Professional Documents
Culture Documents
عرض_المنازعة_في_أساس_الدين(الوعاء_الضريبي)_النسخة_الاخيرة[1]
عرض_المنازعة_في_أساس_الدين(الوعاء_الضريبي)_النسخة_الاخيرة[1]
الجبائية
حول موضوع
المنازعة في أساس الدين
(الوعاء الضريبي)
تحت إشراف:
من إعداد الطلبة:
ذ .يحيى القاسيمي
كنزة ليانون -كوثر بهوش -امين ابريجة
مقدمة
وض ع المش رع بين ي دي اإلدارة الجبائي ة والخاض ع للض ريبة مس اطر ،بحيث زود األولى بامتي ازات
وسلطات بما يكفي ألداء وظيفتها ،في المقابل سن للثاني أي الخاضع للضريبة ضمانات واسعة لحمايته
من كل تعسف أو شطط قد يرتكب في حقه من طرف اإلدارة ضد حقوقه المالية.
-غ ير أن اإلدارة الجبائي ة ق د تخ ل ببعض الض مانات القانوني ة المخول ة للمل زمين من ح االت التبلي غ
بفرض الضريبة و احترام اإلجراءات المسطرية المتعلقة بتصحيح أسـس الضريبة أو الفرض التلقائي
له ا ،أو مس اطر رف ع ال دعوى الض ريبة ،باإلض افة للمس طرة المتبع ة قص د اس تخالص الض ريبة أي في
إجراء من إجراءات المتابعة التي يقوم بها القابض مما يؤدي إلى نشوء نزاع بين اإلدارة والملزم.
-فالمنازعة الضريبية تعبر عن ذلك الحق الذي ضمنته التشريعات الضريبية للملزمين واإلدارة الجبائية
على حد سواء ،من أجل حفظ التوازن بين مصلحة األفراد والمصلحة العامة.
-وب ذلك فالمنازع ات الجبائي ة تنحص ر بص فة عام ة في ص نفين ه امين :المنازع ات في الوع اء،
والمنازعات في التحصيل.
االشكالية
إلى أي حد استطاع المشرع المغربي التوفيق
بين امتي ازات وض مانات المل زمين وس لطات
اإلدارة الضريبية في الوعاء الضريبي
ويتفرع عن هذه اإلشكالية المركزية األسئلة الفرعية التالية:
المطلب الث اني :مس طرة الف رض التلق ائي للض ريبة :الح االت
واإلجراءات
01 المنازعة في الوعاء
الضريبي:
مسطرتي الفحص
والتصحيح الضريبي
-يحيل الوعاء الضريبي على المادة أو الشيء الذي تفرض عليه الضرائب او الرسوم
والذي يأتي في صورة مال أو عمل ،أي حصر العناصر الخاضعة للتضريب قصد تحديد
األساس الذي ستحتسب عليه الضرائب أو الرسوم.
-يقصد بالمنازعات في الوعاء الضريبي ،كل المنازعات التي تثور بشأن تأسيس الضرائب
سواء تعلق االمر باألساس القانوني أو الواقعي لهذا التأسيس .الن األصل في تحديد المادة
الضريبية في جل القطاعات ،انها تعرف انطالقاتها من تصريح تلقائي يصدر عن
الخاضعين للضريبة داخل آجال قانونية محددة ،حيث يتم ربط الضريبة انطالقا من
العناصر التي توفرها هذه اإلقرارات.
يتم فرض الضريبة بصفة أولية استنادا إلى ما وقع التصريح به من قبل الخاضعين
للضريبة ،وال يتم اللجوء إلى الفرض التلقائي إال إذا تقاعس هؤالء عن القيام بالتزامهم
القانوني ،كما أن التصريح له أهمية ،إذ ال يمكن لإلدارة الضريبية تغيير األساس الذي
تضمنه التصريح إال إذا اتبعت إجراءات قانونية قد تكتسي طابع مسطرة فحص وقد
تكون مسطرة تصحيح.
مسطرة الفحص
عرف القض اء الفرنس ي مفه وم فحص المحاس بة من خالل الق رار الص ادر بت اريخ
1967/3/13بأنه مراقبة صدق إقرارات الخاضع للضريبة ،وذلك من خالل مقارنتها
مع البيانات المحاسبية من أجل ضمان فرض عادل للضريبة ،كما عرف الفحص المدقق
للوضعية الجبائية للخاضع للضريبة والتي تقابل مراقبة الوضعية الجبائية العامة للخاضع
للضريبة في القانون الضريبي المغربي بأنه فحص لمدى التناسق بين المداخيل المصرح
بها من طرف الخاضع للضريبة من جهة ووضعية هذا األخير المادية من جهة أخرى.
وقد اقتصر المشرع الجبائي المغربي في هذا الباب على إلزامية توجيه اإلشعار بالفحص
على حال ة فحص المحاس بة دون عملي ة فحص الوض عية الجبائي ة للخاض ع للض ريبة أو
غيرها من حاالت المراقبة.
-1اإلشعار بالفحص:
يعتبر اإلشعار بالفحص من الضمانات األساسية المخولة للملزمين ,بحيث أن إدارة
الضرائب ملزمة بإشعار كل ملزم تنوي إجراء مسطرة الفحص الجبائي معه ,وقد
عرف القضاء الفرنسي الفحص بالمحاسبة بأنه مراقبة صدق إقرار الخاضع
للضريبة ودلك بمقارنته مع بيانات المحاسبة من أجل ضمان فرض الضريبة،
وتتجلى إلزامية الفحص بالمراقبة من خالل المادة 212من مدونة الضرائب حيت
قالت بأنه إذا قررت اإلدارة القيام بفحص محاسبة تتعلق بضريبة أو رسم معين،
وجب تبليغ إشعار بذلك إلى الخاضع للضريبة وفقا لإلجراءات المنصوص عليها
في المادة 219أدناه قبل التاريخ المحدد للشروع في عملية الفحص بخمسة عشر
يوما على األقل.
-2تحديد مدة الفحص:
تنص المادة 212من المدونة العامة للضرائب على أنه يحدد اإلشعار بالفحص السنوات
المحاسبية التي سيشملها الفحص وكذلك الضرائب والرسوم المعنية أو البنود والعمليات
المسؤولة بالمراقبة .وبخصوص السنوات التي يجب أن يشملها الفحص ،فهي محددة في
أربع سنوات الغير متقدمة ،ويمكنها أن تمتد إلى أربع سنوات أخرى متقادمة على أن
تكون األربع سنوات األخيرة موضوع لعملية التصحيح بالرغم من إمكانية فحصها.
-نص المشرع في المادة 232من المدونة العامة الضرائب على أنه "يمكن أن يشمل
التصحيح الفترات األربع األخيرة لفرض الضريبة أو السنوات المحاسبية المتقادمة
عندما تستنزل مبالغ العجز أو مبالغ الرسوم المؤجل دفعها والمتعلقة بفترات لفرض
الضريبة أو سنوات المحاسبية متقادمة من الدخول أو الحصائل الخاضعة للضريبة أو
الضريبة المستحقة برسم فترة غير متقادمة ،غير أن التصحيح ال يمكن أن يتجاوز في
هذه الحالة مجموعة مبالغ العجز ومبالغ الرسم المؤجل المستنزلة من الحصائل والدخول
أو الضريبة المستحقة برسم الفترة أو السنة المحاسبية غير المتقادمة".
يش كل ه ذا المقتض ى ال ذي يل زم على اإلدارة تحدي د الم دة
المش مولة ب الفحص في ص لب اإلش عار ب الفحص باعتباره ا
ضمانة حقيقية للخاضع الضريبة تجعل هذا األخير على بينة
تامة بمضمون عملية الفحص والسنوات المعنية حتى ال تكون
هن اك س لطة واس عة لإلدارة في مراقب ة الس نوات المحاس بية
حس ب قناعته ا ودون أي تحدي د س ابق ،كم ا يمكن للمل زم من
االستعداد الجيد لعملية الفحص بناء على ما حددته اإلدارة في
إشعارها.
تحديد األساس الضريبي عن طريق مسطرة التصحيح
تصحيح األساس الضريبي يعتمد على مسطرة تواجهية تتيح لإلدارة والملزم
التفاوض حول األساس الضريبي الجديد.
-تعد المسطرة التواجهية ضماًنا هاًم ا يحق للملزم الضريبي ممارسة حق الدفاع
والمناقشة في تصحيحات اإلدارة .واإلدارة تتمتع بصالحيات لتحديد األساس
والمادة الخاضعة للضريبة بعد فحص الملزمين ،ويحق للملزم مناقشة النتائج
والمطالبة بإجراءات تصحيح ضمن إجراءات قانونية محددة .حيث ُيمنع الفرض
التلقائي في حال وجود تصريح ضريبي ،وتتضمن مسطرة التصحيح حواًرا كتابًيا
وإمكانية التحكيم في حال الخالفات .الهدف هو التوصل إلى توافق بين اإلدارة
والملزم مع الحفاظ على حقوق الدفاع وتجنب التعسف اإلداري.
وعموما فقد ميز المشرع الضريبي بين نوعين من مساطر تصحيح
االس اس الض ريبي ،فهن اك مس طرة التص حيح العادي ة وتلج أ له ا
االدارة في االح وال العادي ة حس ب م دلول الم ادة 220من المدون ة
العام ة للض رائب ،كم ا أن هن اك ح االت اس تثنائية أج از المش رع
لإلدارة اللج وء الى مس طرة خاص ة وهي المس طرة الس ريعة نض را
لما تنطوي عليه هده الحالة من خطورة وإمكانية تسببها في ضياع
أموال على الخزينة العامة وبالتالي المس بمبدأ المساواة العادلة في
تحمل التكاليف.
مسطرة التصحيح العادية لألساس
الضريبي
خولت المادة 220من المدونة العامة للضرائب ،المنظمة للمسطرة العادية للتصحيح ،لمفتش
الضرائب بعد إنهاء المراقبة الضريبية ،إمكانية تصحيح أسس فرض الضريبة ،أو المبالغ المحجوزة
برسم الدخول المتكونة من األجور ،أو األثمان أو التصاريح التقديرية المعبر عنها في العقود و
االتفاقات ،سواء الناتجة عن إقرار الخاضع للضريبة أو رب العمل أو المدين باإليراد ،أو الناتجة عن
فرض الضريبة بصورة تلقائية .وفي هذه الحالة يتوجب على مفتش الضرائب تبليغ الخاضعين
للضريبة وفقا لإلجراءات المنصوص عليها في المادة 219من المدونة ،في رسالة أولى وخالل
الستة أشهر التالية لتاريخ إنهاء المراقبة الضريبية ب:
-أسباب التصحيح المزمع القيام به و طبيعته و تفاصيل مبلغه ،فيما يخص الضريبة على الشركات
أو الضريبة على الدخل أو الضريبة على القيمة المضافة؛
-األساس الجديد الواجب اعتماده وعاء لتصفية واجبات التسجيل و كذا مبلغ الواجبات التكميلية
الناتجة عن األساس المذكور.
وي دعوهم في نفس الرس الة إلى اإلدالء بمالحظ اتهم خالل أج ل الثالثين يوم ا الموالي ة لت اريخ تس لم
التبلي غ ،و بع د اطالع الخاض ع للض ريبة على فح وى الرس الة األولى الم ذكورة ،فإم ا أن يوجه
جواب ه إلى إدارة الض رائب خالل الثالثين يوم ا من التوص ل ،و إم ا أال يفعل .وفي ه ذه الحال ة
األخ يرة (حال ة ع دم الج واب) يتم وض ع الواجب ات التكميلي ة موض ع التحص يل ،وال يمكن أن
ين ازع فيه ا إال وف ق الش روط المق ررة في الم ادة 235من المدون ة ،أي عن طري ق توجي ه
مطالبت ه إلى م دير الض رائب أو الش خص المف وض من لدن ه داخ ل أج ل الس تة أش هر الموالي ة
للشهر الذي يقع فيه صدور األمر بالتحصيل
أما في حالة جواب الخاضع للضريبة على الرسالة األولى ،فيجب التمييز بين نوعين من
األجوبة:
إم ا أن يفض ي الج واب إلى قب ول اقتراح ات المفتش ،وهن ا تنتهي المنازع ة وتف رض
الواجب ات التكميلي ة ،وإم ا أن يع بر الج واب عن ال رفض الكلي أو الج زئي للتص حيح
الضريبي ،وهنا أيضا يجب أن نميز بين الحالة التي يرى فيها المفتش أن جواب الخاضع
للضريبة مبني على أساس سليم ،و يقع التخلي من قبله عن مسطرة التصحيح (و هذه حالة
نادرة جدا) ،وإما أن يرى المفتش بأن جواب الخاضع للضريبة ال يستند إلى أساس صحيح
كال أو بعضا ،وحين ذاك يتوجب على المفتش أن يقوم خالل أجل ال يتجاوز ستين يوما من
تسلم الجواب ،بتبليغ الخاضع للضريبة بواسطة رسالة ثانية يجب أن تتضمن ثالث عناصر
مهمة هي:
-أسباب الرفض الكلي أو الجزئي لمالحظات -
الخاضع للضريبة.
-إخبار الخاضع للضريبة بأن أساس فرض الضريبة سيصير نهائيا ،في حال عدم تقديمه لطعن في
ذلك أمام اللجنة المحلية لتقدير الضريبة ،داخل أجل الثالثين يوما الموالية لتاريخ تسلم رسالة التبليغ
الثانية.
مسطرة التصحيح االستثنائية أو السريعة
بالموازاة مع المسطرة العادية للتصحيح ،هناك المسطرة االستعجالية أو السريعة
للتص حيح ،وال تي يلج أ إليه ا المفتش بالنس بة لبعض الض رائب بعينه ا ،حين يته دد
اإلدارة الجبائية خطر عدم تمكنها من استيفاء ما تروم فرضه من مستحقات عن
طري ق التص حيح .وق د أورد المش رع ل ذلك ح االت معين ة ،تض منتها الم ادة 221
من المدونة العامة للضرائب وتهم :الحصيلة الخاضعة للضريبة عن فترة النشاط
األخ يرة غ ير المش مولة بالتق ادم ،في حال ة تف ويت مقاول ة أو انقط اع عن مزاول ة
نشاطها ،و كذا في حالة تسوية أو تصفية قضائية لها أو تغيير شكلها القانوني ،إذا
كان يترتب على ذلك إما إخراجها من نطاق الضريبة على الشركات أو الضريبة
على ال دخل و إم ا إح داث ش خص معن وي جدي د ،اإلق رارات المودع ة من قب ل
الخاض عين للض ريبة ال ذين لم يب ق لهم في المغ رب م وطن ض ريبي أو مؤسس ة
رئيسية من قبل ذوي الحقوق الخاضعين للضريبة المتوفين ،إقرارات الخاضعين
للض ريبة ال ذين ي بيعون قيم ا منقول ة و يره ا من س ندات الم ال وال دين ،المب الغ
المحج وزة في المنب ع ال تي وق ع إق رار بش أنها من ط رف المش غلين أو الم دينين
ب اإليرادات ال ذين ينقطع ون عن مزاول ة نش اطهم أو ال ذين ينقطع ون عن مزاول ة
نشاطهم أو الذين يقومون بتحويل زبنائهم أو تغيير الشكل القانوني لمنشآتهم.
الضرائب المفروضة من قبل فيما يتعلق الضريبة على القيمة المضافة ،على فترة النشاط
األخيرة غير المشمولة بالتقادم في حالة تفويت مقاولة أو انقطاعها عن مزاولة نشاطها .وفي
هذه الحاالت يقوم مفتش الضرائب ،بتبليغ الخاضعين للضريبة وفقا لإلجراءات المنصوص
عليها في المادة 219من المدونة ،في رسالة أولى وخالل الستة أشهر التي تلي تاريخ إنهاء
المراقبة الضريبية ب:
-أسباب التصحيح المزمع القيام به و تفاصيل مبلغها.
-األساس المعتمد لفرض الضريبة.
-يضرب للمعنيين باألمر أجل ثالثين يوما من تاريخ تسلم رسالة التبليغ ،لتقديم جوابهم و
اإلدالء إن اقتضى الحال بما لديهم من إثباتات ،و في حالة عدم جواب الخاضع للضريبة داخل
األجل المضروب لذلك ، ،فإنه يجعل اإلدارة تشرع في استخالص الضريبة وفق األساس
المعتمد من طرف المفتش.
أما في حالة جواب الخاضع للضريبة داخل األجل المضروب من خالل تقديمه لمالحظاته ،ورأى
المفتش أن جميعه ا أو بعض ها ال يس تند إلى أس اس ص حيح ،فهن ا يت وجب على المفتش أن يبل غ
الخاضع للضريبة في رسالة ثانية وفق اإلجراءات المنصوص عليها في المادة 219من المدونة،
و داخل أجل ال يتجاوز الستين يوما الموالية لتاريخ تسلم الجواب ب:
أسباب رفضه الكلي أو الجزئي.
أسس فرض الض ريبة المعتمدة ،إخبار الخاضع للض ريبة بإمكاني ة تقديم ه لطعن في أسس فرض
الضريبة أمام اللجنة المحلية لتقدير الضريبة ،داخل أجل الثالثين يوما الموالية لتاريخ تسلم رسالة
التبليغ الثانية.
بناء على ما سبق يتضح بأن السبب األساسي الذي حمل المشرع
إلى تمكين اإلدارة الجبائي ة من اللج وء إلى المس طرة الس ريعة
لتص حيح األس اس الض ريبي ،يكمن في حف ظ حق وق الخزين ة من
الض ياع ال ذي يمكن أن تتع رض إلي ه في ح ال س لوكها للمس طرة
العادية للتصحيح التي تتميز بطول إجراءاتها.
02 مسطرة الفرض التلقائي
للضريبة :الحاالت
واإلجراءات
-يكتسي اإلقرار الضريبي أهمية بالغة ،ألنه ال يمكن لإلدارة أن
تغير األساس الذي وقع التصريح به إال إذا اتبعت مسطرة قانونية
وهي مسطرة تصحيح األساس الضريبي .غير أن الملزم قد ال
يدلي باإلقرار أو يتقاعس عن تقديمه داخل األجل القانوني ،أو قد
ال يتضمن اإلقرار كل العناصر التي تفيد في تحديد الضريبة ،لدى
نص المشرع على مسطرة خاصة يكون منطلقها هو دعوة اإلدارة
للخاضع للضريبة إلى وضع التصريح داخل أجل قانوني ،فإذا
تقاعس الملزم عن القيام بالتزامه القانوني ،فإن لإلدارة الحق في
التدخل لتطبيق مسطرة الفرض التلقائي تأسيسا على ما تتوفر
عليه من معطيات.
وق د ح دد المش رع المغ ربي مجموع ة من الح االت إلعم ال
مسطرة الفرض التلقائي من طرف اإلدارة الضريبية ،لكن
في المقاب ل ألزمه ا ب احترام مجموع ة من اإلج راءات
المسطرية المنصوص عليها في المدونة العامة للضرائب.
-يقص د بمس طرة التحدي د التلقائي للوع اء الض ريبي
قيام اإلدارة الضريبية بصورة انفرادية بتقدير وعاء
ض ريبة معين ة ،وبعب ارة أدق يع ني الف رض التلق ائي
للض ريبة إعم ال س لطة اإلدارة في تق دير الم ادة
الخاض عة للض ريبة بش كل أح ادي ،مم ا يفي د على أن
ه ذه المس طرة تق ترن بمفه وم الس لطة التقديري ة
لإلدارة.
حاالت الفرض التلقائي للضريبة
يع رف التص ريح أو اإلق رار على أن ه أداة أساس ية ت تيح لإلدارة
الضريبية الوقوف على المادة الخاضعة للضريبة ،بغية تقدير
مكوناته ا واحتس اب مبلغه ا ،وك ذا التأك د من ص حة المعلوم ات
المرتبطة بها ،حيث يشكل تقديمها لإلدارة الضريبية حجة على
المل زم ال يمكن ال تراجع عنه ا إال في حال ة الغل ط ،أو إهم ال
بعض الدخول الخاضعة للضريبة.
نص المش رع في الم ادة 228من المدون ة العام ة
للض رائب على ح االت يمكن بموجبه ا لإلدارة ف رض
الض ريبة بص ورة تلقائي ة و المتمثل ة في حال ة عـدم
تق ديم اإلق رار أو تقديم ه خ ارج األج ال المح ددة ،ثم
حالة تقديم اإلقرار الناقص.
عدم تقديم اإلقرار أو تقديمه خارج اآلجال المحددة
-الهدف من التصريح ،هو إقرار الملزم بما تحقق له من دخل ،أو رقم أعمال خاضعين
للض ريبة ،بقص د إيف اد اإلدارة ببيان ات متنوع ة ،وتق ديمها داخ ل أج ل معين ،ل دى ف إن
غياب التصريح يحول دون تمكين اإلدارة من ربط الضريبة في الوقت المناسب ،سواء
لم يقدم الملزم تصريحه بتاتا ،أو قدمه من دون احترام الشروط الواجب توفرها فيه ،ما
يجعله سببا كافيا إلعمال مسطرة الفرض التلقائي.
-تعد حال ة غياب التص ريح ،من أكثر الحاالت ش يوعا في الممارس ة الجبائية ب المغرب،
حيث يج يز المش رع لإلدارة مباش رة مس طرة الف رض التلق ائي للض ريبة عن د ع دم تق ديم
إقرار بالنتيجة أو بالواقعة المنشئة للضريبة.
حددت المttادة 20والمttادة 82من المدونttة العامttة للضttرائب آجttاال
معينtة إلي داع اإلق رارات ل دى إدارة الض رائب تحت طائل ة الف رض
التلق ائي .وعلي ه ،يعت بر التص ريح مق دما خ ارج األج ل ،عن دما يق ع
اإليداع بعد األجل الممنوح للملزم للقيام بهذا الواجب ،علما أن األجل
هو الفترة الزمنية التي حددها القانون للقيام بإجراء معين داخلها أو
قبلها أو بعد نهايتها ،وذلك تحـت طائلة عدم قبول اإلجراء.
-ويعت بر التص ريح ناقص ا إذا لم يتض من المعلوم ات ال تي تمكن اإلدارة من رب ط الجباي ة
وتحديد وعائها ،وقد اعتبر كل من المشرع الجبائي المغربي والفرنسي التصريح الناقص
بمثاب ة إخالل خط ير بواجب ات المل زم ،مم ا يس توجب لج وء اإلدارة إلى مس طرة الف رض
التلقائي.
الفQQQQرض التلقQQQQائي بعQQQQد إجQQQQراء
المراقبة
-يعتبر التصريح اللبنة األولى النطالق عملية التأسيس الضريبي ،وفي مقابل
هذا التصريح يملك مفتش الضرائب الصالحية لممارسة عملية المراقبة أو
التحقيق في مضمون هذا اإلقرار.
-نص المش رع في الفق رة األولى من الم ادة 229من م .ع .ض على أن ه " إذا لم يق دم
الخاضع للضريبة وثائق ه المحاسبية المشار إليها بحسب الحالة في المادتين 145و146
أعاله أو إذا رفض الخضوع للمراقبة الضريبية المنصوص عليها في المادة 212أعاله،
وجهت إليه رسالة وفق إجراءات التبليغ المنصوص عليها في المادة 219أعاله ،يدعوه
فيه ا للتقيي د بااللتزام ات القانوني ة داخ ل أج ل خمس ة عش ر يوم ا من ت اريخ تس لم الرس الة
المذكورة.
ويجب اإلشارة إلى أن الرسالة األولى ،يجب أن تتضمن دعوة
للملزم باحترام األحكام المتعلقة بالمراقبة الجبائية ،فقد يحدث أن
يتعرض بعض الملزمين على أعمال المراقبة الضريبية ،ويأخذ هذا
التعرض عدة أشكال منها ،إقفال المحل الذي من المفترض أن
تجري فيه المراقبة أثناء الموعد المحدد لها ،وعدم تقديم الوثائق
المحاسبية الالزمة للمحقق ،وعدم تمكينه من االطالع في عين
المكان على وسائل اإلنتاج أو المخزون وكل العناصر المفيدة في
التأكد من حقيقة العمليات التي يقوم بها الملزم والمدرجة في وثائقه
المحاسبية ،وتمكين اإلدارة الجبائية من القيام بواجبها في مراقبة
اإلقرارات المدلى بها من طرف الملزم مع منح هذا األخير مهلة
زمنية لالمتثال وعدم عرقلة اإلدارة الجبائية.
الرسالة الثانية للفرض التلقائي
-تأتي الرسtالة الثانيtة في إطtار اسtتمرار الحtوار ،بحيث يتعين على مفتش الضtرائب
في حالtة عtدم اسtتجابة الخاضtع للضtريبة للرسtالة األولى ،أن يتمم دعوتtه بمtوجب
رسtالة ثانيtة لتقtديم إقtراره داخtل أجtل ثtان محtدد في ثالثين يومQا ،وعنtد انصtرام
األجtل دون قيtام الخاضtع بوضtع اإلقtرار تكtون األسtس الtتي حtددتها اإلدارة في
الرسالة الثانية موضع فرض ضريبي.
-أمtا في حالtة عtدم اسtتجابته لتقtديم الوثtائق المحاسtبية المطلوبtة إلجtراء المراقبtة
المتضtمنة في الرسtالة األولى داخtل أجtل خمسtة عشtر يومtا ،تtدعوه بمtوجب رسtالة
ثانيtة لتقtديم الوثtائق داخtل أجtل جديtد محtدد في خمسtة عشtر يومtا كtذلك ،وعنtد انصtرام
هtذا األجtل دون أن يقtدم الخاضtع الوثtائق المطلوبtة تفtرض عليtه الضtريبة بصtورة
تلقائية.
-وفيما يتعلق بالفرض التلقائي الناتج عن مسطرة التصحيح سواء
العادية أو السريعة ،التي تعتبر استثناء من األصل كقاعدة عامة،
والمنصوص عليها في المادة 228و 229من المدونة العامة
الضرائب ،فإنه بمجرد عدم جواب الخاضع على رسالة التصحيح
األولى داخل األجل المحدد تفرض الضريبة بصورة تلقائية وال
يمكن المنازعة فيها إال وفق المادة 235من المدونة العامة
الضرائب.
وبالتالي فعدم جواب الخاضع على رسالة التصحيح األولى سواء
بالرفض الكلي أو الجزئي ،يعطي الحق في الفرض التلقائي
للضريبة ،وتحرمه من عرض نزاعه على أنظار اللجان الضريبية.
ومجمل القول ،تعتبر الرسالتان إذن ،إجراءين جوهريين قبل اللجوء إلى
مسطرة الفرض التلقائي للضريبة حيث يترتب على عدم القيام بهما بطالن
المسطرة ككل.
خاتمة
تبقى المنازع ة الجبائي ة من أهم القض ايا ال تي ش غلت المح اكم اإلداري ة ،ف إذا ك انت ه ذه األخ يرة تش كل
المقي اس الحقيقي لمص داقية أي نظ ام ض ريبي ،ف إن وج ود أحك ام ومقتض يات قانوني ة تحكم ال نزاع
الض ريبي في المغ رب ،يعت بر أم را ض روريا وذل ك لحماي ة حق وق الخاض ع للض ريبة من األخط اء
واالغفاالت التي تحصل سواء أثناء تحديد المادة الضريبية واحتسابها أو أثناء التحصيل كعدم احترام
إجراءات التحصيل الجبري ،المنصوص عليها في مدونة تحصيل الديون العمومية .االمر الذي يكرس
الضمانات المخولة للخاضع للضريبة سواء على مستوى ربط الضريبة او إجراءات حيث رتب القضاء
اإلداري بطالن مسطرة فرض الضريبة أو إجراءات التحصيل الجبري عن أي إخالل بهذه الضمانات
ووض ع ض وابط وآلي ات مس طرية يتعين على اإلدارة الض ريبية احترامه ا في إط ار عالقته ا بالخاض ع
للضريبة ،وذلك حفاظا على الحق في الدفاع.
لكن المالحظ أن هذه الضمانات قد ال يستفيد منها بعض الخاضعين للضريبة نظرا لتعدد وتشعب
القوانين الضريبية وغموضها أحيانا ،باإلضافة إلى التعديل المستمر عبر قوانين المالية المتالحقة أو قد
تختلط عليهم األمور بسبب اختالف الجهات التي يمكن أن يوجه إليها التظلم اإلداري ،هل هي المديرية
العامة للضرائب أم الخزينة العامة للمملكة؟ االمر الذي تضيع معه حقوق الخاضع للضريبة.
شكرا على حسن انتباهكم