Professional Documents
Culture Documents
1. الوحدة الأولى - مدخل إلى الثقافة الإسلاميَّة
1. الوحدة الأولى - مدخل إلى الثقافة الإسلاميَّة
مف5ردة الثقاف5ة لغً5ة :مش5تَّقة من الج5ذر الثالثيَ( :ثِق َف ) ال5تي اس5تعملها الع5رُب في مع5اٍن متعِّ5ددة منه5ا:
(َو َج َد ،وأْد َر َك ،وَظَف َر ) وهي َم ع55اٍن ت55دور ح55ول الَح َذ ق والِف ْطن55ة وال55ذكاء وس55رعة التعُّلم والفهم وتق55ويم
المعَّ5وج وتس5ويته .ق5ال الخليُل الفراهيدُّي (ت 170ه)" :والَّثْق ُف مص5دُر الَّثقاف5ة ،وفعل5ه َثِق َف إذا ل5زم،
وَثِق ْفُت الش55 5 5يَء وه55555و س55 5 5رعة تعّلمه .وقلب َثْق ٌف أي س55 5 5ريع التعلم والتفهم[ .كت55555اب العين ،ج،5
ص.]139
وُيعَّب ر عنه55555ا في الفك55555ر األوربَّي المعاص55555ر بلف55555ظ ( )Cultureالمش55555تَّقة من األص55555ل الَّال تيني
( ،)CULTURAوال5تي تع5ني ِفالح5ة األرض واس5تنباتها ،قب5ل أْن ُتس5تخدم في الق5رَنْي ن األخ5يَر ْي ن بمع5اني
مجازَّية ،وليتطَّو ر مضمونها الداللي من (فالحة األرض وتحصيلها) إلى (فالحة الفكر وتحصيله).
الثقافُة اصطالحًا
لق5د ُع ِّر فت الثقافُ5ة بتعريف5اٍت متعِّ5ددة ومتنِّو ع5ة ،وهي متفاوتٌ5ة من ناحية تع5يين ُم حِّ5دداتها واحت5واء جميع
مكِّو ناتها ،لعَّل من أهِّم ها:
هي المعرف55ة المَّتص55لة ب55العلوم اإلنس55انَّية ،ال55تي ت55رقى باإلنس55ان ،وتوِّس ع دائ55رة معارف55ه ،وتِّم يزه
بالنظرة الشاملة.
هي مجم5وع العقائ5د والقيم والقواع5د ،ال5تي َيقبله5ا ويمتَّثل له5ا أف5راد المجتم5ع؛ أو هي مظاهر الحياة
الروحَّية واألخالقَّية في المجتمع.
هي ذل5ك الكُّ5ل الم5رَّك ب ال5ذي يت5أَّلف من كِّ5ل م5ا نفّك ر فيه ،أو نق5وم بعمل5ه أو نمتلك5ه ،كأعض5اء في
مجتمع.
ُ تش5ير إلى جميع الس5مات الروحَّية والمادَّية والعاطفَّية ،ال5تي ُتمّيز مجتمعً5ا بعين5ه ،أو فئً5ة اجتماعَّيًة
بعينه5ا .وهي تش5مل :الفن5ون واآلداب وطرائ5ق الحياة ..كم5ا تش5مل الحق5وق األساسَّ5ية لإلنس5ان،
والقيم والمعتقدات والتقاليد.
الِّدين
والُم عتقدات يتلَّخ ص من تعريف55 5ات الثقاف55 5ة؛ أَّن
القيم
الُّلغة
هن5555اك مكَّو ن5555ات وعناص5555ر رئيس5555ة
للثقاف5ة يجُب توافره5ا كُّله5ا أو بعضً5ا
والعادات
والتقاليد
مكِّو نات الثقافة منه 55ا النبث 55اق ثقاف 55ة معَّين 55ة .وهي
تتف 55 5 5اوت من ثقافٍ5 5 5 5ة إلى أخ 55 5 5رى،
الرئيسة
األَّو ل َ :ينظر للحض5ارة والثقاف5ة على أَّنهم5ا ش5يٌء واح5د ،وأّن العالق5ة بينهم5ا عالق5ة تط5ابق وتالزم؛
ألَّن المظاهر الحضارَّية المادَّية والمعنوَّية تتضافر جميعًا في إنشاء النظم االجتماعَّية.
الث55انيَ :ينظر للحض55ارة نظرًة عاَّم ًة ش55املة لك ِّ5ل م55ا أنتج55ه عق55ل اإلنس55ان ويده من أم55ور مادَّي ة
ومعنوَّية ،فالِع القة هنا عالقة جزء (الثقافة) بكِّل (الحضارة).
الث5الث :أَّن الثقافَ5ة خاَّص ـٌة بالجـوانب العقلَّي ة والفكـرَّية ،والحضـارة مقصـورٌة على الج5انب الم5اِّدي
في الصناعات واالبتكارات والمخترعات.
:ويمكن أْن نستنَج من مقارنة مفهوَم ْي الحضارة والثقافة
يَّتس5ع م5دلول العلم ليضّ5م المع5ارف العلمَّي ة نظرَّي ة وتجريبَّي ة .وق5د َيض5يُق فيقتصُ5ر على الِع لم التجريبي
وبناء على هذا ،يمكن أْن نقارن بين الِع ْلم والثقافة على النحو اآلتي:
َ تعتمد الثقافُة على التنُّوع والشمول ،في حين يَّتجه العلُم إلى التخُّص ص.
الثقافة ليست نمطًا .واحدًا فتختلف من شعب إلى آخر ،أما الِع ْلم فيتَّم يز بالموضوعية فتَّتحد
نتائجه رغم ثقافة العاملين في مجاله
الِع لم عاٌّم ال يعرف الحدود أو القيود ،بينما الثقافة تختُّص بأَّم ٍة معَّينٍة تمُّيزها عن غيرها.
الِع القُة بين الثقافة والِّدين
الِّدين لغةُ ،يطلق على معان كثيرة منها :الجزاء والحساب ،والطاعة والعبودَّية للخالق ،والمَّلة.
واص55طالحًا :ه55و وض55ع إلهٌّي س55ائق ل55ذوي العق55ول الس55ليمة باختيارهم إلى الص55الح في الح55ال،
والفالح في المآل.
وتش5ير الد ارس5ات اإلحص5ائَّية أَّن مص5طلح الِّ5دين ه5و من أك5ثر الكلم5ات ت5داوًال في العص5ر ال5راهن على
ص55عيد البحث والنق55اش والج55دال ،فه55و ج55وهر الحض55ارات اإلنس55انية ع55بر العص55ور ،وفط55رة فط55ر اهلل
الن5اس عليه5ا من5ذ فج5ر الت5اريخ .ومن خالل ه5ذه األهمَّية البالغ5ة ُتبرز الِع القُ5ة بين الثقاف5ة والِّ5دين وال5تي
ش5غلت الفك5ر اإلنس5اني المعاص5ر ،وال5تي ق5د تختل5ف من ثقافٍ5ة إلى أخ5رى ،إذ نج5د ارتباط5ا قويًا في بعض
الثقافات بدين ما ،وقد تضعف في ثقافات أخرى.
الِع القُة بين الثقافة والِّدين
ولق5د ق5دم المفِّك ر والناق5د اإلنجل5يزي توم5اس إليوت ( )Thomas S. Eliot 1888-1965الحاص5ل
على ج55ائزة نوب55ل س55نة 1948م .توص55يفًا دقيقً55ا رس55م من خالل55ه الِع الق55ة بين الثقاف55ة والّ55د ين وحَّ55دد
أواصرها في أربع قواعد:
القاعدة األولى :إَّن كَّل ثقافٍة ظهرت ،كانت إلى جانب دين:
وه55ذا يع55ني تالزم ظه55ور الثقاف55ة إلى ج55انب الِّ55دين ،أو أّن ه ال يمكن تُّص ور أَّن الثقاف55ة يمكن حفظه55ا
وبسطها وتنميتها بغير دين ،وبالعكس.
الفك5ر اإلس5المي ه5و المنهج ال5ذي يفِّك ر ب5ه المس5لمون ،أو ال5ذي ينبغي أْن يفِّك روا ب5ه ،وم5ا ينتج
عن ه55ذا المنهج منبثق55ا من نظرة اإلس55الم العاَّم ة إلى الوج55ود ومتوافق55ا م55ع قيم اإلس55الم ومع55اييره
ومقاصده.
أو كّل نتاج عْق ل علماء المسلمين وباحثيهم الموافق لمنهج اإلسالم.
وه5و ُيِّم ث5ل ُج زءًا من الثقاف5ة ال5تي تعُّ5د أوس5ع م5دلوًال من5ه؛ إذ أَّنه5ا تتضَّ5م ن إلى ج5انب الفك5ر ،القيم والنظم
واألعراف والتقاليد ومختلف أوجه الحياة وأنماطها.
تعريف الثقافة اإلسالمَّية
هي المعرف5ة المس5تمَّدة من مص5ادر اإلس5الم وم5ا أنتج5ه المس5لمون من ت 5ارٍث ،وم5ا اس5تفادوا من التج5ارب
اإلنس5انَّية ،وم5ا َينبثُ5ق عن تل5ك المعرف5ة من قيٍم س5لوكَّية تنعكس على حياة المس5لم وقيم معرفَّي ة تمِّك ن5ه
من مواجهة التحِّديات المعاصرة.
مالحظة :س55يكون موض55وع العالق55ة بين الثقاف55ة اإلس55المَّية والبيئ55ة ،مطروحً5ا كقضَّ5ية للنق55اش في
إط5ار مجموع5ات ص5فَّية من خالل تق5ديم تلخيص لمق5االت منش5ورة في الص5حفة المحلَّي ة (اال ِّتح5اد،
البيان ،الرؤية ،اإلمارات اليوم) ُتناقش أهمَّية الحفاظ على البيئة من منظور الثقافة اإلسالمَّية.