة عامة على
ان يكون هذا التصريح خالل الشهر الذي يعقب تاريخ تنصيب الموظف في وظيفته او
بداية عهدته االنتخابية ويحدد كل زيادة معتبرة في الذمة المالية للموظف العمومي
فاألشخاص المعنيون بالتصريح هم أعضاء البرلمان رئيس الدولة رئيس مجلس
المحاسبة السفراء القناصلة الوالة كذلك االمر بالنسبة للقضاة
الشفافية في التعامل مع المواطنين
من الضروري إلزام قانون اإلدارات والهيئات العمومية تبسيط اإلجراءات اإلدارية
ونشر معلومات تحسيسية عن مخاطر الفساد في اإلدارة والرد على عرائض
وشكاوى المواطنين وتسبيب قراراتها لما تصدر في غير صالح المواطن وتبيين
طرق الطعن المعمول بها خاصة في حالة عدم احترام قواعد ابرام الصفقات
العمومية
وأيضا احترام قواعد الشفافية والمنافسة في مجال الصفقات العمومية
المبحث الثاني :الصفقات العمومية في القانون المغربي والقانون المقارن واآلليات
اإلجرائية للكشف عن الجرائم واليات التحري والتحقيق
المطلب االول :الفساد المالي في الصفقات العمومية بين التشريع المغربي والمقارن
( الجزائر و فرنسا )
أوال -الفساد المالي في الصفقات العمومية داخل المغرب
يعتبر الفساد المالي في الصفقات العمومية ظاهرة منتشرة على الصعيد الدولي وليس
الوطني فقط ،فهي لم تعد دخيلة على المغرب فقط النتشارها الواسع دوليا حيث
أصبحت تمس القطاعات العامة والموظفين العموميين على وجه الخصوص ،االمر
الذي يجعل الصفقات العمومية اكثر عرضة للفساد المالي بمختلف صوره ،لكونه
عقود ممولة من ميزانية الدولة االمر الذي قد يؤدي الى انهيار مؤسساتها االقتصادية
و المالية و بنيانها السياسي .
فالصفقات العمومية هي المحرك األساسي لالستثمار الوطني ،وذلك من
خالل صرف أموال الخزينة في المشاريع الضرورية للنهوض بالبنية التحتية
و تلبية حاجات الفرد و للمجتمع ،االمر الذي يجعلها عرضة الي استغالل
وذلك عن طريق االتجار او االخالل بها و التحايل بالصفقات و التالعب بها
و تسريب معلوماتها ،و قد عرف الفساد المالي المرتبط بالصفقات العمومية
بالمغرب عدة ظواهر والتي تتجلى في :
ظاهرة الرشوة -
ظاهرة اختالس المال العام -
ظاهرة تبذير المال العام -
انعدام الشفافية -
شطط في استغالل مواقع النفوذ -
التالعب بالصفقات العمومية -
فسنة 2015عرفت المغرب اعلى معدالت الفساد المالي والذي ال يمكن حصره في قطاع محدد
حيث تجاوزت 18مليار سنويا في الفساد المالي المرتبط بالصفقات العمومية ،بينما في سنة 2022
العام الماضي فقد عرفت المغرب خسائر تتمحور حول 50مليار سنويا بسبب الفساد المالي
والرشوة ،فبالرغم من اطالق االستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد سنة 2012اال ان الفساد المالي
المرتبط بالصفقات العمومية ال زال منتشرا واصبح االمر عادي في جميع القطاعات االمر الذي
يشكل دائما عائقا في التنمية ،بحيث أن المغرب سنة 2021عرف تراجع في ترتيب مؤشرات
محاربة الفساد حيث وصل الى المرتبة ، 87و قد أشار مكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق
االنسان على ان المغرب لم يتخلى عن ظاهرة الفساد و لم يتحسن ترتيبه ضمن التقارير المرتبطة
بظاهرة الفساد و دلك راجع لغياب الشفافية و مبدا عدم اإلفالت من العقاب وقد عرف المغرب
تراجع كبير في مؤشر االدراك حيث حل في مرتبة 86سنة 2020
ثانيا -الفساد المالي في الصفقات العمومية في األنظمة المقارن «فرنسا و الجزائر
على مستوى الجزائر و فرنسا
فالجزائر و فرنسا كغيرهم من الدول الدين يواجهون ظاهرة الفساد و التي أدت الى فشل
عملية التنمية االقتصادية و االجتماعية االمر الدي أدى الى تدمير االقتصاد والقدرة
المالية و عجز الدولة عن مواجهتها ،فالجزائر وفرنسا كغيرهم من الدول الدين يعانون
من مشكل الفساد المالي المرتبط بالصفقات العمومية
فحسب التقارير الدولية فقد عرفت الجزائر انتشارا كبيرا لظاهرة الفساد المالي
المرتبط بالصفقات العمومية ،حيث نجد مؤشر الفساد في القطاع العام وصل الى
%41في سنة ، 2016حيث ان ظاهرة تفشي الفساد في مختلف دواليب القطاع العام و
الخاص نتج عن ضياع مقدرات البالد ،االمر الدي جعل ادراك الفساد على مستوى
الجزائر الصادر عن منظمة شفافية الدولية في المرتبة ، 112بينما دولة فرنسا و على
حسب تقارير منظمة الشفافية الدولية أيضا في سنة 2018عرفت تراجع في المراتب
االدرك للفساد ،ففرنسا كغيرها من الدول التي سادها الفساد المالي المرتبط بالصفقات
.العمومية على المستوى المالي والسياسي حيث تراجعت على المستوى االقتصادي
المطلب الثاني :اآلليات اإلجرائية للكشف عن جرائم الصفقات العمومية
لقد تضمنت المسطرة الجنائية أحكاما خاصة لمكافحة مختلف جرائم الفساد ،وبناء
على ما تقدم سنطرح التساؤل االتي ماهي اآلليات القانونية والمؤسساتية المخول لها
مكافحة جرائم الفساد في الصفقات العمومية ؟ ولإلجابة عن هذا التساؤل سيتم تقسيم
المحور الى قسمين:
اوال :اآلليات االجرائية للكشف عن جرائم الصفقات العمومية .
ثانيا :اآلليات العامة للكشف عن الجريمة .
اوال :اآلليات االجرائية للكشف عن جرائم الصفقات العمومية
لقد اعتمد المشرع مجموعة من اآلليات والسبل للحد والتصدي من تفشي وانتشار
ظاهرة الفساد المالي في الصفقات العمومية ولعل أهم هذه السبل مبدأين :
:مبدأ توسيع دائرة التجريم وذلك لتحقيق سياسة الردع
:وتتجلى أهم مظاهره فيما يلي
تجريم أفعال الفساد الكالسيكية المتمثلة في اختالس المال العام ،الرشوة ،الغدر +
استغالل النفوذ (الفصول 241إلى 256من القانون الجنائي)؛
تجريم ومعاقبة أفعال الفساد الحديثة وخاصة غسل األموال الذي يعتبر جريمة في +
التشريع المغربي ولو ارتكب خارج المغرب (الفصلين 574-1و 574-2من القانون
الجنائي)؛
+تمديد التجريم والعقاب إلى بعض األفعال التي تلحق بجرائم الفساد كجرائم البورصة ،والتهرب
الضريبي ،والجمركي ،وإساءة استعمال أموال الشركة والتفالس؛
+إعطاء مفهوم واسع للموظف العمومي في المادة الجنائية ؛
+تمديد اختصاص القضاء المغربي ليطال أفعال الفساد المرتكبة خارج المغرب من طرف مغربي أو
أجنبي متى توفرت بعض الشروط؛
+تضييق نطاق الحصانة واالمتياز القضائي فيما يتعلق بجرائم الفساد ،وهو ما أقره المغرب
دستوريا ،فبعدما كانت الحصانة الممنوحة للبرلمانيين بموجب القانون رقم 31-04حصانة مطلقة تهم
جميع أنواع الجرائم ،نص الدستور الحالي على حصر هذه الحصانة في حرية الرأي والتصويت
المكفولة للبرلمانيين بمناسبة مزاولتهم لمهامهم ،ما يعني أن جرائم الفساد لم تعد تخضع لقواعد
الحصانة المنصوص عليها لفائدة أعضاء البرلمان.
:نجد كذلك
:مبدأ تشديد العقاب بشأن جرائم الصفقلت العمومية
حيث شدد المشرع المغربي العقوبات المرتبطة بجرائم الفساد ،وخاصة منها
جرائم الصفقات العمومية ،على اعتبار ميزانية الصفقات العمومية بالمغرب
.تقدر بماليير الدراهم أي ما يعادل 30في المائة من الناتج الداخلي الوطني
:ومن مظاهر تشديد العقاب نجد
إقرار عقوبات جنائية تصل إلى 30سنة؛ +
الحرمان من الحقوق المدنية والوطنية؛ +
مصادرة األموال المتحصلة من جرائم الفساد ولو كانت في يد الغير (الفصل 247من القانون الجنائي) +
مع اعتبار إخفاء األموال المتحصلة من هذا النوع من الجرائم جريمة غسل األموال ولو ارتكبت خارج
المغرب (الفصلين 574-1و 574-2من القانون الجنائي)؛
الحرمان من مزاولة الوظائف أو الخدمات خالل مدة ال تزيد عن عشر سنوات (الفصل 256من القانون +
الجنائي) ؛
إال أنه رغم توسيع دائرة التجريم وتشديد العقاب في التشريع المغربي فإن ذلك يبقى بدون فعالية ما لم
.تصاحبه آليات لكشف الجريمة
ثانيا :اآلليات العامة للكشف عن الجريمة
لعل أهم ما يميز جرائم الصفقات العمومية هو صعوبة الكشف عنها وذلك لكونها
جرائم مالية مركبة ومعقدة وتستخدم في اخفاءها وسائل متطورة مما بات لزاما
االهتمام بتعزيز قدرات أجهزة المراقبة والتفتيش وضمان استقاللها الوظيفي ،مع دعم
الحق في الوصول إلى المعلومة .وفي هذا الصدد سنتناول أهم التدابير التي حددها
المشرع المغربي في هذا الباب وأهمها حماية الشهود والمبلغين والخبراء كتدبير
أول ،أما التدبير الثاني فيتجلى في رفع السر البكي .
:حماية الشهود والمبلغين والخبراء
يمثل الكشف عن جرائم الصفقات العمومية وتشجيع اإلبالغ عن مرتكبيها أهمية خاصة،
.بالنظر إلى ما يصاحب هذه الجرائم من كتمان
وبناء عليه ،فإذا كانت بعض التشريعات المقارنة اختارت منع األفراد من تحريك
المتابعات بشأن جرائم الفساد ،وجعلت ذلك حكرا على النيابة العامة وحدها ،أو ربطت
تحريك المتابعة
بتقديم شكاية في الموضوع من جانب اإلدارة التي ينتمي إليها الفاعل ،فإن المشرع
المغربي سمح لألفراد بتحريك المتابعة بشأن جرائم الفساد ،إما عن طريق النيابة
العامة ،بتقديم شكايات أو وشايات إليها ،أو مباشرة عن طريق تقديم شكاية مباشرة
لقاضي التحقيق أو قضاء الحكم ،وهو ما يعني أن التبليغ عن جرائم الصفقات العمومية
.وكشفها في ظل التشريع المغربي ،يشكل نظاما شموليا واسع النطاق
وفي هذا السياق ،يعد التبليغ عن الجرائم واإلدالء بالشهادة حول وقائعها بشكل
عام وعن جرائم الفساد بشكل خاص واجبا قانونيا وأخالقيا وشرعيا يحول في
كثير من األحيان دون وقوع الجريمة ،ويؤدي إلى تعزيز مشاركة األفراد بشكل
خاص ؛ والمجتمع بشكل عام في مكافحة اإلجرام بشتى صوره ،ويساهم في بناء
الثقة والطمأنينة وترسيخ مبدأ المواطنة الحقة ،لذلك ينبغي أن يقابل هذا الواجب
التزام عام بحماية هؤالء الشهود ،والمبلغين ،وأقاربهم ،وسائر األشخاص
،الوثيقي الصلة بهم من أية أعمال انتقامية أو إجراءات تعسفية
لذلك فالمشرع المغربي سن قانون خاص يتضمن مجموعة من تدابير الحماية حيث يقوم
وكيل الملك أو الوكيل العام للملك أو قاضي التحقيق كل فيما يخصه ،باتخاذ تدابير الحماية
الكفيلة بتأمين سالمة الضحية أو أفراد أسرته أو أقاربه أو ممتلكاته من كل ضرر قد يتعرض
له جراء تقديم شكايته.
إال أنه وخالفا ألي مقتضيات قانونية ال يمكن متابعة المبلغين سواء تأديبيا أو جنائيا على
أساس إفشاء السر المهني ،إذا كانت الجرائم المبلغ عنها تم اإلطالع عليها بمناسبة مزاولتهم
لمهامهم.
علما أنه يتعرض المبلغ الذي يقوم باإلبالغ بسوء نية عن وقائع غير صحيحة إلحدى
العقوبات المنصوص عليها في الفصلين 369و 370من القانون الجنائي.
:رفع السر البنكي
أخذ التشريع المغربي بمفهوم السر البنكي النسبي ،للحد من استغالل الموظفين لسلطاتهم من أجل إخفاء
أفعالهم ،خاصة عندما ترتبط جرائم الفساد باستخدام التقنيات الحديثة في المجاالت االقتصادية
والمصرفية ،فمن جهة يلزم األشخاص الذين يباشرون عمليات البنوك واالئتمان ،وكذا األشخاص الذين
يباشرون مهام الرقابة على هذه العمليات بضرورة كتمان السر المهني عمال بأحكام المادة 180من
قانون مؤسسات والهيئات المعتبرة في حكمها
ومن جهة أخرى ،ينص على أنه ال يجوز االحتجاج بالسر المهني على السلطة القضائية العاملة في
إطار مسطرة جنائية طبقا لمقتضيات المادة 181من نفس القانون المذكور أعاله.
كما ألزم مؤسسات االئتمان والهيئات األخرى الخاضعة لمراقبة بنك المغرب بضرورة التقيد بواجب
اليقظة فيما يتعلق بكل عملية يكون الداعي االقتصادي إليها أو طابعها المشروع غير واضح.
وتنص المادتان 110و 161من مدونة المحاكم المالية على أن المسؤولون
والمستخدمون ال يلزمون بواجب كثمان السر المهني تجاه قضاة المجلس األعلى
للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات بمناسبة التحقيقات التي يقومون بها في
إطار اختصاصات المجلس.
وبذلك فإن السر البنكي في ظل التشريع المغربي ال يطرح أية مشكلة في الكشف
عن جرائم الفساد المالي ،مادام المشرع وإن كان قد قنن السر البنكي وألزم العاملين
في المجال المالي بضرورة كتمانه والتقيد به ،فإنه منع هؤالء من االحتجاج به
عندما يتعلق األمر بمسطرة قضائية من أجل كشف الجريمة.
المطلب الثالث :آليـــات التحــري والتحقيق للكشــف عن
جرائــم الصفقــات العموميــة
لمالحقة جرائم الفساد بصفة عامة والفساد اإلداري بصفة خاصة يجب ان يكون لدينا سلطات قضائية
فعالة والتي تعتبر أحد العناصر األساسية في منظومة مكافحة الفساد ،والنيابة العامة بوصفها السلطة
المختصة باالتهام لها ان تقرر تحريك الدعوى العمومية متى علمت بوقوع الجريمة بهدف توقيع
الجزاء القانوني ولإلحاطة بالموضوع سأتطرف ألليات التحري والتقصي والمتابعة وبعد دلك الهم
العمومية. الصفقات بجرائم المرتبطة التحقيق إجراءات
أوال :آليات التحري والتقصي والمتابعة
التحقيق هو عبارة عن مجموعة من اإلجراءات التي تسبق المحاكمة و التي يقوم بها
قاضي التحقيق و الهدف جمع األدلة بشأن وقوع فعل يعاقب عليه القانون ومالبسات
وقوعه ومرتكبه وفحص الجوانب المختلفة لشخصية الجاني وتقدير كل دلك لتحديد كفايته
إلحالة المتهم للمحاكمة
وبمعنى آخر يهيئ التحقيق ملف الدعوى العمومية كي يتسنى لقضاء الحكم ان يقول كلمته
وتبعا لذلك يقوم قاضي التحقيق بنفسه او بواسطة ضباط الشرطة القضائية او بواسطة أي
جهة مؤهلة لدلك بالتحقيق عن شخصية المتهمين وكذلك حالتهم المادية و العائلية أو
االجتماعية ,كما يجوز له ان يأمر بأجراء فحص طبي او اتخاد أي اجراء يراه مناسبا
فقاضي التحقيق ادا غلب ظنه ان المتهم مذنب بارتكاب الجريمة قضى باإلحالة في الجنح او
ارسال المستندات في الجنايات وان غلب على ظنه ان المتهم بريء اصدر امرا بعدم المتابعة
مستعمال بذلك سلطته التقديرية ،فقانون المسطرة الجنائية في مواده من
83الى 230اعطى لقاضي التحقيق إمكانية القيام بإجراءات واوامر
غاية في األهمية والخطورة كالمراقبة القضائية واالعتقال االحتياطي
والتقاط المكالمات والتنصت عن بعد وذلك بهدف كشف الجرائم والحد
من الفساد والمفسدين.
والمشرع أجاز لقاضي التحقيق حق اصدار األمر المباشر المكتوب بالتقاط
المكالمات الهاتفية وكافة االتصاالت عن بعد وتسجيلها واخد نسخ منها او حجزها
وينفذ امر قاضي التحقيق مباشرة دون قيد ونظرا لخطورة هاته الوسيلة فان المشرع
قيد صالحية الوكيل العام للملك في هدا الباب وذلك بإلزامه تقديم ملتمس للرئيس
األول لمحكمة االستئناف اال انه في حالة االستعجال القصوى يمكن للوكيل العام
للملك ان يقوم بهذا االجراء تلقائيا وذلك مخافة اندثار ادلة االثبات ,وعليه ان يشعر
فورا الرئيس األول خالل األربعة والعشرين ساعة باألمر الصادر عنه ويصدر
الرئيس األول خال األربعة و العشرين مقرر بتأييد او تعديل او إلغاء قرار الوكيل
العام للملك فان الغي ال يعتد به.
بالمقابل يجب على ضباط الشرطة القضائية ان يحرروا محاضر بما
أنجزوه من عمليات وان يخبروا وكيل الملك او الوكيل العام للملك
المختص فورا بما يصل الى علمهم من جنايات وجنح المادة 78من
قانون المسطرة الجنائية وأن يوجهوا مباشرة الى وكيل الملك او الوكيل
العام للملك أصول المحاضر التي يحررونها مرفقة بنسختين منها
مشهود بمطابقتهما لألصل وكدا جميع الوثائق والمستندات المتعلقة بها،
كما توضع األشياء المحجوزة رهن إشارة وكيل الملك او الوكيل العام
للملك المادة 23من قانون المسطرة الجنائية
خالصة لما تقدم فان صعوبة كشف واثبات جرائم الفساد بالنظر الى
كونها من الجرائم المعقدة والمركبة يفتح باب الشك حول ضلوع المتهم
في الجرائم والشك يعني البراءة واإلفالت من العقاب لدلك البد من
وجود قضاء متخصص في جرائم الفساد يستطيع فهم األساليب
المتطورة المستعملة في جرائم األموال وله القدرة على الوصول الى
الحقيقة وبناء احكامه على اليقين.
:خاتــــــــــمــــــة
لقد حاولنا في هدا العرض معالجة إشكالية وسائل مكافحة الفساد بصفة عامة
والفساد المالي في الصفقات العمومية بصفة خاصة ومن خالل دراستنا توصلنا
:إلى
- أن ظاهرة الفساد المالي آفة خطيرة أصابت كل المجتمعات حيث أثرت
عليها بالتخلف والطغيان وللخروج من هذه األزمات يجب محاربة أسباب انتشار
هذه الظاهرة ،وذلك بوضع وتطبيق آليات جديدة وإعادة النظر في كل القوانين
.المتعلقة بالفساد
-الفساد المالي يعتبر فعال غير مشروع والشريعة اإلسالمية وضعت ضوابط
وقواعد تعمل على تربية سلوك المسلم على االخالق الفاضلة وبالرغم من العديد
من الجوانب اإليجابية التي رصدها المشرع للوقاية من الفساد المالي ومكافحته
اال ان هناك نقائص مما يتطلب توفير ترسانة قانونية معاصرة للوقاية و الحد من
ظاهرة الفساد بكل أشكاله عبر التشجيع على التبليغ عن المفسدين وحماية
المبلغين جسديا بكل الوسائل المتاحة وأيضا فرض عقوبات زجرية قاسية على
السلوكيات التي لها دور كبير في انتشار الفساد كالمحسوبية و الزبونية والوساطة
و الرشوة وغيرها من أشكال الفساد التي أصبحت تنخر المجتمعات وتحد من
تنميتها في كافة المجاالت .تطبيقا للمبدأ الدستوري "ربط المسؤولية بالمحاسبة"
-ضعف فاعلية الجهود الوطنية المبذولة لمواجهة الفساد المالي والحد منه وعدم
اتخاذ اآلليات الكفيلة الكافية في سبيل المكافحة
-استغالل المناصب لتحقيق مكاسب مادية بطريقة غير مشروعة من طرف
المسؤولين مما يعتبر اثراء بال سبب يعاقب عليه القانون ويرفضه الدستور
المغربي لسنة 2011تطبيقا لمبدأ "ربط المسؤولية بالمحاسبة"
-ضعف الشفافية المالية يؤدي الى انهيار النظام المالي واإلفالس مما يتسبب في
أزمات مالية وهذا ينعكس على اقتصاد البالد ومعاناة المواطنين من المحسوبية
البيروقراطية وغياب النزاهة والشفافية
اذن للحد من تفشي ظاهرة الفساد المالي وخصوصا في مجال الصفقات العمومية
يجب على أفراد المجتمع محاربته بشتى األشكال وذلك بااللتزام الديني
واألخالقي والوطني واإلنساني.
:الئحة المراجع
القانون الجنائي 1-
قانون المسطرة الجنائية 2-
اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد 3-
الفساد المالي في الصفقات العمومية فارس رشيد البياني 1-
موسوعة جرائم الفساد المالي االقتصادي صالح الدين حسن 2-
أسباب الفساد المالي مجالت قانونية 3-