‫في نظرية التعلم الجشطلتية‬

‫الطيبي الحيدي‬
‫جامعة القاضي عياض‪ -‬المدرسة العليا لألساتذة‬
 ‫‪-I‬الجشطلتية‪ ،‬النظرية والرواد‪:‬‬

‫• نشأة ومفهوم نظرية الجشطالت‪:‬‬

‫يدل لفظ الجشطالت على مفردة ألمانية يصعب نقلها حرفيًا إلى‬
‫العربية‪ ،‬إال أنها أقرب إلى كلمة «الشكل أو الهيئة أو البنية أو‬
‫الكل»‪ ،‬ونظرًا لصعوبة ترجمتها بكل ما تحمله من معاني‪ ،‬فقد تم‬
‫استخدامها في مجال علم النفس كما هي‪ .‬وتعود الجذور األولى‬
‫لنظرية الجشطالت إلى بدايات القرن الماضي وتحديدًا في عام‬
‫‪ ،1912‬وقد تم طرحها ألول مرة على يد الفيلسوف األلماني‬
‫«ماكس فرتهيمر»‪ ،‬ثم انتقلت إلى الواليات المتحدة األمريكية‬
‫على يد كل من «كيرت كوفكا» و « كوهلر»‪.‬‬
‫‪-I‬الجشطلتية‪ ،‬النظرية والرواد‪:‬‬

‫ماكس فيرتهايمر(‪)1943-1880‬‬
‫كورت كوفكا (‪)1941-1886‬‬
‫ولفجانج كوهلر(‪)1967-1887‬‬
 ‫‪:‬أهمية الجشتلطية‬
‫قدمت أساسا متينا للدراسة الحديثة لإلدراك‪.‬‬ ‫•‬
‫تؤكد نظرية الجشطالت على‪:‬‬
‫أن الكل أكبر من أجزائه‪.‬‬ ‫•‬
‫أن سمات الكل ال يمكن استنتاجها من تحليل األجزاء‬ ‫•‬
‫المنعزلة‪.‬‬
‫أن إدراك الكل عملية تنظيم تسقي‪.‬‬ ‫•‬
 ‫‪:‬مبادئ التعلم في الجشطلتية‬

‫المبادئ الرئيسية لنظرية الجشطالت في التعلم هي‪:‬‬

‫• يجب على المدرسين تشجيع طالبهم على اكتشاف العالقة بين‬
‫العناصر التي تشكل المشكلة‪.‬‬
‫• النظر إلى التناقضات والفجوات واالضطرابات باعتبارها‬
‫محفزات أساسية في عملية التعلم‪.‬‬
‫• يجب أن يقوم التعلم التربوي على أساس قوانين التنظيم‪.‬‬
‫قوانين التعلم في الجشطلتية‪ :‬يعتبر القانون في الجشطلتية أساس عملية االدراك حيث يمكن تقسيم المجال االدراكي‬
‫لظاهرة ما إلى مستويين‪ :‬األول مستوى الشكل‪ ،‬وهو الجزء السائد الموحد الذي يجسد مركز االنتباه‪ .‬اما المستوى‬
‫الثاني‪ ،‬فهو االرضية وهو بقية المجال الذي يعمل كخلفية متناسقة ومنتشرة يبرز عليها الشكل في بيئة معينة‪.‬‬

‫• تعمل القوى الفكرية وفًقا لقوانين معينة على النحو التالي‪:‬‬

‫(أ) قانون التشابه‪:‬‬
‫• يجعل الفرد يدرك األشياء المتشابهة‪ ،‬حيث يتم انتقاؤها على ما هي‬
‫عليه من السياق الكلي‪،‬‬
‫• تترابط األفكار والخبرات فيما بينها على أساس التشابه‪،‬‬
‫• يعمل موضوع على إحياء موضوع آخر بفعل التشابه‪،‬‬
‫مثال‪ :‬عند رؤية رجل وتذكر صديق حميم من خالل بعض‬
‫التشابه في مظهره الشخصي رغم عدم رؤيتهما مًع ا في الماضي‪.‬‬
‫فإذا بالصورة تذكرنا بالشخص عندما تمثله وتستحضره‪.‬‬
 ‫قوانين التعلم‪ ،‬قانون القرب‬

‫(ب) قانون القرب‪:‬‬ ‫•‬

‫يتيح تجميع األشياء القريبة أو المجاورة لبعضها البعض‬ ‫•‬
‫معرفة عددها أوال من بين عدد األشياء البعيدة‪.‬‬
‫بمعنى آخر‪ُ ،‬تفضل المجموعات المدركة وفًقا لقرب األجزاء‬ ‫•‬
‫الخاصة بها‪ ،‬وهي تميل إلى تكوين مجموعات إذا ما كانت‬
‫متباعدة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬شكل المثلث والدائرة كاف لتوضيح هذه النقطة‪.‬‬ ‫•‬
 ‫قوانين التعلم‪ ،‬قانون اإلغالق‬

‫يعني أن المناطق المغلقة أكثر استقراًر ا وإرضاًء من المناطق‬ ‫•‬

‫المفتوحة‪.‬‬
‫تتشكل المناطق المغلقة بسهولة أكبر في مجموعات معينة‪.‬‬ ‫•‬
‫عندما يكون تصور الموقف غير مكتمل‪ ،‬فهذا يعني أن المتعلم‬ ‫•‬
‫غير قادر على حل المشكلة‪.‬‬
‫يتم حل المشكلة عندما يكون المتعلم قادًر ا على تجميع األجزاء‬ ‫•‬
‫المنفصلة في شكل إدراكي مغلق‪ ،‬والذي يتكون من الهدف‬
‫ووسائل تحقيقه‪.‬‬
 ‫قوانين التعلم‪ ،‬قانون االستمرار‬

‫• جعل الفرد يدرك األشياء التي يتم ربطها مًع ا في سلسلة أو‬
‫على طول خط والذي يشكل كاًل يتم إدراكه مًع ا بدًال من كل‬
‫أمر متصل أو غير متصل أو مبعثر‪.‬‬
‫• تميل التجارب التي تحدث مًع ا بتزامن أو في تتابع متقارب إلى‬
‫إحياء بعضها البعض‪،‬‬
‫مثال‪ :‬يوحي تصور المانجو الناضج بفكرة طعمها الحلو‬
‫ونكهتها بسبب النظر إليهما مًع ا في الماضي أو فكرة الحبر الذي‬
‫يستحضر فكرة القلم‪.‬‬
 ‫قوانين التعلم‪ ،‬قانون التباين‬

‫• قانون يميل التصور أو الفكرة إلى اإلشارة إلى نقيضها‪.‬‬

‫مثال‪ :‬من شأن الشدائد الشخص أن تذكره بأيام رفاهيته‪.‬‬
‫ــــــــ‪ :‬تشير حرارة الصيف إلى برودة الشتاء‪.‬‬
‫في قوانين التعلم هذه‪ ،‬يتم إبراز وجهة النظر الجشتلطية التي‬
‫تمكن القدرة التنظيمية للدماغ من فهم الكل وإعطائه األولوية على‬
‫األجزاء‪.‬‬
 ‫‪:‬التطبيقات البيداغوجية للجشتلطية‬

‫بمراعاة هذه المبادئ للتعلم‪:‬‬

‫• يتعين على المدرس أن يقدم جميع مواد المناهج للمتعلمين في شكل‬
‫وحدات خبرة بسيطة ومحسوسة ومنظمة في شكل كل‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫‪ -‬يجب تعليم األطفال اللحن أو اللحن بدًال من النغمات المنفصلة ‪،‬‬
‫‪ -‬وتعليمه نمط الرقص الكامل بدًال من الخطوات المنفصلة‬
‫‪ -‬وتعليمهم الجمل البسيطة ذات المعنى الكلي بدًال من الكلمات المنفصلة‪،‬‬
‫‪ -‬وتعليمهم كلمات ذات معنى كاملة بدًال من أحرف منفصلة متعلقة‬
‫باألبجديات‪.‬‬
 ‫‪:‬التطبيقات البيداغوجية للجشتلطية‬

‫• تنظيم المثيرات وعملية االستبصار‪.‬‬

‫• عالم الفصل الذي يعيش فيه الطفل ويتعلم فيه ليس مجرد‬
‫مجموعة من المثيرات المنفصلة تقابلها استجابات‪ ،‬بل يتعلق‬
‫األمر بتكيفات تقوم على المحاولة والخطأ‪،‬‬
‫• العالم منظم له معنى‪ ،‬ويمكن للطفل الوصول إليه بفهمه‪ ،‬إذ‬
‫يملك المتعلم قدرة على االستبصار‪.‬‬
‫(ليس الحساب مجرد حقيقة معزولة بل نظام أرقام‪ .‬وليس التاريخ‬
‫مجرد أسماء وتواريخ بل هو تعاقب لأحداث مترابطة عبر الزمن ‪،‬‬
‫من شأن حدث معين أن يقود إلى آخر)‪.‬‬
 ‫‪:‬التطبيقات البيداغوجية للجشتلطية‬

‫يجب على المدرس تنظيم المواقف التعليمية بحيث تظهر‬ ‫•‬

‫عالقات مهمة ويظهر فهم كلي للنتائج المادية‪.‬‬
‫يجب أن تكون خبرات التعلم مرتبة بحيث يكتشف المتعلم‬ ‫•‬
‫العالقة ويعممها بنفسه‪.‬‬
‫يجب تنظيم الموضوع في وحدات أكبر أو في مجموعات ذات‬ ‫•‬
‫معنى‪.‬‬
‫يعتمد مفهوم تخطيط الوحدة على المتعلم نفسه‪.‬‬ ‫•‬
‫تفادي التخطيط المجزأ‪.‬‬ ‫•‬
 ‫‪:‬التطبيقات البيداغوجية للجشتلطية‬

‫• قد ال يتيح تراكم الحقائق والمبادئ والمفاهيم والمهارات تكوين‬

‫المتعلم لصورة كلية واضحة‪.‬‬