‫النووي اإلنشطار‬

‫االنشطار النووي ‪ Nuclear fission‬هي‬

‫عملية انشطار نواة ذرة ما إلى قسمين أو‬
‫أكثر ويتحول بهذه العملية مادة معينة إلى‬
‫مادة اخرى وينتج عن عملية األنشطار‬
‫هذه نيوترونات و فوتونات حرة( باالخص‬
‫اشعة جاما) ودقائق نووية مثل دقائق ألفا‬
‫‪alpha particles‬‬
‫ودقائق بيتا ‪.beta particles‬‬
‫يؤدي انشطار العناصر الثقيلة إلى تكوين‬
‫كميات ضخمة من الطاقة المتحركة‪.‬‬
 ‫اإلنشطار كيف يحدث‬ ‫‪‬‬
‫مع اكتشاف النيوترون لوحظ إنه عند قذف نواة اليورانيوم ‪ 235‬بالنيوترونات فإن نواة اليورانيوم‬
‫تنشطر إلى نواتين بحيث تكون النواة األولى هي نواة نظير الكريبتون‪ 92‬والنواة الثانية هي نواة نظير‬
‫الباريوم‪. 141‬‬
‫ينتج عن هذا االنشطار انبعاث بعض النيوترونات األخرى التي يمكنها أن تحدث في كتلة من اليورانيوم‬
‫انشطارًا جديدًا وذلك يسمى ‪) .‬التفاعل المتسلسل (‬
‫وتكون الطاقة المنطلقة عن االنشطار النووي حسب معادلة اينشتاين ‪:‬‬
‫الطاقة = كتلة اليورانيوم ‪ x‬مربع سرعة الضوء‬
‫وبذلك نجد أن الطاقة الناتجة عن انشطار أنوية كيلوجرام واحد من اليورانيوم تعادل الطاقة الناتجة عن‬
‫احتراق ثالثة آالف طن من الفحم‬
 ‫التفاعل المتسلسل ‪Chain‬‬ ‫‪‬‬

‫‪:‬‬ ‫‪Reaction‬‬
‫لعلك الحظت أن انشطار نواة اليورانيوم ـ ‪ 235‬ينتج‬
‫مجموعة من النيوترونات ( اثنين أو ثالثة ) ‪ ,‬وأن ما‬
‫سبب انشطار النواة هو نيوترونات بطيئة ‪ .‬وبذلك‬
‫يمكن وتحت شروط معينة أن تتسبب النيوترونات‬
‫الناتجة من التفاعل في مزيد من اإلنشطارات المتتالية‬
‫والتي تنتج قدرًا هائًال من الطاقة ‪ .‬وهذا ما يعرف‬
‫بالتفاعل المتسلسل ‪.‬‬
‫وفي األسلحة النووية يتم إحداث تفاعل متسلسل غير‬
‫متحكم فيه ‪ ,‬مما ينتج طاقة هائلة ومدمرة وتؤدي إلى‬
‫حدوث أضرار عديدة ‪ ,‬أما إذا تم التحكم في عدد‬
‫النيوترونات المشاركة في التفاعل فإنه يكون‬
‫باإلمكان التحكم في الطاقة الناتجة والسيطرة عليها‬
‫واستغاللها في العديد من األغراض ‪ ,‬وهذا ما يحدث‬
‫فعًال في المفاعل النووي ‪.‬‬

‫‪https://www.youtube.com/watch?v=D91T-B-‬‬
‫‪PVE0‬‬
‫ومن المشاكل التي تعترض التفاعل المتسلسل ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . 1‬إذا كانت كتلة العنصر المستخدم في التفاعل أقل من كتلة معينة تسمى " الكتلة‬
‫الحرجة" فإن كثير من النيوترونات ستفلت دون التفاعل مع أنوية جديدة ‪.‬‬

‫‪ . 2‬النيوترونات الناتجة عن اإلنشطار هي نيوترونات متوسطة السرعة ‪ ,‬ولذا يلزم‬

‫تقليل سرعتها حتى تستطيع القيام بعمليات انشطار جديدة ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .3‬يحتوي اليورانيوم الطبيعي على ‪ % 99.3‬من ( والذي يمتص النيوترونات‬
‫المتوسطة السرعة دون حدوث انشطار ) وعلى ‪ %0.7‬من الالزم لعملية اإلنشطار‬
‫وللحصول على تفاعل متسلسل في انفجار نووي يلزم زيادة تركيز إلى ‪ %50‬في حين‬
‫يلزم تركيزه إلى ‪ % 3.6‬في المفاعالت النووية ‪.‬‬
 ‫تفاصيل عملية األنشطار النووي‬ ‫‪‬‬
‫تقوم النيوترونات الحرة الناتجة من كل عملية انشطار إلى تحفيز انشطارات اخرى التي‬
‫تؤدي إلى تكوين نيوترونات حرة اخرى وتستمر هذه السلسلة من المؤدية إلى إنتاج كميات‬
‫هائلة من الطاقة‪.‬‬
‫يطلق على نظائر العناصر التي لها القدرة على تحمل هذه السلسلة الطويلة من األنشطارات‬
‫النووية اسم الوقود النووي‪ .‬من أكثر أنواع الوقود النووي استعماال هو اليورانيوم ذو كتلة‬
‫ذرية رقم ‪ 235‬و بلوتونيوم ذو كتلة ذرية رقم ‪ ،239‬هذين العنصرين ينشطران بصورة‬
‫بطيئة جدا تحت الظروف الطبيعية التي تسمى باالنشطار التلقائي ‪spontaneous fission‬‬
‫وتاخذ هذة العملية التلقائية مايقارب ‪ 550‬مليون سنة على أقل تقدير ولكن عملية االنشطار‬
‫هذه يتم تحفيزها واإلسراع بها في المفاعالت النووية‪.‬‬
‫تنتج عادة عن سلسلة من األنشطارات في المواد المذكورة اعاله طاقة حركية هائلة ‪ .‬يرجع‬
‫السبب الرئيسي في تفضيل اليورانيوم الجراء عملية األنشطار النووي لغرض تصنيع‬
‫األسلحة النووية إلى كون النظير ‪ 235‬لليورانيوم خفيف الكتلة ويمكن تحفيز انشطاره‬
‫بسهولة بواسطة تسليط حزمة من النيوترون عليه وبعد األنشطار يتولد ‪ 2.5‬نيوترون وهذه‬
‫الكمية من النيوترون كافية الستمرار عمليات انشطار متسلسلة و متعاقبة‪.‬‬
‫‪‬‬
 ‫تخصيب اليورانيوم‪:‬‬

‫‪ ‬هدف التخصيب هو زيادة نسبة اليورانيوم ‪ 235‬االنشطاري في‬

‫اليورانيوم‪ ,‬ولكي يكون اليورانيوم قابل للتفاعل في المفاعل‬
‫النووي البد من تخصيبه ليحتوي على ‪ %3-2‬من‬
‫اليورانيوم‪235‬‬
‫‪ ‬ومن أساليب التخصيب الشائعة اإلستعانة بجهاز الطرد المركزي‬
‫الغازي‬
‫‪ ‬وأيضا التخصيب بالترشيح‬
 ‫المفاعل النووي‪:‬‬
‫‪ ‬يستخدم اليورانيوم المخصب في شكل كريات من الوقود حجم كل واحدة حجم‬
‫العملة وطولها نحو بوصة ويتم تشكيل تلك الكريات على هيئة قضبان طويلة‬
‫تعرف باسم الحزم ويتم االحتفاظ بها داخل حجرة مضغوطة شديدة العزل‬
‫‪ ‬أجزائه ‪:‬‬
‫‪ -1‬قلب المفاعل‬
‫‪ -2‬مضخة تبريد‬
‫‪ -3‬قضبان وقود‬
‫‪ -4‬مولد بخار‬
‫‪ -5‬ضخ البخار للتربين الذي يولد الكهرباء‬
‫‪ -6‬مبنى اإلحتواء‬
 ‫تركيب المفاعل النووي‬
‫*يتكون المفاعل النووي من األجزاء التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬مركز المفاعل وهو الجزء الذي يتم فيه سلسلة االنشطار النووي‪.‬‬
‫‪ -2‬السائل المتحكم في حرارة المركز ويستعمل الماء عادة للتحكم في سرعة النيترونات وبالتالي معدل االنشطار النووي كما أنه ناقل للحرارة الناتجة من التفاعل‬
‫النووي ويتحول جزء منه إلى بخار عال الضغط ‪.‬‬
‫‪ -3‬حاويات تحيط بمركز المفاعل الماء ‪ ،‬مصنوعة من الحديد الصلب ذات جدران سميكة (نحو ‪ 25‬سم) ‪ ،‬لالحتفاظ بضغط البخار عاليا ‪ ،‬ولمنع تسرب األشعاعات‬
‫الناتجة من األنشطار النووي إلى الخارج والوقاية منها‪ .‬يخرج بخار الماء بضغط يبلغ ‪ 400‬ضغط جوي وتكون درجة حرارته نحو ‪ 450‬درجة مئويةبواسطة أنابيب‬
‫متينة من حاوية المفاعل ‪.‬‬
‫‪ -4‬محوالت حرارية يأتي البخار عالي الضغط من المفاعل إلى المحوالت لفصل دائرتي الماء ‪ ،‬الدائرة األولية التي تلف في المفاعل وهذه تكون عالية اإلشعاع‪.‬‬
‫لذلك ُت فصل عن الدائرة الثانوية للماء الساخن المضغوط ‪ ،‬ويتحول هذا الماء في الدائرة الثانوية عند مغادرته للمحول الحراري إلى بخار ماء عالي الضغط‬
‫والحرارة ويوجه إلى توربين لتوليد الكهرباء ‪.‬‬
‫‪ -5‬مولد كهربائي عمالق يديره التوربين وبالتالي يتم توليد التيار الكهربائي ‪.‬‬
‫وبذلك تتحول الطاقة النووية إلى طاقة حرارية ثم إلى طاقة حركة للتوربين والمولد الكهربائي إلى طاقة كهربائية لتشغيل المصانع وإنارة المنازل‬
 ‫التحكم في االنشطار النووي‪:‬‬
‫يستخدم يورانيوم‪ 235‬المخصب في صناعة وقود المفاعل النووي إلنتاج الطاقة‪ .‬والمعتمد‬ ‫‪‬‬
‫على مبدأ االنشطار النووي‪ ،‬فبانشطار نواة الذرة تنطلق طاقة حرارية هائلة‪.‬‬
‫وبالنسبة لذرات اليورانيوم فبإطالق النيوترونات عليها يحدث االنشطار النووي لذراتها‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وبانشطار بعض الذرات تطلق بدورها النيوترونات‪ ،‬واصطدام هذه النيوترونات مع ذرات‬
‫أخرى يسبب انشطارها فيتم تحرير المزيد من النيوترونات‪ ،‬وهكذا يستمر رد الفعل المتسلسل‬
‫مسببا لتوليد كمية هائلة من الطاقة الحرارية‪.‬‬
‫ويتم التحكم بمعدل االنشطار النووي في المفاعل باستخدام قضبان تحكم من مادة الكادميوم‬ ‫‪‬‬
‫التي تقوم بامتصاص بعض النيوترونات المتحررة؛ فهي تسمح بتنظيم االنشطار النووي‬
‫والتحكم اآلمن به‪ .‬كما يتم استخدام نظام تبريد مائي للتخلص من الحرارة المفرطة التي تنتج‬
‫في أثناء العملية‪ ،‬ويستخدم البخار الذي يتم توليده لتدوير التوربينات التي تولد الطاقة‬
‫الكهربائية‪ .‬وبذلك فإلنتاج ‪ 133‬ميجا وات يحتاج المفاعل إلى ‪ 25‬طنا من اليورانيوم المخصب‬
‫تنتج من ‪ 210‬أطنان يورانيوم طبيعي‪.‬‬
 ‫‪ ‬تاريخ القنبلة الذرية‬

‫عام ‪ 1945‬هو بداية إنتاج أسلحة الدمار الشامل في الواليات‬

‫المتحدة بواسطة علماء كبار مثل روبرت اوبنهايمر وانريكو‬
‫فيرمي وارثر كومتون وليو سزيالرد بتوجيهات روزفلت في‬
‫سنة ‪ 1939‬ضمن مشروع سري أطلقوا عليه اسم مشروع‬
‫مانهاتن‪ .‬بعد بداية الحرب وأعلن فيرمي نجاح التجربة وألقيت‬
‫في أغسطس عام ‪ 1945‬علي هيروشيما باليابان وكانت من‬
‫اليورانيوم ‪ 235‬وقتلت ‪ 80‬ألف ‪ -‬و الثانية علي ناجازاكي‬
‫وكانت من البلوتنيوم‬
‫أنواع لبعض القنابل المدمرة‬
‫قنبلة هيروشيما‬

‫تزن أكثر من ‪ 4.5‬طن‬ ‫‪‬‬

‫سميت بـالولد الصغير‬ ‫‪‬‬

‫عدد الوفيات ‪ 120,000‬حاله‬ ‫‪‬‬

‫الوقود المستخدم ‪U235‬‬ ‫‪‬‬

‫قنبلة نجازاكي‬

‫‪ ‬تزن اكثر من ‪ 3‬طن‬

‫‪ ‬سميت ‪FAT MAN‬‬
‫‪ ‬العنصر المستخدم البلتونيوم‬
‫القنبلة الهيدروجينية‬

‫القنابل الهيدروجينية عبارة عن أحد أنواع‬ ‫‪‬‬

‫األسلحة النووية وبالتحديد يعتبر من نوع‬
‫األندماجيةاألسلحة النووية ويعرف أيضا باسم‬
‫‪ H-bomb‬أو القنبلة النووية الحرارية‪ .‬تصنع‬
‫هذه القنابل بواسطة تحفيز عملية األندماج‬
‫النووي بين نظائر عناصر كيميائية لعنصر‬
‫الهيدروجين وباألخص النظيرين التريتيوم‬
‫(‪ )Tritium‬والديتيريوم (‪Deuterium‬ينتج عن‬
‫انفجار القنبلة الهيدروجينية حرارة شديدة‬
‫واهتزاز هائل ورياح عاتية شديدة السرعة‬
‫وانبعاث هائل لألشعة السيما جاما أشعة‪.‬‬
 ‫التأثيرات الناجمة من انفجار القنبلة النووية‬

‫يقصد بها األضرار الناجمة من التأثيرات الحرارية للقنبلة النووية والتأثيرات اإلشعاعية للقنبلة‬ ‫‪‬‬
‫النووية‪.‬‬
‫تبلغ قوة االنفجار ما يقارب ‪ %40‬إلى ‪ %60‬من الطاقة اإلجمالية للقنبلة النووية‬
‫حيث تؤدي الحرارة والضغط الشديدين الناجمة من االنفجار إلى حركة سريعة للغازات‬
‫الموجودة‬
‫في الجو نحو خارج منطقة االنفجار مسلطا ضغطا هائال على المناطق المجاورة‬
‫على شكل موجات متعاقبة دائرية الشكل وتكون سرعة هذه الموجات مئات الكيلومترات في‬
‫الساعة‬
‫وبهذا يمكن القول أن هناك نوعين من الضغط يتولدان في لحظة االنفجار وهما‪:‬‬
‫* ضغط مرتفع ساكن نتيجة لالرتفاع المفاجئ والهائل من هول انفجار القنبلة‪.‬‬
‫* ضغط مرتفع متحرك نتيجة لالهتزاز وحركة الغازات في الجو بشكل دائري نحو خارج نقطة‬
‫االنفجار ‪.‬‬
‫ناهيك عن تأثير هذين النوعين من الضغط العالي عن المباني‬
‫فان لها تأثيرا على جسم اإلنسان أيضا حيث يسلط ضغط شديد على جميع أنسجة جسم اإلنسان‬
‫مؤثرة على مناطق االتصال بين نسيجين مختلفين مثل اتصال العضالت مع العظام‬
‫فيحدث تمزقات شديدة وكذلك تتعرض األعضاء التي تحتوي على غازات‬
‫كالرئة واألمعاء واألذن الوسطى إلى ضغط شديد يؤدي إلى انفجار هذه األعضاء ‪.‬‬
 ‫كلمة أخيرة‪:‬‬

‫ربما تستطيع الدول التي تمتلك األسلحة النووية اليوم أن تبدأ خطوة‬
‫بخطوة في االستغناء عن هذه األسلحة كقدوة للبالد األخرى‪ ،‬وبذلك‬
‫يصبح منع انتشار األسلحة النووية ساريا على الجميع وتختفي أسلحة‬
‫الدمار الشامل من عالمنا‪ ..‬لكن هل يمكن أن يتحقق هذا الحلم على‬
‫أرض واقعنا الحالي!‪.‬‬