‫مسلك إجازة التميز‬ ‫مجزوءة‬

‫العلوم الجنائية واألمنية‬ ‫القانون الجنائي لألعمال‬

‫عرض حول موضوع‬

‫التهريب والمخالفات الجمركية‬

‫‪:‬تحت إشراف الدكتور‬ ‫‪:‬من إعداد‬
‫عبد الرزاق جواد‬ ‫‪-‬رشيد القادري‬
‫‪-‬كبيرة فرض‬
‫‪-‬نعيمة الحوسي‬

‫السنة الجامعية ‪2023/2024‬‬

 ‫عرف المشرع المغربي الجريمة الجمركية في الفصل ‪ 204‬من‬
‫مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة بأنها ” عمل أو إمتناع‬
‫مخالف للقوانين واألنظمة الجمركية ومعاقب عليها بمقتضى هذه‬
‫‪.‬النصوص‬
‫‪:‬لدراسة هذا الموضوع إرتئينا تقسيمه إلى‬
‫‪.‬المبحث األول‪ :‬األحكام الموضوعية للجريمة الجمركية‬
‫‪.‬المبحث الثاني‪ :‬األحكام اإلجرائية للجريمة الجمركية‬
 ‫‪.‬المبحث األول‪ :‬األحكام الموضوعية للجريمة الجمركية‬
‫المطلب األول‪ :‬تصنيف الجرائم الجمركية‬
‫الفقرة االولى ‪:‬الجنح الجمركية (التهريب الجمركي نموذجا)‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬المخالفات الجمركية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عناصر التجريم في الجرائم الجمركية ” التهريب نموذجا“‬
‫الفقرة االولى ‪:‬الركن القانوني‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬الركن المادي‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬الركن المعنوي‬
 ‫المطلب األول‪ :‬تصنيف الجرائم الجمركية‬
‫بالرجوع الى الفصل ‪ 279‬من مدونة الجمارك والضرائب غيرالمباشرة فإنه‬
‫يوجد نوعان من االفعال االجرامية التى تشكل خرقا للقوانين واألنظمة‬
‫الجمركية وهي الجنح الجمركية(الفقرة االولى) والمخالفات الجمركية (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة االولى ‪:‬الجنح الجمركية (التهريب الجمركي نموذجا)‬
‫‪:‬تنقسم الجنح الجمركية بدورها الى طبقتين‬
‫‪ -‬الجنح الجمركية من الطبقة األولى‪ :‬حددها الفصل ‪ 279‬مكرر مرتين من‬
‫المدونة‪ ،‬ومعاقب عليها بمقتضى الفصل ‪ 279‬مكرر من المدونة‪.‬‬
‫‪ -‬الجنح الجمركية من الطبقة الثانية‪ :‬حدد المشرع صورها من خالل الفصل‬
‫‪ 281‬من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة‪ ،‬أخطرها جنحة التهريب‬
‫(الفصل ‪ 282‬من المدونة) التي تشكل أخطر الجرائم التي تهدد المقاولة‬
‫المغربية نظرا لوجود بضائع أجنبية داخل التراب الوطني بشكل غير قانوني‪.‬‬
‫وبخصوص العقوبات المقررة لهذه الجنح فقد حددها المشرع من خالل الفصل‬
 ‫الفقرة الثانية ‪:‬المخالفات الجمركية‬
‫قسم المشرع المغربي المخالفات الجمركية الى أربع طبقات‪:‬‬
‫‪-‬المخالفات الجمركية من الطبقة األولى‪ :‬حددها المشرع المغربي من‬
‫خالل الفصل ‪ 285‬من مدونة الجمارك‪ ،‬وعاقب عليها بمقتضى الفصل‬
‫‪ 284‬من المدونة‪.‬‬
‫‪-‬المخالفات الجمركية من الطبقة الثانية‪ :‬تم التنصيص على صورها‬
‫في الفصل ‪ 294‬من مدونة الجمارك‪ ،‬وعلى عقوبتها في الفصل ‪.293‬‬
‫‪-‬المخالفات الجمركية من الطبقة الثالثة‪ :‬المنصوص عليها وعلى‬
‫عقوبتها بمقتضى الفصلين ‪ 296‬و‪ 297‬من مدونة الجمارك‪.‬‬
‫‪-‬المخالفات الجمركية من الطبقة الرابعة‪ :‬نص عليها المشرع‬
‫المغربي من خالل الفصل ‪ 299‬الذي يحدد صورها‪ ،‬والفصل ‪298‬‬
‫الذي يحدد التدابير العقابية المقررة لهذه الجنح‪.‬‬
 ‫“المطلب الثاني‪ :‬عناصر التجريم في الجرائم الجمركية ” التهريب نموذجا‬
‫يقتضي لقيام الجريمة الجمركية بصفة عامة والتهريب بصفة خاصة نص قانوني يعاقب‬
‫عليها ( الفقرة األولى) وإتيان نشاط مادي يرتبط باألساس بمخالفة األنظمة الجمركية‬
‫( الفقرة الثانية) مع ضرورة وجود ركن معنوي ( الفقرة الثالثة)‪.‬‬
‫الفقرة االولى ‪:‬الركن القانوني‬
‫‪ -‬اليعتبر الفعل جريمة إال بنص القانون طبقا لمبدأ الشرعية أو مبدأ الجريمة وال عقوبة‬
‫بنص القانون‪ ،‬فالركن القانوني للجريمة الجمركية يجد أساسه في الفصل ‪ 204‬من مدونة‬
‫الجمارك والضرائب غير المباشرة الذي ينص على أن " الجنحة أو المخالفة الجمركية‬
‫عمل أو إمتناع مخالف للقوانين واألنظمة الجمركية ومعاقب عليها بمقتضيات هذه‬
‫النصوص"‪.‬‬
‫أما الركن القانوني لجريمة التهريب الجمركي فيجد أساسه في الفصول من ‪ 280‬إلى ‪283‬‬
‫من المدونة‪.‬‬
‫‪ -‬الركن القانوني للجريمة الجمركية يتميز بعدة خصوصيات تختلف والقواعد العامة‬
‫الواردة في القانون الجنائي‪ ،‬يتجلى ذلك من خالل مرونة المفاهيم المستعملة في القاعدة‬
‫الجمركية‪ .‬فمدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة تعاقب على أفعال لم تحدد ماهيتها‬
‫وأركانها كما هو الحال في الفصل ‪.299‬‬
 ‫الفقرة الثانية ‪:‬الركن المادي‬
‫الركن المادي كل فعل أو نشاط خارجي تتحقق به الجنحة الجمركية سواء كان النشاط‬
‫الصادر عن الفاعل إيجابيا أو سلبيا وتترتب عنه نتيجة إجرامية إذا كان الفعل تام وقد ال‬
‫يكون ذلك فنكون أمام المحاولة في الجرائم الجمركية‪.‬‬
‫يتمثل النشاط المادي في الجرائم الجمركية بصفة عامة والتهريب بصفة خاصة في كل فعل‬
‫يخالف القانون الجمركي سواء أكان إيجابيا أو سلبيا‪.‬‬
‫‪‬أمثلة النشاط اإليجابي لجريمة التهريب الجمركي‪:‬‬
‫‪ -‬تقديم مستندات أو قوائم كاذبة أو مزورة‪.‬‬
‫‪-‬نقل البضائع الممنوعة أو المقيدة أو حيازتها‪ ،‬دون تقديم مايثبت استيرادها بشكل نظامي‪.‬‬
‫أمثلة النشاط السلبي لجريمة التهريب الجمركي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم التصريح ببضائع عند التصدير و اإلستيراد‪.‬‬
‫‪-‬عدم تقديم البضائع الموضوعة تحث نظام العبور أو الوثائق الجمركية التي يجب أن ترفق‬
‫بها عند أول طلب ألعوان اإلدارة الجمركية‪.‬‬
‫‪ ‬ونتيجة هذا السلوك تكمن في عدم أداء الضرائب الجمركية ألن العدوان فيها يقع على‬
‫حق الدولة في الحصول على الضريبة الجمركية‪ ،‬وجدير بالذكر أن تحقق النتيجة ال يعتبر‬
‫شرطا لوقوع الجريمة‪ ،‬فقد تجرم فقط الخطر وال يعتد بالنتيجة‪.‬‬
‫الركن المادي في الجرائم الجمركية يمتاز ببعض الخصوصيات على مستوى المحاولة‬
‫والمشاركة‪.‬‬
‫المحاولة في الجرائم الجمركية‪:‬‬
‫المحاولة في القانون الجنائي معاقب عليها في الجنايات‪ ،‬وفي الجنح بمقتضى نص خاص‪،‬‬
‫أما المخالفات فال عقاب عليها مطلقا‪ .‬أما المحاولة في الجريمة الجمركية فهي معاقب‬
‫عليها كالجريمة التامة نفسها‪ ،‬مع العلم أن الجريمة الجمركية هي إما جنحة أو مخالفة‬
‫سواء كانت الجريمة مستحيلة أو خائبة أو شكلية فمتى لم يحصل العدول اإلختياري وقبل‬
‫التنفيذ يعاقب على المحاولة‪.‬‬
‫المشاركة في الجرائم الجمركية‪:‬‬
‫المشرع المغربي وضع أصول المشاركة في الفعل الجرمي في الفصل ‪ 129‬من القانون‬
‫الجنائي‪ .‬حيث نجد المشرع المغربي عاقب المشارك بنفس عقوبة المرتكب األصلي‬
‫للجناية أو الجنحة‪ ،‬وأما المشارك في المخالفة ال عقاب عليه‪ .‬أما عقوبة المشاركة في‬
‫الجريمة الجمركية هي نفس العقوبة المطبقة على المرتكبين األصليين‪.‬‬
‫وحتى تقوم جريمة المشارك في الجريمة الجمركية ومعاقبته يجب توافر فعل رئيسي‬
‫معاقب عليه وعمل يكون فعال للمشاركة من األعمال المنصوص عليها في الفصل ‪221‬‬
‫من المدونة كشراء أو حيازة بضائع ارتكب الغش بشأنها ولو خارج الدائرة‪.‬‬
 ‫الفقرة الثالثة ‪:‬الركن المعنوي‬
‫الركن المعنوي للجريمة الجمركية يستدعي منا مناقشته قبل صدور‬
‫ظهير ‪ 5‬يونيو ‪ 2000‬وبعده‪ ،‬فقبل هذا التعديل كان الفصل ‪ 205‬ينص‬
‫على أنه " تتكون المخالفة الجمركية بمجرد ارتكابها بصفة مادية دون‬
‫حاجة الى إعتبار نية مرتكبها"‪ ،‬لكن بعد إلغاء الفصل ‪ 205‬بمقتضى‬
‫ظهير يونيو ‪ 2000‬كان من شأن هذا التعديل تعزيز الحماية الجنائية‬
‫وعدم معاقبة حسني النية‪ .‬فالبد أن ينتج الفعل عن إرادة واعية‬
‫ومتبصرة‪.‬‬
 ‫المبحث الثاني‪ :‬األحكام اإلجرائية للجريمة الجمركية‬
‫المطلب األول‪ :‬تحريك الدعوى العمومية وإنقضائها‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الجهة المختصة في تحريك الدعوى العمومية‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أسباب إنقضاء الدعوى العمومية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مرحلة المحاكمة والتنفيذ‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المحكمة المختصة واإلثبات في الجريمة الجمركية‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الطعن في الحكم الجمركي وتنفيذه‬
 ‫المطلب األول‪ :‬تحريك الدعوى العمومية وإنقضائها‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الجهة المختصة في تحريك الدعوى العمومية‬
‫ينتج على مخالفة القوانين واألنظمة الجمركية إقامة الدعوى العمومية سواءا من طرف‬
‫إدارة الجمارك كمبدأ على إعتبار أن مدونة الجمارك خولت لها هذه الصالحية في‬
‫جميع الجنح والمخالفات وكإستثناء في بعض الجنح يمكن أيضا للنيابة العامة تحريك‬
‫‪.‬الدعوى العمومية‬
‫‪ -‬تحريك الدعوى العمومية من طرف النيابة العامة‬
‫بالرجوع الى مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة نجدها قيدت دور النيابة العامة في‬
‫تحريك الدعوى العمومية في الجرائم الجمركية من خالل الفقرة األولى من الفصل ‪249‬‬
‫من المدونة‪ ،‬حيث يقتصر فقط في الجنح الواردة في الفصلين ‪ 279‬مكرر (المخدرات)‬
‫مرتين والفصل ‪( 281‬التهريب الجمركي) من المدونة أما غيرها من الجنح والمخالفات‬
‫فأبقاها المشرع حكرا على وزير المالية أو مدير الجمارك أو من ينوب عنه ‪ .‬والسبب‬
‫‪.‬في ذلك يرجع لخطورة هذه الجرائم على اإلقتصاد الوطني‬
‫‪:‬من أمثلة هذه الجنح‬
‫استيراد أو تصدير المخدرات والمواد المخدرة ومحاولة استيرادها أو تصديرها بدون ‪-‬‬
‫‪.‬رخصة أو تصريح وكذا استيرادها أو تصديرها بحكم غير صحيح أو غير مطابق‬
 ‫‪-‬تحريك الدعوى العمومية من طرف إدارة الجمارك‬
‫بمقتضى الفصل ‪ 249‬من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة تتمتع إدارة‬
‫الجمارك بصالحية تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬سواء فيما يتعلق بالجنح الواردة‬
‫في الفصلين ‪ 279‬مكرر مرتين و‪ 281‬بعده‪ ،‬حيث تتقاسم مع النيابة العامة‬
‫إمكانية تحريكها‪ ،‬أما المخالفات فقد أسندت لها حصريا في شخص وزير المالية‬
‫أو مدير اإلدارة أو أحد ممثليه‪.‬‬
‫الجريمة الجمركية تمر بمرحلتين‪:‬‬
‫‪ -1‬هي مرحلة إدارية تتجلى في الكشف عن هذه الجرائم والتحقق من وقوعها‬
‫وجمع األدلة عنها وإثباتها في محاضر واستدعاء مقترفيها قصد تسوية‬
‫وضعيتهم مع اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -2‬تتجلى في إحالة النازلة على القضاء مع فتح دعوى بشأنها وممارستها من‬
‫طرف إدارة الجمارك ممارسة فعلية ‪ ،‬بإعتبارها سلطة إتهام محل النيابة العامة‬
‫والمقرر األساسي في مصير هذه الدعوى‪ ،‬ذلك ألن لهذه اإلدارة حق التصرف‬
‫فيها أثناء سريانها بمواصلتها أو سحبها أو التصالح بشأنها في جميع األحوال‪.‬‬
 ‫الفقرة الثانية‪ :‬أسباب إنقضاء الدعوى العمومية‬
‫تسقط الدعوى العمومية في الميدان الجمركي بنفس األسباب الواردة في المادة ‪ 4‬من قانون المسطرة‬
‫‪.‬الجنائية‪ ،‬إال أن في الميدان الجمركي تبقى هناك خصوصية على مستوى الصلح والتقادم‬
‫المصالحة كسبب من أسباب إنقضاء الدعوى العمومية ‪-‬‬
‫‪:‬المصالحة في الجرائم الجمركية توضع حدا للنزاع القائم سواء قبل صدور الحكم أو بعده‬
‫فإذا تم التوصل الى إتفاق بشأن الصلح‪ ،‬قبل صدور الحكم النهائي‪ ،‬أسفر الصلح في هذه الحالة عن ‪-‬‬
‫‪.‬انقضاء دعوى النيابة العامة وكذا دعوى اإلدارة ( الفقرة ‪ 2‬من الفصل ‪)273‬‬
‫أما اذا تم التوصل إلى إتفاق الصلح بعد صدور الحكم النهائي‪ ،‬فإن الصلح ال يؤثر على استمرار ‪-‬‬
‫تنفيذ العقوبة الحبسية والتدبير الوقائي الشخصي المنصوص عليه في الفقرة األولى من الفصل‬
‫‪ ،220.‬بحيث ال تسقط هذه االخيرة نتيجة ذلك‬
‫التقادم كسبب من أسباب إنقضاء الدعوى العمومية ‪-‬‬
‫‪ -‬الجريمة الجمركية تتقادم بمضي أربع سنوات‪ ،‬بدون تمييز بين أصناف هذه الجريمة سواء تعلق‬
‫األمر بالجنح الجمركية بطبقتيها أو المخالفات الجمركية بكل طبقاتها األربع‪ ( .‬الفصل ‪.)239‬‬
‫‪ -‬تتقادم العقوبات المالية الصادرة بشأن الجنح أو المخالفات الجمركية بمضي أربع (‪ )4‬سنوات‬
‫ابتداء من يوم صدور الحكم بشأنها الذي اكتسب قوة الشيء المقضي به‪ ( .‬الفصل‪ 261‬المكرر)‬
 ‫المطلب الثاني‪ :‬مرحلة المحاكمة والتنفيذ‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المحكمة المختصة واإلثبات في الجريمة الجمركية‬
‫‪:‬المحكمة المختصة‬
‫ينعقد اإلختصاص للمحاكم العادية اإلبتدائية ( الفصل ‪ 252‬من المدونة)‪ ،‬طبقا لقاعدة اإلختصاص‬
‫المكاني الثالثي الوارد في المادة ‪ 259‬من قانون المسطرة الجنائية أي محكمة محل ارتكاب‬
‫‪.‬الجريمة أو محل إقامة المتهم او احد المساهمين او المشاركين معه‪ ،‬وإما محل إلقاء القبض‬
‫‪:‬اإلثبات في الجريمة الجمركية‬
‫حسب الفصل ‪ 247‬من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة‪ ،‬فإنه يمكن إثبات المخالفة‬
‫الجمركية بكل الطرق القانونية وتعتبر المحاضر من أبرز هذه الطرق التي يوليها المشرع‬
‫‪.‬المغربي عناية فائقة‬
‫المشرع المغربي اعطى للمحضر الجمركي قوة ثبوتية قاطعة‪ ،‬بحيث ال يمكن الطعن فيه اال‬
‫‪.‬بالزور وذلك كلما كان المحضر محررا من طرف عونين لإلدارة أوأكثر‬
‫أما بخصوص المحاضر الجمركية التي تحرر من طرف عون واحد إلدارة الجمارك‪ ،‬فهي ال‬
‫تتمتع بالقوة الثبوتية القاطعة‪ ،‬اذ يوثق بها الى أن يثبت ما يخالف مضمونها بوسائل إثبات أخرى‪.‬‬
‫ولكي يعتمد المحضر الجمركي كوسيلة إثبات وجب تحريره وفق الشكليات المحددة بواسطة‬
‫الفصل ‪ 242‬من مدونة الجمارك‪.‬‬
 ‫الفقرة الثانية‪ :‬الطعن في الحكم الجمركي وتنفيذه‬
‫‪:‬الطعن في الحكم الجمركي‬
‫األحكام الصادرة في الجريمة الجمركية يمكن الطعن فيها بنفس طرق الطعن الواردة في‬
‫قانون المسطرة الجنائية سواء من طرف النيابة العامة أو إدارة الجمارك كمطالب بالحق‬
‫‪.‬المدني أو المتهم وكذا المسؤول المدني‬
‫إال أن هناك خصوصية في هذا الشق حيث أعطى المشرع الجمركي إلدارة الجمارك أحقية‬
‫الطعن في الحكم الصادر ابتدائيا في حالة عدم إستدعاؤها بصفة قانونية فيما يخص‬
‫‪.‬الغرامة والمصادرة خالل ‪ 10‬أيام الموالية للتبليغ (الفصل ‪ 258‬من المدونة)‬
‫‪:‬تنفيذ الحكم الجمركي‬
‫بمجرد صدور حكم نهائي في الجريمة الجمركية يتم اللجوء إلى تنفيذ الحكم بالطرق‬
‫القانونية‪ ،‬والتي تخضع للمقتضيات الواردة في قانون المسطر الجنائية ومدونة الجمارك‬
‫‪:‬اال أن مسطرة اإلكراه البدني في المجال الجمركي تتميز ببعض الخصوصيات منها‬
‫ينفذ اإلكراه البدني المطبق بشأن جنحة أو مخالفة رغم الطعن بالطرق غير العادية بمجرد ‪-‬‬
‫صدور حكم نهائي‪ ،‬وهذا استثناء من القواعد العامة لتطبيق مسطرة اإلكراه البدني‪،‬حيث‬
‫‪ .‬اشترط ضرورة التوفر على حكم يكتسب قوة الشيء المقضي به (الفصل ‪)264‬‬
‫‪ -‬نجد الفصل ‪ 262‬من المدونة ينص على مدة اإلكراه البدني والتي تطبق رغم األحكام المخالفة‪.‬‬