Download as pptx, pdf, or txt
Download as pptx, pdf, or txt
You are on page 1of 65

‫ماسرت ‪ :‬العلوم اجل نائية وادلراسات األمنية‬

‫عرض حول موضوع‪ :‬جرامئ الفساد املايل يف‬


‫الصفقات العمومية‬ ‫من إعداد الطالبات‪:‬‬

‫تحت إشراف الدكتور ‪ :‬مصطفى حازين‬ ‫كريمة الطاهري‪-‬منال البري‬

‫إيمان النايلي‪-‬غيثة الهوتي‬

‫كوثر كريبو –الهام طاباش‬

‫كريمة الوكيلي‬
‫مــــقدمـــة‬
‫من أبسط األمور التي يمكن أن نبدأ بها ندوتنا هاته التعبير عن امتناننا الشديد ألستاذنا الفاضل‬
‫مصطفى حازين لتمكيننا من البحث في الموضوع الذي وقع اختيارنا عليه وأن نتقدم لك‬
‫بأسمى عبارات الشكر و التقدير عن الجهود المبذولة في خدمة الطالب الباحث والعرفان بهذا‬
‫الدور العظيم‪ ،‬والجهود الرائعة‪.‬‬
‫كما نتقدم بكل الحب واالحترام لزمالئنا األعزاء ونطلب منكم إغناء ندوتنا هاته بأسئلتكم‬
‫وإضافاتكم وإصالحكم للمعلومات الغير الدقيقة التي يمكن أن تكون قد تسربت الى هذا البحث‪.‬‬
‫كما تعلمون وقع اختيارنا على موضوع الصفقات العمومية والفساد المالي لذلك سوف‬
‫نبدأ أوال بالتأصيل المفاهيم لكل من الصفقة العمومية والفساد المالي الدي يمكن ان‬
‫يعتريها‬
‫سؤال‪ :‬ما المقصود بالصفقات العمومية‬
‫تعتبر الصفقة العمومية حسب المادة ‪ 4‬عقد بعوض يبرم بين صاحب مشروع من جهة‬
‫ويدعى خدماتي أو مقاول أو مورد‪ ،‬وشخص اعتباري دولة‪ ،‬جماعات محلية‪،‬‬
‫ومؤسسات عمومية‪ ،‬الهدف منها تنفيذ أشغال أو تسليم توريدات أو القيام بخدمات‬
‫مقابل ثمن‬
‫وعقود الصفقات العمومية لها خصائص تميزها عن باقي العقود لما لها من شروط‬
‫وإجراءات وأطار قانوني يخضعها للقانون اإلداري والذي يتمتع فيه الشخص المعنوي‬
‫بعدة امتيازات منها وضع شروط العقد‪ ،‬سلطة الرقابة‪ ،‬التسيير‪ ،‬التعديل في بعض‬
‫البنود أو الفسخ بشكل انفرادي‬
‫هناك اشكال من عقود الصفقات العمومية منها عقود التدبير المفوض عقود كراء‬
‫وعقود خدمات‪ ،‬عقود امتياز وعقود أخرى غير مسماة‬
‫اذن فطبيعتها اإلدارية وتعلقها بالمال العام جعل منها وسيلة أساسية تعتمدها الدولة‬
‫لتنفيذ سياستها التنموية واعتبارها كذلك آلية استراتيجية ورافعة للنمو االقتصادي‬
‫على اعتبار أن مشاريع االستثمار التي تقوم الدولة بإعدادها خصوصا في فترة‬
‫الركود االقتصادي تساهم في إعادة االنتعاش والتوازن االقتصادي ودفع عجلة النمو‪.‬‬
‫اذن فالصفقات العمومية أداة رئيسية للسياسة االقتصادية للدولة‪.‬‬
‫أما فيما يخص اإلطار القانوني المنظم لها فقد خضعت لمجموعة من المراسيم ابتداء من‬
‫ظهير ‪ 6‬غشت ‪ 1958‬الى غاية مرسوم ‪ 20‬مارس ومرسوم رقم ‪ 2.22.431‬صادر بتاريخ‬
‫‪ 08‬مارس ‪2023‬‬
‫مفهوم الفساد المالي في الصفقات العمومية؟‬
‫من منظور البنك الدولي فالفساد هو إساءة استخدام السلطة العامة لمصلحة خاصة يؤدي الى‬
‫التوجيه الغير الصحيح للموارد المالية أو يزيد من التكلفة‬
‫كما عرفه الفريق المتعدد التخصصات انه السلوك الغير القانوني الصادر عن الشخص‬
‫أنواعه‪ :‬المحاباة‪ ،‬الرشوة‪ ،‬إعطاء معلومات تفضيلية لبعض المتنافسين الخ‪...‬‬
‫لذلك سوف نتناول هذا الموضوع على الشكل التالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬جرائم الفساد المالي األسباب وطرق المكافحة‬
‫المطلب األول‪ :‬جرائم الفساد المالي في الصفقات العمومية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الفساد المالي في الصفقات العمومية األسباب ووسائل المكافحة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الصفقات العمومية في القانون المغربي والقانون المقارن واآلليات اإلجرائية للكشف عن‬
‫الجرائم واليات التحري والتحقيق‬
‫المطلب األول‪ :‬الصفقات العمومية‪,‬المغرب‪,‬الجزائر‪,‬فرنسا‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اآلليات اإلجرائية للكشف عن جرائم الصفقات العمومية‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اليات التحري والتحقيق للكشف عن جرائم الصفقات العمومية‬
‫خاتمة‬
‫المبحث األول‪ :‬جرائم الفساد المالي األسباب وطرق‬
‫المكافحة‬
‫المطلب األول‪ :‬جرائم الفساد المالي في‬
‫الصفقات العمومية‬
‫إن الجريمة هي بعض السلوكيات المخالفة للقاعدة القانونية المحددة لألفعال المتمثلة‬
‫في األوامر والنواهي الضارة بالمجتمع والمعاقب عليها بمقتضى القانون‪.‬‬
‫ومن هنا سوف أتطرق في هدا المحور الى جرائم الفساد المالي في مجال الصفقات‬
‫العمومية‪ :‬جريمة استغالل النفوذ وجريمة الرشوة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬جريمة استغالل النفوذ‬
‫ينص الفصل ‪ 250‬من القانون الجنائي المغربي على مايلي‪ :‬يعد مرتكبا لجريمة‬
‫استغالل النفوذ‪ ,‬ويعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة من ‪ 5000‬الى‬
‫‪ 10000‬درهم من طلب او قبل عرضا أو وعدا أو طلب أو تسلم هبة أو هدية أو أية‬
‫فائدة أخرى‪ ,‬من أجل تمكين شخص أو محاولة تمكينه من الحصول على وسام أو رتبة‬
‫شرفية أو مكافأة أو مركز أو وظيفة أو خدمة أو أية مزية أخرى تمنحها السلطة‬
‫العمومية أو صفقة أو مشروع أو أي ربح ناتج عن اتفاق يعقد مع السلطة العمومية أو‬
‫مع إدارة موضوعة تحت إشرافها‪,‬‬
‫وبصفة عامة الحصول على قرار لصالحه من تلك السلطة أو اإلدارة‪ ,‬مستغال بذلك نفوذه الحقيقي أو‬
‫المفترض‬
‫وإذا كان الجاني قاضيا أو موظفا عموميا أو متوليا مركزا نيابيا‪ ،‬فان العقوبة ترفع الى الضعف‬
‫الركن المادي في جريمة استغالل النفوذ‬
‫‪-1‬فعل اجرامي يقوم به الجاني‪:‬‬
‫يظهر هدا الفعل جليا في كل فعل إجرامي يقوم به الجاني والمتمثل أساسا في طلب او قبول عرض‬
‫أو وعد أو طلب أو تسلم هبة أو هدية أو أية فائدة أخرى كيفما كان شكل الطلب أو القبول أو التسلم‬
‫وسواء ثم ذلك بشكل صريح أو ضمني‪ ،‬مباشرة أو عن طريق وسيط ويعتبر الطلب أو القبول أو‬
‫التسلم مكونا لجريمة تامة وليس مجرد محاولة‪.‬‬
‫‪ - 2‬تدرع الجاني بنفوذ حقيقي أو مزعوم‪:‬‬
‫بمعنى ان الجاني يعتمد في قضاء حاجة مقدم المكافأة على النفوذ الدي له على الموظف أو اإلدارة‬
‫المختصة‪.‬‬
‫يستمد الجاني النفوذ الحقيقي من وظيفته أو مركزه أو عالقته مع الموظف المختص بالعمل أو‬
‫االمتناع عنه مما يمكنه من التأثير عليه‪.‬‬
‫الركن المعنوي في جريمة استغالل النفوذ‬
‫يتخذ الركن المعنوي في هده الجريمة صورة القصد الجنائي بعنصريه اإلرادة والعلم أي بكافة‬
‫العناصر التي يشترطها نص التجريم وإرادة ارتكاب السلوك االجرامي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬جريمة الرشوة‬
‫يمكن تعريف الرشوة على انها اتجار الموظف ومن في حكمه بوظيفته‪ ،‬أو باألحرى‬
‫استغالل السلطات المخولة له بمقتضى تلك الوظيفة لحسابه وذلك بأن يطلب لنفسه أو‬
‫لغيره أو يقبل أو يأخذ وعدا أو تتسلم هبة أو هدية ألداء عمل من أعمال وظيفته أو‬
‫يزعم أنه من أعمال وظيفته أو يمتنع عم ذلك العمل ولو انه خارج عن اختصاصاته اال‬
‫ان وظيفته سهلته او كان من الممكن ان تسهله‬
‫جريمة الرشوة تقوم على عنصرين‪ :‬ينبغي التمييز بين الراشي والمرتشي‬
‫جريمة المرتشي‪:‬‬
‫تطرق المشرع الجنائي المغربي للجريمة التي يرتكبها المرتشي في الفصلين ‪ 248‬و‪ 249‬من القانون الجنائي‬
‫الفصل ‪ : 248‬يعد مرتكبا لجريمة الرشوة ويعاقب بالحبس من سنتين الى خمس سنوات وبغرامة من خمسة آالف درهم الى‬
‫مائة ألف درهم من طلب أو قبل عرضا أو وعدا أو طلب او تسلم هبة أو هدية أو أية فائدة أخرى من أجل‪:‬‬
‫‪ - 1‬القيام بعمل من أعمال ووظيفته بصفته قاضيا أو موظفا عموميا أو متوليا مركزا نيابيا أو االمتناع عن هدا العمل سواء‬
‫كان عمال مشروعا أو غير مشروع طالما أنه غير مشروط بأجر‪.‬‬
‫‪ - 2‬إصدار قرار أو إبداء رأي لمصلحة شخص أو ضده‪ ،‬وذلك بصفته حكما أو خبيرا عينته السلطة اإلدارية أو القضائية أو‬
‫اختاره األطراف‬
‫‪ - 3‬االنحياز لصالح أحد األطراف أو ضده‪ ،‬وذلك بصفته أحد رجال القضاء أو المحلفين أو أحد أعضاء هيئة المحكمة‬
‫‪ - 4‬إعطاء شهادة كاذبة بوجود أو عدم وجود مرض أو عاهة أو حالة حمل أو تقديم بيانات كاذبة عن أصل مرض أو عاهة‬
‫أو عن سبب وفاة وذلك بصفته طبيبا أو جراحا أو طبيب أسنان او مولدة‬
‫الفصل ‪:249‬‬
‫يعد مرتكبا لجريمة الرشوة‪ ،‬ويعاقب بالحبس من سنة الى ثالث سنوات وبغرامة من‬
‫خمسة االف درهم الى مائة ألف درهم كل عامل أو مستخدم أو موكل بأجرأو بمقابل‪،‬‬
‫من أي نوع كان طلب أو قبل عرضا أو وعدا‪ ،‬أو طلب أو تسلم هبة أو هدية أو‬
‫عمولة أو مكافأة مباشرة او عن طريق وسيط‬
‫إذا كانت قيمة الرشوة تفوق ‪ 100.000‬درهم تكون عقوبة السجن من خمس سنوات‬
‫الى عشر سنوات وغرامة من ‪ 100.000‬درهم الى مليون درهم‪.‬‬
‫الركن المادي لجريمة المرتشي‬
‫يقوم الركن المادي على فعل الطلب أو القبول أو تسليم هبة أو هدية مقابل العمل أو‬
‫االمتناع عن عمل ولو أنه خارج من اختصاصاته الشخصية ولكن وظيفته أو عمله‬
‫سهله أو كان من الممكن أن يسهله‪.‬‬
‫الركن المعنوي لجريمة المرتشي‬
‫تندرج الجريمة التي يرتكبها المرتشي ضمن الجرائم العمدية والتي تستلزم توفر‬
‫القصد الجنائي لدى الجاني‪.‬‬
‫ينبغي أن تتجه إرادة المرتشي إلى اإلتجار بوظيفته وأخد رشوة مقابل القيام بالعمل أو‬
‫االمتناع عنه وأن يعلم وقت الطلب أو القبول أو التسلم أن هذا الثمن هو مقابل قيامه‬
‫بعمل معين أو االمتناع عنه بصورة مخالفة للقانون‪.‬‬
‫جريمة الراشي‪:‬‬
‫الفصل ‪ :251‬من استعمل عنفا أو تهديدا أو قدم وعدا أو عرضا أو هبة أو أية فائدة‬
‫أحرى لكي يحصل على القيام بعمل أو االمتناع عن عمل أو على مزية أو فائدة مما‬
‫أشير اليه في الفصول ‪ 243‬إلى ‪ 250‬وكذلك من استجاب لطلب رشوة ولو بدون أي‬
‫اقتراح من جانبه‪.‬‬
‫الركن المادي لجريمة الراشي‪:‬‬
‫استنادا من الى الفصل ‪ 251‬فإن الركن المادي في هذه الجريمة يتخذ ثالث صور‪:‬‬
‫‪-‬استعمال العنف أو التهديد‪ :‬تتخذ هده الصورة بقيام الجاني باستخدام العنف أو اإلكراه أو التهديد‬
‫إلجبار الموظف على القيام بعمل من أعمال وظيفته أو االمتناع عنه عمل يدخل في إطار وظيفته‪.‬‬
‫‪-‬تقديم وعد أو عرض‪ :‬تتحقق هذه الصورة بقيام الراشي بإغراء الموظف لإلتجار بالوظيفة‬
‫المسندة اليه فمجرد تقديم الوعد أو العرض يعتبر كافيا‬
‫لقيام الجريمة في جانب الراشي بغض النظر عن قبول الموظف المختص بالعمل أو االمتناع‬
‫للوعد‪.‬‬
‫‪ -‬االستجابة لطلب الرشوة‪ :‬على خالف الصورة السابقة ( تقديم الوعد أو العرض) فإن‬
‫الراشي ال يقوم بعرض الرشوة من نفوذ أو أي مقابل‪ ,‬ولكنه يقبل ويستجيب لطلب المرتشي‬
‫الركن المعنوي لجريمة الراشي‬
‫تعتبر الجريمة التي يرتكبها الراشي جريمة عمدية لذلك ينبغي توفر القصد الجنائي لديه‪.‬‬
‫يتحقق ذلك باتجاه إرادته إلى إحداث الفعل المادي وتحقيق النتيجة اإلجرامية وأن يكون‬
‫عالما بأنه يتجه بفعله إلى موظف عمومي أو من في حكمه من اجل القيام بعمل أو االمتناع‬
‫عنه‪ ،‬عن طريق العنف والتهديد أو من خالل تقديم وعد أو عرض أو هبة أو هدية أو أية‬
‫فائدة أخرى‪ ،‬أو االستجابة لطلب الرشوة مع علمه بطبيعة هذا الطلب‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الفساد المالي في الصفقات العمومية األسباب ووسائل‬
‫المكافحة‬
‫تقف وراء شيوع ظاهرة الفساد المالي خصوصا في موضوع الصفقات‬
‫العمومية عوامل مختلفة تتناسب في شدتها طرديا مع تنامي هذه الظاهرة‬
‫داخل األجهزة‪ ،‬اإلدارية اذ يعد الفساد المالي في الصفقات العمومية ظاهرة‬
‫أخالقية وهي أيضا مشكلة إدارية وسياسية وأيضا تنتشر في المجتمعات التي‬
‫تتصف بضعف الممارسة الديموقراطية وحرية المشاركة في إدارة شؤونها‬
‫العامة اذن ماهي أسباب الفساد في الصفقات العمومية وماهي طرق‬
‫مكافحته؟‬
‫أوال‪ :‬أسباب الفساد المالي في الصفقات العمومية‪:‬‬
‫الفساد له أسباب كثيره منها األسباب السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫أ ‪ -‬االسباب السياسية‪:‬‬
‫تتمثل األسباب السياسية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مؤسسات وأنظمة حكومية ضعيفة‬
‫‪ -‬إطار تشريعي وتنظيمي غير كاف‬
‫‪ -‬سياسة وقاية غير كافية ال سيما في مجال الصفقات العمومية واالعتمادات المالية‬
‫عدم وجود نظام سياسي فعال يستند الى مبدا فصل بين السلطات‬
‫‪ -‬عدم استقاللية القضاء ليأخذ دوره في إشاعة العدل بين افراد المجتمع‬
‫‪ -‬بقاء القيادات لمدة طويلة في المؤسسات‬
‫‪ -‬ضعف المسائلة العامة‬
‫‪:‬ب ‪ -‬األسباب االقتصادية‬
‫‪:‬تتمثل األسباب االقتصادية فيما يلي‬
‫ارتفاع األسعار وتدهور األجور وأيضا عدم توزيع الثروة بشكل عادل ‪-‬‬
‫غياب الفعالية االقتصادية في الدولة ذلك ان اغلب العمليات االقتصادية هي ‪-‬‬
‫عبارة عن صفقات تجارية مشبوهة‬
‫كل ذلك يؤدي الى تشجيع انتشار ظاهرة منح الرشوة وانتشار الفساد وتشويه ‪-‬‬
‫السياسات والقرارات االقتصادية‬
‫ج ‪-‬األسباب االجتماعية والثقافية‪:‬‬
‫تلعب المنظومة القيمية والموروثات االجتماعية والثقافية بما تتضمنه من معتقدات مشتركة‬
‫بين أفراد المجتمع دورا كبيرا في بناء العالقات االجتماعية وتنظيمها على أسس صحيحة‬
‫فأصبحت الحدود تتالشى ما بين الخطأ والصواب فالرشوة أصبحت إكرامية والسمسرة‬
‫أصبحت استشارية وانتقاء األبناء من وظائف االباء صار حقا مثال‬
‫‪ -‬ضعف الرقابة المجتمعية‬
‫‪ -‬ثقافة إدارية مبنية على المصالح الخاصة‬
‫‪ -‬ضعف الجانب التربوي السليم واألخالقي لدى القائمين باألعمال اإلدارية‬
‫ثانيا‪ :‬سبل الوقاية من الفساد المالي‬
‫ان التدابير الوقائية هي جزء ال يتجزأ من السياسة الجنائية والتي تتدخل قبل وقوع الجريمة فهي‬
‫اجراء نص عليه المشرع في مجال الصفقات العمومية‬
‫أ‪-‬على المستوى الوطني‪:‬‬
‫وتؤكد المادة ‪ 11‬من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد ‪ -‬وهي معاهدة دولية أساسية ‪ -‬تشدد على‬
‫الدور الحاسم للسلطة القضائية في مكافحة الفساد‪ ،‬وتنص على أنه من أجل القيام بهذا الدور بفعالية‪،‬‬
‫يجب أن يكون الفرع القضائي نفسه خاليا من الفساد‪ ،‬وأن يتصرف أعضاؤه بنزاهة‪ .‬وقد ُأدرجت في‬
‫االتفاقية مبادئ توجيهية موضوعية بشأن مسائل التنظيم الداخلي‪ ،‬وهي مبادئ أساسية لمنع الفساد‬
‫ومكافحته‪.‬‬
‫‪:‬ويهدف هذا القانون الى ما يلي‬
‫وضع شباك الكتروني لطلب الوثائق اإلدارية ‪-‬‬
‫تطبيق للهواتف الذكية للحصول على المعلومات المتعلقة بالصفقات العمومية ‪-‬‬
‫تدعيم وتأهيل اقسام الجرائم المالية ‪-‬‬
‫تمديد حقوق المجتمع المدني لمتابعة األشخاص المشتبه فيهم قضايا الفساد‬
‫تعزيز النزاهة‪ ،‬والشفافية في إطار تسيير القطاعين العام الخاص ‪-‬‬
‫دعم التدابير الرامية الى الوقاية من الفساد ومكافحته‪-‬‬
‫فالمشرع المغربي حاول من خالل هذه المادة تحديد جملة من القواعد الوقائية الهادفة أساسا الى الحد من‬
‫‪:‬ظاهرة الفساد المالي ومع ذلك فان هذه التدابير تسري على الصفقات العمومية ومن أبرز مواضعها‬
‫التوظيف‬
‫لقد فرضت النصوص المتعلقة بهذا الجانب مجموعة من التدابير والشروط التي يتعين‬
‫االعتماد واخذها بعين االعتبار حال كل توظيف او تعيين كالنجاعة والشفافية والجدارة‬
‫والكفاءة‬
‫كما فرضت هذه النصوص كذللك اعتماد أسلوب االنتقاء الموضوعي القائم على شروط‬
‫تكافؤ الفرص اعتبارا ان للشخص نفس الحق الذي لغيره في تقلد الوظائف العامة للبالد‬
‫هذا فضال على اعداد برامج تكوينية لتحسين المدارك والتحسين من مخاطر الفساد المالي‬
‫التصريح بالممتلكات‬
‫حيث نصت عليه المادة ‪ 262‬من القانون الجنائي واكدت على ضرورة هذا االجراء‬
‫واعتبرته في إطار التدابير الوقائية ضمانا الزما لشفافية الحياة السياسية وسير‬
‫المؤسسات العمومية ولصون كرامة األشخاص المكلفين بمهمة ذات منفعة عامة على‬
‫ان يكون هذا التصريح خالل الشهر الذي يعقب تاريخ تنصيب الموظف في وظيفته او‬
‫بداية عهدته االنتخابية ويحدد كل زيادة معتبرة في الذمة المالية للموظف العمومي‬
‫فاألشخاص المعنيون بالتصريح هم أعضاء البرلمان رئيس الدولة رئيس مجلس‬
‫المحاسبة السفراء القناصلة الوالة كذلك االمر بالنسبة للقضاة‬
‫الشفافية في التعامل مع المواطنين‬
‫من الضروري إلزام قانون اإلدارات والهيئات العمومية تبسيط اإلجراءات اإلدارية‬
‫ونشر معلومات تحسيسية عن مخاطر الفساد في اإلدارة والرد على عرائض‬
‫وشكاوى المواطنين وتسبيب قراراتها لما تصدر في غير صالح المواطن وتبيين‬
‫طرق الطعن المعمول بها خاصة في حالة عدم احترام قواعد ابرام الصفقات‬
‫العمومية‬
‫وأيضا احترام قواعد الشفافية والمنافسة في مجال الصفقات العمومية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الصفقات العمومية في القانون المغربي والقانون المقارن واآلليات‬
‫اإلجرائية للكشف عن الجرائم واليات التحري والتحقيق‬
‫المطلب االول ‪ :‬الفساد المالي في الصفقات العمومية بين التشريع المغربي والمقارن‬
‫( الجزائر و فرنسا )‬
‫أوال ‪-‬الفساد المالي في الصفقات العمومية داخل المغرب‬
‫يعتبر الفساد المالي في الصفقات العمومية ظاهرة منتشرة على الصعيد الدولي وليس‬
‫الوطني فقط ‪ ،‬فهي لم تعد دخيلة على المغرب فقط النتشارها الواسع دوليا حيث‬
‫أصبحت تمس القطاعات العامة والموظفين العموميين على وجه الخصوص ‪ ،‬االمر‬
‫الذي يجعل الصفقات العمومية اكثر عرضة للفساد المالي بمختلف صوره ‪ ،‬لكونه‬
‫عقود ممولة من ميزانية الدولة االمر الذي قد يؤدي الى انهيار مؤسساتها االقتصادية‬
‫و المالية و بنيانها السياسي ‪.‬‬
‫فالصفقات العمومية هي المحرك األساسي لالستثمار الوطني ‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل صرف أموال الخزينة في المشاريع الضرورية للنهوض بالبنية التحتية‬
‫و تلبية حاجات الفرد و للمجتمع ‪ ،‬االمر الذي يجعلها عرضة الي استغالل‬
‫وذلك عن طريق االتجار او االخالل بها و التحايل بالصفقات و التالعب بها‬
‫و تسريب معلوماتها ‪ ،‬و قد عرف الفساد المالي المرتبط بالصفقات العمومية‬
‫بالمغرب عدة ظواهر والتي تتجلى في ‪:‬‬
‫ظاهرة الرشوة ‪-‬‬
‫ظاهرة اختالس المال العام ‪-‬‬
‫ظاهرة تبذير المال العام ‪-‬‬
‫انعدام الشفافية ‪-‬‬
‫شطط في استغالل مواقع النفوذ ‪-‬‬
‫التالعب بالصفقات العمومية ‪-‬‬
‫فسنة ‪ 2015‬عرفت المغرب اعلى معدالت الفساد المالي والذي ال يمكن حصره في قطاع محدد‬
‫حيث تجاوزت ‪18‬مليار سنويا في الفساد المالي المرتبط بالصفقات العمومية ‪ ،‬بينما في سنة ‪2022‬‬
‫العام الماضي فقد عرفت المغرب خسائر تتمحور حول ‪ 50‬مليار سنويا بسبب الفساد المالي‬
‫والرشوة ‪ ،‬فبالرغم من اطالق االستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد سنة ‪ 2012‬اال ان الفساد المالي‬
‫المرتبط بالصفقات العمومية ال زال منتشرا واصبح االمر عادي في جميع القطاعات االمر الذي‬
‫يشكل دائما عائقا في التنمية ‪ ،‬بحيث أن المغرب سنة ‪ 2021‬عرف تراجع في ترتيب مؤشرات‬
‫محاربة الفساد حيث وصل الى المرتبة ‪ ، 87‬و قد أشار مكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق‬
‫االنسان على ان المغرب لم يتخلى عن ظاهرة الفساد و لم يتحسن ترتيبه ضمن التقارير المرتبطة‬
‫بظاهرة الفساد و دلك راجع لغياب الشفافية و مبدا عدم اإلفالت من العقاب وقد عرف المغرب‬
‫تراجع كبير في مؤشر االدراك حيث حل في مرتبة ‪ 86‬سنة ‪2020‬‬
‫ثانيا‪ -‬الفساد المالي في الصفقات العمومية في األنظمة المقارن «فرنسا و الجزائر‬
‫على مستوى الجزائر و فرنسا‬
‫فالجزائر و فرنسا كغيرهم من الدول الدين يواجهون ظاهرة الفساد و التي أدت الى فشل‬
‫عملية التنمية االقتصادية و االجتماعية االمر الدي أدى الى تدمير االقتصاد والقدرة‬
‫المالية و عجز الدولة عن مواجهتها ‪ ،‬فالجزائر وفرنسا كغيرهم من الدول الدين يعانون‬
‫من مشكل الفساد المالي المرتبط بالصفقات العمومية‬
‫فحسب التقارير الدولية فقد عرفت الجزائر انتشارا كبيرا لظاهرة الفساد المالي‬
‫المرتبط بالصفقات العمومية ‪ ،‬حيث نجد مؤشر الفساد في القطاع العام وصل الى‬
‫‪ %41‬في سنة ‪ ، 2016‬حيث ان ظاهرة تفشي الفساد في مختلف دواليب القطاع العام و‬
‫الخاص نتج عن ضياع مقدرات البالد ‪ ،‬االمر الدي جعل ادراك الفساد على مستوى‬
‫الجزائر الصادر عن منظمة شفافية الدولية في المرتبة ‪ ، 112‬بينما دولة فرنسا و على‬
‫حسب تقارير منظمة الشفافية الدولية أيضا في سنة ‪ 2018‬عرفت تراجع في المراتب‬
‫االدرك للفساد ‪ ،‬ففرنسا كغيرها من الدول التي سادها الفساد المالي المرتبط بالصفقات‬
‫‪.‬العمومية على المستوى المالي والسياسي حيث تراجعت على المستوى االقتصادي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اآلليات اإلجرائية للكشف عن جرائم الصفقات العمومية‬
‫لقد تضمنت المسطرة الجنائية أحكاما خاصة لمكافحة مختلف جرائم الفساد‪ ،‬وبناء‬
‫على ما تقدم سنطرح التساؤل االتي ماهي اآلليات القانونية والمؤسساتية المخول لها‬
‫مكافحة جرائم الفساد في الصفقات العمومية ؟ ولإلجابة عن هذا التساؤل سيتم تقسيم‬
‫المحور الى قسمين‪:‬‬
‫اوال ‪ :‬اآلليات االجرائية للكشف عن جرائم الصفقات العمومية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اآلليات العامة للكشف عن الجريمة ‪.‬‬
‫اوال ‪ :‬اآلليات االجرائية للكشف عن جرائم الصفقات العمومية‬
‫لقد اعتمد المشرع مجموعة من اآلليات والسبل للحد والتصدي من تفشي وانتشار‬
‫ظاهرة الفساد المالي في الصفقات العمومية ولعل أهم هذه السبل مبدأين ‪:‬‬
‫‪:‬مبدأ توسيع دائرة التجريم وذلك لتحقيق سياسة الردع‬
‫‪ :‬وتتجلى أهم مظاهره فيما يلي‬
‫تجريم أفعال الفساد الكالسيكية المتمثلة في اختالس المال العام‪ ،‬الرشوة‪ ،‬الغدر ‪+‬‬
‫استغالل النفوذ (الفصول ‪ 241‬إلى ‪ 256‬من القانون الجنائي)؛‬
‫تجريم ومعاقبة أفعال الفساد الحديثة وخاصة غسل األموال الذي يعتبر جريمة في ‪+‬‬
‫التشريع المغربي ولو ارتكب خارج المغرب (الفصلين ‪ 574-1‬و ‪ 574-2‬من القانون‬
‫الجنائي)؛‬
‫‪ +‬تمديد التجريم والعقاب إلى بعض األفعال التي تلحق بجرائم الفساد كجرائم البورصة‪ ،‬والتهرب‬
‫الضريبي‪ ،‬والجمركي‪ ،‬وإساءة استعمال أموال الشركة والتفالس؛‬
‫‪ +‬إعطاء مفهوم واسع للموظف العمومي في المادة الجنائية ؛‬
‫‪ +‬تمديد اختصاص القضاء المغربي ليطال أفعال الفساد المرتكبة خارج المغرب من طرف مغربي أو‬
‫أجنبي متى توفرت بعض الشروط؛‬
‫‪ +‬تضييق نطاق الحصانة واالمتياز القضائي فيما يتعلق بجرائم الفساد‪ ،‬وهو ما أقره المغرب‬
‫دستوريا‪ ،‬فبعدما كانت الحصانة الممنوحة للبرلمانيين بموجب القانون رقم ‪ 31-04‬حصانة مطلقة تهم‬
‫جميع أنواع الجرائم‪ ،‬نص الدستور الحالي على حصر هذه الحصانة في حرية الرأي والتصويت‬
‫المكفولة للبرلمانيين بمناسبة مزاولتهم لمهامهم‪ ،‬ما يعني أن جرائم الفساد لم تعد تخضع لقواعد‬
‫الحصانة المنصوص عليها لفائدة أعضاء البرلمان‪.‬‬
‫‪ :‬نجد كذلك‬
‫‪ :‬مبدأ تشديد العقاب بشأن جرائم الصفقلت العمومية‬
‫حيث شدد المشرع المغربي العقوبات المرتبطة بجرائم الفساد‪ ،‬وخاصة منها‬
‫جرائم الصفقات العمومية‪ ،‬على اعتبار ميزانية الصفقات العمومية بالمغرب‬
‫‪.‬تقدر بماليير الدراهم أي ما يعادل ‪ 30‬في المائة من الناتج الداخلي الوطني‬
‫‪ :‬ومن مظاهر تشديد العقاب نجد‬
‫إقرار عقوبات جنائية تصل إلى ‪ 30‬سنة؛ ‪+‬‬
‫الحرمان من الحقوق المدنية والوطنية؛ ‪+‬‬
‫مصادرة األموال المتحصلة من جرائم الفساد ولو كانت في يد الغير (الفصل ‪ 247‬من القانون الجنائي) ‪+‬‬
‫مع اعتبار إخفاء األموال المتحصلة من هذا النوع من الجرائم جريمة غسل األموال ولو ارتكبت خارج‬
‫المغرب (الفصلين ‪ 574-1‬و‪ 574-2‬من القانون الجنائي)؛‬
‫الحرمان من مزاولة الوظائف أو الخدمات خالل مدة ال تزيد عن عشر سنوات (الفصل ‪ 256‬من القانون ‪+‬‬
‫الجنائي) ؛‬
‫إال أنه رغم توسيع دائرة التجريم وتشديد العقاب في التشريع المغربي فإن ذلك يبقى بدون فعالية ما لم‬
‫‪.‬تصاحبه آليات لكشف الجريمة‬
‫ثانيا‪ :‬اآلليات العامة للكشف عن الجريمة‬
‫لعل أهم ما يميز جرائم الصفقات العمومية هو صعوبة الكشف عنها وذلك لكونها‬
‫جرائم مالية مركبة ومعقدة وتستخدم في اخفاءها وسائل متطورة مما بات لزاما‬
‫االهتمام بتعزيز قدرات أجهزة المراقبة والتفتيش وضمان استقاللها الوظيفي ‪،‬مع دعم‬
‫الحق في الوصول إلى المعلومة ‪.‬وفي هذا الصدد سنتناول أهم التدابير التي حددها‬
‫المشرع المغربي في هذا الباب وأهمها حماية الشهود والمبلغين والخبراء كتدبير‬
‫أول ‪،‬أما التدبير الثاني فيتجلى في رفع السر البكي ‪.‬‬
‫‪ :‬حماية الشهود والمبلغين والخبراء‬
‫يمثل الكشف عن جرائم الصفقات العمومية وتشجيع اإلبالغ عن مرتكبيها أهمية خاصة‪،‬‬
‫‪.‬بالنظر إلى ما يصاحب هذه الجرائم من كتمان‬
‫وبناء عليه‪ ،‬فإذا كانت بعض التشريعات المقارنة اختارت منع األفراد من تحريك‬
‫المتابعات بشأن جرائم الفساد‪ ،‬وجعلت ذلك حكرا على النيابة العامة وحدها‪ ،‬أو ربطت‬
‫تحريك المتابعة‬
‫بتقديم شكاية في الموضوع من جانب اإلدارة التي ينتمي إليها الفاعل‪ ،‬فإن المشرع‬
‫المغربي سمح لألفراد بتحريك المتابعة بشأن جرائم الفساد‪ ،‬إما عن طريق النيابة‬
‫العامة‪ ،‬بتقديم شكايات أو وشايات إليها‪ ،‬أو مباشرة عن طريق تقديم شكاية مباشرة‬
‫لقاضي التحقيق أو قضاء الحكم‪ ،‬وهو ما يعني أن التبليغ عن جرائم الصفقات العمومية‬
‫‪.‬وكشفها في ظل التشريع المغربي‪ ،‬يشكل نظاما شموليا واسع النطاق‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬يعد التبليغ عن الجرائم واإلدالء بالشهادة حول وقائعها بشكل‬
‫عام وعن جرائم الفساد بشكل خاص واجبا قانونيا وأخالقيا وشرعيا يحول في‬
‫كثير من األحيان دون وقوع الجريمة‪ ،‬ويؤدي إلى تعزيز مشاركة األفراد بشكل‬
‫خاص ؛ والمجتمع بشكل عام في مكافحة اإلجرام بشتى صوره‪ ،‬ويساهم في بناء‬
‫الثقة والطمأنينة وترسيخ مبدأ المواطنة الحقة‪ ،‬لذلك ينبغي أن يقابل هذا الواجب‬
‫التزام عام بحماية هؤالء الشهود‪ ،‬والمبلغين‪ ،‬وأقاربهم‪ ،‬وسائر األشخاص‬
‫‪،‬الوثيقي الصلة بهم من أية أعمال انتقامية أو إجراءات تعسفية‬
‫لذلك فالمشرع المغربي سن قانون خاص يتضمن مجموعة من تدابير الحماية حيث يقوم‬
‫وكيل الملك أو الوكيل العام للملك أو قاضي التحقيق كل فيما يخصه‪ ،‬باتخاذ تدابير الحماية‬
‫الكفيلة بتأمين سالمة الضحية أو أفراد أسرته أو أقاربه أو ممتلكاته من كل ضرر قد يتعرض‬
‫له جراء تقديم شكايته‪.‬‬
‫إال أنه وخالفا ألي مقتضيات قانونية ال يمكن متابعة المبلغين سواء تأديبيا أو جنائيا على‬
‫أساس إفشاء السر المهني‪ ،‬إذا كانت الجرائم المبلغ عنها تم اإلطالع عليها بمناسبة مزاولتهم‬
‫لمهامهم‪.‬‬
‫علما أنه يتعرض المبلغ الذي يقوم باإلبالغ بسوء نية عن وقائع غير صحيحة إلحدى‬
‫العقوبات المنصوص عليها في الفصلين ‪ 369‬و ‪ 370‬من القانون الجنائي‪.‬‬
‫‪ :‬رفع السر البنكي‬
‫أخذ التشريع المغربي بمفهوم السر البنكي النسبي‪ ،‬للحد من استغالل الموظفين لسلطاتهم من أجل إخفاء‬
‫أفعالهم‪ ،‬خاصة عندما ترتبط جرائم الفساد باستخدام التقنيات الحديثة في المجاالت االقتصادية‬
‫والمصرفية‪ ،‬فمن جهة يلزم األشخاص الذين يباشرون عمليات البنوك واالئتمان‪ ،‬وكذا األشخاص الذين‬
‫يباشرون مهام الرقابة على هذه العمليات بضرورة كتمان السر المهني عمال بأحكام المادة ‪ 180‬من‬
‫قانون مؤسسات والهيئات المعتبرة في حكمها‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬ينص على أنه ال يجوز االحتجاج بالسر المهني على السلطة القضائية العاملة في‬
‫إطار مسطرة جنائية طبقا لمقتضيات المادة ‪ 181‬من نفس القانون المذكور أعاله‪.‬‬
‫كما ألزم مؤسسات االئتمان والهيئات األخرى الخاضعة لمراقبة بنك المغرب بضرورة التقيد بواجب‬
‫اليقظة فيما يتعلق بكل عملية يكون الداعي االقتصادي إليها أو طابعها المشروع غير واضح‪.‬‬
‫وتنص المادتان ‪ 110‬و‪ 161‬من مدونة المحاكم المالية على أن المسؤولون‬
‫والمستخدمون ال يلزمون بواجب كثمان السر المهني تجاه قضاة المجلس األعلى‬
‫للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات بمناسبة التحقيقات التي يقومون بها في‬
‫إطار اختصاصات المجلس‪.‬‬
‫وبذلك فإن السر البنكي في ظل التشريع المغربي ال يطرح أية مشكلة في الكشف‬
‫عن جرائم الفساد المالي‪ ،‬مادام المشرع وإن كان قد قنن السر البنكي وألزم العاملين‬
‫في المجال المالي بضرورة كتمانه والتقيد به‪ ،‬فإنه منع هؤالء من االحتجاج به‬
‫عندما يتعلق األمر بمسطرة قضائية من أجل كشف الجريمة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬آليـــات التحــري والتحقيق للكشــف عن‬
‫جرائــم الصفقــات العموميــة‬

‫لمالحقة جرائم الفساد بصفة عامة والفساد اإلداري بصفة خاصة يجب ان يكون لدينا سلطات قضائية‬
‫فعالة والتي تعتبر أحد العناصر األساسية في منظومة مكافحة الفساد‪ ،‬والنيابة العامة بوصفها السلطة‬
‫المختصة باالتهام لها ان تقرر تحريك الدعوى العمومية متى علمت بوقوع الجريمة بهدف توقيع‬
‫الجزاء القانوني ولإلحاطة بالموضوع سأتطرف ألليات التحري والتقصي والمتابعة وبعد دلك الهم‬
‫العمومية‪.‬‬ ‫الصفقات‬ ‫بجرائم‬ ‫المرتبطة‬ ‫التحقيق‬ ‫إجراءات‬
‫أوال‪ :‬آليات التحري والتقصي والمتابعة‬

‫للكشف عن الجرائم المتعلقة بالصفقات العمومية فان الشرطة القضائية تقوم‬


‫بمجموعة من اإلجراءات الهدف منها ضبط الجرائم ومعرفة كافة الظروف التي‬
‫ارتكبت فيها وكذا التحري عن كافة المعلومات الخاصة بوقوعها فالتحريات هي‬
‫مجموع اإلجراءات التي تستهدف جمع األدلة و المعلومات التي تهيأ لألجهزة‬
‫اإلدارية و القضائية المختصة فرصة منع الجريمة او ضبطها‬
‫كما ان عمليات التقصي تقتضي تنظيم العالقات بين أجهزة التحري و االستدالل‬
‫من جهة و المؤسسات ذات الصلة بجرائم الفساد وموظفي القطاع العام من جهة‬
‫أخرى لتشجيع التعاون فيما بينها وتذليل العقبات التي قد تواجه ال محالة عمليات‬
‫البحث و التحري‪ ,‬وتجدر اإلشارة الى ان اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد‬
‫تطرقت الى التعاون الدولي لمكافحة الفساد بمناسبة البحث و التحري ولكن‬
‫إجراءات البحث و التحري ال تكون شرعية اال ادا وافق عليها القضاء بإذن‬
‫رسمي طالما الغرض منها توفير الدليل الدي يقبل امامه‪.‬‬
‫كما يتعين ان تكون إجراءات التحري والتحقيق سرية دون اضرار بحقوق الدفاع‬
‫وكل شخص يساهم في هذه اإلجراءات ملزم بكتمان السر المهني‪.‬‬
‫ان عملية الكشف والتحري عن جرائم الصفقات العمومية تتطلب من ضباط‬
‫الشرطة القضائية القائمين بها اتباع اإلجراءات المحددة قانونا بموجب قانون‬
‫المسطرة الجنائية خاصة ما يتعلق منها بضرورة الحصول على اإلذن المكتوب‬
‫من قبل وكيل الملك او الوكيل العام للملك وكذا التزام واجب السر المهني وذلك‬
‫يدل على ما تتميز به هذه الجرائم من خصوصية وخطورة على األموال العامة‪.‬‬
‫وهدا ما أكد عليه المشرع المغربي من خالل المادة ‪ 116‬من قانون المسطرة‬
‫الجنائية التي تنص على‪:‬‬
‫" يعاقب بنفس العقوبات كل عون من أعوان السلطة العمومية او أجير لدى شبكة‬
‫عمومية لالتصاالت او لدى مزود بخدمات االتصاالت قام بمناسبة ممارسة‬
‫مهامه بالكشف عن وجود التقاط أوامر او ارتكب او سهل التقاط او تبديد‬
‫مراسالت مرسلة بواسطة وسائل االتصال عن بعد"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬آليـــات التـــحقيــــق‬

‫التحقيق هو عبارة عن مجموعة من اإلجراءات التي تسبق المحاكمة و التي يقوم بها‬
‫قاضي التحقيق و الهدف جمع األدلة بشأن وقوع فعل يعاقب عليه القانون ومالبسات‬
‫وقوعه ومرتكبه وفحص الجوانب المختلفة لشخصية الجاني وتقدير كل دلك لتحديد كفايته‬
‫إلحالة المتهم للمحاكمة‬
‫وبمعنى آخر يهيئ التحقيق ملف الدعوى العمومية كي يتسنى لقضاء الحكم ان يقول كلمته‬
‫وتبعا لذلك يقوم قاضي التحقيق بنفسه او بواسطة ضباط الشرطة القضائية او بواسطة أي‬
‫جهة مؤهلة لدلك بالتحقيق عن شخصية المتهمين وكذلك حالتهم المادية و العائلية أو‬
‫االجتماعية‪ ,‬كما يجوز له ان يأمر بأجراء فحص طبي او اتخاد أي اجراء يراه مناسبا‬
‫فقاضي التحقيق ادا غلب ظنه ان المتهم مذنب بارتكاب الجريمة قضى باإلحالة في الجنح او‬
‫ارسال المستندات في الجنايات وان غلب على ظنه ان المتهم بريء اصدر امرا بعدم المتابعة‬
‫مستعمال بذلك سلطته التقديرية‪ ،‬فقانون المسطرة الجنائية في مواده من‬
‫‪ 83‬الى ‪ 230‬اعطى لقاضي التحقيق إمكانية القيام بإجراءات واوامر‬
‫غاية في األهمية والخطورة كالمراقبة القضائية واالعتقال االحتياطي‬
‫والتقاط المكالمات والتنصت عن بعد وذلك بهدف كشف الجرائم والحد‬
‫من الفساد والمفسدين‪.‬‬
‫والمشرع أجاز لقاضي التحقيق حق اصدار األمر المباشر المكتوب بالتقاط‬
‫المكالمات الهاتفية وكافة االتصاالت عن بعد وتسجيلها واخد نسخ منها او حجزها‬
‫وينفذ امر قاضي التحقيق مباشرة دون قيد ونظرا لخطورة هاته الوسيلة فان المشرع‬
‫قيد صالحية الوكيل العام للملك في هدا الباب وذلك بإلزامه تقديم ملتمس للرئيس‬
‫األول لمحكمة االستئناف اال انه في حالة االستعجال القصوى يمكن للوكيل العام‬
‫للملك ان يقوم بهذا االجراء تلقائيا وذلك مخافة اندثار ادلة االثبات‪ ,‬وعليه ان يشعر‬
‫فورا الرئيس األول خالل األربعة والعشرين ساعة باألمر الصادر عنه ويصدر‬
‫الرئيس األول خال األربعة و العشرين مقرر بتأييد او تعديل او إلغاء قرار الوكيل‬
‫العام للملك فان الغي ال يعتد به‪.‬‬
‫بالمقابل يجب على ضباط الشرطة القضائية ان يحرروا محاضر بما‬
‫أنجزوه من عمليات وان يخبروا وكيل الملك او الوكيل العام للملك‬
‫المختص فورا بما يصل الى علمهم من جنايات وجنح المادة ‪ 78‬من‬
‫قانون المسطرة الجنائية وأن يوجهوا مباشرة الى وكيل الملك او الوكيل‬
‫العام للملك أصول المحاضر التي يحررونها مرفقة بنسختين منها‬
‫مشهود بمطابقتهما لألصل وكدا جميع الوثائق والمستندات المتعلقة بها‪،‬‬
‫كما توضع األشياء المحجوزة رهن إشارة وكيل الملك او الوكيل العام‬
‫للملك المادة ‪ 23‬من قانون المسطرة الجنائية‬
‫خالصة لما تقدم فان صعوبة كشف واثبات جرائم الفساد بالنظر الى‬
‫كونها من الجرائم المعقدة والمركبة يفتح باب الشك حول ضلوع المتهم‬
‫في الجرائم والشك يعني البراءة واإلفالت من العقاب لدلك البد من‬
‫وجود قضاء متخصص في جرائم الفساد يستطيع فهم األساليب‬
‫المتطورة المستعملة في جرائم األموال وله القدرة على الوصول الى‬
‫الحقيقة وبناء احكامه على اليقين‪.‬‬
‫‪:‬خاتــــــــــمــــــة‬
‫لقد حاولنا في هدا العرض معالجة إشكالية وسائل مكافحة الفساد بصفة عامة‬
‫والفساد المالي في الصفقات العمومية بصفة خاصة ومن خالل دراستنا توصلنا‬
‫‪:‬إلى‬
‫‪-‬‬ ‫أن ظاهرة الفساد المالي آفة خطيرة أصابت كل المجتمعات حيث أثرت‬
‫عليها بالتخلف والطغيان وللخروج من هذه األزمات يجب محاربة أسباب انتشار‬
‫هذه الظاهرة‪ ،‬وذلك بوضع وتطبيق آليات جديدة وإعادة النظر في كل القوانين‬
‫‪.‬المتعلقة بالفساد‬
‫‪ -‬الفساد المالي يعتبر فعال غير مشروع والشريعة اإلسالمية وضعت ضوابط‬
‫وقواعد تعمل على تربية سلوك المسلم على االخالق الفاضلة وبالرغم من العديد‬
‫من الجوانب اإليجابية التي رصدها المشرع للوقاية من الفساد المالي ومكافحته‬
‫اال ان هناك نقائص مما يتطلب توفير ترسانة قانونية معاصرة للوقاية و الحد من‬
‫ظاهرة الفساد بكل أشكاله عبر التشجيع على التبليغ عن المفسدين وحماية‬
‫المبلغين جسديا بكل الوسائل المتاحة وأيضا فرض عقوبات زجرية قاسية على‬
‫السلوكيات التي لها دور كبير في انتشار الفساد كالمحسوبية و الزبونية والوساطة‬
‫و الرشوة وغيرها من أشكال الفساد التي أصبحت تنخر المجتمعات وتحد من‬
‫تنميتها في كافة المجاالت ‪.‬تطبيقا للمبدأ الدستوري "ربط المسؤولية بالمحاسبة"‬
‫‪ -‬ضعف فاعلية الجهود الوطنية المبذولة لمواجهة الفساد المالي والحد منه وعدم‬
‫اتخاذ اآلليات الكفيلة الكافية في سبيل المكافحة‬
‫‪ -‬استغالل المناصب لتحقيق مكاسب مادية بطريقة غير مشروعة من طرف‬
‫المسؤولين مما يعتبر اثراء بال سبب يعاقب عليه القانون ويرفضه الدستور‬
‫المغربي لسنة ‪ 2011‬تطبيقا لمبدأ "ربط المسؤولية بالمحاسبة"‬
‫‪ -‬ضعف الشفافية المالية يؤدي الى انهيار النظام المالي واإلفالس مما يتسبب في‬
‫أزمات مالية وهذا ينعكس على اقتصاد البالد ومعاناة المواطنين من المحسوبية‬
‫البيروقراطية وغياب النزاهة والشفافية‬
‫اذن للحد من تفشي ظاهرة الفساد المالي وخصوصا في مجال الصفقات العمومية‬
‫يجب على أفراد المجتمع محاربته بشتى األشكال وذلك بااللتزام الديني‬
‫واألخالقي والوطني واإلنساني‪.‬‬
‫‪:‬الئحة المراجع‬
‫القانون الجنائي ‪1-‬‬
‫قانون المسطرة الجنائية ‪2-‬‬
‫اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد ‪3-‬‬
‫الفساد المالي في الصفقات العمومية فارس رشيد البياني ‪1-‬‬
‫موسوعة جرائم الفساد المالي االقتصادي صالح الدين حسن ‪2-‬‬
‫أسباب الفساد المالي مجالت قانونية ‪3-‬‬

You might also like