Download as pptx, pdf, or txt
Download as pptx, pdf, or txt
You are on page 1of 35

‫جريمة االحتيال االلكتروني‬

‫إعداد الطالب‪ :‬عبدهللا يوسف حسن‬


‫بإشراف الدكتوة‪ /‬نورة الشمالن‬
‫المقدمة‬

‫أهداف البحث‬
‫‪:‬بنهاية هذه االمحااضرة سيتمكن المشاركين من‬
‫‪ -‬تحديد مفهوم االحتيال االلكتروني‬ ‫أهمية البحث‬ ‫‪:‬موضوع البحث‬
‫‪ -‬معرفة المعالجة القانونية لجريمة االحتيال‬ ‫تكمن أهمية البحث في بيان ماهية جريمة‬ ‫سنتاول في هذا البحث طبيعة جريمة‬
‫االلكتروني‬ ‫‪.‬االحتيال االلكتروني وخصائصها‬ ‫االحتيال االلكتروني‪ ،‬و ما تتميز به عن‬
‫بيان كيفية التعرف على هذا النوع من الجرائم ‪-‬‬
‫جريمة االحتيال التقليدية‪.‬‬
‫التعرف على دور االمن السيبراني في مواجهة هذا ‪-‬‬
‫النوع من الجرائم‬

‫‪:‬تساؤالت البحث‬
‫‪ -‬ما هي جريمة االحتيال التقليدية؟‬
‫خطة البحث‬
‫‪ -‬ما هي أركان جريمة االحتيال؟‬ ‫مشكلة البحث‬
‫‪ -‬المطلب األول‪ :‬جريمة االحتيال التقليدية‬
‫‪-‬المطلب الثاني‪ :‬جريمة االحتيال االلكترونية‬
‫‪ -‬ما هي جريمة االحتيال االلكترونية؟‬ ‫ما مدى تنظيم المشرع البحريني لجريمة‬
‫‪ -‬المطلب الثالث‪ :‬تطبيقات قضائية‬ ‫‪ -‬ماهي خصائص جريمة االحتيال؟‬ ‫االحتيال االلكتروني؟‬
‫‪ -‬كيف نظم المشرع البحريني جريمة‬
‫االحتيال االلكترونية؟‬
‫جريمة االحتيال‬ ‫المطلب األول‬
‫التقليدية‬
‫ماهية جريمة االحتيال التقليدية‬

‫تعريف جريمة االحتيال‪:‬‬


‫االحتيال لغة‪ :‬االحتيال في اللغة يراد به عدة معان‪ :‬الحذق في تدبير وتقليب األمور‪ ،‬والتوصل إلى المراد‬
‫بخبث‪ ،‬أو الوصول إلى أمر فيه حكمة بطريقة خفية‪ ،‬أو الكيد لالستيالء على مال غيره‪ ،‬والمراوغة وقلب‬
‫الحق باطال‪ ،‬والباطل حقا؛ للوصول للغاية المطلوبة عند المحتال مستخدمًا الطرق االحتيالية المختلفة‪)1(.‬‬

‫االحتيال عند الفقه‪:‬‬


‫عرف بعض الفقه االحتيال بأنه‪ " :‬االستيالء على مال مملوك للغير بخداعه وحمله على تسليم ذلك‬
‫المال"(‪)2‬‬

‫و عرفه فقه اخر بأنه‪ " :‬استعمال الجاني وسيلة من وسائل التدليس‪ ،‬و حمل المجني عليه بذلك على تسليم‬
‫الجاني ماال منقوال مملوكا للغير"‬

‫و يتفق الباحث مع ما اتجه إليه الفقهاء أعاله في تعريف االحتيال‪ ،‬كون تلك التعاريف تضمنت الركائز‬
‫الرئيسية لقصد االحتيال بأن يكون المال الذي يتم االستيالء عليه مال منقول مملوك للغير‪ ،‬و أن يتم‬
‫االستيالء باستخدام وسائل احتيالية تؤدي إلى خداع المجني عليه و تدفعه لتسليم المال طواعية للجاني‪.‬‬

‫المصدر‪ )1( :‬عدي صالح – االحتيال االلكتروني دراسة فقهية معاصرة – رسالة ماجستير‪ -‬كلية الشريعة و القانون – فلسطين‪2020 -‬م‪ -‬ص‪19‬‬
‫محمد هشام – جريمة االحتيال – رسالة ماحستير – جامعة النجاح الوطنية – فلسطين – ‪2008‬م‪ -‬ص‪(2) 19‬‬
‫تعريف المشرع البحريني لجريمة االحتيال‪:‬‬
‫تطرق المشرع البحريني لجريمة االحتيال في الفصل‬ ‫‪:‬طبيعة جريمة االحتيال‪ ( :‬خضراء‪/‬بيضاء )‬
‫الثاني من الباب التاسع من المرسوم بقانون رقم رقم‬ ‫جريمة االحتيال عادًة ما ُتصنف على أنها من جرائم ذوي‬
‫‪ 15‬لسنة ‪ 1976‬بإصدار قانون العقوبات‪.‬‬ ‫الياقات البيضاء وهي التي تعني الجرائم غيرالعنيفة والمرتكبة‬
‫المادة(‪ )391‬قانون العقوبات البحريني‬ ‫لدوافع مالية من قبل رجال األعمال وأصحاب النفوذ‪.‬‬
‫(( يعاقب بالحبس وبالغرامة التي ال تجاوز خمسة آالف دينار‬ ‫ويمكن أيضا اعتبار جريمة االحتيال من الجرائم الخضراء التي‬
‫كل من توصل إلى االستيالء على مال منقول أو سند أو إلى‬ ‫ترتبط بالبيئة‪ ،‬فقد تتسبب بعض أنواع االحتيال في أضرار بيئية‪،‬‬
‫توقيع هذا السند أو إلى إلغائه أو إتالفه أو تعديله وذلك باالستعانة‬ ‫مثل االحتيال في مجال البيئة أو التالعب بالبيانات البيئية‪ ،‬وفي‬
‫بطريقة احتيالية‪ ،‬أو باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة أو‬ ‫هذه الحاالت يمكن أن تصنف كجرائم خضراء‪.‬‬
‫بالتصرف في عقار أو منقول غير مملوك له وليس له حق‬
‫التصرف فيه‪.‬‬
‫وإذا كان محل الجريمة ماًال أو سندًا للدولة أو إلحدى الجهات‬
‫التي ورد ذكرها في المادة (‪ )107‬عد ذلك ظرفًا مشددًا‪.‬‬ ‫الحق الذي تمسه جريمة االحتيال‬
‫ويعاقب على الشروع بالحبس الذي ال يزيد عن سنة والغرامة‬ ‫تعد جريمة االحتيال من جرائم األموال‪ ،‬حيث يهدف الجاني من‬
‫التي ال تجاوز ألفي دينار‪)).‬‬ ‫خالل هذه الجريمة إلى االستيالء على مال منقول مملوك للغير‪،‬‬
‫و ذلك باستخدام طرق و وسائل احتيالية بهدف االستيالء على‬
‫ذلك المال‪ .‬بالتالي تعتبر جريمة االحتيال من جرائم االعتداء‬
‫على المال‪.‬‬
‫التفرقة بين جريمة االحتيال و السرقة وخيانة األمانة‬

‫جريمة االحتيال شأنها شأن جريمة السرقة وخيانة األمانة تقع على مال منقول مملوك للغير‪ ،‬األمر الذي يؤدي‬
‫بدوره إلى نتيجة هي أن فعل النصب غايته االعتداء على حق الملكية بأن يسعى الجاني من وراء فعله تملك مال‬
‫الغيرولكن عن طريق الحيلة والخداع فيدع المجني عليه يسلمه ماله طواعية‪.‬وعلى أساس ذلك فإن جريمة‬
‫النصب تتفق مع جريمتي السرقة وخيانة األمانة في المحل الذي يقع عليه االعتداء‪.‬‬
‫غير أنها تختلف في النشاط اإلجرامي الذي يتمثل بفعل االحتيال أو الخداع الذي يؤثر على إرادة المجني عليه‪،‬‬
‫مما يدفعه إلى تسليم ماله‪ ،‬األمر الذي يؤكد استقالل جريمة االحتيال عن جريمة السرقة وخيانة األمانة في هذا‬
‫األمر إذ يتولى المجني عليه في جريمة االحتيال تسليم ماله إلى الجاني ونقل الحيازة الكاملة له عليه‪ .‬ومع‬
‫جريمة خيانة األمانة أيضًا تقوم على تسليم المجني عليه ماله إلى الجاني‪ ،‬غير أن هذا التسليم يختلف عن التسليم‬
‫في جريمة االحتيال من عدة وجوه منها سبب التسليم‪ ،‬ومن ثم وقته؛ فإن يكون تسليم المال في نطاق خيانة‬
‫األمانة بناًء على عقد من عقود االئتمان ‪ :‬فإنه ينبغي أن يكون سابقًا لوقوع النشاط اإلجرامي في حين أن تسليم‬
‫المال في جريمة االحتيال يكون سببه الطرق االحتيالية التي مارسها الجاني ويكون الحقًا للنشاط اإلجرامي‬
‫الذي يباشره المحتال‪ .‬وأخيرًا فإنهما يختلفان من حيث نطاق الحيازة التي ينشؤها التسليم‪ :‬فإذ ينشئ التسليم في‬
‫جريمة خيانة األمانة حيازة ناقصة على المال الذي يؤتمن عليه الجاني فإن المجني عليه في جريمة االحتيال‬
‫ينشئ حيازة كاملة على المال للجاني أو لغيره‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬د‪.‬محمد الهيتي‪ -‬الوجيز في شرح قانون العقوبات البحريني‪ -‬جامعة البحرين‪ -‬البحرين‪-2016-‬ص‪.513‬‬
‫أركان جريمة االحتيال‬
‫لنكون أمام جريمة احتيال ال بد من أن يتوافر ركني الجريمة المادي و المعنوي‪ ،‬حيث يتمثل الركن‬
‫المادي بفعل االحتيال الذي يؤدي إلى وقوع النتيجة الجرمية و العالقة السببية التي تربط بين الفعل و‬
‫النتيجة‪ .‬والركن المعنوي المتمثل في القصد الجنائي العام بعنصري العلم و اإلرادة‪ ،‬و القصد الجنائي‬
‫‪.‬الخاص المتمثل بنية الجاني في تملك المال‬

‫النشاط االجرامي(الفعل)‬
‫‪:‬الركن المادي لجريمة االحتيال‬
‫شأنه شأن بقية الجرائم‪ ،‬إذا يشترط توافر‬
‫النتيجة‬ ‫الفعل( فعل االحتيال) و تحق النتيجة‪،‬‬
‫والعالقة السببية بين الفعل و النتيجة‪ ،‬و ذلك‬
‫‪.‬حسب ما سنفصله في التالي‬
‫العالقة السببية‬
‫النشاط االجرامي(الفعل)‬

‫أوال‪ :‬الطرق االحتيالية‬


‫عزف المشرع عن تحديد المقصود بالطرق االحتيالية‪ ،‬و ذلك لصعوبة‬
‫حصر و تحديد الطرق و األساليب التي يمكن أن تأخذ مفهوم الطرق‬ ‫تدفعنا مراجعة المادة (‪ )391‬عقوبات التي عالج فيها المشرع‬
‫االحتيالية‪ ،‬كونها متطورة بتطور مظاهر الحياة االجتماعية‪.‬‬ ‫االحتيال وبالتحديد عبارة (‪ ...‬باالستعانة بطريقة احتيالية‪ ،‬أو‬
‫و لقد عرف البعض الطرق االحتيالية بأنها‪ (( :‬كل كذب مصحوب بوقائع‬ ‫باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة أو بالتصرف في عقار أو‬
‫خارجية أو أفعال مادية يكون من شأنها توليد االعتقاد لدى المجني عليه‬ ‫منقول غير مملوك له وليس له حق التصرف فيه ‪ )...‬إلى القول‬
‫بصدق هذا الكذب مما يدفعه إلى تسليم ما يراد منه طواعية و اختيارا ))‬ ‫بأن المشرع قد أورد صور النشاط اإلجرامي الذي تتحقق به‬
‫و هذا يفيد بأن الطرق االحتيالية تتطلب تحقق عنصرين‪:‬‬ ‫الجريمة االحتيال وحددها على سبيل الحصر ال المثال‪ .‬وعلة هذا‬
‫‪ -1‬ذكر أقوال أو وقائع كاذبة‪.‬‬ ‫التحديد هي حرص المشرع على أن يكون نطاق جريمة االحتيال‬
‫‪ -2‬اقتران الكذب بمظاهر خارجية‪.‬‬ ‫محدود‪ ،‬بأال يشمل إال األفعال التي تنطوي على اعتداء على ملكية‬
‫و قد أشارت محكمة التمييز البحرينية في أحكامها إلى عناصر الطرق‬ ‫الغير بشكل يشكل تهديدًا لمصالح المجتمع‪ .‬أما األفعال التي ال ترقى‬
‫االحتيالية بأن قررت تحقق هذه الطرق فى جريمة االحتيال‪ .‬وجوب أن‬ ‫إلى هذه المرتبة فتركها إلى حرية األفراد‪ ،‬إلى جانب انسجام ذلك‬
‫يكون الكذب مصحوبًا بأعمال مادية أو مظاهر خارجية تحمل المجنى‬ ‫مع روح ومقتضيات مبدأ الشرعية الجنائية و هو ال جريمة وال‬
‫عليه على االعتقاد بصحته‪ .‬و سنبين تلك االحكام في المطلب األخير من‬ ‫‪.‬عقوبة إال بناًء على قانون‬
‫هذا العرض‪.‬‬
‫‪:‬صور من المظاهر التي تحقق الطرق االحتيالية‬
‫المظاهر هي وسائل إقناع‪ ،‬تضفي على كذب الجاني‪ ،‬قدرًا من الثقة مما يجعل المجني عليه يصدق أكاذيب الجاني‪ ،‬ويقوم بالتسليم‪ .‬فهذه‬
‫المظاهر تتصاحب مع الكذب وتحيط به‪ ،‬وتؤيده وتدعمه‪ .‬و حيث من المتعذر حصر األساليب الخارجية‪ ،‬التي يستعين بها الجاني لـدعم‬
‫أكاذيبـه‪ ،‬لـذا صعب إيجاد تعريف شامل و متكامل للمظـاهر الخارجيـة‪ ،‬بحيـث تغطـي كافـة أنواعهـا و صورها‪ .‬و حاول فقهاء القانون‬
‫‪:‬الجنائي تحديد تلك بعض المظاهر‪ ،‬و من أبرز المظاهر التي توصل إليها الفقهاء‬

‫‪ )1‬استعانة الجاني بشخص ثالث لدعم مزاعمه‪ :‬كما في حال استعانة الجاني بأحد أقربائه في إيقاع المجني عليه في خطأ‪.‬‬
‫‪ )2‬االستعانة بوقائع خارجية أو أعمال مادية‪ :‬كما هو في حال أن يدعي شخص بأنه قادر على االتصال بالجن واالستعانة بهم في شفاء‬
‫المرضى من العقم فاتخذ لنفسه غرفة خاصة مظلمة يطلق فيها البخور وأخذ يحدث فيها أصواتًا مختلفة يسميها بأسماء الجن ويقرأ‬
‫التعاويذ فتمكن من خالل ذلك سلب بعض المال من المجني عليه‬
‫‪ )3‬االستعانة بأوراق أو مستندات منسوبة للغير‪ :‬كما هو الحال فيما لو ادعي الشخص بأنه بصدد إنشاء مشروع اقتصادي معين ‪ ،‬وأن‬
‫الجهات الرسمية المختصة قد وافقت له على ذلك؛ فيقدم أوراقًا تشهد باطًال بأنها صادرة عن الجهات الرسمية المختصة التي يحق‬
‫بمقتضاها إنشاء المشروع‪ ،‬مما يترتب عليه خداع المجني عليه وتسليمه مبلغ من المال لالشتراك بالمشروع المزعوم‪.‬‬
‫‪ )4‬إساءة استعمال صفة خاصة تحمل على الثقة بصاحبها أو بمن يتصف بها‪ :‬كما في حال لو أن طبيب استغل صفته بأن ادعى أنه انتج‬
‫محلول لعالج مرض ما و أوهم المجني عليه بأنه بإمكانه عالجه و يقوم المجني عليه بتسليمه المال بناء على ذلك‪.‬‬
‫‪ )5‬النشر عن طريق وسائل االعالم‪ :‬كما هو الحال في حال استغالل الجاني للصحف و المجالت للترويج لشركة ليبن كذب أنه مالكا لها‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬محمد هشام‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪52‬‬


‫ثانيا‪ :‬استخدام اسم كاذب أو صفة غير صحيحة‬
‫يشترط المشرع لتحقق االحتيال عن طريق هذه الوسيلة التي حددها المشرع بالمادة‬
‫(‪ )391‬عقوبات أن يتخذ الجاني اسمًا كاذبًا ‪ ،‬أو أن يدعي صفة غير صحيحة دون‬
‫أن يتطلب وجوب اقتران اإلدعاء سواء للصفة‪ ،‬أم لالسم الكاذب بمظاهر خارجية‪،‬‬
‫الكذب المجرد دون استعمال مظاهر خارجية تدعم‬
‫األمر الذي يترتب عليه أن الجاني يتحقق بحقه النشاط المجرم إذا ادعى اسم أو‬
‫كذب الجـاني وتـوحي بصـدق ادعائه وأقواله‪ ،‬فانه‬
‫صفة انخدع بها المجني عليه‪ ،‬ومن ثم دفعه ذلك إلى تسليم ماله‪ .‬ويالحظ أن المشرع‬
‫ال يكفي لقيام جريمة االحتيال‪.‬‬
‫يكتفي لتحقق االحتبال من خالل هذه الوسيلة مجرد تسمي الشخص باسم كاذب‬
‫أما بشأن الكتمان(الصمت)‪ ،‬فإذا كان الكذب المجرد‬
‫يتوصل به إلى تحقيق غرضه دون االستعانة بأساليب احتيالية أخرى يكفي لتكوين‬
‫– وهو نشاط ايجابي – ال يكفـي لقيـام جريمـة‬
‫جريمة االحتيال‪ ،‬أي دون أن يشترط تدعيم ذلك بسلوك مستقل ‪ ،‬أو بمظاهر‬
‫االحتيال‪ ،‬فان الكتمان – وهو محض االمتناع – ال‬
‫خارجية‪ ،‬أو أعمال مادية ‪ ،‬كما هو األمر بالنسبة للطرق االحتيالية‪.‬‬
‫يكفي من باب أولى‪ ،‬ويراد بالكتمان أن يمتنع شخص‬
‫عن تنبيه آخر إلى حقيقة واقعة كان يتوهمها على‬
‫خالف حقيقتهـا‪ ،‬أي أن يمتنـع عـن إخراجه من غلط‬
‫ب) اتخاذ صفة غير صحيحة‬ ‫وقع فيه‪.‬‬
‫ن تعيين المقصود بالصفة غير الصحيحة ال يمكن أن يكون‬ ‫أ) اتخاذ اسم كاذب‬
‫إال من خالل بيان المقصود بالصفة الصحيحة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫اتخاذ االسم الكاذب يعني أن يستخدم‬
‫يتم من خالل بيان المقصود بالصفة بشكل عام‪ .‬والتي يقصد‬ ‫الجاني اسمًا مستعارًا غير اسمه فينتحله‬
‫بها المركز أو المقام الذي يشغله الشخص في المجتمع‬ ‫ويسمي نفسه به مستغًال في ذلك تشابه‬
‫بمقتضى عالقاته األسرية‪ ،‬أو بمقتضى مؤهالته العلمية‪ ،‬أو‬ ‫األسماء ‪ ،‬كأن يسمي الشخص نفسه باسم‬
‫العملية أو رتبته الوظيفية‪ ،‬أو بمقتضى عمله في وظيفة أو‬ ‫الغير الذي يشبهه في اسمه ويستغل ذلك‪،‬‬
‫مهنة أو حرفة معينة‪ ،‬وهي بوجه عام ما يحدد المعالم‬ ‫‪.‬ويكون الجاني حينئذ قد انتحل شخصيته‬ ‫المصدر‪ :‬محمد هشام‪-‬المرجع السابق‪-‬ص‪52‬‬
‫‪،‬الشخصية للفرد في المجتمع‬ ‫د‪.‬محمد الهيتي‪ -‬المرجع السابق‪-‬ص‪517‬‬
‫ثالثا‪ :‬التصرف في مال الغير دون وجه حق‬

‫هذه الصورة قد ال تختلف في أساسها عن الطرق االحتيالية ‪ ،‬كونها‬


‫تستند إلى كذب الجاني أيضًا لكنها ال تتطلب اقتران الكذب بمظاهر‬
‫خارجية‪ ،‬كما هو شأن الطرق االحتيالية إنما تتحقق عندما يوهم المجني‬
‫عليه بأن المال الذي يعرضه عليه هو ماله‪ ،‬وأنه يملك التصرف فيه‪.‬‬
‫ويتم تحديد معنى التصرف في المال على أساس قواعد القانون المدني‬
‫باعتباره عمًال قانونيًا يرد على المال المنقول أو العقار والذي يتحدد بأنه‬
‫كل عمل من شأنه أن ينقل ملكية المال موضوع التصرف‪.‬‬
‫النتيجة الجرمية‬

‫‪:‬مدلول المال‬
‫من مراجعة نص المادة (‪ )391‬عقوبات وبالتحديد عبارة ( من توصل إلى‬
‫إن اشتراط المشرع أن تقع الجريمة على مال يستلزم أن يكون‬
‫االستيالء على مال منقول أو سند أو إلى توقيع هذا السند أو إلى إلغائه أو‬
‫الشيء محل التسليم مما يصح ألن يكون محال لحق من الحقوق‬
‫إتالفه أو تعديله ‪ )...‬يبين أن جريمة االحتيال من الجرائم المادية ‪ ،‬أي من‬
‫المالية بأن يكون قابال للحيازة والتملك وأن يكون له قيمة‪،‬‬
‫الجرائم ذات النتيجة بمدلولها المادي‪ :‬إذ تتطلب تحقق نتيجة جرمية‬
‫األمر الذي يترتب عليه أنه ال يعد نصبًا من يستولي على شيء‬
‫باعتبارها تعبر عن مظهر ُيعد تغييرا في العالم الخارجي يأخذ شكل التغيير‬
‫ليس له صفة المال‪ ،‬كما لو أقنع رجل امرأة بناًء على األساليب‬
‫في حيازة المال‪ ،‬أو ملكيته؛ وتتمثل النتيجة الجرمية بانتقال ملكية المال من‬
‫التي اتبعها بالزواج منه ‪ ،‬كما لو انتحل اسمًا كاذبًا أو استعمل‬
‫المجني عليه إلى الجاني‪ ،‬وذلك بالتوصل إلى االستيالء على مال منقول‬
‫طرقًا ومظاهر خادعة أظهرته بأنه رجل ثري أو ينتسب إلى‬
‫مملوك للغير بغير وجه حق‪.‬‬
‫عائلة عريقة فقبلت الزواج منه‬
‫‪:‬السند‬
‫أطلق المشرع البحريني لفظ السند دون أن يقيد ذلك بسندات الدين‪ ،‬أو سندات المخالصة‪،‬‬
‫كما فعلت بعض التشريعات‪ ،‬مما يعني أن السندات بجميع أنواعها ‪ ،‬كعقود البيع واإليجار‬ ‫‪:‬طبيعة و قيمة المال‬
‫والهبة والوصية وجميع األوراق التجارية من كمبيالة وشيك وسند ألمر أو إلذن‪ ،‬واألوراق‬ ‫‪ -‬يرى االتجاه الغالب في الفقه بأن موضوع‬
‫المالية من سندات أو أسهم‪ ،‬وجميع المخالصات واإلقرارات بالدين‪ ،‬وما إلى ذلك من‬ ‫االحتيال ينبغي أن يكون شيئا ذا قيمة سواء‬
‫مستندات تثبت حقًا ما لشخص‪ ،‬وتشمل أيضًا إلى جانب ذلك السندات ذات القيمة المعنوية‬ ‫كانت قيمته مادية أم معنوية‪ ،‬ال سيما وأن‬
‫بحيث إن التوصل إلى االستيالء عليها من قبل الجاني أو التالعب بها بإحدى الصور التي‬ ‫المشرع يهدف بتجريمه األفعال الي ترتكب‬
‫ذكرها المشرع من شأنه االنتقاص من ثروة المجني عليه بقدر ما تتضمنه من حق أو التزام‪،‬‬ ‫ضد األموال حماية حق الملكية المنقولة لالفراد‪.‬‬
‫األمر الذي يترتب عليه أال يكون من بين السندات التي تصلح ألن تكون محال لجريمة‬
‫االحتيال المستندات التي تكون مجردة من كل قيمة مالية‪ ،‬أو معنوية‪.‬‬

‫‪:‬المال المملوك للغير‬


‫‪:‬مدلول المال المنقول‬
‫انطالقًا من الحكمة التي تقف وراء تجريم وسائل االستيالء على‬
‫ال يكفي لتحقق موضوع جريمة االحتيال أن يكون ما تم االستيالء عليه‬
‫األموال المنقولة ‪ ،‬والتي تكمن في حماية المشرع المال الغير ؛‬
‫له صفة المال‪ :‬إنما ال بد أن يكون ما تم االستيالء مما ينطبق عليه وصف‬
‫فإن جريمة االحتيال تشترط بحكم اللزوم العقلي والمنطقي بأن‬
‫المال المنقول‪ ،‬األمر الذي استوجبه المشرع صراحة بنصه في المادة‬
‫يكون موضوعها ماًال منقوًال مملوكًا لغير الجاني؛ حيث ال‬
‫(‪ )391‬على أن ( يعاقب ‪ ...‬من توصل إلى االستيالء على مال‬
‫يتصور وقوع االحتيال واالعتداء على الملكية إال إذا كان المال‬
‫منقول ‪ ، )....‬وهذا ال شك تترتب عليه نتيجة قانونية مهمة هي أن العقار‬
‫الذي تم االستيالء عليه مملوكًا لغير الجاني باعتبار أن االحتيال‬
‫ال يصح أن يكون موضوعًا لجريمة االحتيال؛ غير أن هذا القول ال‬
‫يمثل اعتداء على حق الملكية ‪ ،‬والذي ال يتحقق بداهة إال إذا‬
‫ينبغي أن تختلط معه حالة التصرف في العقار المملوك للغير التي‬
‫كان المال الذي تم االستيالء عليه مملوكا لغير المتهم‪.‬‬
‫اعترف بها المشرع ‪ ،‬كوسيلة من وسائل االحتيال‪.‬‬
‫العالقة السببية‬

‫الركن المادي لجريمة االحتيال شأنه أي جريمة أخرى ال‬


‫‪ -‬توافر وسيلة من وسائل االحتيال التي نص عليها المشرع‪.‬‬ ‫يكتمل إال بوجود العالقة السببية التي من شأنها أن تربط‬
‫‪ -‬أن تؤدي الوسيلة إلى خداع المجني عليه أو إيقاعه بالغلط‪.‬‬ ‫تحقق النتيجة الجرمية التي وقعت بالنشاط الصادر عن‬
‫‪ -‬أن يكون الغلط الذي وقع فيه المجني عليه هو الذي حمله على‬ ‫الشخص طبقًا للقاعدة العامة ‪ ،‬والتي مقتضاها أال يسأل‬
‫تسليم ماله‪.‬‬ ‫شخص عما يقع ما لم يكن نتيجة لسلوكه‪.‬‬
‫أركان جريمة االحتيال‬

‫‪:‬االتجاه الذي يكتفي بالقصد الجنائي العام‬


‫يذهب أصحاب هذا االتجاه إلى كفاية القصد الجنائي العام القائم على‬
‫العلم واإلرادة القيام الركن المعنوي لجريمة االحتيال؛ ألن من يأتي‬
‫أفعال االحتيال مع علمه بحقيقة فعله وما يهدف إليه ومن ثم يكون قد‬
‫وجه إرادته إلى إحداث الغرض الذي يسعى إليه وهو نية تملك المال‬
‫‪.‬عن طريق الغش و الخداع‬ ‫الركن المعنوي لجريمة االحتيال‬

‫‪:‬االتجاه الذي يشترط تحقق القصد الجنائي الخاص‬


‫يذهب الرأي الغالب في الفقه إلى أن جريمة االحتيال ال يكفي لتحققها‬
‫تحقق القصد الجنائي العام؛ إنما ال بد أن يتحقق من قصد جنائي خاص‬ ‫جريمة االحتيال من الجرائم‬
‫يتمثل بنية التملك‪ .‬وإذ يقوم القصد العام على عنصري العلم واإلرادة‪،‬‬ ‫العمدية‪ ،‬إذا ال يتصور‬
‫والذي يتحقق عند انصراف إرادة الجاني إلى تحقيق وقائع الجريمة مع‬ ‫‪.‬وقوعها عن طريق الخطأ‬
‫العلم بأركانها القانونية‪ ،‬كما يستلزمها القانون‪ ،‬األمر الذي يتحقق عندما‬
‫يعلم الجاني بأن أفعاله وأقواله كاذبة؛ فإن هذا ال يكفي إنما ال بد وأن‬
‫تنصرف نية الجاني إلى تملك المال المنقول الذي تسلمه من المجني‬
‫‪.‬عليه وذلك بأن يضمه إلى ماله‬
‫الشروع في جريمة االحتيال‬

‫الموقف العام للشروع في الجرائم‪:‬‬


‫الشروع في جريمة االحتيال‪:‬‬ ‫الشروع في الجريمة هو أن يأتي الفاعل بقصد ارتكابها عمال من شأنه أن يؤدي‬
‫بما أن الجاني يبدأ بتنفيذ جريمته حيث يبدأ باستعمال طرق احتيالية أو أي‬ ‫مباشرة إلى اقترافها وذلك إذا لم تتم‪ .‬وقد اتجهت بعض التشريعات إلى العقاب‬
‫وسيلة أخرى من الوسائل التي يعترف بها المشرع لتحقق النتيجة‪ ،‬فإن‬ ‫على الشروع في الجرائم التي يرد النص على عقوبة للشروع سواء أكانت‬
‫األخيرة تتحقق حيث يتم تسليم المال إلى الجاني؛ فإن هذا يؤدي إلى القول‬ ‫جنايات أم جنح‪ ،‬بينما أخذت تشريعات اخرى بمسلك العقاب على الشروع في‬
‫بأن جريمة االحتيال من الجرائم صح أن يدفع المسؤولية ‪ :‬المادية‪ ،‬أي‬ ‫كافة الجنايات دون الحاجة إلى نص بشأن كل جناية على حده‪ ،‬و عقوبة على‬
‫الجرائم ذات النتيجة بمدلولها المادي‪ ،‬األمر الذي يدفعنا للقول بأن‬ ‫الشروع في الجنح متى ما ورد نص بذلك‪ ،‬و هذا ما اخذ به المشرع البحريني‪.‬‬
‫الشروع متصور في جريمة االحتيال والذي يتحقق عندما يبدأ الجاني‬ ‫قد نص المشرع البحريني في المادة ‪ 37‬من قانون العقوبات على أنه‪(( :‬يعاقب‬
‫بنشاط يكشف عن عزمه في المضي في مشروعه اإلجرامي إلى نهايته‬ ‫على الشروع في الجنايات بالعقوبات اآلتية ما لم ينص القانون على خالف‬
‫لكنه‪ ،‬وعلى الرغم مما يباشره من وسائل من شأنها أن تؤدي إلى غش أو‬ ‫ذلك ‪-:‬‬
‫خداع المجني عليه ال تتحقق النتيجة الجرمية وال يحصل على مبتغاه فال‬ ‫السجن المؤبد – إذا كانت عقوبة الجناية اإلعدام‪.‬‬
‫يستلم مال المجني عليه ألسباب خارجة عن إرادته‪.‬‬ ‫السجن المؤقت – إذا كانت عقوبة الجناية السجن المؤبد‪.‬‬
‫و قد نص المشرع البحريني في المادة ‪ 391‬من قانون العقوبات على‬ ‫فإذا كانت عقوبة الجناية هي السجن المؤقت عوقب على الشروع فيها بالسجن مدة‬
‫عقوبة الشروع في جريمة االحتيال و نص على التالي‪ ... (( :‬ويعاقب على‬ ‫ال تزيد على نصف الحد األقصى المقرر لها أو بالحبس الذي ال تقل مدته عن‬
‫الشروع بالحبس الذي ال يزيد عن سنة والغرامة التي ال تجاوز ألفي‬ ‫ثالثة أشهر‪)) .‬‬
‫دينار‪)).‬‬ ‫ال‬ ‫و نص المشرع البحريني في المادة ‪ 38‬من ذات القانون على أنه‪(( :‬‬
‫يعاقب على الشروع في الجنح إال في الحاالت التي ينص عليها القانون‪)).‬‬
‫جريمة االحتيال‬ ‫المطلب الثاني‬
‫االلكتروني‬
‫ماهية جريمة االحتيال االلكتروني‬

‫مالمقصود باالحتيال‬
‫البرقي؟‬

‫إن جرائم االحتيال االلكتروني من الجرائم المستحدثة‪ ،‬وقد تعدد الفقه في تعريف هذه الجريمة‪:‬‬
‫‪ -‬عرف بعض الفقه تلك الجريمة بـ‪ (( :‬فعل أو مجموعة من األفعال غير المشروعة‪ ،‬و‬
‫المتعمدة التي ترتكب بهدف الخداع أو التحريف للحصول على شيء ذو قيمة‪ ،‬و يكون‬
‫هو استخدام األجهزة االلكترونية الحديثة من أجل‬
‫نظام الحاسوب الزما الرتكابها ))‪.‬‬
‫ارتكاب جريمة االحتيال‪ ،‬أي هو تسخير التطورات‬
‫‪ -‬عرف فقه اخر جريمة االحتيال االلكتروني بأنها‪ (( :‬التالعب العمدي بمعلومات و بيانات‬
‫التكنولوجية سواء كانت عبر الهاتف أو المنصات‬
‫تمثل قيما مادية‪ ،‬يختزنها نظام الحاسب االلي‪ ،‬او االدخال غير المسموح به لمعلومات و‬
‫األخرى كالراديو و غيرها في االحتيال‪.‬‬
‫بيانات صحيحة‪ ،‬أو التالعب في األوامر و التعليمات التي تحكم عملية البرمجة‪ ،‬أو أي‬
‫وسيلة اخرة من شأنها التأثير على الحاسب االلي‪ ،‬حتى يقوم بعملياته بناء على هذه‬
‫البيانات أو األوامر او التعليمات من أجل الحصول على ربح غير مشروع و إلحاق ضرر‬
‫بالغير ))‬

‫المصدر‪ :‬حمد السليطي‪ -‬تجريم االحتيال االلكتروني في القانون القطري و المقارن‪ -‬جامعة قطر‪ -‬دولة قطر‪-2018 -‬ص‪13‬‬
‫نظم المشرع البحريني جريمة االحتيال‬ ‫المشرع البحريني و تحديد ماهية‬
‫االلكتروني من خالل قانون رقم ‪ 60‬لسنة ‪2014‬‬
‫بشأن جرائم تقنية المعلومات‪ ،‬و المرسوم بقانون‬
‫جريمة االحتيال االلكتروني‬
‫رقم (‪ )54‬لسنة ‪ 2018‬بإصدار قانون الخطابات‬
‫والمعامالت اإللكترونية‪.‬‬ ‫ماهية االحتيال االلكتروني‪:‬‬
‫أشار المشرع البحريني في القانون رقم ‪ 60‬لسنة ‪ 2014‬بشأن جرائم‬
‫تقنية المعلومات إلى ماهية االحتيال االلكتروني من خالل نص‬
‫المادة( ‪ )8‬منه‪ ،‬فقد نصت على أنه‪:‬‬
‫وجه االختالف بين االحتيال االلكتروني و االحتيال التقليدي‬ ‫((يعاقب بالحبس من توصل دون مسوغ قانوني إلى االستيالء على‬
‫‪ -‬تختلف جريمة االحتيال االلكتروني عن التقليدي في أن محل‬ ‫مال مملوك للغير أو حصل على أية مزية لنفسه أو لغيره أو إلى توقيع‬
‫الجريمة قد يكون في حصول الجاني على مزية لنفسه ‪.‬‬ ‫سند أو إلغائه أو إتالفه أو تعديله باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير‬
‫‪ -‬لم يحدد المشرع في قانون العقوبات األفعال االحتيالية‪ ،‬إال‬ ‫صحيحة أو باالستعانة بطريقة احتيالية‪ ،‬وذلك من خالل أي فعل مما‬
‫أن المشرع في قانون جرائم تقنية المعلومات قد حدد‬ ‫يلي‪:‬‬
‫األفعال االحتيالية كما سنبينه في الركن المادي الحقا‪ ،‬حيث‬ ‫إدخال أو تعييب أو تعطيل أو إلغاء أو حذف أو تدمير أو تغيير‬ ‫‌ أ)‬
‫أنه يتم ممارسة أفعال احتيالية من خالل وسائل و أنظمة‬ ‫أو تعديل أو تحريف أو حجب بيانات وسيلة تقنية المعلومات‪.‬‬
‫تقنية المعلومات‪.‬‬ ‫‌ب) القيام بأي تدخل في عمل نظام تقنية المعلومات‪.‬‬
‫يتضح لنا من ذلك‪ ،‬أنه متى ما تم إتيان االحتيال من خالل‬ ‫ويسري بشأن هذه الجريمة الظرف المشدد المنصوص عليه في كل‬
‫وسائل ونظام تقنية المعلومات‪ ،‬اعتبر ذلك احتيال الكتروني و‬ ‫من المادتين (‪ )391‬فقرة ثانية و(‪ )392‬فقرة ثانية من قانون‬
‫ليس احتيال بصورته التقليدية‪.‬‬ ‫))‬ ‫العقوبات‪.‬‬
‫المادة ‪ 26‬من قانون الخطابات و المعامالت االلكترونية‬
‫مع عدم اإلخالل بأية عقوبة أشد ينص عليها أي قانون آخر‪ ،‬يعاَقب‬ ‫((‌أ)‬
‫تعتبر المادة ‪ 26‬من قانون الخطاابات و‬ ‫بالسجن مدة ال تزيد على عشر سنوات وبغرامة ال تجاوز مائة ألف دينار‪ُ ،‬ك ُّل‬
‫المعامالت االلكترونية من أحد النصوص التي‬ ‫َم ن‪:‬‬
‫نظمت جريمة االحتيال االلكتروني‪ ،‬حيث أنها‬ ‫‪ )1‬نفذ إلى أو نسخ أو حاز أو أعاد تكوين أداة إنشاء توقيع إلكتروني‪ ،‬أو أداة‬
‫أشارت إلى عدة وسائل احتيالية أخرى يتم القيام‬ ‫إنشاء خْت م إلكتروني‪ ،‬لشخص آخر دون تفويض بذلك من هذا الشخص‪.‬‬
‫بها عن طريق وسائل تقنية المعلومات‪ ،‬وتحديدا‬ ‫‪ )2‬حَّر ف أو غَّير أو استعمل أو أفشى أداة إنشاء توقيع إلكتروني‪ ،‬أو أداة‬
‫من خالل الشهادة أو التوقيع أو الختم االلكتروني‪،‬‬ ‫إنشاء خْت م إلكتروني‪ ،‬لشخص آخر دون تفويض منه بذلك‪ ،‬أو بما يجاوز‬
‫فقد يقوم الجاني بإنشاء أو حيازة او استعمال أو‬ ‫حدود هذا التفويض‪.‬‬
‫تحريف أو تغير أو النفوذ أو إفشاء توقيع أو‬ ‫‪ )3‬أنشأ أو نشر أو حَّر ف أو استعمل شهادة أو توقيعًا إلكترونيًا أو ختمًا‬
‫شهادة أو ختم الكتروني لشخص اخر‪ ،‬او أن يقوم‬ ‫إلكترونيًا‪ ،‬أو قام بأية خدمة ثقة أخرى لغرض احتيالي أو ألي غرض غير‬
‫بتلك األفعال لغرض احتيالي‪ ،‬أو القيام بانتحال‬ ‫مشروع‪.‬‬
‫‪.‬هوية شخص اخر‬ ‫‪ )4‬انتحل هوية شخص آخر‪ ،‬أو اَّد عى زورًا بأنه مفَّو ض من ِقَب له في طلب‬
‫الحصول على شهادة أو قبولها‪ ،‬أو طلب تعليق العمل بها أو إلغائها‪)) ... .‬‬
‫أركان جريمة‬
‫االحتيال االلكتروني‬

‫األفعال االحتيالية‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬الركن المادي‬


‫االحتيال اإللكتروني يقوم في جوهره على الغش والكذب والخداع‪ ،‬فيلجأ‬
‫الجاني إلى استخدام الطرق االحتيالية‪ ،‬وتغيير الحقيقة لكي يظفر في مال‬
‫المجني عليه دون وجه حق‪ ،‬ويقوم بذلك باستغالل الفضاء اإللكتروني‪.‬‬ ‫ُيثار التساؤل في جرائم االحتيال اإللكتروني‪ ،‬حول مدى انطباق أفعال‬
‫و قد أشار المشرع البحريني إلى األفعال أو الوسائل التي يمكن من خاللها‬ ‫هذا الجرم مع األفعال المادية في جريمة االحتيال التقليدية‪ ،‬من حيث‬
‫الجاني تنفيذ نشاطه الجرمي‪ ،‬و ذلك قد يكون من خالل استخدام اسم كاذب أو‬ ‫تطابق هذا السلوك الذي يقوم به الجاني باستخدام الطرق االحتيالية‪ ،‬مع‬
‫صفة غير صحيحة أو باالستعانة بطرق احتيالية بواسطة عدة أفعال حددها‬ ‫أن األمر ال يختلف كثيرًا من حيث وجود تلك العناصر والمتمثلة في‬
‫في إدخال أو تعييب أو تعطيل أو إلغاء أو حذف أو تدمير أو تغيير أو تعديل‬ ‫إيهام المجني عليه‪ ،‬واالستيالء على ماله بناء على وسائل احتيالية‪ ،‬مع‬
‫أو تحريف أو حجب بيانات وسيلة تقنية المعلومات‪ .‬باإلضافة إلى القيام بأي‬ ‫االختالف باألداة المستخدمة‪.‬‬
‫تدخل في عمل نظام تقنية المعلومات‪.‬‬ ‫ومن هنا يتضح لنا أن الركن المادي لجرائم االحتيال اإللكتروني‪ ،‬يتكون‬
‫يتضح من ذلك أن المشرع قد حدد األفعال االحتيالية في قانون جرائم تقنية‬ ‫من ثالثة عناصر يجب توافرها وهي‪:‬‬
‫المعلومات بخالف المادة ‪ 391‬عقوبات الذي لم يحدد األفعال‪ ،‬كما يمكن‬ ‫(‪ )1‬وجود فعل مادي‪ ،‬أي نشاط يقوم به الجاني مستخدما بذلك أي من‬
‫االختالف في جريمة االحتيال االلكتروني عن التقليدي في أن الوسيلة‬ ‫الوسائل االحتيالية‪.‬‬
‫المستخدمة في إتيان الجريمة تكون من خالل وسائل تقنية المعلومات‪.‬‬ ‫(‪ )2‬حدوث نتيجه والمتمثلة باالستيالء على مال الغير‪.‬‬
‫(‪ )3‬وجود رابطة سببية بين الفعل و النتيجة المتحققة‪.‬‬
‫النتيجة االجرامية‪:‬‬
‫يجب أن تؤدي الوسائل االحتيالية التي يستحدمها الفاعل و التي نص‬
‫عليها القانون إلى إيهام المجني عليه و إيقاعه بالغلط الذي يحمله إلى‬
‫تسليم المال للجاني مرتكب الفعل كي تكتمل الجريمة‪ .‬فالجاني ال يكفي‬
‫الشروع في االحتيال االلكتروني‬
‫منه فقط أن يقوم باالفعال مستخدما وسائل احتيالية بدون تحقق نتيجة‬
‫حدد قانون جرائم تقنية المعلومات البحريني عقوبة للشروع في جريمة‬
‫جرمية و هي االستيالء على المال‪.‬‬
‫االحتيال االلكتروني المنصوص عليها في المادة الثامنة منه‪ ،‬حيث‬
‫و بالرجوع إلى المشرع البحريني من خالل قانون جرائم تقنية‬
‫نصت المادة (‪ )20‬منه على أنه‪ (( :‬يعاقب على الشروع في الجرائم‬
‫المعلومات لسنة ‪ ،2014‬نجده قد حدد النتيجة التي يتوصل إليها الجاني‬
‫المنصوص عليها في هذا القانون بنصف العقوبة المقررة للجريمة‬
‫من خالل أفعاله االحتيالية و ذلك بالتوصل إلى االستيالء على مال‬
‫التامة‪ ،)) .‬األمر الذي يفيد إمكانية تحقق الشروع في جريمة االحتيال‬
‫مملوك للغير‪ ،‬أو الحصول على مزية لنفسه أو لغيره‪ ،‬أو أن يتوصل‬
‫االلكتروني‪.‬‬
‫إلى توقيع سند أو إلغائه أو إتالفه أو تعديله‪ ،‬و هذا بخالف االحتيال‬
‫و قد يكون الشروع تام و ذلك حينما يحقق الجاني النشاط االجرامي‬
‫بصورته التقليدية‪ ،‬حيث أن المادة ‪ 391‬من قانون العقوبات لم تنص‬
‫كامال‪ ،‬و بالرغم من ذلك فإن النتيجة االجرامية ال تتحقق ألسباب ال‬
‫على حصول الجاني على مزية لنفسه أو لغيره‪.‬‬
‫دخل إلرادته فيها‪ ،‬و هو مايسمى بالجريمة الخائبة‪.‬‬
‫و من المالحظ أن المشرع لم يحدد طبيعة المال بأن يكون منقول أو‬
‫و قد يكون الشروع ناقص و هو الذي ال يكتمل فيه النشاط االجرامي‬
‫عقار بخالف جريمة االحتيال التقليدية المنصوص عليها في قانون‬
‫لسبب أيضا خارج عن إرادة الفاعل‪ ،‬و هو مايسمى بالجريمة‬
‫العقوبات البحريني‪ ،‬حينما حدد المال بأن يكون مال منقول‪ ،‬االمر‬
‫الموقوفة‪.‬‬
‫الذي يستفاد معه بإمكانية أن يكون محل االحتيال االلكتروني مال‬
‫منقول أو عقار‪.‬‬
‫أركان جريمة‬
‫االحتيال االلكتروني‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي‬

‫وبخصوص القصد الجرمي الخاص‪ ،‬نجد أن هنالك جانب من‬


‫الفقه ال يشترط أي قصد خاص لجريمة االحتيال اإللكتروني‪،‬‬
‫القصد الجرمي في جريمة االحتيال اإللكتروني‪ ،‬شأنه شأن القصد‬
‫على اعتبار أن االستيالء على المال‪ ،‬هو النتيجة الحتمية لهذا‬
‫الجرمي في جريمة االحتيال بمفهومها التقليدي‪ ،‬فهي من الجرائم‬
‫الفعل غير المشروع‪ ،‬فلن تخرج نية الجاني الفاعل عن نيته تملك‬
‫العمدية‪ ،‬والتي يتطلب فيها القصد الجنائي فإذا لم يتوفر هذا‬
‫مال الغير‪.‬‬
‫القصد الجرمي‪ ،‬فال تقوم المسؤولية الجنائية حينها‪ ،‬ويتمثل القصد‬
‫في حين يرى جانب آخر من الفقه ‪ ،‬ضرورة توافر القصد‬
‫العام في جريمة االحتيال اإللكتروني‪ ،‬بأن يتجه علم وإرادة‬
‫الخاص‪ ،‬أي نية تملك المال من قبل الفاعل‪ ،‬بحيث يتوجب على‬
‫الشخص مرتكب الفعل بإدخال أو تعديل أو حذف بيانات أو أي‬
‫الفاعل أن تتجه إرادته إلى تملك ماال لغير لنفسه‪ ،‬أو لحساب‬
‫شخص آخر‪ ،‬بحيث أن الفاعل لو قام باالستيالء على المال مثًال‬ ‫تدخل في عمل نظام تقنية المعلومات وغيرها‪ ،‬و أن يعلم بأن هذا‬
‫المال الذي يرغب في االستيالء عليه مملوك للغير‪.‬‬
‫من باب المزاح‪ ،‬ثم قام بإعادته فإننا ال نكون أمام قصد جرمي‬
‫خاص‪.‬‬
‫خصائص االحتيال االلكتروني‬

‫إن االحتيال اإللكتروني عبارة عن صورة حديثة لالحتيال التقليدي القديم‪ ،‬ويتشابه االحتيال اإللكتروني مع‬
‫التقليدي في جملة من الخصائص‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك فإن االحتيال اإللكتروني يتميز عن االحتيال التقليدي؛‬
‫إال أن االحتيال اإللكتروني يتميز عن التقليدي بجملة من الخصائص‪.‬‬

‫‪ .2‬البيئة اإللكتروني لالحتيال اإللكتروني‪ :‬إن االحتيال‬


‫‪ . 1‬ال بد من الحاسوب أو ما يقوم مقامه من األجهزة‬
‫التقليدي يكون في عالم الواقع المادي‪ ،‬بينما االحتيال‬
‫اإللكترونية‪ :‬فاالحتيال اإللكتروني يكون باستخدام‬
‫اإللكتروني يكون في العالم االفتراضي البيئة اإللكترونية‬
‫الحاسوب أو الهواتف الذكية التي هي عبارة عن حاسوب‬
‫عالم الشبكة المعلوماتية‪ ،‬فهي جريمة قائمة على اختراق‬
‫مصغر‪ ،‬ويتم من خاللها االتصال بشبكة االنترنت؛‬
‫النظام المعلوماتي داخل شبكة المعلومات (‪ ،)1‬فاالحتيال‬
‫وبالتالي يستطيع المحتال من خالل الجهاز اإللكتروني‬
‫اإللكتروني يتم في بيئة الحاسوب واإلنترنت باستخدام‬
‫الوصول إلى معلومات األشخاص واالحتيال عليها؛ فال‬
‫النبضات اإللكترونية غير مرئية التي تنتقل بين األجهزة‬
‫يتصور وجود احتيال إلكتروني بدون األجهزةاإللكترونية‬
‫المعلوماتي‬ ‫النظام‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫المختلفة‬
‫المختلفة‬
‫القائم بين هذه األجهزة‬
‫‪.3‬استتار االحتيال اإللكتروني ونعومته‪ :‬يتميز االحتيال‬
‫اإللكتروني بالخفاء واالستنار‪ ،‬إذ إنه يتم في عالم‬
‫افتراضي‪ ،‬وعلى هذا يكون االحتيال اإللكتروني من‬
‫الجرائم الخفية الناعمة التي تتم دون مجهود عضلي شاق‪،‬‬
‫فال تحتاج للعنف أو استخدام القوة المفرطة‪ ،‬فيكفي فيها‬
‫مجهود عقلي وذهني مع وجود العالم االفتراضي‬
‫اإللكتروني‪ ،‬ومن يستطيع التعامل مع الحاسوب ومعطياته‬
‫الختراق أنظمته للحصول على المراد‪.‬‬

‫‪.5‬االحتيال اإللكتروني صعب الكشف واإلثبات‪ :‬إن‬ ‫‪ .4‬طبيعة االستهداف في االحتيال اإللكتروني‪ :‬إن الضرر‬
‫االحتيال اإللكتروني يستخدم فيه طرق فنية وتقنية معقدة‪،‬‬ ‫الناجم عن االحتيال اإللكتروني ال يلزم أن يكون ماديًا‬
‫وتستغرق وقتًا قصيرًا لتنفيذها‪ ،‬ويمكن التالعب بالدليل‬ ‫فقط‪ ،‬فقد يكون معنويًا‪ ،‬أو يشملهما معًا‪ ،‬فاالحتيال‬
‫الرقمي أو محوه؛ فيكون كشفه وإثباته عمًال صعبًا‪ ،‬وكذلك‬ ‫اإللكتروني يقع على المعلومات والبيانات الخاصة‪ ،‬التي‬
‫ال يكتشف االحتيال‬ ‫يتوصل من خاللها لألموال واألشخاص‪.‬‬
‫‪.7‬االحتيال اإللكتروني عابر للقارات‪ :‬لقد تمكنت الشبكة‬
‫العنكبوتية من إزالة الحدود والفواصل بين الدول‪ ،‬وبما أن‬
‫هذه الشبكة التي أزالت الحدود بين الدول وجعلت العالم‬ ‫‪.6‬سرعة التطور في وسائل االحتيال‪ :‬إن أساليب االحتيال‬
‫قرية صغيرة هي حلقة التواصل بين الناس‪ ،‬وعليها‬ ‫اإللكتروني تتطور مع مرور الوقت؛ نتيجة للتطور السريع‬
‫معلومات وبيانات الناس‪ ،‬كان االحتيال عليها عابرا لحدود‬ ‫الذي شهدته تكنولوجيا المعلومات؛ فكلما زادت التقنية‬
‫الدول والقارات‪ ،‬فيكون المحتال في دولة والمجني عليه‬ ‫والحداثة تطورت وسائل االحتيال‪ ،‬وأساليبه‪.‬‬
‫في دولة أخرى‪ ،‬بل يكون المحتال في قارة والمجنى عليه‬
‫في قارة أخرى‪.‬‬
‫السياسة الجنائية لمواجهة جريمة االحتيال‬

‫ثانيا‪ :‬الوسائل غير‬ ‫أوال‪ :‬الوسائل‬


‫التشريعية‬ ‫التشريعية‬

‫نظم المشرع البحريني جريمة االحتيال بشكل عام عن طريق قانون العقوبات‬
‫بموحب نص المادة ‪ 391‬و التي قمنا بتناولها أعاله وبّينا ماهيتها و أركانها‪ .‬فضال‬
‫عن ذلك فقد نظم المشرع البحريني من خالل قانون جرائم تقنية المعلومات سنة‬
‫‪ 2014‬جرائم االحتيال عبر وسائل تقنية المعلومات‪ ،‬وتحديدا من خالل نص المادة‬
‫تم إنشاء اإلدارة العامة لمكافحة الفساد و االمن‬ ‫(‪ )8‬منه‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬نجد أن قانون الخطابات و المعامالت االلكترونية‬
‫االقتصادي و االلكتروني و التابعة لوزارة الداخلية‪ ،‬و‬ ‫لسنة ‪ 2018‬نظم االحتيال االلكتروني‪ ،‬و تحديدا من خالل نص المادة (‪.)26‬‬
‫ذلك من أجل مكافحة الجرائم و الفساد‪ ،‬حيث خصصت‬ ‫بجانب تلك القوانين‪ ،‬فهنالك أيضا بعض األنظمة و القوانين التي تعمل على مكافحة‬
‫إدارة خاصة بالجرائم االلكترونية لنظر تلك الجرائم‬ ‫وقوع تلك الجرائم من خالل وضع االشتراطات ومكافحة الجرائم التي تؤدي إلى‬
‫‪.‬التي تقع من خالل الفضاء الاللكتروني‬ ‫االحتيال كقانون مصرف البحرين المركزي و قانون حماية المستهلك‪.‬‬
‫فضال عن ذلك تم إنشاء نيابة الجرائم الالكترونية‬ ‫وعلى الصعيد الدولي‪ ،‬فقد صدقت مملكة البحرين على االتفاقية العربية لمكافجة‬
‫‪.‬بموجب قرار النائب العام رقم ‪ 59‬لسنة ‪2022‬‬ ‫جرائم تقنية المعلومات وذلك بموجب القانون رقم ‪ 2‬لسنة ‪ ،2017‬و التي اشارت‬
‫إلى جريمة االحتيال في المادة ‪ 11‬منه‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك فقد صدقت مملكة البحرين على االتفاقية العربية لمكافحة الجرائم‬
‫عبر الوطنية و ذلك بموجب القانون رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 2017‬و التي اشارت إلى جريمة‬
‫االحتيال في المادة ‪ 9‬منه‪.‬‬
‫إحصائية مملكة البحرين‬
‫في جرائم االحتيال‬
‫االلكتروني‬

‫كشف العميد بسام محمد المعراج مدير عام اإلدارة العامة لمكافحة ‪-‬‬
‫الفساد واألمن االقتصادي واإللكتروني‪ ،‬بأنه قد بلغ إجمالي قضايا‬
‫االحتيال اإللكتروني خالل العام ‪ 2023‬وحتى اآلن نحو ‪ 2667‬قضية‪،‬‬
‫أحيل منها إلى النيابة العامة ‪ 1325‬قضية‪ .‬وصدرت أحكام متفرقة‬
‫بحسب نوع الجريمة‪ ،‬حيث تتدرج العقوبات بالحبس من ستة أشهر إلى‬
‫خمس سنوات‪ .‬علما أن العصابات المنظمة غالبا ما تكون خارج مملكة‬
‫‪.‬البحرين‪ ،‬وفي بعض األحيان يكون بعض األشخاص داخل البحرين‬
‫تطبيقات قضائية‬ ‫المطلب الثالث‬
‫نتائج القضية‪ :‬قضت المحكمة بنقض الحكم ‪ ،‬حيث يتضح من وقائع‬ ‫اسم القضية‪ ( :‬الطعن ‪ 342‬لسنة ‪)2012‬‬
‫القضية أن تسليم مجني عليها المال للطاعن كان قبل وقوع أي طرق‬ ‫مكان و تاريخ القضية‪ 6 :‬مايو ‪ -2013‬البحرين‬
‫احتيالية من الطاعن لالستيالء على المال‪ ،‬األمر الذي أرى صحة ماتجهت‬ ‫موضوع القضية‪ :‬جريمة احتيال‬
‫‪.‬إليه محكمة التمييز في نقض الحكم‬

‫المبادئ‪:‬‬ ‫وقائع القضية‪:‬‬


‫(‪ )1‬جريمة االحتيال ‪ .‬توافرها ‪ .‬شرطه ‪ .‬أن يكون ثمة إحتيال وقع‬ ‫اتهمت النيابة العامة الطاعن في قضية الجنحة رقم ‪ 7942‬لسنة ‪ 2008‬بأنه في يوم‬
‫من المتهم على المجنى عليه بقصد خداعه واالستيالء على ماله‬ ‫‪ 16/4/2008‬بدائرة أمن المنامة‪ ..‬توصل إلى االستيالء على المبلغ النقدي المبين‬
‫ووقوعه ضحية هذا االحتيال باالستعانة بالطرق االحتيالية أو‬ ‫قدرًا بالمحضر والمملوك ‪ ..............‬باالستعانة بطريقة احتيالية وذلك بتسليمها بطاقة‬
‫بإتخاذ أسم كاذب أو صفة غير صحيحة أو بالتصرف فى عقار أو‬ ‫سكانية اتضح الحقًا بأنها مزورة فاستطاع بتلك الوسيلة االستيالء على المبلغ على‬
‫منقول غير مملوك له وليس له حق التصرف فيه ‪ .‬م ‪ 391‬عقوبات‪.‬‬ ‫النحو المبين باألوراق وطلبت عقابه بالمادة ‪ 391/1‬من قانون العقوبات‪ .‬والمحكمة‬
‫(‪ )2‬األقوال واالدعاءات الكاذبة مهما بلغ قائلها فى توكيد صحتها ‪.‬‬ ‫الصغرى الجنائية دانته غيابيًا وحكمت بحبسه لمدة ستة أشهر‪ .‬عارض والمحكمة‬
‫عدم كفايته لتكوين الطرق االحتيالية ‪ .‬تحقق هذه الطرق فى جريمة‬ ‫حكمت باعتبار المعارضة كأن لم تكن‪ .‬استأنف باالستئناف رقم ‪1042/2011‬‬
‫النصب ‪ .‬وجوب أن يكون الكذب مصحوبًا بأعمال مادية أو مظاهر‬ ‫والمحكمة حكمت بتاريخ ‪ 21/6/2012‬حضوريًا برفض االستئناف‪.‬‬
‫خارجية تحمل المجنى عليه على االعتقاد بصحته‪.‬‬ ‫وبتاريخ ‪ 22/7/2012‬قرر وكيل المحكوم عليه بالطعن في الحكم بطريق التمييز‬
‫(‪ )3‬قضاء الحكم المطعون فيه بتأييد الحكم االبتدائى بإدانة الطاعن‬ ‫وأودع بذات التاريخ مذكرة بأسباب الطعن‪ .‬كما أودع المكتب الفني للمحكمة مذكرة‬
‫دون بيان الطرق االحتيالية التى استعملها والصـلة بينها وبين‬ ‫برأيه بالطعن‪.‬‬
‫قصور‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫للمـال‬ ‫عليه‬ ‫المجنى‬ ‫تسـليم‬
‫نتائج القضية‪ :‬قضت المحكمة بنقض الحكم ‪ ،‬حيث أن الطاعن لم يقم‬ ‫اسم القضية‪ ( :‬الطعن ‪ 185‬لسنة ‪)2007‬‬
‫بتسجيل التصرف بالبيع األول‪ ،‬األمر الذي يفيد بأنه مازال مالكا للعقار و‬ ‫مكان و تاريخ القضية‪ 21 :‬ابريل ‪ -2008‬البحرين‬
‫يحق له التصرف فيه‪ ،‬ويكون تصرفه وارد على مال يملك سلطة التصرف‬ ‫موضوع القضية‪ :‬جريمة احتيال‪ -‬تصرف في عقار مملوك للغير‬
‫‪.‬فيه‪ ،‬األمر الذي أرى معه صحة ما اتجهت إليه محكمة التمييز‬

‫المبادئ‪:‬‬
‫(‪ )1‬جريمة النصب بطريق االحتيال القائم على التصرف في‬
‫عقار‪ .‬مناط تحققها‪ .‬عدم ملكية المتصرف للعقار وأال يكون له‬
‫حق التصرف فيه‪.‬‬ ‫الوقائع‬
‫(‪ )2‬التصرفات الواردة على حق من الحقوق العينية‪ .‬وجوب‬ ‫أسند اإلدعاء العام للطاعن في قضية الجنحة رقم ‪ 07/2003/1309/1‬بأنه في يوم‬
‫قيدها في السجل العقاري وال يترتب عليها سوى التزامات‬ ‫‪ 14/11/2000‬بمملكة البحرين تصرف في عقار مملوك لبنك البحرين اإلسالمي‬
‫شخصية بين ذوي الشأن بدون هذا القيد‪ .‬المادتان ‪ 17 ،14‬ق‬ ‫بإتخاذ صفة غير صحيحة بأن باعه لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ وهو يعلم أنه ليس له حق‬
‫التسجيل العقاري رقم ‪ 15‬لسنة ‪ .1979‬مفاد ذلك‪ .‬أن نقل‬ ‫التصرف فيه وطلب عقابه بالمادة ‪ 391/1‬من قانون العقوبات‪ .‬ومحكمة أول درجة‬
‫التصرف في حق عيني عقاري يتوقف على تسجيله‪.‬‬ ‫دانته وعاقبته بالحبس لمدة ثالثة أشهر‪ .‬استأنف المحكوم عليه باإلستئناف رقم‬
‫(‪ )3‬اعتبار البيع الثاني مكونًا لجريمة نصب‪ .‬شرطه‪ .‬ثبوت‬ ‫‪ 11/2007/532/9‬والمحكمة الكبرى الجنائية بصفة استئنافية حكمت حضوريًا‬
‫التسجيل المانع من التصرف فيه مرة أخرى‪ .‬علة ذلك‪ .‬ثبوت أن‬ ‫بتاريخ ‪ 22/10/2007‬برفض اإلستئناف‪ .‬وأمرت بوقف تنفيذ العقوبة لمدة ثالث‬
‫البيع الحاصل من الطاعن لم يتم تسجيله‪ .‬أثر ذلك‪ .‬بقاء العقار‬ ‫سنوات‪ .‬وبتاريخ ‪ 20/11/2007‬قرر وكيل المحكوم عليه بالطعن في الحكم بطريق‬
‫المبيع على ملكية موكلة الطاعن ويكون تصرفه بالبيع مرة‬ ‫التمييز وأودع بذات التاريخ مذكرة بأسباب الطعن‪ .‬كما أودع المكتب الفني مذكرة‬
‫أخرى نيابة عنها تصرفًا ورادًا على مال يملك سلطة التصرف‬ ‫برأيه في الطعن‪.‬‬
‫فيه‪ .‬مخالفة الحكم المطعون فيه هذا النظر‪ .‬خطأ في تطبيق القانو‬
‫الوقائع‬
‫اتهمت النيابة العامة الطاعن في قضية الجناية رقم ‪ -------‬لسنة ‪ --------‬ألنه في تاريخ ‪ ------------‬بدائرة أمن محافظة العاصمة‪ ،‬أواًل ‪ :‬اشترك‬
‫بطريق المساعدة مع موظف عام حسن النية في إدخال بيانات وسيلة تقنية المعلومات تخص احدى الجهات الحكومية على نحو من شأنه إظهار بيانات غير‬
‫صحيحة على أنها صحيحة‪ ،‬بنية استعمالها كبيانات صحيحة‪ ،‬وذلك بأن استعمل المفتاح االلكتروني الخاص به لسداد المبلغ المستحق عليه في ملفات التنفيذ عبر‬
‫موقع الحكومة االلكترونية حيث قام بإدخال بيانات بطاقتي الدفع االلكترونيتين المبينتين بالتحقيقات في النظام االلكتروني الخاص بهيئة المعلومات والحكومة‬
‫االلكترونية قاصًد ا من ذلك التالعب في الرابط االلكتروني الخاص بالسداد حال كون بطاقتي الدفع غير صحيحة ولم يصرح باستخدامها في السداد‪ ،‬وهو ما ترتب‬
‫على قيام الموظف حسن النية بالتدخل وقبول العملية اعتقاًد ا منه بصحتها وعلى نحو من شأنه إظهار نجاح العملية‪ ،‬وذلك على النحو المبين باألوراق‪.‬‬
‫ثانًيا‪ :‬اشترك بطريقي االتفاق والمساعدة مع آخر مجهول باستعمال التوقيع االلكتروني الخاص بالغير وهو الرقم السري الخاص بالبطاقتين البنكيتين الصادرتين‬
‫من(‪ )--------‬وكان ذلك لغرض غير مشروع واحتيالي وهو االستيالء على المبالغ النقدية‪ ،‬بأن تالقت إرادتهما على اجراء تلك العمليات وقد قام بمساعدته‬
‫من خالل تسليمه المفتاح اإللكتروني الخاص به وذلك لدفع المستحق عليه في ملفات التنفيذ عبر موقع الحكومة االلكترونية‪ ،‬وقد تمت تلك الجريمة بناء على ذلك‬
‫االتفاق وتلك المساعدة‪ ،‬على النحو المبين باألوراق‪.‬‬
‫ثالًث ا‪ :‬توصل دون مسوغ قانوني إلى االستيالء على مال مملوك للغير وكان ذلك باالستعانة بطريقة احتيالية وذلك من خالل إدخال بيانات وسيلة تقنية المعلومات‬
‫الرقم السري الخاص بالبطاقتين البنكيتين سالفتي الذكر موضوع االتهام ثانًيا وتمكن بتلك الوسيلة من االستيالء على المبالغ المبينة القدر بالمحضر‪ ،‬وذلك على‬
‫النحو المبين باألوراق‪.‬‬
‫وطلبت معاقبته بالمواد ‪ 44/3،2‬و‪ 45‬و‪ 64‬مكرر من قانون العقوبات‪ ،‬وبالمادتين ‪ 1/5،3،1‬و‪ 7/1‬و ‪ 8/1‬بند (أ) من قانون رقم (‪ )60‬لسنة ‪ 2014‬بشأن جرائم‬
‫تقنية المعلومات‪ ،‬وبالمواد ‪ /1‬بندي (‪ ،)19،4‬و‪ 2‬بند (أ) و‪ 6/1‬و ‪ /26‬بند (أ) الفقرتين (‪ )3،1‬من مرسوم بقانون رقم (‪ )54‬لسنة ‪ 2018‬بإصدار قانون الخطابات‬
‫والمعامالت اإللكترونية‪ .‬والمحكمة الكبرى الجنائية قضت حضورًيا بمعاقبته بالسجن لمدة خمس سنوات وتغريمه خمسة آالف دينار عما نسب إليه من اتهام‬
‫لالرتباط‪ ،‬وأمرت بإبعاده نهائًيا عن البالد عقب تنفيذه العقوبة‪ .‬استأنف باالستئناف رقم ‪ ------‬لسنة ‪ -------‬ومحكمة االستئناف العليا حكمت حضورًيا في‬
‫جلسة ‪ ----------‬بقبول االستئناف شكاًل وفي الموضوع برفضه وتأييد الحكم المستأنف‪.‬‬
‫بتاريخ ‪ ------------‬قررت وكيلة المحكوم عليه الطعن في هذا الحكم بطريق التمييز‪ ،‬وبذات التاريخ اودعت مذكرة بأسباب الطعن موقعة منها‪ .‬كما اودع‬
‫المكتب الفني بالمحكمة مذكرة برأيه في الطعن‪.‬‬
‫نتائج القضية‪ :‬قضت المحكمة برفض الطعن موضوع‪ ،‬حيث يتضح أن‬
‫الطاعن قام بإدخال وسيلة تقنية معلومات و استعمال بطاقة دفع غير‬ ‫اسم القضية‪ ( :‬الطعن ‪ 60‬لسنة ‪)2023‬‬
‫صحيحة قاصدا التالعب بالبرابط االلكتروني لعملية دفع في ملف تنفيذ من‬ ‫مكان و تاريخ القضية‪ 7 :‬أغسطس ‪ -2023‬البحرين‬
‫خالل موقع الحكومة االلكترونية‪ ،‬األمر الذي أرى معه صحة األحكام‬ ‫موضوع القضية‪ :‬جريمة احتيال الكتروني‬
‫‪.‬الصادرة بإدانة الطاعن وماتجهت إليه محكمة التمييزمن رفض الطعن‬

‫المبادئ‪:‬‬
‫ادخال بيانات وسيلة تقنية المعلومات ‪ .‬استعمال توقيع الكترونى‪.‬‬
‫جريمة "أركانها"‪ .‬قصد جنائي‪ .‬حكم "تسبيبه‪ .‬تسبيب غير معيب"‪ .‬إثبات‬
‫"بوجه عام"‪.‬‬
‫الخاتمة‬

‫التوصيات‬ ‫النتائج‬

‫نوصي المشرع البحريني بتعديل النص الثامن‬ ‫نظم المشرع البحريني جريمة االحتيال‬
‫من قانون جرائم تقنية المعلومات ‪ ،2014‬و ذلك‬ ‫االلكترونية باعتبارها كأحد الجرائم المستحدثة و‬
‫بإضافة عقوبة الغرامة و تحديد حد أدنى لعقوبة‬ ‫ذلك من خالل القانون رقم ‪ 60‬لسنة ‪ 2014‬بشأن‬
‫الحبس‪ ،‬و ذلك حتى ال تتعسف المحكمة في‬ ‫جرائم تقنية المعلومات‪ ،‬حيث فرض عقوبات‬
‫استعمال سلطتها التقديرية في تقدير العقوبة‪.‬‬ ‫على مرتكبي تلك الجرائم‬
‫‪..‬شكرا لحسن استماعكم‬

You might also like